الفهرس العام




الباب الرابع : في إثبات أنّ مـا وقع في
الأمم السابقة يقع مثله في هذه الاُمّة:
الباب الخامس : في إثبات أنّ الرجعة
قـد وقعت في الاُمم السابقة :


  روى سعد بن عبدالله في ( مختصر البصائر ) : أنّ المراد بها الرجعة (1) .
  أقول : وربّما تأتي بعض (2) الآيات الواردة في الرجعة في تضاعيف الأحاديث الآتية (3) إن شاء الله تعالى ، وقد ألّف بعض المتأخِّرين كتباً متعدّدة في تفسير القرآن وتأويله ، والآيات النازلة في شأن أهل البيت ( عليهم السلام ) والرجعة ، ولم تحضرني وقت جمع هذه الرسالة وفيما ذكر (4) كفاية إن شاء الله تعالى .

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 96 / 65 ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) .
(2) ( بعض ) لم يرد في ( ط ) .
(3) ( الآتية ) لم ترد في ( ك ) .
(4) في ( ط ) : ذكرناه .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 127 _

الباب الرابع : في إثبات أنّ مـا وقع في
الأمم السابقة يقع مثله في هذه الاُمّة:

  إعلم أنّ هذا المعنى ثابت عنهم ( عليهم السلام ) قد رواه العامّة والخاصّة ويمكن أن يستدلّ عليه من القرآن بقوله تعالى ( سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ) (1) ومن السنّة بالأحاديث الدالّة على التصريح بثبوته ، واستدلال أهل العصمة ( عليهم السلام ) بها (2) على المعاندين وأعداء الدين ، كما يأتي إن شاء الله تعالى .
  وبإجماع المسلمين في الجملة ، فإنّ الأحاديث بذلك كثيرة من طرق (3) العامّة والخاصّة ، وقد صنّف علماؤنا كتباً في إثباته مذكورة في كتب الرجال ، وتقدّم ذكر بعضها ، وأنا أذكر الذي يحضرني من الأحاديث في هذا المعنى ، وقد رأيتها في عدّة كتب معتمدة مرويّة من عدّة طرق مسندة ومرسلة فأقول :
  الحديث الأوّل : ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) الذي صرّح بأنّه لا يورد فيه إلا ما يفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد أنّه حجّة بينه وبين ربّه ، وشهد بأنّ كلّ ما فيه مأخوذ من كتب مشهورة ، عليها المعوّل وإليها المرجع (4) .

---------------------------
(1) سورة الأحزاب 33 : 62 .
(2) في ( ط ) : به .
(3) في ( ط ) : طريق .
(4) الفقيه 1 : 3 ، المقدّمة .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 128 _

  قال في باب فرض الصلاة : قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ( يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ) (1) .
  الثاني : ما رواه ابن بابويه أيضاً في أواخر كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) قال : قد صحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( كلّ ما كان في الاُمم السالفة يكون مثله في هذه الاُمّة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ) (2) .
  الثالث : ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجميع الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني ليث المرادي ـ عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله لم يعط الأنبياء شيئاً إلا وقد أعطاه محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) ) (3) الحديث .
  الرابع : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره (4) ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) قال : قلت له : أخبرني عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورث النبيّين كلّهم ؟ قال : ( نعم ) قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله ؟ قال : ( صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقدر على هذه المنازل ) (5) الحديث ، وفيه : أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ورثوا ذلك .
  الخامس : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما أعطى الله الأئمّة ( عليهم السلام ) من الاسم

---------------------------
(1) الفقيه 1 : 130 / 609 .
(2) كمال الدين : 576 .
(3) الكافي 1 : 225 / 5 .
(4) في ( ح ) : وغيره .
(5) الكافي 1 : 226 / 7 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 129 _

  الأعظم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمّي ، عن هارون بن الجهم (1) ، عن رجل قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ عيسى بن مريم ( عليه السلام ) اُعطي حرفين كان يعمل بهما ، واُعطي موسى أربعة أحرف ، واُعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإنّ الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً اُعطي محمّد ( صلى الله عليه وآله ) اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد ) (2) .
  السادس : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط (3) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : أنتم ورثة رسول الله ؟ قال : ( نعم ) قلت : ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وارث الأنبياء كلّهم ، علم كلّ ما علموا (4) ؟ قال : ( نعم ) قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص ؟ قال : ( نعم بإذن الله ) (5) الحديث .
  ورواه الراوندي في ( الخرائج والجرائح ) في الباب السادس (6) .
  ورواه علي بن عيسى في ( كشف الغمّة ) نقلاً من كتاب ( الدلائل ) لعبد الله بن جعفر الحميري (7) .

---------------------------
(1) في ( ك ) : الجهيم .
(2) الكافي 1 : 230 / 2 .
(3) في ( ح ) : الخيّاط .
(4) في ( ط ) : ما علموه .
(5) الكافي 1 : 470 / 3 .
(6) الخرائج والجرائح 1 : 274 / 5 .
(7) كشف الغمّة 2 : 142 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 130 _

  ورواه الكشّي في كتاب ( الرجال ) : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن علي بن محمّد القمّي ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن علي بن الحكم مثله (1) .
  أقول : والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدّاً ودلالته على مضمون الباب ظاهرة لا تخفى .
  السابع : ما رواه الكليني أيضاً في ( الروضة ) قريباً من النصف : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قال له : إنّ العامّة يقولون : إنّ بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها كانت لله رضىً ، وما كان الله ليفتن اُمّة محمّد من بعده ـ إلى أن قال ـ : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( أليس قد أخبر الله عن الذين من قبلهم من الاُمم أنّهم اختلفوا من بعدما جاءتهم البيّنات ؟ حيث قال : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهَ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَن آمَنَ وَمِنْهُم مَن كَفَرَ ) (2) ) (3) .
  وفي هذا ما يستدلّ به على أنّ أصحاب محمّد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر .
  أقول : هذا دالّ على مضمون الباب ، وإلا لما صحّ الاستدلال .
  الثامن : ما رواه أبو جعفر بن بابويه في كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) ـ في باب ما أخبر به الصادق ( عليه السلام ) من وقوع الغيبة ـ : بإسناده (4) عن أبي بصير ، عن أبي

---------------------------
(1) رجال الكشّي : 174 / 298 .
(2) سورة البقرة 2 : 253 .
(3) الكافي 8 : 270 / 398 .
(4) في حاشية ( ك ) : الإسناد ساقط من النسخة التي نقلت منها ، ( منه رحمه الله ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 131 _

  عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ سنن الأنبياء وما وقع فيهم من الغيبة ، جارية في القائم منّا أهل البيت ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) (1) .
  التاسع : ما رواه الطبرسي في آخر كتاب ( إعلام الورى ) حيث قال : قد صحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) (2) .
  ورواه علي بن عيسى في ( كشف الغمّة ) نقلاً عنه (3) .
  العاشر : ما رواه ابن بابويه في ( اعتقاداته ) ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ حيث قال : وقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ( يكون في هذه الاُمّة ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ) (4) .
  الحادي عشر : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو الكشّي في ( كتاب الرجال ) ـ في ترجمة حيّان السرّاج ـ : عن حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثني محمّد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد العجلي ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقال : ( لو سبقت قليلاً لأدركت حيّان السرّاج (5) ، وكان هنا جالساً ) فذكر له محمّد بن الحنفيّة وذكر حياته فقلت له : أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون : أنّه لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي هذه الاُمّة مثله ؟ قال : ( بلى ) قلت : فهل رأيتم ورأينا ، وسمعتم وسمعنا ، بعالم مات على أعين الناس فنكح نساءه وقسّمت أمواله وهو حيّ لا يموت ؟ فقام ولم يرد عليّ شيئاً (6) .

---------------------------
(1) كمال الدين : 345 / 31 .
(2) إعلام الورى 2 : 309 .
(3) كشف الغمّة 2 : 545 .
(4) اعتقادات الصدوق : 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(5) في المطبوع : كان حيّان كيسانيّاً متعصِّباً ( منه رحمه الله ) .
(6) لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 314 / 568 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 132 _

  ورواه ميرزا محمّد بن علي الاسترآبادي في ( كتاب الرجال ) نقلاً عن الكشّي (1) .
  ورواه الشيخ في كتاب ( الاختيار من الكشّي (2) ) مثله (3) .
  الثاني عشر : ما رواه الكشّي أيضاً ـ في ترجمة سلمان الفارسي ـ : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن خرزاذ (4) القمّي ، عن محمّد بن حمّاد الساسي (5) ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدّل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( خطب سلمان فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه ـ إلى أن قال ـ : لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل القذّة بالقذّة ـ ثمّ قال بعد كلام من جملة الخطبة ـ : والسبعين الذين اتّهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة فماتوا ، ثمّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وأمر هذه الاُمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم ؟ ) (6) ثمّ ذكر تمام الخطبة .
  ورواه الشيخ في ( الاختيار ) (7) .
  ورواه ميرزا محمّد في كتاب ( الرجال ) نقلاً عن الكشّي (8) .
  الثالث عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( كمال الدين ) ـ في باب ما أخبر به الصادق ( عليه السلام ) من وقوع الغيبة ـ ورواه الطبرسي في ( إعلام الورى ) وعلي بن

---------------------------
(1) منهج المقال : 127 .
(2) في ( ط ) : نقلا عن الكشي . بدل من : من الكشي .
(3) اختيار معرفة الرجال : 314 / 568 .
(4) في ( ح ) : خرداد ، وفي ( ك ) : حرزاذ ، وفي ( ط ) : خرزاد .
(5) في ( ح ) : الشاسي ، وفي ( ك ) : العياشي .
(6) لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 20 / 47 .
(7) المصدر نفسه .
(8) منهج المقال : 169 و 170 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 133 _

  عيسى في ( كشف الغمّة ) : عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : ( وأمّا العبد الصالح ـ يعني الخضر ( عليه السلام ) ـ فإنّه ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا كتاب نزل (1) عليه ، ولا بشريعة (2) ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له .
  بل إنّ الله لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم من أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول ، عمّر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلا لعلّة الإستدلال به على عمر القائم ، وليقطع به حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للناس على الله حجّة ) (3) الحديث .
  الرابع عشر : ما رواه الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج على أهل اللجاج ) ـ في احتجاج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ : عن أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنّه قيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هل كان لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مثل آية موسى في رفعه (4) الجبل ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( والّذي بعثه بالحقّ نبيّاً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمّد إلا وقد كان لمحمّد مثلها أو أفضل منها ) (5) الحديث .
  الخامس عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في ( الاحتجاج ) : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( خطب سلمان بعد دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بثلاثة أيّام فقال : أيّها الناس اسمعوا (6) حديثي ـ إلى أن قال ـ : إنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل أما والله لتركبنّ طبقاً عن

---------------------------
(1) في ( ح ) : ينزل . وفي ( ط ) : منزل .
(2) في ( ح ) : ولا شريعة ، وفي ( ك ، ط ) : ولا لشريعة .
(3) كمال الدين : 357 ، إعلام الورى 2 : 238 ، كشف الغمّة : لم أعثر عليه في مظانّه .
(4) في ( ح ) : رفع .
(5) الاحتجاج 1 : 68 / 23 .
(6) في ( ح ) زيادة : منّي .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 134 _

  طبق ، سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) (1) .
  السادس عشر : ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب ( الخرائج والجرائح ) ـ في باب أعلام النبي والأئمّة ( عليهم السلام ) ـ : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) : الأئمّة منكم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( ما أعطى الله نبيّاً شيئاً إلا وقد أعطى الله محمّداً مثله ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، وكلّ ما كان عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين ( عليهم السلام ) ، ثمّ إماماً بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة ، وكلّ شهر ، وكلّ يوم ) (2) الحديث .
  السابع عشر : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب ( مجمع البيان ) عند تفسير قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) قال : وصحّ عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قوله : ( سيكون في اُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، حتّى لو أنّ أحدهم دخل في جحر ضبّ لدخلتموه ) (4) .
  الثامن عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ) ـ في باب ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) في وجه دلائل الأئمّة ( عليهم السلام ) والردّ على الغلاة والمفوّضة ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا ( عليه السلام ) في حديث طويل أنّ المأمون سأله فقال : يا أبا الحسن ما تقول في

---------------------------
(1) الاحتجاج 1 : 294 / 51 .
(2) الخرائج والجرائح 2 : 583 / 1 .
(3) سورة النمل 27 : 83 .
(4) مجمع البيان 7 : 430 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 135 _

  الرجعة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّها لحقّ قد كانت في الاُمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) (1) الحديث .
  التاسع عشر : ما رواه الشيخ قطب الدين الراوندي في كتاب ( الموازاة بين المعجزات ) الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب ( الخرائج والجرائح ) ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الله ردّ على أيّوب أهله وماله الذين هلكوا ) ثمّ ذكر قصّة عزير وأنّ الله أماته وأحياه ، وقصّة ( الَّذِيْنَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْيَاهُمْ ) (2) وغير ذلك ، ثمّ قال : ( فمن أقرّ بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا ؟
  وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما جرى في اُمم الأنبياء قبلي شيء إلا ويجري في اُمّتي مثله ) (3) .
  العشرون : ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في ( رسالته ) نقلاً من كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له (4) : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون مثله هاهنا ؟ قال : ( لا ) (5) الحديث .
  الحادي والعشرون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أحمد بن الحسن بن علي

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 201 / 1 .
(2) سورة البقرة 2 : 243 .
(3) الخرائج والجرائح 2 : 933 / 934 .
(4) في ( ح ) : قلت لأبي ، بدل من : قلت له .
(5) مختصر البصائر : 105 / 76 ، باب الكرّات .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 136 _

  ابن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد (1) بن المثنّى ، عن شعيب الحدّاد (2) ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : ( لعلّك تسأل عن الكرّات ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية .
  إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اُتي بقاع (3) من الجنّة عليه عذق ، يقال له : سنّة ، فتناولها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سنّة من كان قبلكم ) (4) .
  الثاني والعشرون : ما رواه العامّة والخاصّة من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل ) (5) والاستدلال به لا يخفى على المتأمِّل .
  الثالث والعشرون : ما رواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي اُمّتي مثله ) (6) .
  الرابع والعشرون : ما رواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزّاز القمّي في كتاب ( الكفاية في النصوص على الأئمّة ( عليهم السلام ) ) ـ في باب ابن عبّاس ـ قال : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني ، عن أحمد بن مطرف (7) ، عن

---------------------------
(1) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ط ) : عبيد ، وما أثبتناه من المصدر هو الصحيح ، وهو العجلي ، كوفي ، ثقة ، ثقة ، يكنّى بأبي المغرا ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، اُنظر رجال النجاشي : 133 / 340 ، معجم رجال الحديث 7 : 309 .
(2) من ( عن محمد بن عبد الجبار ) ، إلى هنا سقط من ( ك ) .
(3) وفي المطبوع و ( ح ، ط ، ك ) : بقاع ، وما في المتن من ( ش ) وهو الموافق للمصدر والبحار ، القناع : طبق الرطب ، لسان العرب 8 : 301 قَنع .
(4) مختصر البصائر : 101 / 72 .
(5) غوالي اللئالي 4 : 77 / 67 ، ومن العامّة العجلوني في كشف الخفاء 2 : 83 / 1744 .
(6) تفسير القمّي 1 : 47 .
(7) في المطبوع ونسخة ( ك وط ) : أحمد بن مظفر ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ( ش وح ) ، وفي المصدر : أحمد بن مطرق بن سواد بن الحسين القاضي البستي ، وقد نقله المجلسي في البحار عن المصدر في موردين : فالأوّل 3 : 303 / 40 ، عن أحمد بن مطوق بن سوار ، والثاني 36 : 283 / 106 ، عن أحمد بن مطوق ، ولم يذكره أصحاب التراجم ، اُنظر مستدركات النمازي 1 : 488 / 1863 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 137 _

  أبي حاتم المهلبي (1) المغيرة بن محمّد ، عن عبد الغفّار بن كثير الكوفي ، عن إبراهيم بن حميد ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث طويل قال : ( كائن في اُمّتي ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) (2) .
  الخامس والعشرون : ما رواه ابن طاووس في كتاب ( كشف المحجّة لثمرة المهجة ) من طريق العامّة والخاصّة : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه يجري في اُمّته ما جرى في الاُمم السالفة (3) .
  السادس والعشرون (4) : ما رواه الشيخ الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب ( قصص الأنبياء ) : بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعدبن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه علي ، عن أبيه (5) ، عن محمّد بن مارد ، عن عبدالأعلى بن أعين ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : حديث يرويه الناس أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( حدّث عن بني إسرائيل ولا حرج ) قال : ( نعم ) قلت : فنحدّث عن بني إسرائيل ولا حرج علينا ؟ قال : ( أما سمعت ما قال ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمع ) قلت : كيف هذا ؟ قال : ( ما كان في الكتاب أنّه كان في بني إسرائيل ، فحدّث أنّه كائن في هذه

---------------------------
(1) في ( ح ) : المهلي .
(2) كفاية الأثر : 15 .
(3) كشف المحجّة لثمرة المهجة : 54 .
(4) هذا الحديث لم يرد في نسخة ( ك ) .
(5) ( عن أبيه ) لم يرد في ( ط ) وفي ( ح ) زيادة بعد عن أبيه : عن سعد بن عبد الله .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 138 _

  الاُمُّة ولا حرج ) (1) .
  أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والعامّة ، ولم اُوردها كلّها لضيق المجال وقلّة وجود الكتب ، وفيما أوردته منها بل في بعضه كفاية إن شاء الله ، وهي دالّة بعمومها وخصوصها على صحّة الرجعة ، وعلى تقدير أن يثبت تخصيص العموم في بعض الأفراد بدليل شرعي صحيح صريح فإنّه يقبل .
  وأمّا في الرجعة فلا سبيل إلى تخصيص هذا العموم ؛ لأنّ هذه الأحاديث كما رأيت تدلّ على صحّة الرجعة عموماً وخصوصاً ، والنصّ على الخصوص صريح في دخول هذا الفرد في العموم ، وعدم إمكان إخراجه لكثرة التصريحات وقوّة الدلالة وتظافر الأدلّة والمساواة المستفادة من قولهم : ( حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) .
  يمكن حملها على الغالب أو على المبالغة أو على المساواة من بعض الوجوه ، إن ثبت التغاير في بعض الخصوصيّات والتفاصيل ، ومعلوم أنّ المساواة لا تفيد العموم وإلا لزم الاتّحاد وهي بمنزلة المشابهة .
  ومعلوم أنّ التشبيه صادق مع الاتّفاق في وصف من الأوصاف دون الجميع ، وإنّما يلزم الحكم بالعموم في أوّل الحديث للتصريح فيه بلفظ العموم وتأكيد الحكم بوجوه لا تخفى ، وإذا ثبت مضمون هذا الباب ظهر أنّ كلّ حديث في البابين الآتيين حجّة ودليل على صحّة الرجعة ، وأنّها لابدّ أن تقع في هذه الاُمّة لجماعة كثيرة من الرعيّة وأهل (2) العصمة ( عليهم السلام ) ، مضافة (3) إلى الأبواب الآتية المشتملة على الأحاديث الصريحة والله الهادي .

---------------------------
(1) قصص الأنبياء : 187 / 234 .
(2) في ( ط ) : وأهل بيت .
(3) في ( ط ) : مضافاً .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 139 _

الباب الخامس : في إثبات أنّ الرجعة
قـد وقعت في الاُمم السابقة :

  إعلم أنّ هذا المعنى لا خلاف ولا شكّ فيه (1) عند أحد من المسلمين ، وقد نطق به القرآن كما تقدّم ، وأنا أذكر هنا جملة من الأحاديث الواردة في ذلك ولا أدّعي الاستقصاء فإنّها أكثر من أن تحصى ، وقد تضمّنت كتب العامّة والخاصّة شيئاً كثيراً من ذلك ، وقد نقلوا هذا المعنى في كتب التواريخ وكتب الحديث والتفاسير وغيرها ، ولم أنقل إلا بعض ما ورد من طريق علماء الخاصّة واقتصرت على أحاديث :
  الأوّل : ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( عيون الأخبار ) ـ في باب الأخبار المنثورة ـ قال : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر الكميداني (2) ، ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له ، فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ، ثمّ جاء يطلب بدمه .
  فقال لموسى : إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً فأخبرنا من قتله ، فقال : إئتوني ببقرة

---------------------------
(1) في ( ح ) : لاخلاف فيه ولا شك .
(2) في ( ح ، ك ) : الكمنداني .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 140 _

  ( قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) (1) ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم ـ إلى أن قال ـ : فاشتروها وجاءوا بها فأمر بذبحها ، ثمّ أمر أن يضرب الميّت بذَنَبها ، فلمّا فعلوا ذلك حيى المقتول ، فقال : يا رسول الله إنّ ابن عمّي قتلني دون من يدّعي عليه قتلي ) (2) الحديث .
  الثاني : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( عيون الأخبار ) ـ في باب مجلس الرضا ( عليه السلام ) مع أهل الأديان وأهل المقالات في التوحيد عند المأمون ـ قال : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمّي ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حسن بن علي بن صدقة القمّي ، قال : حدّثني أبو عمرو محمّد بن عبد العزيز الأنصاري ، قال : حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي ثمّ الهاشمي يقول : ثمّ ذكر احتجاج الرضا ( عليه السلام ) على أهل المقالات ـ إلى أن قال الرضا ( عليه السلام ) لبعض علماء النصارى ـ : ( ما أنكرت أنّ عيسى ( عليه السلام ) كان يُحيي الموتى بإذن الله ؟ ) قال الجاثليق : أنكرت ذلك من قبل ، أنّ من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو ربّ مستحقّ لأن يُعبد .
  فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( فإنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى ( عليه السلام ) ، مشى على الماء وأحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص ، فلم تتّخذه اُمّته ربّاً ، ولم يعبده أحد من دون الله ، ولقد صنع حزقيل النبي ( عليه السلام ) مثل ما صنع عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل بعد موتهم بستّين سنة ) .
  ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال له : ( أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة ، اختارهم بخت نصّر من سبي (3) بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ، ثمّ

---------------------------
(1) سورة البقرة 2 : 67 .
(2) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 13 : 31 .
(3) ( سبي ) لم يرد في ( ح ، ط ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 141 _

  انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله إليهم فأحياهم ، هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم ؟ ) قال رأس الجالوت : قد سمعنا به وعرفناه قال : ( صدقت ) ثمّ أقبل على النصراني فقال : ( يا نصراني فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم ؟ ) قال : بل كانوا قبله .
  فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسألوه أن يُحيي لهم موتاهم ، فوجّه معهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : يا علي إذهب إلى الجبّانة فنادِ بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يا فلان ويافلان ويافلان ، يقول لكم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : قوموا بإذن الله ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن أحوالهم ثمّ أخبروهم أنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) قد بُعث نبيّاً ، فقالوا : وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به ـ إلى أن قال ـ : إنّ قوماً من بني اسرائيل خرجوا من ديارهم من الطاعون وهم اُلوف حذر الموت ، فأماتهم الله في ساعة واحدة ، فعمد أهل القرية فحظروا عليهم حظيرة (1) ، فلم يزالوا فيها حتّى نخرت عظامهم وصارت رميماً ، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب من كثرة العظام البالية ، فأوحى الله إليه : أتحبّ أن اُحييهم لك فتنذرهم ؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله إليه : نادهم فقال : أيّتها العظام البالية قومي بإذن الله تعالى ، فقاموا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم (2) .
  ثمّ إبراهيم خليل الرحمن حين أخذ الطير فقطّعهن قطعاً ، ثمّ وضع على كلّ جبل منهنّ جزءاً ، ثمّ ناداهن فأقبلن سعياً إليه .
  ثمّ موسى بن عمران وأصحابه الذين كانوا سبعين اختارهم فصاروا معه إلى الجبل ، فقالوا : إنّك قد رأيت الله سبحانه فأرناه كما رأيته ، فقال : إنّي لم أره ،

---------------------------
(1) الحظيرة : الموضع الذي يحاط عليه . لسان العرب 4 : 204 حظر .
(2) في ( ط ) : وجوههم .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 142 _

  فقالوا : لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة (1) فاحترقوا عن آخرهم ، فبقي موسى وحيداً ، فقال : يا ربّ إنّي اخترت منهم سبعين رجلاً فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدّقني قومي بما اُخبرهم به ، فأحياهم الله تعالى من بعد موتهم .
  وكلّ شيء ذكرته لك لا تقدر على دفعه ، لأنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به ) (2) الحديث .
  ورواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( التوحيد ) في الباب المذكور بالإسناد السابق (3) .
  ورواه الشيخ الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) مرسلاً (4) .
  أقول : قوله : ( ما أنكرت ) ... إلى آخره ، معناه أيّ شيء أنكرت من إحياء عيسى للموتى بإذن الله ، حتّى زعمت أنّه ينافي البشرية ويستلزم الربوبيّة ، فإنّ النصارى لم ينكروا إحياء الموتى وإنّما أنكروا البشرية وهو ظاهر .
  واعلم أنّ هذا الحديث الشريف يدلّ على أنّ الرجعة لا تستلزم التكليف ولا تنافيه ، بل يمكن كون أهل الرجعة كلّهم (5) مكلّفين ، وأن يكونوا غير مكلّفين ، وأن يكون بعضهم مكلّفاً وبعضهم غير مكلّف ، لأنّ الجماعة من قريش (6) لمّا

---------------------------
(1) هذا القول اقتباس من قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) سورة البقرة آية 55 .
(2) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 154 / ضمن حديث 1 .
(3) التوحيد : 422 / 423 .
(4) الاحتجاج 2 : 407 / 307 .
(5) ( كلّهم ) لم يرد في ( ك ) .
(6) في ( ط ) : فرس .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 143 _

  أحياهم الله لم يكونوا مكلّفين وإلا لما قالوا : ( وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به ) وأنّ الجماعة من بني إسرائيل لمّا أحياهم الله بعد موتهم كانوا مكلّفين .
  ويأتي تحقيق ذلك إن شاءالله تعالى .
  الثالث : ما رواه ابن بابويه أيضاً في ( عيون الأخبار ) ـ في باب ذكر مجلس آخر للرضا ( عليه السلام ) عند المأمون في عصمة الأنبياء ( عليهم السلام ) ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن علي بن محمّد بن الجهم ـ في حديث طويل ـ إنّ المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : فأخبرني عن قول إبراهيم ( عليه السلام ) : ( رَبَّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (1) ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّ الله أوحى إلى إبراهيم ( عليه السلام ) : إنّي متّخذ خليلاً إن سألني إحياء الموتى أحييتها له ، فوقع في قلب إبراهيم أنّه ذلك الخليل فقال : ( رَبَّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ـ على الخلّة ـ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) (2) .
  فأخذ إبراهيم ( عليه السلام ) نسراً وبطّاً وطاووساً وديكاً فقطّعهنّ وخلطهنّ ، ثمّ جعل على كلّ جبل ـ من الجبال التي كانت حوله وكانت (3) عشرة ـ منهنّ جزءاً وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ ووضع عنده حبّاً وماءً ، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتّى استوت الأبدان ، وجاء كلّ بدن حتّى انضمّ إلى رقبته ورأسه ، فخلّى إبراهيم عن مناقيرهنّ فطرن ، ثمّ وقعن فشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحبّ وقلن : يا نبي الله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم : بل الله

---------------------------
(1) و (2) سورة البقرة 2 : 260 .
(3) قوله : ( حوله وكانت ) لم يرد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 144 _

  يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير ) فقال المأمون : بارك الله فيك يا أبا الحسن (1) ، الحديث .
  ورواه في كتاب ( التوحيد ) أيضاً بهذا السند في باب القدرة (2) .
  ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) مثله (3) .
  الرابع : ما رواه ابن بابويه في ( عيون الأخبار ) ـ في الباب المذكور ـ بالإسناد السابق أنّ المأمون سأل الرضا ( عليه السلام ) فقال : أخبرني عن قول الله عزّوجلّ ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) (4) فقال : ( إنّ موسى لمّا كلّمه ربّه رجع إلى قومه فأخبرهم ، فقالوا : لن نؤمن لك حتّى نسمع كلامه ، وكان القوم سبعمائة ألف ، فاختار منهم سبعين ألفاً ، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف ، ثمّ اختار منهم سبعمائة ، ثمّ اختار منهم سبعين رجلاً .
  فخرج بهم إلى طور سيناء ، فلمّا سمعوا كلام الله ، قالوا : لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة ، فبعث الله عليهم صاعقة (5) فأخذتهم بظلمهم فماتوا ، فقال موسى : يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ فقالوا : إنّك ذهبت بهم فقتلتهم ؛ لأنّك لم تكن صادقاً ؟ فأحياهم الله وبعثهم معه ) (6) الحديث .
  ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) مثله (7) .

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 198 / 1 .
(2) التوحيد : 132 / 14 .
(3) الاحتجاج 2 : 426 .
(4) سورة الأعراف 7 : 143 .
(5) هذا القول اقتباس من قوله تعالى ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة 2 : 55 .
(6) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 200 / ضمن حديث 1 .
(7) الاحتجاج 2 : 430 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 145 _

  الخامس : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( الخصال ) ـ في باب الأربعة ـ قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) (1) قال : ( أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهنّ وعزل رؤوسهنّ ، ثمّ دقّ أبدانهنّ حتّى اختلطت ، ثمّ جزّأهنّ عشرة أجزاء على عشرة أجبل ، ثمّ وضع عنده حبّاً وماءً ، ثمّ جعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ قال : إئتين سعياً بإذن الله عزّوجلّ ، فتطاير بعضها إلى بعض ـ اللحم والريش والعظام ـ حتّى استوت الأبدان كما كانت ، وجاء كلّ بدن حتّى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار ، فخلّى إبراهيم عن مناقيرهنّ فوقفن وشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحبّ ، ثمّ قلن : أحييتنا يا نبيّ الله أحياك الله ، فقال إبراهيم : بل الله يُحيي ويميت ) (2) .
  السادس : ما رواه ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني ـ في باب النوادر من كتاب الجنائز ـ : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب (3) ، عن أبي أيّوب (4) ، عن يزيد (5) الكناسي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبّدين ، خرجوا يسيرون فمرّوا بقبر على ظهر الطريق قد سفى (6) عليه السافي ، ليس منه إلا رسمه ، فقالوا : لو دعونا الله الساعة فينشر لنا

---------------------------
(1) سورة البقرة 2 : 260 .
(2) الخصال : 264 / 146 .
(3) ( عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ) لم يرد في ( ح ) .
(4) ( عن أبي أيّوب ) أثبتناه من المصدر لضرورة وجوده في السند كما ورد في طبقات الرواة .
(5) في ( ح ) : بريد .
(6) سفى : سفت الريح التراب : ذرته وحملته ، القاموس المحيط 4 : 380 ـ سفت .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 146 _

  صاحب هذا القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت ، فدعوا الله عزّوجلّ وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به : أنت إلهنا يا ربّنا ليس لنا إله غيرك ـ إلى أن قالوا (1) ـ : انشر لنا هذا الميّت بقدرتك .
  قال : فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس واللحية ، ينفض رأسه من التراب فزعاً شاخصاً بصره إلى السماء ، فقال لهم : ما يوقفكم على قبري ؟ فقالوا : دعوناك لتخبرنا كيف وجدت طعم الموت ؟ فقال لهم : قد سكنت في قبري تسعاً وتسعين سنة ما ذهب عنّي ألم الموت وكربه ، ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي ، فقالوا له : متّ وأنت على ما نرى أبيض الرأس واللحية ؟ فقال : لا ولكن لمّا سمعت الصيحة اُخرج اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فبقيت فيه ، فخرجت فزعاً شاخصاً بصري ، مهطعاً إلى صوت الداعي ، فابيضّ لذلك رأسي ولحيتي ) (2) .
  أقول : وإذا جاز أن يحيي الله الموتى بدعاء أولاد الملوك المتعبّدين ، فكيف يجوز أن ينكر إحياء الموتى بدعاء أولاد الأنبياء المعصومين والأئمّة الطاهرين ، مع ما تقدّم في الباب السابق وغيره .
  السابع : ما رواه الكليني أيضاً ـ في كتاب العقل والجهل ـ : عن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد السياري ، عن أبي يعقوب البغدادي ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) (3) في حديث أنّه قال : ( إنّ الله بعث عيسى ( عليه السلام ) في زمان قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطبّ ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله ) (4) الحديث .

---------------------------
(1) في المطبوع و ( ح ، ش ، ط ) قال : وما في المتن من ( ك ) .
(2) الكافي 3 : 260 / 38 .
(3) في المصدر : قال : قال ابن السكيت لأبي الحسن ( عليه السلام ) .
(4) الكافي 1 : 24 / 20 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 147 _

  ورواه ابن بابويه في كتاب ( العلل ) : عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد مثله (1) .
  ورواه في كتاب ( عيون الأخبار ) أيضاً قريباً من نصف الكتاب (2) .
  ورواه البرقي في كتاب العلل من ( المحاسن ) (3) .
  الثامن : ما رواه الكليني في ـ باب أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد (4) ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) قال : قلت له : إنّ عيسى ( عليه السلام ) كان يُحيي الموتى بإذن الله ، قال : ( صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقدر على هذه المنازل ) (5) الحديث .
  ورواه الصفّار في ( بصائر الدرجات ) : عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن إبراهيم (6) ، عن أبيه ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) (7) مثله (8) .
  ورواه في باب آخر عن محمّد بن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبيه (9) ، عن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) (10) .

---------------------------
(1) علل الشرائع : 121 / 6 .
(2) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 79 / 12 .
(3) لم أعثر عليه في النسخ المطبوعة من المحاسن .
(4) في المصدر زيادة : عن ابراهيم .
(5) الكافي 1 : 226 / 7 .
(6) في ( ح ، ط ، ك ) : وابراهيم .
(7) في ( ط ) زيادة : الأول .
(8) بصائر الدرجات : 67 / 1 .
(9) ( عن أبيه ) لم يرد في ( ط ) .
(10) بصائر الدرجات : 134 / 3 ، والسند فيه هكذا : محمّد بن الحسن ، عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 148 _

  التاسع : ما رواه الكليني في ( الروضة ) ـ بعد حديث قوم صالح ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد وغيره ، عن بعضهم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وبعضهم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (1) فقال : ( إنّ هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين ألف بيت ، كان الطاعون يقع فيهم في كلّ أوان ، وكانوا إذا أحسّوا به خرج الأغنياء لقوّتهم ، وبقي الفقراء لضعفهم ، فيقلّ الطاعون في الذين خرجوا ويكثر في الذين أقاموا .
  قال : فاجتمع (2) رأيهم جميعاً أنّهم إذا أحسّوا بالطاعون خرجوا من المدينة كلّهم ، فلمّا أحسّوا بالطاعون خرجوا جميعاً وتنحّوا عن الطاعون حذر الموت ، فساروا في البلاد ما شاء الله ثمّ إنّهم مرّوا بمدينة خربة قد جلا أهلها وأفناهم الطاعون ، فنزلوا بها فلمّا حطّوا رحالهم ، قال لهم الله : موتوا جميعاً ، فماتوا من ساعتهم وصاروا رميماً وكانوا على طريق المارّة ، فجمعوهم في موضع فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : حزقيل ، فلمّا رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال : ربِّ لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتّهم فعمّروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك ، فأوحى الله إليه أفتحبّ ذلك ؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله إليه أن قل كذا وكذا فقال الذي أمره الله أن يقول .
  قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : وهو الاسم الأعظم ، قال : فلمّا قال حزقيل ذلك الكلام ونظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياءً ينظر بعضهم إلى بعض ،

---------------------------
(1) سورة البقرة 2 : 243 .
(2) في ( ط ) : فأجمع .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 149 _

  يسبِّحون الله ويكبِّرونه ويهلِّلونه ، فقال حزقيل عند ذلك : أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير ) قال عمر بن يزيد : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( فيهم نزلت هذه الآية ) (1) .
  العاشر : ما رواه الكليني أيضاً في ( الروضة ) قريباً من النصف : ( عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ) (2) عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّوجلّ ( وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ ) (3) قلت : ولده كيف أُوتي مثلهم ؟ قال : ( أحيا له من ولده الذين كانوا ماتوا قبل ذلك بآجالهم ، والذين هلكوا يومئذ ) (4) .
  الحادي عشر : ما رواه الكليني أيضاً في ( الروضة ) ـ في حديث عنوانه حديث الميّت الذي أحياه عيسى ( عليه السلام ) ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة (5) ، عن أبان بن تغلب وغيره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سُئل هل كان عيسى ( عليه السلام ) أحيا أحداً بعد موته حتّى كان له أكل ورزق ومدّة وولد ؟ قال : ( نعم إنّه كان له صديق مواخ له (6) في الله ، وكان عيسى ( عليه السلام ) يمرّ به وينزل عليه ، وإنّ عيسى ( عليه السلام ) غاب عنه حيناً ثمّ مرّ به ليسلّم عليه ، فخرجت إليه اُمّه فسألها عنه ، فقالت : مات يا رسول الله ، قال : أفتحبّين أن تريه ؟ قالت : نعم ، فقال لها : إذا كان غداً فآتيك حتّى اُحييه لك بإذن الله .

---------------------------
(1) الكافي 8 : 198 / 237 .
(2) ما بين القوسين لم يرد في المصدر .
(3) سورة الأنبياء 21 : 84 .
(4) الكافي 8 : 252 / 354 .
(5) ( عن أبي جميلة ) أثبتناه من المصدر لضرورة وجوده في السند .
(6) في ( ط ) : هو أخ . بدل من : مواخ له .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 150 _

  فلمّا كان من الغد أتاها فقال لها : انطلقي معي إلى قبره فوقف عليه عيسى ( عليه السلام ) ، ثمّ دعا الله عزّوجلّ فانفرج القبر وخرج ابنها حيّاً ، فلمّا رأته اُمّه ورآها بكيا فرحمهما عيسى ( عليه السلام ) ، فقال عيسى ( عليه السلام ) : أتحبّ أن تبقى مع اُمّك في الدنيا ؟ فقال : يا نبيّ الله بأكل ورزق ومدّة أم بغير أكل ولا رزق ولا مدّة ؟ فقال عيسى ( عليه السلام ) : بل بأكل ورزق ومدّة تعمّر عشرين سنة ، وتزوّج ويولد لك ، قال : نعم إذاً ، فدفعه عيسى ( عليه السلام ) إلى اُمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له ) (1) .
  الثاني عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( علل الشرائع والأحكام ) ـ في باب العلّة التي من أجلها اتّخذ الله إبراهيم خليلاً ـ قال : سمعت محمّد بن عبدالله بن طيفور يقول : إنّ إبراهيم سأل ربّه أن يُحيي له الموتى ، فأمره أن يميت له الحيّ سواءً بسواء لما أمره بذبح ابنه إسماعيل ، وإنّ الله أمر إبراهيم أن يذبح أربعة من الطير طاووساً ونسراً وديكاً وبطّاً ، ثمّ ذكر القصّة السابقة وأنّ الله أحياها له . وذكر ما في ذلك من الإشارة (2) .
  الثالث عشر : ما رواه ابن بابويه أيضاً في ( العلل ) ـ في باب النوادر بعد أبواب الحجّ ـ : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عمرو (3) ، عن (4) صالح بن سعيد ، عن أخيه سهل الحلواني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( بينا عيسى بن مريم في سياحته إذ مرّ بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور ، فقال : إنّ هؤلاء ماتوا بسخطة ولو ماتوا بغيرها تدافنوا ، قيل له : ياروح

---------------------------
(1) الكافي 8 : 237 / 532 .
(2) علل الشرائع : 136 / 8 .
(3) في ( ك ) : محمّد بن أبي عمير .
(4) في ( ك ) : وعن .