الجبارين والفراعنة والعتاة اخوان الشياطين وائمة الكفر والدعاة إلى النار ، وأتباعهم إلى يوم القيمة ولا ابالى ، ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون ، وأشترط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في اصحاب اليمين البداء فيهم ، ثم خلط المائين في كفه جميعا فصلصلها (1) ، ثم اكفاهما قدام عرشه وهم ثلة من طين ، ثم أمر الملئكة الاربعة الشمال و الدبور والصبا والجنوب ان جولوها على هذه الثلة الطين (2) فابروها (3) وانشؤها ثم جزوها وفصلوا وأجروا فيها الطبايع الاربعة : الريح ، والبلغم ، والمرة والدم ، قال : فجالت عليه الملئكة الشمال والجنوب والدبور والصبا وأجروا فيها الطبايع فالريح في الطبايع الاربعة من قبل الشمال والبلغم في الطبايع الاربعة في البدن * ـ قال فباعدهم الله من العرش مسيرة خمسمأة عام قال : فلاذوا بالعرش فاشاروا بالاصابع ، فنظر الرب جل جلاله اليهم ونزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور ، فقال : طوفوا به و دعوا العرش فانه لى رضا فطافوا به وهو البيت الذى يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه ابدا ، فوضع الله البيت المعمور توبة لاهل السماء ، ووضع الكعبة توبة لاهل الارض فقال الله تبارك وتعالى ( إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) قال : وكان ذلك تقدمة في آدم قبل ان يخلقه و احتجاجا منه عليهم ، قال : فاغترف ربنا تبارك وتعالى غرفة بيمينه من الماء العذب الفرات ـ وكلتا يديه يمين ـ فصلصلها في كفه حتى جمدت فقال لها : منك اخلق النبيين والمرسلين وعبادى الصالحين والائمة المهتدين والدعاة إلى الجنة واتباعهم إلى يوم القيامة ولا ابالى ولا اسأل عما افعل وهم يسئلون ثم اغترف غرفة اخرى من الماء المالح الاجاج اه )

--------------------
(1) الصلصال : الطين اليابس الذى لم يطبخ اذا تقربه صوت كما يصوت الفخار والفخار ما طبخ من الطين .
(2) وفي نسختى البحار والتفسير ( سلالة من طين ـ السلالة الطين ) في الموضعين وهو الظاهر .
(3) قال المجلسى ( ره ) قوله فابروها يمكن ان يكون مهموزا من برأه الله اى خلقه وجاء غير المهموز ايضا بهذا المعنى فيكون مجازا اى اجعلوها مستعدة للخلق كما في قوله انشؤها ويحتمل ان يكون من البرى بمعنى النحت كناية عن التفريق او من التأبير من قولهم ابر النخل اى اصلحه . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 29 ـ
  من ناحية الصبا ، قال : والمرة في الطبايع الاربعة من ناحية الدبور قال والدم في الطبايع الاربعة من ناحية الجنوب قال : فاستعلت النسمة وكمل البدن ، قال فلزمها من ناحية الريح حب الحياة ، وطول الامل والحرص ، ولزمها من ناحية البلغم حب الطعام والشراب واللباس واللين والحلم والرفق ، ولزمها من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة ، ولزمها من ناحية الدم الشهوة للنساء ، واللذات وركوب المحارم في الشهوات .
  قال أبو علي الحسن بن محبوب وأخبرنى عمر عن جابر ان أبا جعفر عليه السلام أخبره انه قال : وجدنا هذا الكلام مكتوبا في كتاب من كتب على بن ابى طالب عليه السلام (1) .
  4 ـ قال : قال هشام بن سالم قال ابوعبدالله عليه السلام : وما علم الملئكة بقولهم ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) لو لا انهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء (2) .
  5 ـ عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : انى لا طوف بالبيت مع أبى عليه السلام اذ أقبل رجل طوال جعشم (3) متعمم بعمامة فقال : السلام عليك يا بن رسول الله ، قال : فرد عليه أبى ، فقال : اشياء اردت أن اسئلك عنها ما بقى احد يعلمها الا رجل او رجلان ، قال : فلما قضى ابى الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين ، ثم قال : ههنا يا جعفر ثم أقبل على الرجل فقال له ابى : كانك غريب ؟ فقال : أجل فأخبرنى عن هذا الطواف كيف كان ولم كان ؟ .
  قال : ان الله لما قال للملئكة ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ) إلى آخر الاية كان ذلك من يعصى منهم ، فاحتجب عنهم سبع سنين فلاذوا بالعرش يلوذون يقولون : لبيك ذو المعارج لبيك ، حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف

--------------------
(1) قال المجلسى ( ره ) في المجلد الثالث ص 66 بعد نقل قطعة من صدر الخبر عن تفسير على بن ابراهيم ما لفظه ( العياشى عن جابر عن أبى جعفر ( ع ) مثله ) ، فلعل الخبر بتمامه كان موجودا في نسخة المجلسى ( ره ) والله اعلم .
(2) البحار ج 5 : 31 ، البرهان ج 1 : 74 .
(3) الجعشم : الرجل الغليظ مع شدة . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 30 ـ
  بالبيت حتى قبل الله منه ، قال : فقال : صدقت فتعجب ابى من قوله : صدقت ، قال ، فأخبرنى عن ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) قال : نون نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن ، قال : فامر الله القلم فجرى بما هو كائن وما يكون فهو بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه وما شاء نقص منه ، وما شاء كان ومالا يشأ لا يكون ، قال : صدقت ، فتعجب أبى من قوله صدقت قال : فأخبرنى عن قوله : ( فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) ما هذا الحق المعلوم ؟ قال : هو الشئ يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكوة فيكون للنائبة والصلة ، قال : صدقت قال : فتعجب أبى من قوله صدقت قال : ثم قام الرجل فقال ابى : على بالرجل قال : فطلبته فلم أجده (1) .
  6 ـ عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كنت مع أبى في الحجر فبينا هو قائم يصلي اذ أتاه رجل فجلس اليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال ، انى اسئلك عن ثلاث أشياء لا يعلمها ألا انت ورجل آخر ، قال : ما هى ؟ قال : اخبرنى اى شئ كان سبب الطواف بهذا البيت ؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لما أمر الملئكة ان يسجدوا لادم ردت الملئكة فقالت : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ ) فغضب عليهم ثم سألوه التوبة فأمروهم ان يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور ، فمكثوا يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا ، ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم ، فكان هذا اصل الطواف ، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بنى آدم وطهورا لهم ، فقال : صدقت ثم ذكر المسئلتين نحو الحديث الاول ثم قام الرجل (2) فقلت : من هذا الرجل يا أبه ؟ فقال : يا بنى هذا الخضر عليه السلام (3)
  7 ـ على بن الحسين في قوله : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) ردوا على الله فقالوا : أتجعل

--------------------
(1) البحار ج 21 : 46 ، البرهان ج 1 : 74 .
(2) وفى نسخة البرهان ( ثم قال الرجل : صدقت ) .
(3) البحار ج 21 : 46 ، البرهان ج 1 : 47 الصافى ج 1 : 73 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 31 ـ
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 31 سطر 1 الى ص 40 سطر 28
  فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ وانما قالوا ذلك بخلق مضى يعنى الجان بن الجن ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) فمنوا على الله بعبادتهم اياه ، فأعرض عنهم ثم علم آدم الاسماء كلها ثم قال للملئكة : ( أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء ) قالوا : لا علم لنا ، قال : يا آدم انبئهم باسمائهم فأنبأهم ثم قال لهم : اسجدوا لآدم فسجدوا ، وقالوا في سجودهم في انفسهم : ما كنا نظن ان يخلق الله خلقا اكرم عليه منا نحن خزان الله وجيرانه ، و أقرب الخلق اليه فلما رفعوا رؤسهم قال الله يعلم ما تبدون من ردكم على وما كنتم تكتمون ، ظنا ان لا يخلق الله خلقا أكرم عليه منا ، فلما عرفت الملئكة انها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش وانها كانت عصابة من الملئكة ، وهم الذين كانوا حول العرش ، لم يكن جميع الملئكة الذين قالوا ما ظننا أن يخلق خلقا أكرم عليه منا وهم الذين امروا بالسجود : فلاذوا بالعرش وقالوا بايديهم وأشار باصبعه يديرها فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيمة ، فلما أصاب آدم الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن اصاب من ولده خطيئة أتاه فلاذ به من ولد آدم كما لاذوا اولئك بالعرش ، فلما هبط آدم إلى الارض طاف بالبيت ، فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال : يا رب اغفر لى فنودى انى قد غفرت لك ، قال : يا رب ولولدى قال : فنودى يا آدم من جاءنى من ولدك فباء بذنبه (1) بهذا المكان غفرت له (2)
  8 ـ عن عيسى بن حمزة قال : قال رجل لابى عبدالله عليه السلام : جعلت فداك ان الناس يزعمون ان الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة فقال : ليس كما يقولون ان الله خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا قفراء خاوية (3) عشرة ألف عام ، ثم بد الله بدأ الخلق فيها ، خلقا ليس من الجن ولا من الملئكة ولا من الانس ، وقدر لهم عشرة ألف عام ، فلما قربت آجالهم افسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا ثم تركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام ، ثم خلق فيها الجن وقدر لهم عشره ألف عام ، فلما قربت آجالهم افسدوا

--------------------
(1) اى اقر واعترف به .
(2) البحار ج 21 : 46 ، البرهان ج 1 : 74 .
(3) القاع : المستوى من الارض ، وخاوية : اى خالية من الاهل . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 32 ـ
  فيها وسفكوا الدماء وهو قول الملئكة ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) كما سفكت بنو الجان ، فأهلكهم الله ثم بدأ الله فخلق آدم وقدر له عشرة ألف عام ، وقد مضى من ذلك سبعة ألف عام ومائتان وأنتم في آخر الزمان (1)
  9 ـ قال : زرارة دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقال : أى شئ عندك من أحاديث الشيعة ؟ فقلت : ان عندى منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها فقال وارها ننسا انكرت منها فخطر على بال الادميون (2) فقال لى : ما كان علم الملئكة حيث قالوا ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) (3) .
  10 ـ قال : وكان يقول أبوعبدالله عليه السلام : اذا حدث بهذا الحديث هو كسر على القدرية ثم قال أبوعبدالله عليه السلام ان آدم كان له في السماء خليل من الملئكة فلما هبط آدم من السماء إلى الارض استوحش الملك وشكى إلى الله وسأله أن ياذن له فيهبط عليه فأذن له فهبط عليه ، فوجده قاعدا في قفرة من الارض ، فلما رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحة قال أبوعبدالله عليه السلام : يروون انه اسمع عامة الخلق ، فقال له الملك : يا آدم ما أراك الا قد عصيت ربك وحملت على نفسك مالا تطيق ، أتدرى ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه ؟ قال : لا قال : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) قلنا ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) فهو خلقك أن تكون في الارض يستقيم ان تكون في السماء ؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام : والله عزى بها آدم ثلاثا (4)
  11 ـ عن أبى العباس عن ابى عبدالله عليه السلام سألته عن قول الله ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) ماذا علمه ؟ قال : الارضين والجبال والشعاب والاودية ، ثم نظر إلى بساط تحته فقال : وهذا البساط مما علمه (5) .
  12 ـ عن الفضل بن عباس عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) ما هى ؟ قال : أسماء الاودية والنبات والشجر والجبال من

--------------------
(1 ـ 3) البرهان ج 1 ، 75 .
(2) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة البرهان هكذا ( فقال وارها تنسى ما انكرت منها فخطر على بالى الادميون اه ) وكتب في هامشها اى الاجل المنسوبة بآدم ( ع )
(4 ـ 5) البحار ج 5 : 57 ـ 58 و 39 ، البرهان ج 1 ، 75 .
(5) الصافى ج 1 : 74 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 33 ـ
  الارض : (1)
  13 ـ عن داود بن سرحان العطار العطار قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام ، فدعا بالخوان فتغدينا (2) ثم جاؤا بالطشت والدست سنانه (3) فقلت : جعلت فداك قوله : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) الطشت والدست سنانه منه ؟ فقال : والفجاج (4) والاودية وأهوى بيده كذا وكذا (5) .
  14 ـ عن حريز عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما أن خلق الله آدم أمر الملئكة أن يسجدوا له ، فقالت الملئكة في انفسها : ما كنا نظن ان الله خلق خلقا أكرم عليه منا ، فنحن جيرانه ونحن أقرب خلقه اليه ، فقال الله : ( الم أقل لكم انى أعلم ما تبدون وما تكتمون ) فيما أبدوا من أمر بنى الجان ، وكتموا ما في أنفسهم فلاذت الملائكة الذين قالوا ما قالوا بالعرش (6)
  15 ـ عن جميل بن ذراج قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن ابليس أكان من الملائكة أو كان يلى شيئا من أمر السماء ؟ فقال : لم يكن من الملئكة وكانت الملئكة ترى انه منها ، وكان الله يعلم انه ليس منها ، ولم يكن يلى شيئا من امر من السماء و لا كرامة ، فأتيت الطيار (7) فأخبرته بما سمعت فانكر وقال : كيف لا يكون من الملئكة والله يقول للملئكة ( اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ ) فدخل عليه الطيار فسأله وأنا عنده ، فقال له : جعلت فداك قول الله عزوجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) في غير مكان في مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذه المنافقون ؟ فقال : نعم يدخلون

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 75 .
(2) تغدى : اكل اول النهار .
(3) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار ان الصحيح ( ثم جاؤا بالطشت و الدست سويه ) في الموضعين وعليه فالكلمه فارسية ، وهو الاناء المعد لغسل اليد .
(4) الفجاج جمع الفج : الطريق الواضح بين الجبلين ، وفى بعض النسخ ( العجاج ) وهو بمعنى الغبار .
(5 ـ 6) البحار ج 5 : 39 ـ 40 ، البرهان ج 1 : 75 .
(7) المشهور بهذا اللقب محمد بن عبدالله وقد يطلق على ابنه حمزة بن الطيار . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 34 ـ
  في هذه المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة (1)
  16 ـ عن جميل بن دراج عن أبيعبدالله عليه السلام قال : سئلته عن ابليس أكان من الملئكة أو هل كان يلى شيئا من أمر السماء قال : لم يكن من الملئكة ولم يكن يلى شيئا من أمر السماء وكان من الجن ، وكان مع الملئكة وكانت الملئكة ترى انه منها ، وكان الله يعلم انه ليس منها ، فلما أمر بالسجود كان منه الذى كان (2)
  17 ـ عن أبى بصير قال : أبوعبدالله عليه السلام : ان أول كفر كفر بالله حيث خلق الله آدم كفر ابليس حيث رد على الله أمره ، وأول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه ، و أول الحرص حرص آدم ، نهى عن الشجرة فأكل منها فأخرجه حرصه من الجنة (3)
  18 ـ عن بدر بن خليل الاسدى عن رجل من اهل الشام قال : قال امير المؤمنين صلوات الله عليه ، أول بقعة عبدالله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملئكة ان تسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة (4)
  19 ـ عن بكر بن موسى الواسطى قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن الكفر والشرك ايهما أقدم ؟ فقال : ما عهدى بك تخاصم الناس ، قلت : أمرنى هشام بن الحكم ان اسئلك عن ذلك فقال لى : الكفر أقدم وهو الجحود قال لابليس ابى

--------------------
(1) البحار ج 5 : 40 وج 14 : 619 ، البرهان ج 1 : 79 وقال المجلسى ( ره ) بعده : حاصله ان الله تعالى انما أدخله في لفظ الملئكة لانه كان مخلوطا بهم وكونه ظاهرا منهم ، وانما وجه الخطاب في الامر بالسجود إلى هؤلاء الحاضرين وكان من بينهم فشمله الامر ، او المراد انه خاطبهم بيا ايها الملئكة مثلا وكان ابليس ايضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم ومظهرا لصفاتهم كما ان خطاب يا ايها الذين آمنوا يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين واما ظن الملئكة فيحتمل ان يكون المراد انهم ظنوا انه منهم في الطاعة وعدم العصيان لانه يبعد ان لا يعلم الملئكة انه ليس منهم مع انهم رفعوه إلى السماء واهلكوا قومه فيكون من قبيل قولهم ( ع ) سلمان منا اهل البيت على انه يحتمل ان يكون الملئكة ظنوا انه كان ملكا جعله الله حاكما على الجان ويحتمل ان يكون هذا الظن من بعض الملئكة الذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجان ورفعوا ابليس .
(2) البحار ج 14 : 619 ، البرهان ج 1 : 79 ، الصافى ج 1 : 71
(3 ـ 4) البحار ج 5 : 40 ، واخرج الاخير منهما الفيض ( ره ) في الصافى ( ج 1 : 78 ) ايضا . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 35 ـ
  واستكبر وكان من الكافرين (1)
  20 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) يعنى لا تأكلا منها (2) .
  21 ـ عن عطاء عن أبيجعفر عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى اكلا من الشجرة فاهبطهما الله إلى الارض من يومهما ذلك ، قال : فحاج آدم ربه فقال يا رب أرأيتك قبل أن تخلقنى كنت قدرت على هذا الذنب وكل ما صرت وانا صائر اليه ، أو هذا شئ فعلته أنا من قبل ان تقدره (3) على ، غلبت على شقوتى ، فكان ذلك منى وفعلى لا منك ولامن فعلك ؟ قال له : يا آدم انا خلقتك و علمتك انى أسكنك وزوجتك الجنة ، وبنعمتى وما جعلت فيك من قوتى قويت بجوارحك على معصيتى ، ولم تغب عن عينى ، ولم يخل علمى من فعلك ولا مما انت فاعله ، قال آدم : يا رب الحجة لك على يا رب قال : فحين خلقتنى وصورتنى ونفخت في من روحى واسجدت لك ملئكتى (4) ونوهت باسمك في سمواتى ، وابتدأتك بكرامتى واسكنتك جنتى ، ولم أفعل ذلك الا برضى منى عليك ابتليتك بذلك من غير أن يكون عملت لى عملا تستوجب به عندى ما فعلت بك ، قال آدم ، يا رب الخير منك والشر منى ، قال الله : يا آدم انا الله الكريم خلقت الخير قبل الشر ، وخلقت رحمتي قبل غضبى ، وقدمت بكرامتى قبل هوانى ، وقدمت باحتجاجى قبل عذابى ، يا آدم الم أنهك عن الشجرة وأخبرك ان الشيطان عدو لك ولزوجتك ؟ واحذر كما قبل ان تصيرا إلى الجنة ، وأعلمكما انكما ان اكلتما من الشجرة لكنتما ظالمين لانفسكما عاصيين لى ، يا آدم لا يجاورنى في جنتى ظالم عاص بى قال : فقال : بلى يا رب الحجة لك علينا ، ظلمنا أنفسنا وعصينا والا تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين ، قال :

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 79 ، ولم نظفر على مظانه في البحار
(2) البحار ج 5 : 51 ، البرهان ج 1 : 84 ، الصافى ج 1 : 79 .
(3) وفى نسخة ( لم تقدره ) .
(4) الظاهر كما في نسخة البرهان ( ونفخت في من روحك قال الله تعالى يا آدم اسجدت لك ملائكتى اه ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 36 ـ
  فلما أقرا لربهما بذنبهما ، وان الحجة من الله لهما ، تداركتهما رحمة الرحمن الرحيم ، فتاب عليهما ربهما انه هو التواب الرحيم .
  قال الله : يا آدم اهبط أنت وزوجك إلى الارض ، فاذا اصلحتما اصلحتكما ، و ان عملتمالى قويتكما ، وان تعرضتما لرضاى تسارعت إلى رضاكما ، وان خفتما منى آمنتكما من سخطى ، قال فبكيا عند ذلك وقالا : ربنا فأعنا على صلاح أنفسنا وعلى العمل بما يرضيك عنا ، قال الله لهما : اذا عملتما سوءا فتوبا إلى منه أتب عليكما وانا الله التواب الرحيم ، قال : فاهبطنا برحمتك إلى أحب البقاع اليك ، قال : فاوحى الله إلى جبرئيل ان اهبطهما إلى البلدة المباركة مكة ، فهبط بهما جبرئيل فالقى آدم على الصفا والقى حوا على المروة ، قال : فلما القيا قاما على أرجلهما ورفعا رؤسهما إلى السماء وضجا بأصواتهما بالبكاء إلى الله وخضعا بأعناقهما ، قال : فهتف الله بهما ما يبكيكما بعد رضاى عنكما ؟ قال : فقالا : ربنا أبكتنا خطيئتنا وهى أخرجتنا من جوار ربنا ، وقد خفى عنا تقديس ملئكتك لك ، ربنا وبدت لنا عوراتنا واضطرنا ذنبنا إلى حرث الدنيا ومطعمها ومشربها ، ودخلتنا وحشة شديدة لتفريقك بيننا ، قال : فرحمهما الرحمن الرحيم عند ذلك ، وأوحى إلى جبرئيل انا الله الرحمن الرحيم وانى قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنة ، وعزهما (1) عنى بفراق الجنة ، واجمع بينهما في الخيمة فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما ، وانصب لهما الخيمة على الترعة (2) التى بين جبال مكة ، قال والترعة مكان البيت وقواعدها التى رفعتها الملئكة قبل ذلك فهبط جبرئيل على آدم بالخيمة على مقدار اركان البيت (3) وقواعده ، فنصبها .
  قال : وانزل جبرئيل آدم من الصفا وانزل حوا من المروة وجمع بينهما في الخيمة ، قال : وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت احمر فأضاء نوره وضوئه جبال مكة وما حولها ، قال : وكلما امتد ضوء العمود فجعله الله حرما فهو مواضع الحرم اليوم

--------------------
(1) من التعزية بمعنى التسلية .
(2) سيأتى بيانه في آخر الحديث
(3) وفى نسخة البرهان ( على مكان اركان البيت ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 37 ـ
  كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود ، فجعله الله حرما لحرمة الخيمة والعمود ، لانهن من الجنة قال : ولذلك جعل الله الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات فيه مضاعفة : قال : ومدت أطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام ، قال : و كانت أوتادها من غصون الجنة وأطنابها من ظفائر الارجوان (1) قال : فاوحى الله إلى جبريل اهبط على الخيمة سبعين الف ملك يحرسونها من مردة الجن ويؤنسون آدم و حوا ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة ، قال : فهبطت الملئكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين والعتاة ، ويطوفون حول اركان البيت والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، قال : واركان البيت الحرام في الارض حيال البيت المعمور الذى في السماء .
  قال : ثم ان الله اوحى إلى جبرئيل بعد ذلك ان اهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن مواضع قواعد بيتى لانى اريد ان اهبط في ظلال من ملائكتى إلى أرضى (2) فارفع اركان بيتى لملائكتى ولخلقى من ولد آدم قال فهبط جبرئيل على آدم وحوا فاخرجهما من الخيمة ونهاهما عن ترعة البيت الحرام ونحى الخيمة عن موضع الترعة قال ووضع آدم على الصفا ووضع حوا على المروة ورفع الخيمة إلى السماء فقال آدم وحوا يا جبرئيل أبسخط من الله حولتنا وفرقت بيننا أم برضى تقديرا من الله علينا فقال لهما : لم يكن ذلك سخطا من الله عليكما ولكن الله لا يسئل عما يفعل ، يا آدم ان السبعين ألف ملك الذين انزلهم الله إلى الارض ليؤنسوك ويطوفون حول أركان البيت والخيمة سألوا الله ان يبنى لهم مكان الخيمة بيتا على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، فاوحى الله إلى ان أنحيك وحوا وأرفع الخيمة إلى السماء ، فقال آدم : رضينا بتقدير الله ونافذ أمره فينا ، فكان آدم على الصفا و حوا على المروة قال : فداخل آدم لفراق حوا وحشة شديدة وحزن قال : فهبط من الصفا يريد المروة شوقا إلى حوا وليسلم عليها وكان فيما بين الصفا والمروة واديا

--------------------
(1) لعله تصحيف ( ضفائر ) بالضاد وسيأتى .
(2) سيأتى معناه في آخر الحديث وانه نظير قوله تعالى ( الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 38 ـ
  وكان آدم يرى المروة من فوق الصفا ، فلما انتهى إلى موضع الوادى غابت عنه المروة فسعى في الوادى حذرا لما لم ير المروة مخافة ان يكون قد ضل عن طريقه فلما ان جاز الوادى وارتفع عنه نظر الي المروة فمشى حتى انتهى إلى المروة فصعد عليها فسلم على حوا ثم اقبلا بوجههما نحو موضع الترعة ينظران هل رفع قواعد البيت ويسئلان الله ان يردهما إلى مكانهما حتى هبط من المروة ، فرجع إلى الصفا فقام عليه واقبل بوجهه نحو موضع الترعة فدعى الله ، ثم انه اشتاق إلى حوا فهبط من الصفا يريد المروة ففعل مثل ما فعله في المرة الاولى ، ثم رجع إلى الصفا ففعل عليه مثل ما فعل في المرة الاولى ثم انه هبط من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في المرتين الاولتين ثم رجع إلى الصفا فقام عليه ودعى الله ان يجمع بينه وبين زوجته حوا قال : فكان ذهاب آدم من الصفا إلى المروة ثلث مرات ورجوعه ثلث مرات ، فذلك ستة اشواط ، فلما ان دعيا الله وبكيا اليه وسألاه ان يجمع بينهما استجاب الله لهما من ساعتهما من يومهما ذلك مع زوال الشمس ، فاتاه جبرئيل وهو على الصفا واقف يدعو الله مقبلا بوجهه نحو الترعة ، فقال له جبرئيل : انزل يا آدم من الصفا فالحق بحوا ، فنزل آدم من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في الثلث المرات حتى انتهى إلى المروة ، فصعد عليها واخبر حوا بما اخبره جبريل ففرحا بذلك فرحا شديدا وحمد الله وشكراه فلذلك جرت السنة بالسعى بين الصفا والمروة ، ولذلك قال الله : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) قال ثم ان جبريل أتاهما فأنزلهما من المروة وأخبرهما ان الجبار تبارك وتعالى قد هبط إلى الارض فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلام ، وهو ظهر الكوفة فأوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه واتمه ، قال فاقتلع جبرئيل الاحجار الاربعة بأمر الله من مواضعهن بجناحيه فوضعها حيث أمره الله في اركان البيت على قواعده التى قدرها الجبار ونصب اعلامها ثم أوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه واتممه بحجارة من أبى قبيس ، واجعل له بابين باب شرقى و باب غربى قال : فأتمه جبرئيل فلما أن فرغ منه طافت الملئكة حوله فلما

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 39 ـ
  نظر آدم وحوا إلى الملئكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا بالبيت سبعة اشواط ثم خرجا يطلبان ما يأكلان وذلك من يومهما الذى هبط بهما فيه (1)
  22 ـ عن جابر الجعفى عن جعفر بن محمد عن آبائه ( ع ) قال : ان الله اختار من الارض جميعا مكة واختار من مكة بكة ، فأنزل في بكة سرادقا من نور محفوفا بالدر والياقوت ، ثم أنزل في وسط السرادق عمدا أربعة ، وجعل بين العمد الاربعة لؤلؤة بيضاء وكان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت ، وجعل فيها نورا من نور السرادق بمنزلة القناديل وكانت العمد أصلها في الثرى والرؤس تحت العرش ، و كان الربع الاول من زمرد أخضر ، والربع الثانى من ياقوت أحمر ، والربع الثالث من لؤلؤ أبيض ، والربع الرابع من نور ساطع ، وكان البيت ينزل فيما بينهم مرتفعا من الارض ، وكان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم وكان أكبر القناديل مقام ابراهيم ، فكان القناديل ثلثمائة وستين قنديلا فالركن الاسود باب الرحمة إلى الركن الشامى ، فهو باب الانابة وباب الركن الشامى باب التوسل ، وباب الركن اليمانى باب التوبة وهو باب آل محمد ( ع ) وشيعتهم إلى الحجر فهذا البيت حجة الله في أرضه على خلقه ، فلما هبط آدم إلى الارض هبط على الصفا ، و لذلك اشتق الله له اسما من اسم آدم لقول الله ( ان الله اصطفى آدم ) ونزلت حوا على

--------------------
(1) البحار ج 5 : 49 ـ 50 ، البرهان ج 1 : 84 ـ 85 ، وقال المجلسى ( ره ) في بيانه : الترعة بالتاء المثناة من فوق والراء المهملة : الدرجة والروضة في مكان مرتفع ولعل المراد هنا الدرجة لكون قواعد البيت مرتفعة وفى بعض النسخ بالنون والزاى المعجمة اى المكان الخالى عن الاشجار والجبال تشبيها بنزعة الرأس ، وظفائر الارجوان في اكثر نسخ الحديث بالظاء ، ولعله تصحيف الضاد قال الجزرى : الضفر : النسج ، والضفائر الذوائب المضفورة ، والضفير : حبل مفتول انتهى ، والارجوان صبغ احمر شديد الحمرة وكانه معرب ارغوان ، وهبوطه تعالى كناية عن توجه امره واهتمامه بصدور ذلك الامر كما قال تعالى ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ ) والظلال : ما اظلك من شئ وههنا كناية عن كثرة الملئكة واجتماعهم اى اهبط امرى مع جم غفير من الملئكة واليوم المذكور في آخر الخبر لعل المراد به اليوم من ايام الاخرة كما مر وقد سقط فيما عندنا من نسخ العياشى من اول الخبر شئ تركناه كما وجدنا .

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 40 ـ
  المروة فاشتق الله له اسما من اسم المرأة ، وكان آدم نزل بمرأة من الجنة فلما لم يخلق آدم المرأة إلى جنب المقام (1) وكان يركن اليه سئل ربه ان يهبط البيت إلى الارض فاهبط فصار على وجه الارض ، فكان آدم يركن اليه وكان ارتفاعها من الارض سبعة أذرع ، وكانت له أربعة أبواب ، وكان عرضها خمسة وعشرين ذراعا في خمسة وعشرين ذراعا ترابيعة وكان السرادق مأتى ذراع في مأتى ذراع (2) .
  23 ـ عن جابر بن عبدالله عن النبى صلى الله عليه وآله قال : كان ابليس أول من تغنى وأول من ناح واول من حدا لما اكل من الشجرة تغنى ، فلما هبط حدا فلما استتر على الارض ناح يذكره (3) ما في الجنة (4) .
  24 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله حين اهبط آدم إلى الارض أمره أن يحرث بيده فيأكل من كده بعد الجنة ونعيمها ، فلبث يجأر (5) ويبكى على الجنة مائتى سنة ، ثم انه سجد لله سجدة فلم يرفع رأسه ثلثة أيام ولياليها ، ثم قال : اى رب ألم تخلقنى ؟ فقال الله : قد فعلت ، فقال : ألم تنفخ

--------------------
(1) كذا في النسخ وفى نسخة ( حب المقام ) ولا تخلو العبارة من التصحيف .
(2) البحار ج 21 : 15 ، البرهان ج 1 : 85 ـ 86 .
(3) وفى نسخة البحار ( ما ذكره ) .
(4) البحار ج 5 : 58 وج 14 : 615 و 619 ، البرهان ج 1 : 86 وزاد بعده في نسخة البحار ( فقال آدم : رب هذا الذى جعلت بينى وبينه العداوة لم اقو عليه وأنا في الجنة وان لم تعنى عليه لم اقو عليه ، فقال الله : السيئة بالسئية والحسنة بعشر امثالها إلى سبعمأة ، قال رب زدنى ، قال : لا يولد لك ولد الا جعلت معه ملكا او ملكين يحفظانه ، قال : رب زدنى ، قال : التوبة مفروضة في الجسد مادام فيها الروح ، قال : رب زدنى ، قال : اغفر الذنوب ولا ابالى ، قال : حسبى ، قال : فقال ابليس : رب هذا الذى كرمت على وفضلته و ان لم تفضل على لم اقو عليه ، قال : لا يولد له ولد الا ولد لك ولدان ، قال : رب زدنى قال : تجرى منه مجرى الدم في العروق ، قال : رب زدنى ، قال : تتخذ انت وذريتك في صدورهم مساكن ، قال : رب زدنى ، قال : تعدهم وتمنيهم ( وما يعدهم الشيطان الا غرورا ) ، ( انتهى )
(5) جأر : رفع صوته بالدعاء . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 41 ـ
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 41 سطر 1 الى ص 50 سطر 28
  في من روحك ؟ قال : قد فعلت قال : ألم تسكنى جنتك ؟ قال : قد فعلت ، قال : ألم تسبق لى رحمتك غضبك ؟ قال الله : قد فعلت فهل صبرت أو شكرت ؟ قال آدم : لا اله الا انت سبحانك انى ظلمت نفسى فاغفر لى انك انت الغفور الرحيم ، فرحمه الله بذلك وتاب عليه انه هو التواب الرحيم (1) .
  25 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال الكلمات التى تلقيهن آدم من ربه فتاب عليه وهدى وقال : ( سبحانك اللهم وبحمدك انى عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفر لى انك خير الغافرين اللهم انه لا اله الا انت سبحانك وبحمدك انى عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفر لى انك انت الغفور الرحيم ) (2)
  26 ـ وقال الحسن بن راشد : اذا استيقظت من منامك فقل الكلمات التى تلقى بها آدم من ربه ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا اله الا انت انى ظلمت نفسى فاغفر لى وارحمنى انك أنت التواب الرحيم ال ؟ ؟ ور ) (3)
  27 ـ عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته ، فمر به النبى صلى الله عليه وآله وهو متكى ، على على عليه السلام وفاطمة صلوات الله عليهما تتلوهما والحسن والحسين ( ع ) يتلوان فاطمة ، فقال الله : يا آدم اياك ان تنظر اليهم بحسد اهبطك من جوارى ، فلما اسكنه الله الجنة مثل له النبى وعلى وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فنظر اليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فانكرها فرمته الجنة بأوراقها ، فلما تاب إلى الله من حسده وأقر بالولاية و دعا بحق الخمسة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) غفر الله له ، وذلك قوله ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ) الآية (4) .
  28 ـ عن محمد بن عيسى بن عبدالله العلوى عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال : الكلمات التى تلقيها آدم من ربه قال : يا رب اسئلك بحق محمد لما تبت على ، قال : وما علمك بمحمد ؟ قال : رأيته في سرادقك الاعظم مكتوبا وأنا في الجنة (5)
  29 ـ عن جابر قال : سئلت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن

--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 5 : 58 و 50 ـ 51 ، البرهان ج 1 : 87 .
(5) البحار ج 5 : 51 ، البرهان ج 1 : 87 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 42 ـ
  القرآن ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) قال : تفسير الهدى علي عليه السلام قال الله فيه ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا ) (1)
  30 ـ عن سماعه بن مهران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( اوفوا بعهدى اوف بعهدكم ) قال : اوفوا بولاية على فرضا من الله أوف لكم الجنة (2)
  31 ـ عن جابر الجعفى قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن ( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ) يعنى فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم ، قال الله يعنيهم ( وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ) يعنى عليا عليه السلام (3)
  32 ـ عن اسحاق بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) قال : هى الفطرة التى افترض الله على المؤمنين (4)
  33 ـ عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال : سألته عن صدقة الفطر أواجبة هى بمنزلة الزكوة ؟ فقال : هى مما قال الله : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) هى واجبة (5)
  34 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام وليس عنده غير ابنه جعفر بن محمد عن زكوة الفطرة فقال : يؤدى الرجل عن نفسه وعياله وعن رقيقه الذكر منهم و الانثى والصغير منهم والكبير ، صاعا من تمر عن كل انسان أو نصف صاع من حنطة ، وهى الزكوة التى فرضها الله على المؤمنين مع الصلوة على الغنى والفقير منهم ، وهم جل الناس وأصحاب الاموال أجل الناس ، قال : قلت : وعلى الفقير

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 89 .
(2 ـ 3) البهار ج 9 : 101 ، البرهان ج 1 : 91 ، واخرجهما المحدث الحر العاملى ( ره ) في كتاب اثبات الهداة ( ج 3 : 540 ) عن هذا الكتاب ايضا
(4 ـ 5) البحار ج 20 : 28 ، البرهان ج 1 : 92 ، الصافى ج 1 : 86 ، الوسائل ( ج 2 ) ابواب الفطرة باب 1 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 43 ـ
  الذى يتصدق عليهم ؟ قال : نعم يعطى ما يتصدق به عليه (1)
  35 ـ عن هشام بن الحكم عن أبيعبدالله عليه السلام قال : نزلت الزكوة وليس للناس الاموال وانما كانت الفطرة (2)
  36 ـ عن سالم بن مكرم الجمال عن أبى عبدالله عليه السلام قال : اعط الفطرة قبل الصلوة وهو قول الله ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) والذى يأخذ الفطرة عليه ان يؤدى عن نفسه وعن عياله وان لم يعطها حتى ينصرف من صلوته فلا يعدله فطرة (3)
  37 ـ عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت قوله : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ ) قال : فوضع يده على حلقه قال : كالذابح نفسه (4)
  38 ـ وقال الحجال عن ابن اسحق عمن ذكره ( وتنسون انفسكم ) اى تتركون (5)
  39 ـ عن مسمع قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا مسمع ما يمنع أحدكم اذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ويركع ركعتين فيدعو الله فيهما اما سمعت قول الله يقول : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) (6)
  40 ـ عن عبدالله بن طلحه عن ابى عبدالله عليه السلام ـ في قوله تعالى ـ ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) قال : الصبر هو الصوم (7)
  41 ـ عن سليمان الفرا عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) قال : الصبر الصوم اذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم قال : الله يقول :

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 20 : 28 ـ 29 ، البرهان ج 1 : 92 ، الوسائل ( ج 2 ) ابواب الفطرة باب 1 و 6 و 12 .
(4 ـ 5) البرهان ج 1 : 93 ـ 94
(6) البرهان ج 1 : 93 ـ 94 البحار ج 18 : 959 ، الصافى ج 1 : 87
(7) البرهان ج 1 : 94 ، البحار ج 20 : 66 الوسائل ( ج 2 ) ابواب الصوم المندوب باب 1 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 44 ـ
  ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) الصبر الصوم (1) .
  42 ـ وعن ابى معمر عن على عليه السلام في قوله : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو ) يقول : يوقنون انهم مبعوثون والظن منهم يقين (2) .
  43 ـ عن هرون بن محمد الحلبى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( يا بنى اسرائيل ) قال : هم نحن خاصة (3) .
  44 ـ عن محمد بن على عن أبيعبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله : ( يا بنى اسرائيل ) قال : هى خاصة بآل محمد ( ع ) (4)
  45 ـ عن أبى داود عمن سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : انا عبدالله اسمى أحمد وأنا عبدالله (5) اسمى اسرائيل فما أمره فقد أمرنى وما عناه فقد عنانى (6) .
  46 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) قال : كان في العلم والتقدير ثلثين ليلة ، ثم بدا لله فزاد عشرا فتم ميقات ربه للاول والاخر أربعين ليلة (7)

--------------------
(1) البحار ج 20 : 66 ، البرهان ج 1 : 94 ، وزاد في نسخة البرهان بعده ( اذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم فان الله عزوجل يقول ) واستعينوا بالصبر والصلوة و انها لكبيرة الا على الخاشعين ( والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعنى رسول الله و امير المؤمنين ( ع ) )
(2) البرهان ج 1 : 95 ، الصافى ج 1 : 87 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 95 ، البحار ج 7 : 178 .
(5) كتب في هامش نسخة البحار ان الظاهر اسقاط لفظ الابن من الحديث كما يظهر من بيانه ( قده ) .
(6) البرهان ج 1 : 95 ، البحار 7 : 178 ونقله الفيض في هامش الصافى عن هذا الكتاب وقال المجلسى ( ره ) : لعل المعنى ان المراد بقوله تعالى : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) في الباطن آل محمد ( ع ) لان اسرائيل معناه عبدالله وانا ابن عبدالله وانا عبدالله ، لقوله سبحانه ( سبحان الذى اسرى بعبده ) فكل خطاب حسن يتوجه إلى بنى اسرائيل في الظاهر يتوجه إلى والى اهل بيتى في الباطن
(7) البرهان ج 1 : 98 ، البحار ج 5 : 277 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 45 ـ
  47 ـ عن سليمان الجعفرى قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام في قول الله ( وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ) قال : فقال أبوجعفر عليه السلام نحن باب حطتكم (1)
  48 ـ عن أبى اسحق عمن ذكره ( وقولوا حطة ) مغفرة حط عنا اى اغفر لنا (2) .
  49 ـ عن زيد الشحام عن أبى جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الاية ( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) (3) .
  50 ـ عن صفوان الجمال عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله لقوم موسى ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم ) الاية (4) .
  51 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام انه تلا هذه الاية ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) فقال : والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم باسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم فاذا عوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداءا ومعصية (5) .
  52 ـ عن اسحق بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) أقوة في الابدان ام قوة في القلوب ؟ قال فيهما جميعا (6)
  53 ـ عن عبيدالله الحلبى قال : قال : ( اذكروا ما فيه ) واذكرا وما في تركه من العقوبة (7) .
  54 ـ عن محمد بن أبى حمزة عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام عن قول الله ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) قال : السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلوة و أنت راكع (8) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 104 ، البحار ج 7 : 26 .
(2) البرهان ج 1 : 104 ، البحار ج 5 : 277 .
(3) البرهان ج 1 : 104 ، البحار ج 7 : 136 ، الصافى ج 1 : 96
(4) البرهان ج 1 : 104 .
(5) البرهان ج 1 : 104 ، البحار ج 1 : 86 .
(6 ـ 7) البرهان ج 1 : 104 ، البحار ج 5 : 277 ، الصافى ج 1 : 98 ، ونقل الخبر الاول الطبرسى ( ره ) في مجمع البيان ج 1 : 128
(8) البرهان ج 1 : 104 ، البحار ج 5 : 277 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 46 ـ
  55 ـ عن عبدالصمد بن برار قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : كانت القردة و هم اليهود الذين اعتدوا في السبت فمسخهم الله قرودا (1)
  56 ـ عن زرارة عن ابى جعفر وابى عبدالله ( ع ) في قوله : ( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ) قال : لما معها ينظر اليها من اهل القرى ولما خلفها قال : ونحن ولنا فيها موعظة (2)
  57 ـ عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول ان رجلا من بنى اسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بنى اسرائيل ، ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى : ان سبط آل فلان قتل فلانا فأخبرنا من قتله ؟ فقال : ايتونى ببقرة ( قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ ) قال : ولو عمدوا إلى بقرة أجزئهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم ، ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ) لا صغيرة ولا كبيرة ولو انهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم ، ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ) ولو انهم عمدوا إلى بقرة لاجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم ، ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ) فطلبوها فوجدوها عند فتى من بنى اسرائيل فقال : لا أبيعها الا بملئ مسكها ذهبا ، فجاؤا إلى موسى فقالوا له : قال : فاشتروها قال : فقال لرسول الله موسى عليه السلام بعض أصحابه : ان هذه البقرة لها نبأ فقال : وما هو ؟ قال : ان فتى من بنى اسرائيل كان بارا بابيه وانه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والاقاليد تحت رأسه ، فكره أن يوقظه فترك ذلك فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له : احسنت فخذ هذه البقرة فهى لك عوض بما فاتك ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : انظروا إلى البر

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 105 ، البحار ج 5 : 345 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 47 ـ
  ما بلغ بأهله (1) .
  58 ـ عن الحسن بن على بن محبوب عن على بن يقطين قال : سمعت ابا الحسن عليه السلام (2) يقول : ان الله أمر بنى اسرائيل أن تذبحوا بقرة وانما كانوا يحتاجون إلى ذنبها ـ فشددوا ـ فشدد الله عليهم (3)
  59 ـ عن الفضل بن شاذان عن بعض اصحابنا رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام انه قال من لبس نعلا صفراء لم يزل مسرورا حتى يبليها ، كما قال الله ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) (4)
  60 ـ وقال : من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد علما أو مالا (5)
  61 ـ عن يونس بن يعقوب (6) ، قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام ان أهل مكة يذبحون البقرة في اللبب فما ترى في أكل لحومها قال فسكت هنيهة ثم قال : قال الله ( فذبحوها وما كادوا يفعلون ) لا تأكل الا ما ذبح من مذبحه (7)
  62 ـ عن محمد بن سالم ( مسلم خ ل ) عن أبى بصير قال : قال جعفر بن محمد : خرج عبدالله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال له : يا

--------------------

(1) البرهان ج 1 : 111 البحار ج 5 : 286 واخرجه الطبرسى ( ره ) في كتاب مجمع البيان ج 1 ( ط صيدا ) : 134 عن هذا الكتاب ايضا
(2) وفى نسخة البرهان ( عن الحسن بن على بن فضال قال سمعت أبا الحسن ( ع ) اه ) .
(3) البرهان ج 1 : 112 ، البحار ج 5 : 287 ، الصافى ج 1 : 103
(4 ـ 5) البرهان ج 1 : 112 ، الوسائل ( ج 1 ) ابواب احكام الملابس باب 40
(6) وفى البرهان ( يونس بن عبدالرحمن ) بدل ( يونس بن يعقوب ) والظاهر هو المختار .
(7) البحار ج 14 : 808 ، الوسائل ( ج 3 ) ابواب الذبائح باب 5 ، البرهان ج 1 : 112 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 48 ـ
  على بيتنا الليلة في امر نرجوا ان يثبت الله هذه الامة فقال أمير المؤمنين لن يخفى على ما بيتم فيه حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسع مأة حرف ، ثلثمائة حرفتم وثلثمائة غيرتم وثلثمائة بدلتم ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) إلى آخر الاية ومما يكسبون (1)
  63 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ( وقولوا للناس حسنا ) قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيى الحليم الضعيف المتعفف (2) .
  64 ـ عن حريز بن برير قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : أطعم رجلا سائلا لا أعرفه مسلما ؟ قال : نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة ان الله يقول : ( وقولوا للناس حسنا ) ولا تطعم من ينصب لشئ من الحق ، او دعا إلى شئ من الباطل (3) .
  65 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : اتقوا الله ولا تحملوا الناس على اكتافكم ، ان الله يقول في كتابه : ( وقولوا للناس حسنا ) قال : وعودوا مرضاهم واشهدوا جنايزهم وصلوا معهم في مساجدهم حتى النفس (4) وحتى يكون المباينة (5) :
  66 ـ عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد ( ع ) قال : ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف فسيف على أهل الذمة قال الله : ( وقولوا للناس حسنا ) نزلت في أهل الذمة ثم نسختها اخرى قوله ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ) الاية (6)
  67 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال الكفر في كتاب الله على خمسة

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 119 .
(2) البرهان ج 1 : 121 ، البحار ج 16 : 45 ، الصافى ج 1 : 109
(3) البرهان ج 1 : 121
(4) وفى البحار ( حتى ـ ينقطع ـ النفس ) .
(5) البحار ج 16 : 45 ، البرهان ج 1 : 121 .
(6) البحار ج 22 : 106 ، البرهان ج 1 : 121 ، الصافى ج 1 : 109 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 49 ـ
  اوجه فمنها كفر البرائة ـ وهو على قسمين ـ كفر النعم والكفر بترك امر الله فالكفر بما نقول من أمر الله (1) فهو كفر المعاصى وترك ما أمر الله عزوجل ، وذلك قوله : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) إلى قوله ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) فكفرهم بتركهم ما أمر الله ونسبهم إلى الايمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده ، فقال : ( فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ ) الاية إلى قوله عما تعملون (2)
  68 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : اما قوله ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ ) الاية قال أبوجعفر : ذلك مثل موسى والرسل من بعده و عيسى صلوات الله عليه ضرب لامة محمد صلى الله عليه وآله مثلا فقال الله لهم ( فان جاءكم محمد بمالا تهوى انفسكم استكبرتم بموالاة على ففريقا من آل محمد كذبتم وفريقا تقتلون ) فذلك تفسيرها في الباطن (3) .
  69 ـ عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام في قوله : ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) فقال : كانت اليهود تجد في كتبها ان مهاجر محمد عليه الصلوة و السلام ما بين عير (4) وأحد فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يسمى حدادا فقالوا حداد وأحد سواء فتفرقوا عنده ، فنزل بعضهم بفدك وبعضهم بخيبر وبعضهم بتيماء (5) فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض اخوانهم فمر بهم اعرابى من قيس فتكاروا منه (6) وقال لهم : امر بكم ما بين عير واحد فقالوا له : اذا مررت بهما فأرناهما فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذاك عير وهذا احد ، فنزلوا عن ظهر أبله فقالوا له : قد أصبنا

--------------------
(1) في العبارة تشويش ويحتمل السقط ايضا ورواه الكلينى ( ره ) في اصول الكافى ج 4 ص 102 .
(2 ـ 3) البرهان ج 1 ص 124 ـ 125 ، البحار ج 7 : 155 ، الصافى ج 1 : 114
(4) عير : اسم جبل بالمدينة ، وقيل ان بالمدينة جبلين يقال لاحدهما عير الوارد و الاخر عير الصادر .
(5) تيماء : اسم ارض على عشر مراحل من مدينة النبى صلى الله عليه وآله .
(6) من الكراء اى استأجروا ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 50 ـ
  بغتينا (1) فلا حاجة لنا في ابلك ، فاذهب حيث شئت وكتبوا إلى اخوانهم الذين بفدك وخيبر : انا قد أصبنا الموضع فهلموا الينا فكتبوا اليهم : انا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الاموال وما اقربنا منكم واذا كان ذلك فما اسرعنا اليكم فاتخذوا بارض المدينة الاموال فلما كثرت اموالهم بلغ تبع (2) فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم ، فكانوا يرقون لضعفاء اصحاب تبع ، فيلقون اليهم بالليل التمر والشعير ، فبلغ ذلك تبع فرق لهم وآمنهم فنزلوا اليه فقال لهم : انى قد استطبت بلادكم ولا أرى الا مقيما فيكم ، فقالوا له : انه ليس ذلك لك انها مهاجر نبى وليس ذلك لاحد حتى يكون ذلك ، فقال لهم : فانى مخلف فيكم من اسرتى من اذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلف فيهم حيين الاوس والخزرج فلما كثروا بها كانوا يتناولون اموال اليهود ، فكانت اليهود تقول لهم : اما لو بعث محمد لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث الله محمدا عليه الصلوة والسلام آمنت به الانصار وكفرت به اليهود ، وهو قول الله ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) إلى ( فلعنة الله على الكافرين ) (3)
  70 ـ عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية عن قول الله ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ) قال تفسيرها في الباطن لما جائهم ما عرفوا في على كفروا به فقال الله ـ فيهم فلعنة الله على الكافرين في باطن القرآن قال ابوجعفر ـ فيه يعنى بنى امية هم الكافرون في باطن القرآن ، قال أبوجعفر نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً ) وقال الله في على ( أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) يعنى عليا قال الله ( فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ ) يعنى بنى امية ( وللكافرين ) يعنى بنى امية ( عذاب اليم ) (4)

--------------------
(1) البغية بالضم : الحاجة .
(2) تبع كسكر من ملوك حمير سمى تبعا لكثرة اتباعه وقال الطريحى : هو ذو القرنين الذى قال الله فيه ( اهم خير ام قوم تبع ) اه .
(3) البحار ج 6 : 54 ، البرهان ج 1 : 128 ، الصافى ج 1 : 115 ، رواه الطبرسى ( ره ) في كتاب مجمع البيان ( ج 1 : 158 ) عن العياشى مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ
(4) البحار ج 9 : 101 ، البرهان ج 1 : 128 ـ 129 ، الصافى ج 1 : 118 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 51 ـ
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 51 سطر 1 الى ص 60 سطر 26
  71 ـ وقال جابر : قال أبوجعفر : نزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا والله ( واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم في على ) يعنى بنى امية ( قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا ) يعنى في قلوبهم بما انزل الله عليه ( ويكفرون بما وراءه ) بما انزل الله في على ( وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ ) يعنى عليا (1) .
  72 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله في كتابه يحكى قول اليهود ( إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ ) الاية فقال : ( فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) وانما نزل هذا في قوم اليهود وكانوا على عهد محمد صلى الله عليه وآله لم يقتلوا الانبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم ، وانما قتل أوايلهم الذين كانوا من قبلهم فنزلوا بهم اولئك القتلة ، فجعلهم الله منهم وأضاف اليهم فعل اوايلهم بما تبعوهم وتولوهم (2) .
  73 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ) .
  قال لما ناجى موسى عليه السلام ربه اوحى الله اليه أن يا موسى قد فتنت قومك قال وبما ذا يا رب ؟ قال : بالسامرى قال : وما فعل السامرى ؟ قال صاغ لهم من حليهم عجلا ، قال : يا رب ان حليهم لتحتمل ان يصاغ منه غزال أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم ! قال : انه صاغ لهم عجلا فخار قال : يا رب ومن أخاره ؟ قال : أنا فقال عندها موسى : ( إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ ) قال : فلما انتهى موسى إلى قومه ورآهم يعبدون العجل ألقى الالواح من يده فتكسرت فقال أبوجعفر عليه السلام : كان ينبغى ان يكون ذلك عند اخبار الله اياه قال : فعمد موسى فبرد العجل (3) من أنفه إلى طرف ذنبه ثم أحرقه بالنار ، فذره في اليم قال : فكان أحدهم ليقع في الماء ومابه اليه من حاجة ، فيتعرض بذلك للرماد فيشربه ، وهو قول الله : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ) (4)

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 129 ، البحار ج 9 : 101 .
(2) البرهان ج 1 : 130 ، الصافى ج 1 : 119 .
(3) البرد : القطع بالمبرد وهو السوهان .
(4) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 1 : 130 ، الصافى ج 1 : 119 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) ـ 52 ـ
  74 ـ عن أبى بصير عن أبيجعفر عليه السلام قال : لما هلك سليمان وضع ابليس السحر ، ثم كتبه في كتاب فطواه وكتب على ظهره : هذا ما وضع آصف بن برخيا من ملك سليمان بن داود عليهما السلام من ذخاير كنوز العلم ، من اراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا ثم دفنه تحت السرير ثم استشاره لهم (1) فقال الكافرون : ما كان يغلبنا سليمان الا بهذا ، وقال المؤمنون : وهو عبدالله ونبيه (2) فقال الله في كتابه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ) اى السحر (3)
  75 ـ عن محمد بن قيس قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام وسأله عطا ونحن بمكة عن هاروت وماروت ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : ان الملئكة كانوا ينزلون من السماء إلى الارض في كل يوم وليلة يحفظون أعمال اهل اوساط الارض من ولد آدم والجن فيكتبون اعمالهم ويعرجون بها إلى السماء ، قال فضج اهل السماء من معاصى اهل اوساط الارض فتؤ امروا بينهم مما يسمعون ويرون من افترائهم الكذب على الله و جرأتهم عليه ونزهوا الله فيما يقول فيه خلقه ويصفون قال : فقالت طائفة من الملئكة : يا ربنا ما تغضب مما يعمل خلقك في أرضك مما يفترون عليك الكذب ويقولون الزور ويرتكبون المعاصى وقد نهيتهم عنها ثم أنت تحلم عنهم وهم في قبضتك وقدرتك وخلال عافيتك قال أبوجعفر عليه السلام : واحب الله أن يرى الملئكة قدرته ونافذ أمره في جميع خلقه ويعرف الملئكة ما من به عليهم مما عدله عنهم من جميع خلقهم وما طبعهم عليه من الطاعة وعصمهم به من الذنوب ، قال : فأوحى الله إلى الملئكة ان اندبوا منكم (4) ملكين حتى اهبطهما إلى الارض ثم اجعل فيهم من طبايع المطعم و المشرب والشهوة والحرص والامل مثل ما جعلت في ولد آدم ثم اختبرهما في الطاعة لى ، قال : فندبوا لذلك هاروت وماروت وكانوا من أشد الملئكة قولا في العيب لولد آدم ،

--------------------
(1) اى اظهره لهم .
(2) وفى المنقول عن تفسير القمى ( ره ) ( بل هو عبدالله ونبيه ) .
(3) البحار ج 5 : 336 ، الصافى ج 1 : 125 ، البرهان ج 1 : 138 .
(4) ندبه إلى الامر وللامر : دعاه وحثه عليه وفى بعض النسخ ( انتدبوا ) وهو بمعناه واستظهره المجلسى ( ره ) في البحار . ( * )