كذبا إذا حدث ، وخلفا إذا وعد ، وخيانة إذا ائتمن ، ثم ائتمنه على أمانة كان حقا على الله أن يبتليه فيها ثم لا يخلف عليه ولا يأجره (1).
  عن رفاعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال : في التوراة أربع مكتوبات وأربع إلى جانبهن : من أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا.
  ومن شكى مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه ، ومن أتى غنيا فتضعضع له لشئ يصيبه منه ذهب ثلثا دينه ، ومن دخل من هذه الامة النار ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزؤا ، والاربعة إلى جانبهن : كما تدين تدان ، ومن ملك استأثر ، ومن لم يستشر يندم ، والفقر هو الموت الاكبر (2).
  عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبي الجارود يرفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أوقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده ، وكل حديث جاوز اثنين فشا ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوء‌ا وأنت تجد بها في الخير محملا ، وعليك بإخوان الصدق فكثر في اكتسابهم ، عدة عند الرخاء ، و جندا عند البلاء ، وشاور حديثك الذين يخافون الله وأحبب الاخوان على قدر التقوى ، واتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن حتى لا يطمعن في المنكر، (3) وقال رسول الله صلى الله عليه واله : الغيبة أشد من الزنا ، فقيل : ولم ذلك يارسول الله : فقال : صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحلله (4).

------------------------------------
(1) نقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار ج 23 ص 23.
(2) نقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار 17 ص 170 عن امالي الشيخ ـ قدس سره ـ عن المفيد عن الكليني عن علي بن ابراهيم ـ رحمهم الله ـ مسندا عن رفاعة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : اربع في التوراة وساق مثل ما في المتن.
(3) كذا ، ونقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار ج 17 ص 125.
(4) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الخصال ونقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 187.

الاختصاص _ 227 _

  وقال الصادق أو الباقر عليهما السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما (1).
  عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لحمران بن أعين : ياحمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإن ذلك أنفع لك مما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك عزوجل ، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله عزوجل من العمل الكثير على غير يقين.
  واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله عزوجل والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم ، ولا عيش أهنؤ من حسن الخلق.
  ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي.
  ولاجهل أضر من العجب (2).
  عن الباقر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال على المنبر : والله الذي لا إله إلا هو ما أعطى مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله عزوجل والكف عن اغتياب المؤمن ، والله الذي لا إله إلا هو لا يعذب الله عزوجل مؤمنا بعذاب بعد التوبة والاستغفار له إلا بسوء ظنه بالله عزوجل واغتيابه للمؤمنين (3).
  وقال الصادق عليه السلام : من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من الذين قال الله عزوجل : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم (4) ).
  وقال النبي صلى الله عليه واله : من أكل بأخيه المؤمن أوشرب أو لبس به ثوبا أطعمه الله بها أكلة من نار جهنم وسقاه سقية من حميم جهنم وكساه ثوبا من سرابيل جهنم ، ومن قام بأخيه

------------------------------------
(1) رواه الكليني ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 354.ونقله المجلسي في البحار ج 16 ص 176 قائلا بعده : بيان (أقرب) مبتدء ، و (ما) مصدرية ، و (يكون) من الافعال التامة ، و (إلى) متعلق بأقرب ، و (أن) مصدرية وهو في موضع ظرف الزمان ، مثل رأيته مجئ الحاج وهو خبر المبتدء : والعثرة : الكبوة في المشى استعير للذنب مطلقا او الخطأ منه وقريب منه الزلة ويمكن تخصيص أحدهما بالذنوب والاخرى بمخالفة العادات والاداب ، والتعنيف : التعيير واللوم وهذا من اعظم الخيانة في الصداقة والاخوة.
(2) نقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب جوامع المكارم من الاختصاص وايضا في المجلد السابع عشر ص 171.
(3) نقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار 16 ص 189.
(4) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 357.

الاختصاص _ 228 _
  المسلم مقاما شانئا أقامه الله مقام السمعة والرياء ، ومن جدد أخا في الاسلام بنى الله له برجا في الجنة من جوهرة (1).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : إن شرار الناس يوم القيامة المثلث ، قيل : وما المثلث يا رسول الله ؟ قال : الرجل يسعى بأخيه إلى إمامه فيقتله فيهلك نفسه وأخاه وإمامه (2).
  وقال : الغيبة أسرع في جسد المؤمن من الآكلة في لحمه (3).
  قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا خطب قال في آخر خطبته : طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من كلامه وأنصف الناس من نفسه (4).
  عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر ، وعلي بن الحسين عليهم السلام قالا : إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج وليس شئ أحب إلى الله من أن يسأل.
  والدعاء يرد القضاء الذي أبرم إبراما ، وأسرع الخير البر وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من عيوب غيره ما يعمي عنه من عيب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه (5).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : أكثر ما يرد به امتي النار البطن والفرج ، وأكثر ما يلج به امتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق (6).
  وقال الصادق عليه السلام : أربع من علامات النفاق : قساوة القلب ، وجمود العين ، و الاصرار على الذنب ، والحرص على الدنيا (7).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 189.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 191.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 189 من الاختصاص.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب جوامع المكارم وآفاتها.
(5) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 79 و 460 و 470 ورواه المؤلف ـ رحمه الله ـ في المجالس ص 41 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ من المجالس في البحار ج 16 ص 176 ومن الخصال ج 17 ص 39.
(6) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الطاعة والتقوى من كمال الدين للصدوق.
(7) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب النفاق.

الاختصاص _ 229 _
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصيامهم وكثرة الحج والزكاة وكثرة المعروف وطنطنتهم بالليل انظروا إلى صدق الحديث وأداء الامانة (1).
  عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية : و اعلم أن اللسان كلب عقور إن خليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك (2).
  من سيب عذاره قاده إلى كل كريهة (3).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : رحم الله عبدا استحيى من ربه حق الحياء ، فحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وذكر القبر والبلى وذكر أن له في الآخرة معادا، (4) وقال الصادق عليه السلام : من روى على أخيه رواية يريد بها شينه وهدم مروء‌ته أوقفه الله في طينة خبال حتى يبتعد مما قال (5).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها ، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت حتى يرتكبه (6).
  وقال الصادق عليه السلام : إذا وقع بينك وبين أخيك هنة فلا تعيره بذنب (7).
  وقال الباقر عليه السلام : من كف عن أعراض الناس أقاله الله نفسه يوم القيامة.
  ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة (8).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 149 من الاختصاص وفى ص 148 عن الامالى والعيون للشيخ الصدوق ـ رحمه الله ـ.
(2) نقله المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام وموقعهما.
(3) كذا.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكينة والوقار من الاختصاص.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه ا لله ـ في البحار ج 16 ص 189 من الاختصاص.
والخبال : عصارة أهل النار وفى الاصل الفساد ويكون في الافعال والابدان والعقول ، (النهاية).
(6) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 356.
ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 176 من ثواب الاعمال للصدوق والمحاسن للبرقى وص 189 من الاختصاص.
(7) كذا ولم نعثر عليه في أحد من المآخذ ولا في البحار.
(8) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في ثواب الاعمال ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب ذم الغضب.

الاختصاص _ 230 _
  عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله الله فينا ويناشدونه ويقولون : إنما نثاب بك ونعاقب بك ، (1) معاوية بن وهب قال : قال الصادق عليه السلام : كان أبي عليه السلام يقول : قم بالحق ولا تعرض لما نابك واعتزل عما لا يعنيك وتجنب عدوك ، واحذر صديقك من الاقوام إلا الامين الذي خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرك، (2).
  وقال الصادق عليه السلام : إياك وعداوة الرجال فإنها تورث المعرة وتبدي العورة (3).
  وقال : كثرة المزاح يذهب بماء الوجه وكثرة الضحك يمحو الايمان محوا (4).
  وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : قال سلمان الفارسي ـ رحمه الله ـ : عجبت لست ثلاثة أضحكتني وثلاثة أبكتني : فأما التي أبكتني ففراق الاحبة محمد صلى الله عليه واله (5) وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الله عزوجل ، وأما التي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك ملا فيه لا يدري أرضي له ربه أم سخط (6).
  وقال الصادق عليه السلام لاسحاق بن عمار : يا إسحاق صانع المنافق بلسانك واخلص ودك للمؤمن وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته ، (7).

------------------------------------
(1) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 115 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام وموقعهما من الاختصاص.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 53 من الاختصاص.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 176 من الاختصاص.
(4) روى نحوه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 665 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ من الاختصاص ج 16 ص 259 ، وقال الشاعر وأجاد :

أفد طبعك المصدود بالجد iiراحة      يـصم وعـلله بشئ من المزح
ولكن  اذا أعطيته المزح iiفليكن      بقدار ما يعطى الطعام من الملح
(5) زاد هنا في الخصال (وحزبه).
(6) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الخصال باب الستة ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 17 ص 248 من الاختصاص.
(7) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 43 من الاختصاص.

الاختصاص _ 231 _
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية : لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم (1).
  وقال الصادق عليه السلام : لا يغرنك الناس من نفسك فإن الامر يصل إليك دونهم ، ولا تقطع عنك النهار بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك ، ولا تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا بحيث يسرك ، ولا تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسوؤك ، وأحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة لذنب قديم ، إن الله عزوجل يقول : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) (2).
  وقال الصادق عليه السلام : استمعوا مني كلاما هو خير من الدراهم المدقوقة : لا تكلمن بما لا يعنيك ، ودع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعا ، فرب متكلم بحق في غير موضعه فعنت ولا تمارين سفيها ولا حليما فإن الحليم يغلبك والسفيه يرديك واذكر أخاك إذا تغيب عنك بأحسن مما تحب أن يذكرك به إذا تغيبت عنه واعلم أن هذا هو العمل ، واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالاحسان مأخوذ بالاجرام (3).
  الحسن بن محبوب قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يكون المؤمن بخيلا ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فيكون جبانا ؟ قال : نعم ، قلت : فيكون كذابا ؟ قال لا ولا جافيا ، ثم قال : يجبل المؤمن على كل طبيعة إلا الخيانة والكذب (4).
  عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر ، والسكوت ، والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عبرة ، وسكوته فكرة ، وكلامه ذكرا ، وبكى على خطيئته ، وأمن الناس شره (5).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام وموقعهما.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب صفات الشيعة من كتابى الحسين بن سعيد الاهوازى والاختصاص في باب تضاعف الحسنات وتأخير اثبات الذنوب من مجالس المفيد ـ رحمه الله ـ.
والاية في سورة هود : 114.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام وموقعهما ورواه ابن شعبة في التحف.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 164 من الاختصاص.
(5) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الخصال باب الثلاثة.

الاختصاص _ 232 _
  وقال النبي صلى الله عليه واله : لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه وأصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب (1).
  عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال عيسى ابن مريم : طوبى لمن كان صمته فكرا ، ونظره عبرا ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته وسلم الناس من يديه ولسانه (2).
  وقال الرضا عليه السلام : ما أحسن الصمت لا من عي والمهذار له سقطات (3).
  داود الرقي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : الصمت كنز وافر وزين الحليم و ستر الجاهل.
  وقال الرضا عليه السلام : الصمت باب من أبواب الحكمة ، وإن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير (4).
  وقال عليه السلام من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت (5).
  فرات بن أحنف قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : تبذل لا تشهر ، ووار شخصك لاتذكر وتعلم واكتم ، واصمت تسلم ، قال : وأومأ بيده إلى صدره فقال : يسر الابرار ويغيظ الفجار (6).
  وقال الصادق عليه السلام : لا يزال الرجل المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الرجل الصالح يجيئ بخبر صالح و الرجل السوء يجيئ بخبر سوء (7)، عن داود الرقي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال : ياداود لان تدخل يدك في فم

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الاعراض عن الحق.
(2 ، 3 ، 4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام وموقعهما ، وأهذر في كلامه : أكثر.
(5) رواه الحميرى ـ رحمه الله ـ في قرب الاسناد ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام.
(6) نقله المجلسى في المجلد الاول من البحار باب صفات العلماء ، وقال الجزرى في حديث الاستسقاء : (فخرج متبذلا) التبذل ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة على جهة التواضع، انتهى والايماء إلى الصدر لتعيين المصداق الكامل من المراد.
(7) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام وموقعهما.

الاختصاص _ 233 _
  التنين إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج ممن لم يكن فكان (1).
  عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره (2).
  عن أبي حمزة قال : سمعت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام تقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ثلاث من كن فيه استكمل خصال الايمان الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، و إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (3).
  عن عبدالعزيز القراطيسي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : الائمة بعد نبينا صلى الله عليه واله اثنا عشر نجباء مفهمون ، من نقص منهم واحدا [ أ ] وزاد فيهم واحدا خرج من دين الله ولم يكن من ولايتنا على شئ (4).
  عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أسبغ وضوء‌ه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لاهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنة مفتحة له (5).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : اطلبوا الخيرات عند حسان الوجوه (6).
  عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : للمسلم على

------------------------------------
(1) رواه الحسن بن علي بن شعبة ـ رحمه الله ـ في تحف العقول ص 365،ونقله المجلسى في البحار ج 23 ص 23 من الاختصاص.والتنين ـ كسكيت : الحوت والحية العظيمة كنيته ابو مرداس وقيل : إنه شر من الكوسج وفى فمه أنياب مثل أسنة الرماح وهو طويل كالنخلة السحوق ، احمر العينين مثل الدم ، واسع الفم والجوف ، براق العينين.
(2) رواه الحسن بن على ـ رحمه الله ـ في التحف ص 49.
(3) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الخصال باب الثلاثة ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 125.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب كفر المخالفين والنصاب.
(5) رواه البرقي ـ رحمه الله ـ في المحاسن ص 11 وص 290 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب صفات الشيعة من مشكاة الانوار والمحاسن.
(6) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 23 ص 23 من امالى الصدوق والاختصاص.

الاختصاص _ 234 _
  المسلم ست.
  يسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض ويجيبه إذا دعاه و يشهده إذا توفي ويحب له ما يحب لنفسه وينصح له بالغيب (1).
  عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أن الله عزوجل يعذب ستة بستة : العرب بالعصبية والدهاقين بالكبر والامراء بالجور والفقهاء بالحسد والتجار بالخيانة وأهل الرساتيق بالجهل (2).
  وقال الصادق عليه السلام : حسب البخيل من بخله سوء الظن بربه ، من أيقن بالخلف جاد بالعطية (3).
  أبوحمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال : والله ما برء الله من برية أفضل من محمد ومني ومن أهل بيتي وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطلبة العلم من شيعتنا (4).
  قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه ؟ فقال : من ظلم من لا ناصر له إلا الله وجاور النعمة بالتقصير واستطال بالبغي على الفقير (5).
  وقال الصادق عليه السلام : إذا كان عند غروب الشمس وكل الله بها ملكا ينادي أيها الناس أقبلوا على ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى وملك موكل بالشمس عند طلوعها ينادي ياابن آدم لد للموت وابن للخراب واجمع للفناء (6).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما (7).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 63.
(2) رواه الصدوق في الخصال باب الستة ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب جوامع مساوى الاخلاق وأيضا في باب درجات الايمان وحقائقه من امالى الصدوق ـ رحمه الله ـ.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الذنوب وآثارها.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ ج 1 باب العلم ووجوب طلبه حديث 69.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 25 من الاختصاص.
(6) روى نحوه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 131.
(7) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 186 من أمالى الصدوق وج 20 ص 76 من الاختصاص.

الاختصاص _ 235 _
  عن الصادق ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله فإنه كفارة له (1).
  وقال الصادق عليه السلام : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام قل للملاء من بني إسرائيل : إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق فإن من قتل نفسا في الدنيا قتلته في النار مائة ألف قتلة مثل قتلة صاحبه (2).
  علي بن محمد الشعراني ، عن الحسن بن علي بن شعيب ، عن عيسى بن محمد العلوي ، عن محمد بن العباس بن بسام ، عن محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن يونس (3) ، عن سعد الكناني ، عن الاصبغ بن نباتة قال : لما جلس أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه واله ، لابسا بردة رسول الله ، متنعلا نعل رسول الله ، متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه واله فصعد المنبر فجلس عليه متكئا ، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ، ثم قال : يامعشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه واله ، هذا مازقني رسول الله فاسألوني فإن عندي علم الاولين و الآخرين ، أما والله لوثنيت لي وسادة وجلست عليها لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق علي ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله في ، وأفتيت أهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول : صدق علي ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله في ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول : صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في ، وأنتم تتلون الكتاب ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه ، ولولا آية في كتاب الله عزوجل لاخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وهي آية ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (4) ).

------------------------------------
(1) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 334 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 205.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 24 ص 38.
(3) في الامالى والتوحيد والبحار (أحمد بن أبي عبدالله بن يونس).
(4) الرعد : 39.

الاختصاص _ 236 _
  ثم قال عليه السلام : سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة لو سألتموني عن أية آية في ليل انزلت أو في نهار انزلت مكيها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها محكمها ومتشأبهها ، وتأويلها وتنزيلها لاخبرتكم به.
  فقام إليه رجل يقال له : ذعلب وكان ذرب اللسان ، بليغا في الخطب ، شجاع القلب فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لاخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه ، فقال : ياأمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ فقال : ويلك ياذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره ، قال : فكيف رأيته صفه لنا ، قال عليه السلام : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان ، ويلك ياذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ، ولا بالحركة ، ولا بالسكون ، ولا بقيام ـ قيام انتصاب ـ ولا بجيئة ؟ ولا بذهاب ، لطيف اللطافة ، لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة ، مؤمن لا بعبادة ، مدرك لا بمجسة (1) ، قائل لا بلفظ ، هو في الاشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ، فوق كل شئ ولا يقال : شئ فوقه ، أمام كل شئ ولا يقال : له أمام ، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل ، خارج منها لا كشئ من شئ خارج ، فخر ذعلب مغشيا عليه : ثم قال : بالله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت إلى مثلها أبدا.
  ثم قال عليه السلام : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام إليه الاشعث بن قيس فقال : ياأمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي ؟ قال : بلى ياأشعث قد أنزل الله تعالى عليهم كتابا وبعث إليهم نبيا وكان لهم ملك سكر ذات ليلة ، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها ، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا [ إلى بابه ] فقالوا : أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد ، فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم ، فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم أن الله عزوجل لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حواء ؟ قالوا : صدقت أيها الملك قال : أو ليس قد زوج بنيه بناته وبناته

------------------------------------
(1) المجسة : موضع اللمس ، أي مدرك لا بالحواس.

الاختصاص _ 237 _
  من بنيه ؟ قالوا : صدقت هذا هو الدين ، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة (1) يدخلون النار بغير حساب والمنافقون أشد حالا منهم فقال الاشعث : والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت إلى مثلها أبدا.
  ثم قال عليه السلام : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عكازه ، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنى منه فقال : ياأمير المؤمنين دلني على عمل إن أنا عملته نجاني الله تعالى من النار ، فقال له : اسمع ياهذا ثم افهم ، ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لا يبخل بما له عن أهل دين الله وبفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله ، أن الدار قد رجعت إلى بدئها ـ أي إلى الكفر بعد الايمان ـ.
  أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى إنما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر ، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه بما يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أو من حرام قال :
  ياأمير المؤمنين وما علامات المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالف فيتبرء منه وإن كان حبيبا قريبا ، قال : صدقت والله ياأمير المؤمنين ، ثم غاب الرجل ولم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه فتبسم عليه السلام على المنبر ، ثم قال : مالكم هذا أخي الخضر عليه السلام.
  ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني فلم يقم إليه أحد فحمد الله وأثنى عليه وصلى

------------------------------------
(1) انما كان فعل المجوس بعد مجئ الحكم بالتحريم كما في رواية الحميرى عن ابن عيسى عن البزنطى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قرب الاسناد ص 161 قال سألته عن الناس كيف تناسلوا عن آدم عليه السلام قال : حملت حواء هابيل واختا له في بطن ثم حملت في البطن الثانى قابيل واختا له في بطن فزوج هابيل التى مع قابيل وتزوج قابيل التى مع هايبل ثم حدث التحريم بعد ذلك انتهى وكما نص عليه على بن الحسين عليهما السلام على ما في الاحتجاج ص 171 طبع النجف.

الاختصاص _ 238 _
  على نبيه صلى الله عليه واله ثم قال للحسن عليه السلام : ياحسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي ، فيقولون : إن الحسن لا يحسن شيئا ، قال : ياأبه كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى ؟ فقال : بأبي أنت وامي أواري نفسي منك وأسمع وأرى ولا تراني.
  فصعد الحسن عليه السلام المنبر فحمد الله.
  بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبي صلى الله عليه واله صلاة موجزة ، ثم قال : أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه واله يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل يدخل المدينة إلا من الباب ثم نزل عليه السلام فوثب علي عليه السلام فتحمله و ضمه إلى صدره ، ثم قال للحسين عليه السلام : يابني قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي ، فيقولون : إن الحسين لا يبصر شيئا وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك.
  فصعد الحسين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه واله صلاة موجزة ، ثم قال : يامعاشر الناس سمعت رسول الله صلى الله عليه واله هو يقول : إن عليا هو مدينة هدى ، فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك ، فوثب علي عليه السلام فضمه إلى صدره فقبله ، ثم قال : معاشر الناس إنهما فرخا رسول الله صلى الله عليه واله ووديعته التي استودعنيها وأنا أستودعكموها معاشر الناس ورسول الله صلى الله عليه واله سائلكم عنها (1).
  عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الذنوب التي تغيرالنعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل ، والذنوب التي تنزل النقم الظلم ، والذنوب التي تهتك الستر شرب الخمر ، والذنوب التي تحبس الرزق الزنا ، والذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم ، والذنوب التي تظلم الهواء وتحبس الدعاء عقوق الوالدين (2).
  وقال الصادق عليه السلام : من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فلم يصبه فهو

------------------------------------
(1) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في التوحيد ص 319 والامالى المجلس الخامس والخمسون.
ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 4 ص 171.
(2) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 448 ، ونقله المجلسى في البحار ج 15 باب علل المصائب والمحن من الاختصاص والمعانى.

الاختصاص _ 239 _
  في النار ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار (1).
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام : من بالغ في الخصومة ظلم ومن قصر ظلم ولا يستطيع أن يبقى لله من يخاصم (2).
  وقال عليه السلام : خير الناس للناس خيرهم لنفسه.
  عن محمد بن مسلم ، عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال : قال أبي علي بن الحسين عليهما السلام : يابني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ، ولا ترافقهم في طريق فقال : ياأبه من هم ؟ عرفنيهم ، قال : إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك باكلة أو أقل من ذلك ، وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، وإياك ومصاحبة الاحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع قال الله عزوجل : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض و تقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله إلى ـ آخر الآية ـ (3) ) وقال عزوجل : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (4) ) وقال في البقرة : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون) (5).
  عمار بن موسى قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : حب الابرار للابرار ثواب للابرار ، وحب

------------------------------------
(1)رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في ثواب الاعمال. ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 157.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 157.
(3) محمد : 23.
(4) الرعد : 25.
(5) البقرة : 27 والحديث رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 641 ، ونقله المجلسى ـ رحمه اللهـ من الاختصاص في البحار ج 16 ص 53.

الاختصاص _ 240 _
  الفجار للابرار فضيلة للابرار وبغض الفجار للابرار زين للابرار وبغض الابرار للفجار خزي على الفجار (1).
  وقال الصادق عليه السلام : أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي (2).
  وقال عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث بسرية فلما رجعوا قال :
  مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي لهم الجهاد الاكبر قيل : يارسول الله وما الجهاد الاكبر ؟ قال : جهاد النفس (3).
  عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه فاطلبوا الحوائج منهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم ، فإن الله تبارك وتعالى أحل غضبه بهم (4).
  وقال : من عاب أخاه بعيب فهو من أهل النار.
  (5) عنه عليه السلام قال : اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس بأهله فإن لم يكن أهله فأنت أهله (6).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : كل معروف صدقة ، والدال على الخير كفاعله ، والله يحب إغاثة اللهفان (7).
  وقال الباقر عليه السلام : صنائع المعروف تدفع مصارع السوء (8).
  وقال الصادق عليه السلام : أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة يقال لهم :

------------------------------------
(1) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 641 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 78 من الاختصاص.
(2) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 639 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 79 من الاختصاص.
(3) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 5 ص 12 ، ورواه الصدوق في المعانى والعلل ونقله المجلسى في البحار ج 15 باب مراتب النفس وعدم الاعتماد عليها.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 20 ص 41 من الاختصاص.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 189.
(6 و 7) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 4 ص 27.
(8) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 4 ص 29 وفيه ( تقى مصارع السوء ).

الاختصاص _ 241 _
  إن ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم ، والمعروف واجب على كل أحد بقلبه ولسانه ويده ، فمن لم يقدر على اصطناع المعروف بيده فبقلبه ولسانه ، فمن لم يقدر عليه بلسانه فينوه بقلبه (1).
  وقال الصادق عليه السلام : لعن الله قاطعي سبيل المعروف وهو الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره (2).
  وقال الصادق عليه السلام : مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآجرهم الله مرتين (3).
  وقال عليه السلام : إذا كان العبد على معصية الله عزوجل وأراد الله به خيرا أراه في منامه رؤيا تروعه فينزجر بها عن تلك المعصية ، وإن الرؤيا الصادق جزء‌ا من سبعين جزء‌ا من النبوة (4).
  وقال الصادق عليه السلام : أدوا الامانة إلى البر والفاجر ، فلو أن قاتل علي عليه السلام ائتمنني على أمانة لاديتها إليه ، وقال : أدوا الامانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي عليهما السلام (5).
  وقال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حبنا وموالاتنا وفرض عليكم طاعتنا ، ألا فمن كان منا فليقتدبنا ، وإن من شأننا الورع ، والاجتهاد ، وأداء الامانة إلى البر والفاجر ، وصلة الرحم ، وإقراء الضيف (6) والعفو عن المسيئ ، ومن لم يقتد بنا فليس منا ، وقال لا تسفهوا فإن أئمتكم ليسوا بسفهاء (7).

------------------------------------
(1) روى الكلينى ـ رحمه الله ـ صدر الحديث في الكافى ج 4 ص 29 ونقل المجلسى ـ رحمه الله ـ تمامه في البحار ج 16 ص 118 من الاختصاص.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 130.
(3) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 1 ص 448 والصدوق في المعانى ص 83.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله في البحار ج 14 ص 435.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار : 16 ص 149.
(6) اقراء الضيف : اكرامه.
(7) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 148 من امالى الصدوق وص 149 من الاختصاص.

الاختصاص _ 242 _
  الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : أحب العباد إلى الله عز و جل رجل صدوق في حديثه ، محافظ على صلاته وما افترض الله عليه مع أداء الامانة ، ثم قال : من ائتمن على أمانة فأداها فقد حل ألف عقدة من عنقه من عقد النار ، فبادروا بأداء الامانة فإنه من ائتمن على أمانة وكل إبليس به مائة شيطان من مردة أعوانه ليضلوه ويوسوسوا إليه حتى يهلكوه إلا من عصمه الله (1).
  وقال الصادق عليه السلام : إن الله عزوجل علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب ، لولا ذلك ما ابتلى الله مؤمنا بذنب أبدا (2).
  إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : مامن مؤمن ضيع حقا إلا أعطى في باطل مثليه ، ومامن مؤمن يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حوائجه قضيت أو لم تقض إلا ابتلاه الله بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولا يؤجر به ، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما رضي الله إلا ابتلى أن ينفق أضعافا فيما يسخط الله (3).
  محمد بن علي ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق عليه السلام : ياابن رسول الله ما بال المؤمن إذا دعا ربما استجيب له وربما لم يستجيب له وقد قال الله عزوجل : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم (4) ) فقال عليه السلام : إن العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنية صادقة وقلب مخلص استجيب له بعد وفائه بعهد الله عزوجل وإذا دعاالله عزوجل لغير نية وإخلاص لم يستجب له ، أليس الله تعالى يقول : ( أوفوا بعهدي اوف بعهدكم ) فمن وفي أوفى له (5).
  وقال الرضا عليه السلام : من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له (6).
  وقال عليه السلام : من بارز الله بالايمان الكاذبة برئ الله منه (7).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 149.
(2) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 313 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب العجب عن امالى الشيخ ـ رحمه الله ـ.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 164.
(4) المومن : 60.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 19 ص 58 ، والاية في البقرة : 40.
(6) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 189.
(7) نقله المجلسى ـ رحمه الله في البحار ج 24 ص 11.

الاختصاص _ 243 _
  وقال الصادق عليه السلام : من قضى حق من لا يقضي حقه فكأنما قد عبده من دون الله ، وقال عليه السلام : أخدم أخاك فإن استخدمك فلا ولا كرامة ، قال : وقيل : اعرف لمن لا يعرف لي ؟ فقال : ولا كرامة ، قال : ولا كرامتين (1).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : خير الناس من انتفع به الناس وشرالناس من تأذى به الناس وشر من ذلك من أكرمه الناس إتقاء شره ، وشر من ذلك من باع دينه بدنيا غيره (2).
  وقال الصادق عليه السلام : من ازداد في الله علما وازداد للدنيا حبا ازداد من الله بعدا وازداد الله عليه غضبا (3).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : لوعدلت الدنيا عند الله عزوجل جناح بعوضة لما سقي الكافر منها شربة (4).
  وقال الصادق عليه السلام : كان أبي محمد عليه السلام يقول : أي شئ أشر من الغضب ! إن الرجل إذا غضب يقتل النفس ويقذف المحصنة (5).
  وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل خيرا استزاد الله وحمد الله عليه وإن عمل شرا استغفر الله منه وتاب إليه (6).
  وعن أبي جعفر الباقر عليهما السلام : ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإن أذنب وثنى خرج من تلك النكتة سواد فإن تمادى في الذنوب اتسع ذلك السواد حتى يغطي البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا ، وهو قول الله : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) (7).
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في القول إلا مع العمل ، ولا في المنظر إلا مع

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 49.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 164
(3 و 4) نقله المجلسى ـ رحمه الله في البحار ج 15 باب حب الدنيا وذمها.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب ذم الغضب.
(6) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب ترك الشهوات.
(7) المطففين : 14 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب آثار الذنوب.

الاختصاص _ 244 _
2   المخبر ، ولا في المال إلا مع الجود ، ولا في الصدق إلا مع الوفاء ، ولا في الفقه إلا مع الورع ، ولا في الصدقة إلا مع النية ، ولا في الحياة إلا مع الصحة ، ولا في الوطن إلا مع الامن والمسرة (1).
  وقال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لما خلق العقل قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعز علي منك اؤيد من أحببته بك (2).
  وقال عليه السلام : أربع خصال يسود بها المرء : العفة والادب والجود والعقل (3).
  وقال عليه السلام : أفضل طبائع العقل العبادة ، وأوثق الحديث له العلم ، وأجزل حظوظه الحكمة ، وأفضل ذخائره الحسنات (4).
  وقال عليه السلام : يغوص العقل على الكلام فيستخرجه من مكنون الصدر كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنة في البحر (5).
  وقال عليه السلام : كمال العقل في ثلاثة : التواضع لله ، وحسن اليقين ، والصمت إلا من ، خير (6).
  وقال عليه السلام : الجهل في ثلاث : الكبر ، وشدة المراء ، والجهل بالله ، فاولئك هم الخاسرون .
  وقال عليه السلام : خلق الله تعالى العقل من أربعة أشياء : من العلم والقدرة والنور والمشيئة بالامر فجعله قائما بالعلم دائما في الملكوت .
  وقال عليه السلام : يزيد عقل الرجل بعد الاربعين إلى خمسين وستين ، ثم ينقص عقله بعد ذلك .

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب جوامع المكارم وآفاتها.
(2) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب حقيقة العقل ص 33.
(3) نقله المجلسى في البحار ج 1 ابواب العقل والجهل ص 32.
(4) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب علامات العقل وجنوده ص 43.
(5) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب فضل العقل وذم الجهل ص 32.
(6) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب جنود العقل ص 43.

الاختصاص _ 245 _
  وقال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى بعث إلى آدم عليه السلام ثلاثة أشياء يختار منها واحدا العقل والحياء والسخاء فاختار العقل ، فقال جبرئيل عليه السلام للحياء والسخاء : اعرجا فقالا : امرنا أن لا نفارق العقل.
  وقال الصادق عليه السلام : إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون فإن أنكره فهو عاقل وإن صدقه فهو أحمق (1).
  وقال عليه السلام : إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان أول ما يغيرمنه عقله (2).
  وقال الصادق عليه السلام : لا يلسع العاقل من جحر مرتين .
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام الناس أعداء لما جهلوا .
  وقال الباقر عليه السلام : الروح عماد الدين والعلم عماد الروح والبيان عماد العلم (3).
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام : المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ، ولا يبرح وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لان العالم تأتيه الفتنة ، فيخرج منها بعلمه وتأتي الجاهل فينسفه نسفا ، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة (4).
  وقال الباقر عليه السلام : تذاكر العلم ساعة خير من قيام ليلة (5).
  وقال عليه السلام : إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول ولا تقطع على أحد حديثه (6).
  وقال الرضا عليه السلام : لا تمارين العلماء فيرفضوك ولا تمارين السفهاء فيجهلوا عليك (7).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 1 باب جنود العقل ص 43.
(2) نقله المجلسى في البحار ج 1 ابواب العقل والجهل ص 32.
(3) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب فرض العلم ص 54.
(4) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب العمل بغير علم ص 65.
(5) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب مذاكرة العلم ص 64.
(6) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب آداب طلب العلم ص 68.
(7) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب ما جاء في تجويز المجادلة ص 106.

الاختصاص _ 246 _
  وقال النبي صلى الله عليه واله : من صبر على ما ورد عليه فهو الحليم ، وقال لقمان : عدو حليم خير من صديق سفيه (1).
  وقال الصادق عليه السلام : لا مال أعود من العقل ، ولا مصيبة أعظم من الجهل ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا ورع كالكف ، ولا عبادة كالتفكر ، ولا قائد خير من التوفيق ولا قرين خير من حسن الخلق ، ولا ميراث خير من الادب (2).
  وقال لقمان : ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواضع.
  لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ، ولا يعرف الشجاع إلا في الحرب ولا تعرف أخاك إلا عند حاجتك إليه (3).
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا كنتم بالنهار (4)... على سريره ووضع إكليله على رأسه ثم قال لحاجبه : ابعث إلى أبي عبدالله ،

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب فضل الفقر والفقراء.
(2) نقله المجلسى في البحار ج 1 أبواب العقل والجهل ص 32.
(3) نقله المجلسى في البحار ج 15 باب الحلم والعفو وج 16 ص 49 من الاختصاص.
(4) هكذا بياض في جميع النسخ الخمس التى رأيناها ، وأما الساقط فهو قسمان تتمة لكلام أمير المؤمنين عليه السلام وهى التى نقلها المؤلف في حديث في أماليه ص 69 وصدر لقصة أبى عبدالله عليه السلام مع ابى جعفر الدوانيقى ، وأما رواية الامالى فهكذا (اذا كنتم بالنهار تحلفون وبالليل تنامون وفى خلال ذلك عن الاخرة تغفلون فمتى تحرزون الزاد وتفكرون في المعاد ، فقال رجل : ياامير المومنين انه لا بدلنا من المعاش فكيف نصنع ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ان طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل الاخرة ، فان قلت : لا بد لنا من الاحتكار لم تكن معذورا فولى الرجل باكيا ، فقال له امير المؤمنين عليه السلام : أقبل على أزدك بيانا ، فعاد الرجل اليه ، فقال له : اعلم ياعبدالله ان كل عامل في الدنيا للاخره لا بد ان يوفى أجر عمله في الاخرة وكل عامل في الدنيا للدنيا عمالته في الاخرة نار جهنم ثم تلا أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى : ( فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا فان الجحيم هى المأوى ) انتهى.
وقوله : ( عمالته ) ـ بفتح العين وضمها ـ اجرته.
واما قصة ابى عبدالله عليه السلام مع الدوانيقى فقد رواها الطبرى ـرحمه اللهـ في دلائل الامامة ص 144 ولا يسعنا نقل تمام ما سقط لطوله ونقلها البحرانى في مدينة المعاجز ص 326 منه ومن الاختصاص.

الاختصاص _ 247 _
  فبعث إليه ، فقام حتى دخل فلما بصر به وبهم وقد استعدوا له رفع يده إلى السماء ثم تكلم بكلام بعضه جهرا وبعضه خفيا ، ثم قال : ويلكم أنا الذي أبطلت سحر آبائكم أيام موسى ، وأنا الذي ابطل سحركم ، ثم نادى يرفع صوته قسورة ! فوثب كل واحد منهم على صاحبه فافترسه في مكانه ، ووقع أبوجعفر المنصور من سريره وهو يقول : يا أباعبدالله أقلني ، فوالله لاعدت إلى مثلها أبدا ، فقال : قد أقلتك : قال : فرد السباع كما كانت ، قال : هيهات إن رد عصا موسى فستعود السباع.
  وروى عن عبدالعظيم ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام (1) : قال : يا عبدالعظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الامانة ، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إلي.
  ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فإني آليت على نفسي (2) أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين وعرفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك به أو آذى وليا من أوليائي ، أو أضمر له سوء‌ا فإن الله لا يغفرله حتى يرجع عنه فإن رجع وإلا نزع روح الايمان عن قلبه وخرج عن ولايتي ، ولم يكن له نصيبا في ولايتنا ، وأعوذ بالله من ذلك (3).
  سعد بن عبدالله عن بعض أصحابه قال : تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ فلما لحقه قال :
  ياهذا ما أرفع من السماء ؟ وما أوسع من الارض ؟ وما أغنى من البحر ؟ وما أقسى من الحجر ؟ وما أشد حرارة من النار ؟ وما أشد بردا من الزمهرير ؟ وما أثقل من الجبال الراسيات ؟ فقال : الحق أرفع من السماء ، والعدل أوسع من الارض ، وغنى النفس أغنى من البحر ، وقلب الكافر أقسى من الحجر ، والحريص الجشع اشد حرارة من النار ، واليأس من قريب أشد بردا من الزمهرير ، والبهتان على البريئ أثقل من الجبال الراسيات (4).

------------------------------------
(1) رواية عبدالعظيم عن الرضا عليه السلام بعيد ولعل المراد ابوالحسن الثالث فاشتبه على الرواة
(2) أى حلفت وجعلت على نفسى كذا وكذا.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 63.
(4) روى نحوه الصدوق ـ رحمه الله ـ في المعانى ص 55 ونقله المجلسى في البحار ج 17 ص 248.

الاختصاص _ 248 _
  عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أول ما ينزع من العبد الحياء فيصير ماقتا ممقتا ، ثم ينزع الله منه الامانة فيصير خائنا مخونا ، ثم ينزع الله منه الرحمة فيصير فظا غليظا ، ويخلع دين الاسلام من عنقه فيصير شيطانا لعينا ملعونا (1).
  علي بن عباس ، عن صالح بن حمزة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن الصادق عليه السلام قال : خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال فيما يقول : أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، أيها الناس أنا قلب الله الواعي ، ولسانه الناطق ، وأمينه على سره ، وحجته على خلقه ، وخليفته على عباده ، وعينه الناظرة في بريته ويده المبسوطة بالرأفة والرحمة ، ودينه الذي لا يصدقني إلا من محض الايمان محضا ولا يكذبني إلا من محض الكفر محضا (2) وعن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا الهادي والمهتدي ، وأبواليتامى ، وزوج الارامل والمساكين ، وأنا ملجأ كل ضعيف ، و مأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقى وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب الله الذي تقول نفس : ياحسرتي على فرطت في جنب الله ، وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لاني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله (3).
  وقال رسول الله صلى الله عليه واله : ليس منا من يحقر الامانة ـ يعني يستهلكها إذا استودعها ـ وليس منا من خان مسلما في أهله وماله (4).
  وقال صلى الله عليه واله : من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ،

------------------------------------
(1) رواه الصدوق في المعانى ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الحياء.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 7 ص 336 من الاختصاص.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 7 ص 131 من المعانى والتوحيد للصدوق ـ قدس سره ـ ص 336 من الاختصاص.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ غى البحار ج 16 ص 164.

الاختصاص _ 249 _
  ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.
  وقال صلى الله عليه واله : من ترك معصية من مخافة الله عزوجل أرضاه الله يوم القيامة.
  وقال صلى الله عليه واله : إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان (1).
  وقال صلى الله عليه واله : من اكتسب مالا من غير حله كان راده إلى النار.
  وقال صلى الله عليه واله : أيضا : قال الله عزوجل : من لم يبال من أي باب اكستب الدينار والدرهم لم ابال يوم القيامة من أي أبواب النار أدخلته.
  عن عمران بن يسار اليشكري ، عن أبي حفص المدلجي ، عن شريف بن ربيعة ، عن قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام قال : كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل رجل فقال : ياأمير المؤمنين أنا أشتهي بطيخا ، قال : فأمرني أمير المؤمنين عليه السلام بشراء بطيخ ، فوجهت بدرهم فجاؤونا بثلاث بطيخات ، فقطعت واحدة فإذا هو مر فقلت : مر ياأمير المؤمنين ، فقال : إرم به من النار وإلى النار ، قال : وقطعت الثاني فإذا هو حامض فقلت : حامض يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به من النار وإلى النار ، قال : فقطعت الثالث فإذا هو مدودة فقلت : مدودة ياأمير المؤمنين ، فقال : ارم به من النار وإلى النار ، قال ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات فوثبت على قدمي فقلت : أعفني ياأمير المؤمنين عن قطعه ـ كأنه تأشم بقطعه ـ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : اجلس ياقنبر فإنها مأمورة ، فجلست فقطعت واحدة فإذا هو حلو.
  فقلت : حلو ياأمير المؤمنين ، فقال كل وأطعمنا فأكلت ضلعا وأطعمته ضلعا وأطعمت الجليس ضلعا ، فالتفت إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ياقنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الارض من الجن والانس والثمر وغير ذلك فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه خبث وردى ونتن (2).
  عن أبان بن تغلب الكندي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن روح الايمان واحدة خرجت من عند واحد وتتفرق في أبدان شتى فعليه ائتلفت وبه تحابت وستخرج من شتى

------------------------------------
(1) نفله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكوت والكلام.
(2) نقله المجلسى في البحار ج 7 ص 419.

الاختصاص _ 250 _
  ويعود واحدا ويرجع عند واحد (1).
  ابن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : إن الله تبارك و تعالى توحد بملكه فعرف عباده نفسه ، ثم فوض إليهم أمره وأباح لهم جنته فمن أراد الله أن يطهر قلبه من الجن والانس عرفه ولايتنا ومن أراد أن يطمس على قلبه امسك عنه معرفتنا.
  ثم قال يامفضل والله ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي عليه السلام ، وما كلم الله موسى تكليما إلا بولاية علي عليه السلام ، ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي عليه السلام ، ثم قال : أجمل الامر ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا (2).
  عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : سمعته يقول : من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله تبارك وتعالى وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله تبارك وتعالى عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا ، فإن عذره الطالب كان أسوء حالا (3).
  وقال أبوعبدالله عليه السلام : لا يتكلم الرجل بكلمة هدى فيؤخذ بها إلا كان له مثل أجر

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب السكينة وروح الايمان قائلا بعده بيان : فيه ايماء إلى روح الايمان هى قوة الايمان والملكة الداعية إلى الخير فهى معنى واحد وحقيقة واحدة اتصفت بافرادها النفوس وبعد ذهاب النفوس ترد إلى الله والى علمه فيجازيهم بحسبها ويحتمل أن تكون خلقا واحدا تعين جميع النفوس على الطاعة بحسب ايمانهم وقابليتهم و استعدادهم كما تقول الحكماء في العقل الفعال.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 7 ص 344 من الاختصاص.
والعبودية هنا بمعنى الاطاعة.
(3) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 196 ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 165 وقوله : ( أسوء حالا ) انما كان المعذور أسوء حالا لان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فرد قضاء حاجته أشنع والندم عليه اعظم والحسرة عليه أدوم، ويجوز وجه آخر وهو أنه اذا عذره لا يشكوه ولا يغتابه فبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب.