الفصل الثالث والعشرون والمائة
في الحسد

(1264|1) قال الله تعالى في سورة النساء:
   ( وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) .
(1265|2) وقال الله تعالى :
   ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) .
  (1266|3) وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( إيّاكم والحسد ، فإنّ هياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب ) .
   (1267|4) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( إن لِنِعم الله أعداء ) قيل : وما أعداء نِعَم الله يا رسول الله ؟ قال : ( الذين يحسدون الناس على ما أتاهم الله منفضله ) .

------------------------------------
1 ـ النساء 4 : 32 .
2 ـ النساء 4 : 54 .
3 ـ كنز الفوائد : 57 ، ورام 1 : 126 ، مشكاة الأنوار : 310 ، ربيع الأبرار 3 : 52 ، الدر المنثور6 : 419 ، الأداب : 107|150 ، إحياء علوم الدين 3 : 187 .
4 ـ عنه بحار الأنوار 73 : 256|26 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 452 _

   (1268|5) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( عليكم بانجاح الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود ) .
   (1269|6) قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) لابنه في وصيته : ( إن منأشر مفاضح المرء الحسد ) .
   (1270|7) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من حسد علياً فقد حسدني ، ومن حسدني دخل النار ) .
  والحاسد الذي يتمنى زوال النعمة عن صاحبها ، وإن لم يردها لنفسه ، فالحسد مذموم ، والغبطة محمودة ، وهو أن يريد من النعمة لنفسه مثل ما لصاحبها ولم يرد زوالها عنه (1) .
   (1271|8) وقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ) والله أعلم .

------------------------------------
5 ـ تحف العقول : 34 ، شهاب الأخبار : 319|511 ، نزهة الناظر : 11|7 ، ورام 1 : 127 ، ربيع الأبرار 3 : 50 ، فردوس الأخبار 1: 119|268 ، الطبراني في الصغير 2 : 149 .
6 ـ عنه المجلسي في البحار 73 : 255|26 .
7 ـ أمالي الطوسي 2 : 236 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 213 .
(1) القول منقول ، بنصه عن مجمع البيان 5: 568 .
8 ـ كنز الفوائد : 57 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 453 _


(1272|1) قال الله تعالى في سورة طه :
   ( وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ) .
   (1273|2) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( الغضب جمرة من الشيطان ) .
   (1274|3) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ، وكما يفسد الخل العسل ) .
   (1275|4) وقال إبليس (عليه اللعنة) : الغضب وهقي ومصيادي ، وبهاصد(1) خيار الخلق عن الجنة وطريقها .
   (1276|5) عن جعفر بن محمد ( عليهما السّلام ) : ( من لم يغتب فله الجنة ، ومن لم يغضب فله الجنة ، ومن لم يحسد فله الجنة ) .
   (1277|6) قال الصادق ( عليه السّلام ) : ( الغضب مفتاح كل شر ) .

------------------------------------
1 ـ طه 20 : 81 .
2 ـ الترغيب والترهب 3 : 451|19 ، الجامع الصغير 1 : 319|208 .
3 ـ الأشعثيات : 163 ، الكافي 2 : 229|1 ، جامع الأحاديث : 19 ، دعائم الإسلام 2 :537|1908 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 114|4315 ، إحياء علوم الدين 3 : 165 .
4 ـ عنه بحار الأنوار 73 : 265|15 .
(1) في نسخة ( ع ) و( ن ) و ( ث ) : استأثر .
5 ـ عنه بحار الأنوار 73 : 265|15 .
6 ـ الكافي 2 : 229|3 ، الخصال : 7|22 ، ورام 1 : 122 ، إحياء علوم الدين 3 : 166 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 454 _

   (1278|7) ذُكر الغضب عند الباقر ( عليه السّلام ) فقال : ( إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبداً ، ويدخل بذلك النار ، فأيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس ، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان ، وإن كان جالساً فليقم ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليقم إليه وليدْن منه وليمسه ، فإن الرحم إِذا مست سكنت ) .
   (1279|8) وقال ( عليه السّلام ) : ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .
   (1280|9) وقال ( عليه السّلام ) : ( إذا غضبت فاسكت ) .

------------------------------------
7 ـ الكافي 2 : 229|2 ، مجمع البيان 2 : 3 ، مشكاة الأنوار : 307 .
8 ـ مجمع البيان 1 : 505 ، ورام 1 : 122 ، مشكاة الأنوار : 308 ، نثرالدر 1 : 178 ، صحيحالبخاري 7 : 28 ، الأدب المفرد : 432|1323 ، مصنف ابن أبي شيبة 8 : 347|5437 ، الترغيب والترهيب 3 : 447|7 ، إحياء علوم الدين 3 : 165 .
9 ـ ورام 1 : 123 ، الأدب المفرد : 3 : 447|7 ، شهاب الأخبار : 330|561 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 455 _


(1281|1) قال الله عزَّ وجلّ في سورة الأنعام : .
   ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ ) الآية .
   (1282|2) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله (1) .

------------------------------------
1 ـ الأنعام 6 : 108 .
2 ـ المجازات النبوية : 235|190 ، مجمع البيان 5 : 78 ، شهاب الأخبار : 349|655 ، الترغيب والترهيب 3 : 480|3 .
(1) ذكر الشريف الرضي ( رحمه الله ) في المجازات النبوية بعد نقله الحديث : وهذا مجاز ، وذلك أن العرب كانت اذا قرعتها القوارع ونزلت بها النوازل ، وحطمتها السنون الحواطم ، وسلبت كرائم اعلاقها من مال مثمر ، أو ولد مؤمل ، أو حميم مُرَجب ، القت الملاوم على الدهر ، فقالت في كلامها وأسجاعها وأرجازها وأشعارها : استقاد منا الدهر ، وجار علينا الدهر ، ورمانا بسهامه الدهر ، كقول القائل منهم وهو عدي بن زيد :
ثـم أمسَوا لَعِبَ الدهرُ iiبهم      وكذاك الدهرُ يودي بالرجال
وكقول الاخر :
أكل الدهرُ عليهم وشرب
وكقول الاخر :
والدهر غيرنا وما يتغيرُ
والأشعار في ذلكً أكثرمن أن نحيط بها ، أو ناتي على جميعها ، فكأنه عليه الصلاة والسلام قال : لا تذموا الذي يفعل بكم هذهِ الأفعال ، فان الله سبحانه هو المعطي والمنتزع ، والمغير والمرتجع ، والرائش والهائض ، والباسط والقابض ، وقد جاء في التزيل ما هو كشف عن هذا المعنى وهو قوله =

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 456 _

   ولا تسبوا السلطان (2) فإنه فيء الله في أرضه (3) .
  ولا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء(4) .
  ولا تسبوا الأموات فانهم قد أفضوا إلى ما قدموا )(5) .
   (1238|3) وقال ( عليه السّلام ) : ( من سبني فاقتلوه ، ومن سبأصحابي (1) فقد كفر ) .
  وفي خبر آخر : ( ومن سب أصحابي فاجلدوه ) .
   (1284|4) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( حرمت الجنة على من ظلم

---------------------------
=
تعالى : ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) فصرّح تعالى بذمهم على اعتقادهم ان الدهر يملكهم ، ويعطيهم ويسلبهم ، ودل بمفهوم الكلام على أنه سبحانه هو المالك للأمور ، والمصرف للدهور .
(2) هو السلطان العادل .
(3) شهاب الأخبار : 349|656 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5 : 11|7291 .
(4) سنن الترمذي 4 : 353|1982 ، شهاب الأخبار : 349 لم 657 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5: 11|7291 .
(5) مسند أحمد 6 : 180 ، شهاب الأخبار : 349|658 .
3 ـ صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 87|16 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 541|5688 ، مجمع الزوائد 6 : 26 ، كنزل العمال 11 : 538|2478 و 542|32541 .
(6) هم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً ، كذا ذكر الإمام علي ( عليه السّلام ) في وصيته حين ضربه ابن ملجم لعنه الله ، وأضاف ( عليه السّلام ) : ( فإن رسول الله( صلّى الله عليه وآله وسلم )أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث ) .
  (انظر الكافي 7 :52|7) ، ولا خلاف في ذلك فقد أخرج الكثير من أئمة الحديث في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم جملة من الأحاديث وبطرق مختلفة وبالفاظ متقاربة ذات معنى واحد عن النبي( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( ليذادن أناس من أصحابي عن الحوض كما تذاد الغريبة من الإبل ) ، وفي بعضها : ( أناديهم هلم ، فقال : إنهم بدلوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً )( انظر : مسند أحمد 2|300 و 408 و 454 ) ، بل وروى أيضاً عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :( سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي ! قال : فيقال لي :إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم ) ( انظر مسند أحمد 1 :235 و 253 و 452 و 406 و 407 و 453 وج 2 : 300 و 408 وج 3 : 28 وج5 : 48 و50و 388 و 393 و 400 ) وبألفاظ متقاربة .
4 ـ نحوه في مناقب المغازلي : 41|64 ، وكذا : 292|334 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 457 _

  أهل بيتي ، وقاتلهم ، والمعين عليهم ، ومن سبهم ( أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )(1) .
  (1285|5) وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ) .
  (1286|6) قال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله عزَ وجلّ ) .

---------------------------
(1) آل عمران 3 : 77 .
5 ـ الفقيه 4 : 300|909 ، عقاب الأعمال : 287|1 ، المواعظ : 128 ، تفسير القمي 1 : 291 ، الاختصاص : 343 ، نثرالدر 1 : 173 ، سنن الترمذي 4 : 353|1983 ، إحياء علوم الدين .
6 ـ أمالي الصدوق : 87|2 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 67|308 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 221 ، عمدة عيون صحاح الأخبار : 450 ، أمالي الشجري 1 : 136 ، من اقبال خوارزمي : 82 ، مناقب المغازلي : ، مسند أحمد 6 : 323 ، خصائص الإمام علي( للنسائي ) : 24 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 542|5689 ، الرياض النظرة 2 : 166 ، ذخائر العقبى : 661 ، كفاية الطالب 83 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 459 _


   (1287|1) عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب ( عليه السّلام ) قال :( إن أرواح القدرية يعرضون على النار غدواً وعشياُ حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت الساعة عُذِبوا مع أهل النار بألوان العذاب ، فيقولون : يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة ؟ فيردُّ عليهم : ( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ* إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )(1) ) .
   (1288|2) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( ما أنزل الله هذه الآيات إِلاّ في القدرية : إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )(2) .
   (1289|3) قال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( القدرية مجوس هذه الأمة ، خصماء الرحمن ، وشهداء الزور ) .
   (1290|4) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( نادى مناد يوم القيامة : أين القدرية خصماء الله وشهداء إبليس ؟ فتقوم طائفة من أمتي يخرج من أفواههم دخان أسود ) .

---------------------------
1 ـ عقاب الأعمال : 252|1 .
(1) القمر 4 5: 48 ـ9 4 .
2 ـ عقاب الأعمال : 252|2 .
(2) القمر 4 5: 47 ـ 49 .
3 ـ عوالي اللئالي 1 : 166|175 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 237|4705 ، الزهد : 305 .
4 ـ فردوس الأخبار 1 : 318|1000 ، مجمع الزوائد 7 : 206 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 460 _

   (1291|5) عن أبي الحسن علي بن موسى ( عليه السّلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :صنفان من امتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة والقدرية ) .
   (1292|6) عن علي بن أبي حمزة قال : حدثني أبي أنه سمع أبا جعفر( عليهما السّلام ) يقول : ( يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد مُسِخوا قردة وخنا زير ) .
   (1293|7) وعن علي ( عليه السّلام ) قال : ( يجاء بأصحاب البدعة يوم القيامة ، فترى القدرية من بينهم فيهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، فيقول الله جل جلاله : ما أردتم ؟ فيقولون : أردنا وجهك ، فيقول : قد أقلتكم عثراتكم ، وغفرت لكم زلاتكم ، إلاّ القدرية ، فإنهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون ) .
(1294|8) وعن علي ( عليه السّلام ) أنّه دخل عليه مجاهد ( مولى عبد الله بن عباس ) فقال : يا أمير المؤمنين ، ما تقول في كلام أهل القدر ؟ ـ ومعه جماعة من الناس ـ فقال : ( امعك أحد منهم ) ؟ قال : ما تصنع بهم يا أميرالمؤمنين ؟ قال : ( استتيبهم ، فإِن تابوا وإلاّ ضربت أعناقهم ) .
   (1295|9) وقال ( عليه السّلام ) : ( ما غلا أحد في القدر إلاّ خرج من الإيمان ) .
   (1296|10) وعن علي ( عليه السّلام ) قال : ( لكل أمة مجوس ، ومجوس هذه الأمّة الذين يقولون بالقدر ) .
   (1297|11) عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) : ( ما لليل بالليل والنهار بالنهار اشبه من المرجئة باليهودية ، ولا من القدرية بالنصرانية ) .

---------------------------
5 ـ الأصول الستة عشر : 119 ، الخصال : 72|110 .
6 ـ عقاب الأعمال : 253|4 .
7 ـ عقاب الأعمال : 253|6 .
8 ـ عقاب الأعمال : 253|7 .
9 ـ عقاب الأعمال : 253|8 .
10 ـ عقاب الأعمال : 253|10 ، الدر المنثور 6 : 138 .
11 ـ عقاب الأعمال : 254|9 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 461 _


(1298|1) قال الله تعالى في سورة الزمر :
   ( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) .
   (1299|2) وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، واثنتان وسبعون في النار ) .
   (1300|3) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : من تعصَّب او تُعُصِّبَ له فقد خلع رقبة الإيمان من عنقه ) .
   (1301|4) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( من تعصَب عصَّبه الله بعصّابة من النار ) .
   (1302|5) وقال ( عليه السّلام ) : ( من تعصّب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية ) .

---------------------------
1 ـ الزمر 39 : 17 ـ 18 .
2 ـ سنن ابن ماجة 2 : 1321|3991 ، سنن أبو داود 4 : 197|4596 ، سنن الترمذي 5:25|2640 ، الفردوس بما ثور الخطاب 2 : 64|2361 .
3 ـ الكافي 2 : 232|2 ، عقاب الأعمال : 263|2 ، ورام 2 : 206 .
4 ـ الكافي 2 : 233|4 ، عقاب الأعمال : 263|3 .
5 ـ الكافي 2 : 233|3 ، عقاب الأعمال : 263|4 ، ورام 2 : 206 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 462 _

   (1303|6) عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله ( عليه السّلام ) :( إذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الصدود لأوليائي ) ؟ قال : فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم ، قال : فيقول : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعادوهم وعنفوهم في دينهم ، قال : ( ثم يؤمر بهم إلى جهنم ) .
  وقال ( عليه السّلام ) : ( كانوا والله يقولون بقولهم ، ولكنهم حبسوا حقوقهم وأذاعوا عليهم سرهم ) .
   (1304|7) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( إن نوحاً ( عليه السّلام ) أدخل في السفينة الكلب والخنزير ولم يدخل فيها ولد الزنا ، والناصب اشر من ولد الزنا ) .

---------------------------
6 ـ الكافي 2 : 262|2 ، مشكاة الأنوار : 107 وفي المصدرين صدر الحديث فقط إلى : ثم يؤمر بهم إلىجهنم ، أما ذيله فقد أورد الكليني في الكافي 2 : 275|7 مثله .
7 ـ المحاسن : 185|196 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 463 _


   (1305|1) قال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من عاد مريضاً ، فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة ، ومحي عنه سبعون ألف ألف سيئة ، ويرفع له سبعون ألف ألف درجة ، ويوكل به سبعون ألف ألف مَلَك يقعدون في قبره ، ويستغفرون له إلى يوم القيامة .
ومن غسّل ميتاً فادى فيه الأمانة كان له بعدد كل شعرة منه عتق رقبة ، ورفعت له بها مائة درجة ) .
فقال عمر : يا رسول الله ، كيف يؤدي فيه الأمانة ؟ قال : ( يستر عورته ، ويكتم شينه ، فإن لم يفعل ذلك حبط عمله ، وكشفت عورته في الدنيا والاخرة ) .
   (1306|2) عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( إن الله تعالى قال لأدم ( عليه السّلام ) : مرضت فلم تعدني ، قال : يا رب كيف أعودك وانت رب العالمين ؟ ! قال : مرض فلان عبدي ، فلو عدته لوجدتني عنده .
  واستسقيتك فلم تسقني ، قال : وكيف ذلك وأنت رب العالمين ؟ ! قال : استسقاك عبدي فلان ، ولو سقيته لوجدت ذلك عندي .

---------------------------
1 ـ ثواب الأعمال : 344 و345 ، روضة الواعظين 2 : 372 (صدر الحديث) .
2 ـ أمالي الطوسي 2 : 242 ، صحيح مسلم 4 : 199|2569 ، الأدب المفرد : 180|517 ، فردوس الأخبار5 : 344|8114 ، الترغيب والترهيب 317|3 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 464 _

   واستطعمتك فلم تطعمني قال : وكيف وأنت رب العالمين !! قال : استطعمك عبدي ولم تطعمه ، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ) .
   (1307|3) عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه واله وسلم ) قال : ( يعير الله عزَ وجلّ عبداً من عباده يوم القيامة ، فيقول : عبدي ما منعك إذا مرضتُ أن تعودني ؟ فيقول : يا رب سبحانك سبحانك ، أنت رب العباد ، لا تألم ولا تمرض ! فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده ، وعزتي وجلالي لوعدته لوجدتني عنده ، ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك ، وذلك من كرامة عبدي المؤمن ، وانا أرحم الراحمين ) .

---------------------------
3 ـ المؤمن : 61|156 ، أمالي الطوسي 2 : 242 ، مكارم الأخلاق : 360 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 465 _


   (1308|1) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( الحمى رائد الموت ، وسجن الله في أرضه ، وفورها من جهنم ، وهي حظ كل مؤمن من النار) .
   (1309|2) عن علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) قال : ( نعم الوجع الحمّى ، يصيب ويعطي كل عضو قسطاً من البلاء ، ولا خير فيمن لا يبتلى به ) .
   (1310|3) ويروى بإسناده أنّه قال : ( إن المؤمن إِذا حمّ حمّى واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فإِن صار على فراشه فأنينه تسبيح ، وصياحه تهليل ، وتقلبه على فراشه كمن يضرب بسيفه في سبيل الله ، فإِن اقبل يعبد الله بين إِخوانه وأصحابه كان مغفوراً له ، فطوبى له إِن مات ، وويل له إِن عاد ، والعافية احب إلينا ) .
   (1311|4) عن علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) قال : ( حمّى ليلة كفارة سنة ، وذلك لأن ألمها يبقى في الجسد سنة ) .

-------------------------------
1 ـ الكافي 3 : 111|3 ، ثواب الأعمال : 228|1 ، التمحيص : 43|49 ، دعوات الراوندي :171|477 ، مكارم الأخلاق : 357 .
2 ـ ثواب الأعمال : 228|3 ، مكارم الأخلاق : 357 .
3 ـ ثواب الأعمال : 228|3 ، مكارم الأخلاق : 357 .
4 ـ ثواب الأعمال : 229|1 ، علل الشرائع : 297|1 ، مكارم الأخلاق : 358 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 466 _

   (1312|5) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( حمّى ليلة كفارة لما قبلها وما بعدها ) .
   (1313|6) عن الرّضا ( عليه السّلام ) قال : ( المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ولعنة ، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب ) .
   (1314|7) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( صداع ليلة يحط كل خطيئة إلاّ الكبائر ) .
   (1315|8) عن أبي إبراهيم ( عليه السّلام ) قال : ( قال رسول اللهّ ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : للمريض اربع خصال : يُرفع عنه القلم ، ويأمر الله المَلَك فيكتب له كل فضل كان يعمل في صحته ، ويتبع مرضه كل عضو من جسده فيستخرج ذنوبه منه ، فإِن مات مات مغفوراً له ، وإِن عاش عاش مغفوراً له ) .
   (1316|9) عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته ، وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر ) .
   (1317|10) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( من عاد مريضاً لله ، لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلا استجاب الله له ) .
   (1318|11) عن علي ( عليه السّلام ) قال في مرض الصبي : ( كفارة لوالديه ) .
(1319|12) عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : ( كان فيما ناجى به

-------------------------------
5 ـ ثواب الأعمال : 229|2 ، مكارم الأخلاق : 358 .
6 ـ ثواب الأعمال : 229|1 ، مكارم الأخلاق : 358 .
7 ـ ثواب الأعمال : 230|1 ، مكارم الأخلاق : 358 .
8 ـ ثواب الأعمال : 230|1 ، دعوات الراوندي : 163|450 ، مكارم الأخلاق : 358 .
9 ـ ثواب الأعمال : 230|2 ، مكارم الأخلاق : 358 .
10 ـ ثواب الأعمال : 230|3 .
11 ـ الكافي 6 : 52|1 ، الفقيه 3 : 310|1497 ، ثواب الأعمال : 230|1 .
12 ـ ثواب الأعمال : 231|1 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 467 _

  موسى ( عليه السلام ) ربه أن قال : يا رب علمني ما بلغ من عيادة المريض من الأجر ؟   قال الله تعالى : أوكّل به ملكاً يعوده في قبره إلى محشره .
  قال : يا ربِّ ، ما لمن غسل الموتى ؟ قال : اغسله من ذنوبه كما ولدته أمه .
  قال : يا ربِّ ، فما لمن شيع الجنازة ؟ قال : أوكّل به ملائكة من ملائكتي معهم رايات يشيعونهم من قبورهم إلى محشرهم .
  قال : يا ربِّ ، فما لمن عزى الثكلى ؟ قال : أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 469 _


   (1320|1) عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : ( قال رسول الله : التعزية تورث الجنة ) .
   (1321|2) وقال : ( من عزّى حزيناً كسي في الموقف حلة يحبر بها ) .
   (1322|3) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) أنّه عزّى رجلاً بابن له فقال الله : ( الله خير لابنك منك ، وثواب الله خير لك منه ) فلما بلغه جزعه عاد إليه فقال الله : ( قد مات ابن رسول الله فما لك به اسوة ) ؟ فقال : إنّه كان ( مرهقاً ) قال :( إنّ أمامه ثلاثة خصال : شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وان محمدا رسول اللهّ ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وشفاعته ، فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله ) .
   (1223|4) عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) : أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( من عزّى مصاباً كان له مثل أجره ، من غير ان ينقص من أجر المصاب شيء ) .

-------------------------------
1 ـ ثواب الأعمال : 235|1 .
2 ـ الكافي 3 : 205|1 ، ثواب الأعمال : 235|2 .
3 ـ ثواب الأعمال : 235|3 .
4 ـ الكافي 3 : 255|2 ، ثواب الأعمال : 236|4 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 471 _


(1324|1) قال الله تعالى في سورة آل عمران :
   ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً ) .
(1325|2) وقال الله تعالى :
   ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ) .
(1326|3) وفي سورة الأنعام :
   ( ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ) .
(1327|4) وفي سورة النحل :
   ( وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) .
   (1328|5) وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( الموت كفارة لذنوب المؤمنين ) .

-------------------------------
1 ـ آل عمران 3 : 145 .
2 ـ آل عمران 3 : 185 .
3 ـ الأنعا م 6 : 2 .
4 ـ النحل 16 : 61 .
5 ـ أمالي المفيد : 283|8 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 472 _

   (1329|6) روى حابر ، عن الباقر ( عليه السّلام ) قال : ( من مات يوم الجمعة عارفاً بحق أهل هذا البيت كتب له براءة من النار ، وبراءة من العذاب ، ومن مات ليلة الجمعة اعشْ من النار ) .
(1330|7) وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) في حديث طويل فيِفضل يوم الجمعة : ( وما دعا فيه أحد من الناس وعرف حقه وحرمته إلاّ كان حقاَ على الله أن يجعله في عتقائِه وطلقائِه من النار ، فإِن مات في يومه وليلته مات شهيدا وبعث آمناً ) .
   (1331|8) روي عن الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال : ( من مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله من ضغطة القبر ) .
   (1332|9) وقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( من مات يوم الخميس بعد الزوال وكان مؤمناً ، أعاذه الله عزَّ وجلّ من ضغطة القبر ، وقبل شفاعته في مثل ربيعة ومضر .
  ومن مات يوم السبت من المؤمنين ، لم يجمع الله عزَّ وجلّ بينه وبين اليهود في النار أبداً .
  ومن مات يوم الأحد من المؤمنين ، لم يجمع الله بينه وبين النصارى في النار أبداً .
  ومن مات يوم الاثنين من المؤمنين ، لم يجمع الله بينه وبين أعدائنا من بني أمية في النار أبداً .
  ومن مات يوم الثلاثاء من المؤمنين ، حشره الله عزَّ وجلّ معنا في الرفيق الأعلى .

--------------------------------
6 ـ الكافي 3 : 415|8 .
7 ـ الكافي 3 : 414|5 ، جمال الأسبوع : 221 .
8 ـ الفقيه 1 : 83|375 ، أمالي الصدوق : 231|11 ، ثواب الأعمال : 231|1 ، دعوات الراوندي : 243|684 ، روضة الواعظين 2 : 331 .
9 ـ الفقيه 4 : 249|892 ، المواعظ : 113 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 473 _

   ومن مات يوم الأربعاء من المؤمنين ، وقاه الله من عذاب الحشر يوم القيامة ، وأسعده بمجاورته ، وأحلّه دار المقامة من فضله لا يمسّه فيها نصب ولا يمسّه فيها لغوب ) .
   (1333|10) وقال ( عليه السّلام ) : ( المؤمن على أي حال مات ، وفي أي يوم وساعة قبض فهو صدِّيق شهيد ، ولقد سمعت حبيبي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يقول : لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الارض لكان الموت كفّارة لتلك الذنوب ) .
  ثم قال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من قال : لا إله إلاّ الله بإخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، ثم تلا هذه الآية : ( إنّ الله لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ )(1) من شيعتك ومحبيك يا علي .
   فقلت : يا رسول الله هذا لشيعتي ؟ قال : إي وربي لشيعتك ومحبيك خاصة ، وإِنهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علي حجة الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة واكاليل من الجنة وتيجان فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء وتاج الملك وإكليل الكرامة ، ثم يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنة : ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (2) ) .
   (1334|11) وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت ، وأفضل العبادة ذكر الموت ، وأفضل التفكر ذكر الموت ، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة ) .
   (1335|12) وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من مات على حب آل محمد مات شهيداً .

--------------------------------
10 ـ الفقيه 4 : 295|892 ، المواعظ : 114 .
(1) النساء 4 : 48 .
(2) الأنبياء 21 : 103 .
11 ـ عنه المجلسي في البحار 6 : 137|41 .
12 ـ فضائل الشيعة : 5 ، بشارة المصطفى : 197 ، مائة منقبة 93 : 37 ، تفسير الكشاف 3 : =

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 474 _

   ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له .
  ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً .
  ألا ومن مات على حب ال محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان .
  ألا ومن مات على حب ال محمّد بشره مَلَك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير .
  ألا ومن مات على حب آل محمّد فُتح له في قبره بابان إلى الجنة .
  ألا ومن مات على حب آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة .
  ألا ومن مات على حب آل محمّد مات على السنة والجماعة .
  ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله .
  ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً .
  ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنة ) .

--------------------------------
= 1467 ، في تفسير قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرآَ إلاّ المودة في القربى ) ، وكذا التفسير الكبير 7 : 165 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 475 _


   (1336|1) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من تشع جنازة فله بكل قدم يرفعه مائة ألف حسنة ، وترفع له مائة ألف درجة ، وتمحى عنه مائة ألف سيئة ، وإن صلّى عليها صلّى عليه في جنازته مائة ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يدفن ، فإن شهد دفنها وُكل به أولئك الملائكة المائة ألف كلهم يستغفر ونله حتى يبعث من قبره ، ومن صلّى على جنازة ، صلّى عليه جبرائيل في سبعين ألف ملك ، وغُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فإن قام عليها حتى تدفن وحثا عليها التراب ، انقلب من الجنازة وله بكل قدم من حيث تبعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر ) .

--------------------------------
1 ـ ثواب الأعمال : 344 ـ 345 ، أمالي الصدوق : 351 ( وفيه ذيل الحديث ) .