قال : ثم اوحى الله اليهما انظرا الا تشركا بى شيئا ولا تقتلان النفس التى حرمت ، ولا تزنيان ولا تشربان الخمر ، قال : ثم كشط (1) عن السموات السبع ليريهما قدرته ثم أهبطهما إلى الارض في صورة البشر ولباسهم ، فهبطا برحته بابل مهروز (2) فرفع لهما بناء مشرف فاقبلا نحوه فاذا بحضرته امرأة جميلة حسناء مزينة معطرة مسفرة مقبلة نحوهما ، فلما نظرا اليها وناطقاها وتأملاها وقعت في قلوبهما موقعا شديدا لموضع الشهوة التى جعلت فيهما ، ثم أنهما ائتمرا بينهما وذكرا ما نهيا عنه من الزنا فمضيا ثم حركتهما الشهوة التي جعلت فيهما فرجعا اليها رجوع فتنة وخذلان ، فراوداها عن نفسها فقالت لهما : ان لى دينا أدين به ولست أقدر في دينى الذى ادين له على ان اجيبكما إلى ما تريدان الا ان تدخلان في دينى الذى ادين به ، فقالا لها : وما دينك ؟ فقالت : لى اله من عبده وسجد له كان لى السبيل إلى ان اجيبه إلى كل ما سألنى فقالا لها : وما الهك ؟ قالت : الهى هذا الصنم ، قال : فنظر احدهما إلى صاحبه فقالا هاتان الخصلتان مما نهينا عنهما الشرك والزنا ، لانا ان سجدنا لهذا الصنم وعبدناه أشركنا بالله ، وانما نشرك بالله لنصل إلى الزنا ، وهو ذا نحن نطلب الزنا فليس نعطاه الا بالشرك ، قال : فأتمرا فيها فغلبتهما الشهوة التى جعلت فيهما ، فقالا لها : نجيبك إلى ما سألت ، قالت : فدونكما فاشربا هذا الخمر فانه قربان لكما عنده ، وبه تصلان إلى ما تريدان ، قال فأتمرا بينهما فقالا : هذه ثلث خصال مما قد نهانا ربنا عنه : الشرك والزنا ، وشرب الخمر ، وانما ندخل في شرب الخمر حتى نصل إلى الزنا فأتمرا بينهما ثم قالا لها : ما أعظم البلية بك قد أجبناك الا ما سألت ، قالت : فدونكما فاشربا من هذا الخمر واعبدا الصنم واسجدا ، قال : فشربا الخمر وسجدا له ، ثم راوداها عن نفسها فلما تهيئت لهما وتهيئا لها دخل عليهما سائل يسئل فلما ان رأياه ذعرا منه ، فقال لهما : انكما لمريبين ذعرين قد خلوتما بهذه المرأة العطرة الحسناء انكما لرجلا سوء وخرج عنهما ، فقالت لهما : لا والهى ما اصل إلى أن

--------------------
(1) كشط الغطاء عن الشئ : نزعه وكشف عنه .
(2) كذا في نسخة الاصل ، وفى نسختى البحار والصافى ( فهبطا في ناحية بابل فرفع لهما اه ) وهو الظاهر . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 54 _

  تقربانى وقد اطلع (1) هذا الرجل على حالكما وعرف مكانكما خرج الآن فيخبر بخبركما ، ولكن بادرا إلى هذا الرجل فاقتلاه قبل ان يفضحكما ويفضحنى ، ثم دونكما فاقضيا حاجتكما وانتما مطمئنان آمنان ، قال : فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتلاه ثم رجعا اليها فلم يرياها وبدت لهما سوآتهما ، ونزع عنهما رياشهما ، و واسقطا في أيديهما ، قال : فأوحى الله اليهما انما اهبطتكما إلى الارض مع خلقى ساعة من نهار فعصيتمانى بأربع معاصى كلها قد نهيتكما عنها ، وتقدمت اليكما فيها فلم تراقبانى ولم تستحيا منى ، وقد كنتما أشد من ينقم على أهل الارض من المعاصى وسجر اسفى وغضبى عليهم ولما جعلت فيكم من طبع خلقى وعصمتى اياكم من المعاصى فكيف رأيتما موضع خذلانى فيكما ، اختارا عذاب الدنيا ام عذاب الاخرة فقال احدهما : نتمتع من شهواتنا في الدنيا اذ صرنا اليها إلى أن نصير إلى عذاب الآخرة ، وقال الاخر : ان عذاب الدنيا له مدة وانقطاع ، وعذاب الاخرة دائم لا انقطاع له ، فلسنا نختار عذاب الآخرة الدائم الشديد على عذاب الدنيا الفانى المنقطع ، قال : فاختار عذاب الدنيا ، فكانا يعلمان السحر بأرض بابل ، ثم لما علما الناس ـ السحر ـ رفعا من الارض إلى الهواء فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلى يوم القيمة (2) .
  76 ـ عن زرارة عن أبى الطفيل قال : كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال : يا أمير المؤمنين ما الهدى ؟ فقال : لعنك الله ولم تسمعه ، ما الهدى تريد ولكن العمى تريد ، ثم قال له : ادن فدنا منه ، فسأله عن اشياء فأخبره ، فقال : أخبرنى عن هذه الكوكبة الحمراء يعنى الزهره قال : ان الله اطلع ملئكته على خلقه وهم على معصية من معاصيه ، فقال الملكان هاروت وماروت : هؤلاء الذين خلقت أباهم بيدك ، واسجدت له ملئكتك يعصونك ؟ قال : فلعلكم لو ابتليتم بمثل الذى ابتليتهم (3) به عصيتمونى كما عصونى قالا : لا

--------------------
(1) وفى نسختى البحار والصافى ( لا تصلان الان إلى وقد اطلع ) وهو الظاهر .
(2) البحار ج 14 : 262 ، الصافى ج 1 : 127 ، ونقله الطبرسى ( ره ) في كتاب مجمع البيان ج 1 : 175 ( ط صيدا ) عن هذا الكتاب
(3) في نسخة البحار ( اذا ابتليتم بمثل الذى ابتلوهم ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 55 _

  وعزتك قال : فابتلاهم بمثل الذى ابتلى به بنى آدم من الشهوة ثم أمرهم ان لا يشركوا به شيئا ولا يقتلوا النفس التى حرم الله ، ولا يزنوا ولا يشربوا الخمر ، ثم اهبطهما إلى الارض فكانا يقضيان بين الناس هذا في ناحية وهذا في ناحية ، فكانا بذلك حتى أتت احديهما هذه الكوكبة تخاصم اليه ، وكانت من أجمل الناس فأعجبته فقال لها الحق لك ولا أقضى لك حتى تمكنينى من نفسك فواعدت يوما ثم أتت الاخر فلما خاصمت اليه وقعت في نفسه وأعجبته كما أعجبت الاخر ، فقال لها مثل مقالة صاحبه ، فواعدته الساعة التى وعدت صاحبه فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة ، فاستحي كل واحد من صاحبه حيث رآه وطأطأ رؤوسهما ونكسا ، ثم نزع الحياء منهما ، فقال احدهما لصاحبه : يا هذا جاءنى الذى جاء بك ، قال : ثم أعلماها وراوداها عن نفسها فأبت عليهما حتى يسجدا لوثنها ويشربا من شرابها ، وأبيا عليها وسألاها فأبت الا أن يشربا من شرابها فلما شربا صليا لوثنها ودخل مسكين فرآهما ، فقالت لهما : يخرج هذا فيخبر عنكما فقاما اليه فقتلاه ، ثم راوداها عن نفسها فأبت حتى يخبراهما بما يصعدان به إلى السماء وكانا يقضيان بالنهار ، فاذا كان الليل صعدا إلى السماء فأبيا عليها وأبت ان تفعل فاخبراها ، فقالت ذلك لتجرب مقالتهما وصعدت ، فرفعا أبصارهما اليها فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما ينظرون اليهما وتناهت إلى السماء ، فمسخت فهى الكوكبة التى ترى (1)
  77 ـ عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قوله : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) قال : الناسخ ما حول وما ينسيها : مثل الغيب الذى لم يكن بعد كقوله ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) قال : فيفعل الله ما يشاء ويحول ما يشاء مثل قوم يونس اذا بدا له فرحمهم ، ومثل قوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ ) قال أدركتهم رحمته (2)

--------------------
(1) البحار ج 14 : 236 ، الصافى ج 1 : 129 وللفيض ( ره ) في الخبرين كلام لطيف فراجع .
(2) البحار ج 2 : 138 ، البرهان ج 1 : 140 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 56 _

  78 ـ عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) فقال : كذبوا ما هكذا هى اذا كان ينسى وينسخها او يأت (1) بمثلها لم ينسخها قلت : هكذا قال الله قال ليس هكذا قال تبارك وتعالى ، قلت : فكيف قال ؟ قال ليس فيها الف ولا واو ، قال : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) يقول : ما نميت من امام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله (2)
  79 ـ عن محمد بن يحيى في قوله ( مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ ) يعنى الايمان لا يقبلونه الا والسيف على رؤسهم (3)
  80 ـ عن حريز قال : قال أبوجعفر عليه السلام أنزل الله هذه الآية في التطوع خاصة ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) وصلى رسول الله صلى عليه وآله وسلم ايماء على راحلته أينما توجهت به حيث خرج إلى خيبر ، وحين رجع من مكة وجعل الكعبة خلف ظهره (4)
  81 ـ قال زرارة قلت لابى عبدالله عليه السلام : الصلوة في السفر في السفينة والمحمل سواء ؟ قال : النافلة كلها سواء تؤمى ايماءا اينما توجهت دابتك وسفينتك ، والفريضة تنزل لها من المحمل إلى الارض الامن خوف ، فان خفت أو مأت ، وأما السفينة فصل فيها قائما وتوخ القبلة (5) بجهدك ، فان نوحا عليه السلام قد صلى الفريضة فيها قائما متوجها إلى القبلة وهى مطبقة عليهم ، قال : قلت : وما كان علمه بالقبلة فيتوجهها وهى مطبقة عليهم ؟ قال : كان جبرئيل عليه السلام يقومه نحوها ، قال : قلت فأتوجه نحوها في كل تكبيرة ؟ قال : اما

--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( اذا كان ينسى وينسخها ويأتى ) .
(2) البحار ج 2 : 138 ، البرهان ج 1 : 140 وقال المجلسى ( ره ) : لعل الخيرية باعتبار ان الامام المتأخر أصلح لاهل عصره من المتقدم وان كانا متساويين في الكمال كما يدل عليه قوله : مثله .
(3) الصافى ج 1 : 135 .
(4) البحار ج 18 : 153 ، الوسائل ج 1 ابواب القبلة باب 15 البرهان ج 1 : 146 ، الصافى ج 1 135 .
(5) وفى البرهان : وتوجه إلى القبلة ، ووخى الشئ : قصده . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 57 _
  في النافلة فلا ، انما يكبر في النافلة على غير القبلة اكثر ثم قال : كل ذلك قبلة للمتنفل انه قال : ( فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (1) .
  82 ـ عن حماد بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن رجل يقرء السجدة وهو على ظهر دابته ، قال يسجد حيث توجهت به فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلى على ناقته النافلة وهو مستقبل المدينة ، يقول الله ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (2) .
  83 ـ عن ابى ولاد قال سألت أبا عبدالله عن قوله ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) قال : فقال هم الائمة (3) .
  84 ـ عن منصور عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى ( يتلونه حق تلاوته ) فقال : الوقوف عند ذكر الجنة والنار (4) .
  85 ـ عن يعقوب الاحمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : العدل الفريضة (5)
  86 ـ عن ابراهيم بن الفضيل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : العدل في قول أبيجعفر عليه السلام الفداء (6)
  87 ـ قال : ورواه اسباط الزطى قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام قول الله ( لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) قال : الصرف النافلة والعدل الفريضة (7)
  88 ـ رواه باسانيد عن صفوان الجمال قال : كنا بمكة فجرى الحديث في قول الله ( وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) قال : اتمهن بمحمد وعلى والائمة من ولد على صلى الله عليهم ، في قول الله ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 18 : 153 ، البرهان : 146 ـ 147 ، الصافى ج 1 : 135 ـ 137 .
(2) الوسائل ج 1 ابواب القبلة باب 13
(3) اثبات الهداة ج 3 : 44 .
(4) البرهان ج 1 : 147 ، الصافى ج 1 : 137 ـ 138 البحار ج 19 : 54
(5 ـ 6) البرهان ج 1 : 147 ، الصافى ج 1 : 137 ـ 138 البحار ج 3 : 307
(7) البرهان ج 1 : 147 ، البحار ج 3 : 307 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 58 _
  ثم قال : انى جاعلك للناس اماما قال : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قال : يا رب ويكون من ذريتى ظالم ؟ قال : نعم فلان وفلان وفلان ومن اتبعهم ، قال : يا رب فعجل لمحمد وعلى ما وعدتنى فيهما ، وعجل نصرك لهما واليه أشار بقوله ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ ) فالملة الامامة فلما اسكن ذريته بمكة قال : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) إلى قوله ( من الثمرات من آمن ) فاستثنى من آمن خوفا ان يقول له لا كما قال له في الدعوة الاولى ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فلما قال الله : ( وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) قال : يا رب ومن الذين متعتهم ؟ قال : الذين كفروا بآياتى فلان وفلان وفلان (1)
  89 ـ عن حريز عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( لا ينال عهدى الظالمين ) اى لا يكون اماما ظالما (2)
  90 ـ عن هشام بن الحكم عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله ( انى جاعلك للناس اماما ) قال : فقال : لو علم الله ان اسما افضل منه لسمانا به (3)
  91 ـ عن محمد بن الفضيل ـ عن ابى الصباح ـ قال : سئل ابو عبدالله عليه السلام عن رجل نسى ان يصلى الركعتين عند مقام ابراهيم عليه السلام في الطواف في الحج والعمرة ؟ فقال : ان كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام ابراهيم ، فان الله يقول ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) وان كان ارتحل وسار فلا آمره أن يرجع (4)
  92 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن رجل طاف بالبيت

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 7 : 230 ، البرهان ج 1 : 150 ، الصافى ج 1 : 138 ، ونقل المحدث الحر العاملى ( ره ) صدر الخبر الاول في كتاب اثبات الهداة ج 3 : 44 عن هذا الكتاب .
(3) البرهان ج 1 : 150 .
(4) البحار ج 21 : 48 ، البرهان ج 1 : 152 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 59 _
  طواف الفريضة في حج كان أو عمرة وجهل ان يصلى ركعتين عند مقام ابراهيم عليه السلام قال : يصليها ولو بعد ايام لان الله يقول ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) (1)
  93 ـ عن المنذر الثورى عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن الحجر فقال : نزلت ثلثة أحجار من الجنة : الحجر الاسود استودعه ابراهيم ، ومقام ابراهيم وحجر بنى اسرائيل قال أبوجعفر : ان الله استودع ابراهيم الحجر الابيض وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بنى آدم (2)
  94 ـ عن جابر الجعفى قال : قال محمد بن على : يا جابر ما اعظم فرية أهل الشام على الله يزعمون ان الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس ، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى ان نتخذها مصلى ، يا جابر ان الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه ، تعالى عن صفة الواصفين وجل عن أوهام المتوهمين ، واحتجب عن عين الناظرين لا يزول مع الزائلين ولا يأفل مع الآفلين ليس كمثله شئ وهو السميع العليم (3)
  95 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته أتغتسل النساء اذ أتين البيت ؟ قال : نعم ان الله يقول : ( طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ينبغى للعبد ان لا يدخل الا وهو طاهر ، قد غسل عنه العرق والاذى وتطهر (4)
  96 ـ عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن رجل عن على بن الحسين قول ابراهيم ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ ) ايانا عنى بذلك واولياءه وشيعة وصيه ، ( قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ) قال : عنى بذلك من جحد وصيه ولم يتبعه من امته وكذلك والله حال هذه

--------------------
(1) البحار ج 21 : 48 ، البرهان ج 1 : 152 ، الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 73 .
(2) البرهان ج 1 : 152 ، البحار ج 21 : 52
(3) البحار ج 2 : 91 ، البرهان ج 1 : 155 ، الصافى ج 1 : 139 .
(4) البرهان ج 1 : 1 135 ، الصافى ج 1 : 39 البحار ج ، 21 : 43 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 60 _
  الامة (1) .
  97 ـ عن أحمد بن محمد عنه قال : ان ابراهيم لما ان دعا ربه أن يرزق أهله من الثمرات قطع قطعة من الاردن فاقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله في موضعها وانما سميت الطائف بالطواف بالبيت (2) .
  98 ـ عن أبى سلمة عن أبى عبدالله عليه السلام ان الله انزل الحجر الاسود من الجنة لادم وكان البيت درة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقى أساسه فهو حيال هذا البيت وقال : يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون اليه ابدا فامر الله ابراهيم واسمعيل ان يبنيا البيت على القواعد (3) .
  99 ـ قال الحلبى سئل أبوعبدالله عليه السلام عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبى صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى حيث تزوج ( على أن تاجرنى ثمانى حجج ) ولم يقل ثمانى سنين ، وان آدم ونوحا حجا وسليمان ابن داود قد حج البيت بالجن والانس والطير والريح ، وحج موسى علي جمل أحمر يقول لبيك لبيك ، وانه كما قال الله : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) وقال : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) وقال ( أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) وان الله أنزل الحجر لادم وكان البيت (4) .
  100 ـ عن أبى الورقاء قال : قلت لعلى بن أبى طالب عليه السلام : أول شئ نزل من السماء ما هو ؟ قال : أول شئ نزل من السماء إلى الارض فهو البيت الذى بمكة ، أنزله الله ياقوته حمراء ففسق قوم نوح في الارض فرفعه حيث يقول : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) (5) .
  101 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : أخبرنى عن

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 155 ـ ، الصافى ج 1 : 139 ـ 140 البحار ج 21 : 19
(2) البرهان ج 1 : 155 ـ ، الصافى ج 1 : 139 ـ 140 البحار ج 21 : 18
(3) البرهان ج 1 : 155 ـ ، الصافى ج 1 : 139 ـ 140 البحار ج 21 : 15
(4 ـ 5) البحار ج 21 : 15 ، البرهان ج 1 : 155 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 61 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 61 سطر 1 الى ص 70 سطر 24
  امة محمد صلى الله عليه وآله من هم ؟ قال : امة محمد بنو هاشم خاصة ، قلت : فما الحجة في أمة محمد أنهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم ؟ قال : قول الله ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) فلما أجاب الله ابراهيم واسمعيل وجعل من ذريتهما امة مسلمة وبعث فيها رسولا منها يعنى من تلك الامة ، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ردف ابراهيم دعوته الاولى بدعوة الاخرى فسأل لهم تطهيرا من الشرك ومن عبادة الاصنام ليصح أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم ، فقال ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فهذه دلالة على انه لا تكون الائمة و الامة المسلمة التى بعث فيها محمد صلى الله عليه وآله الا من ذرية ابراهيم لقوله وأجنبنى وبنى ان نعبد الاصنام (1) .
  102 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الاية من قول الله ( إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً ) قال جرت في القائم عليه السلام (2) .
  103 ـ عن الوليد عن أبى عبدالله قال : ان الحنيفة هى الاسلام (3) .
  104 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ما أبقت الحنفية شيئا حتى ان منها قص الشارب وقلم الاظفار والختان (4) .
  105 ـ عن الفضل بن صالح عن بعض أصحابه في قوله ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ ) اما قوله

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 155 ـ 156 ، البحار ج 7 : 122 ، الصافى ج 1 : 141
(2) البرهان ج 1 : 155 ـ 156 ، اثبات الهداة ج 7 : 93 الصافى ج 1 : 142 وقال الفيض ( ره ) : لعل مراده ( ع ) انها جارية في قائم آل محمد ( ع ) فكل قائم منهم يقول حين الموت ذلك لبنيه ويجيبونه بما اجابوا به .
(3) البحار ج 2 : 88 ، البرهان ج 1 : 156 .
(4) الوسائل ( ج 3 ) ابواب احكام الاولاد باب 49 ، البرهان ج 1 : 156 .

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 62 _
  قولوا فهم آل محمد صلى الله عليه وآله ، وقوله ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا ) ساير الناس (1) .
  106 ـ عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبيجعفر قال : قلت له كان ولد يعقوب انبياء ؟ قال : لا ولكنهم كانوا اسباط اولاد الانبياء ولم يكونوا يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا و تذكروا ما صنعوا (2) .
  107 ـ عن سلام عن أبيجعفر عليه السلام في قوله : ( آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا ) قال : انما عنى بذلك عليا والحسن والحسين وفاطمة ، وجرت بعدهم في الائمة قال : ثم يرجع القول من الله في الناس فقال : ( فان آمنوا ) يعنى الناس ( بمثل ما آمنتم به ) يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من بعدهم ( فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ) (3) .
  108 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام وحمران عن أبى عبدالله قال : الصبغة الاسلام (4)
  109 ـ عن عمر بن عبدالرحمن بن كثير الهاشمى مولى أبى جعفر عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً ) قال : الصبغة معرفة امير المؤمنين بالولاية في الميثاق (5)
  110 ـ عن بريد بن معوية العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) قال نحن الامة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه (6)

--------------------
(1) البحار ج 7 : 122 ، البرهان ج 1 : 157 ، الصافى ج 1 : 141 .
(2) البرهان ج 1 : 157 ، البحار ج 5 : 189 .
(3) البرهان ج 1 : 157 ، البحار ج 7 : 122 ، الصافى ج 1 : 143 ، اثبات الهداة ج 3 : 44 .
(4 ـ 5) البحار ج 2 : 88 ، البرهان ج 1 : 157 ، الصافى ج 1 : 144
(6) الصافى ج 1 : 147 ، البحار ج 7 : 71 ، البرهان ج 1 : 160 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 63 _
  111 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نحن نمط الحجاز (1) فقلت : وما نمط الحجاز ؟ قال : أوسط الانماط ان الله يقول : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) قال : ثم قال : الينا يرجع الغالى وبنا يلحق المقصر (2)
  112 ـ وروى عمر بن حنظلة عن أبيعبدالله عليه السلام قال : هم الائمة (3) .
  113 ـ وقال أبوبصير عن أبيعبدالله ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) قال : بما عندنا من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه (4)
  114 ـ عن أبى عمر والزبيرى عن أبيعبدالله عليه السلام قال : قال الله : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) فان ظننت ان الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أفترى ان من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيمة ويقبلها منه بحضرة جميع الامم الماضية ! كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعنى الامة التى وجبت لها دعوة ابراهيم كنتم خير امة اخرجت للناس وهم الامة الوسطى وهم خير امة اخرجت للناس (5) .
  115 ـ قال أبو عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له ألا تخبرنى عن الايمان أقول هو وعمل ام قول بلا عمل ؟ فقال : الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل ، مفرض من الله مبين في كتابه واضح نوره ، ثابتة حجته يشهد له بها الكتاب ويدعو اليه ولما ان أصرف نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس قال المسلمون للنبى :

--------------------
(1) قال المجلسى ( ره ) : كانه كان النمط المعمول في الحجاز افخر الانماط : فكان يبسط في صدر المجلس وسط سائر الانماط وفى النهاية : في حديث على ( ع ) خير هذه الامة النمط الاوسط ، النمط : الطريقة من الطرائق إلى ان قال : والانماط : ضرب من البسط له خمل رقيق واحدها نمط ( انتهى ) ثم ذكر كلام صاحب القاموس في ذلك فراجع ان شئت .
(2 ـ 4) البرهان ج 1 : 160 ، البحار ج 7 : 72 ، ونقل الحديث الاول في الصافى ج 1 : 147
(5) البرهان ج 1 : 160 ، البحار ج 7 : 72 ، الصافى ج 1 : 147 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 64 _
  أرايت صلاتنا التى كنا نصلى إلى بيت المقدس ما حالنا فيها ، وما حال من مضى من امواتنا وهم يصلون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) فسمى الصلوة ايمانا فمن اتقى الله حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه بما فرض الله عليه ، لقى الله مستكملا لايمانه من اهل الجنة ومن خان في شئ منها او تعدى ما امر الله فيها لقى الله ناقص الايمان (1)
  116 ـ عن حريز قال ابوجعفر عليه السلام استقبل القبلة بوجهك ولا تقلب وجهك من القبلة فتفسد صلوتك فان الله يقول لنبيه في الفريضة : ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (2) .
  117 ـ عن جابر الجعفى عن ابى جعفر عليه السلام يقول : الزم الارض لا تحركن يدك ولارجلك ابدا حتى ترى علامات اذكرها لك في سنة ، وترى مناديا ينادى بدمشق ، وخسف بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها ، فاذا رايت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة واقبلت الروم حتى نزلت الرملة ، وهى سنة اختلاف في كل ارض من ارض العرب ، وان أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلث رايات الاصهب والابقع والسفيانى ، ومن معه بنى ذنب الحمار مضر ، ومع السفيانى اخواله من كلب فيظهر السفيانى ومن معه على بنى ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا ، لم يقتله شئ قط ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شئ قط وهو من بنى ذنب الحمار ، وهى الاية التى يقول الله تبارك وتعالى ( فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ويظهر السفيانى ومن معه حتى لا يكون له همة الا آل محمد صلى الله عليه وآله و شيعتهم ، فيبعث بعثا إلى الكوفة ، فيصاب باناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا و صلبا وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل الدجلة يخرج رجل من الموالى ضعيف ومن تبعه ، فيصاب بظهر الكوفة ، ويبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويهرب المهدى والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد الا حبس ويخرج الجيش في طلب الرجلين ويخرج المهدى منها على سنة موسى خائفا يترقب

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 161 البحار ج 18 : 153 ، الصافى ج 1 : 148
(2) البرهان ج 1 : 161 البحار ج 18 : 149 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 65 _
  حتى يقدم مكة وتقبل الجيش حتى اذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات (1) خسف بهم فلا يفلت منهم الا مخبر فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلى وينصرف ومعه وزيره ، فيقول : يا أيها الناس انا نستنصر على من ظلمنا وسلب حقنا من يحاجنا في الله فانا أولى بالله ومن يحاجنا في آدم فانا أولى الناس بآدم ، ومن حاجنا في نوح فانا أولى الناس بنوح ، ومن حاجنا في ابراهيم فانا أولى الناس بابراهيم ، ومن حاجنا بمحمد فانا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله ، ومن حاجنا في النبين فانا اولى الناس بالنبين ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله ، انا نشهدو كل مسلم اليوم انا قد ظلمنا وطردنا (2) وبغى علينا واخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا ، الا انا نستنصر الله اليوم و كل مسلم ويجيئ ( والله ثلثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف (3) يتبع بعضهم بعضا وهى الآية التى قال الله ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فيقول رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وهى القرية الظالمة أهلها ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام ، ومعه عهد نبى الله ورايته وسلاحه ووزيره معه ، فينادى المنادى بمكة باسمه وأمره من السماء حتى يسمعه أهل الارض كلهم اسمه اسم نبى ، ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبى الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين ، فان اشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره واياك وشذاذ من آل محمد ، فان لآل محمد وعلى راية ولغيرهم رايات ، فالزم الارض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبى الله ورايته وسلاحه فان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين ، ثم صار عند محمد بن على ويفعل الله ما يشاء فالزم هؤلاء أبدا واياك ومن ذكرت لك ، فاذا خرج رجل منهم معه

--------------------
(1) الهلاك خ ل .
(2) طرحنا خ ل .
(3) قال الجزرى في النهاية : ومنه حديث على ( يجتمعون اليه كما يجتمع قزع الخريف ) اى قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 66 _
  ثلثمائة وبضعة عشر رجلا ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء ، حتى يقول هكذا (1) مكان القوم الذين يخسف بهم وهى الآية التى قال الله ( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ) فاذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجرى على سنة يوسف ثم يأتى الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ، ثم يسير حتى يأتى العذراء (2) هو ومن معه وقد لحق به ناس كثير والسفيانى يومئذ بوادى الرملة ، حتى اذا التقوا وهم يوم الابدال يخرج اناس كانوا مع السفيانى من شيعة آل محمد ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفيانى فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الابدال .
  قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفيانى ومن معه حتى لا يترك منهم مخبر والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها ، فلا يترك عبدا مسلما الا اشتراه واعتقه ، ولا غارما الا قضى دينه ، ولا مظلمة لاحد من الناس الا ردها ، ولا يقتل منهم عبد الا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها ولا يقتل قتيل الا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء حتى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا ، ويسكنه هو وأهل بيته الرحبة والرحبة انما كانت مسكن نوح وهى أرض طيبة ولا يسكن رجل من آل محمد ( ع ) ولا يقتل الا بأرض طيبة زاكية فهم الاوصياء الطيبون (3) .
  117 ـ عن ابى سمينة عن مولى لابى الحسن قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً ) قال : وذلك والله ان لو قد قام قائمنا يجمع الله اليه شيعتنا من جميع البلدان (4) .

--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( هذا ) وهو الظاهر .
(2) وفى البرهان ( البيداء ) .
(3) البحار ج 13 : 160 ـ 161 ، البرهان ج 1 : 163 ـ 164 ورواه المحدث الحر العاملى ( ره ) في اثبات الهداة ( ج 7 : 94 ) عن هذا الكتاب مختصرا
(4) البحار ج 13 : 176 ، اثبات الهداة ج 7 : 94 البرهان ج 1631 الصافى ج 1 : 150 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 67 _
  118 ـ عن المفضل بن عمر قال : قال : أبوعبدالله عليه السلام : اذا اوذن الامام دعا الله باسمه العبرانى الاكبر فانتحيت له (1) اصحابه الثلثمائة والثلثة عشر قزعا كقزع الخريف وهم أصحاب الولاية ومنهم من يفتقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحسبه ونسبه ، قلت جعلت فداك أيهم أعظم ايمانا ؟ قال : الذى يسير في السحاب نهارا وهم المفقودون ، و فيهم نزلت هذه الاية ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً ) (2) .
  119 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال النبى صلى الله عليه وآله : ان الملك ينزل الصحيفة أول النهار ، وأول الليل يكتب فيها عمل ابن آدم فأملوا (3) في أولها خيرا و في آخرها خيرا فان الله يغفر لكم ما بين ذلك انشاء الله فان الله يقول : ( اذكرونى اذكركم ) (4) .
  120 ـ عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له للشكر حدا اذا فعله الرجل كان شاكرا ؟ قال : نعم قلت : ما هو ؟ قال الحمد لله على كل نعمة أنعمها على وان كان لكم فيما أنعم عليه حق أداه ، قال : ومنه قول الله ( الحمد لله الذى سخر لنا هذا ) حتى عد آيات (5) .
  121 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه فمنها كفر النعم ، وذلك قول الله يحكى قول سليمان ( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) الاية وقال الله ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) وقال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) (6) .
  122 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : تسبيح فاطمة ( ع ) من ذكر الله

--------------------
(1) انتحى الرجل : قصده
(2) البحار ج 13 : 195 البرهان ج 1 : 163
(3) وفى نسخة البرهان ( فاعلموا ) .
(4) البحار ج 18 : 488 ، البرهان ج 1 : 166 الصافى ج 1 : 152
(5) البحار ج 19 : ( ج 2 ) : 16 ، البرهان ج 1 : 166
(6) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 136 البرهان ج 1 : 166 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 68 _
  الكثير الذى قال : ( اذكرونى اذكركم ) (1) .
  123 ـ عن الفضيل عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال يا فضيل بلغ من لقيت من موالينا عنا السلام وقل لهم : انى اقول انى لا أغنى عنكم من الله شيئا الا بورع فاحفظوا السنتكم وكفوا ايديكم وعليكم بالصبر والصلوة ان الله مع الصابرين (2) .
  124 ـ عن عبدالله بن طلحة قال أبوعبدالله عليه السلام : الصبر هو الصوم (3)
  125 ـ عن الثمالى قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ( لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) قال : ذلك جوع خاص وجوع عام ، فاما بالشام فانه عام وأما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم ، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد عليه الصلوة والسلام فيهلكهم الله بالجوع ، واما الخوف فانه عام بالشام وذاك الخوف اذا قام القائم عليه السلام ، واما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام ، وذلك قوله ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ) (4) .
  126 ـ عن اسحق بن عمار قال : لما قبض أبوجعفر عليه السلام جعلنا نعزى ابا عبدالله عليه السلام ، فقال بعض من كان معنا في المجلس : رحمه الله عبدا وصلى عليه ، كان اذا حدثنا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : فسكت أبوعبدالله عليه السلام طويلا ونكت في الارض (5)
  قال : ثم التفت الينا فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تبارك وتعالى انى اعطيت الدنيا بين عبادى فيضا (6) فمن أقرضنى منها قرضا اعطيته لكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت ، فمن لم يقرضنى منها قرضا فأخذتها منه قهرا أعطيته ثلث خصال لو اعطيت واحدة منهن ملئكتى رضوا بها ثم قال : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 166 .
(2 ـ 3) البرهان ج 1 : 166 البحار ج 20 : 66 ، والخبر الثانى في نسخة البحار هكذا ( عن عبدالله بن طلحة عن أبى عبدالله ( ع ) في قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلوة ـ قال : الصبر هو الصوم ) .
(4) البحار ج 13 : 162 ، البرهان ج 1 : 168 ، اثبات الهداة ج 7 : 432 .
(5) نكت الارض بقضيب او باصبعه : ضربها به حال التفكر فاثر فيها
(6) كذا في نسخة الاصل وفى البرهان ( قرضا ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 69 _
  إلى قوله ( واولئك هم المهتدون ) (1)
  127 ـ عن اسمعيل بن زياد السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة : من كانت عصمته شهادة ان لا اله الا الله ، ومن اذا أنعم الله عليه النعمة قال : الحمد لله ، ومن اذا أصاب ذنبا قال : استغفر الله ، ومن اذا أصابته مصيبة قال : انا لله وانا اليه راجعون (2) .
  128 ـ عن ابى على المهلبى عن أبيعبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم : من كان عصمة أمرة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، ومن اذا أصابته مصيبة قال : انا لله وانا اليه راجعون ، ومن اذا أصاب خيرا قال : الحمد لله ومن اذا أصاب خطيئة قال : استغفر الله وأتوب اليه (3)
  129 ـ عن عبدالله بن صالح الخثعمى عن أبيعبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله : عبدى المؤمن أن خولته واعطيته ورزقته واستقرضته ، فان أقرضنى عفوا اعطيته مكان الواحد مأة ألف فما زاد ، وان لا يفعل أخذته قسرا بالمصايب في ماله فان يصبر أعطيته ثلث خصال ، ان أختبر بواحدة منهن ملائكتى اختاروها ثم تلا هذه الاية ( الذين اذا أصابتهم ) إلى قوله ( المهتدون ) (4)
  130 ـ قال اسحق بن عمار قال أبوعبدالله عليه السلام : هذا ان أخذ الله منه شيئا فصبر واسترجع (5)
  131 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) اى لا

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 168 .
(2) البرهان ج 1 : 168 ، البحار ج 19 ( ج 2 ) : 16 .
(3) البرهان ج 1 : 168 ، البحار ج 19 ( ج 2 ) : 16 ، الصافى ج 1 : 153 .
(4 ـ 5) البرهان ج 1 : 168 ، ورواه الصدوق في الخصال بوجه أبسط . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 70 _
  حرج عليه أن يطوف بهما (1) .
  132 ـ عن عاصم بن حميد عن أبى عبدالله عليه السلام ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) يقول لا حرج عليه أن يطوف بهما فنزلت هذه الاية ، فقلت : هى خاصة او عامة قال : هى بمنزلة قوله ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم يقول الله ( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً ) (2)
  133 ـ عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن السعى بين الصفا والمروة فريضة هو أو سنة ؟ قال : فريضة ، قال : قلت : أليس الله يقول : ( فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) قال : كان ذلك في عمرة القضاء وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان شرطه عليهم (3) ان يرفعوا الاصنام فتشاغل رجل من أصحابه حتى اعيدت الاصنام فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسئلوه وقيل له : ان فلانا لم يطف (4) وقد اعيدت الاصنام ، قال : فأنزل الله ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) اى والاصنام عليهما (5)
  134 ـ وعن ابن مسكان عن الحلبى قال : سألته فقلت ولم جعل السعى بين الصفا والمروة ؟ قال : ان ابليس تراء لابراهيم عليه السلام (6) في الوادى فسعى

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 21 : 54 ، البرهان ج 1 : 170 ، الصافى ج 1 : 154
(3) قال الفيض ( ره ) في الوافى يعنى شرط على المشركين ان يرفعوا اصنامهم التى كانت على الصفا والمروة حتى ينقضى ايام المناسك ثم يعيدوها فتشاغل رجل من المسلمين عن السعى حتى انقضت الايام واعيدت الاصنام فزعم المسلمون عدم جواز السعى حالكون الاصنام على الصفا والمروة .
(4) وفى رواية الكافى ( لم يسع بين الصفا والمروة ) عوض ( لم يطف )
(5) البحار ج 21 : 54 ، البرهان ج 1 : 170 .
(6) اى ظهر له ( ع ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 71 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 71 سطر 1 الى ص 80 سطر 26
  ابراهيم منه كراهية أن يكلمه وكان منازل الشياطين (1)
  135 ـ وقال : قال أبوعبدالله في خبر حماد بن عثمان انه كان على الصفا والمروة أصنام فلما ان حج الناس لم يدروا كيف يصنعون فأنزل الله هذه الاية ، فكان الناس يسعون والاصنام على حالها فلما حج النبى صلى الله عليه وآله رمى بها (2) .
  136 ـ عن ابن ابى عميه عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ) في على عليه السلام (3)
  137 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ) يعنى بذلك نحن والله المستعان (4) .
  138 ـ عن زيد الشحام قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن عذاب القبر ؟ قال : ان أبا جعفر عليه السلام حدثنا ان رجلا أتى سلمان الفارسى فقال : حدثنى فسكت عنه ثم عاد فسكت فأدبر الرجل وهو يقول : ويتلو هذه الاية ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ) فقال له : اقبل انا لو وجدنا أمينا لحدثناه ولكن اعد لمنكر ونكير اذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فان شككت او التويت (5) ضرباك على رأسك بمطرقة (6)
  معهما تصير منه رمادا فقلت : ثم مه قال : تعود ثم تعذب ، قلت : وما منكر ونكير ؟ قال : هما قعيدا القبر (7) قلت : أملكان يعذبان الناس في قبورهم ؟ فقال : نعم (8)
  139 ـ عن بعض اصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له أخبرنى عن قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي )

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 21 : 55 ، البرهان ج 1 : 170 .
(3 ـ 4) البحار ج 1 : 88 ، البرهان ج 1 : 170 .
(5) التوى عليه الامر : اشتد وامتنع .
(6) المطرقة : آلة من حديد ونحوه يضرب بها الحديد ونحوه
(7) القعيد : الذى يصاحبك في قعودك ، فعيل بمعنى مقاعد .
(8) البحار ج 21 : 88 ، البرهان ج 1 : 170 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 72 _
  الكتاب ) قال : نحن يعنى بها والله المستعان ، ان الرجل منا اذا صارت اليه لم يكن له أو لم يسعه الا ان يبين للناس من يكون بعده (1) .
  140 ـ ورواه محمد بن مسلم قال : هم أهل الكتاب (2)
  141 ـ عن عبدالله بن بكير عمن حدثه عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ ) قال : نحن هم وقد قالوا هو ام الارض (3)
  142 ـ عن جابر قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ) قال : فقال هم اولياء فلان (4) وفلان وفلان اتخذوهم ائمة من دون الامام الذى جعل للناس اماما فلذلك قال الله تبارك وتعالى ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ) إلى قوله ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ ) قال : ثم قال أبوجعفر عليه السلام : والله يا جابر هم ائمة الظلم واشياعهم (5)
  143 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قوله : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال : هم آل محمد صلى الله عليه وآله (6) .
  144 ـ عن عثمان ابن عيسى عمن حدثه عن أبيعبدالله عليه السلام في قول الله ( كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ) قال : هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله

--------------------
(1) اثبات الهداة ج 1 : 262 .
(1 ـ 2) البحار ج 21 : 88 البرهان ج 1 : 170 .
(3) البرهان ج 1 : 171 ، الصافى ج 1 : 155 ، البحار ج 1 : 88 ـ 89 وقال المجلسى ( ره ) : ضمير ( هم ) راجع إلى اللاعنين ، قوله وقد قالوا اما كلامه ( ع ) فضمير الجمع راجع إلى العامة ، او كلام المؤلف او الرواة فيحتمل ارجاعه إلى اهل البيت عليهم السلام ايضا .
(4) وفى نسخة الصافى ( هم والله اولياء فلان اه ) .
(5) البحار ج 8 : ( الطبع الجديد وقد سقط من طبع امين الضرب على ما في هامش الجديد ) ، 363 البرهان ج 1 : 172 ، الصافى ج 1 : 156 ، اثبات الهداة ج 1 : 262
(6) البحار ج 8 : 218 ، البرهان ج 1 : 172 ، الصافى ج 1 : 157 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 73 _
  بخلا ثم يموت فيدعه لمن هو يعمل به في طاعة الله أو في معصيته ، فان عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فزاد حسرة وقد كان المال له ، أو من عمل به (1) في معصية الله قواة بذلك المال حتى أعمل به في معاصى الله (2)
  145 ـ عن منصور بن حازم قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ ) قال : أعداء على عليه السلام هم المخلدون في النار أبد الابدين ودهر الداهرين (3) .
  146 ـ عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما انه سئل عن امرأة جعلت مالها هديا وكل مملوك لها حرا ان كلمت اختها أبدا ، قال : تكلمها وليس هذا بشئ انما هذا واشباهه من خطوات الشياطين (4)
  147 ـ عن محمد بن مسلم ان امرأة من آل المختار حلفت على اختها او ذات قرابة لها قالت : أدنوى يا فلانة فكلى معى ، فقالت لا فحلفت عليها بالمشى إلى بيت الله و عتق ما يملك ان لم تدنى فتأكلى معى ، ان لا اظل واياك سقف بيت او أكلت معك على خوانى أبدا ، قال : فقالت الاخرى مثل ذلك ، فحمل عمر بن حنظلة إلى أبى جعفر عليه السلام مقالتهما ، فقال : انا اقضى في ذا ، قل لهما فلتأكل وليظلها واياها سقف بيت ، و لا تمشى ولا تعتق وليتق الله ربهما ولا تعودا إلى ذلك فان هذا من خطوات الشياطين (5) .
  148 ـ عن منصور بن حازم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اما سمعت بطارق ؟ ان طارقا كان نحاسا بالمدينة فاتى ابا جعفر عليه السلام فقال : يا ابا جعفر انى هالك انى حلفت بالطلاق والعتاق والنذور ، فقال له : يا طارق ان هذه من خطوات الشيطان (6) .
  149 ـ عن عبدالرحمن بن أبى عبدالله قال : سألت أبا عبدالله عن رجل حلف

--------------------
(1) وفى نسخة الصافى والمحكى من الفقيه والكافى ( وان كان عمل به )
(2) البحار ج 15 ( ج 3 ) : 102 ، البرهان ج 1 : 173 ، الصافى ج 1 : 157
(3) البرهان ج 1 : 173 ، البحار ج 8 : 218 .
(4) البرهان ج 1 : 173 ، البحار ج 21 : 145 .
(5 ـ 6) البحار ج 23 : 145 ، البرهان ج 1 : 173 ـ 174 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 74 _
  ان ينحر ولده ؟ فقال : ذلك من خطوات الشيطان (1)
  150 ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ( لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) قال : كل يمين بغير الله فهى من خطوات الشيطان (2)
  151 ـ عن محمد بن اسمعيل رفع إلى أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ ) قال : الباغى الظالم والعادى الغاصب (3)
  152 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : المضطر لا يشرب الخمر لانها لا تزيده الا شرا فان شربها قتلته فلا يشربن منها قطرة (4)
  153 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في المرأة او الرجل يذهب بصره فيأتيه الاطباء فيقولون : نداويك شهرا أو أربعين ليلة مستلقيا كذلك يصلى فرجعت اليه له ، فقال : ( فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ ) (5)
  154 ـ عن حماد بن عثمان عن ابى عبدالله في قوله : ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد ) قال : الباغى الخارج على الامام والعادى اللص (6)
  155 ـ عن بعض أصحابنا قال : أتت امرأة إلى عمر فقالت : يا امير المؤمنين انى فجرت فأقم في حد الله ، فأمر برجمها وكان على أمير المؤمنين عليه السلام حاضرا ، قال : فقال له : سلها كيف فجرت ؟ قالت : كنت في فلاة من الارض أصابنى عطش شديد فرفعت لى خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسألته الماء ، فأبى على ان يسقينى

--------------------
(1) الوسائل ( ج 3 ) كتاب الايمان باب 11 وباب 15 لكن في الباب الاخير ( ان يفجر ولده ) مكان ( ان ينحر ) لكن الظاهر الموافق لرواية التهذيب هو المختار ، البحار ج 23 : 145 ، البرهان ج 1 : 174 .
(2) البحار ج 23 : 146 ، البرهان ج 1 : 174 ، الوسائل ( ج 3 ) كتاب الايمان باب 15 ، الصافى ج 1 : 158 .
(3) البحار ج 14 : 765 ، البرهان ج 1 : 174 ، الصافى ج 1 : 159
(4) البرهان ج 1 : 174 ، البحار ج 14 : 77
(5) البرهان ج 1 : 174 ، البحار ج 16 ( م ) : 9
(6) البرهان ج 1 : 174 ، البحار ج 14 : 765 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 75 _
  الا ان امكنه من نفسى ، فوليت عنه هاربة فاشتد بى العطش حتى غارت عيناى (1) و ذهب لسانى ، فلما بلغ ذلك منى أتيته فسقانى ووقع على ، فقال له على عليه السلام : هذه التى قال الله : ( فمن اضطر باغ ولا عاد ) وهذه غير باغية ولا عادية فخل سبيلها ، فقال عمر : لولا على لهلك عمر (2)
  156 ـ عن حماد بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ ) قال : الباغى طالب الصيد والعادى السارق ليس لهما ان يقصرا من الصلوة ، وليس لهما اذا اضطرا إلى الميتة أن يأكلاها ، ولا يحل لهما ما يحل للناس اذا اضطروا (3) .
  157 ـ عن ابن مسكان رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام قوله ( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) قال : ما أصبرهم على فعل ما يعملون انه يصيرهم إلى النار (4)
  158 ـ عن سماعة ابن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى ) فقال : لا يقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم دية العبد ، وان قتل رجلا امرأة فأراد أولياء المقتول ان يقتلوا أدوا نصف ديته إلى أهل الرجل (5)
  159 ـ محمد بن خالد البرقى عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ ) أهى جماعة المسلمين ؟ قال : هى للمؤمنين خاصة (6)
  160 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) قال : ينبغى للذى له الحق ان لا

--------------------
(1) غارت عينه : دخلت في الرأس وانخسفت .
(2) البرهان ج 1 : 174 ـ 175 ، البحار ج 16 ( م ) : 9 .
(3) البرهان ج 1 : 174 ـ 175 ، الصافى ج 1 : 159 ، البحار ج 18 : 698
(4) الصافى ج 1 : 160 ، البرهان ج 1 : 175
(5 ـ 6) البحار ج 24 : 45 و 42 ، البرهان ج 1 : 176 ، الصافى ج 1 : 161 الوسائل ( ج 3 ) ابواب القصاص باب 31 وباب 52 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 76 _
  يضر (1) أخاه اذا كان قادرا على دية ، وينبغى للذى عليه الحق ـ بالمعنى أصلحت ـ ان لا يماطل أخاه اذا قدر على ما يعطيه ، ويؤدى اليه باحسان ، قال : يعنى اذا وهب القود اتبعوه بالدية إلى أولياء المقتول لكى لا يبطل دم امرئ مسلم (2)
  161 ـ عن أبى بصير عن أحدهما في قوله : ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ) ما ذلك قال : هو الرجل يقبل الدية فأمر الله الذى له الحق أن يتبعه بمعروف ولا يعسره ، و أمر الله الذى عليه الدية ألا يمطله وان يؤدى اليه باحسان اذا أيسر (3) .
  162 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) قال : هو الرجل يقبل الدية او يعفو أو يصالح ثم يعتدى فيقتل فله عذاب اليم ، وفى نسخة اخرى فيلقى صاحبه بعد الصلح فيمثل به فله عذاب اليم (4) .
  163 ـ عن عمار بن مروان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ) قال : حق جعله الله في أموال الناس لصاحب هذا الامر ، قال : قلت : لذلك حد محدود ؟ قال : نعم قال قلت : كم ؟ قال : أدناه السدس وأكثره الثلث (5)
  164 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن الوصية يجوز للوارث ؟ قال : نعم ثم تلا هذه الاية ( إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ) (6)
  165 ـ عن محمد بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال : من أوصي بوصية لغير الوارث من صغير أو كبير بالمعروف غير المنكر فقد جازت وصيته (7)
  166 ـ عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام قال : من لم يوص عند موته لذوى قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصية (8) .


--------------------
(1) وفى بعض النسخ ( ان لا يعسر ) وفى آخر ( ان لا يعتر )
(2 ـ 4) البحار ج 24 : 46 ، البرهان ج 1 : 176 ـ 177 وروى الحديث الاول المحدث الكاشانى في الصافى ( ج 1 : 162 ) عن هذا الكتاب ايضا
(5 ـ 6) البحار ج 23 : 46 ، البرهان ج 1 : 177 ، الصافى ج 1 : 163
(7) الوسائل ( ج 2 ) ابواب الوصايا باب 100 ، البرهان ج 1 : 178 .
(8) البرهان ج 1 : 178 ، البحار ج 23 : 47 ، الصافى ج 1 : 163 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 77 _
  167 ـ عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أحدهما قوله ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ) قال : هى منسوخة نسختها آية الفرايض التى هى للمواريث ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) يعنى بذلك الوصى (1)
  168 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) قال شيئا جعله الله لصاحب هذا الامر ، قال : قلت : فهل لذلك حد ؟ قال : نعم قلت : وما هو ؟ قال : ادنى ما يكون ثلث الثلث (2)
  169 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن رجل أوصى بماله في سبيل الله ، قال : أعطه لمن أوصى له وان كان يهوديا أو نصرانيا لان الله يقول : ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (3)
  170 ـ عن ابى سعيد عن أبى عبدالله عليه السلام انه سئل عن رجل أوصى في حجة فجعلها وصية في نسمة (4) قال : يغرمها وصيه ويجعلها في حجته كما أوصى به ان الله يقول : ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (5)
  171 ـ عن مثنى بن عبدالسلام عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن رجل أوصى له بوصية فمات قبل أن يقبضها ولم يترك عقبا قال : اطلب له وارثا أو مولى فادفعها اليه ، فان الله يقول : ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) قلت :

--------------------
(1) الوسائل ( ج 3 ) ابواب القضايا باب 15 ، البحار ج 23 : 47 ، البرهان ج 1 : 178 ... الصافى ج 1 : 163 .
(2) البحار ج 23 : 47 ، البرهان ج 1 : 178
(3) الصافى ج 1 : 163 ، البرهان ج 1 : 179 ، البحار ج 23 : 47
(4) وفى بعض النسخ ( قسمه ) وفى آخر ( نسبه ) والظاهر الموافق لرواية الكلينى ( ره ) في الكافى هو المختار ، والنسمة : الانسان وتطلق على المملوك ذكرا كان او انثى .
(5) البحار ج 23 : 48 ، البرهان ج 1 : 179 . ( * )