10 ـ الحسن بن راشد الحلّي
  هو تاج الدين الحسن بن راشد الحلّي ، تلميذ الفاضل المقداد صاحب ( الجمانة البهية في نظم الاَلفية الشهيدية ) .
  يعرّفه الشيخ الحرّ العاملي بقوله : فاضل ، فقيه ، شاعر ، أديب ، له شعر كثير في مدح المهدي وسائر الاَئمّة (عليهم السلام) ، ومرثية الحسين (عليه السّلام) ، وأُرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء ، وأُرجوزة في تاريخ القاهرة ، وأُرجوزة في نظم ألفية الشهيد .
  ووصفه الشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفّـى عام 905 هـ بقوله : الشيخ الاِمام ، الفاضل ، نادرة الزمان ، وذكر انّه يروي الاَلفية عن شيخه المقداد ، وهو يرويها عن موَلّفها الشهيد .
  وأوّل الاَُرجوزة :
قال الفقير الحسن بن راشد      مبتدأ باسم الاِله الماجدِ (1)
  11 ـ ابن أبي جمهور الاَحسائي
  هو المحقّق الفاضل محمد بن الشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن حسام الدين بن إبراهيم بن حسين بن إبراهيم بن أبي جمهور الهجري الاَحسائي ، يعرّفه الشيخ الحر العاملي بقوله : كان عالماً ، فاضلاً ، راوية ، له كتب ، ثمّ ذكر أسماء كتبه .

(1) أمل الآمل : 2|65 برقم 178 ، وانظر الذريعة :5|131 برقم 542 ، تاريخ طبقات أعلام الشيعة :41 ، القرن التاسع .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 352 ـ
  ويعرّفه المحدّث البحراني بقوله : كان فاضلاً ، مجتهداً ، متكلماً ، له كتاب غوالي اللآلي .
  ويذكره العلاّمة المجلسي ويقول : وموَلّفه بالفضل معروف .
  وأمّا آثاره الفقهية ، فقد ألّف :
  1 ـ ( الاَقطاب الفقهية والوظائف الدينية على مذهب الاِمامية ) ، وهو على غرار قواعد الشهيد .
  2 ـ ( الاَنوار المشهدية في شرح الرسالة البرمكية ) في فقه الصلاة اليومية ، والظاهر انّ الرسالة البرمكية قد كتبها بنفسه .
  3 ـ ( التحفة الحسينية في شرح الاَلفية ) كتبه شرحاً لاَلفية الشهيد الاَوّل .
  وأمّا تآليفه في الاَحاديث والاَخبار ، فمن أشهر كتبه ( غوالي اللآلي العزيزية في الاَحاديث الدينية ) ، وقد فرغ منه سنة 899 هـ كما ذكره شيخنا النوري في ( المستدرك ) ، وقد طبع الكتاب في أربعة أجزاء .
  وحيث إنّه قضى أكثر عمره في القرن التاسع ، وقد توفي في مستهل القرن العاشر (بعد سنة 901) ذكرناه في فقهاء هذا القرن .(1)
  هذه نخبة من أسماء الاَعلام من فقهاء القرن التاسع تلوناها عليكم كنماذج من الفقهاء الاَفذاذ الذين برزوا في تلك الحقبة من الزمان ، والذين أنعشوا الحركة الاجتهادية بتآليفهم ، ومن أراد الوقوف على مزيد ممّا ذكرنا فليرجع إلى طبقات الفقهاء وسائر الكتب .

(1) المستدرك :3|361 ـ 365 ، الفائدة الثالثة، ريحانة الاَدب :7|339، أمل الآمل :2|253 برقم 749، روضات الجنات : 7|26 برقم 594 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 353 ـ
حصيلة الجهود العلمية في القرن التاسع
  قد مرّ عليك في صدر البحث انّه لم تكن توجد سلطة مركزية تحكم البلاد الاِسلامية ، بل كانت ثمة دويلات صغيرة تحكم في إطار المناطق التي تخضع لنفوذها .
  ومن الواضح انّ في مثل تلك الظروف القلقة تنعدم الطمأنينة والثبات المطلوب لعرض الاَفكار ومناقشتها خصوصاً في مجال الفقه .
  وقد احتفل التاريخ في هذا القرن بأسماء جمع غفير من الفقهاء مع قلّة الانتاجات العلمية .
  فبعد الاِيعاز إلى هذه المقدّمة نستعرض حصيلة الجهود التي أُنجزت في هذا القرن :
  ألف، ظهور ثلة من الفقهاء العظام الذين أخذوا على عاتقهم إنعاش الفقه وتطويره على ضوء ما ورثوه من أساتذتهم ، وفي طليعتهم :
  1 ـ المقداد السيوري ( المتوفّى 828 هـ ) .
  2 ـ الشيخ ابن فهد الحلّي ( 775 ـ 841 هـ ) .
  3 ـ مفلح الصيمري ( كان حيّاً عام 878 هـ ) .
  4 ـ شهاب الدين أحمد بن فهد الاَحسائي .
  ب ـ العناية الوافرة بتفسير آيات الاَحكام التي هي أُسس التشريع الاِسلامي ، فقد ألّف الفاضل المقداد كتاب ( كنز العرفان ) ويعد مصدر إشعاع وإلهام إلى يومنا هذا .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 354 ـ
  كما ألّف الحسن بن محمد بن الحسن الاسترابادي كتابه ( معارج السوَول ومدارج المأمول ) في مجلدين سار فيه على ضوء كتاب كنز العرفان لاَُستاذه .
  ج ـ العناية الوافرة بالقواعد الفقهية على غرار ما أُلّف في القرن الثامن لكن بنظم ومنهجيه أكثر ، وقد وقفت على أنّ الفاضل المقداد ألّف ( نضد القواعد ) تنظيماً لما ألّفه الشهيد الاَوّل .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 355 ـ
القرن العاشر وأوائل الحادي عشر (من الدور الرابع)
  عند إطلالة القرن العاشر سادت الربوع الاِسلامية دولتان عظيمتان هما : الدولة الصفوية والعثمانية ، حيث حكمت الاَُولى أصقاعاً من الشرق الاِسلامي من عام ( 905 ـ 1135 هـ ) وحكمت الثانية أصقاعاً من الغرب الاِسلامي وأكثر البلاد العربية ، وقد استأثر الفقهاء باهتمام كلا الدولتين بغية إضفاء الشرعية على حكمهما خصوصاً الدولة الصفوية التي قامت على دعامة التشيّع وولاية الاَئمّة الاثني عشر التي فوضت الاَُمور بعد غيبة الاِمام الثاني عشر إلى الفقهاء العظام الجامعين لشرائط الاِفتاء ، فازدهرت العلوم الاِسلامية لا سيما الفقه في عهد الصفوية إلى حد بعيد ، فلنذكر نخبة من العلماء الذين أنجبتهم هذه الحقبة .
  1 ـ الشيخ حسين الصيمري ( المتوفّى عام 933 هـ )
  هو الشيخ حسين بن مفلح بن حسن الصيمري
  يعرّفه الحر العاملي بقوله : فاضل ، عالم ، محدّث ، عابد ، كثير التلاوة والصوم والصلاة والحج ، حسن الخلق ، واسع العلم ، توفي سنة 933 هـ ، وعمره يزيد على الثمانين .
  وأمّا تآليفه ، فقد فصّلها شيخنا المجيز وعدَّ منها :
  1 ـ ( محاسن الكلمات في معرفة النيات ) .
  2 ـ ( مناسك الحج ) .
  3 ـ ( جواز الحكومة الشرعية ) .
  ورسائل أُخرى لم تذكر بعنوانها ، وقد مرَّ انّ والده مفلحاً تلميذ ابن فهد له

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 356 ـ
  ( جواهر الكلمات في صيغ العقود والاِيقاعات ) ، و ( غاية المرام في شرح شرائع الاِسلام) . (1)
  2 ـ الحسن الاَعرج الحسيني ( المتوفّى عام 933 هـ )
  هو بدر الدين بن جعفر بن فخر الدين بن الحسن بن نجم الدين الاَعرج الحسيني .
  يصفه الحر العاملي بأنّه كان فاضلاً ، جليل القدر ، ومن جملة مشايخشيخنا الشهيد الثاني ، قرأ عليه في الكرك ، وتوفي سنة 933 هـ .
  يقول في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي : وأرويها عن شيخنا الاَجل الاَعلم ، الاَكمل ذي النفس الطاهرة الزكية أفضل المتأخّرين في قوتيه العلمية والعملية .
  موَلّفاته
  1 ـ كتاب ( المحجة البيضاء والحجّة الغراء ) جمع فيه بين فروع الشريعة والحديث والتفسير في الآيات الفقهية .
  2 ـ ( العمدة الجلية في الاَُصول الفقهية ) .
  3 ـ ( شرح الطيبة الجزرية في القراءات العشر ) .
  4 ـ ( مقنع الطلاب فيما يتعلّق بكلام الاعراب ) .(2)


(1) أمل الآمل :2|103 برقم 285، وطبقات أعلام الشيعة : 66 ، القرن العاشر، وله ترجمة في أعيان الشيعة .
(2) أمل الآمل : 1|57 برقم 44، وانظر ترجمته في روضات الجنات : 2|294 برقم 203، طبقات أعلام الشيعة : القرن العاشر ، ص 49 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 357 ـ
  3 ـ علي بن عبد العالي العاملي الكركي ( المتوفّى عام 940 هـ )
  هو الشيخ علي الكركي المعروف بـ ( المحقّق الثاني ) نور الدين علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي العاملي الكركي ، المتوفى عام 940 هـ في النجف يوم الغدير .
  يعرّفه الشيخ الحر العاملي بقوله : الشيخ الجليل علي بن عبد العالي العاملي الكركي ، أمره في الثقة والعلم والفضل وجلالة القدر وعظم الشأن وكثرة التحقيق أشهر من أن يذكر ، ومصنّفاته كثيرة مشهورة ، ثمّ ذكر فهرس كتبه .
  وذكره السيد التفرشي في ( نقد الرجال ) وقال : شيخ الطائفة ، وعلاّمة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير العلم ، نقي الكلام ، جيد التصانيف من أجلاّء هذه الطائفة ، يروي عن الشيخ شمس الدين محمد بن داود عن ابن الشهيد عن أبيه ، وكفى في فضله انّ الشهيد الثاني يثني عليه بقوله : الشيخ الاِمام المحقّق المنقح نادرة الزمان و يتيمة الاَوان .
  ومن تآليفه
  1 ـ ( جامع المقاصد في شرح القواعد ) في خمسة مجلدات كبار إلى بحث التفويض من النكاح ، وهو كتاب مشحون بالتحقيق والاستدلال ينقح مباني الاَحكام ، وهو من الكتب الممتعة ومن حسنات الدهر .
  ويحكى عن الشيخ محمد حسن النجفي صاحب ( جواهر الكلام ) أنّه قال : إنّالفقيه إذا كان بين يديه ( جامع المقاصد ) و ( وسائل الشيعة ) و ( الجواهر ) استغنى عن أي مصدر آخر ، وكان بإمكانه استنباط الحكم الفقهي اعتماداً على هذه المصادر الثلاثة . (1)


(1) جواهر الكلام :1|14، لاحظ المستدرك :3|431 ، الفائدة الثالثة .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 358 ـ
  ونقل عن صاحب العروة أنّه يكفي للمجتهد في استنباطه للاَحكام أن يكون عنده كتاب ( جامع المقاصد ) و ( الوسائل ) و ( مستند الشيعة ) .
  وأمّا سائر آثاره الفقهية فتنتهي إلى 32 كتاباً ورسالة نذكر بعضها ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى مقدّمة ( جامع المقاصد ) . (1)
  نعم انّ الشيخ أوّل من أورد المسائل الحكومية إلى الساحة الفقهية ، لما تمتع به من منصب في الدولة الصفوية ، وسيأتي الحديث عنه عند البحث عن حصيلة الجهود التي بذلت في القرن العاشر .
  2 ـ الرسالة الخراجية المسمّاة بـ ( قاطعة اللجاج في تحقيق حلّ الخراج ) .
  3 ـ رسالة الجمعة .
  4 ـ الرسالة الرضاعية .
  وغيرها من التأليفات التي نافت على 32 تأليفاً .
  4 ـ إبراهيم القطيفي ( المتوفّى عام 945 هـ )
  هو كما يعرّفه صاحب الرياض :الاِمام ، الفقيه ، الفاضل ، العالم ، الكامل ، المحقّق ، المدقّق ، المعاصر للشيخ علي الكركي العاملي ، المعروف بـ ( المحقّق الثاني ) ، وكان هو والشيخ عز الدين الآملي والشيخ علي الكركي شركاء الدرس عند الشيخ علي بن هلال الجزائري ، وكان زاهداً ، عابداً ، ورعاً ، مشهوراً ، تاركاً للدنيا برمّتها .
  وقد دارت بينه وبين زميله الشيخ علي الكركي مساجلات ومناظرات في مسائل فقهية أهمها مسألة الخراج كما سيوافيك .


(1) مقدّمة جامع المقاصد :41ـ43 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 359 ـ
  و ذكر صاحب الروضات أسماء تآليفه الفقهية بالنحو التالي :
  1 ـ ( الهادي إلى سبيل الرشاد في شرح الاِرشاد ) .
  2 ـ ( نفحات الفوائد ومفردات الزوائد ) .
  3 ـ رسالة في أحكام الرضاع .
  4 ـ رسالة في محرّمات الذبيحة .
  5 ـ رسالة في الصوم ينقل عنه الاَردبيلي في ( مجمع الفائدة ) .
  6 ـ رسالة في أحكام الشكوك .
  7 ـ شرحه على ألفية الشهيد .
  8ـ تعليقات كثيرة على الشرائع . (1)
  ومن المسائل التي خالف فيها المحقّق الكركي هو مسألة حل الخراج ، ففي الواقع كان المحقّق الكركي يوَيد الحكومة الصفوية لا سيما الشاه طهماسب ، وكان القطيفي على خلافه .
  فألّف المحقّق كتابه ( قاطعة اللجاج في تحقيق الخراج ) عام 916 هـ ، رتّبه على مقدّمة في أقسام الاَرضين وخمس مقالات ، وقد طبعت مع الرسائل الرضاعيات .
  ونقضها الشيخ إبراهيم القطيفي بكتاب أسماه ( السراج الوهّاج لدفع عجاج قاطعة اللجاج ) .
  وصارت المسألة موضع نقاش حاد بين العلماء ، فألّف المحقّق الاَردبيلي رسالة دافع فيها عن القطيفي ، كما ألّف ماجد الشيباني رسالة دافع فيها عن


(1) رياض العلماء :1|15 ، روضات الجنات :1|25ـ27 برقم 3 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 360 ـ
  الكركي ، والكتابان الاَوّلان مطبوعان .
  ومن فتاواه حرمة صلاة الجمعة في عصر الغيبة مطلقاً ردّاً على المحقّق الكركي القائل بوجوبها مع وجود المجتهد الجامع لشرائط الفتوى .
  إنّ الخلاف بين المحقّق الكركي والقطيفي لم يكن سياسياً كما زعمه بعض ، بل انّ منشأه انّ الخراج إنّما يوَخذ من الاَراضي التي فتحت عنوة بإذن الاِمام وكانت معمورة عند الفتح ولم يثبت وقفيتها أو لم يدّع أحد انّ بيده ملكيّتها ، ففي مثل تلك الاَراضي يوَخذ الخراج و يصرف في مصالح المسلمين .
  فالقطيفي ومن أيّده كالاَردبيلي يدعون عدم ثبوت هذه الشروط في الاَراضي التي يوَخذ منها الخراج . (1)
  5 ـ زين الدين الجبعي العاملي ( 911 ـ 966 هـ )
 هو الشيخ الاَجل زين الدين بن علي بن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن نقي الدين بن صالح (تلميذ العلاّمة) العاملي ، الجبعي ، المعروف بـ ( الشهيد الثاني ) .
  يعرّفه الحر العاملي بقوله : أمره في الثقة والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق والتبحّر وجلالة القدر وعظم الشأن وجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يذكر ، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى وتحصر ، ومصنّفاته كثيرة مشهورة .
  كان (رحمه الله) فقيهاً ، محدثاً ، نحوياً ، قارئاً ، متكلماً ، حكيماً ، جامعاً لفنون العلم ، وقد ألّف تلميذه محمد العودي العاملي رسالة في ترجمة الشهيد منذ


(1) لاحظ الرسالتين الخراجيتين للاَردبيلي ، المطبوعتين مع سائر رسائله .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 361 ـ
  ولادته إلى شهادته بالقسطنطينية سنة 966 هـ .
  وأمّا تصانيفه المفعمة بالتحقيق فكثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال :
  1 ـ ( مسالك الافهام في شرح شرائع الاِسلام ) وقد طبع قديماً في جزءين كبيرين ، وأُعيد طبعه بصف جديد خرج منه إلى الآن اثنا عشر جزءاً ، ولو خرجت جميع أجزائه ربما بلغ عشرين جزءاً ، وهو أحسن كتاب جمع بين التلخيص في التعبير والتحقيق في المادة والمعنى ، وليس له نظير بين المتقدّمين والمتأخرين .
  2 ـ ( الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ) وهي دورة فقهية تضم جميع أبواب الفقه ، وبما أنّه جمع بين حسن التعبير و الاختصار في الاستدلال على الحدّ اللازم صار كتاباً دراسياً منذ قرون ومازال يدرّس في الجامعات الاِسلامية الشيعية إلى يومنا هذا ، وعليها تعليقات كثيرة .
  وأمّا سائر تآليفه الفقهية فحدث عنها ولا حرج ، وقد سرد أسماءها الحر العاملي في كتابه القيم ( أمل الآمل ) . (1)
  يروي عنه : السيد علي بن الصائغ الفقيه المشهور صاحب شرح الشرائع ، والسيد نور الدين عبد الحميد الكركي العاملي ، والمولى محمود بن محمد بن علي الجيلاني ، والشيخ محيي الدين بن أحمد بن تاج الدين الميسي العاملي ، والشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري ، والشيخ بهاء الدين بن العودي وهو من خواص تلامذته ، والشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والدُ الشيخ بهاء الدين العاملي ، والسيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي وهو صهره الذي كان والد سبطه السيد محمد صاحب المدارك . (2)


(1) أمل الآمل : 1|85 ، وروضات الجنات : 3|352 برقم 306 ، رياض العلماء :2|365 .
(2) رياض العلماء :2|366 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 362 ـ
  وقد يتصوّر المرء في بدو الاَمر انّ الشهادة كتبت على أبطال رفعوا السلاح في ميادين الجهاد وساحات الوغى ، ولكن عندما يتصفّح صفحات التاريخ ويقف على سيرة علمائنا الاَبرار يجد انّهم جمعوا بين اللسان والحسام ، وخدموا الشريعة بيراعهم وأقلامهم وبدمائهم وأرواحهم ، وشيخنا هذا من أبرز مصاديق تلك الزمرة ، فقد استعرض التاريخ لنا كيفية شهادته المفجعة . (1)
  6 ـ الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ( 918 ـ 984 هـ )
  الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي ، والد شيخنا بهاء الدين العاملي ، يصفه أُستاذه زين الدين الشهيد الثاني ، بقوله : الشيخ الاِمام العالم الاَوحد ، المرقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين ، عضد الاِسلام والمسلمين في الدنيا والدين ، حسين بن الشيخ الصالح العالم العامل المتقي ، خلاصة الاَخيار ، الشيخ عبد الصمد بن الشيخ الاِمام شمس الدين محمد الشهير بالجبعي الحارثي الهمداني . (2)
  ولعلّ هذه الكلمة من أُستاذه تعرب عن مكانة الرجل في العلم والفقه والاَمانة ، وآثاره تدل على تضلّعه في الفقه ، وقد ترك آثاراً فقهية نذكر منها ما يلي :
  1 ـ رسالة في تعارض اليد والشياع وتقديمه على اليد .
  2 ـ رسالة في المسح على الرجلين .
  3 ـ رسالة في تحقيق تسع مسائل مهمة في الصلاة ، المعبّر عنه بـ ( الرسالة التساعية ) .
  4 ـ مسائل الصلاة ، أو الرسالة الطهماسبية ، في بعض المسائل الفقهية .


(1) أمل الآمل : 1|88 ـ 99 .
(2) طبقات أعلام الشيعة :62 ، القرن العاشر .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 363 ـ
  ولمّا توفي (قدس سره) ، رثاه ولده الاَكبر شيخنا بهاء الدين العاملي بقصيدة مطلعها :
قـف  بـالطلول وسلها أين iiسلماها      وروِّ من جرع الاَجفان جرعاها (1)
  7 ـ علي بن الحسين الصائغ العاملي ( المتوفّى عام 980 هـ )
  هو علي بن الحسين بن محمد الشهير بـ ( الصائغ ) الحسيني العاملي الجزيني .
  عرّفه الحر العاملي بقوله : كان فاضلاً ، عابداً ، فقيهاً ، محدّثاً ، محقّقاً ، ومن تلامذة الشهيد الثاني ، له كتاب ( شرح الشرائع ) رأيته بخطه وكتاب ( شرح الاِرشاد ) وغير ذلك .
  قرأ عنده الشيخ حسن(صاحب المعالم) ابن الشهيد الثاني ، والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي (صاحب المدارك) ورويا عنه .
  ولمّا توفي رثاه الشيخ حسن المذكور بقصيدة تتألّف من 24 بيتاً مطلعها :
داعـي  الـغواية بـين الـعالمين iiدعـا      من شاب نجم الهدى من بعد ما سطعا (2)
  يقول الاَفندي : يروى عنه المحقّق الاَردبيلي ، وانّ شرحه على الاِرشاد موسوم بـ ( مجمع البيان في شرح إرشاد الاَذهان ) وقد رأيت منه نسخة بقصبة ( ده خارقان ) ، وقد قُرئت تلك النسخة عليه ، وكان تاريخ تأليفه سنة 979هـ .
  وكفى في جلالته انّه من مشايخ الاَردبيلي ، الذي تربّى في أحضانه العلمان الجليلان صاحبا المعالم والمدارك .


(1) ولشيخنا المترجم ترجمة وافية في الغدير ، ذكر فيه مشايخه وتلاميذه ، فمن أراد فليرجع إلى الجزء11|217ـ231 .
(2) أمل الآمل :1|119 برقم 123 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 364 ـ
  8 ـ عبد العالي الكركي ( 926 ـ 993 هـ )
  هو الشيخ عبد العالي بن نور الدين علي بن عبد العالي العاملي الكركي .
  يعرّفه الحر العاملي بقوله : كان فاضلاً ، فقيهاً ، محقّقاً ، محدّثاً ، متكلماً ، عابداً ، من المشايخ الاَجلاّء ، يروي عن أبيه وغيره من المعاصرين .
  وذكره التفرشي في ( رجاله ) وقال : جليل القدر ، عظيم المنزلة ، رفيع الشأن ، نقيّ الكلام ، كثير الحفظ ، كان من تلامذة أبيه ، تشرّفت بخدمته ، وقد توفي باصبهان عام 993 هـ . (1)
  وأمّا آثاره العلمية
  1 ـ ( اللمعة في عدم عينية الجمعة ) .
  2 ـ رسالة في القبلة عموماً ، وقبلة خراسان خصوصاً .
  إلى غير ذلك من التآليف .
  9 ـ المحقّق أحمد الاَردبيلي ( المتوفّى عام 993 هـ )
  المولى أحمد بن محمد الاَردبيلي ، أمره في الجلالة والثقة والاَمانة أشهر من أن يذكر ، وفوق ما تحوم حوله عبارة ، كان متكلّماً ، فقيهاً عظيم الشأن ، جليل القدر ، رفيع المنزلة ، أورع أهل زمانه ، وأعبدهم وأتقاهم . (2)
  يعرّفه المحدّث البحراني بقوله : لم يسمع بمثله في الزهد والورع ، له


(1) أمل الآمل :1|110 برقم 100 . وانظر ترجمته في نقد الرجال : 188ـ 189، طبقات أعلام الشيعة :122 ، القرن العاشر ، روضات الجنات : 4|199 .
(2) الاَفندي التبريزي : الرياض :1|56، طبقات أعلام الشيعة :8 ، القرن العاشر .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 365 ـ
  مقامات وكرامات لا مجال لذكرها .
  وكانت السلطة الصفوية آنذاك بيد الشاه عباس الصفوي ، وكان يبالغ في تعظيمه وتمجيده ، ويرسل إليه بكلّ جميل ، و يستدعي من جنابه القدوم إلى إيران ، وهو يتحاشى عن قبول ذلك .
  وقد خلّف أثرين عظيمين في الفقه قلّما يوجد لهما مثيل هما :
  1 ـ ( مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الاَذهان ) وقد طبع في اثني عشر جزءاً ، وهو مفعم بالتحقيق ومشحون بالدّقة ، وهو دورة فقهية كاملة ، وموسوعة كبيرة تشمل جميع أبواب الفقه ، إلاّ كتاب النكاح ، وقد اعترف بدقته وفضله كلُّ من تأخّر عنه ، وهو المجدّد في أكثر المسائل الفقهية ومع أنّه كان يرجع إلى كلمات الفقهاء ، ولكن لا يصدر عنها تقليداً ، فرغ من الجزء الاَوّل عام 978 هـ ، قال في آخر هذا الجزء : وقع اختتامه في عاشر ربيع الاَوّل المنتظم في شهور سنة 978 هـ في مشهد أمير الموَمنين ، أمير الاَُمراء عليه وعلى حبيبه سيد الاَنبياء ، وأولاده سادات الاَتقياء أفضل التحية والثناء ، في زمن الاختفاء من الاَعداء . (1)
  إنّ للمحقّق الاَردبيلي في هذا الكتاب آراءً خاصّة ، خالف فيها الرأي المشهور بين العلماء ، وقد نشر موَتمر إحياء الذكرى المئوية على وفاة المحقّق الاَردبيلي مجموعة من هذه الآراء في الجزء الثاني من المقالات المنتشرة في ذلك الموَتمر .
  وتعرب آراوَه عن دقّته وحريته في الرأي ، وعمق تفكيره ، ونظرته الفاحصة نحو المسائل الفقهية .
  2 ـ ( فقه القرآن ) : المسمّى بـ ( زبدة البيان في أحكام القرآن ) فسّر فيه آيات


(1) لاحظ مجمع الفائدة :3|445 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 366 ـ
  الاَحكام الواردة في القرآن المجيد ، وهو ـ بعد كنز العرفان ـ أبسط كتاب حول الموضوع ، وقد فرغ من تأليفه سنة 989 هـ ، و وقع موضع العناية من قبل العلماء ، فشرحه بعضهم ، وعلّق عليه آخرون .
  وهو ككتابه السابق مشحون بالتحقيق ، وأمّا منهج الموَلّف في هذا الكتاب ، يشرح اللّغات المشكلة ، ثمّ يبيّن النكات الاَدبيّة ، ويفسّر الآيات على ضوئهما ، ثمّ يتطرّق إلى الاَحكام التي تدل عليها الآية ، وهو في تأليفه هذا متأثر بكتاب ( مجمع البيان ) للشيخ الطبرسي .
  وقد شهد القرن العاشر محقّقين كبيرين على صعيد الفقه ، أحدهما المحقّق الكبير الشيخ أحمد الاَردبيلي ، والثاني الشيخ علي الكركي المعروف بـ ( المحقّق الكركي ) صاحب جامع المقاصد كما مرّ ذكره .
  كما يكفيه من الفضل انّه ربّى فقيهين جليلين ، هما : الشيخ حسن صاحب المعالم ، والسيد محمد صاحب المدارك ، وكلاهما من أعلام الفقه وحملة الاَقلام . (1)
  10 ـ الحسين المجتهد الكركي ( المتوفّى عام 1001 هـ )
  هو السيد الحسين المجتهد الكركي ابن السيد ضياء الدين أبي تراب الحسن ابن أبي جعفر محمد الموسوي الكركي .
  يعرّفه الاَفندي التبريزي بقوله : الفقيه ، الفاضل ، الجليل ، الكامل ، المعروف بالاَمير السيد حسين المجتهد ، وقد يعرف بالاَمير السيد حسين المفتي ، والد الميرزا حبيب اللّه المشهور ، الذي تسلم مناصب رفيعة في عهد الصفوية ، وهو ابن أُخت الشيخ عبد العالي بن الشيخ علي الكركي المشهور ، وكان والده من


(1) طبقات أعلام الشيعة :8 ، القرن العاشر .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 367 ـ
  جملة مشايخ الشهيد الثاني ، ومن أكابر العلماء ، ومن مشايخ الشيخ حسين بن عبد الصمد ، والد شيخنا بهاء الدين العاملي ، وقد تخرّج عليه الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ ظهير الدين إبراهيم البحراني .
  وأمّا آثاره العلمية الفقهية ، فهي :
  1 ـ ( رفع البدعة في حل المتعة ) وصفه الاَفندي بقوله :وهي رسالة طويلة الذيل ، حسنة الفوائد ، وعندنا منها نسخة ، وقد ألّفها لكمال الدين شيخ أويس .
  2 ـ رسالة ( اللمعة في أمر صلاة الجمعة ) فرغ من تأليفها سنة 966 هـ وقد ألّفها للسلطان شاه طهماسب ، ويذهب فيها إلى وجوب صلاة الجمعة تخييراً لكن شريطة أن يكون إمام الجمعة فقيهاً مجتهداً جامعاً لشرائط الفتوى ، وردَّ فيها على ما ذكره الشهيد الثاني من الاَدلّة على وجوبها عيناً .
  3 ـ ( النفحات القدسية في أجوبة المسائل الطبرسية ) .
  4 ـ ( الاقتصاد ) .
  5 ـ ( شرح الشرائع ) خرج منه كتاب الطهارة .
  إلى غير ذلك من الرسائل والمصنّفات في الفقه والعقائد وغيرها . (1)
  يقول شيخنا المجيز : توفي بأردبيل بالطاعون ، وحمل إلى العتبات المقدسة سنة 1001 هـ ، ثمّ اعتذر عن ذكره في عداد فقهاء القرن العاشر بقوله : وذكرنا المترجم له هاهنا مع أنّه توفي عام 1001 هـ لشدّة احتكاك ترجمته مع أهل المائة العاشرة .


(1) لاحظ ، طبقات أعلام الشيعة :71 ، القرن العاشر ، فقد ذكر فهرس تآليفه على وجه التفصيل ، الاَفندي التبريزي : الرياض : 2|62ـ 69،وأمل الآمل :1|69 برقم 63 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 368 ـ
  11 ـ الشيخ جمال الدين الحسن صاحب المعالم ( 959 ـ 1011 هـ )
  هو الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي .
  يعرّفه الشيخ الحر العاملي بقوله : كان عالماً ، فاضلاً ، عاملاً ، كاملاً ، متبحراً ، محقّقاً ، ثقة ، فقيهاً ، وجيهاً ، نبيهاً ، محدثاً ، جامعاً للفنون ، أديباً ، شاعراً ، زاهداً ، عابداً ، ورعاً ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير المحاسن ، وحيد دهره ، أعرف أهل زمانه بالفقه والحديث والرجال . (1)
  ولا أجد عبارة أجمع في الاِشادة بفضله كتلك التي ذكرها الحرّ العاملي .
  انتقل الشيخ حسن وابن أُخته السيد محمد صاحب المدارك إلى النجف ، وتتلمذا على يد المحقّق الاَردبيلي ، وكان يخصّهما بالتدريس وراء ما يلقيه على سائر الطلاب ، وكان يتنبّأ لهما بمستقبل زاهر و زاخر بالعطاء العلمي .
  وقد انتج قلم شيخنا كتباً ، منها :
  1 ـ ( منتقى الجمان في الاَحاديث الصحاح والحسان ) خرج منه كتب العبادات إلى الحج ، وهو كتاب قليل النظير ، وفيه نكات وإفادات لا توجد في غيره .
  2 ـ ( معالم الدين وملاذ المجتهدين ) خرج منه مقدمة في الاَُصول وقسم من كتاب الطهارة ، ولم تزل مقدمته في الاَُصول كتاباً دراسياً منذ تأليفه إلى يومنا هذا .
  3 ـ ( مناسك الحج ) .
  4 ـ الرسالة الاثنا عشرية في الصلاة .
  5 ـ ( حاشية على مختلف الشيعة ) مجلد واحد .


(1) الحر العاملي : أمل الآمل :1|57 ، روضات الجنات :2|296 ، رياض العلماء : 1|225 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 369 ـ
  6 ـ ( التحرير الطاووسي ) في الرجال .
  7 ـ كتاب ( مشكاة القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد والتقليد ) .
  8 ـ رسالة في المنع من تقليد الميّت .
  وفي ظنّي انّ شيخنا أبا منصور صاحب المعالم ألّف الكتابين الاَخيرين ردّاً لما ظهر في الاَوساط العلمية من بوادر الحركة الاَخبارية ، التي كانت تحرّم الاجتهاد ولا تجوّز التقليد ، وتجوّز أخذ الحكم من الحيّ والميّت .
  وهذا إن دلّعلى شيء فإنّما يدل على ظهور الحركة الرجعية في مستهلِّ القرن الحادي عشر ، قبل أن ينادي بها محمد أمين الاسترابادي من مكة المكرمة عن طريق تأليف كتابه ( الفوائد المدنية ) وسيوافيك تفصيل ذلك عند البحث عن الحركة الاخبارية .
  12 ـ السيد محمد صاحب المدارك ( 946 ـ 1011 هـ )
  هو السيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسـن الموسـوي العامـلي الجبعي (1) .
  يعرّفه الحرّ العاملي بقوله : كان عالماً ، فاضلاً ، متبحراً ، ماهراً ، محقّقاً ، مدقّقاً ، زاهداً ، عابداً ، ورعاً ، فقيهاً ، محدّثاً ، كاملاً ، جامعاً للفنون والعلوم ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، قرأ على : أبيه ، وعلى مولانا أحمد الاَردبيلي ، وتلامذة جدّه لاَُمّه الشهيد الثاني ، كان شريك خاله الشيخ حسن في الدرس ، وكان كل يقتدي


(1) له ترجمة في أعيان الشيعة :46|103 ، أمل الآمل :1|167 ، الذريعة44 ، ريحانة الاَدب :2|388 ، لوَلوَة البحرين :44 ، نقد الرجال :321 ، هدية الاَحباب :189 ، روضات الجنات :7|45 ، وله ترجمة وافية في مقدّمة مدارك الاَحكام .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 370 ـ
  بالآخر في الصلاة ويحضر درسه ، وقد رأيت جماعة من تلامذتهما .
  وهذا التعبير يعرب عن مكانة الرجل وورعه ، غير انّ سيدنا المترجم له قليل التأليف ، ولكنّه كثير التحقيق والتدقيق ، ردّ أكثر الاَشياء المشهورة بين المتأخرين في الاَُصول والفقه ، كما فعله خاله الشيخ حسن .
  ومن تآليفه :
  1 ـ ( مدارك الاحكام في شرح شرائع الاِسلام ) ، طُبعت منه إلى الآن ثمانية أجزاء ، وفرغ منه سنة 998 هـ .
  2 ـ ( شرح المختصر النافع ) .
  3 ـ وله حواشٍ على الاستبصار ، والتهذيب ، وألفية الشهيد .
  وكان يقول بوجوب صلاة الجمعة .
  ومن مميّزات كتاب المدارك متانة الاستدلال ، والاعتماد على الروايات المسلّمة ، فينتقي منها ما كانت واضحة الدلالة ، ومن الاَدلّة العقلية ما كانت متسالمة ، وهو في الوقت نفسه ينقل الرواية بكاملها مع الدقة في نقلها ، ويضعف ما يروية غير الاِمامي الاثني عشري .
  13 ـ القاضي نور اللّه التستري المرعشي ( 956 ـ 1019 هـ )
  هو السيد نور اللّه بن السيد شرف الدين الحسيني المرعشي التستري (1) متكلم كبير ، فقيه متبحّر ، أُصولي بارع ، كان يقضي في بلاد الهند بالمذاهب الخمسة ، يصفه الشيخ الحرّ العاملي بقوله : فاضل ، عالم ، محقّق ، علاّمة ، محدِّث ،


(1) له ترجمة ضافية في روضات الجنات : 8|159 برقم 727، أمل الآمل :2|336 برقم 1037، وترجمه السيد المرعشي في مقدمته على كتاب إحقاق الحقّ .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 371 ـ
  له كتب ، منها : ( إحقاق الحقّ في جواب من ردّ نهج الحقّ ) للعلاّمة ، وكتاب ( الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة ) ، وكتاب ( مصائب النواصب ) ، و (رسالة في نجاسة الماء القليل بالملاقاة ) وله (حاشية على شرح المختصر للعضدي ) ، و ( حاشية على تفسير البيضاوي ) .
  كما أنّ له كتاب ( مجالس الموَمنين ) في القضايا و التراجم .
  ألّف العلاّمة الحلّي كتاب ( نهج الحق وكشف الصدق ) للسلطان محمد خدابنده ، مرتّباً على مسائل في التوحيد والعدل والنبوّة والاِمامة ، ومسائل أُصول الفقه ، والمسائل الفرعية .
  وقد قام الفضل بن روزبهان بنقض هذا الكتاب وفرغ من النقض عام 909 هـ وسمّاه ( إبطال الباطل وإهمال كشف العاطل ) أورد فيه جميع نهج الحق بألفاظه غير خطبته ، ثمّ قام القاضي نور اللّه ، بنقض كتاب روزبهان بكتاب أسماه ( إحقاق الحقّ ) فلمّا علمت به السلطات الجائرةفي الهند أُلقي القبض عليه وزُجَّ في السجن وعذِّب حتى استشهد على أثرها عام 1019 هـ .
  وقد طبع ( إحقاق الحقّ ) بعدّة طبعات ، وطبع أخيراً بتعليقات وافرة للسيد العلامة المرعشي (رحمه الله) .
  14 ـ عناية اللّه القهبائي (كان حيّاً عام 1016 هـ)
  هو الشيخ عناية اللّه القهبائي من تلامذة المحقّق الاَردبيلي والشيخ عبد اللّه التستري الاصفهاني وبهاء الدين العاملي ، صاحب ( مجمع الرجال في علم الرجال ) جمع فيه تمام ما في الاَُصول الخمسة الرجالية ، أعني : رجال النجاشي ، والكشي ، ورجال شيخ الطائفة ، و فهرسته ، ورجال ابن الغضائري، وهو في

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 372 ـ
  الوقت نفسه إعادة لتأليف ( حل الاِشكال في معرفة الرجال ) للسيد ابن طاووس ، وقد طبع الكتاب في سبعة أجزاء في ثلاثة مجلدات (1)ويعد كتابه هذا من أدقّ الكتب الرجالية وأعمقها .
  15 ـ الشيخ عبد النبي بن الشيخ سعد الجزائري (2) ( المتوفّى 1201 هـ )
  يصفه الحرّ العاملي بقوله : كان عالماً ، محقّقاً ، جليلاً ، له كتب منها : شرح التهذيب .
  ويعرّفه الخوانساري : كان فاضلاً ، محقّقاً ، جليلاً ، قرأ في الاَُصولين ، والفقه ، والحديث و الرجال ، وكتابه ( حاوي الاَقوال في معرفة الرجال ) جليل معروف معتمد عليه بين الطائفة .
  قرأ على شيخنا بهاء الدين العاملي ، وصاحب المعالم ، والمدارك ، وما في أمل الآمل من أنّه قرأ على المحقّق الكركي بعيد عن الصحة ، لاَنّ الثاني توفي عام 940 هـ والمترجم له توفي عام 1021هـ . (3)
  16 ـ عبد اللّه بن الحسين التستري شيخ الرجاليين ( المتوفّى 1021 هـ )
  يعرّفه تلميذه في ( نقد الرجال ) بقوله : عبداللّه بن الحسين التستري ـ مدّظلّه ـ شيخنا وأُستاذنا ، الاِمام ، العلاّمة ، المحقّق ، المدقّق ، جليل القدر ، عظيم


(1) روضات الجنات :4|410، طبقات أعلام الشيعة ، القرن الحادي عشر :420 .
(2) الجزائر عبارة عن ناحية كبيرة ، وقرى متّصلة واقعة على شفير نهر تستر ، بينها وبين البصرة ، حسنة الرباع والاقطاع ، خرج منه جمع كثير من علماء الشيعة ، كما في الروضات لاحظ أيضاً مقدمـة حاوي الاَقوال : 8 .
(3) له ترجمة في أمل الآمل : 2|165 برقم 488 ، روضات الجنات :4|268 برقم 395 ، رياض العلماء :3|272 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 373 ـ
  المنزلة ، دقيق الفطنة ، كثير الحفظ ، وحيد عصره ، فريد دهره ، أورع أهل زمانه ، ما رأيت أحداً أوثق منه ، لا تحصى مناقبه وفضائله ، قائم الليل ، صائم النهار ، وأكثر فوائد هذا الكتاب (نقد الرجال) من تحقيقاته ، جزاه اللّه عنّي أفضل جزاء المحسنين ، ثمّ ذكر كتبه . (1)
  ويروي عنه محمد تقي المجلسي الاَوّل وغيره .
  وهو الذي وقف على كتاب ( حل الاِشكال في معرفة الرجال ) للسيد أحمد ابن طاووس الحلّي الذي جمع فيه عبارات الكتب الرجالية الخمسة : رجال الطوسي ، فهرسته ، اختيار الكشي ، وفهرست النجاشي ، وكتاب الضعفاء المنسوب إلى ابن الغضائري، ثمّجرّد ما نقله السيد في ذلك الكتاب عن ابن الغضائري وجعله في رسالة ، والطريق الوحيد إلى كلّ ما ينقل عن ابن الغضائري هي تلك الرسالة المجردة من كتاب ( حل الاِشكال في معرفة الرجال ) .
  17 ـ ميرزا محمد الاسترابادي ( المتوفّى 1028 هـ )
  هو الشيخ محمد الاسترابادي بن علي بن إبراهيم الحسيني ( المتوفّى 1028 هـ )
  وقد ألّف في الرجال كتباً ثلاثة تقدّمت أسماوَها .
و  هو أُستاذ محمد الاَمين الاسترابادي الاَخباري وأبوعقيلته ، وله وراء كتبه الثلاثة ، شرح آيات الاَحكام ، وحاشية التهذيب للشيخ الطوسي ، ورسائل أُخرى متعددة، توفي بمكة في 13 ذي الحجة ، أو ثالث ذي القعدة سنة 1028 هـ .
  يروى عن : إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي ، وأبي محمد محسن بن غياث الدين منصور .


(1) التفرشي : نقد الرجال : 197 برقم 92، لاحظ كليات في علم الرجال :83 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 374 ـ
  ويروي عنه : محمد أمين الاسترابادي ( المتوفّى 1036 هـ )، (1)ترجمه غير واحد من الرجاليين ، كالاَردبيلي في ( جامع الرواة ) والتفرشي في ( نقد الرجال ) هوَلاء هم الاَقطاب الثلاثة لعلم الرجال في أوائل القرن الحادي عشر .
  18 ـ الشيخ محمد بهاء الدين ( 953 ـ 1030 هـ )
  هو الشيخ الجليل بهاء الدّين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجبعي ، منسوب إلى الحارث الهمداني ، الذي كان من خواص أمير الموَمنين (عليه السّلام)
  يعرّفه الحرّ العاملي بقوله : حاله في الفقه والعلم ، والفضل والتحقيق ، والتدقيق ، وجلالة القدر ، وعظم الشأن ، وحسن التصنيف ، ورشاقة العبارة ، وجمع المحاسن ، أظهر من أن يذكر ، وفضائله أكثر من أن تحصى ، وكان ماهراً ، متبحراً ، جامعاً ، كاملاً ، شاعراً ، أديباً ، مُنْشِئاً ، ثقة ، عدم النظير في زمانه في الفقه والحديث والمعاني و البيان والرياضي وغيرها . (2)
  يقول شيخنا المجيز بعد مدحه وإطرائه ما هذه خلاصته :ورد المترجم له بلاد إيران مع والده في عصر طهماسب ، واشتغل على العلماء ، كوالده ، وعبد اللّه بن شهاب الدين اليزدي ، ومحمد باقر اليزدي وغيرهم ، حتى برع في فنون عصره ، بشهادة تصانيفه في التفسير والفقه والاَُصول والاَدب والرجال والتاريخ والعلوم ، فانتسب إلى مقام شيخ الاِسلام ، ثمّ استعفى ، وساح في البلاد ثلاثين سنة ، وحصلت عنده خزانة كتب كبيرة . (3)


(1) الطهراني : طبقات أعلام الشيعة : القرن الحادي عشر :497 .
(2) أمل الآمل : 1|155 برقم 158 .
(3) طبقات أعلام الشيعة :86 ، القرن الحادي عشر . نقل بتصرف يسير .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 375 ـ
  أساتذته
  1 ـ والده الشيخ حسين بن عبد الصمد ( المتوفّى عام 985 هـ ) .
  2 ـ الشيخ عبد العالي الكركي ابن المحقّق الكركي( المتوفّى عام 993 هـ ) .
  3 ـ الشيخ محمد بن محمد بن أبي اللطيف المقدّس الشافعي ، وله منه إجازة توجد ضمن إجازات البحار موَرخة بسنة 992 هـ .
  4 ـ الشيخ المولى عبد اللّه اليزدي ( المتوفّى عام 981 هـ ) .
  5 ـ المولى علي المذهب المدرس ، تتلمذ عنده في العلوم الرياضية .
  6 ـ النطاسي المحنّك ، عماد الدين محمد ، قرأ عليه في الطب .
  وأمّا انتاجاته الفقهيّة
  1 ـ ( الجامع العباسي ) وهو رسالة عمليّة كتبها باللّغة الفارسية ، ولعلّها أوّل رسالة عملية ظهرت بين فقهاء الشيعة ، وقد عملت للمقلّدين ، ولم يوفّق لاِتمامها فأكملها غيره .
  2 ـ حاشية على الفقيه .
  3 ـ حاشية على القواعد .
  4 ـ ( الحبل المتين ) وقد طبع .
  5 ـ رسالتان كريتان .
  6 ـ رسالة في الصلاة .
  7 ـ رسالة في المواريث ، وقد طبعت .
  8 ـ رسالة في القبلة .
  9 ـ رسالة في الحج .