كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته ، وعند المباهلة جاء بعلى والحسن والحسين والفاطمة ( ع ) ، أفيكون لهم المر ولهم الحلو ؟ ! (1)
  58 ـ عن المنذر قال : حدثنا على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) الآية قال : أخذ بيد على وفاطمة وابنيهما ( ع ) فقال رجل من النصارى ( اليهود خ ل ) لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه (2)
  59 ـ عن عامر بن سعد قال : قال معوية لابى : ما يمنعك ان تسب ابا تراب ؟ قال : لثلث رويتهن (3) عن النبى صلى الله عليه واله لما نزلت آية المباهلة ( تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) الاية أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد على وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) قال : هؤلاء اهلى (4) .
  60 ـ عن عبيد الله الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً ) لا يهوديا يصلى إلى المغرب ولا نصرانيا يصلى إلى المشرق ، ولكن كان حنيفا مسلما ـ يقول كان على ـ دين محمد صلى الله عليه واله (5)
  61 ـ عن عمر بن يزيد عن ابى عبدالله عليه السلام قال : قال : أنتم والله من آل محمد قال : فقلت : جعلت فداك من أنفسهم ؟ قال : من أنفسهم والله ـ قالها ثلثا ـ ثم نظر إلى فقال لى : يا عمر ان الله يقول : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (6) .
  62 ـ عن على بن النعمان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) قال : هم الائمة

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 290 ، البحار ج 20 : 52 .
(2) البرهان ج 1 : 290 ، البحار ج 6 : 652 .
(3) وفى نسخة البحار ( رأيتهن ) مكان ( رويتهن ) ولعله الظاهر .
(4) البرهان ج 1 : 290 ، البحار ج 6 : 652 .
(5) البحار ج 5 : 113 ، البرهان ج 1 : 291 ، الصافى ج 1 : 270
(6) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 124 ، البرهان ج 1 : 291 ، الصافى ج 1 : 271 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 178 _

  وأتباعهم (1) .
  63 ـ عن أبى الصباح الكنانى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قول الله : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ثم قال على والله (2) على دين ابراهيم ومنهاجه وانتم اولى به (3)
  64 ـ عن على بن ميمون الصايغ أبى الاكراد عن عبدالله بن ابى يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ثلثة لا ينظر الله اليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم من ادعى امامة من الله ليست له ومن جحد اماما من الله ، ومن قال : ان لفلان وفلان في الاسلام نصيبا (4) .
  65 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليه السلام قال : ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيمة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : من جحد اماما من الله ، او ادعى اماما من غير الله أو زعم ان لفلان وفلان في الاسلام (5) نصيبا (6) .
  66 ـ عن اسحق بن أبى هلال قال : قال على عليه السلام : ألا اخبركم بأكبر الزنا ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : هى المرأة تفجر ولها زوج فتأتى بولد فتلزمه زوجها ، فتلك التى لا يكلمها الله ولا ينظر اليها ولا يزكيها ولها عذاب أليم (7) .
  67 ـ عن محمد الحلبى قال : قال أبوعبد الله عليه السلام : ثلثة لا ينظر الله اليهم يوم القيمة

--------------------
(1) اثبات الهداة ج 3 : 46 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 124 : البرهان ج 1 : 292
(2) وفى نسخة البرهان ( على ولى الله )
(3) البحار ج 15 : ( ج 1 ) : 124 ، البرهان ج 1 : 292 .
(4) البحار ج 8 : 218 ، البرهان ج 1 : 293 .
(5) وفى نسخة البحار ( في الجنة ) بدل ( في الاسلام ) .
(6) البحار ج 7 : 209 ، البرهان ج 1 : 293
(7) البحار ج 16 ( م ) : 5 ، البرهان ج 1 : 293 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 179 _

  ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : الديوث من الرجال (1) والفاحش المتفحش (2) ، و الذى يسئل الناس وفى يده ظهر غنى (3) .
  68 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيمة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : شيخ زان ، ومقل مختال (4) وملك جبار (5)
  69 ـ عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ثلثة لا ينظر الله اليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : المرخى ذيله (6) من العظمة والمزكى سلعته بالكذب ، ورجل استقبلك بود صدره فيوارى ـ وقلبه ـ ممتلئ غشا (7)
  70 ـ عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه واله انه قال : ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قلت : من هم خابوا وخسروا ؟ قال : المسبل (8) والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أعادها ثلثا (9)
  71 ـ عن سلمان قال : ثلثة لا ينظر الله اليهم يوم القيمة : الاشمط الزان (10)

--------------------
(1) وهو على ما في رواية اخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله : الذى تزنى امرأته وهو يعلم بها ، ويقال : الديوث الذى يدخل الرجل على زوجته ، وقيل اصله من داث الشئ ـ من باب باع ـ : لان وسهل وقيل غير ذلك .
(2) قال الطريحى : وفى الخبر ان الله يبغض الفاحش المتفحش ، الفاحش : ذو الفحش في كلامه وفعاله والمتفحش من يتكلمه ويتعمده .
(3) البحار ج 16 ( م ) 4 ، البرهان ج 1 : 293 .
(4) المقل : الفقير ، والمحتال : المتكبر .
(5) البرهان ج 1 : 293 .
(6) ارخى الثوب : اسدله وارسله .
(7) البرهان ج 1 : 293 .
(8) اسبل الستر بمعنى ارخاه .
(9) البرهان ج 1 : 293 .
(10) الاشمط : الذى خالط بياض رأسه سواده . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 180 _

  ورجل مفلس مرخ مختال ، ورجل اتخذ يمينه بضاعة . فلا يشترى الا بيمين ولا يباع الا بيمين (1)
  72 ـ عن أبى معمر السعدى قال : قال على بن أبيطالب عليه السلام في قوله ( وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) يعنى لا ينظر اليهم بخير اى لا يرحمهم ، وقد يقول العرب للرجل السيد وللملك : لا تنظر الينا ، يعنى انك لا تصيبنا بخير ، وذلك النظر من الله إلى خلقه (2)
  73 ـ عن حبيب السجستانى قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا ) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه ؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد صلى الله عليه واله وينصره ولم يدركه ؟ فقال : يا حبيب ان القرآن قد طرح منه آى كثيرة ولم يزد فيه الا حروف اخطئت بها الكتبة وتوهمها الرجال ، وهذا وهم فاقرأها ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) هكذا انزلها الله يا حبيب ، فوالله ما وفت امة من الامم التى كانت قبل موسى بما اخذ الله عليها من الميثاق لكل نبى بعثه الله بعد نبيها ، ولقد كذبت الامة التى جاءها موسى لما جائها موسي ولم يؤمنوا به ولا نصروه الا القليل منهم ولقد كذبت امة عيسى بمحمد صلى الله عليه واله ولم يؤمنوا به ولا نصره لما جاءها الا القليل منهم ولقد جحدت هذه الامة بما أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه واله من الميثاق لعلى بن أبيطالب عليه السلام يوم اقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حيوته ، واشهدهم بذلك على أنفسهم ، فأى ميثاق أوكد من قول رسول الله صلى الله عليه واله في على بن أبيطالب عليه السلام ، فوالله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا (3) .
  74 ـ عن بكير قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ان الله اذا اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه واله

--------------------
(1) البحار ج 16 ( م ) : 5 ، البرهان ج 1 : 293 .
(2) البرهان ج 1 : 294 .
(3) البحار ج 3 : 69 ، البرهان ج 1 : 295 ، الصافى ج 1 : 274 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 181 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 181 سطر 1 الى ص 190 سطر 25
  بالنبوة ، وعرض الله على محمد وآله السلام ائمته الطيبين وهم أظلة ، قال : وخلقهم من الطين التى خلق منها آدم ، قال : وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفى عام ، وعرض عليهم وعرفهم رسول الله صلى الله عليه واله ـ و ـ عليا ونحن نعرفهم في لحن القول (1)
  75 ـ عن زرارة قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : أرأيت حين أخذ الله الميثاق على الذر في صلب آدم فعرضهم على نفسه كانت معاينة منهم له ؟ قال : نعم يا زرارة وهم ذر بين يديه وأخذ عليهم بذلك ( ذلك خ ل ) الميثاق بالربوبية ـ له ـ ولمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة ، ثم كفل لهم بالارزاق وأنساهم رؤيته وأثبت في قلوبهم معرفته ، فلا بد من أن يخرج الله إلى الدنيا كل من أخذ عليه الميثاق ، فمن جحد مما اخذ عليه الميثاق لمحمد عليه السلام وآله لم ينفعه اقراره لربه بالميثاق ، ومن لم يجحد ميثاق محمد صلى الله عليه واله نفعه الميثاق لربه (2) .
  76 ـ عن فيض بن أبى شيبة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : وتلا هذه الاية ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ) إلى آخر الاية ، قال : لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين عليه السلام ، قلت : ولتنصرن أمير المؤمنين ؟ قال : نعم من آدم فهلم جرا ، ولا يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدى امير المؤمنين عليه السلام (3) .
  77 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى عبدالله ( ع ) قال : لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا الا على بن أبيطالب وما جاء تأويله قلت : جعلت فداك متى يجيئ تأويله ؟ قال : اذا جاء جمع الله امامه النبيين والمؤمنين حتي ينصروه وهو قول الله ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ) إلى قوله ( وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ ) فيومئذ يدفع راية رسول الله صلى الله عليه واله اللواء إلى على بن أبيطالب فيكون امير الخلايق كلهم أجمعين يكون الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله (4)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 3 : 70 ، البرهان ج 1 : 295 .
(3) البحار ج 13 : 210 ، البرهان ج 1 : 295 .
(4) البحار ج 13 : 217 ، البرهان ج 1 : 295 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 182 _

  78 ـ عن عمار بن أبى الاحوص عن أبى عبدالله عليه السلام ان الله تبارك وتعالى خلق في مبتدئ الخلق بحرين ، أحدهما عذب فرات ، والاخر ملح اجاج (1) ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات ، ثم أجراه على البحر الاجاج ، فجعله حمأ مسنونا (2) وهو خلق آدم ، ثم قبض قبضة من كتف آدم الايمن فذرأها في صلب آدم ، فقال : هؤلاء في الجنة ولا ابالى ثم قبض قبضة من كتف آدم الايسر فذرأها في صلب آدم فقال : هؤلاء في النار ولا ابالى ولا اسئل عما أفعل ولى في هؤلاء البداء بعد و في هؤلاء وهؤلاء سيبتلون (3) قال أبوعبدالله : فاحتج يومئذ أصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم ، فقالوا : يا ربنا لم أوجبت لنا النار وأنت الحكم العدل من قبل ان تحتج علينا و تبلونا بالرسل وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا ؟ فقال الله تبارك وتعالى : فانا أخبركم بالحجة عليكم الآن في الطاعة والمعصية والاعذار بعد الاخبار ، قال أبو عبدالله عليه السلام : فاوحى الله إلى مالك خازن النار ان مر النار تشهق (4) ثم تخرج عنقا منها ، فخرجت لهم ، ثم قال الله لهم ادخلوها طائعين ، فقالوا : لا ندخلها طائعين ثم قال : ادخلوها طائعين او لاعذبنكم بها كارهين ، قالوا انما هربنا اليك منها وحاججناك فيها حيث أوجبتها علينا وصيرتنا من أصحاب الشمال فكيف ندخلها طائعين ؟ ولكن ابدأ باصحاب اليمين في دخولها كى تكون قد عدلت فينا وفيهم . قال ابوعبدالله عليه السلام فأمر أصحاب اليمين وهم ذر بين يديه فقال : ادخلوا هذه النار طائعين ، قال : فطفقوا يتبادرون في دخولها فولجوا فيها جميعا فصيرها الله عليهم بردا وسلاما ، ثم أخرجهم منها ، ثم ان الله تبارك وتعالى نادى في أصحاب

--------------------
(1) الفرات : اعذب العذوبة ، والاجاج : المالح المر الشديد الملوحة .
(2) الحمأ جمع حمائة وهو الطين الاسود المتغير والمسنون : المصور وقيل : المصبوب المفرغ كانه افرغ حتى صار صورة .
(3) وفى نسخة البرهان ( سيسألون ) .
(4) شهق : ارتفع . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 183 _

  اليمين وأصحاب الشمال : ألست بربكم ؟ فقال أصحاب اليمين : بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرين طائعين ، وقال أصحاب الشمال : بلى يا ربنا نحن بريتك و خلقك كارهين ، وذلك قول الله ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ ) قال : توحيدهم لله (1) .
  79 ـ عن عباية الاسدى انه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) أكان ذلك بعد ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : كلا والذى نفسى بيده حتى يدخل المرأة بمن عذب آمنين لا يخاف حية ولا عقربا سوى ذلك (2)
  80 ـ عن صالح بن ميثم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) قال : ذلك حين يقول على عليه السلام : انا أولى الناس بهذه الاية ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) إلى قوله ( كاذبين ) (3)
  81 ـ عن رفاعة بن موسي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) قال : اذا قام القائم عليه السلام لا يبقي أرض الا نودى فيها بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله (4) .
  82 ـ عن ابن بكير قال : سألت ابا الحسن عليه السلام عن قوله : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) قال : انزلت في القائم عليه السلام اذا خرج باليهود و النصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الارض وغربها ، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلوة والزكوة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب

--------------------
(1) البحار ج 3 : 70 ، البرهان ج 1 : 295 ، الصافى ج 1 : 275 .
(2) البرهان ج 1 : 296 .
(3) البحار ج 13 : 212 ، البرهان ج 1 : 297 .
(4) البحار ج 13 : 188 ، اثبات الهداة ج 7 : 96 ، البرهان ج 1 : 296 ، الصافى ج 1 : 276 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 184 _
  أحد الا وحد الله ، قلت له : جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك ؟ فقال : ان الله اذا أراد امرا قلل الكثير وكثر القليل (1) .
  83 ـ عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : هل كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ولكنهم كانوا أسباطا اولاد الانبياء ، لم يكونوا يفارقون الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا (2) .
  84 ـ عن يونس بن ظبيان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) هكذا قراها (3) .
  85 ـ عن مفضل بن عمر قال : دخلت على أبى عبدالله عليه السلام يوما ومعى شئ فوضعته بين يديه ، فقال : ما هذا ؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك ، قال : فقال لى : يا مفضل انى لا أقبل ذلك وما اقبله من حاجتى اليه وما أقبله الا ليزكوا به ، ثم قال : سمعت أبى يقول : من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل او كثر لم ينظر الله اليه يوم القيمة الا أن يعفو الله عنه ، ثم قال : يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه ، اذ يقول : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى ، ولا يحجب دعاؤنا عن الله ، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسئلوا عنه واياكم ان تسئلوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر الله عنكم (4) .
  86 ـ عن عبدالله بن أبى يعفور قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ) قال : ان اسرائيل كان اذا أكل لحوم الابل هيج عليه وجع الخاصرة ، فحرم على نفسه لحم الابل ، وذلك من قبل ان تنزل التورية ، فلما انزلت التورية لم يحرمه ولم يأكله (5)

--------------------
(1) البحار ج 13 : 188 ، اثبات الهداة ج 7 : 96 ، البرهان ج 1 : 296 ، الصافى ج 1 : 267 .
(2) البرهان ج 1 : 297 .
(3) البرهان ج 1 : 297 ، الصافى ج 1 : 276 .
(4) البرهان ج 1 : 297 .
(5) البرهان ج 1 : 298 ، الصافى ج 1 : 277 وقال الفيض ( ره ) في شرحه ما نصه اقول : يعنى لم يحرمه موسى ولم يأكله او لم تحرمه التوراة ولم يؤكله اى اهل ولم * ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 185 _
  87 ـ عن عمر بن يزيد قال : كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام اسأله عن رجل دبر مملوكه هل له أن يبيع عتقه ؟ قال : كتب ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ) (1)
  88 ـ عن حبابة الوالبية قال : سمعت الحسين بن على ( ع ) يقول : ما أعلم أحدا على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا ، قال صالح : ما أحد على ملة ابراهيم ، قال جابر : ما أعلم احدا على ملة ابراهيم (2)
  89 ـ عن عبدالصمد بن سعد قال : طلب أبوجعفر ان يشترى من اهل مكة بيوتهم ان يزيده في المسجد فأبوا فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك ، فاتى أبا عبدالله عليه السلام فقال له : انى سئلت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم (3) لنزيد في المسجد وقد منعونى ذلك فقد غمنى غما شديدا فقال أبوعبدالله ( ع ) أيغمك ذلك وحجتك عليهم فيه ظاهرة فقال وبما احتج عليهم ؟ فقال : بكتاب الله ، فقال : في أى موضع فقال : قول الله : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) قد أخبرك الله ان أول بيت وضع للناس هو الذى ببكة ، فان كانوا هم تولوا قبل البيت فلهم أفنيتهم ، وان كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه ، فدعاهم أبوجعفر فاحتج عليهم بهذا فقالوا : اصنع ما أحببت (4)
  90 ـ عن الحسن بن على بن النعمان قال : لما بنى المهدى في المسجد الحرام * يندب إلى اكله من التأكيل وقال المجلسى ( ره ) بعد نقل الحديث من تفسير القمى في باب ما ناجى به موسى ( ع ) ربه ما لفظه : قوله ( ع ) ولم يأكله اى موسى للنزاهة او لاشتراك العلة ويمكن ان يقرأ يؤكله على بناء التفعيل بان يكون الضميران راجعين إلى الله تعالى او بالتاء بارجاعها إلى التوراة وبالياء يحتمل ذلك ايضا وعلى التاء يمكن ان يقرأ الثانى بالتخفيف بارجاعهما إلى بنى اسرائيل .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 298 .
(2) البحار ج 5 ( ج 1 ) : 125 ، البرهان ج 1 : 298 .
(3) الافنية جمع الفناء : الساحة امام البيت .
(4) البحار ج 21 : 19 ، البرهان ج 1 : 300 ، الوسائل ج 2 ابواب مقدمات الطواف باب 11 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 186 _
  بقيت دار في تربيع المسجد ، فطلبها من أربابها فامتنعوا ، فسأل عن ذلك الفقهاء فكل قال له : انه لا ينبغى ان يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا فقال له على بن يقطين : يا امير المؤمنين لو ( انى خ ل ) كتبت إلى موسى بن جعفر عليه السلام لاخبرك بوجه الامر في ذلك ، فكتب إلى والى المدينة ان يسئل موسى بن جعفر عن دار أردنا ان ندخلها في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك ؟ فقال : ذلك لابى الحسن عليه السلام ، فقال ابوالحسن عليه السلام : ولا بد من الجواب في هذا ؟ فقال له : الامر لا بد منه ، فقال له اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ان كانت الكعبة هى النازلة بالناس فالناس أولى بفنائها ، وان كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها فلما أتى الكتاب إلى المهدى اخذ الكتاب فقبله ثم أمر بهدم الدار فاتى أهل الدار أبا الحسن عليه السلام فسألوه ان يكتب لهم إلى المهدى كتابا في ثمن دارهم فكتب اليه ان أرضخ لهم (1) شيئا فأرضاهم (2)
  91 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : كان الله تبارك وتعالى كما وصف نفسه ، وكان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يجرى ولم يكن غير الماء ، خلق والماء يومئذ عذب فرات ، فلما أراد الله أن يخلق الارض أمر الرياح الاربع ، فضربن الماء حتى صار موجا ، ثم أزبد زبدة واحدة فجمعه في موضع البيت ، فأمر الله فصار جبلا من الزبد ثم دحا الارض من تحته ، ثم قال : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) (3)
  92 ـ عن زرارة قال : سئل أبوجعفر عليه السلام عن البيت أكان يحج اليه قبل أن يبعث النبى عليه السلام ؟ قال : نعم لا يعلمون ان الناس قد كانوا يحجون ونخبركم ان آدم ونوحا وسليمان قد حجوا البيت بالجن والانس والطير ولقد حجه موسى على جمل أحمر يقول : لبيك لبيك فانه كما قال الله تعالى ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي

--------------------
(1) ارضخ للرجل : اعطاه قليلا من كثير .
(2) البحار ج 21 : 19 ، البرهان ج 1 : 300 ، الوسائل ج 2 ابواب مقدمات الطواف باب 11
(3) البرهان ج 1 : 300 ، الصافى ج 1 : 278 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 187 _
  بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) (1)
  93 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : مكة جملة القرية ، و بكة موضع الحجر الذى تبك الناس (2) بعضهم بعضا (3)
  94 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام ان بكة موضع البيت ، وان مكة الحرم ، وذلك قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) (4) .
  95 ـ عن الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال : سألته لم سميت مكة بكة ؟ قال : لان الناس تبك بعضهم بعضا بالايدى (5)
  96 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان بكة موضع البيت وان مكة جميع ما اكتنفه الحرم (6)
  97 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : انه وجد في حجرين ( حجر خ ل ) من حجرات البيت مكتوبا انى انا الله ذو بكة ( مكة خ ل ) خلقتها يوم خلقت السموات و الارض ويوم خلقت الشمس والقمر وخلقت الجبلين وحففتهما سبعة املاك حفا ( حفيفا خ ل ) وفى حجر آخر هذا بيت الله الحرام ببكة ، تكفل الله برزق أهله من ثلثة سبل منازل ( مبارك خ ) لهم في اللحم والماء اول من نحله ابراهيم (7)
  98 ـ عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى ( ع ) قال : سألته عن مكة لم سميت بكة ؟ قال : لان الناس تبك بعضهم بعضا بالايدى ، يعنى يدفع بعضهم بعضا بالايدى في المسجد حول الكعبة (8) .
  99 ـ عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ) فما هذه الآيات البينات ؟ قال : مقام ابراهيم حين قام عليه فأثرت قدماه فيه ، والحجر

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 300 ، البحار ج 21 : 15 .
(2) اى تزاحم وتدافع
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 300 ، البحار ج 21 : 18 .
(5 ـ 8) البحار ج 21 : 18 ، البرهان ج 1 : 300 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 188 _
  ومنزل اسمعيل (1)
  100 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قوله : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) قال : يأمن فيه كل خائف ما لم يكن عليه حد من حدود الله ، ينبغى أن يؤخذ به ، قلت فيأمن فيه من حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ؟ قال : هو مثل الذى نكر بالطريق (2) فيأخذ الشاة او الشئ فيصنع به الامام ما شاء ، قال : وسألته عن طائر (3) يدخل الحرم ؟ قال : يؤخذ ولا يمس لان الله يقول : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) (4)

--------------------
(1) البرهان ج : 301 ، الصافى ج 1 : 280 ، وقال الفيض ( ره ) في شرحه : اما كون المقام آية فلما ذكرو لارتفاعه بابراهيم ( ع ) حتى كان اطول من الجبال كما يأتى ذكره في سورة الحج انشاء الله واما كون الحجر الاسود آية فلما ظهر منه للانبياء والاوصياء من العجائب اذ كان جوهرة جعله الله مع آدم في الجنة واذ كان ملكا من عظماء ملئكته القمه الله الميثاق واودعه عنده ويأتى يوم القيامة وله لسان ناطق وعينان يعرفه الخلق يشهد لمن وافاه بالموافاة و لمن ادى اليه الميثاق بالاداء وعلى من جحده بالانكار إلى غير ذلك كما ورد في الاخبار عن الائمة الاطهار ولما ظهر من تنطقه لبعض المعصومين كالسجاد ( ع ) حيث نازعه عمه محمد بن الحنفية في امر الامامة كما ورد في الروايات ومن عدم طاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه كما جرب غير مرة .
واما كون منزل اسمعيل آية فلانه انزل به من غير ماء فنبع له الماء وانما خص المقام بالذكر في القرآن وطوى ذكر غيره لانه اظهر آياته اليوم للناس قيل سبب هذا الاثر انه لما ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكن من رفع الحجارة فغاضت فيه قدماه وقيل انه لما جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت له امرأة اسمعيل انزل حتى نغسل رأسك فلم ينزل فجائته بهذا الحجر فوضعته على شقه الايمن فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه ثم حولته إلى شقه الايسر حتى غسلت الشق الاخر فبقى اثر قدميه عليه
(2) وفى نسخة الوسائل ( مثل من مكر ) وفى البرهان ( يكن ) بدل ( نكر )
(3) وفى نسخة ( خائن ) بدل ( طائر ) ولعله من تصحيف النساخ .
(4) الوسائل ( ج 2 ) ابواب مقدمات الطواف باب 14 ، البحار ج 21 : 17 ، البرهان ج 1 : 301 ، الصافى ج 1 : 281 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 189 _
  101 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت أرأيت قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) البيت عنى أو الحرم ؟ قال : من دخل من الناس مستجيرا به فهو آمن ، ومن دخل البيت من المؤمنين مستجيرا به فهو آمن من سخط الله ، ومن دخل الحرم من الوحش والسباع والطير فهو آمن من أن يهاج او يؤذى حتى يخرج من الحرم (1)
  102 ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال : من دخل مكة المسجد الحرام يعرف من حقنا وحرمتنا ما عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنبه وكفاه ما أهمه من امر الدنيا والآخرة وهو قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) (2)
  103 ـ عن المثنى عن ابى عبدالله عليه السلام وسألته عن قول الله ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) قال : اذا أحدث السارق في غير الحرم ثم دخل الحرم لم ينبغ لاحد أن يأخذه ، ولكن يمنع من السوق ولا يبايع ولا يكلم ، فانه اذا فعل ذلك به أوشك ان يخرج فيؤخذ ، واذا أخذ أقيم عليه الحد فان أحدث في الحرم أخذ واقيم عليه الحد في الحرم انه من جنى في الحرم اقيم عليه الحد في الحرم (3) .
  104 ـ وقال عبدالله بن سنان : سمعته يقول : فيما ادخل الحرم مما صيد في الحل قال : اذا دخل الحرم فلا يذبح ، ان الله يقول : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) (4)
  105 ـ عن عمران الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) قال عليه السلام اذا احدث العبد في غير الحرم ثم فر إلى الحرم لم ينبغ أن يوخذ ولكن يمنع منه السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم ، فانه اذا فعل ذلك به يوشك ان يخرج فيؤخذ ، وان كانت احداثه في الحرم اخذ في الحرم (5)
  106 ـ عن عبدالخالق الصيقل قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَمَنْ

--------------------
(2) البرهان ج 1 : 301 ، الصافى ج 1 : 281 .
(1 ـ 5) الوسائل ج 2 ابواب مقدمات الطواف باب 14 ، البحار ج 21 : 17 البرهان ج 1 : 301 ، الصافى ج 1 : 281 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 190 _
  دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) فقال : لقد سألتنى عن شئ ما سألنى عنه ( احد ظ ) الا ما شاء الله ثم قال : ان من ام هذا البيت وهو يعلم انه البيت الذى امر الله به ، وعرفنا اهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة (1)
  107 ـ عن على بن عبدالعزيز قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام جعلت فداك قول الله ( آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) وقد يدخله المرجئ والقدرى و الحرورى (2) والزنديق الذى لا يؤمن بالله ؟ قال : لا ولا كرامة ، قلت : فمن جعلت فداك ؟ قال : ومن دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه وكفى هم الدنيا والاخرة (3) .
  108 ـ عن ابراهيم بن على عن عبدالعظيم بن عبدالله بن على بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبيطالب عليه السلام عن الحسن بن محبوب عن معوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) قال : هذا لمن كان عنده مال وصحة ، فان سوفه للتجارة فلا يسعه ذلك وان مات (4) على ذلك فقد ترك شريعة من شرايع الاسلام ، اذا ترك الحج وهو يجد ما يحج به ، وان دعاه أحد إلى أن يحمله فاستحيى فلا يفعل (5) فانه لا يسعه الا ان يخرج ولو على حمار أجدع ابتر وهو قول الله ( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ) قال : ومن ترك فقد كفر قال : ولم لا يكفر وقد ترك شريعة من شرايع ـ الاسلام ؟ يقول الله : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )فالفريضة التلبية والاشعار والتقليد فاى ذلك فعل فقد فرض

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 301 ، الصافى ج 1 : 281 .
(2) الحرورية : طائفة من الخوارج نسبوا إلى حرورى ـ بالقصر والمد ـ موضع قرب الكوفة كان اول اجتماعهم فيه .
(3) البرهان ج 1 : 301 ، الصافى ج 1 : 281 .
(4) وفى رواية الشيخ ( ره ) في التهذيب ( فان مات ) وهو الظاهر .
(5) وفى رواية التهذيب ( فلم يفعل ) وهو الظاهر . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 191 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 191 سطر 1 الى ص 200 سطر 26
  الحج ولا فرض الا في الشهور التى قال الله : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ) (1)
  109 ـ عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام : بنى الاسلام على خمسة اشياء على الصلوة والزكوة والصوم والحج والولاية ، قال : قلت فاى ذلك أفضل ؟ قال : الولاية أفضلهن لانها مفتاحهن والوالى هو الدليل عليهن ، قال : قلت : ثم الذى يلى من الفضل ؟ قال : الصلوة ان رسول الله صلى الله عليه واله قال : الصلوة عمود دينكم ، قال : قلت : الذى يليها في الفضل ؟ قال : الزكوة لانه قرنها بها وبدء بالصلوة قبلها ، وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : الزكوة تذهب الذنوب ، قال : قلت : فالذى يليها في الفضل ؟ قال : الحج لان الله يقول : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه واله : لحجة متقبلة خير من عشرين صلوة نافلة ، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه اسبوعه وأحسن ركعتيه غفر له ، وقال يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال ، قال : قلت : ثم ماذا يتبعه ؟ قال : ثم الصوم قال : قلت : ما بال الصوم آخر ذلك أجمع ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الصوم جنة من النار ، قال ثم قال : ان أفضل الاشياء ما اذا كان فاتك لم يكن لك منه التوبة دون أن ترجع اليه فتؤديه بعينه ، ان الصلوة والزكوة والحج والولاية ليس ينفع شئ مكانها دون أدائها ، وان الصوم اذا فاتك او أفطرت او سافرت فيه اديت مكانه اياما غيرها ، وفديت ذلك الذنب بفدية ولا قضاء عليك ، وليس مثل تلك الاربعة شئ يجزيك مكانها غيرها (2) .
  110 ـ عن عمر بن اذينة (3) قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام في قوله : و ( لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) يعنى به الحج دون العمرة ، قال : ولكنه

--------------------
(1) البحار ج 21 : 25 ، البرهان ج 1 : 304 الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 6
(2) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 194 ، البرهان ج 1 : 303 .
(3) وفى نسخة البحار ( عمر بن يزيد ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 192 _
  الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان (1)
  111 ـ عن عبدالرحمن بن سيابة عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) قال : من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه (2) له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج (3) .
  112 ـ وفى حديث الكنانى عن أبى عبدالله قال : وان كان يقدر أن يمشى بعضا ويركب بعضا فليفعل ( ومن كفر ) قال ترك (4)
  113 ـ عن أبى الربيع الشامى قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله ( لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) فقال : ما يقول الناس ؟ فقيل له : الزاد والراحلة ، قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : سئل ابوجعفر عليه السلام عن هذا ؟ فقال : لقد هلك الناس اذا لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت به عياله ويستغنى به عن الناس ينطلق اليهم فيسئلهم اياه ويحج به لقد هلكوا اذا ، فقيل له : فما السبيل ؟ قال : فقال : السعة في المال اذا كان يحج ببعض ويبقى ببعض ، يقوت به عياله أليس الله قد فرض الزكوة فلم يجعلها الا على من يملك مائتى درهم (5)
  114 ـ عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال : قلت له : رجل عرض عليه الحج فاستحيى ان يقبله أهو ممن يستطيع الحج ؟ قال : نعم مره (6) فلا يستحيى ولو على حمار

--------------------
(1) البحار ج 21 : 77 ، البرهان ج 1 : 303 .
(2) السرب : الطريق .
(3 ـ 4) الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 8 ، البحار ج 21 : 25 ، البرهان ج 1 : 303 ، الصافى ج 1 : 282 .
(5) البحار ج 21 : 25 ، البرهان ج 1 : 303 ، الصافى ج 1 : 282 وقال الفيض ( ره ) معنى الحديث لئن كان من كان له قدر ما يقوت به عياله فحسب وجب عليه ان ينفق ذلك في الزاد والراحلة ثم ينطلق إلى الناس يسئلهم قوت عياله لهلك الناس اذا .
(6) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الوسائل لكن في جملة من النسخ ( مرة ) بدل ( مره ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 193 _
  أبتر وان كان يستطيع ان يمشى بعضا ويركب بعضا فليفعل (1) .
  115 ـ عن ابى اسامة زيد الشحام عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) قال : سألته ما السبيل ؟ قال : يكون له ما يحج به قلت ارأيت ان عرض عليه مال يحج به فاستحيى من ذلك ؟ قال : هو ممن استطاع اليه سبيلا ، قال : وان كان يطيق المشى بعضا والركوب بعضا فليفعل قلت : ارأيت قول الله : ( ومن كفر ) أهو في الحج ؟ قال : نعم ، قال : هو كفر النعم (2) وقال : من ترك في خبر آخر (3)
  116 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : قلت لابى عبدالله قول الله : ( مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) قال : تخرج اذا لم يكن عندك تمشى ، قال : قلت : لا يقدر على ذلك ؟ قال : يمشى ويركب احيانا قلت لا يقدر على ذلك ؟ قال : يخدم قوما ويخرج معهم (4)
  117 ـ عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قوله ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) قال : الصحة في بدنه والقدرة في ماله (5)
  118 ـ وفى رواية حفص الاعور عنه قال : القوة في البدن واليسار في المال (6)
  119 ـ عن الحسين بن خالد قال : قال أبوالحسن الاول كيف تقرأ هذه الاية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ماذا ؟ قلت : مسلمون فقال : سبحان الله توقع عليهم الايمان فسميتهم مؤمنين ثم يسئلهم الاسلام ، و

--------------------
(1 ـ 3) الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 9 ، البرهان ج 1 : 304 ، البحار ج 21 : 25 .
(2) لان امتثال امر الله شكر وترك المأمور به كفر لنعمته
(4) البحار ج 21 : 25 ، البرهان ج 1 : 304 .
(5) الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 8 ، البحار ج 21 : 25 ، البرهان ج 1 : 304 .
(6) البرهان ج 1 : 304 ـ ، البحار ج 21 : 25 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 194 _
  الايمان فوق الاسلام ؟ قلت : هكذا يقرأ في قراءة زيد قال انما هى في قراءة على عليه السلام وهو التنزيل الذى نزل به جبرئيل على محمد عليهما الصلوة والسلام ( الا وانتم مسلمون لرسول الله صلى الله عليه واله ثم الامام من بعده ) (1) .
  120 ـ عن أبى بصير : قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) قال : يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر (2)
  121 ـ عن أبى بصير قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) قال : منسوخة قلت : وما نسختها ؟ قال : قول الله : ( اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (3)
  122 ـ عن ابن يزيد قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ) قال : على بن أبيطالب عليه السلام حبل الله المتين (4)
  123 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : آل محمد عليهم السلام هم حبل الله الذى امرنا بالاعتصام به ، فقال : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (5) .
  124 ـ عن محمد بن سليمان البصرى الديلمى عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ) محمد (6) صلى الله عليه واله وسلم (7)
  125 ـ عن أبى الحسن على بن محمد بن ميثم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله ( وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ) فالانقاذ من الله هبة والله لا يرجع من هبته (8)
  126 ـ عن ابن هرون (9) قال : كان أبوعبدالله عليه السلام اذا ذكر النبى صلى الله عليه واله وسلم قال : بأبى وامى ونفسى وقومى وعترتى عجب للعرب كيف لا تحملنا على رؤسها ،

--------------------
(1 ـ 3) البرهان ج 1 : 305 ، الصافى ج 1 : 285 .
(4) البرهان ج 1 : 305 ، الصافى ج 1 : 285 ، البحارج 8 : 86 .
(5) البرهان ج 1 : 305 ، الصافى ج 1 : 285 البحار ج 7 : 108 ، اثبات الهداة ج 3 : 45 .
(6) كذا في النسخ لكن في رواية الكافى ( بمحمد ) وهو الصحيح .
(7 ـ 8) البحار ج 7 : 102 ، البرهان ج 1 : 307
(9) لعله تصحيف ( ابى هرون ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 195 _
  والله يقول في كتابه ( وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ) فبرسول الله والله انقذوا (1) .
  127 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال في قوله ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ ) قال : في هذه الاية تكفير أهل القبلة بالمعاصى ، لانه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين فليس من الامة التى وصفها ـ الله ـ لانكم تزعمون ان جميع المسلمين من امة محمد وقد بدت هذه الاية وقد وصفت امة محمد بالدعاء إلى الخير و الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ومن لم يوجد فيه الصفة التى وصفت بها فكيف يكون من الامة وهو على خلاف ما شرطه الله على الامة ووصفها به (2) .
  128 ـ عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله عليه السلام قال : في قراءة على عليه السلام ( كنتم خير أئمة اخرجت للناس ) قال : هم آل محمد صلى الله عليه واله (3)
  129 ـ وأبوبصير عنه قال : انما أنزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه واله ـ فيه و ـ في الاوصياء خاصة ، فقال : ( كنتم خير أئمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى بها الا محمدا وأوصيائه صلوات الله عليهم (4) .
  130 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ ) قال : يعنى الامة التى وجبت لها دعوة ابراهيم عليه السلام ، فهم الامة التى بعث الله فيها ومنها واليها ، وهم الامة الوسطى وهم خير امة اخرجت للناس (5) .

--------------------
(1) البحار ج 7 : 102 ، البرهان ج 1 : 308 .
(2) البرهان ج 1 : 308 ـ 309 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 309 ، اثبات الهداة ج 3 : 46 ، البحار ج 7 : 122 ، الصافى ج 1 : 289
(5) البرهان ج 1 : 309 ، البحار ج 7 : 212 الصافى ج 1 : 289 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 196 _
  131 ـ عن يونس بن عبدالرحمن عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى ابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ ) قال : الحبل من الله كتاب الله ، والحبل من الناس هو على بن ابيطالب ( ع ) (1) .
  132 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام وتلا هذه الاية ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) قال : و الله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم باسيافهم ، ولكن سمعوا أحاديثهم واسرارهم فاذاعوها (2) فاخذوا عليها فقتلوا . فصار قتلا واعتداءا ومعصية (3) .
  133 ـ عن أبى بصير قال : قرأت عند أبى عبدالله عليه السلام ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ) فقال : مه ليس هكذا أنزلها الله انما انزلت وأنتم قليل (4) .
  134 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبيعبد الله عليه السلام قال : سأله أبى عن هذه الآية ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ) قال : ليس هكذا أنزله الله ما أذل الله رسوله قط انما انزلت وانتم قليل (5) .
  عن عيسى عن صفوان ابن سنان مثله (6)
  135 ـ عن ربعى بن حريز عن أبيعبد الله عليه السلام انه قرأ ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ) وما كانوا اذلة ورسول الله فيهم عليه وعلى آله السلام (7)
  136 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : كانت على الملئكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر (8)
  137 ـ عن اسمعيل بن همام عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله ( مسومين ) (9) قال

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 309 ، البحار ج 9 : 89 ، الصافى ج 1 : 290
(2) ذاع الحديث ذيعا : اذا انتشر وظهر واذاعه غيره : افشاه واظهره ومنه الحديث : من ذاع علينا حديثنا سلبه الله الايمان اى من افشاه واظهره للعدو ( مجمع ) .
(3) البرهان ج 1 : 309 ، الصافى ج 1 : 290 .
(4 ـ 8) البحار ج 6 : 466 ، البرهان ج 1 : 310 ، الصافى ج 1 : 295 .
(9) اى معلمين بعلائم يعرف في الحرب . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 197 _
  العمائم اعتم رسول الله صلى الله عليه واله فسد لها (1) من بين يديه ومن خلفه (2)
  138 ـ عن ضريس بن عبدالملك عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الملئكة الذين نصروا محمدا صلى الله عليه واله يوم بدر في الارض ، ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الامر وهم خمسة آلاف (3) .
  139 ـ عن جابر الجعفى قال : قرأت عند ابى جعفر عليه السلام قول الله ( لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ ) قال : بلى والله ان له من الامر شيئا وشيئا وشيئا ، وليس حيث ذهبت و لكنى اخبرك ان الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه عليه السلام ان يظهر ولاية على فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم ، وذلك الذى فضله الله به عليهم في جميع خصاله ، كان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه واله وبمن أرسله ، وكان أنصر الناس لله ولرسوله ، وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما ، وفضل علمه الذى لم يساوه أحد ، ومناقبه التى لا تحصى شرفا ، فلما فكر النبى صلى الله عليه واله في عداوة قومه له في هذه الخصال ، وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك ـ صدره ـ فأخبر الله انه ليس له من هذا الامر شئ انما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا عليه السلام وصيه وولى الامر بعده ، فهذا عنى الله ، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله اليه ان جعل ما أحل فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، قوله : ( مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (4)
  140 ـ عن جابر قال : قلت لابى جعفر عليه السلام قوله لنبيه ( لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ ) فسره لى ، قال : فقال أبوجعفر عليه السلام : لشئ قاله الله ولشئ أراده الله يا جابر ، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان حريصا على أن يكون على عليه السلام من بعده على الناس (5) وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلى الله عليه واله قال : قلت : فما معنى ذلك ؟ قال : نعم عنى بذلك قول الله لرسوله عليه السلام ليس لك من الامر شئ يا محمد في على الامر إلى في على وفى

--------------------
(1) سدل الثوب : ارسله وارخاه .
(2) البرهان ج 1 : 313 ، البحار ج 7 : 466 .
(3) البرهان ج 1 : 313 ، البحار ج 7 : 466 ، اثبات الهداة ج 7 : 96 .
(4) البرهان ج 1 : 314 ، البحار ج 6 : 195 ، اثبات الهداة ج 3 : 541 ، الصافى ج 1 : 296 .
(5) اى يكون خليفة له عليهم في الظاهر ايضا من غير دافع له . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 198 _
  غيره ، ألم أتل ( انزل خ ل ) عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابى اليك ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) إلى قوله ( فليعلمن ) قال : فوض رسول الله صلى الله عليه واله الامر اليه (1)
  141 ـ عن الجرمى عن أبى جعفر عليه السلام انه قرأ ( ليس لك من الامر شئ ان يتب ( تتوب خ ) عليهم او تعذبهم ( يعذبهم خ ل ) فهم ظالمون ) (2)
  142 ـ عن داود بن سرحان عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ) قال : اذا وضعوها كذا وبسط يديه احديهما مع الاخرى (3)
  143 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله قال : رحم الله عبدا لم يرض من نفسه ان يكون ابليس نظيرا له في دينه وفى كتاب الله نجاة من الردى ، وبصيرة من العمى ، ودليل إلى الهدى ، وشفاء لما في الصدور ، فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة قال الله : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) وقال : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) فهذا ما امر الله به من الاستغفار ، واشترط معه بالتوبة ، والاقلاع عما حرم الله فانه يقول ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) وهذه الآية تدل على ان الاستغفار لا يرفعه إلى الله الا العمل الصالح والتوبة (4)
  144 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) قال : الاصرار أن يذنب العبد ولا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بالتوبة فذلك الاصرار (5)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 6 : 195 ، البرهان ج 1 : 314 : الصافى ج 1 : 296 .
(3) البحار ج 3 : 331 ، الصافى ج 1 : 297 ، البرهان ج 1 : 314 .
(4) البحار ج 3 : 101 ، البرهان ج 1 : 315 .
(5) البحار ج 3 : 101 ، البرهان ج 1 : 315 ، الصافى ج 1 : 298 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 199 _
  145 ـ عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) قال : ما زال مذ خلق الله آدم دولة لله ودولة لابليس ، فاين دولة الله اما هو الا قائم واحد (1)
  146 ـ عن الحسن بن على الوشاء باسناد له برسله إلى أبى عبدالله عليه السلام قال : والله لتمحصن والله لتميزن والله لتغربلن حتى لا يبقى منكم الا الاندر ، قلت : وما الاندر قال : البيدر ( الابذر خ ل ) وهو ان يدخل الرجل فيه الطعام يطين عليه ثم يخرجه قد أكل بعضه بعضا ، فلا يزال ينقيه ثم يكن عليه ثم يخرجه حتى يفعل ذلك ثلث مرات ، حتى يبقى ما لا يضره شئ (2) .
  147 ـ عن داود الرقى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ) قال : ان الله هو أعلم بما هو مكونه قبل أن يكونه وهم ذر وعلم من يجاهد ممن لا يجاهد ، كما علم انه يميت خلقه قبل ان يميتهم ولم يرهم موتهم وهم أحياء (3)
  148 ـ عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم الا ثلثة ، فقلت : ومن الثلثة ؟ قال : المقداد وأبوذر وسلمان الفارسى ، ثم عرف اناس بعد يسير ، فقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع ، وذلك قول الله ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) (4) .
  149 ـ عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية الا أربعة على والمقداد وسلمان وابوذر ، فقلت : فعمار ؟ فقال : ان كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلاء الثلثة (5)

--------------------
(1) البحار ج 13 : 130 ، البرهان ج 1 : 318 ، اثبات الهداة ج 1 : 263 .
(2) البرهان ج 1 : 318 .
(3) البرهان ج 1 : 318 ، الصافى ج 1 : 302 .
(4 ـ 5) البحار ج 6 : 749 ، البرهان ج 1 : 319 ، الصافى ج 1 : 305 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 200 _
  150 ـ عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول : في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس ان الله تبارك اسمه وعز جنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في امته من يهدى بهداه ويقصد سيرته ، ويدل على معالم سبيل الحق الذى فرض الله على عباده ثم قرأ ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ ) الاية (1)
  151 ـ عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال : قلت لابى جعفر عليه السلام ان العامة تزعم ان بيعة أبى بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا لله ، وما كان الله ليفتن امة محمد من بعده ، فقال أبوجعفر عليه السلام : وما يقرؤن كتاب الله أليس الله يقول : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) الاية قال : فقلت له : انهم يفسرون هذا على وجه آخر ، قال : فقال : أو ليس قد أخبر الله على الذين من قبلهم من الامم انهم اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات حين قال : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) إلى قوله : ( فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ) الاية ففى هذا ما يستدل به على أن اصحاب محمد عليه الصلوة والسلام قد اختلفوا من بعدهم ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر (2) .
  152 ـ عن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه واله او قتل ان الله يقول : ( أَفَإِْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) فسم قبل الموت انهما سقتاه (3) ـ قبل الموت ـ فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله (4)
  153 ـ عن الحسين بن المنذر قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( أَفَإِْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) القتل أم الموت ؟ قال : يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا (5) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 320 ، اثبات الهداة ج 1 : 263 .
(2) البحار ج 8 : 6 ، البرهان ج 1 : 320 .
(3) وفى نسخة البحار ( سمتاه ) بدل ( سقتاه ) ومرجع الضمير كما قاله الفيض ( ره ) الامرئتان .
(4) البحار ج 8 : 6 ، البرهان ج 1 : 320 ، الصافى ج 1 : 305 .
(5) البحار ج 6 : 504 و 8 : 6 ، البرهان ج 1 : 320 . ( * )