(821|9) وقال الفقراء لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إن الأغنياء ذهبوا بالجنة ، يحجون ويعتمرون ويتصدقون ولا نقدر عليه ، فقال ( عليه السّلام ) : ( إن من صبر واحتسب منكم تكن له ثلاث خصال ليس للأغنياء :
  أحدها : إن في الجنة غرفاً ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الأرض إلى نجوم السماء ، لا يدخلها إلاّ نبي فقير ، أو شهيد فقير ، أو مؤمن فقير .
  وثانيها : يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام .
  وثالثها : إذا قال الغني : سبحان الله والحمد لله ولا إِله إلاّ الله والله أكبر ، وقال الفقراء مثل ذلك لم يلحق الغني الفقير وإن انفق فيها عشرة الاف درهم ، وكذلك أعمال البر كلها ) فقالوا : رضينا .
   (822|10) عن أنس بن مالك ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أنَّه قال : ( يقوم فقراء أمتي يوم القيامة وثيابهم خضر ، وشعورهم منسوجه بالدر والياقوت ، وبأيديهم قضبان من نور يخطبون على المنابر ، فيمر عليهم الأنبياء فيقولون : هؤلاء من الملائكة ، ويقول الملائكة : هؤلاء من الأنبياء ، فيقولون :نحن لا ملائكة ولا أنبياء ، بل نفر من فقراء أمة محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، فيقولون : بما نلتم هذه الكرامة ؟ فيقولون : لم تكن أعمالنا شديدة ، ولم نصمالدهر ، ولم نقم الليل ، ولكن اقمنا على الصلوات الخمس ، وإذا سمعنا ذكرمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )فاضت دموعنا على خدودنا ) .
   (823|11) عن أبي هريرة قال : قال رسوِل الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :( كلمني ربي فقال : يا محمّد ، إِذا أحببتُ عبداَ أجعل معه ثلاثة أشياء : قلبه حزيناً ، وبدنه سقيماً ، ويده خالية من حطام الدنيا وإِذا أبغضت عبداً أجعل معه ثلاثة أشياء : قلبه مسروراً ، وبدنه صحيحاً ، ويده مملؤة من حطام الدنيا ) .

------------------------------------
9 ـ عنه بحار الأنوار 72 : 48|58 .
10 ـ درة الناصحين : 144 نقله عن زبدة الواعظين .
11 ـ عنه المجلسي في بحاره 72 : 48|58 .


جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 302 _

   (824|12) وقال ( عليه السّلام ) : ( من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفشاه إِلى الله ، كان حقاً على الله أن يرزقه رزق سنة من الحلال ) .
   (825|13) وقال ( عليه السلام ) : ( الفقر الموت الأكبر ) .
   (826|14) وقال ( عليه السّلام ) : ( اللَّهم أحيِني مسكيناً ، وأمتني مسكينا ، واحشرني في زمرة المساكين ) .
   (827|15) وقال ( عليه السلام ) : ( الفقراء ملوك أهل الجنة ، والناس كلهم مشتاقون إلى الجنة ، والجنة مشتاقة إلى الفقراء ) .
   (828|16) وقال ( عليه السلام ) : ( الفقر فخري ) .
   (829|17) وقال ( عليه السّلام ) : ( الفقر شين عند الناس ، وزين عند الله يوم القيامة ) .
   (830|18) وقال ( عليه السلام ) : ( من استذل مؤمناً أو مؤمنة ، أو حقَّره لفقره وقلة ذات يده ، شهّره الله يوم القيامة ثم يفضحه ) .
   (831|19) قال أبو الحسن موسى ( عليه السّلام ) : ( إن الأنبياء وأولاد الأنبياء وأتباع الأنبياء خُصوا بثلاث خصال : السقم في الأبدان ، وخوف السلطان ، والفقر ) .

------------------------------------
12 ـ الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 488|5516 ، مجمع الزوائد 10: 256 .
13 ـ الكافي 2 : 205|5 ، الخصال : 620 ، تحف العقول : 8 .
14 ـ ورام 1 : 159 ، عوالي اللئالي 1 : 39|37 ، الترغيب والترهيب 4 : 142|23 ، إحياء علوم الدين 4 : 193 .
15 ـ عنه المجلسي في بحاره 72 : 48|58 .
16 ـ كشف الخفاء 2 : 113|1853 .
17 ـ الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 154|4418 .
18 ـ المحاسن 1 : 97|60 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 33|58 ، ثواب الأعمال :299|1 ، صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 170|105 ، ورام 2 : 208 ، مشكاة الأنوار : 128 .
19 ـ الاختصاص : 213 ، روضة الواعظين 2 : 453 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 303 _

   (832|20) وقال الرّضا ( عليه السلام ) : ( من لقي فقيراً مسلماً ، فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان) .
   (833|21) روي : أنّ أحداً من الصحابة شكا إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم) الفقر والسقم ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( فإذا اصبحت وأمسيت فقل : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، توكلت على الحي الذي لا يموت ، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له شريك في الملك ) .
   قال : فو الله ما قلته إلاّ أياماً حتى أذهب الله عني الفقر والسقم .

------------------------------------
20 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) 2 : 52|252 .
21 ـ الكافي 2 : 401|3 ، وكذا 8 : 93|65 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 305 _


(843|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :
   ( لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ) .
   (835|2) عن عبد الله البصري يرفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ، إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه ، فمن ستره كان كالصائم القائم ، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله ، أما أنه ما قتله بسيف ولا رمح ولكن بما أنكر من قلبه ) .
   (836|3) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( إِذا كان يوم القيامة أمر اللهّ تعالى منادياً فينادي : اين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس ، فيؤمر بهم إلى الجنة فيأتون باب الجنة ، فيقول خزنة الجنة : تدخلون الجنة قبل الحساب ! !
   فيقولون : ما أعطونا شيئاً فيحاسبونا عليه ، فيقول الله تعالى : صدقوا ، عبادي ما إفقرتكم هواناً بكم ، ولكن ادخرت هذا لكم لهذا اليوم ، فيقول لهم :

------------------------------------
1 ـ البقرة 2 : 273 .
2 ـ الكافي 2 : 201|3 ، ثواب الأعمال : 217|1 .
3 ـ الكافي 2 : 253|15 ، ثواب الأعمال : 218|1 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 306 _

   انظروا وتصفحوا وجوه الناس ، فمن أتى إليكم معروفاً فخذوا بيده وأدخلوه الجنة ) .
   (837|4) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) : ( من تمنى شيئاً وهو لله رضى ، لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه ) .
   (838|5) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( الفقر مخزون عند الله كالشهادة ولا يعطيها إلاّ من أحب من عباده المؤمنين ) .

------------------------------------
4 ـ الخصال : 4|7 .
5 ـ مشكاة الأنوار : 291 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 307 _


(839|1) قال الله تعالى في سورة الليل :
   (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) .
(840|2) وقال في سورة الحشر :
   ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
   (841|3) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( الجنة دار الأسخياء ) .
   (842|4) قال الصّادق ( عليه السّلام ) : ( السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق ) .
   (843|5) روي عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( لجاهل سخي

---------------------------
1 ـ الليل 92 : 5 ـ 10 .
2 ـ الحشر 59: 9 .
3 ـ الأشعثيات : 251 ، جامع الأحاديث (للقمي) : 7 ، مجمع البيان 1 : 505 ، مشكاة الأنوار:229 ، الترغيب و الترهيب 3 : 383|23 ، الفردوس بمأثور الخطاب 2 : 115|2608 ، إحياء علوم الدين 3 : 245 .
4 ـ معاني الأخبار : 256|2 ، مشكاة الأنوار : 230 .
5 ـ الترغيب والترهيب 3 : 381|14 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 308 _

  أفضل من شيخ بخيل ) .
   (844|6) وفي حديث آخر عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : لشاب رهق في الذنوب سخي أحب إلى الله تعالى من شيخ عابد بخيل ) .
   (845|7) الحسن بن علي الوشا قال : سمعت أبا الحسن الرّضا ( عليه السّلام ) يقول : ( السخي قريب من الله وقريب من الجنة وقريب من الناس وبعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله وبعيد من الجنة وبعيد من الناس وقريب من النار ) .
   (846|8) وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( الرجال أربعة : سخي وكريم ، وبخيل ولئيم ، فالسخي الذي يأكل ويعطي ، والكريم الذي لا يأكل ويعطي ، والبخيل الذي يأكل ولا يعطي واللئيم الذي لا يأكل ولا يعطي ) .
   (847|9) قال الصّادق ( عليه السّلام ) ، عن آباثه ( عليهم السّلام ) ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( السخاء شجرة في الجنة وأغصانها متدليات في الأرض ، فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى الجنة) .

---------------------------
6 ـ الكافي 4 : 41|14 ، الفقيه 2 : 34|135 ، الاختصاص : 253 ، فقه الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 362 ، مكارم الأخلاق : 136 ، مشكاة الأنوار : 230 ، الفردوس بمأثور الخطاب 2 : 254|3587 .
7 ـ الكافي 4 : 40|9 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 12|27 ، روضة الواعظين 2 :385 ، ورام 1 : 171 ، مشكاة الأنوار : 232 ، إحياء علوم الدين 3 : 245 .
8 ـ عنه المجلسي في بحاره 71 : 356|18 .
9 ـ قرب الإسناد : 55 ، معاني الأخبار : 256|4 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 :12|27 ، أمالي الطوسي 2 : 89 ، مجمع البيان 1 : 505 ، روضة الواعظين 2 : 385 ، ورام = .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 309 _
(848|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :
   ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .
(849|2) وقال في سورة المُلك :
   ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) .
   (850|3) وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( إِنَ عِظم الجزاء مع عِظم البلاء ، وانَ الله تعالى إذا أحب قوماَ ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ) .
   (851|4) قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( الجزع عند البلاء تمام المحنة ) .

---------------------------
= 1: 170 ، مشكاة الأنوار : 230 ، إحياء علوم الدين 3 : 243 .
1 ـ البقرة 2 :155 ـ157 .
2 ـ الملك 67 : 2 .
3 ـ الكافي 2 : 197|8 ، تحف العقول : 28 ، شهاب الأخبار : 370|777 ، مشكاة الأنوار :297 ، فردوس الأخبار 3 : 3968 .
4 ـ عنه بحار الأنوار 67 : 235|54 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 310 _

   (852|5) قال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( إن البلاء للظالم أدب ، وللمؤمن امتحان ، وللأنبياء درجة ، وللأولياء كرامة ) .
   (853|6) وقال ( عليه السّلام ) : ( من ابْتُليَ فَصبر ، وأعْطِي فشكر ، وظُلِمَ فغفر ، وَظَلَم فاستغفر ) قالوا : ما باله ؟ قال : (1) ( أولئكَ لَهُمُ الأمنُ وَهُم مُهتَدون ) ) .
   (854|7) وقال ( عليه السّلام ) : ( إنَّ الله يتعاهد وليه بالبلاء كما يتعاهد المريض أهله بالدواء ، وان الله ليحمي عبده الدنيا كما يحمي المريض الطعام ) .
   (855|9) عن أنس بن مالك ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال :( إذا أراد الله بقوم خيراً ابتلاهم ) .
   (856|10) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وولده حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) .
   (857|11) وقال ( عليه السّلام ) : ( لَيودن أهل العافية يوم القيامة ان جلودهم قرضت بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء ) .
   (858|12) قال الله تعالى : ( يا داود ، قل لعبادي : يا عبادي من لم يرض

---------------------------
5 ـ عنه بحار الأنوار 67 : 235|54 .
6 ـ الترغيب والترهيب 4 : 278|9 .
(1) الأنعام 6 : 82 .
7 ـ التمحيص : 31|5 ، الكافي 2 : 198|17 ، ورام 2 :204 ، الجامع الصغير 1 : 275|1792 .
8 ـ مصنف عبد الرزاق 11 : 197|20311 ، الترغيب والترهيب 4 : 283|21 .
9 ـ سنن الترمذي 4 : 602|2399 ، مستدرك الحاكم 1 : 346 ، مسند أحمد 2 : 287 و405 ، مصنف ابن أبي شيبة 3 : 23 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5: 102|7600 .
10 ـ سنن الترمذي 4 : 603|242 ، مصنف ابن أبي شيبة 14 : 29|17450 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 442|5356 ، الترغيب والترهيب 4 : 282|17 ، إحياء علوم الدين 4 : 132 .
11 ـ فردوس الأخبار 3 : 218|4484 ، إحياء علوم الدين 4 : 345 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 311 _

  بقضائي ، ولم يشكر على نعمائي ، ولم يصبر على بلائي فليطلب رباً سوائي ) .
  (859|12) قال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( إنَ أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل ، وانّما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه ، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه ، والبلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض ، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلّ لم يجعل الدنيا ثواب المؤمن ولا عقوبة الكافر ) .
   (860|13) قال الباقر(عليه السّلامٍ ) : ( يا بني من كتم بلاء ابتلي به من الناس وشكا ذلك إلى الله عز وجل كَان حقا على الله أن يعافيه من ذلك البلاء ) .
   (861|14) وقال ( عليه السّلام ) : ( ويبتلى المرء على قدر حبه ) .
   (862|15) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( قال الله عزّ وجلّ :ما من عبد أريد أن أدخله الجنة إلاّ ابتليته في جسده ، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلآ ضيقت عليه رزقه ، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإِلاّ شددت عليه الموت حتى ياتيني ولا ذنب له ، ثم أدخله الجنة .
  وما من عبد أريد أن أدخله النار إلاّ صححت جسمه ، فإن كان ذلك تماماً لطلبته عندي وإلاّ أمنت له من سلطانه ، فإن كان ذلك تماماً لطلبته وإلاّ هونت عليه الموت حتى يأتيني ولا حسنة له ، ثم أدخلته النار ) .
   (863|16) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( إلى الله تبارك وتعالى ليتعاهد المؤمن بالبلاء ، ما يمن عليه أن يقوم ليلة إلأ تعاهده امّا بمرض في جسده ، أو بمصيبة في أهل أو مال ، أو مصيبة من مصائب الدنيا ليأجره عليها ) .

---------------------------
12 ـ التمحيص : 39|39 ، الكافي 2 : 200|29 ، علل الشرائع : 44|1 ، دعائم الإسلام 2 :140|490 ، سنن الترمذي 4 : 601|2398 .
13 ـ مثله في الترغيب والترهيب 4 : 286|36 .
14 ـ نقله المجلسي في البحار 67 : 236 .
15 ـ التمحيص : 38|36 ، مشكاة الأنوار : 291 .
16 ـ المؤمن : 22|26 ، مشكاة الأنوار : 293 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 312 _

   (846|17) وقال ( عليه السّلام ) : ( ما من مؤمن إلاّ وهو يذكر في كلأربعين يوماً ببلاء ، امّا في ماله ، أو في ولده ، أو في نفسه فيؤجر عليه ، أو همّ لا يدري من أين هو) .
   (865|18) وقال ( عليه السّلام ) : ( انه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها أبداً إلاّ بإحدى خصلتين : امّا بذهاب ماله ، أو بلية في جسده ) .
   (866|19) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) : ( إنّ في الجنة لمنزلة لا يبلغها العبد إلاّ ببلاء في جسده ) .
   (867|20) عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : ( خرج موسى ( عليه السّلام ) فمر برجل من بني إسرائيل فذهب به حتى خرج إلى الظهر ، فقال لله : اجلس حتى اجيئك ، وخط عليه خطة ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : إني استودعك صاحبي ، وأنت خير مستودع ، ثم مضى فناجاه الله بما أحب أني ناجيه ، ثم انصرف نحو صاحبه فإذا أسد قد وثب عليه فشق بطنه وفرث لحمه وشرب دمه ) ، قلت : وما فرث اللحم ؟ قال : ( قطع أوصاله ) .
  فرفع موسى ( عليه السّلام ) رأسه فقال : يا رب ، استودعتك وأنت خير مستودع فسلطت عليه شر كلابك فشق بطنه وفرث لحمه وشرب دمه ! فقيل : يا موسى ، ان صاحبك كانت له منزلة في الجنة لم يكن يبلغها إلاّ بما صنعت به ، أنظر ، وكشف له الغطاء ، فنظر موسى فإذا هو بمنزل شريف ، فقال : رب رضيت ) .
   (868|21) عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : ( إن الله تعالى إذا أحب

---------------------------
71 ـ المؤمن : 22|27 ، مشكاة الأنوار : 293 .
18 ـ الكافي 2 : 199|23 ، مشكاة الأنوار : 293 و 298 .
19 ـ المؤمن : 26|45 ، الكافي 2 : 198|14 ، مشكاة الأنوار : 294 ، إحياء علوم الدين 4 :131 .
20 ـ مشكاة الأنوار : 294 .
21 ـ الكافي 2 : 197|7 ، التمحيص :34|25 ، إحياء علوم الدين 4 : 131 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 313 _

  عبداً عنّه بالبلاء عنا ، وبجّه بالبلاء بجا(1) ، فإذا دعاه قال : لبيك عبدي ، عبدي لئن عجلت ما سألت ، إني على ذلك لقادر ، ولكني ادخرت لك فما ادخرت لكخير لك ) .
   (869|22) وعنه قال : ( إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان ، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه ) .
   (870|23) عن الكاظم ( عليه السّلام ) قال : ( لن تكونوا مؤمنين حتى عدوا البلاء نعمة والرخاء مصيبة ، وذلك أن الصبر ند البلاء أعظم من الغفلة عند لرخاء ) .
   (871|24) عن الباقر( عليه السّلام ) قال : ( إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه ) أو قال : ( على حسب دينه لما ) .
   (872|25) قال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا تكون مؤمناً حتى تعد البلاء نعمة والرخاء محنة ؛ لأن بلاء الدنيا نعمة فى الآخرة ، ورخاء الدنيا محنة في الأخرة .
   (873|26) عن أبي الجارود (2) ، عن أبي جعفر ، عن آبائه

---------------------------
(1) كذا ، وفي الكافي والتمحيص : غته بالبلاء غتاً ، وثجه بالبلاء ثجاً .
22 ـ الكافي 2 : 197|10 .
23 ـ التمحيص : 4|234 .
24 ـ الكافي 2 : 197|9 ، مشكاة ا لأنوار : 298 .
25 ـ الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 407|5241 ، مجمع الزوائد 1 : 96 .
26 ـ مشكاة الأنوار : 97 ، ونقله المجلسي في بحاره 67 : 237 .
(2) فال النجاشي (170|448) : زياد بن المنذر ، أبو الجارود الهمداني الخارفي الأعمى ، اخبرنا ابن عبدون ، عن علي بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن حرب بن الحسن ، عن محمد بن سنان قال : قال لي أبو الجارود : ولدت أعمى ما رأيت الدنيا قط ، كوفي كان من أصحاب أبي جعفر ، وروى عن أبي عبد الله (عليهما السلام) ، وتغير لما خرج زيد (رضي الله عنه) ، وقال أبو العباس ابن نوح : وهو ثقفي سمع عطية ، وروى عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وروى عنه مروان بن معاوية ، وعلي بن هاشم بن البريد يتكلمون فيه قاله البخاري ، له كتاب تفسير القرآن ... وقال الشيخ (305) : ... زيدي المذهب ، وإليه تنسب الزيدية الجارودية ، له أصل وله كتاب التفسير عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ... وعده في = .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 314 _

   (عليهم السّلام) قالوا : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إن المؤمن إذا قارف الذنوب ابتلي بها بالفقر ، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلاّ ابتلي بالمرض ، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلاّ ابتلي بالخوف من السلطان يطلبه ، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلاّ ضيق عليه عند خروج نفسه حتى يلقى الله حينيلقاه وما له من ذنب يدعيه عليه ، فيامر به إلى الجنة ، وإن الكافر والمنافق ليهون عليهما خروج أنفسهما حتى يلقيان الله حين يلقيانه وما لهما عنده من حسنة يدعيانها عليه ، فيأمر بهما إلى النار ) .
   (874|27) وعنه ( عليه السّلام ) قال : ( كلما ازداد العبد إيماناً ازداد ضيقاً في معيشته ) .
   (875|28) قال الكاظم ( عليه السّلام ) : ( مثل المؤمن كمثل كفتي الميزان ، كلما زيد فىِ إيمانه زيد في بلائه ليلقى الله عزَّ وجلّ ولا خطيئة له ) .

---------------------------
= رجاله من أصحاب الباقر قائلاً : زياد بن المنذر ، أبوالجارود الهمداني الحوفي الكوفي ، تابع يزيدي أعمى ، إليه تنسب الجارودية منهم ( عليه السلام ) ، ومن أصحاب الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : زياد بن المنذر ، أبو الجارود الهمداني الخارفي الحوقي كوفي تابعي (31) وعده في الاختصاص (83) في أصحاب الباقر ( عليه السّلام ) ، وعدّه البرقي (13) في أصحاب الباقر( عليه السّلام ) ، انظر معجم رجال الحديث 7 : 321|4805 .
27 ـ الكافي 2 : 201|4 ، التمحيص : 45|58 .
28 ـ التمحيص : 31|8 ، أمالي الطوسي 2 : 244 ، تحف العقول : 306 ، مشكاة الأنوار : 298 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 315 _


(876|1) قال الله تعالى فىٍ سورة آل عمران :
   ( وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) .
(877|2) وفي سورة الأنفال :
   ( وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
(878|3) وفي سورة التنزيل :
   ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .
   (879|4) عن علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) ، بإسناده ، عن علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) قال : ( خمسة لو دخلتم فيهن لاصبتموهن :لا يخاف عبد إلآ ذنبه ، ولا يرجو إلاّ ربه ، ولا يستحيي الجاهل إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول : لا اعلم ، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا

---------------------------
1 ـ آل عمران 3 : 146 .
2 ـ الأنفال 8 : 46 .
3 ـ الزمر 39 : 10 .
4 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 44|155 ، الخصال : 315|95 ، تحف العقول : 146نزهة الناظر : 51|23 ، روضة الواعظين 2 : 422 ، نهج البلاغة 3 : 168|82 ( بتفاوت في المصادر ) .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 316 _

  إيمان لمن لا صبر له ) .
   (880|5) عن علي ( عليه السّلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) الصبر ثلاثة : صبر عن المعصية ، وصبر على الطاعة ، وصبر على المصيبة ، فمن صبر عن المعصية أعطاه الله تعالى ثواب ثلاثمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة ما بين السماء والأرض .
ومن صبر على الطاعة كان له ستمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة مابين الثرى إلى العرش .
ومن صبر على المصيبة أعطاه الله تعالى إلى سبعمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة ما بين منتهى العرش إلى الثرى مرتين ) .
   (881|6) قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( أيها الناس ، عليكم بالصبر ، فإنه لا دين لمن لا صبر له ) .
   (882|7) وقال ( عليه السّلام ) : ( إنك إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور ) .
   (883|8) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( الصبر رأس الإيما ن ) .
   (884|9) عنه قال ( عليه السّلام ) : ( الصبر بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان ) .
   (885|10) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) حاكياً عن الله تعالى :( إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ، ثم استقبل ذلك

-------------------------------
5 ـ الكافي 2 : 75|15 ، ورام 1 : 45 ، ربيع الأبرار 2 : 513 .
6 ـ عنه المجلسي في بحار إلأنوار 71 : 92|46 .
7 ـ تحف العقول : 145 ، غرر الحكم 1 : 249 .
8 ـ الكافي 2 : 71|1 ، مشكاة الأنوار : 21 .
9 ـ الكافي 2 : 71|2 ، مشكاة الأنوار : 21 .
10 ـ الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 172|4459 ، إحياء علوم الدين 4 : 131 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 317 _

  بصبر جميل استحييت منه أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً ) .
   (889|11) وسئل محمد بن علي ( عليهما السّلام ) عن الصبر فقال :( شيء لا شكوى فيه ) ثم قال : ( وما في الشكوى من الفرج ؟ وإنما هو يحزن صديقك ويفرح عدوك ) .
   (887|12) وقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( إن الصبر وحسن الخلق والبر والحلم من أخلاق الأنبياء ) .
   (888|13) قال ( عليه السّلام ) : ( إنه سيكون زمان لا يستقيم لهم الملك إِلاّ بالقتل والجور ، ولا يستقيم لهم الغنى إِلاّ بالبخل ، ولا تستقيم لهم الصحبة في الناس إلاّ باتباع أهوائهم والاستخراج من الدين ، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر على الذل وهو يقدر على العز ، وصبر على بغضة الناس وهو يقدر على المحبة ، أعطاه الله تعالى ثواب خمسين صدّيقاً ) .
   (889|14) وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من ابتلي من المؤمنين ببلاء وصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد ) .
   (895|15) وقال ( عليه السّلام ) : ( الجزع عند البلاء تمام المحنة ) .
   (896|16) وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( كل نعيم دون الجنة صغير ، وكل بلاء دون النار يسير ) .

-------------------------------
11 ـ عنه المجلسي في بحاره 71 : 93 .
12 ـ عنه بحار الأنوار 71 : 92 .
13 ـ الكافي 2 : 74|12 ، مشكاة الأنوار : 19 .
14 ـ المؤمن : 16|7 ، الكافي 2 : 75|17 ، مشكاة الأنوار : 26 .
15 ـ عنه المجلسي في بحاره 67 : 235 .
16 ـ عنه المجلسي في بحاره 71 : 93 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 319 _


(829|1) قال الله تعالى في سورة آل عمران :
   ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ) .
(830|2) وقال في سورة الفرقان :
   ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) .
(894|3) وقال الله عزَّ وجلّ في سورة حمعسق :
   ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) .
   (895|4) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يتخير من الحور ما شاء) .
   (896|5) قال علي ( عليه السّلام ) : ( إن أول عوض الحليم من خصلته

-------------------------------
1 ـ آل عمران 3 : 134 .
2 ـ الفرقان 25 : 63 .
3 ـ الشورى 42 : 40 .
4 ـ روضة الواعظين 2 : 380 ، ورام 1 : 121 ، مشكاة الأنوار : 218 ، سنن الترمذي 4 :372|2021 ، الفردوس بمأثور إلخطاب 3 : 484|5503 ، الترغيب والترهيب 3 : 449|15 ، إحياء علوم الدين 3 : 176 .
5 ـ ورام 1 : 125 ، غرر الحكم 1 : 95|1882 ، ربيع الأبرار 2 : 51 ، نهج البلاغة 3 :199|206 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 320 _

  أن الناس اعوانه على الجاهل ) .
   (897|6) وفي الحديث : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان أجره على الله فليدخل الجنة فيقال : مَنْ هم ؟ فيقال : العافون عن الناس يدخلون الجنة بلا حساب ) .
   (898|7) عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من كظم غيظاً وهو يقدر على انفاذه ملأه الله تعالى أمناً وإيماناً ) .
   (890|8) ( ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه تواضعاً كساه الله تعالى حلة الكرامة ) .

-------------------------------
6 ـ مجمع البيان 5: 34 .
7 ـ الكافي 2 : 90|6 ، أمالي الطوسي 1 : 185 ، مجمع الببان 1 : 505 ، شهاب الأخبار :176|343 ، ورام 1 : 124 ، إحياء علوم الدين 3 : 175 .
8 ـ ربيع الأبرار 4 : 293 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 321 _


(900|1) قال الله تعالى في سورة الطلاق :
   ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) .
(901|2) وقال الله تعالى في سورة المائدة :
   ( وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (902|3) وقال في سورة آل عمران :    ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) .
   (903|4) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً ) .
   (904|5) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله تعالى ) .

--------------------------------
1 ـ الطلاق 65 : 3 .
2 ـ المائدة 5: 23 .
3 ـ آل عمران 3 : 159 .
4 ـ ورام 1 : 222 ، سنن ابن ماجة 2 : 1394|4164 ، سنن الترمذي 4 : 573|2344 ، مسند أحمد 1 : 52 ، الأداب : 481|1089 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 369|5121 .
5 ـ مشكاة الأنوار : 18 ، شهاب الأخبار : 148|298 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 322 _

   (905|6) وقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( من وثق بالله أراه السرور ، ومن توكل عليه كفاه الأمور ) .
   (906|7) قال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( من أحب أن يكون اتقى الناس فليتوكل على الله ) .
   (907|8) وقال الباقر ( عليه السّلام ) : ( من توكل على الله لا يغلب ، ومن اعتصم بالله لا يهزم ) .

--------------------------------
6 ـ غرر الحكم 2 : 158|138 .
7 ـ الفقيه 4 : 285|854 ، معاني الأخبار : 196|2 ، روضة الواعظين 2 : 425 ، مشكاة الأنوار : 17 .
8 ـ روضة الواعظين 2: 425 ، مشكاة الأنوار : 17 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 323 _


(908|1) قال الله تعالى في سورة الحجرات :
   ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
   (909|2) وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ): ( المؤمن أخو المؤمن ) .
   (910|3) قال علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( يزور أهل الجنة الرب تعالى في كل ليلة جمعة ، والمتحابون في الله خاصة يزورون في كل يوم اثنين وخمسين مرة ) .
   (911|4) وقال (عليه السلام): ( لكل أخوين في الله لباس وهيئة يشبه هيئة صاحبه ، وهم يعرفون بذلك حتى يدخلون في دار الله عز وجل ، فيقول الله تبارك وتعالى: مرحباً بعبيدي وخلقي وزواري والمتحابين فيّ في محل كرامتي ، اطعموهم واسقوهم واكسوهم ، فأول من يكسى منهم سبعون إلى سبعمائة ألفحلة ـ إن شاء الله تعالى ـ من الحلل ليس منها حلة تشبه صاحبتها ، ثم يقول:مرحبا بعبيدي وزواري وجيراني في محل كرامتي والمتحابين فيّ ، اطعموهم

--------------------------------
1 ـ الحجرات 49 : 10 .
2 ـ مشكاة الأنوار: 186 ، شهاب الأخبار : 45|108 ، صحيح مسلم 2 : 1034|1414 ، الفردوس بمأثور الخطاب 4: 184|6571 ، ربيع الأبرار 4: 309 .
3 ـ كنز العمال 2: 509|4614 ذكر صدره من كتب علي خاتمة (ماشاء الله ، لا قوة إلا بالله ، استغفر الله) أمن من الفقر المدقع ـ ثواب الأعمال: 214|1 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 324 _

  وعطروهم ، فينشر سحاب بالعطر لم يروا قبله ما يشبهه ، ثم يقول لهم : مرحباً مرحباً (عشر مرات) ، حتى أحلوهم إلى تحت الاظلال وفيما بين أيديهم مائدة من ذهب وفضة ) .
   (912|5) حدثنا أبو جعفر بن بابويه ، عن أبيه قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ( عليهما السّلام ) قال : ( إن ملكاً من الملائكة مر برجل قائم على باب دار ، فقال له الملك : يا عبد الله ، ما يقيمك على باب هذهالدار ؟ قال : فقال : أخ لي فيها أردت أن أسلم عليه قال : فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسة ، أو هل نزعتك إليه حاجة ؟ قال : فقال : لا ، ما بيني وبينه رحم ، ولا نزعتني إليه حاجة ، إلاّ اخوّة الإسلام وحرمته ، وأنا أتعاهده وأسلمعليه في الله رب العالمين ، فقال الملك : إني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول : إنما إياي أردت ، ولي تعاهدت ، وقد أوجبت لك الجنة ، واعفيتك من غضبي ، واجرتك من النار) .
   (913|6) أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه [ عن ] سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن مهران ، عن علي بن عثمانالرازي قال : سمعت أبا الحسن الأول يقول : ( من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي اخوانه يكتب له زيارتنا ، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي اخوانه يكتب له ثواب صلتنا ) .
   (914|7) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( إن الله لا يقدّر أحد قدره ، كذلك لا يقدِّر أحد قدر نبيه ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، وكذلك لا يقدِّر أحد قدر المؤمن ، إنّه ليبلغ أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما والذنوب تحات عن وجوههما حتى يتفرقا كما تحتُّ الريح الشديدة الورق عن الشجرة) .

--------------------------------
5 ـ المؤمن : 59|150 ، أمالي الصدوق : 166|7 ، ثواب الأعمال : 204|1 ، الاختصاص : 26 .
6 ـ كامل الزيارات : 319|1 ، الفقيه 2 : 43|191 ، ثواب الأعمال : 124|1 ، مزار المفيد :99 ، التهذيب 6 : 104|181 .
7 ـ ثواب الأعمال : 223|1 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 325 _

   (915|8) عن بكر بن محمد الأزدي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السّلام ) يقول : ( ما زار مسلم أخاه في الله إلا ناداه الله تعالى : أيها الزائر طبت وطابت لك الجنة ) .

--------------------------------
8 ـ قرب الاسناد : 18 ، الكافي 2 : 140|1 و 142|10 ، ثواب الأعمال : 221|1 ، مشكاة الأنوار : 207 .