أن التسمية هل هي من القرآن إلى ثبوت هذه الأحكام وعدمها ، وثبت أن ثبوت هذه الأحكام وعدمها أمور اجتهادية ظهر أن البحث اجتهادي لا قطعي ، وسقط تـهويل القاضي (1) .
  أقول : قام الفخر الرازي هنا بمغالطة وهي إسراء حكم المتفق عليه إلى محل النـزاع ! ، لأننا نعلم بقرآنية البسملة في سورة النمل ( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ( النمل / 30 ) ، ومحل النـزاع ليس في أصل قرآنية البسملة وإنما في خصوص البسملة التي كتبت في أوائل السور ، فهل هذه جزء من كل سورة أم لا ؟ ، فلا يقال إن البسملة ثبتت من القرآن بالتواتر ! ، لأن ما ثبت بالتواتر ليس هو محل النـزاع ، إلا أن يقال بكفاية ثبوت البسملة في موضع واحد ، وهذا غير مقبول البتة لأن لازمه أن آيات البسملة هي بالحقيقة آية واحدة ، فنقبل أن آية ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) مع تكررها في سورة الرحمن هي آية واحدة ! .
  ثم من قال إن التواتر غاية ما يراد منه إثبات نص الآية ؟ بل نحتاجه لإثبات محل الآية خاصة في البسملة التي بـها يعلم نـهاية السورة السابقة وبداية السورة اللاحقة .
أبو حنيفة يحذر من الخوض في البسملة !
  وتنبه أبو حنفية ومن تبعه من الأحناف إلى هذه اللوازم أو قل للمصائب التي تتولد من اختلافهم في جزئية البسملة فآثروا عدم الخوض فيها بدعوى أن الخوض فيها يؤول إلى أمر عظيم :
  ( وقال بعض فقهاء الحنفية : تورع أبو حنفية وأصحابه عن الوقوع في هذه المسألة لأن الخوض في إثبات أن التسمية من القرآن أو ليست منه أمر عظيم ، فالأولى السكوت عنه ) (2) .
  ولا ريب أن الأمر العظيم هو إلزام أحد الفريقين بتحريف القرآن ، وإيثارهم السكوت عنه دليل على الحرج الذي هم فيه .
مهرب فاضح !
  وبعدما تنبه علماؤهم إلى أن هذا الاختلاف نفيا وإثباتا للآية الكريمة يؤدي على مبانيهم إلى تكفير ثلة كبيرة من أعاظم علمائهم ، تصيدوا ـ كالعادة ـ مهربا يقيهم حر التكفير وهو :

--------------------
(1) نفس المصدر .
(2) التفسير الكبير ج1ص194 ط البهية في مصر .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 527 _
  ( واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها ولا من نفاها لاختلاف العلماء فيها ، بخلاف ما لو نفى حرفاً مجمعاً عليه أو أثبت ما لم يقل به أحد فإنه يكفر بالإجماع ) (1) .
  وهذا الكلام غير مقبول ، لأمرين :
  1 ـ فيه دور صريح ، لأنه جعل اختلاف العلماء في قرآنية آية مانعا من الكفر بدليل أنـهم اختلفوا فيها !!
  2 ـ إن دليلهم في التكفير ليس الإجماع فقط ، بل معارضة الآية الكريمة ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( الحجر / 9 ) والاختلاف في إثبات آية أو نفيها يلزم منه ـ بزعمهم ـ إنكار أحد الفريقين لمدلول آية الحفظ وهو الكفر !
  وعلى أي حال فالشيعة لا يترصدون تكفير الناس بلا ضوابط من شروط وقيود ، فهذا ديدن غيرهم ولله الحمد .
الوهابية تتكلم من جديد !
  حينما فرغ الوهابي ( عثمان الخميس ) من افتراءاته على الشيعة بتحريف القرآن ، حاول الدفاع عن أهل السنة بقوله إن الشيعة افتروا على أهل السنة تحريف القرآن ـ بزعمه ـ لأن أهل السنة حذفوا البسملة في الصلاة ، فقال مستغلا جهل من حوله :
  ( والشيعة طبعا ينكرون على السنة ، لماذا لا تقولون ( بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ؟ ، جبتم ـ كذا ـ آمين ليست من القرآن ، قلتوها جهرا و (بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) التي من القرآن شلتوها ـ كذا ـ من المصحف ؟! ) (2) .
  أقول : سبحان الله ! مَن مِن الشيعة استدل بـهذا الدليل الفاسد ؟! ، لماذا لم يذكر الوهابي المصدر ؟! أم هو الكذب الذي عودنا عليه ؟
  الشيعة إنما ألزموا أهل السنة تحريف القرآن عندما أنكروا البسملة في مائة وثلاثة عشر موضعا من القرآن وهي أوائل السور ، ولا دخل لهذا بقراءتـها في الصلاة لأن قراءة البسملة في الصلاة قد لا تكون واجبة في حين أنـها جزء من كل سورة عدا براءة في نظر المصلي ، فلا يقرؤها في الصلاة

--------------------
(1) نيل الأوطار للشوكاني ج2ص208 ط الحلبي الثانية .
(2) من شريط الشيعة والقرآن ، بداية الربع الأخير من الوجه الثاني .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 528 _
  للجواز ، هكذا يدس الوهابي ( عثمان الخميس ) لتغيير موضع النقاش ، كان عليه بيان حقيقة الإشكال ومحله لا أن يضحك على صغار الوهابية من حوله ! ، وهذا أول غيث الدجل ، وسيأتيك غيث الجهل تباعا كالعادة .
  ثم أكمل الوهابي ( عثمان الخميس ) كلامه : ( نقول : أولا أنتم أيضا حذفتوها ! فهذا محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يكون إماما فيستفتح بالحمد ولا يقرأ ( بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) فقال عليه السلام : لا يضره ولا بأس .
  وعن مسمع البصري قال : صليت مع أبي عبد الله عليه السلام فقرأ ( بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ ( بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ثم قام في الثانية فقرأ الحمد ولم يقرأ ( بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ثم قرأ بسورة أخرى .
  عن الحلبيين عن أبي عبد الله عليه السلام : أنـهما سألاه عمن يقرأ ( بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) حين يقرأ فاتحة الكتاب قال : نعم إن شاء سرا وإن شاء جهرا ، فقالا : فيقرؤها مع السورة الأخرى ؟ قال : لا .

وهذا كما ترى أول غيث الجهل ، لأسباب واضحة وهي :
  1 ـ للمرة الألف نعيد ونكرر : إن وجود رواية في كتب الشيعة لا يعني : قال الشيعة ، فلا معنى لقول الوهابي ( وأنتم أيضا حذفتوها ) !
  2 ـ هذه روايات تتكلم عن حكم قراءة البسملة في الصلاة ولا تتكلم عن جزئيتها من السور ! ، وادعاء الملازمة بينهما من الجهل السحيق .
  3 ـ الشيعة تحمل الراوية الأولى والثانية على أن صدورهما كان تقية ، والثالثة أن المقصود منها صلاة النافلة لأن فيـها يجوز التبعيض في السورة الثانية ، أي يجوز قراءة بعض آيات من السورة القصيرة في صلاة النافلة ، فلا مانع من حذف البسملة مع حذف أول السورة ، وعليه كيف تدل الرواية على نفي قرآنية البسملة ؟!!

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 529 _
  وقد عنون صاحب الوسائل الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه الباب الذي سرق الوهابي منه الروايات بـهذا العنوان : ( باب جاز ترك البسملة للتـقـية وجواز ترك الجهر بـها في محل الإخفات ) ، ثم ختم الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه هذا الباب بقوله :
  ( أقول ذكر الشيخ وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية والقرائن في بعضها ظاهرة ، أو على عدم الجهر بـها في محل الإخفات ، أو على عدم سماع الراوي لها لبعده ، أو على النافلة لجواز تبعيض السورة فيها بل تركها ، وسيأتي ما يدل على الجهر بالبسملة وبعض ما تقدم يحتمل الحمل على الإنكار ).
  وهذا كلام أحد أعلام الشيعة وحكاه أيضا عن شيخ الطائفة عليهما رضوان الله تعالى ، ولكن الوهابي أخذ الروايات وطرح كلمات أعلام الشيعة الموجودة أمام عينيه ، وذكر الروايات على أنـها ( قال الشيعة ) ، وترك كلام الشيعة أنفسهم !!
  4 ـ هذه الروايات معارضة بما هو أصرح منها وأقوى دلالة ولذلك حملت الأولى والثانية على التقية والصلاة في الثالثة على النافلة ، لننقل بعض ما جاء في كتب مراجعنا العظام عليهم تمام الرحمة والرضوان .
  قال صاحب الجواهر رضوان الله تعالى عليه : ( على أن جميعها لا تأبى الحمل على النافلة أو الضرورة أو التقية أو نحو ذلك ، بل ربما كان صراحتها خصوصا نصوص البعض أكبر شاهد على بعض ما ذكرنا ضرورة معروفية كونه شعار العامة ، كما أن الإكمال من شعار الخاصة ، وربما كان في خبر إسماعيل بن الفضل إشارة إليه ، قال : ( صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام أو أبو جعفر عليه السلام فقرأ بفاتحة الكتاب وآخر سورة المائدة ، فلما سلم التفت إلينا ، فقال : أما إني أردت أن أعلمكم ) .
  وكذا خبر سليمان بن أبي عبد الله قال : ( صليت خلف أبي جعفر عليه السلام فقرأ بفاتحة الكتاب وآي من البقرة فجاء أبي فسئل ، فقال : يا بني إنما صنع ذا ليفقهكم وليعلمكم )، بل اعتذاره عليه السلام مع سؤاله في الخبر الثاني كالصريح في ذلك ) (1) .
  وقال السيد الخونساري رضوان الله تعالى عليه : ( وفي قبالها أخبار تدل على عدم الوجوب مثل ما عن الشيخ في الصحيح عن عبد الله بن على الحلبي ومحمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام ( أنـهما سألاه عمن يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) حين يقرأ فاتحة الكتاب قال : نعم ، إن

--------------------
(1) جواهر الكلام للمحقق النجفي رضوان الله تعالى عليه ج9ص336 ط دار إحياء التراث العربي .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 530 _
  شاء سرا وان شاء جهرا ، فقالا : فيقرؤها مع السورة الأخرى ؟ قال : لا ) ، لكنها محمولة على التقية ويشهد لـها بعض الأخبار السابقة مضافا إلى إعراض الأصحاب مع صحة السند في كثير منها ) (1) .
  وقال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه : ( وربما يستدل على عدم الوجوب بصحيحة الحلبيين ( عن أبي عبد الله عليه السلام أنـهما سألاه عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد قراءة فاتحة الكتاب ، قال : نعم إن شاء سرا وإن شاء جهرا ، فقالا : أفيقرؤها مع السورة الأخرى ؟ فقال : لا ) وهي صريحة في عدم الوجوب لولا الاقتران بالذيل المشتمل على النهي عن البسملة في السورة الأخرى فانه يقرب ورودها مورد التقية فيمنع عن الاستدلال بـها ، والتفكيك بين الصدر والذيل مشكل كما لا يخفى ، وكيف كان فيكفي في الدلالة على الاستحباب ما عرفت ) (2) .
  وهذه كلمات مراجع الشيعة العظام قدس الله أرواحهم ، ولكن الأعرابي ( عثمان الخميس ) حسب أن قراءة أصول الفقه لأبي زهرة في المعهد الديني كافية لفهم روايات أهل البيت عليهم السلام !
  ثم نكص الوهابي على عقبيه ليهد بيده ما بناه ، وينقض ما نسج ! ، فقال : ( وقال الحر العاملي ذكر الشيخ يعني الطوسي وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية ، انتهت المشكلة ، وهكذا كعادة إسناد ضعيف تقية ـ كذا ـ وهذا لا شك من أبطل الباطل ، لماذا ؟ لأن التقية لا تجوز بالبسملة عندهم ، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : التقية ديني ودين آبائي إلا في ثلاث في شرب المسكر وفي المسح على الخفين وفي ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وهذا في مستدرك الوسائل ) (3) .
  فقال بعد هذا قاصدا الشيعة : ( ما لهم مخرج ) !

--------------------
(1) جامع المدارك ج1ص336 .
(2) فقه السيد الخوئي ج14ص416 أو مستند العروة الوثقى للسيد الخوئي رضوان الله عليه ج3ص416 ط العلمية قم ، وراجع للزيادة مدارك الأحكام للسيد محمد العاملي رضوان الله تعالى عليه ج3ص340 ط مؤسسة أهل البيت لأحياء التراث ، الحدائق الناضرة للمحدث البحراني رضوان الله تعالى عليه ج8ص107ـ108 ط دار الأضواء ، فقه الصادق في شرح التبصرة للسيد الروحاني حفظه الله تعالى ج4ص285ـ286 ط مهر استوار ، وغيرها من كتب استنباط الأحكام .
(3) مستدرك الوسائل ج1ص334، نقلا عن كتاب دعائم الإسلام ، كثير من الكتب التي اعتمد عليها صاحب مستدرك الوسائل غير معتمدة عند محققي الشيعة لذا لا يصح أخذها من الكتاب بلا تدقيق ، ولكن الوهابي جاهل في كل شيء !

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 531 _
  أقول : في بداية الأمر استدل المغفل ( عثمان الخميس ) بالروايات على أن الشيعة حذفت البسملة من القرآن (!!) بروايات تتحدث عن البسملة في الصلاة (!!) ، ثم رجع ونسخ كلامه بقوله : إن الشيعة لا تأخذ بمضامين هذه الروايات لأنـها صدرت على نحو التقية عندهم !! ، فهاهو يكشف عن كذبه بنفسه ! ، فقد أخبر فيما سبق أن الشيعة تقول كذا وكذا استنادا على ما نقله من الروايات ، مع علمه أن الشيعة لا يأخذون بمضامينها !
  ولا بأس ببيان حقيقة الرواية التي فرح بـها الجاهل وحسب أنه ألزم الشيعة عدم اعتقاد صدور الروايتين الأوليين تقية مع اعتقادهم بذلك ! ، فنقول :
  1 ـ للمرة الحادية بعد الألف نكرر إن وجود الرواية لا يعني : قال الشيعة ، فحتى لو كانت صحيحة السند فقد لا يأخذ الفقهاء بـها لكونـها معارضة بأصح منها أو غير ذلك .
  2 ـ لا مصدر لـهذه الرواية غير كتاب دعائم الإسلام الذي لم تحرز وثاقة مؤلفه .
  3 ـ ومؤلف الكتاب ليس من الشيعة الإمامية !!
  4 ـ والرواية التي ركن إليها الجاهل مرسلة ، فلا إسناد لها من مؤلف الكتاب إلى الإمام الصادق عليه السلام ، وبينهما مئات السنين !
  5 ـ هذه الرواية المرسلة جاءت صحيحة السند في الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة بدون الزيادة التي ركن إليها الوهابي (1) ، فلماذا قصر عينه على المرسلة ؟! أ للجهل أم للخداع ؟!

--------------------
(1) وصف الشيعة لكتبهم بالمعتمدة لا يقصد به أن كل ما فيها صحيح ، فهذا ما يحاول الوهابية به خداع عوامهم ، ولننقل بعض تلك الروايات من الكافي : ( عن أبي عمر الأعجمي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له ، والتقية في كل شئ إلا في النبيذ ، والمسح على الخفين ) وكذا ( عن محمد بن الفضل الهاشمي قال : دخلت مع اخوتي على أبي عبد الله ( ع ) فقلنا : إنا نريد الحج وبعضنا صرورة ، فقال : عليكم بالتمتع فإنا لانتقي في التمتع بالعمرة إلى الحج سلطانا ، واجتناب المسكر ، والمسح على الخفين )
  وكذا ( عن زرارة ، عن غير واحد قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : في المسح على الخفين تقية ؟ قال : لا يتقى في ثلاثة قلت : وما هن قال : شرب الخمر أو قال : شرب المسكر ، والمسح على الخفين ، ومتعة الحج ) .
  ( الروايات الثلاث في ضمن هذه المصادر : الكافي ج2ص217 ( باب التقية ) ، ج4ص293 ، الاستبصار ج2ص151، تـهذيب الأحكام ج5ص26 ، ج9ص114 ، ومن لا يحضره الفقيه ج2ص317ح2555، والمحاسن ج1ص259ح309 ، والخصال ص 22، وتحف العقول ص104 ، وراجع وسائل الشيعة ج1ص325 ، ج11ص468 ، ج8ص173) ، وكما ترى لا أثر للبسملة في هذه الروايات ولا في غيرها إلا في رواية الوهابي اليتيمة المرسلة ! ومع ذلك يريد الوهابي إلزام الشيعة بـها بأنـهم لا يعتقدون صدور الروايتين تقية !!

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 532 _
  مع أنك لا تجد لهذه الرواية التي فرح بـها الوهابي أي موضع قدم بين كلمات فقهاء الشيعة حفظ الله الأحياء منهم ورحم الأموات .
  نعم قد تذكر في كلماتـهم لبيان عوارها وخللها كما فعله صاحب الجواهر رضوان الله تعالى عليه :
  ( وكذا ينبغي أن يعلم أيضا أن الظاهر بقاء حكم التقية في المقام ـ أي في الجهر بالبسملة ـ كغيرها من الإحكام ، ودعوى التواتر بعد عدم ثبوتـها عندنا ، فهي بالنسبة إلينا آحاد لا تصلح لمعارضة أدلة التقية المعتضدة بالعقل وغيره ، مع أن المجلسي قد اعترف على ما حكي عنه بعدم وصول خبر يدل على ذلك إلا خبر الدعائم ( روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ( ع ) أنـهم كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم فيما يجهر فيه بالقراءة من الصلوات في أول فاتحة الكتاب وأول السورة في كل ركعة ، ويخافتون بـها فيما يخافت فيه من السورتين جميعا ، قال الحسن بن علي اجتمعنا ولد فاطمة على ذلك ، وقال جعفر بن محمد عليه السلام التقية ديني ودين آبائي ، ولا تقية في ثلاث : شرب المسكر والمسح على الخفين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ) ، وأنت خبير بقصوره عن الحكومة على أدلة التقية من وجوه ، فيجب حمله على ما لا ينافيها أو طرحه كما هو واضح ، مع أنه كما ترى مشتمل على ما هو معلوم خلافه عنهم من الاخفات بـها في محل الاخفات ، وكفى به مسقطا للخبر المزبور عن الحجية ، فتأمل ، والله أعلم ) (1) .
  6 ـ لو سلمنا بأن الرواية التي استند إليها الوهابي صحيحة السند ، ودلالتها غير معارضة ، وسلمنا باعتمادها من قبل علماء الشيعة فهذا لا يعني عدم جواز التقية في الجهر بالبسملة !
  فحتى الروايات الصحيحة التي لم تذكر البسملة لا تدل على عدم جواز التقية في المسح على الخفين أو شرب النبيذ أو متعة الحج ، لأن هذه الروايات مسوقة لبيان أن موضوع التقية في هذه الأمور غير متحقق في واقع المسلمين في الغالب ، لأن المسح على الخفين في دين السلطان رخصة فقد

--------------------
(1) جواهر الكلام ج9ص391.

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 533 _
  يمسح عليهما المرء وقد يتركهما فلا مبرر للتقية إذن ، وكذا شرب النبيذ لأن جوازه اختص به الحنفية ولا يأخذ به كل أهل السنة فلا مبرر فيه للتقية والخمر أوضح لأنه حرام عند الجميع ، وكذا متعة الحج يعمل بـها أهل السنة فلا مبرر للتقية فيها ، وهذا لا يمنع من أن يتحقق موضوعها في شرب النبيذ مثلا كأن يُهدد من لا يشربـها بالقتل وكذا من لا يمسح على خفيه .
  قال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه : ( ومنها ما رواه ابن أبي عمر الاعجمي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ( إن التقية في كل شئ إلا في شرب المسكر والمسح على الخفين ) ، والوجه في ذلك أي في عدم تشريع التقية في الموردين على ما قدمناه مفصلا عدم تحقق موضوعها فيهما أما في شرب المسكر فلان حرمته من الضروريات في الإسلام وقد نطق بـها الكتاب الكريم ولم يختلف فيها سني ولا شيعي فلا معنى للتقية في شربه ، وأما في المسح على الخفين فلانا لم نعثر فيما بأيدينا من الأقوال على من أوجبه من العامة وإنما ذهبوا إلى جواز كل من مسح الخفين وغسل الرجلين ، نعم ذهبت جماعة منهم إلى أفضليته كما مر وعليه فلا يحتمل ضرر في ترك المسح على الخفين بحسب الغالب ، نعم يمكن أن تتحقق التقية فيهما نادرا كما إذا أجبره جائر على شرب المسكر أو على مسح الخفين إلا أنه من الندرة بمكان ولا كلام حينئذ في مشروعية التقية فان الرواية المانعة ناظرة إلى ما هو الغالب ) (1) .
  حتى أن الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه عقد فصلا في الاستبصار عنونه بجواز التقية في المسح على الخفين ، ونقل رواية وهي : ( عن أبي الورد قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن أبا ظبيان حدثني أنه رأى عليا عليه السلام أراق الماء ثم مسح على الخفين فقال : كذب أبو ظبيان أما بلغك قول علي عليه السلام فيكم ، سبق الكتاب الخفين ؟ فقلت : فهل فيهما رخصة ؟ فقال : لا ، إلا من عدو تتقيه أو ثلج تخاف على رجليك ) (2) .
  ثم ذكر خبر استثناء التقية في المسح على الخفين وبين أنه لا منافاة بينهما لوجوه منها :
  ( أن يكون أراد (لا أتقي فيه أحدا) إذا لم يبلغ الخوف على النفس أو المال وان لحقه أدنى مشقة احتمله ، وإنما يجوز التقية في ذلك عند الخوف الشديد على النفس أو المال ) .

--------------------
(1) فقه السيد الخوئي ج5ص282.
(2) الاستبصار ج1ص77 ح236.

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 534 _
  إلى هنا تم الكلام عما هرج به أحد الوهابية ، وقد أطلت الكلام في بيان تـهريجه لأمر مهم يكرره مثقفو الشيعة دائما فضلا عن علمائهم حينما يُعترض عليهم تركهم المجال للوهابية ليسرحوا ويمرحوا مفترين على مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وهذا الأمر يتلخص في أن الرد على أولئك الوهابية يكلف المرء عناء كبيرا لأن كلماتـهم بعيدة الغور في الجهل ومخدوشة الجوانب ومتآكلة الأطراف كما مر عليك ، والتصدي لمثل هذه المتهالكات والهرطقات يعني الالتزام بشرح علوم أولية في ثنايا الردود ، وعرض قواعد هي من مقدمات البحث العلمي ، وهذا ليس إلا مضيعة للوقت وهدراً للجهد ، ناهيك عن السرد الطويل لما يعتقده الشيعة ! لأن الوهابية ترد على مخيلتها وتصوراتـها السقيمة من غير إطلاع على كلمات مراجع الشيعة والمحققين منهم ، وهذا المثال الذي ناقشناه سابقا دليل واضح على أن المقطع الصغير الذي يتكلم به الوهابي والذي لا يتجاوز الجملتين مليء بالتناقضات وعدم المنهجية والخروج عن البحث وعدم استيعاب الفكرة والنقل المقطّع من المصادر ، مع شيء من الخداع والتدليس بعدم ذكره لأقوال العلماء التي أمام عينيه ، ثم يعود فيذكرها مما يعني عدم وجود الإشكال من الأصل ! وغير ذلك من حشف الكلام وحشوه وأساليب الخطابة المموهة واللامنطقية في الطرح .
  فيا لله ! من له هذه الهمة الجبارة ليتتبع كل ما تثرثر به الوهابية على كثرتـها وكثرتـهم ؟! ، مع جهلهم المركب الذي يصعب رفعه ، حتى شمخ الجاهل بأنفه وقصد الشيعة في آخر هرجه وتخبطه بقوله : ( ما لهم مخرج ) ، فاسمع واضحك !
  * البسملة عند الشيعة :
  أما البسملة عند الشيعة أتباع أهل البيت عليهم السلام فننقل قول أحد أعلامهم وهو السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه :
  ( هذه من المسائل الخلافية بين الخاصة والعامة ، فالمتسالم عليه بين الخاصة ـ أي الشيعة ـ أنـها جزء من كل سورة ، والمشهور بين العامة أنـها جزء لخصوص الفاتحة دون ساير السور وعلى هذا جرت المصاحف حتى اليوم فإنـهم يذكرون علامة الآية بعد بسملة الفاتحة دون غيرها من بقية السور ، وأما البراءة فليست جزءا منها باتفاق الجميع ، ثم ذكر ما يدل عليه ) (1) .

--------------------
(1) فقه السيد الخوئي ج14ص352 مسألة8 .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 535 _
مشكلة البسملة عند أهل السنة من أين ؟
  الطليق معاوية كان يتحرى مخالفة أمير المؤمنين عليه السلام في كل ما يقوم به ، وقد عُرف عن الإمام علي عليه السلام جهره بالبسملة حتى في الصلاة الإخفاتية فمنع معاوية الجهر بـها في الصلاة ومضى الأمر إلى أن جعلوا تركها في الصلاة سنة حتى في الفاتحة .
  وهذه شهادة نأخذها من أحد علماء أهل السنة وهو الفخر الرازي في تفسيره : ( وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : يا من ذكره شرف للذاكرين ، ومثل هذا كيف يليق بالعاقل أن يسعى في إخفائه ؟ ولـهذا السبب نقل أن عليا رضي الله عنه كان مذهبه الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات ، وأقول إن هذه الحجة قوية في نفسي راسخة في عقلي لا تزول البتة بسبب كلمات المخالفين ) (1) .
  وقال : ( وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله عليه السلام : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) (2) .
  وقال : ( وهذا يدل على إطباق الكل على أن عليا كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ) (3) .
  وقال : ( إن الدلائل العقلية موافقة لنا ، وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا ، ومن اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه ) (4) .
  ونقل عن الإمام الشافعي قوله : ( أن معاوية قدم المدينة فصلى بـهم ، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود (5) ، فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار : يا معاوية ! سرقت منا الصلاة ، أين بسم الله الرحمن الرحيم ؟! وأين التكبير عند الركوع والسجود ؟! ، ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير ، قال الشافعي : إن معاوية كان سلطانا عظيم القوة

--------------------
(1) التفسير الكبير ج1ص204 ط البهية ، مصر .
(2) ن.م ص205.
(3) ن.م.
(4) ن.م ص207 .
(5) لاحظ أن صلاة أهل السنة اليوم نسخة عن صلاة معاوية !

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 536 _
  شديد الشوكة فلولا أن الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا لما قدروا على إظهار الإنكار عليه بسبب ترك البسملة (1) .
  وقال الفخر الرازي : ( وهي أن عليا عليه السلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية ، فلما وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر سعيا إلى إبطال آثار علي عليه السلام ، فلعل أنسا خاف منهم فلهذا السبب اضطربت أقواله فيه ) (2) .
  والحمد الله الذي حبا الشيعة بأئمة أطهار أبرار فاتبعوهم ، قال الفخر الرازي : ( قالت الشيعة : السنة هي الجهر بالتسمية ، سواء كانت في الصلاة الجهرية أو السرية ، وجمهور الفقهاء يخالفونـهم فيه ) (3) ، اتباعا لسنة معاوية بن أبي سفيان الطليق ابن الطليق .

--------------------
(1) ن.م ص204 ، ولكن معاوية استمر على هذا النهج حتى وإن تراجع عنه في المدينة حين تزايدت عليه الصيحات ، فمن يجرؤ على مخالفته في الشام ؟!
(2) ن.م ص206.
(3) ن.م ص307.

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 537 _
ثانيا : التحريف لمفردات الآية الواحدة
  كلامنا هنا عن النوع الثاني من تحريف الآيات ، ومجمل القول فيه أن الآيات القرآنية تعرّضت من قبل نفر من سلفهم الصالح كالصحابة والتابعين وتابعيهم للتحريف والتلاعب على المستوى الشخصي ، حيث اتـخذ كل واحد منهم تغيير ألفاظ القرآن سواء بالتبديل أو الزيادة أو النقص دينا ومنهجا يقرأ به ليلا ونـهارا على غير ما أنزله الله عز وجل ويلتمس لذلك الوجوه يبرر بـها اجتهاده في نصوص القرآن وقد مر بعض الكلام عنه ،
  القراءات الشاذة هي محل بحثنا هنا ، وقلنا سابقا أنـها توصف بالشذوذ عندهم حينما تفقد واحداً من الأركان الثلاثة وهي : صحة الإسناد ووجود وجه للقراءة في قواعد العربية وموافقة رسم المصاحف العثمانية ، وسنقتصر هنا على خصوص ما يفقد ركنا واحدا منها وهو رسم المصاحف العثمانية كأن تختلف معها في حروف الكلمة ، وقد نبهنا سابقا أنه لا يتحقق هذا الاختلاف بنقص في الألفات أو التشكيل أو باختلاف أماكن النقاط لأن المصاحف العثمانية كتبت بالخط القديم المجرد عن النقاط والألفات والحركات الإعرابية ، ولأجل هذا الشرط الذي ذكروه فإن بعض الموارد لا تعد شاذة عندهم ، مثلا من يتخذ هذه القراءة ( ألم نجعل الأرض مهدا ) قرآنا بدلا من( مِهَادًا ) ( النبأ / 6 ) ، لا تعد من القراءة الشاذة عندهم لأن المصاحف القديمة لم يكن بـها ألفات فيتوافق رسمها مع رسم المصاحف القديمة حيث كانت تكتب في تلك المصاحف بـهذا الشكل ( مهد ) وتُنطق ( مِهَادًا ) .
  وكذلك التنقيط ، فليست من القراءات الشاذة أن يقرأ ( ننشرها ) بدلا من ( نُنشِزُهَا ) ( البقرة / 259 ) أو يقرأ ( فاليوم ننحيك ببدنك ) بدلا من ( نُنَجِّيكَ ) ( يونس / 92 ) لنفس السبب ، وهذا في الواقع تنـزل وتسامح وجريا على مبانيهم ، وإلا فلا شك أنـها تحريف وتغيير للنص القرآني فلا يمكن لرسمٍ معدوم الألفات والنقاط أن يشفع في تغيير ألفاظ وكلمات القراءة المتواترة التي هي عين القرآن المنـزل على قلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والتي يسمعها لفظا كل من مشى في طرق المسلمين وأزقتهم !
  قلنا إن القراءة الشاذة تحريف لأن صاحب القراءة الشاذة كان يري قرآنية ما يخالف الموجود في دنيا المسلمين ويتخذ من رأيه واستحسانه منبعا لتغير ألفاظ القرآن ومصدرا لكتابته في مصحفه الخاص ، وقد بيّنا في مبحث القراءات بنفس كلمات علماء أهل السنة أن الشاذ تحريف وليس بقرآن ولا يصح الاستدلال به فقها ولا قراءة في الصلاة ، وكان خلاصة كلامهم أن القرآن مما تواتر نقله وما شذ به البعض من الصحابة وغيرهم من قراءات شاذة ليس من القرآن قطعا ، وهنا سنبين أن بعض السلف اتخذ الشاذ دينا وقرآنا في قبال قرآن المسلمين .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 538 _
* دفع دخل :
  فإن قيل إن هذا التلاعب بألفاظ القرآن ليس تـحريفا ! لأن الصحابة إنـما اتبعوا ما تواتر في زمنهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكل هذه الأشكال المختلفة من القراءات الشاذة قد تلقوها منه صلى الله عليه وآله وسلم ! ، وهذا الكلام غير صحيح ، لأمور :
  1 ـ هذا إدعاء لا دليل عليه ، بل الواقع يشهد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقرأ القرآن بأشكال مختلفة فضلا عن قراءته بالشواذ ، فلم يقرأ كما قرأ ابن مسعود ( وتكون الجبال كالصوف المنفوش ) !
  2 ـ دعوى تواتره في زمنهم يكذبه الحال ، إذ لو صح ذلك لما تميز هذا الصحابي دون غيره بقراءته الشاذة .
  3 ـ اعتراض السلف بعضهم على بعض في القراءة يدل على عدم كون أشكال القراءة سنة متبعة في نظرهم وإلا كيف يصح اعتراضهم على قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
  4 ـ استند كثير من الصحابة والتابعين إلى آرائهم الشخصية لتبرير قراءتـهم الشاذة حين اعترض عليها ، ولو كان هناك سند متصل فضلا عن التواتر لقال القارئ إن هذه قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم !
  5 ـ لو سلمنا بكل هذا وقلنا إن هذه القراءات الشاذة بأشكالها وألوانـها قد تواترت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند كل من الصحابي والتابعي ، فإن هذا يثبت التحريف من جهة أخرى وهي فقدان ما كان متواترا في عصر الصحابة من قراءات ، فلا مفر من التحريف على كلا النحوين (1) .
  6 ـ يثبت التحريف الصريح لعلماء أهل السنة الذين نفوا قرآنيتها وقالوا إنـها ليست من القرآن بالقطع واليقين لأن القرآن ينقل متواترا لا آحادا وهذه قراءات شاذة آحادية .

* المنهجية في انتقاء متن الروايات الآتية
  1 ـ أن تكون القراءة شاذة بمخالفتها لركن واحد وهو رسم المصاحف العثمانية .
  2 ـ ألا تحتمل الراوية كون القارئ في مقام التفسير والبيان لمفردات الآية .

--------------------
(1) وقد مر الكلام عنه في مبحث الأحرف السبعة وجمع القرآن .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 539 _
  فلا نعول على رواية فيها صيغة ( قرأ ) لإثبات اعتقاد القارئ قرآنية هذا الشاذ المقروء ، كأن يروى هكذا : ( سمعت فلانا قرأ الآية بكيت وكيت ) ، إذ لا يلزم من ذلك أنـها قراءة خاصة له أو أنه اعتمد ألفاظها كقرآن لاحتمال أنه قرأ بـها على نحو التفسير ولو لمرّة واحدة .
  ولا نعول على صيغة ( يقرأ ) إذا ورد في الرواية ما يحتمل أن القارئ لم يقرأها كقرآن ، فمثلا هذه الرواية : ( أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمرو أنه سمع ابن الزبير يقرأ ( فعسي الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق ما أسروا في أنفسهم نادمين ) ) (1) ، ومعلوم أن القرآن هو ( فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) ( المائدة / 52 ) من غير زيادة لفظ ( الفساق ) ولكنا لا نجزم بأنـها قراءة اتخذها ابن الزبير قرآنا في قبال لفظ الآية لورود لفط ( سمع ) في الرواية الذي يدل على أن الراوي سمعه مرة يقرأ بـهذا الشكل ولا يدل أنـها قراءته الدائمة ، وإلا لو كانت قراءته الدائمة لكانت من التحريف بالزيادة ، وكشاهد على صحة هذا التفريق ما أردفه الراوي في الرواية السابقة وهو ( قال عمرو : ولا أدري كانت قراءته أم فسر ؟ )
  فسماع القراءة مرّة واحدة لا يدل على أنـها قراءة اختص بـها القارئ مدعيا قرآنيتها ، لذلك لا نعدها تغييرا في النص القرآني ، وكذاك لا نعتمد على باقي الصيغ التي لا نحرز منـها اعتقاد القارئ قرآنية المتلو .

* لنبدأ :
  ولنبدأ باستقراء تلك الموارد على حسب ترتيب آيات القرآن الكريم ، وقد اعتمدنا هنا على التتبع التقليدي لروايات الدر المنثور للعلامة السيوطي ولا ريب أن التفاسير الأخرى كالطبري والبحر المحيط لأبي حيان وغيرهما من كتب القراءات الشاذة وكتب المصاحف لابن الأنباري وابن أبي داود وغيرهما تحوي ما لا يحويه الدر المنثور ولكن لئلا يطول بنا المقام اكتفينا بعمل السيوطي ، وهو ليس بالقليل .

--------------------
(1) الدر المنثور للسيوطي ج2 ص292 ، ط دار المعرفة .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 540 _
* الـقـراءات الـشـاذة :
* غير الضالين !
  ( أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ ( سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) ) .
  ( أخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري عن عبد الله بن الزبير قرأ ( صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) في الصلاة ) (1) .
  ( أخرج ابن أبي داود عن إبراهيم قال : كان عكرمة والأسود يقرآنـها ( صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) ) (2) .
  لا أدري كيف تُغيـّر كلمات هذه الآية المباركة فيُخالف إجماع المسلمين وفي خصوص هذه السورة التي يحفظ نصها اليهود والنصارى في ديار المسلمين ؟!
  نحن وإن قلنا أن صيغة ( قرأ ) لا تدل على قرآنية الشاذ في نظر القارئ لكن ذكرنا الرواية التي تحكي فعل ابن الزبير مع اشتمالها لتلك صيغة لأنه قرأ تلك القراءة الشاذة في صلاته ، والقراءة بغير القرآن في الصلاة مبطلة كما هو معلوم ، ولدينا شاهد على أن الناس في تلك الأزمنة كانوا يعدون تغيير القراءة في الصلاة تحريفا للقرآن ، وهذا الشاهد أخرجه الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف :
  ( عن على بن أبي طالب انه قرأ ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) ( الأعلى / 1 ) ، فقال : سبحان ربي الأعلى ، وهو في الصلاة فقيل له : أتزيد في القرآن ؟! قال : لا إنما أمرنا بشيء فقلته ) (3) ، لذا يكون فعل ابن الزبير السابق دليلا على أن ذلك التحريف قرآن في نظره .
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءتنا في البقرة مكان : ( فَأَزَلَّهُمَا ) ( البقرة / 36 ) ، (فوسوس ) ) (4) ، المقصود أنـهم جعلوا مكان ما أنزله الله عز وجل ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ ) ( البقرة / 36 ) هذه الجملة ( فوسوس لهما الشيطان ) !

--------------------
(1) الدر المنثور للسيوطي ج1ص15 .
(2) ن.م ج1ص16.
(3) ن. م ج6ص338.
(4) ن. م ج1ص53 .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 541 _
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءتنا قبل الخمس من البقرة مكان ( وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ ) ( لا يؤخذ ) ) (1) ، استبدلوا لفظ الآية ( وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ) ( البقرة / 48 ) بلفظ ( لا يؤخذ منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ) !
* ثـومها !
  ( أخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال : الفوم الثوم وفي بعض القراءة : ( وثومها ) ).
  ( أخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ ( وثومها ) ).
  ( أخرج ابن أبي داود عن ابن عباس قال قراءتي قراءة زيد وأنا آخذ ببضعة عشر حرفا من قراءة ابن مسعود هذا أحدها من بقلها وقثائها و ثومها ) (2)، وما أنزله الله عز وجل في كتابه هو ( مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا ) ( البقرة / 61 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءتنا ( إن البقر متشابه علينا ) ) (3) ، والذي أنزله الله عز وجل في القرآن ( إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ) ( البقرة / 70 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قرائتنا ( وإن يؤخذوا تفدوهم ) ) (4) ، وفي القرآن ( وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ ) ( البقرة / 85 ) ، الآية قلبت رأسا على عقب !
  ( أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبزي أنه كان يقرؤها : ( وما أنزل على الملكين داود وسليمان ) ) .
  ( أخرج سعيد بن منصور عن خصيف قال ـ إلى قوله ـ وذكر أنـها في قراءة أُبـيّ ( وما يتلى على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر سبع مرات فان أبي إلا أن يكفر علماه فيخرج منه نور حتى يسطع في السماء ) ) (5) ، والآية كما أنزلها الله عز وجل

-------------------
(1) ن. م ج1 ص68 .
(2) ن. م ص72 .
(3) ن. م ص78 .
(4) ن. م ص86 .
(5) ن. م ص96ـ97 .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _542 _
   ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) ( البقرة / 102 ).
  ( أخرج أبو داود في ناسخه عن مجاهد قال : في قراءة أُبـيّ ( ما ننسخ من آية أو ننسك ) ).
  ( أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك قال : في قراءة ابن مسعود ( ما ننسك من آية أو ننسخها ) ) (1) ، وما أنزله الله عز وجل هو ( مَا ننسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ) ( البقرة / 106 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف والخطيب في تاريخه عن أبي جمرة قال : كان ابن عباس يقرأ ( فان آمنوا بالذي آمنتم به ) ) (2) ، والقرآن هو( فإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ ) ( البقرة / 137 ).
  ( أخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه كان يقرأ ( نعبد إلهك واله أبيك على معنى الواحد ) ) (3) ، والآية القرآنية هي ( نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ( البقرة / 133 ).
  ( أخرج ابن أبي حاتم ـ إلى قوله ـ قال أبو العالية : وهي في قراءة أُبـيّ ( لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة ) ) (4) ، والقرآن هو ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) ( البقرة / 143 ).
  ( أخرج ابن جرير وابن أبي داود في المصاحف عن منصور قال : نحن نقرؤها ( ولكل جعلنا قبلة يرضونـها ) ) (5) ، والقرآن هو ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) ( البقرة / 144 )
.
  ( أخرج أبو بكر بن أبي داود في المصاحف عن أبي رزين قال : في قراءة عبد الله ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم قبله ) ) (6) ، والقرآن هو ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) ( البقرة / 144 ).

--------------------
(1) ن. م ص105 .
(2) ن. م ص140 .
(3) ن. م ص140ـ141 .
(4) ن. م 146ـ147 .
(5) ن. م ص148 .
(6) ن. م ص147 .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 543 _
  ( أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس انه كان يقرأ : ( ولكل وجهة هو مولاها ) ) ، والقرآن هو ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ) ( البقرة / 148 ) .
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( ومن تطوع بخير ) ) ، والآية في القرآن هكذا ( وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) ( البقرة / 158 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءتنا مكان ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا ) ( البقرة / 177 ) ، ( ولا تحسبن أن البر ) ) .

* يطوقونه ‍!
  ( أخرج وكيع وسفيان وعبد الرزاق والفريابي والبخاري وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني والدارقطني والبيهقي من طرق عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( وعلى الذين يطوقونه ) ).
  ( أخرج ابن جرير والبيهقي عن عائشة كانت تقرأ ( يطوقونه ) ).
  ( أخرج وكيع وعبد بن حميد وابن الأنباري عن عكرمة أنه كان يقرأ ( وعلى الذين يطوقونه ) ) (1) ، وما أنزله الله عز وجل قرآنا هو ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ) ( البقرة / 184 ).
  قال ابن جرير الطبري في تفسيره : ( وأما قراءة من قرأ ذلك ( وعلى الذين يطوقونه ) فقراءة لمصاحف أهل الإسلام خلاف ، وغير جائز لأحد من أهل الإسلام الاعتراض بالرأي على ما نقله المسلمون وراثة عن نبيهم صلى الله عليه وسم نقلا ظاهرا قاطعا للعذر ، لأن ما جاءت به الحجة من الدين هو الحق الذي لا شك فيه أنه من عند الله ، ولا يعترض على ما قد ثبت وقامت به حجة أنه من عند الله بالآراء والظنون والأقوال الشاذة ) (2) .
  أقول : ما قرأ به الصحابة إن كان من القرآن فلماذا لا تجوز القراءة بـه ؟! وإن لم يكن قرآنا فكيف أدخل الصحابة ما ليس من القرآن فيه ؟!

--------------------
(1) الدر المنثور للسيوطي ص178 .
(2) تفسير الطبري ج2 ص82 ط دار المعرفة .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 544 _
  وأما القول أنه لا تجوز قراءته لعدم تحقق القطع بأن تلك الزيادات من القرآن أم لا ، يعني أن عقيدة أهل السنة في مصحف المسلمين هي عدم العلم بشمول المصحف لكل آيات القرآن ، إذ من المحتمل أن هذا الذي قرأ به الصحابة من القرآن ولم يكتب فيه !
* الحج والعمرة لله !
  ( أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن علقمة وإبراهيم قالا : في قراءة ابن مسعود ( وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت ) ) (1) .
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن يزيد بن معاوية قال : إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة وليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة (2) إذ هتف هاتف : من كان يقرأ على قراءة أبي موسي فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله ، واختلفا في آية في سورة البقرة قرأ هذا ( وأتموا الحج والعمرة للبيت ) وقرأ هذا ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) ( البقرة / 196 ) ) (3) .
  ( أخرج الحاكم عن أبي انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات ) (4) ، وما أنزله الله قرآنا هو ( فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) ( البقرة / 196 ) .
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن سفيان قال : في قراءة عبد الله ( وتزودوا وخير الزاد التقوي ) ) (5) ، وما أنزله الله قرآنا هو ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) ( البقرة / 197 ) . * في مواسم الحج !
  ( أخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عبيد بن عمير عن ابن عباس في أول الحج كانوا يتبايعون بمني وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حرم فأنزل الله ( ليس عليكم

--------------------
(1) الدر المنثور ج1ص208 .
(2) في بعض الموارد عبرنا عن الحرس الذين كانوا تحت إمرة عثمان بن عفان بالجلاوزة ، وهذا شفيعنا .
(3) ن. م ص209 .
(4) ن. م ص216.
(5) ن. م ص221.

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 545 _
  جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج ) فحدث عبيد بن عمير : أنه كان يقرؤها في المصحف (1) .
  ( أخرج وكيع وأبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج ) ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن عطاء قال نزلت لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج وفي قراءة ابن مسعود ( في مواسم الحج فابتغوا حينئذ ) ) (2) ، والقرآن الذي أنزله الله عز وجل هو ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) ( البقرة / 198 ).
  ( أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال هي في مصحف عبد الله ( لمن اتقى الله ) ) (3) ، وما أنزل قرآنا هو ( فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ ) ( البقرة / 203 ).
  ( أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي العالية قال : في قراءة أُبي بن كعب ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام ) ) (4) ، وما أنزله الله تعالى قرآنا هو ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ) ( البقرة / 210 ).
* فاختلفوا !
  ( أخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله ( كان الناس أمة واحدة فاختلفوا ) ).
  ( أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أُبي انه كان يقرؤها ( كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين ) ) (5) ، و ما أنزله الله عز وجل في كتابه هو ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) ( البقرة / 213 ).

--------------------
(1) المستدرك على الصحيحين ج1ص618ح1648 وعلق عليه ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ).
(2) الدر المنثور ج1ص222.
(3) ن. م ص236.
(4) ن. م ص242.
(5) ن.م ص242 وكذا رواية ابن عباس وأبي العالية .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 546 _
* من الحق عنه !
  ( أخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدي قال : في قراءة ابن مسعود ( فهدي الله الذين آمنوا لما اختلفوا عنه ) يقول اختلفوا عن الإسلام ).
  ( أخرج ابن جرير عن الربيع قال في قراءة أبي بن كعب ( فهدي الله الذين آمنوا لما اختلفوا من الحق فيه بإذنه ليكونوا شهداء على الناس يوم القيامة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ) (1) ، و القرآن هو ( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ( البقرة / 213 ).
* عن قتال فيه !
  ( أخرج ابن جرير عن الربيع في قوله ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ) ( البقرة / 217 ).
  قال : يقول يسئلونك عن قتال فيه ، قال : وكذلك كان يقرؤها ( عن قتال فيه ) .
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( يسألونك عن الشهر الحرام عن قتال فيه ) ) (2).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( إلا أن يخافوا ) ) (3) ، والقرآن هو ( إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا ) ( البقرة / 229 ).
  ( أخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ميمون بن مهران قال : في حرف أبي بن كعب ( إن الفداء تطليقة فيه إلاّ أن يظنا أن لا يقيما حدود الله فإن ظنا أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به لا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره ) ) ، والقرآن هو ( الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ) ( البقرة / 292 ـ 230 ).

--------------------
(1) الدر المنثور ص 243 وكذا رواية السدي .
(2) ن.م ص252 وكذا الرواية السابقة .
(3) ن.م ص281 .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 547 _
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( حافظوا على الصلوات وعلى الصلاة الوسطى ) ) (1)، والآية كما أنزلها الله سبحانه قرآنا ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) ( البقرة / 238 ).
* صلاة العصر !
  هذه الزيادة (صلاة العصر) في قوله تعالى ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) ( البقرة / 238 ) رويت عن عدة من الصحابة ، وقد أمرت كل من حفصة وعائشة بكتابتها في مصحفيهما وأصرتا على ذلك لكي تصبح الآية بـهذا الشكل (حافِظوا على الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الْوُسْطي صلاة العصر وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ ) ، وقد شهدت حفصة عند أبيها عمر على أن هذه الزيادة من القرآن فرفض أبوها شهادتـها لأنـها امرأة لا تثبت بشهادتـها آيات القرآن ! ، وقد مر الكلام عنه في جمع القرآن فراجع ، وقد بيّنا في مبحث نسخ التلاوة استحالة كون هذا المقطع من المنسوخ تلاوة وأن البراء بن عازب قد اجتهد برأيه في دعواه تلك ، إن صحت عنه .
  ( أخرج المحاملي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن : سمعت السائب بن يزيد تلا هذه الآية ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطي صلاة العصر ) ).
  ( أخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطي صلاة العصر ) ) .
  ( أخرج عبد بن حميد والطحاوي من طريق أبي قلابة قال : كانت في مصحف أبي بن كعب ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطي وهي صلاة العصر ) أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب ) (2) .

--------------------
(1) ن.م ص293 .
(2) ن.م ص305 ، وكذا رواية عمرو وأبي ليلي وأبي قلابة ، أقول : على مباني الشيعة لا يشكل أمر الزيادة ، إذ من المحتمل أن تكون الزيادة ـ بغض النظر عن صحة مضمونـها ـ تنـزيلا كغيرها مما أنزله الله عز وجل تفسيرا مرادفا لنـزول الآيات ، ولكن على مباني أهل السنة فهي لا تتعدى التحريف ، ويحتمل أن تكون الزيادة مما أنزل تفسيرا للمراد بقرينة الروايات الأخرى الشارحة لـها فلاحظ هاتين الروايتين التي أخرجهما الطبري في تفسيره 2ص346 : ( عن كهيل بن حرمة قال سئل أبو هريرة عن الصلاة الوسطى فقال : اختلفنا فيها كما اختلفتهم فيها ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فقال : أنا أعلم لكم ذلك ، فقام فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فدخل عليه ثم خرج إلينا فقال : أخبرنا أنـها صلاة العصر )
  والرواية الأخرى في الصفحة التالية ( حدثني إبراهيم بن يزيد الدمشقي قال : كنت جالسا عند عبد العزيز بين مروان ، فقال : يا فلان اذهب إلى فلان فقل له : أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في الصلاة الوسطى ؟ فقال رجل جالس : أرسلني أبو بكر وعمر وأنا غلام صغير أسأله عن الصلاة الوسطى فأخذ إصبعي الصغيرة ، فقال : هذه الفجر وقبض بالتي تليها وقال هذه الظهر ثم قبض الإبـهام وقال : هذه المغرب ثم قبض التي تليها وقال هذه العشاء ثم قال : أي أصابعك بقيت ؟ فقلت : الوسطى فقال أي الصلاة بقيت قلت العصر ، قال : هي العصر ) ، ولو كانت هذه الزيادة من القرآن حقا لما انسجم مع جهلهم بماهية الصلاة إذ الآية يعلم نصها بالكامل لا جزء دون جزء ! والقرآن لا يبلغ للنفر والنفرين .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 548 _
* على وجه الأمر !
  ( أخرج ابن جرير عن هارون قال : في قراءة ابن مسعود ( قيل اعلم أن الله على وجه الأمر ) ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( قيل اعلم ) ) (1) ، وهي في القرآن هكذا ( قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( البقرة / 259 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة ابن مسعود ( خير لكم تكفر ) بغير واو ) ، وما أنزله الله تعالى هو ( فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ) ( البقرة / 271 ).
* يوم القيامة !
  ( أخرج أبو عبيد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة ) ).
  ( أخرج ابن جرير عن الربيع في الآية قال : يبعثون يوم القيامة وبـهم خبل من الشيطان وهي في بعض القراءة ( لا يقومون يوم القيامة ) ) (2) ، والآية في القرآن هكذا ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) ( البقرة / 275 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة ابن مسعود ( أن تضل إحداهما فتذكرها الأخرى ) ) (3) ، وهي في القرآن هكذا ( أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ) ( البقرة / 282 ).

--------------------
(1) ص334 وكذا رواية هارون .
(2) ن.م ص364 .
(3) ن.م ص371 .

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 549 _
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش انه قال : في قراءة ابن مسعود ( يحاسبكم به الله يغفر لمن يشاء ) بغير فاء ) (1) ، وهي في القرآن هكذا ( يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ) ( البقرة / 284 ).
* الحي القيام !
  ( أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرؤها ( الحي القيام ) ).
  ( أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري معا في المصاحف وابن المنذر والحاكم وصححه عن عمر أنه صلى العشاء الآخر فاستفتح سورة آل عمران فقرأ ( ألم الله لا اله إلا هو الحي القيام ) ).
  ( أخرج ابن أبي داود عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( الحي القيام ) ).
  ( أخرج ابن جرير وابن الأنباري عن علقمة أنه كان يقرأ ( الحي القيام ) ) .
  ( أخرج ابن جرير وابن الأنباري عن أبي معمر قال : سمعت علقمة يقرأ ( الحي القيم ) وكان أصحاب عبد الله يقرؤون ( الحي القيام ) ) (2) .
  ( أخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرؤها ( القيام ) ) (3) ، وهي في القرآن هكذا ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ( آل عمران / 2 ) ، فكيف صارت قيّام ؟ لعل صلاة الخليفة كان لها أثر على المأمومين !
  ( أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في كتاب الأضداد والحاكم وصححه عن طاوس قال : كان ابن عباس يقرؤها ( وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به ) ).
  ( أخرج أبو داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( و إن حقيقة تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) (4) ، وهي في القرآن هكذا ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) ( آل عمران / 7 ).

--------------------
(1) ن.م ص376.
(2) ن.م ج2ص2.
(3) ن.م ص3.
(4) ن.م ص6.

إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف _ 550 _
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( شهد الله أن لا إله إلا هو ) ) (1) ، وهي في القرآن هكذا ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) ( آل عمران / 18 ).
  ( أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس ) ) (2) ، وهي في القرآن هكذا ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( آل عمران / 21 ).
* التـقية !
  ( أخرج عبد بن حميد عن أبي رجاء أنه كان يقرأ ( إلا أن تتقوا منهم تقية ) ).
  ( أخرج عبد بن حميد عن قتادة أنه كان يقرؤها ( تتقوا منهم تقية ) بالياء ) (3) .
  أقول : سلفهم الصالح يتخذ التقية قرآنا يتلى ، والخلف الطالـح يشنّع على الشيعة إن حقنوا دماءهم بـها ! ومن المضحك أن الوهابية أول من يسارع للتقية حينما يصل الأمر إلى الدم وآخر من يلجأ لها هم الشيعة ، والأحداث تشهد ، وعلى أي حال الآية في القرآن هكذا ( إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) ( آل عمران / 28 ).
* آل محمد على العالمين !
  ( عن شقيق قال قرأت في مصحف عبد الله ( إن الله اصطفى آدم و نوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ) ) (4) .
  ( عن نمير بن عريب أن ابن مسعود كان قرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً ) الآية ويقول ابن عباس وآل عمران وآل أحمد على العالمين ) ) (5) .

--------------------
(1) ن.م ص.12
(2) ن.م ص14.
(3) ن.م ص16 .
(4) شواهد التنـزيل للحسكاني ج1ص152ح165 ، ح166.
(5) ن.م ج1ص153ح167 .