فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أثبت فثبت فسمعنا صوتا مثل صرير الزجل (1) ، فقال : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : إن الله عزوجل يناجي عليا عليه السلام ـ تم الخبر ـ ] (2).

ما روى في محمد بن مسلم
  الطائفي الثقفي القصير الطحان الكوفي الاعور ، عربي مات سنة خمسين و مائة ، (3) حدثنا جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ياسين الضرير البصري ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم قال : ما شجرني في قلبي شئ قط إلا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبدالله عليه السلام عن ستة عشر ألف حديث (4).
  جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن علي بن حسان عن علي بن عطية الزيات الملقب بالبواب ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : جعلت فداك أخبرني بركود الشمس (5) ، قال : ويحك يا محمد ما أصغر جثتك وأعضل مسألتك ، ثم سكت عني ثلاثة أيام ، ثم قال لي في اليوم الرابع : إنك لاهل للجواب.ـ والحديث معروف ـ (6).
  حدثنا محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن محمد الحجال ، عن العلاء بن رزين ، عن عبدالله بن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إني ليس كل ساعة ألقاك ولا يمكنني القدوم ويجيئ الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني عنه قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فإنه قد

------------------------------------
(1) أى صوت الرعد.
(2) رواه الصفار ـ رحمه الله ـ في البصائر الجزء الثامن الباب السادس عشر.ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 9 ص 380 من الاختصاص.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار 11 ص 95 من الاختصاص.
(4) رواه الكشى في رجاله ص 109، ونقله المجلسى من الاختصاص في البحار ج 11 ص 94.
(5) الركود : السكون والثبات.
(6) روى الصدوق ـ رحمه الله ـ تمام الحديث في الفقيه ص 60.

الاختصاص _ 202 _

  سمع من أبي وكان عنده مرضيا وجيها (1).
  وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال العبدي ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة قال : شهد أبو كريبة الازدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض فنظر في وجههما مليا ثم قال : جعفريان فاطميان ، فبكيا.
  فقال لهما : ما يبكيكما ؟ فقالا له : نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن نكون من إخوانهم لما يرون من سخيف ورعنا ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن نكون من شيعته فإن تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل قديما ، فتبسم شريك ثم قال : إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم ، يا وليد أجزهما هذه المرة ولا يعودا ثانية ، قال : فحججنا فخبرنا أبا عبدالله عليه السلام بالقصة فقال : وما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار (2).
  وحدثنا أحمد بن هارون ، وجعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة أو غيره ، عن أبي كهمش قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال : لي شهد محمد بن مسلم الواسطي القصير عند ابن أبي ليلي بشهادة فرد شهادته ؟ فقلت : نعم ، فقال : إذا صرت إلى الكوفة فائت ابن أبي ليلى وقل له : أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقل : قال أصحابنا ، ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الاولتين من الفريضة وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصات فتسقط منها واحدة كيف يصنع ؟ فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له : يقول لك جعفر بن محمد : ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله منك.
  فقال أبوكهمش : فلما قدمت الكوفة أتيت ابن أبي ليلي قبل أن أصير إلى المنزل فقلت له :

------------------------------------
(1) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 108 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ من الاختصاص في المجلد الحادى عشر ص 95 من البحار.
(2) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 108 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 11 ص 224 من الاختصاص، والشراك : سير النعل على ظهر القدم أي جعل الله له يوم القيامة شراكين من النار.

الاختصاص _ 203 _
  أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقل : قال أصحابنا ، قال : هات ، قلت :
  ما تقول في الرجل يشك في الركعتين الاولتين من الفريضة ؟ فأطرق ثم رفع رأسه إلي فقال : قال أصحابنا ، فقلت له : هذاشرطي عليك أن لا تقول : قال أصحابنا ، فقال : ما عندي فيها شئ ، فقلت له : ما تقول في الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله ؟ فأطرق ثم رفع رأسه فقال : قال أصحابنا ، فقلت : هذا شرطي عليك ، فقال : ما عندي فيها شئ ، فقلت : فرجل رمي الجمار بسبع حصيات فسقطت منه حصاة كيف يصنع ؟ فطأطأ رأسه ثم رفع رأسه فقال : قال أصحابنا ، فقلت : أصلحك الله هذا شرطي عليك ، فقال : ليس عندي فيها شئ ، فقلت : يقول لك جعفر بن محمد عليه السلام : ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك وأعرف بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله منك ؟ فقال : ومن هو ؟ فقلت : محمد بن مسلم الواسطي القصير ، قال : فقال : الله ، جعفر بن محمد قال لك هذا ؟ قال : فقلت : الله ، لقال لي جعفر بن محمد عليه السلام هذا ، قال : فأرسل إلى محمد بن مسلم فدعاه فشهد عنده بتلك الشهادة فأجاز شهادته (1).
  أحمد بن محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : أقام محمد بن مسلم أربع سنين بالمدينة يدخل على أبي جعفر عليه السلام يسأله ثم كان يدخل بعده على أبي عبدالله عليه السلام يسأله ، قال ابن أبي عمير : سمعت عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان يقولان : ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم (2).
  وعنه عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن عبدالله بن بكير ، عن محمد بن مسلم ، قال : إني ذات ليلة لنائم على السطح إذ طرق الباب طارق ، فقلت : من هذا ؟ فقال : اشرف رحمك الله ، فأشرفت فإذا امرأة ، فقالت : لى ابنة عروس يضربها الطلق (3) فما زالت تطلق حتى ماتت والولد يتحرك في بطنها ويذهب ويجيئ فما أصنع ؟

------------------------------------
(1) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 109 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج الحادى عشر ص 227.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ من الكتاب في البحار ج 11 ص 224.
(3) الطلق : وجع الولادة ، طلقت [ على المجهول ] المرأة طلقا : أصابها وجع الولادة.

الاختصاص _ 204 _
  فقلت : لها يا أمة الله سئل محمد بن علي بن الحسين الباقر عليهم السلام عن مثل هذا فقال : يشق بطن الميت ويستخرج الولد ، يا أمة الله افعلي مثل ذلك ، يا أمة الله ، إني رجل في ستر ، من وجهك إلي ؟ قالت لي : رحمك الله جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي فقال لي : ما عندي فيها شئ ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبرك ، فما أفتاك به من شئ فعودي إلي فأعلمينه ، فقلت لها : امضي بسلام ، فلما كان الغد خرجت إلى المسجد فإذا أبوحنيفة يسأل أصحابه عنها فتنحنحت ، فقال : اللهم غفرا دعنا نعيش (1).
  أبوجعفر الاحول محمد بن النعمان مؤمن الطاقأبو جعفر الأحول محمد بن النعمان مؤمن الطاق محمد بن النعمان بن أبي طريقة أبوجعفر الاحول مولى لبجيلة وكان صيرفيا ولقبه الناس شيطان الطاق وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه فقال لهم : ستوق (2) فقالوا : ما هو إلا شيطان الطاق وأصحابنا يلقبونه مؤمن الطاق ، وكان من متكلمي الشيعة ، مدحه أبو ـ عبدالله عليه السلام على ذلك (3).

جابر بن يزيد الجعفي صاحب التفسير
  حدثنا جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال قال : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت : أنا أسأل أبا عبدالله الله عليه السلام ، فلما دخلت ابتدأني فقال : رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا ، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا (4).
  حدثنا جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد

------------------------------------
(1) التنحنح : تردد الصوت في الصدر ، وفى بعض النسخ ( فتبحبحت ) والغفر : الستر ، والخبر رواه الكشى في رجاله ص 108 ونقل في البحار ج 11 ص 230 منه ومن الاختصاص.
(2) الستوق : درهم زيف ملبس بالفضة.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 11 ص 224، والكشى ـ ره ـ في رجاله ص 122.
(4) رواه الكشى ـ ره ـ في رجاله ص 126 ونقله المجلسى ـ ره ـ من الاختصاص في البحار ج 11 ص 97 ، والمغيرة بن سعيد مولى بجيلة عنونه العلامة في القسم الثانى من الخلاصة قائلا المغيرة بن سعيد بالدال مولى بجيلة خرج أبوجعفر عليه السلام فقال : انه كان كان يكذب علينا وكان يدعو إلى محمد ابن عبدالله بن الحسن في أول أمره ، انتهى.

الاختصاص _ 205 _
  ابن عيسى ، عن يونس ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة : أبوخالد الكابلي ، ويحيى بن ام الطويل ، وجبير بن مطعم ، ثم إن الناس لحقوا وكثروا (1).
   وعنه ، عن أحمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليهما السلام وكان علي يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الامر ، وكان مستقيما وذكر أنه لما ادخل على الحجاج بن يوسف ، فقال له : أنت شقي بن كسير ؟ قال : امي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير ، قال : ما تقول في أبي بكر وعمر أهما في الجنة أو في النار ؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها [ ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها ] قال : فما تقول في الخلفاء ! قال : ليست عليهم بوكيل ، قال : فأيهم أحب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي ، قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم ، قال : أبيت أن تصدقني ؟ قال : بلى لم أحب أن أكذبك (2).

ما روى في حماد بن عيسى الجهني البصري
  وكان أصله كوفيا ومسكنه البصرة وعاش نيفا وتسعين ولحق بأبي عبدالله عليه السلام ومات بوادي قناة بالمدينة وهو وادي يسيل من الشجرة إلى المدينة ومات سنة تسع ومائتين.
  حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن ـ رحمه الله ـ ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى قال : دخلنا على أبي الحسن الاول عليه السلام فقلت له : جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في

------------------------------------
(1) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 82 ونقله المجلسى في البحار ج 11 ص 42 من الاختصاص بزيادة وهى ( وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول : كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ).
(2) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 79 ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحارج 11 ص 39 عن روضة الواعظين لابن فتال النيسابورى.

الاختصاص _ 206 _
  كل سنة فقال اللهم صلى على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة.
  قال : حماد فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة ، قال حماد : وحججت ثمان وأربعين حجة وهذه داري قد رزقتها وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي وهذا ابني وهذه خادمتي قد رزقت كل ذلك فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل (1) أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرقه الماء ـ رحمة الله عليه ـ وأتاه قبل أن يحج زيادة على خمسين عاش إلى وقت الرضا عليه السلام وتوفي سنة تسع ومائتين وكان من جهينة (2).

حريز بن عبد الله وابن مسكان
  وعنه ، عن حيدر بن محمد بن نعيم ، وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه ، عن جعفر بن محمد بن مسعود جميعا ، عن محمد بن مسعود العياشي قال : حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن العمركي قال : حدثني أحمد بن شيبة (3) ، عن يحيى بن المثنى ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن حريز قال : دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بينه وبيني فقال لي : هذه الكتب كلها في الطلاق واليمين فأقبل يقلب بيديه قال : فقلت : نحن نجمع هذا كله في كلمة واحدة في حرف قال : وما هو ؟ قلت : قوله : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة (4) ) فقال لي : فأنت لا تعمل شيئا إلا برواية ؟ قلت : أجل ، فقال لي : ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم وادى تسعمائة وتسعة وتسعين ثم أحدث يعني الزنا كيف تحده ؟ فقلت : عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أن عليا عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر استحقاقه فقال لي : أما إني أسألك عن مسألة لا يكون عندك فيها شئ ما تقول في جمل اخرج من البحر ؟ فقلت : إن شاء فليكن

------------------------------------
(1) الزميل : الرفيق.
(2) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 204 ونقله المجلسى في البحار ج 11 ص 286 من الاختصاص وفى ص 244 من قرب الاسناد للحميرى. وفى ص 137 من المناقب لابن شهر آشوب والخرائج للراوندى.
(3) في بعض النسخ [ احمد بن بشير ] وفى بعضها [ أحمد بن يسير ].
(4) الطلاق : 2

الاختصاص _ 207 _
  جملا وإن شاء فبقرة إن كانت عليه فلوس أكلناه وإلا فلا ، (1).
  وذكر أبوالنضر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لايدخل على أبي عبدالله عليه السلام شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالا له وإعظاما له عليه السلام ، وذكر يونس بن عبدالرحمن أن ابن مسكان كان رجلا مؤمنا وكان يتلقى أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم (2)، وحريز بن عبدالله انتقل إلى سجستان وقتل بها وكان سبب قتله أنه كان له أصحاب يقولون بمقالته ، وكان الغالب على سجستان الشراة (3) وكان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب (4) أمير المؤمنين عليه السلام وسبه فيخبرون حريزا ويستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك ، فأذن لهم فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل ، فلا يتوهمون على الشيعة لقلة عددهم ويطالبون المرجئة ويقاتلونهم فلا يزال الامر هكذا حتى وقفوا عليه فطلبوهم فاجتمع أصحاب حريز إلى حريز في المسجد فعرقبوا (5) عليهم المسجد وقلبوا أرضه ـ رحمهم الله ـ (6).

في إثبات إمامة الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام
  أبوجعفر محمد بن أحمد العلوي قال : حدثني أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، عن جده إبراهيم بن هاشم ، عن حماد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الصادق عليه السلام قال : قال سلمان الفارسي ـ رحمة الله عليه ـ : رأيت الحسين بن علي صلوات الله عليهما في حجر النبي صلى الله عليه وآله وهو يقبل عينيه ويلثم شفتيه (7) ويقول : أنت سيد بن سيد أبوسادة ، أنت حجة

------------------------------------
(1) رواه الكشى ـ رحمه الله ـ في رجاله ص 244 ، ونقله المجلسى ـ ره ـ في البحار ج 11 ص 229.
(2) رواه الكشى ، رحمه الله ـ في رجاله ص 243 ، بتقديم وتأخير ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 11 ص 224 من الاختصاص.
(3) الشراة : الخوارج.
(4) الثلب : الطعن والسب.
(5) عرقب الرجل : احتال.
(6) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 11 ص 224.
(7) أى يقبل شفتيه.

الاختصاص _ 208 _
  ابن حجة أبوحجج ، أنت الامام ابن الامام ابوالائمة التسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم (1).
  قال : حدثنا أبوالحسن محمد بن معقل القرميسيني (2) قال : حدثنا محمد بن عبدالله البصري قال : حدثنا إبراهيم بن مهزم ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اثنا عشر من أهل بيتي من أعطاهم الله فهمي وعلمي ، خلقوا من طينتي ، فويل للمنكرين حقهم بعدي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي (3).
  وحدثنا أبوالحسن محمد بن معقل قال : حدثنا محمد بن عاصم قال : حدثني علي بن الحسين ، عن محمد بن مرزوق ، عن عامر السراج ، عن سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : سمعت حذيفة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين وولي الامر خير امة محمد فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر والابدال من الشام وعصائب العراق ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن و المقام ، قال عمران بن الحصين : يا رسول الله صف لنا هذا الرجل ، قال : هو رجل من ولد الحسين كأنه من جرال شنوء‌ة (4) ، عليه عباء‌تان قطوانيتان ، اسمه اسمي فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها والحيتان في بحارها ، وتمد الانهار ، وتفيض العيون وتنبت

------------------------------------
(1) اخرجه الاربلى في كشف الغمة ونقله المجلسى ـ في البحار ج 9 ص 158 من الاختصاص.
(2) القرميسينى ـ بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان و كسر السين بعدها ياء ثانية ثم نون ـ هذه النسبة إلى قرميسين وهى مدينة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند الدينور ويقال لها : كرمانشاهان ، (اللباب).
(3) رواه الصدوق بهذا السند في كمال الدين ص 164 الباب الرابع والعشرون وفى العيون ص 38 الباب السادس، ونقله المجلسى في البحار ج 9 ص 131.
(4) قال الجوهري : الشنوء‌ة على فعولة : التفرز وهو التباعد من الادناس ، تقول : رجل فيه شنوء‌ة ، ومنه ازد شنوء‌ة ، وهم حى من اليمن ينسب إليهم شنئى ، وقال : قال ابن السكيت : ربما قالوا : أزد شنوة ـ بالتشديد غير مهموز ، وينسب إليها شنوى وقال :

نحن قريش وهم شنوة      بـنا قريشا ختم النبوة

الاختصاص _ 209 _
  الارض ضعف اكلها ، ثم يسير مقدمته جبرئيل وساقيه إسرافيل فيملا الارض عدلا و قسطا كما ملئت جورا وظلما (1).
  قال : حدثنا محمد بن قولويه قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن محمد بن خالد الطيالسي عن المنذر بن محمد ، عن النصر بن السندي (2) ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الاصبغ بن نباتة ، قال سعد بن عبدالله : وحدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي قال : حدثنا الحسن ابن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الاصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الارض (3) ، فقلت : يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض ، أرغبة منك فيها ؟ قال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي (4) هو المهدي الذي يملاها (5) عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، يكون له حيرة وغيبة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون (6) ، فقلت : إن هذا لكائن ؟ قال : نعم كما أنه مخلوق فأنى لك بهذا الامر يا أصبغ ، اولئك خيار هذه الامة مع خيار أبرار هذه العترة ، قلت : وما يكون بعد ذلك ؟ قال : الله يفعل ما يشاء فإن لله إرادات وبداء‌ات وغايات ونهايات (7).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في المجلد الثالث عشر من البحار ص 179 من الاختصاص.
(2) في بعض النسخ [ النضر بن السدى ].
(3) النكت أن يضرب في الارض بقضيب ونحوه فيؤثر فيها.
(4) قوله : ( من ولدى ) ليس بيانا للحادى عشر فان المهدى عليه السلام هو ابن التاسع من ولده عليه السلام بل ( من ) تبعيضية أى ان الامام الحادى عشر هو من ولدى (كذا في هامش كتاب الغيبة للطوسى ـ رحمه الله ـ) وفى بعض نسخ الحديث ( يكون من ظهرى الحادى عشر من ولدى ).
(5) الضمير راجع إلى الارض.
(6) زاد في الكافى هنا ( فقلت : يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ).
(7) رواه الكلينى في الكافى ج 1 ص 337 ، وقوله عليه السلام( له ارادات ) اى له تعالى في اظهار أمره واخفائه ارادات وله تعالى أيضا في ذلك امور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره ونهايات مختلفة في ظهوره وغيبته عجل الله فرجه.

الاختصاص _ 210 _
  حدثنا محمد بن معقل قال : حدثنا أبي ، عن عبدالله بن جعفر الحميري عند قبر الحسين عليه السلام في الحائر سنة ثمان وتسعين ومائتين قال : حدثنا الحسن بن ظريف بن ناصح ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبي محمد لجابر بن عبدالله الانصاري : إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ قال له جابر : في أي وقت شئت يا سيدي فخلا به أبي في بعض الايام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة صلوات الله عليها وما أخبرتك امي أنه مكتوب في اللوح ؟ فقال جابر : اشهد بالله أني دخلت على فاطمة امك صلوات الله عليها في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيتها بولادة الحسين عليه السلام ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ، فظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وامي ما هذا اللوح ؟ قالت : هذا لوح أهداه الله تبارك وتعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسمي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرني به ، قال جابر : فأعطتنيه امك فقرأته واستحسنته فقال أبي عليه السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه علي ؟ قال : نعم ، فمشى معه أبي حتى أتى منزل جابر فأخرج أبي من كمه صحيفة من رق (1) فقال : يا جبار انظر في كتابك لاقرأ أنا عليك فنظر (2) في نسخته فقرأه عليه فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر اشهد بالله أني كذا رأيته في اللوح مكتوبا :

------------------------------------
(1) الرق ـ بالفتح والكسر ـ : الرقيق الذي يكتب فيه.
(2) هذا يدل على أن جابر الانصارى لم يكن أعمى في ايام الباقر عليه السلام خلافا للمشهور حيث قالوا : انه كان اعمى يوم الاربعين ويؤيد ذلك تبليغه سلام رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبى جعفر عليه السلام على ما رواه الكلينى في الكافى ج 1 ص 469 في حديث طويل قال : ( فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة اذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن على فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له : أدبر فادبر ثم قال : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله و الذى نفسى بيده يا غلام ما اسمك قال : اسمى محمد بن على بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول بأبى أنت وامى ابوك رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ، الحديث )

الاختصاص _ 211 _
  [بسم الله الرحمن الرحيم ]
  هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نبيه وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد صلى الله عليه وآله أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، قاصم الجبارين ومديل المظلومين (1) وديان يوم الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا اعذب به أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا قط فأكملت أيامه وأنقضت مدته إلا وجعلت له وصيا وقد فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك (2) الحسن والحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء عندي درجة ، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده ، بعترته اثيب واعاقب ، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين ، وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت بعده موسى واتيحت (3) فتنة عمياء صماء حندس لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي يسقون بالكأس الاوفى ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي وويل للمكذبين الجاحدين بعد انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي ، فإن المكذب لاحدهم المكذب

------------------------------------
(1) في بعض نسخ الحديث ( مذل الظالمين )،والادالة : اعطاء الدولة والغلبة والمراد بالمظلومين أئمة المؤمنين وشيعتهم الذين ينصرهم الله في آخر الزمان.
(2) ( بشبليك ) أى بولديك في القاموس الشبل ـ بالكسر ـ : ولد الاسد اذا ادرك الصيد انتهى وشبههما بولد الاسد في الشجاعة.
(3) ( اتيحت ) بالمثناة الفوقية ثم التحتية ثم الحاء المهملة ـ من الاتاحة بمعنى تهية الاسباب وفى بعض نسخ الحديث ( ابيحت ) وفى بعضها ( انبحت ) والحندس ـ بالكسر ـ : المظلم و انما كانت الفتنة به عليه السلام عمياء حندس لخفاء أمره اكثر من اخفاء أمر آبائه عليهم السلام لشدة الخوف الذى كان من جهة طاغى زمانه.

الاختصاص _ 212 _
  لكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها (1) يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها الغبد الصالح (2) إلى جنب شر خلقي لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه فهو معدن علمي وموضع سري و حجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ، وختمت بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، سيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الارض بدمائهم ويفشوا الويل والرنة في نسائهم ، هؤلاء أوليائي حقا ، بهم أدفع كل بلية وفتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الاصار والاغلال (3) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.
  قال عبدالرحمن بن سالم : قال أبوبصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (4).
  حدثنا محمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان الاحمر قال : قال الصادق عليه السلام : يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين عليه السلام

------------------------------------
(1) أعباء جمع عب‌ء ـ بالكسر ـ وهى الاثقال وقال العلامة المجلسى ـ رحمه الله ـ : المراد بها هنا العلوم التى أوحى بها الانبياء ، أو الصفات المشتركة بين الانبياء والاوصياء عليهم السلام من العصمة والعلم والشجاعة والسخاوة وأمثالها وفى القاموس الضلاعة القوة وشدة الاضلاع ، وهو مضلع لهذا الامر ومضطلع اى قوى عليه.
(2) المراد به ذو القرنين لان طوس من بنائه وقد صرح به في رواية النعمانى.
(3) المراد بالزلازل رجفات الارض او الشبهات المزلزلة المضلة.والاصار : الاثقال أى الشدائد والبلايا العظيمة والفتن الشديدة اللازمة في اعناق الخلق كالاغلال.
(4) رواه الكلينى في الكافى ج 1 ص 527 والصدوق في كمال الدين ص 178 وفى العيون ص 25 والنعمانى في الغيبة ص 29 وأمين الدين الطبرسى في اعلام الورى ص 225 وأبومنصور الطبرسى في الاحتجاج طبع النجف ص 41 وطبع طهران ص 36 ، ونقله المجلسى في البحار ج 9 ص 121.

الاختصاص _ 213 _
  لما قال : ( لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره ) ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه ، أليس نبينا صلى الله عليه وآله أفضل الانبياء ووصيه عليه السلام أفضل الاوصياء ، أفلا جعلوه كوصي سليمان ، حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا ، (1) أحمد بن عبدالله ، عن عبدالله بن محمد العبسي قال : أخبرني حماد بن سلمة ، عن الاعمش ، عن زياد بن وهب ، عن عبدالله بن مسعود قال : أتيت فاطمة صلوات الله عليها ، فقلت لها : أين بعلك ؟ فقالت : عرج به جبرئيل عليه السلام إلى السماء ، فقلت : فيماذا ؟ فقالت : إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيروا ، فاختاروا علي بن أبي طالب عليه السلام (2).
  محمد بن علي قال : حدثنا أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن علي بن عثمان ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : إن الانبياء وأولاد الانبياء وأتباع الانبياء خصوا بثلاث خصال : السقم في الابدان ، و خوف السلطان ، والفقر (3).
  محمد بن أحمد العلوي قال : حدثنا أحمد بن زياد ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي الصباح الكناني قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب.
  الآية (4) ) فقال : إن للشمس أربع سجدات كل يوم وليلة قال : فأول سجدة إذا صارت [ في طرف الافق حين يخرج الفلك من الارض إذا رأيت البياض المضئ ] (5) في طول [ السماء ] قبل أن يطلع الفجر ، قلت : بلى جعلت فداك ، قال : ذاك الفجر الكاذب لان الشمس تخرج ساجدة وهي في

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 5 ص 360 وج 7 ص 364.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار المجلد التاسع ص 379 من الاختصاص.
(3) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الخصال ، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب شدة ابتلاء المؤمن.
(4) الحج : 18.
(5) ما بين القوسين كان في احدى النسختين ولم تكن في منقوله في البحار.

الاختصاص _ 214 _
  طرف الارض ، فإذا ارتفعت من سجودها طلع الفجر ودخل وقت الصلاة ، وأما السجدة الثانية فإنها إذا صارت [ في وسط القبة وارتفع النهار ركدت قبل الزوال فإذا صارت ] بحذاء العرش ركدت وسجدت ، فإذا ارتفعت من سجودها زالت عن وسط القبة فيدخل وقت صلاة الزوال ، وأما السجدة الثالثة أنها إذا غابت من الافق خرت ساجدة ، فإذا ارتفعت من سجودها زال الليل كما أنها حين زالت وسط السماء دخل وقت الزوال ، زوال النهار (1) ، محمد بن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن علي بن جميل الغنوي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال وكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل الحاجة فلم يلبث أن

------------------------------------
(1) نقله العلامة المجلسى ـ رحمه الله ـ في المجلد الربع عشر من البحار ص 129 وقال بعده بيان : السجود في الاية بمعنى غاية الخضوع والتذلل والانقياد ، سواء كان بالارادة والاختيار أو بالقهر والاضطرار ، فالجمادات لما لم يكن لها اختيار وارادة وهى كاملة في الانقياد والخضوع لما اراد الرب تعالى منها ، فهى على الدوام في السجود والانقياد للمعبود والتسبيح والتقديس له سبحانه بلسان الذل والامكان والافتقار وكذا الحيوانات العجم واما ذووا العقول فلما كانوا ذوى ارادة و اختيار فهم من جهة الامكان والافتقار والانقياد للامور التكوينية كالجمادات في السجود والتسبيح ومن حيث الامور الارادية والتكليفية منقسمون بقسمين منهم الملائكة وهم جميعا معصومون الساجدون منقادون من تلك الجهة أيضا ، ولعل المراد بقوله : ( من في السموات والارض ) وهم اما الناس فهم قسمان قسم مطيعون من تلك الجهة أيضا ومنهم عاصون من تلك الجهة وان كانوا مطيعين من الجهة الاخرى فلم يتأت منهم غاية ما يمكن منهم من الانقياد فلذا قسمهم سبحانه إلى قسمين فقال : ( وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ) فاذا حققت الاية هكذا لم تحتج إلى ما تكلفه المفسرون من التقديرات والتأويلات وسيأتى بعض ما ذكروه في هذا المقام واما الخبر فلعله كان ثلاث سجدات أو سقط الرابع من النساخ ولعله بعد زوال الليل إلى وقت الطلوع أو قبل زوال الليل كما في النهار ، وانما خص عليه السلام السجود بهذه الاوقات لانه عند هذه الاوقات تظهر للناس انقيادها لله لانها تتحول من حالة معروفة إلى حالة اخرى ويظهر تغير تام في أوضاعها ، وأيضا انها أوقات معينة يترصدها الناس لصلاتهم وصيامهم وسائر عباداتهم ومعاملاتهم ، وأيضا لما كان هبوطها وانحدارها وافولها من علامات امكانها وحدوثها كما قال الخليل عليه السلام : ( لا احب الافلين ) خص السجود بتلك الاحوال أو بما يشرف عليها والله يعلم أسرار الايات والاخبار وحججه الابرار عليهم السلام.

الاختصاص _ 215 _
  مات ، فقامت امرأته في ماله كقيامه ، فلم يلبث المال أن نفد ونشأ له ابن فلم يمر على أحد إلا ترحم على أبيه ويسأل الله أن يخيره ، فجاء إلى امه فقال : ما كان حال أبي ؟ فإني لا أمر على أحد إلا يرحم عليه ويسأل الله أن يخيرني ، فقالت : إن أباك كان رجلا صالحا وكان له مال كثير فكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل الحاجة ، فلما أن مات قمت في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد ، قال لها : يا امه إن أبي كان مأجورا فيما ينفق وكنت آثمة ، قالت : ولم يا بني ؟ فقال : كان أبي ينفق ماله وكنت تنفقين مال غيرك ، قالت : صدقت يا بني وما أراك تضيق علي ، قال : أنت في حل وسعه ، فهل عندك شئ نلتمس به من فضل الله ؟ قالت : عندي مائة درهم ، فقال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه فأعطته المائة الدرهم فأخذها ، ثم خرج يلتمس من فضل الله عزوجل ، فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن ما يكون هيئة فقال : ما اريد تجارة بعد هذا أنا آخذه واغسله واكفنه واصلي عليه واقبره ، ففعل فأنفق عليه ثمانين درهما وبقيت معه عشرون درهما ، فخرج على وجهه يلتمس به من فضل الله ، فاستقبله شخص فقال : أين تريد يا عبدالله ؟ فقال : اريد ألتمس ، قال : وما معك شئ تلتمس به من فضل الله ؟ قال : نعم معي عشرون درهما ، قال : وأين يقع منك عشرون درهما ! قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه ، قال : صدقت ، ثم قال له : فارشدك وتشركني ؟ قال : نعم قال : فإن أهل هذه الدار يضيفونك ثلاثا فاستضفهم ، فإنه كلما جاء‌ك الخادم معه هر أسود ، فقل له : تبيع هذا الهر وألح عليه فإنك ستضجره ، فيقول لك : أبيعكه بعشرين درهما فإذا باعكه فأعطه العشرين درهما وخذه فاذبحه وخذ رأسه فأحرقه ، ثم خذ دماغه ثم توجه إلى مدينة كذا وكذا فإن ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه ولا يرهبنك ما ترى من القتلى والمسلوبين فإن اولئك كان يخبرهم على علاجه فإذا لم ير شيئا قتلهم فلا تهولنك وأخبر بأنك تعالجه واشترط عليه فعالجه ولا تزده أول يوم من كحلة فإنه سيقول لك : زدني فلا تفعل ثم اكحله من الغد اخرى فإنك سترى ما تحب ، فيقول لك : زدني ، فلا تفعل فإذا كان الثالث فاكحله فانك سترى ما تحب ، فيقول لك : زدني ، فلا تفعل ، فلما أن فعل ذلك برئ ، فقال :

الاختصاص _ 216 _
  أفدتني ملكي ورددته علي وقد زوجتك ابنتي ، قال : إن لي اما ، قال : فأقم معي ما بدالك ، فإذا أردت الخروج فاخرج ، قال : فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبيره و أحسن سيرة ، فلما أن حال عليه الحول قال له : إني اريد الانصراف فلم يدع شيئا إلا زوده من كراع وإبل وغنم وآنية ومتاع ، ثم خرج حتى انتهى إلى الموضع الذي رأى فيه الرجل فإذا الرجل قاعد على حاله فقال : أما وفيت ؟ فقال الرجل : فاجعلني في حل مما مضى ، قال : ثم جمع الاشياء ففرقها فرقتين ، ثم قال : تخير فتخير أحدهما ، ثم قال : وفيت ؟ قال : لا قال : ولم ؟ قال : المرأة مما أصبت ، قال : صدقت فخذ ما في يدي لك مكان المرأة ، قال : لا ولا آخذها ما ليس لي ولا أتكثر به ، قال : فوضع على رأسها المنشار ، ثم قال : أجذ (1) ، فقال : قد وفيت وكلما معك وكلما جئت به فهو لك وإنما بعثني الله تبارك وتعالى لاكافيك عن الميت الذي كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه (2).

حديث المفضل وخلق أرواح الشيعة من الائمة عليهم السلام
  محمد بن علي قال : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثنا علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي أحمد الازدي (3) ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل المفضل بن عمر ، فلما بصر به ضحك إليه ، ثم قال : إلي يا مفضل ، فوربي إني لاحبك واحب من يحبك ، يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان ، فقال له المفضل : يا ابن رسول الله لقد حسبت أن أكون قد انزلت فوق منزلتي ، فقال عليه السلام : بل انزلت المنزلة التي أنزلك الله بها ، فقال : يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم ؟ قال : منزلة سلمان من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم ؟ قال : منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : ثم أقبل علي فقال : يا عبدالله بن لفضل إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منا ، فنحن نحن إليكم وأنتم تحنون إلينا ، والله لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا أو ينقصوا

------------------------------------
(1) المنشار آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه ، والجذ : القطع.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 ص 117.
(3) المراد به محمد بن ابى عمير.

الاختصاص _ 217 _
  منهم رجلا ما قدروا على ذلك وأنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم ، يا عبدالله بن الفضل ولو شئت لاريتك اسمك في صحيفتنا ، قال : ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة ، فقلت : يا ابن رسول الله ما أرى فيها أثر الكتابة ، قال : فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي فسجدت لله شكرا (1).
  علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن موسى بن طلحة ، عن حمزة [ بن عبدالمطلب ] ابن عبدالله الجعفي (2) قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام ومعي صحيفة أو قرطاس فيه عن أبي عبدالله عليه السلام : أن الدنيا تمثل لصاحب هذا الامر في مثل فلقة الجوز ، فقال : يا حمزة ذا والله حق فانقلوه إلى أديم ، (3) محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الدنيا لتمثل للامام في مثل فلقة الجوز ، فلا يعزب عنه منها شئ وإنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء ، (4).
  وعنه ، عن عبدالله بن محمد ، عمن حدثه ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن حمزة ابن عبدالله الجعفري قال : كتبت في ظهر قرطاس أن الدنيا ممثلة للامام كفلقة الجوزة فدفعته إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت له : إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غير أني احب أن أسمعه منك ، قال : فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت قد شق عليه ، ثم قال عليه السلام : هو حق فحوله في أديم (5) ـ تم الخبر وكمل ـ. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 11 ص 224، وشطرا منه في ج 7 ص 307.
(2) كذا والظاهر أنه حمزة بن عبدالله الجعفرى كما في الخبر الاتى.
(3) رواه الصفار ـ رحمه الله ـ في البصائر الجزء الثامن باب قدرة الائمة عليهم السلام وما اعطوا من ذلك ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ منه ومن الاختصاص في البحار ج 7 ص 269.
(4) مروى في البصائر ومنقول في البحار كما في الخبر السابق
(5) كالخبر السابق.

الاختصاص _ 218 _
  وقال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر ومصادقة الاخيار وجمع الشر في الاذاعة ومؤاخاة الاشرار (1).
  وقال عليه السلام : الصبر صبران : فالصبر عند المصيبة حسن جميل وأكبر من ذلك ذكر الله عندما حرم الله فيكون ذلك حاجزا (2).
  وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إياكم وكثرة النوم فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة (3).

حديث في أوقات المكروهة للجماع
  محمد بن علي ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أسلم الجبلي ، عن عبدالرحمن بن سالم الاشل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : أيكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا ؟ قال : نعم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس ، وفي الليلة التي ينكسف فيها القمر ، وفي اليوم والليلة اللذين يكون فيهما الريح السوداء ، أو الريح الحمراء ، أو الريح الصفراء ، واليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة ، ولقد بات رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر ولم يكن منه في تلك الليلة ما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح ، فقالت له بعض نسائه : يا رسول الله ألبغض كان هذا منك في هذه الليلة ؟ قال : لا ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها ، وقد عير الله عزوجل أقواما ، فقال في كتابه : ( و إن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون (4) ) ثم قال أبوجعفر عليه السلام : وأيم الله لا يجامع أحد فيرزق ولدا في شئ

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 باب فضل كتمان السر وذم الاذاعة ص 137.
(2) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الصبر واليسر بعد العسر.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 16 باب ذم كثرة النوم.
(4) الطور : 44 ، وقوله تعالى : ( كسفا ) أى قطعة ، وقوله تعالى ( مركوم ) أى تراكم بعضها على بعض.
وقوله تعالى : ( يصعقون ) اى يهلكون بوقوع الصاعقة.

الاختصاص _ 219 _
  من هذه الاوقات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وقد انتهى إليه الخبر فيرى في ولده ذلك ما يحب (1).
  عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن هشام بن سالم ، عن عمر بن يزيد قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : الدعاء يرد ما قدر ومالم يقدر ، قال : قلت أما ما قدر فقد عرفته فكيف مالم يقدر ؟ فقال : حتى لايكون (2) وعنه ، عن هشام بن سالم ، عن حسن بن الجلال قال أخبرني جدي قال : سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : إبدء بمن تعول ، امك وأباك واختك وأخاك.
  ثم أدناك فأدناك : وقال : لا صدقة وذو رحم محتاج (3).
  صفوان ، عن أبي الصباح الكناني زعم أن أبا سعد عقيصا حدثه أنه سار مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه نحو كربلاء وأنه أصابنا عطش شديد وأن عليا صلوات الله عليه نزل في البرية فحسر عن يديه ، ثم أخذ يحثو التراب ويكشف عنه حتى برز له حجر أبيض ، فحمله فوضعه جانبا وإذا تحته عين من ماء من أعذب ما طعمته وأشده بياضا ، فشرب وشربنا ، ثم سقينا دوابنا ، ثم سواه ثم سار منه ساعة ثم وقف ، ثم قال : عزمت عليكم لما رجعتم فطلبتموه ، فطلبه الناس حتى ملوا فلم يقدروا عليه ، فرجعوا إليه فقالوا : ما قدرنا على شئ (4).
  أبوجعفر ، عن أبيه ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبدالله بن عامر ، عن محمد بن زياد ، عن سيف بن عميرة قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : من لم يبال بما

------------------------------------
(1) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 5 ص 498 والبرقى في المحاسن ص 301 ؟ ؟ ؟ ؟ ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 23 ص 67 من المحاسن والاختصاص
(2) رواه الكلينى ـ رحمه اللهـ في الكافى ج ج 2 ص 469 عن عمر بن يريد عن ابى الحسن عليه السلام والضمير في ( لا يكون ) راجع إلى التقدير اى لا يحصل التقدير
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 0 ص 39
(4) نقله المجلسى رحمه الله ـ في البحار ج 9 ص 575 من الاختصاص

الاختصاص _ 220 _
  قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان (1) ، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان.
  ثم قال عليه السلام : إن لولد الزنا علامات ، أحدها بغضنا أهل البيت ، وثانيها أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه ، وثالثها الاستخفاف بالدين ، ورابعها سوء المحضر للناس ولا يسيئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به امه في حيضها (2).
  وبهذا الاسناد قال : قال الصادق عليه السلام : إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة ، فمتى أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنة فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه ويبقى مهتوك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة ، وفي الارض على ألسنة الناس ، ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه ويقول الملائكة الموكلون به : يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر وقد أمرتنا بحفظه ، فيقول عزوجل : ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه فو عزتي لا يؤول بعدها إلى خير أبدا (3).

------------------------------------
(1) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ عن جعفر بن محمد بن مسرور في معانى الاخبار ص 113 وزاد هنا ( ومن لم يبال أن يراه الناس فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة فهو شرك شيطان ) وقوله :( شغف بمحبة ) أولع بها ، ونقل في البحار ج 15 باب جوامع مساوى الاخلاق.
(2) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الخصال باب خصال الاربعة عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر الخ، وفى المعانى ص 113 ايضا، ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الذنوب وآثارها.
(3) الجنة ـ بالضم ـ : السترة وجمعها جنن بضم الجيم وفتح النون ـ وقال العلامة المجلسى ـ رحمه الله ـ : كان المراد بالجنن ألطافه سبحانه التى تصير سببا لترك المعاصي وامتناعه فبكل كبيرة ـ كانت من نوع واحد او أنواع مختلفة ـ يستحق منع لطف من ألطافه او رحماته تعالى وعفوه وغفرانه فلا يفضحه الله بها ، فاذا استحق غضب الله سلبت عنه لكن يرحمه سبحانه ويأمر الملائكة بستره ولكن ليس سترهم كستر الله تعالى.
أو المراد بالجنن ترك الكبائر فان تركها موجب لغفران الصغائر عند الله وسترها عن الناس فاذا عمل بكبيرة لم يتحتم على الله مغفرة صغائره وشرع الناس في تجسس عيوبه ، او اراد بالجنن الطاعات التى هى مكفرة لذنوبه عند الله وساترة لعيوبه عند الناس ويؤيده ما ورد عن الصادق عليه السلام الصلاة سترة وكفارة لما بينها من الذنوب فهذه ثلاثة وجوه خطر بالبال على سبيل الامكان والاحتمال ، انتهى وقال الفيض ـ رحمه الله ـ : كان الجنن كناية عن نتائج أخلاقه الحسنة وثمرات اعماله الصالحة التى تخلق منها الملائكة واجنحة الملائكة كناية عن معارفه الحقة التى بها يرتقى في الدرجات وذلك لان العمل اسرع زوالا من المعرفة ، انتهى والحديث نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الذنوب وآثارها من الاختصاص.

الاختصاص _ 221 _
  قال أبوجعفر : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن أبي الربيع الشامي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من أعجب بنفسه هلك ، ومن أعجب برأيه هلك ، وإن عيسى ابن مريم عليه السلام قال : داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله وأبرأت الاكمه والابرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الاحمق فلم أقدر على إصلاحه ، فقيل يا روح الله وما الاحمق ؟ قال : المعجب برأيه ونفسه ، الذي يرى الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا فذاك الذي لا حيلة في مداواته (1).
  محمد بن علي قال : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثني عبدالله بن جعفر قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه قال : حدثني أبوأحمد الازدي ، (2) عن أبان الاحمر ، عن أبان بن تغلب قال : حدثني سعد الخفاف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : سألت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن سلمان الفارسي ـ رحمة الله عليه ـ وقلت : ما تقول فيه ؟ فقال : ما أقول في رجل خلق من طينتنا ، وروحه مقرونة بروحنا ، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها ، وظاهرها وباطنها ، وسرها وعلانيتها ، ولقد حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمان بين يديه فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار 15 باب استكثار الطاعة والعجب بالاعمال من الاختصاص.
(2) المراد به محمد بن أبى عمير.

الاختصاص _ 222 _
  فيه فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه ، ثم قال : يا أعرابي أتنحى رجلا يحبه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الارض ، يا أعرابي أتنحى رجلا ما حضرني جبرئيل إلا أمرني عن ربي عزوجل أن أقرئه السلام ، يا أعرابي إن سلمان مني ، من جفاه فقد جفاني ، ومن آذاه فقد آذاني ، ومن باعده فقد باعدني ومن قربه فقد قربني ، يا أعرابي لا تغلظن في سلمان فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن اطلعه على علم المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب ، قال : فقال الاعرابي يا رسول الله ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت أليس كان مجوسيا ثم أسلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا أعرابي اخاطبك عن ربي وتقاولني ، إن سلمان ما كان مجوسيا ولكنه كان مظهرا للشرك مصمرا للايمان ، يا أعرابي أما سمعت الله عزوجل يقول : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (1) ) أما سمعت الله عزوجل يقول : ( ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا (2) ) يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد فتكون من المعذبين وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين (3).

سلمان وابى ذر والمقداد وعمار
  وعنه قال : حدثنا محمد بن علي ، عن عمه محمد بن أبي القاسم (4) قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد قال : حدثني ابن أبي نجران ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال : سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن سلمان الفارسي فقال صلى الله عليه وآله : سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه ، سلمان مخصوص بالعلم الاول والآخر.
  أبغض الله من أبغض سلمان ، وأحب من أحبه ،

------------------------------------
(1) النساء 65
(2) الحشر 7.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 6 باب أحوال سلمان
(4) أراد به ما جيلويه القمى صهر احمد بن أبى عبدالله البرقى ـ رحمة الله عليهما ـ.

الاختصاص _ 223 _
  قلت : فما تقول في أبي ذر ؟ قال : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه ، قلت : فما تقول في المقداد ؟ قال : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه ، قلت : فما تقول في عمار ؟ قال : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه وأحب من أحبه ، قال جابر : فخرجت لابشرهم فلما وليت ، قال : إلي إلي يا جابر وأنت منا أبغض الله من أبغضك وأحب من أحبك ، قال ، فقلت : يا رسول الله فما تقول في علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فقال : ذاك نفسي ، قلت : فما تقول في الحسن والحسين عليهما السلام ؟ قال : هما روحي وفاطمة امهما ابنتي ، يسوؤني ما ساء‌هما ويسرني ما سرها ، اشهد الله أني حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الاسماء إلى الله عزوجل (1).

حديث في الدعاء وأوقاتها
  عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان جدي عليه السلام يقول : تقدموا في الدعاء فإن العبد إذا كان دعاء فنزل به البلاء قيل : صوت معروف ، وإذا لم يكن دعاء فنزل به البلاء قيل : أين كنت قبل اليوم (2).
  وقال الصادق عليه السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر (3).
  وقال : يستجاب الدعاء في أربعة مواطن : في الوتر وبعد طلوع الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب (4).

حديث في الائمة عليهم السلام
  عنه (5) قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، [ عن سالم ابن دينار ] ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت ابن عباس يقول :

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 6 ص 784.
(2) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 472.
(3) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 467 مسندا.
(4) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 2 ص 477 مسندا.
(5) يعنى الصدوق.

الاختصاص _ 224 _
  قال رسول الله صلى الله عليه وآله.
  ذكر الله عزوجل عبادة ، وذكري عبادة ، وذكر علي عبادة ، وذكر الائمة من ولده عبادة ، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إن وصيي لافضل الاوصياء وإنه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه ومن ولده الائمة الهداة بعدي ، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الارض ، وبهم يمسك السماء أن تقع على الارض إلا بإذنه ، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم ، وبهم يسقي خلقه الغيث ، وبهم يخرج النبات ، اولئك أولياء الله حقا وخلفائي صدقا ، عدتهم عدة الشهور وهي اثنا عشر شهرا وعدتهم عدة نقباء موسى بن عمران ، ثم تلا عليه السلام هذه الآية ( والسماء ذات البروج ) ثم قال : أتقدر يا ابن عباس إن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها ، قلت : يا رسول الله فما ذاك ؟ قال : أما السماء فأنا وأما البروج فالائمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين (1).

حديث في زيارة المؤمن لله
  عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : استأذن ملك ربه أن ينزل إلى الدنيا في صورة آدمي فأذن له فمر برجل على باب قوم يسأل عن رجل من أهل الدار فقال الملك : يا عبدالله أي شئ تريد من هذا الرجل الذي تطلبه ؟ قال : هو أخ لي في الاسلام أحببته في الله جئت لاسلم عليه ، قال : وما بينك وبينه رحم ماسة ولا يرغبنك إليه حاجة ؟ قال : لا إلا الحب في الله عزوجل جئت لاسلم عليه ، قال : فإني رسول الله إليك وهو يقول : قد غفرت لك بحبك إياه في (2).
  عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال الصادق عليه السلام : أيما مسلم سئل عن مسلم فصدق فأدخل على ذلك المسلم مضرة كتب من الكاذبين ومن سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب عند الله من الصادقين (3).

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 9 ص 161.
(2) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في الامالى على ما في المجلد السادس عشر من البحار ص 101.
(3) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الصدق ولزوم اداء الامانة.

الاختصاص _ 225 _
  وقال الصادق عليه السلام : حدثني أبي ، عن أبيه عليهما السلام قال : إن رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسن بن علي عليهما السلام يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة ، فكتب صلوات الله عليه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام (1).
  قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل : ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ) قال : سمعنا النبي صلى الله عليه وآله : يقول إن الله عزوجل يقول : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة (2).
  وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنكم إن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم (3).
  قال صلى الله عليه وآله : الاخلاق منائح من الله عزوجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا و إذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا (4).
  وقال : نظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى رجل يغتاب رجلا عند الحسن ابنه عليه السلام فقال : يا بني نزه سمعك عن مثل هذا فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفزعه في وعائك (5) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين وتتبعوا عوراتهم (6) فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته (7).
  عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : من عرف من عبد من عبيدالله

------------------------------------
(1) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب اداء الفرائض واجتناب المحارم.
(2) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في التوحيد باب ثواب الموحدين.
(3) رواه الصدوق ـ رحمه الله ـ في العيون والامالى ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب حسن الخلق.
(4) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ في البحار ج 15 باب الحلم والعفو وكظم الغيظ.
(5) نقله المجلسى ـ رحمه الله ـ : في البحار ج 16 ص 189.
(6) التتبع : التطلب شيئا فشيئا في مهلة ، والعورة كل امر قبيح والمراد بتتبع الله سبحانه عورته منع لطفه وكشف ستره ومنع الملائكة عن ستر ذنوبه وعيوبه فهو يفتضح في السماء والارض ولو اهتم باخفائها في بيته قاله المجلسى ـ رحمه الله ـ.
(7) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ : في الكافى ج 2 ص 354 ، ونقله المجلسى في البحار ج 16 ص 189.