ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 201 سطر 1 الى ص 210 سطر 25
  154 ـ عن منصور بن الوليد الصيقل انه سمع أبا عبدالله جعفر بن محمد ( ع ) قرء ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ) قال : ألوف وألوف ، ثم قال : اى والله يقتلون (1)
  155 ـ عن الحسين بن أبى العلا عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه واله كسرت رباعيته وان الناس ولوا مصعدين في الوادى ، والرسول يدعوهم في اخريهم ، فأثابهم غما بغم ، ثم أنزل عليهم النعاس فقلت : النعاس ما هو ؟ قال : الهم فلما استيقظوا قالوا كفرنا ، وجاء أبوسفيان فعلا فوق الجبل بآلهه هبل فقال : اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه واله يومئذ : الله اعلى وأجل ، فكسرت رباعية رسول الله واشتكت لثته وقال : نشدتك يا رب ما وعدتنى فانك ان شئت لم تعبد .
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا على اين كنت ؟ فقال : يا رسول الله لزقت بالارض فقال : ذاك الظن بك ، فقال : يا على ايتنى بماء اغسل عنى ، فأتيه في صحفة (2) فاذا رسول الله قد عافه ، وقال : ائتنى في يدك فأتاه بماء في كفه ، فغسل رسول الله عن لحيته (3) .
  156 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما في قوله : ( إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ) فهو في عقبة بن عثمان وعثمان بن سعد (4)
  157 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما انهزم الناس عن النبى صلى الله عليه واله يوم أحد نادى رسول الله صلى الله عليه واله ان الله قد وعدنى ان يظهرنى على الدين كله ، فقال له بعض المنافقين وسماهما فقد هزمنا وتسخر بنا (5) .
  158 ـ عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ) قال : هم أصحاب العقبة (6)

--------------------
(1) البحار ج : 504 ، البرهان ج 1 : 320 ، الصافى ج 1 : 306 .
(2) الصحفة : القصعة الكبيرة .
(3 ـ 5) البحار ج 6 : 504 ، البرهان ج 1 : 322 .
(6) البحار ج 6 : 504 ، البرهان ج 1 : 322 ، الصافى ج 1 : 309 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 202 _

  159 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ ) قال لى يا جابر أتدرى ما سبيل الله ؟ قال : لا أعلم الا ان اسمعه منك ، فقال سبيل الله على وذريته ( ع ) ومن قتل في ولايتهم قتل في سبيل الله ، ومن مات في ولايتهم مات في سبيل الله (1) .
  160 ـ عن زرارة قال : كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك ، قلت : لا سئلن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى ، فقلت : أخبرنى عمن قتل أمات ؟ قال : لا ، الموت موت ، والقتل قتل ، قلت : ما أحد يقتل الا وقد مات ؟ فقال : قول الله أصدق من قولك ، فرق بينهما في القرآن فقال : ( افان مات او قتل ) وقال : ( لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإٍلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ) وليس كما قلت يا زرارة الموت موت و القتل قتل ، قلت : فان الله يقول : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) قال : من قتل لم يذق الموت ، ثم قال : لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت (2) .
  161 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإٍلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ) وقد قال الله : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : قد فرق الله بينهما ثم قال : أكنت قاتلا رجلا لو قتل أخاك ؟ قلت : نعم ، قال : فلو مات موتا أكنت قاتلا به أحدا قلت : لا ، قال : الا ترى كيف فرق الله بينهما (3)
  162 ـ عن عبدالله بن المغيرة عمن حدثه عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سئل عن قول الله ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ ) قال أتدرى يا جابر ما سبيل الله فقلت : لا والله الا ان اسمعه منك ، قال : سبيل الله على وذريته ، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله ، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله ، ليس من يؤمن من هذه الامة الا وله قتلة وميتة ، قال انه من قتل ينشر حتى يموت ، ومن مات ينشر حتى يقتل (4)

--------------------
(1) البحار ج 9 : 70 ، البرهان ج 1 : 322 ، الصافى ج 1 : 309
(2) البحار ج 13 : 216 ، البرهان ج 1 : 323 .
(3) البرهان ج 1 : 323 .
(4) البحار ج 9 : 70 ، البرهان ج 1 : 323 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 203 _

  163 ـ عن صفوان قا-ل : استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا عليه السلام أبى الحسن واخبرته انه ليس يقول بهذا القول ، وانه قال : والله لا أريد بلقائه الا لانتهى إلى قوله ، فقال : ادخله فدخل ، فقال له : جعلت فداك انه كان فرط منى شئ واسرفت على نفسي ، وكان فيما يزعمون انه كان يعيبه ( بعينه خ ل ) فقال : وانا أستغفر الله مما كان منى ، فاحب ان تقبل عذرى وتغفر لى ما كان منى ، فقال : نعم اقبل ان لم اقبل كان ابطال ما يقول هذا واصحابه ـ واشار إلى بيده ـ ومصداق ما يقول الاخرون يعنى المخالفين ، قال الله لنبيه عليه وآله السلام ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) ثم سأله عن ابيه فاخبره انه قد مضى واستغفر له (1)
  164 ـ في رواية صفوان الجمال عن ابى عبدالله عليه السلام وعن سعد الاسكاف عن ابى جعفر عليه السلام قال : جاء أعرابى احد بنى عامر فسأل عن النبى صلى الله عليه واله فلم يجده فقالوا هو يفرج (2) فطلبه فلم يجده قالوا : هو بمنى قال : فطلبه فلم يجده ، فقالوا هو بعرفة فطلبه فلم يجده ، قالوا هو بالمشعر قال : فوجده في الموقف قال : حلوا (3) لى النبى صلى الله عليه واله ، فقال الناس : يا اعرابى ما انكرك ( ما انكرت خ ل ) اذا وجدت النبى وسط القوم وجدته مفخما قال : بل حلوه لى حتى لا اسئل عنه احدا قالوا : فان نبى الله اطول من الربعة (4) واقصر من الطويل الفاحش ، كأن لونه فضة وذهب ، أرجل الناس جمة (5) واوسع الناس جبهة ، بين عينيه غرة أقنى الانف واسع الجبين ، كث اللحية مفلج الاسنان ، على شفته السفلى خال ، كأن رقبته ابريق فضة ، بعيد ما بين مشاشة المنكبين (6) كأن بطنه و صدره سواء سبط البنان عظيم البراثن (7) اذا مشى مشى متكفيا (8) واذا التفت التفت باجمعه

--------------------
(1) البحار ج 12 : 81 ، البرهان ج 1 : 323 .
(2) كذا في الاصل وفى البحار ( بقزح ) وهو الظاهر ، و ( قزح ) كصرد ـ اسم موضع بالمزدلفة .
(3) اى اذكروا أوصافه .
(4) الربعة : الوسيط القامة .
(5) رجل الشعر : كان بين السبط والجمد .
(6) المشاشة : رأس عظم اللين .
(7) السبط ـ بسكون الباء ـ الممتد الذى ليس فيه تعقد والبراثن جمع برثن ـ كقنفذ ـ الكف مع الاصابع
(8) اى متمايلا إلى القدام . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 204 _

  كأن يده من لينها متن ارنب ، اذا قام مع انسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه (1) و اذا جلس لم يحلل حبوته (2) حتى يقوم جليسه ، فجاء الاعرابى فلما نظر إلى النبى صلى الله عليه واله وسلم عرفه قال بمحجنه (3) على رأس ناقة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عند ذنب ناقته ، فأقبل الناس تقول : ما أجرأك يا أعرابى ؟ قال النبى صلى الله عليه واله : دعوه فانه اديب ( ارب خ ل ) ثم قال : ما حاجتك ؟ قال : جائتنا رسلك أن تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكوة و تحجوا البيت وتغتسلوا من الجنابة ، وبعثنى قومى اليك رايدا أبغى ان استحلفك و أخشى أن تغضب ، قال : لا أغضب انى انا الذى سمانى الله في التورية والانجيل محمد رسول الله المجتبى المصطفى ليس بفاحش ولا سخاب (4) في الاسواق ولا يتبع السيئة السيئة ، ولكن يتبع السيئة الحسنة ، فسلنى عما شئت وانا الذى سمانى الله في القرآن ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) فسل عما شئت ، قال : ان الله الذى رفع السموات بغير عمد هو أرسلك ؟ قال : نعم هو أرسلنى ، قال : بالله الذى قامت السموات بأمره هو الذى انزل عليك الكتاب وأرسلك بالصلوة المفروضة والزكوة المعقولة ؟ قال : نعم ، قال : وهو أمرك بالاغتسال من الجنابة وبالحدود كلها ؟ قال : نعم ، قال : فانا آمنا بالله ورسله وكتابه واليوم الاخر والبعث والميزان والموقف والحلال و الحرام ، صغيره وكبيره ، قال : فاستغفر له النبى صلى الله عليه واله ودعا له (5)
  147 ـ أحمد بن محمد عن على بن مهزيار قال : كتب إلى أبوجعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه (6) فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين

--------------------
(1) انفتل بمعنى انصرف .
(2) الحبوة : ما يحبتى به من ثوب او عمامة .
(3) المحجن : العصا المنعطفة الرأس .
(4) صيغة مبالغة من السخب بالتحريك وهو شدة الصوت واضطراب الاصوات للخصام .
(5) البحار ج 6 : 141 ، البرهان ج 1 : 323 .
(6) لعل المراد من قوله ( ع ) يشير على اه اى سله يظهر لى ما عنده من مصلحتى في * ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 205 _

  فان المشورة مباركة قال الله لنبيه في محكم كتابه ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) فان كان ما يقول مما يجوز كنت أصوب رأيه ، وان كان غير ذلك رجوت ان اضعه على الطريق الواضح ان شاء الله ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) قال : يعنى الاستخارة (1)
  148 ـ عن سماعة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : الغلول كل شئ غل عن الامام و أكل مال اليتيم شبهة والسحت شبهة (2) .
  149 ـ عن عمار بن مروان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) .
  فقال : هم الائمة والله يا عمار درجات للمؤمنين عند الله وبموالاتهم وبمعرفتهم ايانا فيضاعف الله للمؤمنين حسناتهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى ، واما قوله يا عمار : ( كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ ) إلى قوله : ( المصير ) فهم والله الذين جحدوا حق على بن ابيطالب عليه السلام وحق الائمة منا أهل البيت ، فباؤا لذلك سخطا من الله (3)
  150 ـ عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر قول الله ( هم درجات عند الله ) قال : الدرجة ما بين السماء إلى الارض (4)
  151 ـ عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا ) قال : كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة و أربعين رجلا ، قتلوا سبعين رجلا واسروا سبعين ، فلما كان يوم أحد أصيب من المسلمين سبعون رجلا ، قال : فاغتموا بذلك فأنزل الله تبارك وتعالى ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا ) (5)
  ـ * امر كذا ويتخير لنفسه اى يتخبس لى تخيرا كتخيره لنفسه كما هو شأن الاخ المحب المحبوب الذى يخشى الله تعالى ( من هامش بعض النسخ ) .

--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 146 ، البرهان ج 1 : 324 الصافى ج 1 : 310 .
(2) البرهان ج 1 : 324 .
(3 ـ 4) الصافى ج 1 : 311 ، البرهان ج 1 : 325 .
(5) الصافى ج 1 : 311 ، البرهان ج 1 : 325 ، البحار ج 6 : 437 و 504 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 206 _

  152 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : اتى رجل رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال انى راغب نشيط في الجهاد (1) قال : فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل كنت حيا عند الله ترزق ، وان مت فقد وقع أجرك على الله وان رجعت خرجت من الذنوب إلى الله هذا تفسير ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً ) (2)
  153 ـ عن سالم بن ابى مريم قال : قال لى أبوعبدالله عليه السلام : ان رسول الله صلى الله عليه واله بعث عليا عليه السلام في عشرة ( اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ ) إلى ( اجر عظيم ) انما نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام (3)
  154 ـ عن جابر عن محمد بن على عليه السلام قال : لما وجه النبى صلى الله عليه واله أمير المؤمنين وعمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبى ولو بعث غيره إلى أهل مكة وفى مكة صناديد قريش ورجالها ؟ ! والله الكفر أولى بنا مما نحن فيه ، فساروا و قالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة وغلظوا عليهما الامر ، فقال على عليه السلام : حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا ، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه صلى الله عليه واله بقولهم لعلى وبقول على لهم ، فانزل الله باسمائهم في كتابه وذلك قول الله : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) وانما نزلت الم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا ان ابا سفيان وعبدالله بن عامر واهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم وزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل (4) .
  155 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : أخبرنى عن الكافر الموت خير له أم الحيوة ؟ فقال : الموت خير للمؤمن والكافر ، قلت : ولم ؟ قال : لان الله يقول : ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ) ويقول : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

--------------------
(1) النشيط : ذو النشاط .
(2) البحار ج 21 : 95 ، البرهان ج 1 : 325 ، الصافى ج 1 : 313 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 326 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 207 _

  أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) (1) .
  156 ـ عن يونس رفعه قال : قلت له : زوج رسول الله صلى الله عليه واله ابنته فلانا قال نعم ، قلت : فكيف زوجه الاخرى ؟ قال : قد فعل فأنزل الله ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ ) إلى ( عذاب مهين ) (2)
  157 ـ عن عجلان أبى صالح قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا تمضى الايام والليالى حتى ينادى مناد من السماء : يا أهل الحق اعتزلوا ، يا أهل الباطل اعتزلوا ، فيعزل هؤلاء من هؤلاء ، ويعزل هؤلاء من هؤلاء قال : قلت : أصلحك الله يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء ؟ قال : كلا انه يقول في الكتاب ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ ) (3)
  158 ـ عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) قال : ما من عبد منع زكوة ماله الا جعل الله ذلك يوم القيمة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ، ينهش من لحمه (4) حتى يفرغ من الحساب ، وهو قول الله ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) قال : ما بخلوا من الزكوة (5)
  159 ـ عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام عن ابيه عن آبائه ( ع ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ما من ذى زكوة مال ابل ولا بقر ولا غنم يمنع زكوة ماله الا اقيم يوم القيمة بقاع قفر ينطحه (6) كل ذات قرن بقرنها ، وينهشه كل ذات ناب بأنيابها ، ويطأه كل ذات ظلف بظلفها ، حتى يفرغ الله من حساب خلقه ، وما من ذى زكوة مال نخل ولا زرع ولا كرم يمنع زكوة ماله الا قلدت أرضه في سبعة

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 326 ، الصافى ج 1 : 217 .
(2) البرهان ج 1 : 326 .
(3) البرهان ج 1 : 326 ، البحار ج 13 : 160 .
(4) نهشه الحية : تناوله بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه .
(5) البحار ج 20 : 6 ، البرهان ج 1 : 327 .
(6) نطحه الثور ونحوه : اصابه بقرنه . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 208 _
  أرضين يطوق بها إلى يوم القيمة (1)
  160 ـ عن يوسف الطاطرى عمن ( انه خ ل ) سمع أبا جعفر عليه السلام يقول و ذكر الزكوة فقال : الذى يمنع الزكوة يحول الله ماله يوم القيمة شجاعا (2) من نار له ريمتان (3) فيطوقه اياه ثم يقال له : الزمه كما لزمك في الدنيا ، وهو قول الله ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ ) الآية (4)
  161 ـ وعنهم عليهم السلام قال : مانع الزكوة يطوق بشجاع أقرع (5) يأكل من لحمه وهو قوله : ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ ) الاية (6)
  162 ـ عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قول الله : ( قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) وقد علم ان هؤلاء لم يقتلوا ولكن فقد كان هواءهم مع الذين قتلوا ، فسماهم الله قاتلين لمتابعة هوائهم ورضاهم لذلك الفعل (7)
  163 ـ عن عمر بن معمر قال أبوعبدالله عليه السلام : لعن الله القدرية لعن الله الحرورية لعن الله المرجئة ، لعن الله المرجئة ، قلت له جعلت فداك كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين ؟ فقال : ان هؤلاء زعموا ان الذين قتلونا مؤمنين فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيمة اما تسمع لقول الله ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ ) إلى قوله ( صادقين ) قال : فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمس مائة عام ، فسماهم الله قاتلين

--------------------
(1) البحار ج 20 : 4 ، البرهان ج 1 : 327 .
(2) الشجاع ـ بضم الشين وكسرها ـ ضرب من الحيات .
(3) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان ( زنمتان ) ولم اظفر لهما على معنى يناسب المقام .
(4) البحار ج 20 : 4 ، البرهان ج 1 : 327 .
(5) الاقرع من الحيات : المتمعط اى الساقط شعر الرأس لكثرة سمه .
(6 ـ 7) البحار ج 21 : 116 ، البرهان ج 1 : 328 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 209 _
  برضاهم بما صنع اولئك (1)
  164 ـ عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) وقد علم ان قالوا : والله ما قتلنا ولا شهدنا ، قال : وانما قيل لهم ابرؤا من قتلتهم فأبوا (2)
  165 ـ عن محمد بن الارقط عن أبى عبدالله عليه السلام قال لى تنزل الكوفة ؟ قلت : نعم قال : فترون قتلة الحسين عليه السلام بين أظهركم ؟ قال : قلت جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا قال : فاذا أنت لا ترى القاتل الا من قتل أو من ولى القتل ، ألم تسمع إلى قول الله ( قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فأى رسول قبل الذى كان محمد صلى الله عليه واله بين أظهركم ، ولم يكن بينه و بين عيسى رسول ، انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين (3)
  166 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان عليا عليه السلام لما غمض رسول الله صلى الله عليه واله قال : انا لله وانا اليه راجعون ، يا لها من مصيبة خصت الاقربين وعمت المؤمنين لم يصابوا بمثلها قط ، ولا عاينوا مثلها ، فلما قبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سمعوا مناديا ينادى من سقف البيت : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) والسلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ان في الله خلفا من كل ذاهب وعزآء من كل مصيبة ، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا ، وعليه فتوكلوا ، واياه فارجوا انما المصاب من حرم الثواب (4)
  167 ـ عن الحسين عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله جائهم جبرئيل والنبى صلى الله عليه واله مسجى ، وفى البيت على وفاطمة والحسن والحسين ، فقال

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 21 : 116 ، البرهان ج 1 : 328 ، الصافى ج 1 : 318 .
(4) البرهان ج 1 : 329 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 210 _
  السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) إلى ( متاع الغرور ) ان في الله عزاءا من كل مصيبة ، ودركا من كل ما فات ، وخلفا من كل هالك ، وبالله فثقوا ، واياه فارجوا ، انما المصاب من حرم الثواب ، هذا آخر وطيى من الدنيا قال ( : قالوا ظ ) فسمعنا صوتا فلم نر شخصا (1)
  168 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا ، يقول : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) إلى قوله ( فقد فاز ) ثم قال : ان في الله خلفا وعزاءا من كل مصيبة ، ودركا لما فات فبالله فثقوا واياه فارجوا ، وانما المحروم من حرم الثواب ، واستروا عورة نبيكم ، فلما وضعه على السرير نودى : يا على لا تخلع القميص فغسله على عليهما السلام في قميصه (2)
  169 ـ عن محمد بن يونس عن بعض أصحابنا قال : قال لى أبوجعفر عليه السلام : ( كل نفس ذائقة الموت او منشوره ) ـ كذا ـ نزل بها علي محمد عليه السلام انه ليس أحد من هذه الامة الا سينشرون ، فاما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين ، واما الفجار فينشرون إلى خزى الله اياهم (3)
  170 ـ عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) لم يذق الموت من قتل وقال : لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت (4)
  171 ـ عن أبى خالد الكابلى قال : قال على بن الحسين عليه السلام : لوددت انه

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 6 : 798 ـ 799 ، البرهان ج 1 : 329 .
(3) البرهان ج 1 : 329 ، البحار ج 3 : 143 وفيه ( مبشورة ) مكان ( منشورة ) و ( يستبشرون ) عوض ( سينشرون ) و ( فيبشرون ) بدل ( فينشرون ) في الموضعين .
(4) البحار ج 13 : 217 ، البرهان ج 1 : 329 ، الصافى ج 1 : 318 ، وقال الفيض ( ره ) بعد نقل الحديث عن العياشى : وعنه ( اى الباقر ع ) من قتل ينشر حتى يموت ومن مات ينشر حتى يقتل ، ( انتهى ) فلعله سقط من النسخ التى عندنا من العياشى وكان موجودا في نسخة الفيض ( ره ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 211 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 211 سطر 1 الى ص 220 سطر 26
  اذن لى فكلمت الناس ثلثا ، ثم صنع الله بى ما أحب ، قال بيده على صدره ثم قال : ولكنها عزمة من الله أن نصبر ، ثم تلا هذه الآية ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) واقبل يرفع يده ويضعها على صدره (1)
  172 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال : لا يزال المؤمن في صلوة ما كان في ذكر الله ان كان قائما او جالسا او مضطجعا لان الله يقول : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) الآية (2) وفى رواية اخرى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثله .
  173 ـ وفى رواية عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول في قول الله ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً ) الاصحاء ( وقعودا ) يعنى المرضى ( وعلى جنوبهم ) قال : أعل (3) ممن يصلى جالسا واوجع (4)
  174 ـ وفى رواية اخرى عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) قال الصحيح يصلى قائما وقعودا والمريض يصلى جالسا وعلى جنوبهم أضعف من المريض الذى يصلى جالسا (5)
  175 ـ عن يونس بن ظبيان قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) قال : ما لهم من ائمة يسموهم بأسمائهم (6)
  176 ـ عن ـ عمر بن ـ عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ) قال : هو امير المؤمنين نودى من السماء ان آمن بالرسول فآمن به (7)

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 330 .
(2) البرهان ج 1 : 330 ، الصافى ج 1 : 321 .
(3) وفى بعض النسخ ( ادنى ) .
(4) البرهان ج 1 : 333 .
(5 ـ 6) البرهان ج 1 : 333 ، الصافى ج 1 : 321 .
(7) البحار ج 9 : 101 ، البرهان ج 1 : 333 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 212 _
  177 ـ عن الاصبغ بن نباته عن على عليه السلام في قوله ( ثوابا من عند الله وما عند الله خير للابرار ) قال : قال رسول الله انت الثواب وأنصارك ( اصحابك خ ل ) الابرار (1)
  178 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : الموت خير للمؤمن لان الله يقول ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ) (2)
  179 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ( واصبروا ) يقول : عن المعاصى ( وصابروا ) على الفرايض ، ( واتقوا الله ) يقول : آمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، ثم قال : واى منكر أنكر من ظلم الامة لنا وقتلهم ايانا ( ورابطوا ) يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه ، و نحن الرباط الادنى ، فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبى صلى الله عليه واله ، وما جاء به من عند الله ( لعلكم تفلحون ) يقول : لعل الجنة توجب لكم ان فعلتم ذلك ، ونظيرها من قول الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ ) ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية و أهل البدع معهم (3) .
  180 ـ عن ابن أبى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ) قال : اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الائمة (4) .
  181 ـ عن يعقوب السراج قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام تبقى الارض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس اليه ؟ قال : فقال لى : اذا لا يعبد الله يابا يوسف ، لا تخلو الارض من عالم منا ، ظاهر يفزع الناس اليه في حلالهم وحرامهم ، وان ذلك لمبين في كتاب الله قال الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا ) على دينكم ( وصابروا )

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 333 ، البحار ج 9 : 101 .
(2) البرهان ج 1 : 333 .
(3) البحار ج 7 : 135 ، البرهان ج 1 : 335 ، الصافى ج 1 : 323 .
(4) البرهان ج 1 : 335 ، البحار ج 7 : 135 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 213 _
  عدوكم ممن خالفكم ( ورابطوا ) امامكم ( واتقوا الله ) فيما أمركم به وافترض عليكم (1)
  182 ـ وفى رواية اخرى عنه ( اصبروا ) على الاذى فينا ، قلت : فصابروا ؟ قال : على عدوكم مع وليكم قلت ( ورابطوا ) ؟ قال : المقام مع امامكم ، ( وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) قلت : تنزيل ؟ قال : نعم (2)
  183 ـ عن ابى الطفيل عن أبى جعفر عليه السلام في هذه الآية قال : نزلت فينا ، ولم يكن الرباط الذى أمرنا به بعد ، وسيكون ذلك يكون من نسلنا المرابط و من نسل ابن ناثل المرابط (3)
  184 ـ عن بريد عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ( اصبروا ) يعنى بذلك عن المعاصى ( وصابروا ) يعنى التقية ( ورابطوا ) يعنى الائمة ثم قال : تدرى ما معنى لبدو ما لبدنا (4) فاذا تحركنا فتحركوا ( واتقوا الله ما لبدنا نار بكم لعلكم تفلحون ) قال قلت : جعلت فداك انما نقرؤها ( واتقوا الله ) قال : أنتم تقرؤنها كذا ونحن

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 335 ، البحار ج 9 : 101 ، اثبات الهداة ج 1 : 263
(3) البحار ج 7 : 135 ، البرهان ج 1 : 335 ، والمراد بابن ناثل كما يظهر من ساير الروايات هو عباس بن عبدالمطلب وكان اسم امه نثيلة وهى كانت امة لام الزبير ولابى طالب وعبدالله فاخذها عبدالمطلب فاولدها عباسا وله مع زبير في ذلك قصة مذكورة في الكتب المفصلة ، وعن القمى ( ره ) عن السجاد ( ع ) قال : نزلت الاية في العباس وفينا ولم يكن الرباط الذى امرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط ( انتهى ) قيل ويحتمل ان يكون المراد من قوله ( ع ) نزلت الاية اه يعنى انهم مأمورون برباطنا وصلتنا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم ( ع ) فيرابطنا من بقى من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعنى القائم عجل الله فرجه ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه ايضا الكسر فيهما والفتح كذلك فتأمل .
(4) وفى نسخة الاصل ( وما لبدا ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 214 _
  نقرؤها كذا (1)
  185 ـ عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال : لا يزال المؤمن في صلوة ما كان في ذكر الله ان كان قائما أو جالسا أو مضطجعا لان الله يقول : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) (2)

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 335 ، البحار ج 7 : 135 ، وقال المجلسى ( ره ) : لبد كنصر وفرح لبود أو لبدأ اقام ولزق كالبد ذكره الفيروز آبادى والمعنى لا تستعجلوا في الخروج على المخالفين واقيموا في ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة وعلامات خروج القائم .
(2) البرهان ج 1 : 333 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 215 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة النساء
  1 ـ عن زر بن حبيش عن امير المؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام قال : من قرأ سورة النساء في كل جمعة أومن من ضغطة القبر (1) .
  2 ـ عن محمد بن عيسى عن ـ عيسى بن ـ عبدالله العلوى عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : خلقت حوا من قصيرا جنب آدم ، والقصيرا هو الضلع الاصغر ، وأبدل الله مكانه لحما (2)
  3 ـ وباسناده عن أبيه عن آبائه قال : خلقت حوا من جنب آدم وهو راقد (3)
  4 ـ عن أبى على الواسطى قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ان الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين ، وان الله خلق حوا من آدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت (4) .
  5 ـ عن ابى بكر الحضرمى عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان آدم ولد أربعة ذكور فاهبط الله اليهم اربعة من الحور العين ، فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم ان الله رفعهن وزوج هؤلاء الاربعة أربعة من الجن ، فصار النسل فيهم فما كان من حلم فمن آدم ، وما كان من جمال من قبال الحور العين ، وما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن (5) .

--------------------
(1) البحار ج 19 : 69 ، البرهان ج 1 : 335 .
(2 ـ 4) البحار ج 5 : 31 ، البرهان ج 1 : 336 ، الصافى ج 1 : 324 .
(5) البحار ج 5 : 66 ، البرهان ج 1 : 336 ، الصافى ج 1 : 327 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 216 _
  6 ـ عن أبى بكر الحضرمى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال لى : ما يقول الناس في تزويج آدم ولده ؟ قال قلت : يقولون : ان حوا كانت تلد لادم في كل بطن غلاما وجارية فتزوج الغلام الجارية التى من البطن الآخر الثانى ، وتزوج الجارية الغلام الذى من البطن الآخر الثانى حتى توالدوا ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ليس هذا كذلك يحجكم المجوس ، ولكنه لما ولد آدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوجه ، فأنزل الله له حوراء من الجنة فزوجها اياه ، فولدت له أربعة بنين ، ثم ولد لآدم ابن آخر ، فلما كبر أمره فتزوج إلى الجان ، فولد له أربع بنات ، فتزوج بنو هذا بنات هذا ، فما كان من جمال فمن قبل الحور العين وما كان من حلم فمن قبل آدم ، وما كان من حقد (1) فمن قبل الجان ، فلما توالدوا صعد الحوراء إلى السماء (2)
  7 ـ عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه السلام من أى شى خلق الله حواء : فقال : أى شئ يقولون هذا الخلق ؟ قلت : يقولون : ان الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم ، فقال : كذبوا أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه ؟ فقلت : جعلت فداك يا بن رسول الله صلى الله عليه واله : من أى شئ خلقها ؟ فقال أخبرنى أبى عن أبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمين ـ فخلق منها آدم وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء (3) .

--------------------
(1) وفى نسخة الصافى ( من خفة ) بدل ( من حقد ) .
(2) البحار ج 5 : 66 ، البرهان ج 1 : 336 ، الصافى ج 1 : 327 .
(3) البرهان ج 1 : 336 ، الصافى ج 1 : 325 ، البحار ج 5 : 31 ، وقال المجلسى ( ره ) بعد نقل الخبر ما لفظه بيان : فالاخبار السابقة اما محمولة على التقية او على انها خلقت من طينة ضلع من اضلاعه ، ثم ذكر كلام بعض اصحاب الارثماطيق في ذلك فراجع .
وما ذكره المجلسى ( ره ) في الاحتمال الثانى هو ما ذكره ابن بابويه في الفقيه في الجمع بين تلك الاخبار .
وقال الفيض ( ره ) : ما ورد انها خلقت من ضلعه الايسر اشارة إلى ان الجهة الجسمانية * ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 217 _
  8 ـ عن الاصبغ بن نباته قال : سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول : ان احدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فايما رجل منكم غضب على ذى رحمه فليدن منه فان الرحم اذا مستها الرحم استقرت وانها متعلقة بالعرش ينتقضة انتقاض الحديد فينادى اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعنى وذلك قول الله في كتابه ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) وايما رجل غضب وهو قائم فليلزم الارض من فوره فانه يذهب رجز الشيطان (1)
  9 ـ عن عمر بن حنظلة عنه عن قول الله : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) قال : هى أرحام الناس ان الله امر بصلتها وعظمها الا ترى انه جعلها معه (2)
  10 ـ عن جميل بن دراج عن ابيعبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) قال : هى ارحام الناس امر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمها الا ترى انه جعلها معه (3)
  11 ـ عن سماعه بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام وأبى الحسن عليه السلام انه قال : ( حوبا كبيرا ) قال : هو مما يخرج الارض من اثقالها (4)
  12 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن رجل أكل مال اليتيم
  * الحيوانية في النساء اقوى منها في الرجال والجهة الروحانية الملكية بالعكس من ذلك وذلك لان اليمين مما يكنى به عن عالم الملكوت الروحانى والشمال مما يكنى به عن عالم الملك الجسمانى فالطين عبارة عن مادة الجسم واليمين عبارة عن مادة الروح ولا ملك الا بملكوت وهذا هو المعنى بقوله وكلتا يديه يمين فالضلع الايسر المنقوص من آدم كناية عن بعض الشهوات التى تنشؤ من غلبة الجسمية التى هى من عالم الخلق وهى فضلة طينة المستنبط من باطنه التى صادرت من مادة لخلق حواء فنبه في الحديث على ان جهة الملكوت والامر في الرجال اقوى من جهة الملك والخلق وبالعكس منهما في النساء فان الظاهر عنوان الباطن اه

--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 28 ، البرهان ج 1 : 338 .
(2 ـ 3) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 28 ، البرهان ج 1 : 338 ، الصافى ج 1 : 329 وقال الفيض ( ره ) يعنى قرنها باسمه في الامر بالتقوى .
(4) البرهان ج 1 : 338 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 218 _
  هل له توبة ؟ فقال : يؤدى إلى أهله لان الله يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) ـ وقال : انه كان حوبا كبيرا ـ (1)
  13 ـ عن يونس بن عبد الرحمن عمن اخبره عن أبيعبد الله عليه السلام قال في كل شئ اسراف الا في النساء ، قال الله : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ) وقال : ( واحل لكم ما ملكت ايمانكم ) (2)
  14 ـ عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لا يحل لماء الرجل أن يجرى في اكثر من أربعة أرحام من الحراير (3) .
  15 ـ عن عبدالله بن القداح عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا امير المؤمنين بى وجع في بطنى فقال له : امير المؤمنين عليه السلام : ألك زوجه ؟ قال : نعم ، قال : استوهب منها شيئا طيبة به نفسها من مالها ، ثم اشتر به عسلا ، ثم اسكب (4) عليه من ماء السماء ثم اشربه ، فانى أسمع ( سمعت خ ل ) الله يقول في كتابه ( وأنزلنا من السماء ماءا مباركا ) وقال : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) وقال : ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ) شفيت ان شاء الله ، قال : ففعل ذلك فشفى (5) .

--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 121 ، البرهان ج 1 : 339 .
(2) البحار ج 23 : 92 ، البرهان ج 1 : 340 ، الصافى ج 1 : 331 ، الوسائل ج 3 ابواب مقدمات النكاح باب 140 ولعل الذيل من كلام الامام عليه السلام لا أنه آية من الايات
(3) البحار ج 23 : 92 ، البرهان ج 1 : 340 ، الوسائل ابواب ما يحرم باستيفاء العدد باب 2 .
(4) سكب الماء ونحوه : صبه .
(5) البحار ج 14 : 873 ، البرهان ج 1 : 341 ، الصافى ج 1 : 332 ، الوسائل ج 3 ابواب المهور باب 25 ، وابواب الاطعمة المباحة باب 49 ونقله الطبرسى ( ره ) في كتاب مجمع البيان ـ ج 3 ـ : 7 من هذا الكتاب ايضا مع زيادة واختلاف . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 219 _
  16 ـ عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام او أبى الحسن عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ) قال : يعنى بذلك أموالهن التى في ايديهن مما ملكن (1) .
  17 ـ عن سعيد بن يسار قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : جعلت فداك امرأة دفعت إلى زوجها مالا ليعمل به ، وقالت له حين دفعته اليه : أنفق منه ، فان حدث بى حدث فما انفقت منه فلك حلال طيب ـ وان حدث بك حدث فما انفقت منه فلك حلال طيب ـ قال : أعديا سعيد ـ على ـ المسألة فلما ذهبت اعرض عليه المسألة عرض فيها صاحبها وكان معى ، فأعاد عليه مثل ذلك ، فلما فرغ اشار باصبعه إلى صاحب المسألة فقال : يا هذا ان كنت تعلم أنها قد افضت بذلك اليك فيما بينك وبينها وبين الله فحلال طيب ثلاث مرات ، ثم قال : يقول الله ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ) (2)
  18 ـ عن حمران عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اشتكى رجل إلى امير المؤمنين عليه السلام فقال : له سل من امرئتك درهما من صداقها فاشتر به عسلا فاشربه بماء السماء ، ففعل ما امر به فبرأ فسئل امير المؤمنين عليه السلام عن ذلك أشئ سمعته من النبى صلى الله عليه واله ؟ قال : لا ولكنى سمعت الله يقول في كتابه ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ) وقال : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) وقال : ( وانزلنا من السماء ماء مباركا ) فاجتمع الهنى والمرئ والبركة والشفاء ، فرجوت بذلك البر (3)
  19 ـ عن على بن رئاب عن زرارة قال : لا ترجع المرأة فيما تهب لزوجها حيزت او لم تحز أليس الله يقول : ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ) (4)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 23 : 83 ، البرهان ج 1 : 341 .
(3) البحار ج 23 : 83 ، البرهان ج 1 : 341 ، الوسائل ج 3 : ابواب المهور باب 25 .
(4) البحار ج 23 : 44 ، البرهان ج 1 : 341 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 220 _
  20 ـ عن يونس بن يعقوب قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ ) قال : من لا تثق به (1)
  21 ـ عن حماد عن ابى عبدالله عليه السلام فيمن شرب الخمر بعد ان حرمها الله على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم قال : ليس باهل ان يزوج اذا خطب وان يصدق اذا حدث ولا يشفع اذا شفع ، ولا يؤتمن على امانة فمن ائتمنه على امانه فأهلكها او ضيعها فليس للذى ائتمنه ان يأجره الله ولا يخلف عليه قال ابوعبدالله : انى اردت ان استبضع فلانا بضاعة (2)
  إلى اليمن ، فأتيت أبا جعفر عليه السلام فقلت انى أردت ان استبضع فلانا فقال لى : اما علمت انه يشرب الخمر فقلت : قد بلغنى عن المؤمنين انهم يقولون ذلك فقال : صدقهم لان الله يقول ـ يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ثم قال : انك ان استبضعته فهلكت أو ضاعت فليس على الله ان يأجرك ولا يخلف على ، فقلت : ولم ؟ قال : لان الله تعالى يقول ـ ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً ) فهل سفيه أسفه من شارب الخمر ان العبد لا يزال في فسحة من ربه ما لم يشرب الخمر فاذا شربها خرق الله عليه سرباله (3) فكان ولده واخوه وسمعه وبصره ويده ورجله ابليس ، يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير (4)
  22 ـ عن ابراهيم بن عبدالحميد قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن هذه الاية ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ ) قال : كل من يشرب المسكر فهو سفيه (5)
  23 ـ عن على بن ابى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ ) قال : هم اليتامى لا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد قلت : فكيف يكون أموالهم أموالنا فقال : اذا كنت أنت الوارث لهم (6)

--------------------
(1) البحار ج 23 : 349 ، البرهان ج 1 : 341 .
(2) استبضع الرجل الشئ : جعله له بضاعة وهى من المال ما اعد للتجارة .
(3) السربال : القميص او كل ما يلبس .
(4 ـ 5) البحار ج 23 : 39 ـ 40 ، البرهان ج 1 : 342 .
(6) البحار ج 23 : وج 15 ( ج 4 ) : 20 البرهان ج 1 : 343 ، الصافى ج 1 : 332 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 221 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 221 سطر 1 الى ص 230 سطر 26
  24 ـ وفى رواية عبدالله بن سنان عنه قال : لا تؤتوها شراب الخمر والنساء (1)
  25 ـ عن عبدالله بن اسباط عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ان نجدة الحرورى كتب إلى ابن عباس يسئله عن اليتيم متى ينقضى يتمه ؟ فكتب اليه اما اليتيم فانقطاع يتمه اشده وهو الاحتلام الا أن لا يؤنس منه رشد بعد ذلك فيكون سفيها او ضعيفا فليشد عليه (2)
  26 ـ عن يونس بن يعقوب قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام قول الله ( فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ) أى شئ الرشد الذى يؤنس منهم ؟ قال : حفظ ماله (3)
  27 ـ عن عبدالله بن المغيرة عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله ( فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ) قال : فقال اذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة (4)
  28 ـ عن محمد بن مسلم قال : سألته عن رجل بيده ماشية لابن اخ في حجره ، أيخلط أمرها بأمر ماشيته ؟ فقال : ان كان يليط حياضها ويقوم على هناتها ويرد شاردها (5) فليشرب من ألبانها غير مجتهد للحلاب ولا مضر بالولد ، ثم قال : ( وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) (6)
  29 ـ ابوأسامة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( فليأكل بالمعروف ) فقال ذلك رجل يحبس نفسه على أموال اليتامى فيقوم لهم فيها ويقوم لهم عليها فقد شغل نفسه عن طلب المعيشة فلا بأس أن يأكل بالمعروف اذا كان يصلح أموالهم ، وان كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا (7)
  30 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام او أبى الحسن عليه السلام قال : سألته عن قوله

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 23 : 40 وج 15 ( ج 4 ) : 120 ، البرهان ج 1 : 344 .
(4) البحار ج 15 : 120 ، البرهان ج 1 : 344 .
(5) لاط الحوض لوطا : مدره لئلا ينشف الماء ، وهنأ الابل : طلاها بالهناء اى القطران ، وشرد : نفر .
(6 ـ 7) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 120 ، البرهان ج 1 : 344 ، الصافى ج 1 : 333 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 222 _
  ( وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) قال : بلى من كان يلى شيئا لليتامى وهو محتاج وليس له شئ يتقاضى أموالهم ويقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر الحاجة ولا يسرف ، وان كان ضيعتهم لا تشغله عما يعالج لنفسه فلا يرزأن (1) من اموالهم شيئا (2)
  31 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) فقال : هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث أو ماشية ، ويشغل فيها نفسه فليأكل منه بالمعروف وليس ذلك له في الدنانير والدراهم التى عنده موضوعة (3)
  32 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) قال : ذلك اذا حبس نفسه في اموالهم فلا يحترث لنفسه (4) فليأكل بالمعروف من مالهم (5)
  33 ـ عن رفاعة عن ابيعبد الله عليه السلام في قوله : ( فليأكل بالمعروف ) قال : كان أبى يقول انها منسوخة (6)
  34 ـ عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ) قال نسختها آية الفرايض (7)
  35 ـ وفى رواية اخرى عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا

--------------------
(1) رزأ المال : نقصه .
(2) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 120 ، البرهان ج 1 : 334
(3) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 68 ، البحار ج 15 : 120 ، البرهان ج 1 : 344 .
(4) احترث المال : كسبه .
(5 ـ 6) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 68 ، البحار ج 15 : 120 ، البرهان ج 1 : 344 ، الصافى ج 1 : 333 .
(7) الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 5 ، الصافى ج 1 : 334 ، البرهان ج 1 : 345 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 223 _
  الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) قلت : أمنسوخة هى ؟ قال : لا اذا حضرك فاعطهم (1)
  36 ـ وفى رواية اخرى عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى ) قال : نسختها آية الفرايض (2)
  37 ـ عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : قال ابوعبدالله عليه السلام مبتدءا من ظلم ـ يتيما ـ سلط الله عليه من يظلمه او على عقبه او على عقب عقبه ، قال : فذكرت في نفسى فقلت يظلم هو فسلط على عقبه او عقب عقبه ؟ فقال لى قبل ان أتكلم : ان الله يقول : ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) (3)
  38 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام او أبى الحسن عليه السلام ان الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين اما احديهما فعقوبة الاخرة النار ، واما الاخرى فعقوبة الدنيا قوله : ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) قال : يعنى بذلك ليخش ان اخلفه في ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى (4)
  39 ـ عن الحلبى عن ابيعبد الله عليه السلام ان في كتاب على بن ابيطالب عليه السلام ان آكل مال اليتيم ظلما سيدركه وبال ذلك في عقبه من بعده ، ويلحقه فقال ذلك اما في الدنيا فان الله قال : ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ ) و اما في الاخرة فان الله يقول ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) (5)
  40 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : قلت في كم يجب لاكل مال اليتيم النار ؟

--------------------
(1) الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 5 ، الصافى ج 1 : 334 .
(2) الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 5 ، البرهان ج 1 : 346 .
(3) الصافى ج 1 : 334 ، البرهان ج 1 : 346 .
(4 ـ 5) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 121 ، البرهان ج 1 : 346 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 224 _
  قال : في درهمين (1) .
  41 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام أو ابى الحسن عليه السلام قال : سألته عن رجل اكل مال اليتيم هل له توبة قال : يرد به أهله (2) قال : ذلك بان الله يقول ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) (3)
  42 ـ عن احمد بن محمد قال : سألت أبى الحسن عليه السلام عن الرجل يكون في يده مال لايتام فيحتاج فيمد يده فينفق منه عليه وعلى عياله وهو ينوى ان يرده اليهم أهو ممن قال الله : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً ) الاية ؟ قال : لا ولكن ينبغى له الا يأكل إلا بقصد ولا يسرف قلت له : كم ادنى ما يكون من مال اليتيم اذا هو أكله وهو لا ينوى رده حتى يكون يأكل في بطنه نارا ؟ قال : قليله وكثيره واحد اذا كان من نفسه ونيته ان لا يرده اليهم (4)
  43 ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال : مال اليتيم ان عمل به من وضع على يديه ضمنه ولليتيم ربحه ، قال : قلنا له قوله : ( وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) ؟ قال : انما ذلك اذا حبس نفسه عليهم في أموالهم فلم يتخذ لنفسه فليأكل بالمعروف من مالهم (5) .
  44 ـ عن عجلان قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام من أكل مال اليتيم ؟ فقال هو كما قال الله : ( إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) قال هو من غير ان اسئله : من عال يتيما حتى ينقضى يتمه أو يستغنى بنفسه أوجب الله له الجنة كما اوجب لآكل مال اليتيم النار (6) .

--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 121 ، البرهان ج 1 : 346 ، الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 72 وقال المحدث الحر العاملى ( ره ) هذا كناية عن القلة ومفهومه غير مراد لما مر او تحديد لما يوجب النار ويكون من الكبائر فلعل ما دونه من الصغائر .
(2) وفى نسخة ( يرده إلى اهله ) .
(3 ـ 4) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 121 ، البرهان ج 1 : 347 ، الوسائل ابواب ما يكتسب به باب 72 .
(5 ـ 6) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 121 ، البرهان ج 1 : 347 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 225 _
  45 ـ عن أبي ابراهيم (1) قال : سألته عن الرجل يكون عنده المال اما ببيع أو بقرض فيموت ولم يقضه اياه فيترك ايتاما صغارا فيبقى لهم عليه فلا يقضيهم ، أيكون ممن يأكل مال اليتيم ظلما ؟ قال : اذا كان ينوى ان يؤدى اليهم فلا ، فقال الاحول : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام انما هو الذى يأكله ولا يريد أداءه من الذين يأكلون أموال اليتامى ؟ قال : نعم (2) .
  46 ـ عن عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الكبائر ، فقال : منها أكل مال اليتيم ظلما وليس في هذا بين أصحابنا اختلاف والحمد لله (3)
  47 ـ عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله يبعث أناس من قبورهم يوم القيمة تأجج أفواههم نارا (4) فقيل له : يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) (5)
  48 ـ عن أبى بصير قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : اصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار ؟ قال : من اكل مال اليتيم درهما ونحن اليتيم (6) .
  49 ـ عن ابى جميلة المفضل بن صالح عن بعض اصحابه عن احدهما قال : ان فاطمة صلوات الله عليها انطلقت إلى ابى بكر فطلبت ميراثها من نبى الله صلى الله عليه واله فقال : ان نبى الله لا يورث ، فقالت : أكفرت بالله وكذبت بكتابه ؟ قال الله ( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) (7)
  50 ـ عن سالم الاشل قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ان الله تبارك وتعالى أدخل الوالدين على جميع اهل المواريث فلم ينقصهما عن السدس (8) .

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( على بن ابراهيم ) عوض ( ابى ابراهيم ) ، ولعله من تصرف النساخ .
(2 ـ 3) البحار ج 15 : 121 ، البرهان ج 1 : 347 .
(4) تأجج : التهب .
(5 ـ 6) البحار ج 15 : 121 ، البرهان ج 1 : 347 .
(7) البحار ج 8 : 93 ، البرهان ج 1 : 347 .
(8) البرهان ج 1 : 350 ، البحار ج 24 : 26 . ( * )