خاصة ، وحجّة كلّ منهم والترجيح لما نصير إليه .
  6 ـ كتاب ( تبصرة المتعلّمين في أحكام الدين ) . (1)
  ونقل محقّق ( غاية المراد ) في تقديمه عليه عن إحدى مخطوطات كتاب ( الاِرشاد ) للعلاّمة الحلّي انّه جاء في هامشه ما يلي :
  ( قدّس اللّه نفس العلاّمة حيث صنف في كلّ فنون الفقه ، كتب في الخلاف مع الجمهور ( التذكرة ) ، وفي الخلاف بين الخاصة ( المختلف ) ، وفي فن التفريع ( التحرير ) ، وفي كليات قواعده ( القواعد ) ، وفي فروع الروايات ( الاِرشاد ) ، وفي الاستدلال ( المنتهى ) ، وفي النتائج ( النهاية ) . (2)
  والكتاب الاَخير لم يذكره العلاّمة عند تطرّقه لترجمة نفسه ، وقد طبع أخيراً ، وبهذا يبلغ عدد الدورات الفقهية الناجزة بيراعه إلى سبع .
  كما ألّف في الاَُصول كتباً متعدّدة ، بين موجز كـ ( مبادىَ الوصول إلى علم الاَُصول ) ، ومتوسط كـ ( تهذيب الوصول إلى علم الاَُصول ) ، ومسهب كـ ( نهاية العقول إلى علم الاَُصول ) وقد طبع الاَوّلان ، والثالث لم ير النور ونحتفظ منه بنسخة .
  وقد ذكر شيخنا في ( ريحانة الاَدب) انّ العلاّمة الحلّي ألّف خمسة عشر كتاباً في الفقه ، وعشرة كتب في أُصوله ، وربما ناهزت أجزاء بعض كتبه في الفقه عشرين جزءاً كما هو واضح لمن طالع تذكرة الفقهاء .
  وحصيلة الجهود التي بذلها العلاّمة الحلّي في رفع المستوى الفقهي هو انّه ألّف كتباً مختلفة لغايات مختلفة ، فلو ألّف الشيخ الخلاف بين المذاهب فقد

(1) رجال العلاّمة الحلّي :45 برقم 52 .
(2) غاية المراد : 51 ، مقدمة المحقّق ، نقلاً عن مخطوطة المكتبة الرضوية المقدّسة المرقّمة 2689 الورقة 95 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 327 ـ
  ألّف هو مختلف الشيعة في اختلافات فقهاء الشيعة .
  كما أنّه ألّف في الفقه المقارن دورتين :
  إحداهما : ( منتهى المطلب في تحرير المذهب ) بدأ بتأليفه وله من العمر اثنان وثلاثون عاماً ، أي في عام 680 هـ ، وكان المرجو أن يتم تأليفه ولكن الحوادث عاقته عن الاِتمام .
  والثاني : ( تذكرة الفقهاء ) فقد فرغ من الجزء الاَخير منه عام 720 هـ ولم يتجاوز عن كتاب النكاح ، ومع ذلك فهو أيضاً لم يتم .
  فعلى من حاول الوقوف على تخريجاته وتفريعاته الرجوع إلى كتاب ( تحرير الاَحكام ) حيث اشتمل على فروع كثيرة ، وفرغ من تأليفه عام 697 هـ .
  ونرجو من اللّه سبحانه أن يوفّقنا لتحقيق هذا الكتاب ونشره في الاَوساط الاِسلامية . (1)
  3 ـ فخر المحقّقين ( 682 ـ 771 هـ )
  محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلّي الشهير بـ ( فخر المحقّقين ) وصفه الشهيد الاَوّل بقوله : الشيخ الاِمام ، سلطان العلماء ، منتهى الفضلاء ، والنبلاء ، خاتمة المجتهدين ، فخر الملّة والدين ، أبو طالب محمد بن الشيخ الاِمام السعيد جمال الدين بن المطهر مدّ اللّه في عمره مدّاً ، وجعل بينه وبين الحادثات سدّاً .
  ووصفه والده في أوّل كتابه الموسوم بـ ( الاَلفين ) : ( أجبت سوَال ولدي العزيز عليّ ( محمد ) أصلح اللّه أمر داريه كما هو بار بوالديه ، ورزقه أسباب

(1) قد بدأ بتحقيقه ولدنا المحقق الشيخ ابراهيم ( بهادري ) وستقدم ملازمه إلى الطبع بإذن منه سبحانه .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 328 ـ
  السعادات الدنيوية و الاَُخروية كما أطاعني في استعمال قواه العقلية والحسية ، وأسعفه ببلوغ آماله كما أرضاني بأقواله وأفعاله ، وجمع له بين الرئاستين كما لم يعصني طرفة عين . (1)
  وعرّفه شيخنا الحر العاملي في كتابه ( أمل الآمل ) ، بقوله : كان فاضلاً ، محقّقاً ، فقيهاً ، ثقة ، جليلاً ، يروي عن أبيه العلاّمة وغيره .
  له كتب ، منها : شرح القواعد سمّاه ( إيضاح الفوائد في حلّ مشكلات القواعد ) وله شرح خطبة القواعد سمّاه ( إيضاح القلوب ) و ( الفخرية في النية ) ، و ( حاشية الاِرشاد ) ، و ( الكافية الوافية ) في الكلام ، وغير ذلك ، ويروي عنه الشهيد وأثنى عليه في بعض إجازاته ثناءً بليغاً جداً .
  وذكره السيد مصطفى التفريشي ، فقال : من وجوه هذه الطائفة وثقاتها وفقهائها ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، رفيع الشأن ، حاله في علو قدره ، وسمو رتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر ، روى عن أبيه ، وروى عنه شيخنا الشهيد ، له كتب جيدة منها ( الاِيضاح ) . (2)
  ومن تآليفه الفقهية : ( إيضاح الفوائد في حل مشكلات القواعد ) وهو شرح كتاب القواعد لوالده العلاّمة ، وقد طبع في ثلاثة أجزاء .
  ومن آثاره الاَُصولية : ( شرح مبادىَ الاَُصول ) ، المتن للوالد والشرح له ، ومثله كتابه الآخر ( غاية السوَول في شرح تهذيب الاَُصول ) .
  ومن آرائه التي انفرد بها بين الاِمامية انّ النهي في العبادات يقتضي الصحّة بدل اقتضائه للفساد ، هذا وقد سأله العارف الجليل السيد حيدر الآملي عن مسائل فأجابه ، فقال السيد : بعد الحمد والصلاة ، هذه مسائل سألتها جناب الشيخ

(1) روضات الجنات : 6|331 .
(2) أمل الآمل : 2|260 برقم 768 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 329 ـ
  الاَعظم سلطان العلماء في العالم مفخر العرب والعجم قدوة المحقّقين ، مقتدى الخلائق أجمعين ، أفضل المتأخرين و المتقدمين ، المخصوص بعناية ربّ العالمين ، الاِمام العلاّمة في الملّة والحقّ والدين ، ابن المطهر ، مد اللّه ظلال إفضاله ، وشيّد أركان الدين ببقائه ، مشافهة في مجالس متفرقة على سبيل الفتوى ، وكان ذلك في سلخ رجب المرجب سنة 759 هجرية نبوية هلالية ببلدة حلة السيفية حماها اللّه عن الحدثان ، وأنا العبد الفقير حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي ، أصلح اللّه حاله وجعل الجنة مآله . (1)
  4 ـ قطب الدين الرازي (المتوفّى عام 776هـ)
  الحكيم ، الفقيه ، المتألّه ، تلميذ العلاّمة الحلّي ، وقد قرأ قواعده عليه وكتب على ظهر الكتاب العبارة التالية ـ يعلم منها مكانة التلميذ ـ قال : قرأ عليَّ هذا الكتاب الشيخ العالم ، الكبير ، الفقيه ، الفاضل ، المحقّق ، المدقّق ، ملك العلماء والاَفاضل قطب الملّة والدين ، محمد بن محمد الرازي أدام اللّه أيّامه ، قراءة بحث وتدقيق ، وتحرير وتحقيق ، وسأل عن مشكلاته ، واستوضح معظم مشتبهاته ، فبيّنت له ذلك بياناً شافياً ، وأجزت له رواية هذا الكتاب بأجمعه ورواية جميع مصنفاتي ورواياتي وما أُجيز لي روايته وجميع كتب أصحابنا السالفين (رضوان اللّه تعالى عليهم أجمعين) بالطرق المتصلة مني إليهم ، فليرو ذلك لمن شاء وأحبَّ على الشروط المعتبرة في الاِجازة ، فهو أهل لذلك ، أحسن اللّه عاقبته ، وكتب العبد الفقير إلى اللّه تعالى حسن بن يوسف بن المطهر الحلّي مصنّف الكتاب في ثالث شعبان المبارك من سنة 713 بناحية ورامين ، والحمد للّه وحده وصلى اللّه على محمّد النبي وآله .


(1) المستدرك :3|459 ، الفائدة الثالثة .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 330 ـ
  وعرّفه الشهيد الاَوّل بقوله : اتفق اجتماعي به بدمشق أُخريات شعبان سنة 776 هـ ، فإذا هو بحر لا ينزف ، وأجازني جميع ما يجوز عني روايته ، ثمّتوفي في 12 ذي القعدة من السنة المذكورة بدمشق ، ودفن في الصالحية ، ثمّ نقل إلى موضع آخر ، وصلّي عليه برحبة القلعة ، وحضر الاَكثر من معتبري دمشق للصلاة عليه ، رحمه اللّه وقدّس روحه ، وكان إمامي المذهب بغير شك وريبة ، صرّح بذلك وسمعته منه وانقطاعه إلى بقية أهل البيت معلوم .
  ويقول الشهيد : إنّه كان من ذرية الصدوق ابن بابويه .
  وقد وصفه غير واحد من علمائنا بما يعرف عن مكانته في العلوم العقلية والنقلية .
  وكفاك انّ كتابيه : شرح الشمسية ، وشرح المطالع من الكتب الدراسية في الحوزات العلمية .
  وقد نقل الشيخ الاَنصاري آراءه الفقهية في متاجره ، فمن أراد الوقوف ، فليرجع إلى مستدرك الوسائل . (1)
  5 ـ محمد بن مكي العاملي (734 ـ 786 هـ)
  هو المحقّق الجليل ، المتضلّع في الفقه ، المعروف بإمام الفقه ، فضله أشهر من أن يذكر ، وجماع القول فيه انّه تاج الشيعة ، وفخر الشريعة ، صاحب النفس الزكية القدسية القوية ، ولد بجزين سنة 734 هـ .
  ويعرّفه الشيخ الحر العاملي بقوله : كان عالماً ، ماهراً ، فقيهاً ، محدّثاً ، مدقّقاً ،

(1) المستدرك : 3|451 ، الفائدة الثالثة . وانظر ترجمته في طبقات أعلام الشيعة :القرن الثامن : 200 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 331 ـ
  ثقة ، متبحّراً ، كاملاً ، جامعاً لفنون العقليات والنقليات ، زاهداً ، عابداً ، ورعاً ، شاعراً ، أديباً ، منشئاً ، فريد دهره ، عديم النظير في زمانه .
  وقد استجاز عن مشايخ الفريقين ، وروى مصنّفات أهل السنّة عن نحو أربعين شيخاً ، كما روى عنه جماعة كثيرة ، ويعد شيخ الاِجازات في القرن الثامن ، وإليه تنتهي أكثر الاِجازات .
  وأمّا آثاره الفقهية :
  1 ـ كتاب ( الذكرى ) ، خرج منه كتاب الطهارة والصلاة .
  2 ـ كتاب ( الدروس الشرعية في فقه الاِمامية ) خرج منه أكثر الفقه .
  3 ـ ( غاية المراد في شرح نكت الاِرشاد ) .
  4 ـ كتاب ( جامع البين من فوائد الشرحين ) جمع فيه شرحي تهذيب الاَُصول للسيد عميد الدين والسيد ضياء الدين .
  5 ـ كتاب ( البيان ) في الفقه .
  6 ـ رسالة ( الباقيات الصالحات ) .
  7 ـ ( اللمعة الدمشقية ) دورة فقهية كتب بصورة المتن وعليها شروح كثيرة ، أحسنها شرح الشيخ زين الدين الشهيد الثاني المسمّى بـ (الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية) ، وقد ألّفه شيخنا الشهيد بطلب من علي بن الموَيد ملك خراسـان ومـا والاها والذي توفـي عام 795 هـ ، ألّفه عام 782 هـ ، وذلك قبـل شهادته بأربع سنوات ، وبذلك يعلم أنّ ما هو المشهور من أنّالشهيد ألّفه في سبعة أيّام في محبسه غير صحيح ، وكان الرسول بين الشهيد والموَيد هو محمد الآبي النقيب شمس الدين . (1)

(1) الطهراني : طبقات أعلام الشيعة :3|175 ، القرن الثامن .وله ترجمة ضافية في مقابس الاَنوار :13 ، روضات الجنات : 7|3 برقم 592 ، وأمل الآمل :1|181 برقم 188 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 332 ـ
  8 ـ ( الاَلفية في فقه الصلاة اليومية ) .
  9 ـ رسالة في قصر من سافر بقصد الاِفطار والتقصير .
  10 ـ ( النفلية في مستحبات الصلاة اليومية ) .
  11 ـ ( خلاصة الاعتبار في الحج والاعتمار ) .
  12 ـ ( القواعد ) .
  13 ـ ( الدرّة المضيئة ) .
  14 ـ رسالة ( التكليف ) .
  15 ـ وله عدّة إجازات .
  ومن ألطف كتبه كتاب ( القواعد والفوائد ) ، فإنّ الشهيد الاَوّل يعد أوّل من صنّف في هذا المضمار ، وقد احتوى الكتاب على ما يقرب من 330 قاعدة ، إضافة إلى فوائد تقرب من 100 فائدة ، عدا التنبيهات والفروع، وهذه القواعد والفوائد ليست فقهية خالصة ، وإنّما فيها بعض القواعد الاَُصولية والعربية ، لكن الطابع الفقهي هو الغالب عليها ، ولم يتبع الشهيد منهجاً معيناً في ترتيب ما أورده من قواعد وفوائد ، حيث لم يفصل القواعد الفقهية عن الاَُصولية أو العربية ، وهذا ممّا حدا بتلميذه المقداد بن عبد اللّه السيوري بترتيب تلكم القواعد وتهذيبها ، وأسماها بـ ( نضد القواعد الفقهية ) .
  ومن أعجب ما حظي به الشهيد هو ما كتبه أُستاذه فخر المحقّقين في حقّه وقال : قرأ عليّ مولانا الاِمام العلاّمة الاَعظم ، أفضل علماء العالم ، سيد فضلاء بني آدم ، مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد أدام اللّه أيّامه من هذا الكتاب مشكلاته ، وأجزت له رواية جميع كتب والدي (قدس سره) ، وجميع ما صنّفه أصحابنا المتقدّمون ـ رضي اللّه عنهم ـ عن والدي عنهم الطرق المذكورة . (1)


(1) رياض المسائل : 71 ، قسم المقدمة .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 333 ـ
  6 ـ عميد الدين عبد المطلب بن محمد (1)بن علي الاَعرج (186 ـ 457 هـ)
  يعرّفه الشهيد الاَوّل بقوله : المولى السعيد ، الاِمام المرتضى علم الهدى ، شيخ أهل البيت في زمانه ، عميد الحق و الدين ، يروي عن خاله العلاّمة الحلّي ، له شرح تهذيب الاَُصول . (2)
  ويعرّفه أيضاً الخوانساري ، بقوله : كان من أجلّة العلماء الثقات ، ومشايخ الروايات ، فاضلاً ، محقّقاً ، أُصولياً ، ماهراً ، حسن التصرّف والتصنيف ، وكفاه فخراً انّ مثل شيخنا الشهيد الاَوّل يعتني بشأنه كثيراً ، وينقل عن ابن معين انّه عرّفه بقوله : درّة الفخر ، وفريدة الدهر ، مولانا الاِمام الرباني ، وهو ابن أُخت العلاّمة (رحمه الله) ، وقد شرح كتاب خاله العلاّمة الحلّي باسم ( تهذيب الاَُصول) وأسماه ( منية اللبيب في شرح التهذيب ) فرغ منه عام 740هـ . (3)
  وله من الكتب الفقهية : ( كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد ) .
  وعلى ذلك فالعميدي أوّل من شرح كتاب القواعد للعلاّمة الحلّي ، ثمّ أعقبه شرح آخر لاَخيه كما يأتي ، وثالث لفخر المحقّقين .
  7 ـ عبد اللّه بن محمد بن علي الاَعرج
  يعرّفه الحر العاملي في كتابه ( أمل الآمل ) بقوله : عالم ، فاضل ، جليل القدر ،

(1) هذا هو المكنّى بأبي الفوارس ، صهر والد العلاّمة سديد الدين ، وقد أنجبت زوجته أولاداً ذكوراً خمسة ، وهم : جلال الدين علي ، عميد الدين عبد المطلب ، ضياء الدين عبد اللّه ، نظام الدين الفاضل العلاّمة عبد الحميد ، غياث الدين عبد الكريم .
(2) أمل الآمل :2|165 برقم 484 ، وانظر ترجمته في روضات الجنات :4|265 برقم 394 .
(3) نحتفظ منه بنسخة في موَسسة الاِمام الصادق (عليه السّلام) ،وحكى شيخنا المدرس في ( ريحانة الاَدب ) انّه طبع في بلاد الهند .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 334 ـ
  من مشايخ الشهيد ، يروي عن العلاّمة ، له كتب ، منها ( شرح التهذيب ) للعلاّمة ، وغير ذلك .
  وربما يقال : إنّ ( منية اللبيب ) لهذا الاَخ ، وأمّا ما ألّفه عميد الدين فليس له اسم خاص . (1)
  وقد مضى انّ الشهيد الاَوّل جمع بين فوائد شرح الاَخوين وزاد عليهما فوائد أُخر ، وأسماه ( جامع البين من فوائد الشرحين ) ، وميّز ما اختص به شرح الضياء بعلامة (ض) وما اختص به شرح العميدي بعلامة (ع) ، وأجرى شيخنا عز الدين الحسين بن عبد الصمد والد الشيخ بهاء الدين العاملي تعميمات مفيدة في آخره . (2)
  ويعرّفه صاحب الرياض بقوله : هو الفقيه الجليل ، الاَعظم ، الاَكمل ، الاَعلم ، الاَفضل ، الكامل ، المعروف بالسيد ضياء الدين الاَعرج الحسيني .
  8 ـ عبد اللّه بن سعيد بن المتوج البحراني
  هو عبد اللّه بن سعيد بن المتوج البحراني ، أحد كبار الفقهاء في القرن الثامن .
  يعرّفه الاَفندي بقوله : عالم ، فاضل ، فقيه ، جليل ، أديب ، شاعر ، نبيل ، وكان من أكابر العلماء والفقهاء المتأخرين ، ويعرف بـ ( ابن المتوج ) وربما يطلق على ابنه الشيخ أحمد فخر الدين .
  وله موَلّفات في الفقه ، منها :


(1) انظر ترجمته في أمل الآمل :2|164 برقم 479 ، وطبقات أعلام الشيعة :124 ، القرن الثامن .
(2) الطهراني : الذريعة : 4|435 ، ولاحظ المستدرك :3|459 ، الفائدة الثالثة .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 335 ـ
  1 ـ كتاب ( المقاصد ) .
  2 ـ كتاب ( الناسخ والمنسوخ ) من الآيات على طريقة الاِمامية ومذهبهم .
  3 ـ كتاب ( النهاية في تفسير خمسمائة آية ) التي عليها مدار الفقه .
  وحيث إنّمصدر الترجمة هو ( رياض العلماء ) للفاضل الاَفندي التبريزي (1) فقد عدّ ( المقاصد ) من تأليف الوالد لا الو المجيز الطهراني في ( الذريعة ) (2) فجعله تأليفاً للولد وفي الوقت نفسه احتمل أن يكون للوالد .
  وستوافيك ترجمة ولده في زمرة فقهاء القرن التاسع .
  9 ـ مهنا بن سنان بن عبد الوهاب المدني (المتوفّى 754 هـ)
  أحد الفقهاء الاِمامية القاطنين في المدينة المنوّرة ، أذعن بفضله الفريقان ، يعرّفه ابن حجر العسقلاني بقوله : مهنا بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني الاِمامي المدني ، قاضي المدينة ، اشتغل كثيراً ، وكان حسن الفهم ، جيد النظم ، و لاَُمراء المدينة فيه اعتقاد ، وكانوا لا يقطعون أمراً دونه ، وكان كثير التفقّه ، إلى أن قال : مات سنة 754 هـ . (3)
  وقد بعث مسائل إلى العلاّمة الحلّي يستفهمه في مسائل ، فأجاب عنها العلاّمة ووصفه في صدر الرسالة بقوله : السيد الكبير ، النقيب ، الحسيب ، النسيب ، المعظم المرتضى ، عز السادة ، زين السيادة ، معدن المجد والفخار ، والحكم

(1) رياض العلماء :3|220 .
(2) الذريعة :21|378 برقم 5546، و طبقات أعلام الشيعة : 128 ، القرن الثامن .
(3) العسقلاني : الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 336 ـ
  والآثار ، الجامع للقصد الاَوفى من فضائل الاَخلاق ، والفائز بالسهم المعلّـى من طيب الاَعراق ، مزين ديوان القضاء بإظهار الحقّ على الحجّة البيضاء عند ترافع الخصم ، نجم الحق والملّة والدين مهنا بن سنان الحسيني ، القاطن بمدينة جدّه .(1)
  وتعرب المسائل عن توغّله في الفقه ، وكونه مرجعاً وملاذاً للعامة في أحكام الدين .
  ويكفي في جلالته في الفقه انّ فخر المحقّقين يصفه بقوله : أفضل علماء الآفاق ، وأعلم الفقهاء على الاِطلاق .

حصيلة الجهود الفقهية في القرن الثامن
  كان النظام السائد في المناهج الفقهية في القرن الثامن هو نفس النظام المتبع في القرن السابع استمراراً لما خطّه المحقّق وتلاميذه بيد انّ الجهود المبذولة في هذا القرن انتهت إلى إبداع أُسلوب جديد في عرض الاَبحاث الفقهية .
  فقد كان إطار البحث في المسائل الخلافية هو البحث عن الخلافيات الموجودة بين أئمّة المذاهب الفقهية ، ولم يوَلّف كتاب في خلافيات مذهب واحد ، وما ذلك إلاّ لقلّة الاختلاف بين فقهاء المذهب الواحد نتيجة إقفال باب الاجتهاد .
  وأمّا الشيعة منذ عصر الرسول إلى يومنا هذا فقد اختلفت كلمات فقهائهم في مسائل كثيرة عقب فتح باب الاجتهاد .
  1 ـ فألّف العلاّمة الحلّـي لاَوّل مرة كتاب ( مختلف الشيعة ) وذكر خلافيات فقهائهم في المسائل الفقهية من الطهارة إلى الديات .
  2 ـ ظهور موسوعة فقهية تحمل في طيّاتها فقهاً مقارناً بين المذاهب

(1) أجوبة المسائل المهنائية :20 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 337 ـ
  الاِسلامية لم ير مثلها إلى الآن وهو كتاب ( التذكرة ) للعلاّمة الحلّي ، وقد اتّبع الموَلّف النهج الذي اختطه الشيخ المفيد ثمّ المرتضى ثمّ الطوسي .
  3 ـ ظهور كتب رجالية تحليلية تجمع نصوص الرجاليين المتقدّمين مع شيء من التحليل و التفسير ، وهذا النمط قد ابتكر لاَوّل مرة في ( رجال ابن داود ) و (خلاصة العلامة) و (إيضاح الاشتباه) له أيضاً .
  فالناظر في هذه الكتب الثلاثة إذا قارنها مع ما أُلّف في القرن الرابع والخامس من الكتب الرجالية يقف على وجود لون من الاجتهاد في علم الرجال ، والبحث فيه بحثاً مفصلاً .
  4 ـ انّ تنويع الحديث إلى الاَقسام الاَربعة الذي ابتكره السيد ابن طاووس في القرن السابع لم يدخل حيّز التطبيق إلاّ بفضل تلميذيه ابن داود والعلاّمة الحلّي ، فإنّ الثاني قد طبق الاصطلاح الموروث عن أُستاذه في كتبه الفقهية ، فتجد انّه يفتي بالحديث لكونه صحيحاً ، ويردّه لكونه ضعيفاً ، ويحتج بهما فتبعه الفقهاء إلى يومنا هذا .
  وأمّا الحافز على تنويع الحديث ـ مع أنّ الحديث بين القدماء كان بين صحيح وضعيف ـ فهو انّ الصحيح عند القدماء كان كل حديث يثقون بصدوره عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) بالقرائن المتوفرة في ذلك الحين ـ وإن اختفت فيما بعد ـ ، وإن كان الراوي غير ثقة في نفسه .
  غير انّ مرور الزمان وانتقال الاَحاديث من الاَُصول الاَربعمائة التي كانت لها مكانة من الصحّة إلى الجوامع الاَوّلية والثانوية صارت سبباً لاختفاء القرائن التي كانت تورث الثقة بالحديث ، فلم يكن بدّ من معالجة تلك الاَحاديث بشكل آخر ، وهو الذي اقترحه السيد ابن طاووس وثبَّت أركانه العلاّمة الحلّي ، وقد أوضحنا ذلك بإسهاب في كتابنا الموسوم بـ ( كليات في علم الرجال ) .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 338 ـ
  5 ـ الاهتمام بعلم الاَُصول وتطويره بتآليف متعاقبة ، وقد علمت أنّ العلاّمة الحلّي ألّف كتباً في علم الاَُصول ، كما ألّف ابنا أُخته شرحين لكتابه ( تهذيب الاَُصول ) وألّف ابنه فخر المحقّقين كتاباً في علم الاَُصول .
  إضافة إلى أنّ الشهيد الاَوّل جمع نكات الشرحين للعلمين الجليلين : عميد الدين وضياء الدين في كتاب واحد .
  6 ـ إبداع نمط جديد في الفقه بتحرير قواعده ، وأوّل من شيّد صرحه هو العلاّمة الحلّي في كتابه ( القواعد ) و هو إن كان لا يشمل القواعد الفقهية برمّتها ولكنه خط هذا الطريق وتبعه الشهيد الاَوّل بتأليفه كتاب ( الفوائد والقواعد ) .
  7 ـ كان للحلّة يومذاك الحظ الاَوفر لظهور الفقهاء الاَفذاذ ، كما كان في البحرين حوزة علمية فقهية عامرة في القرن السابع والثامن تخرّج منها : المحقّق ميثم البحراني صاحب ( شرح نهج البلاغة ) وأُستاذ العلاّمة المتوفّى عام 699 هـ ، وابنا المتوج ، وغيرهم .
  نعم ازدهرت في هذا القرن وما يتلوه مدرسة جبل عامل الذي شيد أركانها الشهيد الاَوّل ، وقد تخرّج منها نخبة من الفقهاء سنذكر أسماء بعض منهم في القرن التاسع .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 339 ـ
القرن التاسع (من الدور الرابع)
  وقبل استعراض السير الفقهي في هذا القرن لابدّ من استعراض الظروف التاريخية والسياسية التي كانت سائدة في الاَمصار الاِسلامية لما لها من تأثير مهم على سير التحولات الفقهية على سبيل الاِيجاز .

الاَوضاع السياسية في القرن التاسع
  بسط المغول نفوذهم من الشرق الاِسلامي إلى حاضرة البلاد الاِسلامية (بغداد) بعد حروبٍطاحنة شهدت قتل عدد هائل من المسلمين ، فسقطت الدولة العباسية على يد هولاكو عام 656 هـ ، واستقر حكم الوثنيّين على بلاد الاِسلام والمسلمين إلى أن اعتنق بعضهم الاِسلام ، ويعدُّ محمود غازان خان الذي جلس للحكم من عام ( 694 ـ 704 هـ ) أوّل من اعتنق الاِسلام ، ثمّ أعقبه محمد خدا بنده أولجايتو فتسلم زمام الاَُمور عام ( 704 ـ 716 هـ ) وقد انتحل التشيع بفضل رجل العلم والفضيلة العلاّمة الحلّي لمناظرات جرت بينه وبين علماء المذاهب الاَربعة في مسائل فقهية في محضر السلطان وحاشيته ووزرائه ، فبان قوة منطقه على كلّمن حضر ، فطلب السلطان منه أن يلازمه في السفر والحضر ، وهكذا أخذ العلاّمة يصاحبه مع تلاميذه وكتبه ، فأسّس مدرسة سيّارة تقام كلّما حط السلطان بمكان ، حتّى انّ العلاّمة الحلّي قد فرغ من تأليف بعض كتبه في مدينة ( سلطانية ) من اعمال زنجان ، كما كتب اجازته لقطب الدين في ناحية ورامين كما مرّ .
  ولمّا استتب الاَمر للمغول واعتنقوا الاِسلام والتشيّع وانصهروا في الكيان الاِسلامي أخذوا يروّجون العلم لا سيّما العلوم الطبيعية كالفلك والنجوم والحساب ، وفي ظل استتباب الاَمن والاستقرار ، نرى أنّالركب الحضاري بدأ

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 340 ـ
  يتقدّم بعد نكسته التي أُصيب بها من جرّاء استيلاء المغول ، ولم تمض مدة حتى بدأ المسلمون الذين غلبوا في عقر دارهم بأخذ زمام المبادرة من يد المغول من خلال رسم الخطوط العريضة لهم في السياسة والثقافة والاقتصاد بل في كافة جوانب الحياة ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على قوة منطق الاِسلام وصلابته ، إذ جعل من الاَعداء أنصاراً للحق .
  كان الاَمن سائداً ومستتباً في البقاع الاِسلامية إلى عصر السلطان أبي سعيد بهادر خان (716 ـ 736 هـ) .
  وقد تدهور وضع الدولة الاِيلخانية المغولية بعد وفاته ، وتسلّم أزمة الاَُمور أشخاص كانت تعوزهم الكفاءة والحزم ، فعادت الفوضى إلى البلاد حتى تجد تولّي عدة سلاطين لمنصة الحكم في سنة واحدة فقد مات أبو سعيد بهادر خان وأعقبه السلطان ارباكاون سنة 736 هـ وبقي عدّة شهور على منصة الحكم ، ثمّ أعقبه السلطان موسى خان ولم يدم طويلاً بل أمضى هو الآخر عدّة شهور أيضاً ، ثمّحلّ محلّه السلطان محمد خان ( 736 ـ 738 هـ ) .
  واستمر الوضع على هذا المنوال حتى انقراض الدولة الاِيلخانية في عهد آخر سلاطينهم المسمّى بـ ( أنوشيروان العادل ) ( 744 ـ 756 هـ ) وكأنّه قدّر لهم الحكم قرابة قرن واحد .
  ثمّ عادت الفوضى أكثر من ذي قبل ، وتمزّقت البلاد أشلاءً ، واستبدّ بكل جزء منها أمير من الاَُمراء تعوزهم الكفاءة ، منهم :
  1 ـ سلسلة أُمراء آل جلاير ( 740 ـ 813 هـ ) .
  2 ـ سلسلة أُمراء جوباني ( 744 ـ 759 هـ ) .
  3 ـ سلسلة أُمراء آل مظفر ( 740 ـ 795 هـ ) .
  4 ـ سلسلة أُمراء اينجو ( 742 ـ 758 هـ ) .
  5 ـ السربدارية ( 738 ـ 788 هـ ) .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 341 ـ
التيمورية على منصة الحكم
  وفي تلك الاَوضاع المضطربة و المتدهورة ظهر تيمور لنك وبسط نفوذه على أصقاع شاسعة بعد أن أراق دماءً كثيرة حتى استتب له الاَمر أواخر القرن الثامن ، ودام حكمهم 127 سنة شهدت فيها البلاد المزيد من الدمار والهلاك والسفك والقتل حتى انقراضهم في عهد سلطانهم المدعو سلطان حسين بايقرا عام 911 هـ .
  وقد خلفت التيمورية خلال مدة حكمها مضاعفات خطيرة على الصعيد العلمي والثقافي ، فقد كان تيمور لنك وأولاده لا يهمّهم سوى الركوب على رقاب الناس والاِغارة على ثرواتهم مهما بلغ من ثمن ، فانعكست آثارها السيئة وتبلورت في قلّة الانتاجات العلمية والموسوعات الفقهية .
  ولا شكّ انّالحضارة تزدهر والعلم ينمو في ربوع يسودها العدل والاَمن والاستقرار .
  هذه لمحة خاطفة عن الاَوضاع السياسية السائدة في القرن التاسع ، ذكرناها على وجه موجز ، ليقف القارىَ على الاَوضاع المزرية التي أُصيب بها المسلمون ، وتركت من جراء ذلك آثاراً سيئة على الحركة الفقهية ممّا أعقب ذلك فتور النشاط الفقهي وقلّة الانتاج فيه .

وإليك أسماء نخبة من فقهاء هذا القرن :
  1 ـ الحسن بن سليمان بن خالد الحلّي ( كان حياً عام 802 هـ )
  هو الحسن بن سليمان بن خالد الحلّي يعرّفه الحر العاملي بقوله : فاضل ، عالم ، فقيه ، له ( مختصر بصائر الدرجات ) لسعد بن عبد اللّه ، يروي عنه الشهيد .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 342 ـ
  ويعرّفه الخوانساري بقوله : فقيه ، فاضل ، من تلامذة شيخنا الشهيد الاَوّل ، صاحب المصنّفات الكثيرة الفقهية .
  وله أيضاً كتاب لطيف يسمّى ( الرجعة ) .
  وقد نقل الخوانساري صورة إجازته للشيخ العالم الموفّق عز الدين حسين بن محمد بن الحسن الحمدياني وفي آخرها كتب عبد اللّه حسن بن سليمان بن محمد في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 802 هـ . (1)
  2 ـ فخر الدين أحمد بن عبد اللّه بن المتوج
  هو الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن المتوج ، المشهور بـ ( ابن المتوج ) البحراني ، المعروف بالعلم و الفضل والتقوى في أسانيد أصحابنا ، يوصف بـ :خاتمة المجتهدين ، شيخ مشايخ الاِسلام ، وقدوة أهل النقض والاِبرام ومن تلامذة الشهيد وفخر المحقّقين ، ومرّت ترجمة والده في فقهاء القرن الثامن .
  وفي الروضات : وهو شيخ أبي العباس بن فهد الحلّي (2) والشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد اللّه السبعي الفقيه المشهور المتوطّن بلاد الهند ، ومن أجلِّ تلامذة الشهيد و فخر المحقّقين .

(1) الاَفندي التبريزي : رياض العلماء :1|193 ، الخوانساري :روضات الجنات :2|293 برقم 202 ، طبقات أعلام الشيعة : القرن التاسع .
(2) يعرّفه صاحب الرياض بقوله : الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقري الاَحسائي ، المعروف بابن فهد ، وهو غير ابن فهد المعروف صاحب ( المهذب البارع) و ( عدة الداعي ) .
ويدل على ذلك ما ذكره ابن أبي جمهور في أوّل كتاب ( غوالي اللآلي ) ، يقول : أروي عن أحمد بن فهد المذكور(شهاب الدين) عن شيخه خاتمة المجتهدين ، المشهورة فتاواه في جميع العالمين ، فخر الدين أحمد بن متوج بن عبد اللّه .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 343 ـ
  آثاره الفقهية
  1 ـ الوسيلة .
  2 ـ رسالة ( الناسخ والمنسوخ ) .
  3 ـ كتاب ( ما يجب على المكلّفين ) .
  4 ـ كتاب ( غرائب المسائل ) .
  5 ـ (النهاية ) في تفسير 500 آية ، وهي آيات الاحكام في القرآن ، وينقل فيه عن كنز العرفان معبراً عنه : قال المعاصر . (1)
  3 ـ جمال الدين المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي (المتوفّى 826 هـ)
  هو الفقيه الفاضل المحقّق أبو عبد اللّه المقداد بن عبد اللّه بن محمد بن حسن بن محمد السيوري الحلّي الاَسدي الغروي ، المعروف بـ ( الفاضل السيوري) و ( الفاضل المقداد ) عند الفقهاء المتأخرين ، كان من أجلاّء الاَصحاب ، وعظماء مشايخ الرجال ، جامعاً بين المعقول والمنقول ، عالماً ، فاضلاً ، متكلّماً ، محقّقاً ، مدقّقاً ، من أعاظم الفقهاء ، قد أثنى عليه كلّ من عنونه بالثناء الجميل والذكر النبيل ، أفاض اللّه على تربته سجال لطفه .
  يعرّفه الاَفندي التبريزي بعد وصفه بالعلم والفضل والتحقيق والتدقيق : له كتب ، منها : شرح نهج المسترشدين في أُصول الدين ، وكنز العرفان في فقه القرآن ، والتنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع ، وشرح الباب الحادي عشر ، وشرح مبادىَ الاَُصول ، يروي عن الشهيد محمد بن مكي العاملي . (2)

(1) لاحظ رياض العلماء :1|44 ، روضات الجنات :1|68 ، طبقات أعلام الشيعة :4 ، القرن التاسع .
(2) رياض العلماء : 5|216، أمل الآمل :2|325برقم 1002 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 344 ـ
  ويروي عنه : شرف الدين المكي ، والحسين بن علاء الدين مظفر بن فخر الدين بن نصر اللّه القمي ، وتاج الدين الحسن بن راشد الحلي صاحب (الجمانة البهية في نظم الاَلفية ) ، ومحمد بن شجاع القطان الحلّي ، وأحمد بن فهد الحلي المتوفّى عام 841 هـ ، وقاسم الدين . (1)
  وله في الفقه الكتب التالية :
  1 ـ ( التنقيح الرائع في شرح الشرائع ) وهي دورة فقهية استدلالية من الطهارة إلى الديات ، ابتدأ في أوّله بتعريف الفقه وتحصيله ، والاَدلّة العقلية ، والعمل بخبر الواحد وأقسامه ، وتفسير الاَشهر والاَظهر والاَشبه ، وغير ذلك من المصطلحات . (2)
  2 ـ ( كنز العرفان في فقه القرآن ) : وهو بين الكتب الموَلّفة حول فقه القرآن ، كتفسير ( مجمع البيان ) في تفسير القرآن ، بجودة نسقه وترتيبه ، وقد ذكره الذهبي المصري في كتاب ( التفسير والمفسّرون ) حيث قال :
  يتعرّض هذا التفسير لآيات الاَحكام فقط ، وهو لا يفسر الآيات سورة فسورة على حسب ترتيب المصحف ، ذاكراً ما في كلّ سورة من آيات الاَحكام كما فعل الجصاص وابن العربي مثلاً ، بل طريقته في تفسيره انّه يعقد أبواباً كأبواب الفقه ، ويدرج في كلّ باب منها الآيات التي تدخل تحت موضوع واحد ، فمثلاً يقول : باب الطهارة ثمّ يذكر ما ورد في الطهارة من الآيات القرآنية ، شارحاً كلّ آية منها على حدة ، مبيناً ما فيها من الاَحكام ، على حسب ما يذهب إليه الاِمامية الاثنا عشرية في فروعهم مع تعرّضه للمذاهب الاَُخرى ، وردّه على من يخالف ما يذهب إليه الاِمامية الاثنا عشرية . (3)

(1) طبقات الشيعة :139 ، القرن التاسع .
(2) لاحظ التنقيح الرائع :1|36 ـ 37 ، وطبع الكتاب في أجزاء أربعة ضخام .
(3) انظر التفسير والمفسّرون :2|465 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 345 ـ
  3 ـ ( آداب الحج ) .
  4 ـ ( نضد القواعد الفقهية على مذهب الاِمامية ) وهو ترتيب للقواعد الفقهية للشهيد الاَوّل .
  وأمّا تآليفه في الكلام والعقائد فحدّث عنها ولا حرج .
  فقد أصبح شرحه على الباب الحادي عشر من الكتب الدراسية إلى يومنا هذا .
  4 ـ ابن فهد الحلي ( 757 ـ 841 هـ )
  جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الاَسدي الحلّي .
  يعرّفه الشيخ الحر العاملي بقوله : فاضل ، عالم ، ثقة ، صالح ، زاهد ، عابد ، ورع ، جليل القدر ، له كتب . (1)
  ويعرّفه العلاّمة المامقاني بقوله : له من الاشتهار بالفضل والعرفان والزهد والتقوى والاَخلاق والخوف والاِشفاق ما يغنينا عن البيان ، وقد جمع بين المعقول والمنقول والفروع والاَُصول واللفظ والمعنى والحديث والفقه والظاهر والباطن والعمل بأحسن ما كان يجمع . (2)
  وقد أطبق المتأخّرون على علمه ودقّته وفقهه .
  وأمّا تآليفه الفقهية ، فهي :
  1 ـ ( المهذّب البارع إلى شرح النافع) وهو شرح للمختصر النافع للمحقّق من أوّله إلى آخره ، أورد في كلّمسألة أقوال الاَصحاب وأدلّة كلّ قول ، وبيّن

(1) أمل الآمل :2|21 .
(2) تنقيح المقال :1|92 برقم 510 ، باب أحمد .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 346 ـ
  الخلاف في كلّمسألة خلافية ، وعيّن المخالف وإن كان نادراً متروكاً ، وأشار إلى وجه التردّد من المصنّف لدليل انقدح في خاطره ، وقال : وسمّيته بـ ( المهذب البارع في شرح المختصر النافع ) وإن شئت فسمّه جامع الدقائق وكاشف الحقائق .
  لاَنّه لا يمر بمسألة مشكلة ، إلاّجلاّها غاية الجلاء ، ولا لمعضلة إلاّوشفى من بحثها غاية الشفاء ، ورتبت في أوّل كلّ كتاب ، مقدّمة أو مقدّمات ، اذكر فيها تعريفه وسند مشروعيته من الكتاب و السنّة والاِجماع ، وما يليق به من التمهيد ، فكان كالدستور يرجع إليه في المشكلات ، ويعتمد عليه في المعضلات ويتفكه منه بالتفريعات . (1)
  2 ـ ( شرح الاِرشاد ) للعلاّمة الحلي .
  3 ـ ( فقه الصلاة ) .
  4 ـ ( شرح الاَلفية ) .
  5 ـ ( كفاية المحتاج في مسائل الحاج ) .
  إلى غير ذلك من التآليف الفقهية وقد بلغ الشيخ الفقيه من الكمال ما بلغ بفضل جمعه بين العلم و العمل ومحافظته على الظواهر الشرعية ومراقبته للنفس .
  وفي كتبه التالية دلالات واضحة على ذلك ، منها :
  1 ـ ( عدة الداعي ونجاح الساعي ) .
  2 ـ ( أسرار الصلاة ) .
  3 ـ ( التحصين وصفات العارفين ) .
  توفّي بكربلاء عن عمر ناهز 84 سنة ، وله هناك قبر يزار .

(1) المهذب البارع :1|70 ـ 71 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 347 ـ
  ويعد من شيوخ الاِجازة كشيخه الشهيد الاَوّل ، يروي عن الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي ، والشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي الحائري ، والشيخ فخر الدين ولد العلاّمة ، ويروي عنه جماعة ، منهم : الشيخ رضي الدين حسين الشهير بـ ( ابن راشد القطيفي ) ، كما يظهر من أوّل غوالي اللآلي . (1)
  5 ـ ناصر الدين بن جمال الدين أحمد بن متوج (المتوفّى 856 هـ)
  هو ناصر الدين بن جمال الدين أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن علي بن الحسن بن متوج البحراني .
  يعرّفه الشيخ الحر العاملي بقوله : الشيخ ناصر بن أحمد بن عبد اللّه بن المتوج البحراني ، صاحب الذهن الوقّاد ، فاضل ، محقّق ، فقيه ، حافظ ، نقل أنّه ما نظر شيئاً ونسيه . (2)
  6 ـ الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقري الاَحسائي
  هو الشيخ شهاب الدين أحمد بن إدريس المقري الاَحسائي من أجلّة علماء الاِمامية وفقهائهم ، يروي عن : الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد اللّه المشهور بـ ( ابن المتوّج البحراني ) عن الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة .
  ويروي عنه الشيخ جمال الدين حسن الشهير بـ ( المطوع الجرواني الاَحسائي ) كما ذكره ابن أبي جمهور في أوّل غوالي اللآلي .

(1) رياض العلماء :1|65 .
(2) أمل الآمل :2|333 برقم 1026 . وانظر ترجمته في طبقات أعلام الشيعة :142 ، القرن التاسع، رياض العلماء :5|236 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 348 ـ
  ثمّ إنّابن فهد هذا غير ابن فهد الاَسدي الحلّي فهما معاصران ، ومن العجب انّ لكلّ واحد منهما شرحاً على إرشاد العلاّمة ، وكلاهما في طبقة واحدة حيث يرويان عن فخر المحقّقين بواسطة واحدة . (1)
  7 ـ محمد الاَنصاري بن شجاع الحلّي
  محمد الاَنصاري بن شجاع الحلّي القطان ، عالم ، فقيه ، فاضل ، يروي عن الفاضل المقداد ، وله من الكتب :
  1 ـ ( معالم الدين في فقه آل ياسين ) .
  ويروي فيه أيضاً عن أبي الحسن علي بن الحسن الاسترابادي الراوي عن حسن بن سليمان تلميذ الشهيد .
  يقول شيخنا المجيز الطهراني في وصف الكتاب الاَوّل : وقد رتّبه على أربعة أقسام ، وهي دورة فقهية كاملة ، فرغ منه في عاشر شعبان سنة 832 هـ . (2)
  2 ـ ( أحكام الاِيمان ) الموسوم بنهج العرفان ، فرغ من تصنيفه في التاسع عشر من شعبان عام 819 هـ يروي فيه عن الفاضل المقداد ويدعو له بقوله : متعنا اللّه بطول بقائه .
  8 ـ مفلح الصيمري ( كان حياً عام 878 هـ )
  هو الشيخ مفلح بن حسن بن رشيد بن صالح الصيمري ، من تلاميذ أحمد


(1) رياض العلماء :1|55 ، والترجمة منقولة عن كشكول البحراني ، وحيث إنّ محقّق الكتاب لم يعثر على الجزء الاَوّل من الرياض ، جمع ما يرجع إليه من هنا وهناك ، فالترجمة أولى بالانتساب إلى محقّق الكتاب ، أعني : السيد أحمد الحسيني الاشكوري ـ دام مجده ـ .
(2) لاحظ ترجمته في رياض العلماء :4|108، طبقات أعلام الشيعة : القرن التاسع :118، الذريعة :24|422 ، وج21|199 .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 249 ـ
  ابن فهد الحلّي (المتوفّى 841 هـ) .
  وله من الموَلّفات الفقهية ما يلي :
  1 ـ ( غاية المرام في شرح شرائع الاِسلام ) في مجلد واحد ، وقد اختار فيه الفرق بين الرطلين في الزكاتين ، كما اختاره ابن فهد في ( المهذب البارع ) أو العلاّمة الحلّي في ( التحرير ) .
  2 ـ ( جواهر الكلمات في صيغ العقود والاِيقاعات ) فرغ من تصنيفه عام 870 هـ ، وهي رسالة عملية تدل على غزارة علم موَلفها، مليح ، كثير المباحث ، غزير العلم .
  3 ـ ( التنبيهات في الاِرث والتوريثـات ) ذكره شيخنــا الطهرانـي في ( الذريعة )، (1) رسالة في الفرائض مرتبة على ثلاثة أبواب وخاتمة .
  4 ـ ( تلخيص الخلاف ) هو تلخيص كتاب ( الخلاف ) لشيخ الطائفة ، وقد طبع التلخيص في ثلاثة أجزاء عام 1408 هـ .
  5 ـ ( التنبيه على غرائب من لا يحضره الفقيه ) جمع فيه الموَلّف فتاوى الشيخ الصدوق المخالفة للاِجماع والمسائل المرفوضة عند فقهائنا المتقدمين .
  6 ـ ( كشف الالتباس ) وهو شرح استدلالي لتمام رسالة الموجز الحاوي ، ينتهي إلى آخر كتاب الزكاة، والموجز من تآليف أحمد بن فهد الحلّي ، وقد طبع الكتاب عام 1417 هـ .
  وسيأتي ترجمة ولده حسين بن مفلح عند استعراض علماء القرن العاشر .(2)

(1) الذريعة :3|335، كشف الالتباس ، مقدمة المحقّق ، وقدكتب له ترجمة ضافية .
(2) طبقات أعلام الشيعة : القرن التاسع ، ص 137، وانظر مخطوط كتاب مشايخ الشيعة .

تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره ـ 350 ـ
  9 ـ الحسن بن محمد بن الحسن الاسترابادي
  هو الشيخ كمال الدين (تاج الدين) حسن بن شمس الدين محمد بن حسن الاسترابادي مولداً ، والنجفي موطناً .
  يعرّفه الاَفندي التبريزي بقوله : كان من أكابر علماء متأخّري أصحابنا ، وله تآليف قيّمة ، منها :
  1 ـ ( معارج السوَول ومدارج المأمول ) في مجلدين ، وهو كتاب جامع في معناه حسن كاسمه ، كثير الفوائد ، كبير ، فرغ من تأليفه 891 هـ ، وقد ألّفه على غرار كتاب ( كنز العرفان ) للشيخ مقداد السيوري ، وزاد عليه بفوائد نفيسة جليلة كثيرة .
  2 ـ ( عيون التفاسير ) وقد صرّح به في أوّل المعارج .
  يقول شيخنا المجيز : عيون التفاسير للشيخ كمال الدين الحسن بن محمد بن حسن الاسترابادي النجفي .
  3 ـ ( شرح الفصول النصيرية ) .
  أقول : صرّح في أوّل ( معارج الاَُصول ) بأنّ اللّه منَّ عليه بتأليف عيون التفاسير واستخرج منه المعارج على نهج ما ألّفه شيخه المقداد .
  وبما أنّه فرغ من تأليف ( عيون التفاسير ) سنة 891 هـ ، وفي الوقت نفسه يروي عن الفاضل المقداد المتوفى عام 828 هـ ، فهو من المعمّرين . (1)

(1) انظر ترجمته في رياض العلماء :1|319، الذريعة :15 ، برقم 2375، طبقات أعلام الشيعة : 91 ، القرن التاسع .