الفهرس العام




الباب السادس : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في
الأنبياء والأوصياء السابقين ( عليهم السلام )


  الله نادهم ، فقال : يا أهل القرية فأجابه مجيب : لبّيك يا روح الله ) (1) ، ثمّ ذكر ما جرى بينهما من الكلام والخطاب والسؤال والجواب .
  ورواه الكليني أيضاً في ( اُصول الكافي ) (2) .
  ورواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ) في عقاب حبّ الدنيا وعبادة الطاغوت (3) .
  الرابع عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) ـ في باب غيبة إدريس النبي ( عليه السلام ) ـ : عن أبيه ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى بن المتوكّل كلّهم ، عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث طويل : ( إنّ إدريس ( عليه السلام ) اضطرّه الجوع إلى أن وقف إلى باب عجوز ، فقال لها : أطعميني فإنّي مجهود من الجوع ، فقالت : إنّهما قرصتان واحدة لي وواحدة لإبني ، فقال لها : إنّ ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فيحيى به (4) ، ويجزيني النصف الآخر فأحيى به ، فأكلت المرأة قرصتها وكسرت النصف الآخر بين إدريس وبين ابنها ، فلمّا رأى ابنها إدريس ( عليه السلام ) يأكل من قرصته اضطرب حتّى مات .
   فقالت اُمّه : يا عبد الله قتلت عليَّ ابني جزعاً على قوته ؟ قال إدريس : فأنا

---------------------------
(1) علل الشرائع : 466 / 21 .
(2) الكافي 2 : 318 / 11 .
(3) عقاب الأعمال : 303 / 1 .
(4) قوله : ( فيُحيى به ) لم يرد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 152 _

  اُحييه بإذن الله تعالى فلا تجزعي ، ثمّ أخذ إدريس بعضدي (1) الصبي فقال : أيّتها الروح الخارجة من بدن هذا الغلام بإذن الله ارجعي إلى بدنه ، بإذن الله وأنا إدريس النبي ، فرجعت روح الغلام إليه بإذن الله ، فلمّا سمعت المرأة ذلك ونظرت إلى ابنها قد عاش ، قالت : أشهد أنّك إدريس النبي وخرجت تنادي ) (2) الحديث .
  الخامس عشر : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) ـ في حديث الخضر ( عليه السلام ) ـ : بإسناده عن عبدالله بن سليمان قال : قرأت في بعض كتب الله عزّوجلّ : إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً ـ إلى أن قال ـ : فوصفت له عين الحياة ، وقيل له : من شرب منها شربة لم يمت حتّى يسمع الصيحة ، وأنّه خرج في طلبها حتّى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة وستّون عيناً ، وكان الخضر على مقدّمته فأعطاه حوتاً مالحاً وأعطى كلّ واحد من أصحابه حوتاً مالحة ، وقال لهم : ليغسل كلّ رجل منهم (3) حوته عند عين فانطلقوا .
  وانطلق الخضر إلى عين من تلك العيون ، فلمّا غمس الحوت في الماء حيي وانساب ، فلمّا رأى ذلك الخضر علم أنّه ظفر بماء الحياة ، فرمى بثيابه وسقط في الماء ، فجعل يرتمس فيه ويشرب منه ، فرجع كلّ منهم إلى ذي القرنين وحوته معه ، ورجع الخضر وليس معه حوت فسأله عن قصّته فأخبره ، فقال له : شربت من ذلك الماء ؟ فقال : نعم ، فقال له : أنت صاحبها ، فابشر بالبقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار ، إلى النفخ في الصور (4) الحديث .
  السادس عشر : ما رواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) : مرسلاً وأورد قصّة

---------------------------
(1) في ( ط ) : بعضد .
(2) كمال الدين : 131 / 132 .
(3) في ( ح ) : منكم .
(4) كمال الدين : 385 / 1 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 153 _

  الخضر ( عليه السلام ) وحياة الحوت المذكور بنحو الرواية السابقة مع مخالفة في كثير من الألفاظ واكتفيت بالإشارة إليها للاختصار (1) .
  السابع عشر : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب ( مجمع البيان لعلوم القرآن ) نقلاً من كتاب ( تفسير القرآن ) للشيخ الجليل محمّد بن مسعود العيّاشي : مرفوعاً عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى ) (2) قال : ( كان المقتول شيخاً مثرياً (3) قتله بنو أخيه ، وألقوه على باب بعض الأسباط ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إلى موسى أن يأمرهم بذبح بقرة ويضربوا (4) القتيل ببعضهاو فيحيي الله القتيل ) (5) الحديث .
  قال الطبرسي : وإنّما أمرهم بضرب القتيل ببعضها وجعل التخيير في وقت الإحياء إليهم ، ليعلموا أنّ الله قادر على إحياء الموتى في كلّ وقت من الأوقات (6) .
  الثامن عشر : ما رواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) أيضاً في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (7) قال : أجمع أهل التفسير على أنّ المراد بألوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد فإنّه قال : خرجوا مؤتلفي القلوب فجعله جمع ألف مثل قاعد وقعود ، واختلف

---------------------------
(1) تفسير القمّي 2 : 37 و 40 .
(2) سورة البقرة 2 : 73 .
(3) ( مثرياً ) لم يرد في ( ك ) .
(4) في ( ح ) : ويُضرب .
(5) مجمع البيان 1 : 267 ، ولم يصرّح صاحب المجمع أنّه نقله عن تفسير العيّاشي ، ولذا لم أعثر عليه في العياشي .
(6) مجمع البيان 1 : 273 .
(7) سورة البقرة 2 : 243 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 154 _

  من قال بالعدد .
  فروي : أنّهم كانوا ثلاثة آلاف ، وقيل : ثمانية آلاف ، وقيل عشرة آلاف ، وقيل : بضعة وثلاثين ألفاً (1) ، وقيل : أربعين ألفاً ، وقيل : سبعين ألفاً ، فقال لهم الله : موتوا ، معناه فأماتهم الله ثمّ أحياهم ، قيل : أحياهم بدعاء نبيّهم حزقيل ، وقيل : إنّه شمعون نبي من أنبياء بني إسرائيل (2) انتهى .
  وهذا الكلام يشتمل على عدّة روايات مرسلة .
  التاسع عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية قال : روي أنّ الله أماتهم جميعاً وأمات دوابّهم ، وأتى عليهم ثمانية أيّام حتّى انتفخوا ، فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم ، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع ، ومضت عليهم مدّة حتّى بليت أجسادهم وعريت عظامهم ، فمرّ عليهم حزقيل فجعل يتفكّر فيهم متعجّباً ، فأوحى الله إليه : تريد أن اُريك آية (3) كيف اُحيي الموتى ؟ قال : نعم ، فأحياهم الله تعالى (4) .
  العشرون : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية قال : وروي أنّهم كانوا قوم حزقيل فأحياهم الله تعالى بعد ثمانية أيّام ، وذلك أنّه لمّا أصابهم ذلك خرج حزقيل فوجدهم موتى فبكى ، فأوحى الله إليه : قد جعلت حياتهم إليك ، فقال لهم حزقيل : احيوا بإذن الله فعاشوا (5) .
  الحادي والعشرون : ما رواه الطبرسي في هذه الآية قال : سأل حمران بن أعين

---------------------------
(1) في ( ط ) : ثلاثين ألفاً .
(2) مجمع البيان 2 : 171 .
(3) في ( ط ، ك ) : أنّه .
(4) مجمع البيان 2 : 172 .
(5) مجمع البيان 2 : 172 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 155 _

  أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هؤلاء القوم الذين قال الله لهم ( مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (1) أحياهم الله حتّى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم أم ردّهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ؟ قال : ( لا ، بل ردّهم الله حتّى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ومكثوا بذلك ما شاء الله ، ثمّ ماتوا بآجالهم ) (2) .
  الثاني والعشرون : ما رواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) في قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة ) (3) الآية قال : قيل : ( هو عزير ) وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقيل : ( هو ارميا ) وهو المروي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وقيل : هو الخضر أحبّ الله أن يريه إحياء الموتى مشاهدة ( وانْظُرْ إلَى العِظَامِ ) قيل : المراد عظام حماره ، وقيل : عظامه (4) وإنّ الله أوّل ما أحيا منه عينيه ، فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفرِّقة تجتمع إليه ، وإلى اللحم الذي أكلته السباع يأتلف إلى العظام من هنا ومن هنا ، ويلتزق بها حتّى قام وقام حماره (5) .
  أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك ، وعلى أنّ عزيراً وارميا من الأنبياء ( عليهم السلام ) .
  الثالث والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ ِ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ) (6) قال : روي عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير والسدّي : إنّ الملك بشَّر إبراهيم بأنّ الله اتّخذك خليلاً وأنّه يجيب دعوتك ويُحيي الموتى بدعائك ، فسأل الله أن يفعل ذلك ليطمئنّ قلبه ، فأجاب الله دعوته وأحيا له

---------------------------
(1) سورة البقرة 2 : 243 .
(2) مجمع البيان 2 : 173 .
(3) سورة البقرة 2 : 259 .
(4) في ( ط ، ك ) : حماره .
(5) مجمع البيان 2 : 218 / 219 .
(6) سورة البقرة 2 : 260 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 156 _

  الموتى (1) .
  الرابع والعشرون : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية ، قال : روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله ( اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ) (2) ( إنّ معناه فرّقهن على كلّ جبل ، وكانت عشرة ، ثمّ خذ بمناقيرهنّ وادعهنّ بإسمي (3) الأكبر يأتينك سعياً ، قال : ففعل إبراهيم ذلك ثمّ دعاهنّ فقال : احيين بإذن الله ، وكانت تجتمع وتأتلف وطارت إلى إبراهيم ( عليه السلام ) ) (4) .
  الخامس والعشرون : ما رواه الطبرسي في قوله تعالى ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) قال : قيل : ( إنّها الطاووس والديك والحمام والغراب ، أمر أن يقطّعها ويخلط ريشها بدمها ) وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (5) .
  السادس والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى حكاية عن عيسى ( عليه السلام ) ( وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله ) (6) قال : قيل : إنّ عيسى ( عليه السلام ) أحيا أربعة أنفس : عازر ، وكان صديقاً له ، وكان قد مات منذ ثلاثة أيّام ، فقال لاُخته : انطلقي إلى قبره ، ثمّ قال : اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع ، إنّك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك ، واُخبرهم أنّي اُحيي الموتى فأحيي عازراً ، قال : فقام عازر وخرج من قبره ، وبقي وولد له .
  وابن العجوز تركته على سريره ميّتاً فدعا الله عيسى ( عليه السلام ) فجلس على سريره ،

---------------------------
(1) مجمع البيان 2 : 223 ، باختلاف .
(2) سورة البقرة 2 : 260 .
(3) في ( ح ، ط ) : بالإسم .
(4) مجمع البيان 2 : 224 .
(5) المصدر نفسه .
(6) سورة آل عمران 3 : 49 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 157 _

  ونزل عن أعناق الرجال ، ولبس ثيابه ورجع إلى أهله وبقي وولد له .
  وابنة العاشر ، قيل له : أتحييها وقد ماتت أمس ؟ فدعا الله فعاشت وبقيت وولدت .
  وسام بن نوح دعاه باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه ، وقال : قد قامت القيامة ؟ قال : لا ، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم ، قال : ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان ، وإنّ سام بن نوح قد عاش خمسمائة عام وهو شاب ، فقال له : مت فقال : بشرط أن يعتقني الله من سكرات الموت (1) فدعا الله ففعل (2) .
  السابع والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير هذه الآية قال : قيل : إنّ عيسى ( عليه السلام ) كان يُحيي الموتى بـ ( يا حيّ يا قيّوم ) وقيل : إنّ الله كان يُحيي الموتى عند دعائه (3) .
  الثامن والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (4) قال : روي ( أنّ موسى اختار سبعين رجلاً حين خرج إلى الميقات ليكلِّمه الله بحضرتهم ، فلمّا حضروا وسمعوا كلامه سألوا الله الرؤية فأصابتهم الصاعقة ، ثمّ أحياهم الله ) (5) .
  قال : ورواه علي بن إبراهيم وهو الصحيح (6) .

---------------------------
(1) في حاشية ( ط ، ك ) : أي بأن يسهل عليَّ الموت الآن ، أو بأن لا يُحييني مرّة اُخرى بحيث أموت بعدها ( منه رحمه الله ) وفي ( ط ) : منه قدّس سرّه .
(2) مجمع البيان 2 : 365 / 366 .
(3) مجمع البيان 2 : 366 .
(4) سورة الأعراف 7 : 155 .
(5) مجمع البيان 4 : 398 .
(6) تفسير القمّي 1 : 241 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 158 _

  التاسع والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ ) (1) عن ابن عبّاس وابن مسعود : إنّ الله ردّ على أيّوب أهله الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معهم وكذلك ردّ الله عليه أمواله ومواشيه بأجمعها ، وأعطاه مثلها معها . وبه قال الحسن وقتادة .
  قال الطبرسي : وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وقيل : كان له سبع بنات وثلاث بنين ، وقيل : سبع بنين وسبع بنات (2) .
  الثلاثون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي في ( تفسير القرآن ) قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ( إنّ رجلاً ـ من خيار بني إسرائيل وعلمائهم ـ خطب امرأة فأنعمت له ، وخطبها ابن عمّه وكان فاسقاً رديّاً فلم ينعموا له ، فحسد ابن عمّه فقعد له فقتله غيلة ، ثمّ حمله إلى موسى ، فقال : يا نبي الله إنّ ابن عمّي قد قُتل ، فقال موسى : مَنْ قتله ؟ قال : لا أدري .
  وكان القتل عظيماً في بني إسرائيل ، فاجتمعوا وبكوا وضجّوا ، فقال لهم موسى : إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إلى موسى قل لهم : اضربوه ببعضها ، وقولوا له : من قتلك ؟ فأخذوا الذَنَب فضربوه به ، وقالوا : مَن قتلك يا فلان ؟ قال : قتلني فلان بن فلان وهو قوله ( اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (3) ) (4) .
  الحادي والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) مرفوعاً : ( أنّه كان

---------------------------
(1) سورة الأنبياء 21 : 84 .
(2) مجمع البيان 7 : 113 .
(3) سورة البقرة 2 : 73 .
(4) تفسير القمّي 1 : 49 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 159 _

  وقع طاعون بالشام ، فخرج منهم خلق كثير هرباً من الطاعون ، فصاروا إلى مغارة (1) فماتوا في ليلة واحدة كلّهم ، فبقوا حتّى كانت عظامهم يمرّ بها المارّ فينحّيها برجله عن الطريق ، ثمّ أحياهم الله فردّهم إلى منازلهم فبقوا دهراً طويلاً ، ثمّ ماتوا وتدافنوا (2) .
  الثاني والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في ( تفسيره ) قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ إبراهيم نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكلها سباع الطير وسباع البحر ، ثمّ تثب السباع بعضها على بعض ، فيأكل بعضها بعضاً ، فتعجّب إبراهيم فقال : ( ربِّ أرني كيف تُحيي الموتى ) قال الله ( أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) (3) الآية .
  فأخذ إبراهيم الطاووس والديك والحمام والغراب فقطّعهنّ وأخذ لحماتهنّ ففرّقه على عشرة أجبال ، وأخذ مناقيرهنّ ثمّ دعاهنّ ، فقال : إحيي بإذن الله ، فكانت تتألّف وتجتمع لحم كلّ واحد وعظمه إلى رأسه ، وطارت إلى إبراهيم ، فعند ذلك قال إبراهيم ( أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (4) ) (5) .
  الثالث والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) أيضاً مرسلاً : ( إنّ الله لمّا أنزل على موسى التوراة وكلّمه قال في نفسه : ما خلق الله خلقاً أعلم منّي ، فأوحى الله إلى جبرئيل ( عليه السلام ) أن أدرك موسى وأعلمه أنّ عند ملتقى البحرين رجلاً

---------------------------
(1) في ( ح ، ط ) : مفازة .
(2) تفسير القمّي 1 : 80 / 81 .
(3) سورة البقرة 2 : 260 .
(4) سورة البقرة 2 : 260 .
(5) تفسير القمّي 1 : 91 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 160 _

  هو أعلم منك فاتّبعه وتعلّم منه ، فقال لوصيّه يوشع : إنّ الله أمرني أن أتّبع عند ملتقى البحرين رجلاً وأتعلّم منه ، فتزوّد يوشع حوتاً مملوحاً ، وخرجا وبلغ ذلك المكان ، فأخرج وصيّ موسى الحوت وغسله بالماء ، ووضعه على الصخرة ، وكان ذلك الماء ماء الحَيَوان فحيي الحوت ودخل في الماء ) (1) الحديث .
  الرابع والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في ( تفسيره ) قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبدالله بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ) (2) فقال : ( إنّ ذا القرنين بعثه الله إلى قومه فضُرب على قرنه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام ، ثمّ بعثه الله فضُرب على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام ، ثمّ بعثه الله إليهم بعد ذلك ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب ) (3) .
  أقول : ويأتي مثله في معناه وأنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( وفيكم مثله ) يعني نفسه .
  الخامس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في ( تفسيره ) قال : حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن تفسير هذه الآية ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِث ) (4) .
  قال : ( بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية ، فجاؤوهم بما لا يعرفون ،

---------------------------
(1) تفسير القمّي 2 : 37 .
(2) سورة الكهف 18 : 83 .
(3) تفسير القمّي 2 : 40 .
(4) سورة يس 36 : 13 / 14 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 161 _

  فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام ، فبعث الله الثالث ـ وذكر القصّة بطولها ـ وفيها : إنّ الثالث أظهر دين الملك أوّلاً ثمّ أمر بإحضارهما للمناظرة فطلب منهما أن يدعوا لأعمى ومقعد بالشفاء ، ففعلا مرّة بعد اُخرى فأجاب الله دعاءهما ، فقال : أيّها الملك قد أتيا بحجّتين ولكن بقي شيء واحد فإن فعلاه دخلت معهما في دينهما .
  ثمّ قال : أيّها الملك بلغني أنّه كان للملك ولد واحد ومات فإن أحياه إلهـهما دخلت معهما في دينهما ، فقال الملك : وأنا أيضاً معك ، ثمّ قال لهما : قد بقيت هذه الخصلة الواحدة ، قد مات ابن للملك فادعوا إلهكما فيحييه ، قال : فخرّا ساجدَين فأطالا السجود ثمّ رفعا رأسهما وقالا : ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله .
  قال : فخرج الناس فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب ، فأتى به الملك فعرف أنّه إبنه ، فقال له : ما حالك (1) يا بني ؟ قال : كنت ميّتاً فرأيت رجلين بين يدي ربّي الساعة (2) ساجدَين يسألانه أن يحييني فأحياني ، فقال : يا بني تعرفهما إذا رأيتهما ؟ قال : نعم ، فأخرج الناس جملة إلى الصحراء ، فكان ينظر إلى رجل رجل حتّى مرّ بالأوّل بعد (3) جمع كثير ، فقال : هذا أحدهما ، ثمّ مرّ أيضاً بقوم كثيرين حتّى رأى الآخر ، فقال : وهذا الآخر ، فآمن الملك وأهل مملكته ) (4) .
  السادس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في ( تفسيره ) قال : حدّثني أبي ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن بحر (5) ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن

---------------------------
(1) في ( ح ) : ما جاء لك . بدل من : ما حالك .
(2) ( الساعة ) لم ترد في ( ح ) .
(3) في ( ح ) : مع .
(4) تفسير القمّي 2 : 212 / 214 .
(5) في ( ك ، ش ، ح ، ط ) والمطبوع : عبد الرحمن بن أبي نجران ، وما أثبتناه من المصدر وعنه في البحار 12 : 341 / 3 وتفسير البرهان 4 : 660 / 1 ، وكذلك ذكر السيِّد الخوئي الرواية بهذا السند في معجمه 11 : 124 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 162 _

  أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن بلية أيّوب ـ وذكر الحديث ـ إلى أن قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لاَُولِي الألْبَابِ ) (1) قال : ( فردّ الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء ، وردّ عليه أهله الذين ماتوا بعدما أصابهم البلاء كلّهم ، أحياهم الله تعالى فعاشوا معه ) (2) .
  السابع والثلاثون : ما رواه الشهيد الثاني الشيخ زين الدين ( قدس سره ) في كتاب ( مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد ) نقلاً من كتاب ( العيون والمحاسن ) (3) للشيخ المفيد : عن معاوية بن مرّة ، قال : كان أبو طلحة يحبّ ابنه حبّاً شديداً ، فتوفّي الولد ثمّ ذكر أنّ امرأته صبرت صبراً عظيماً ، وأنّ أباه أيضاً صبر وأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا علم بذلك قال : ( الحمد لله الذي جعل في اُمّتي مثل صابرة بني إسرائيل ) فقيل : يا رسول الله ما كان من صبرها (4) ؟ فقال : ( كان في بني إسرائيل امرأة لها زوج ولها منه غلامان ، فأمرها بطعام ليدعو الناس عليه (5) ، ففعل واجتمع الناس في دارها ، فانطلق الغلامان يلعبان فوقعا في بئر كان في الدار فماتا ، فكرهت أن تنغّص على زوجها الضيافة ، فأدخلتهما البيت وسجّتهما بثوب .
  فلمّا فرغوا دخل زوجها (6) ، فقال : أين ابناي ؟ فقالت : هما في البيت ، وأنّها كانت تمسّحت بشيء من الطيب ، وتعرّضت للرجل حتّى وقع عليها ، ثمّ قال : أين

---------------------------
(1) سورة ص 38 : 43 .
(2) تفسير القمّي 2 : 339 / 242 .
(3) في مسكّن الفؤاد : عيون المجالس .
(4) في ( ك ) : خبرها .
(5) في ( ح ) : إليه .
(6) في ( ط ) : فلمّا فرغ زوجها .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 163 _

  ابناي ؟ قالت : هما في البيت فناداهما فخرجا يسعيان ، فقالت المرأة : سبحان الله قد والله كانا ميّتين ولكنّ الله تعالى أحياهما ثواباً لصبري ) (1) .
  الثامن والثلاثون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في ( اعتقاداته ) ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ مرسلاً في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلوفٌ ) (2) قال : ( هؤلاء كانوا سبعين ألف بيت وكان فيهم الطاعون كلّ سنة ـ إلى أن قال ـ : فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون ، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شطّ بحر .
  فلمّا وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعاً ، فكنستهم المارّة عن الطريق ، فبقوا بذلك ما شاء الله ، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : ارميا ، فقال : لو شئت يا ربّ لأحييتهم فيعمّروا بلادك ويلدوا عبادك ، ويعبدونك مع من يعبدك ، فأوحى الله إليه أتحبّ أن اُحييهم لك ؟ قال : نعم ، فأحياهم الله وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ورجعوا (3) إلى الدنيا ثمّ ماتوا (4) بآجالهم ) (5) .
  التاسع والثلاثون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في ( اعتقاداته ) مرسلاً في قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ ) (6) قال : فهذا مات مائة عام ، ثمّ رجع إلى

---------------------------
(1) مسكّن الفؤاد : 69 .
(2) سورة البقرة 2 : 243 .
(3) في ( ح ) : ثمّ بُعثوا .
(4) في ( ح ) : فماتوا ، بدل من : ثمّ ماتوا .
(5) اعتقادات الصدوق : 60 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(6) سورة البقرة 2 : 259 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 164 _

  الدنيا ثمّ مات (1) بأجله ، وهو عزير ( عليه السلام ) (2) .
  وروي أنّه : ارميا ( عليه السلام ) (3) .
  الأربعون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في ( اعتقاداته ) مرسلاً في قصّة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه وقوله تعالى ( ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) (4) قال : إنّهم لمّا سمعوا كلام الله قالوا : لا نصدّق به حتّى نرى الله جهرةً فأخذتهم الصاعقة فماتوا ، فقال موسى : يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ فأحياهم الله عزّوجلّ ثمّ رجعوا إلى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء ، وولدت لهم الأولاد ، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم (5) .
  الحادي والأربعون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في ( اعتقاداته ) مرسلاً : أنّ عيسى ( عليه السلام ) كان يحيي (6) الموتى بإذن الله ، وأنّ جميع الموتى الذين أحياهم عيسى ( عليه السلام ) بإذن الله رجعوا إلى الدنيا ، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم (7) .
  الثاني والأربعون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في ( اعتقاداته ) مرسلاً : أنّ أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، ثمّ بعثهم الله فرجعوا إلى الدنيا ليتساءلوا بينهم وقصّتهم معروفة .
  قال ابن بابويه : فإن قال قائل : قد قال الله ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ) (8)

---------------------------
(1) في ( ح ) : فمات ، بدل من : ثمّ مات .
(2) اعتقادات الصدوق : 61 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(3) تفسير القمّي 1 : 86 .
(4) سورة البقرة 2 : 56 .
(5) اعتقادات الصدوق : 61 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(6) في ( ح ، ط ) : يُخرج .
(7) اعتقادات الصدوق : 61 / 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(8) سورة الكهف 18 : 18 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 165 _

  قيل له : إنّهم كانوا موتى ، وقد قال الله عزّوجلّ ( مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (1) وإن قالوا ذلك فإنّهم كانوا موتى ومثل هذا كثير (2) ( انتهى ) .
  الثالث والأربعون : ما رواه الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي في ( مصباحه ) ـ في الفصل الثلاثين في أدعية الأنبياء ( عليهم السلام ) دعاء آصف ( عليه السلام ) ـ : روي أنـّه أتى بعرش بلقيس بهذا الدعاء وإنّ به كان عيسى ( عليه السلام ) يحيي الموتى ، وهو : ( اللهمّ إنّي أسألك بأنّك لا إله إلا أنت ) (3) وذكر دعاءً قصيراً .
  الرابع والأربعون : ما رواه الشيخ الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج على أهل اللجاج ) ـ في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) على الزنديق الذي سأله عن مسائل كثيرة ـ في حديث طويل يقول فيه الزنديق : فلو أنّ الله ردّ إلينا من الأموات في كلّ مائة عام لنسأله عمّن مضى منّا إلى ما صاروا وكيف حالهم ؟
  فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( هذه مقالة من أنكر الرسل وكذّبهم ، إنّ الله أخبر في كتابه على لسان الأنبياء حال من مات منّا ، أفيكون أحد أصدق من الله ورسله ؟ وقد رجع إلى الدنيا ممّن مات خلق كثير ، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة ، ثمّ بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجّتهم ، وأمات الله ارميا النبي ( عليه السلام ) الذي نظر إلى خراب بيت المقدس فقال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ) (4) ثمّ أحياه وبعثه ) (5) الحديث .

---------------------------
(1) سورة يس 36 : 52 .
(2) اعتقادات الصدوق : 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(3) مصباح الكفعمي 1 : 554 .
(4) سورة البقرة 2 : 259 .
(5) الاحتجاج 2 : 230 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 1666 _

  الخامس والأربعون : ما رواه الطبرسي أيضاً في ( الاحتجاج ) ـ في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) على بعض أعداء الدين ـ في حديث طويل (1) قال : ( إنّ الله أمات قوماً خرجوا عن أوطانهم ، هاربين من الطاعون لا يحصى عددهم فأماتهم الله دهراً طويلاً حتّى بليت عظامهم ، وتقطّعت أوصالهم وصاروا تراباً ، فبعث الله ـ في وقت أحبّ أن يُري عباده قدرته ـ نبيّاً يقال له : حزقيل ، فدعاهم فاجتمعت أبدانهم ورجعت فيها أرواحهم وقاموا كهيئة يوم ماتوا لا يفتقدون من أعدادهم رجلاً ، فعاشوا بذلك دهراً طويلاً ) (2) .
  السادس والأربعون : ما رواه الطبرسي أيضاً في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : ( وإنّ الله تعالى أمات قوماً خرجوا مع موسى حين توجّه إلى الله فقالوا : ( أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً ) (3) فأماتهم الله ثمّ أحياهم ) (4) الحديث .
  السابع والأربعون : ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب ( الخرائج والجرائح ) ـ في أعلام فاطمة ( عليها السلام ) ـ : عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق ( عليه السلام ) (5) قال : ( لمّا تزوّج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خديجة هجرتها نساء قريش وقلن : تزوّجت يتيم آل أبي طالب فقيراً لا مال له ، فلمّا حضرت ولادة فاطمة ( عليها السلام ) بعثت إليهنّ وطلبتهنّ فلم تأت منهنّ واحدة .
  فاغتمّت خديجة ، فبينا هي كذلك إذ دخلت عليها أربع نسوة طوال كأنّهنّ من نساء بني هاشم ، ففزعت منهنّ ، فقالت إحداهنّ : لا تحزني يا خديجة فإنّا رسل

---------------------------
(1) ( طويل ) أثبتناه من ( ح ، ش ، ك ) .
(2) الاحتجاج 2 : 231 .
(3) سورة النساء 4 : 153 .
(4) الاحتجاج 2 : 231 .
(5) في ( ح ) زيادة : في حديث طويل .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 167 _

  ربّك إليك (1) ونحن أخواتك ، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه اُمّ البشر اُمّنا حوّاء ، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، واُخرى عن شمالها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة ( عليها السلام ) ) (2) الحديث .
  الثامن والأربعون : ما رواه رئيس المحدّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( الأمالي ) ـ في المجلس السابع والثمانين ـ : عن أبي عبدالله أحمد بن محمّد الخليلي ، عن محمّد بن أبي بكر الفقيه ، عن أحمد بن محمّد النوفلي ، عن إسحاق بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : كيف كانت ولادة فاطمة ( عليها السلام ) ؟ فذكر الحديث بطوله ، وفيه دخول النساء الأربع من الاُمم السالفة على خديجة ( عليها السلام ) كما رواه الراوندي ، إلا أنّه لم يذكر حوّاء اُمّ البشر وإنّما ذكر مكانها كلثم اُخت موسى بن عمران ( عليه السلام ) (3) .
  التاسع والأربعون : ما رواه الراوندي في كتاب ( الموازاة بين المعجزات ) ـ الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب ( الخرائج والجرائح ) ـ قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الله تعالى ردّ على أيّوب أهله وولده الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معه ، وكذلك ردّ الله عليه ماله ومواشيه بأعيانها وأعطاه مثلها ) (4) .
  الخمسون : ما رواه الراوندي في كتاب ( الموازاة ) أيضاً عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إنّ عزيراً أماته الله مائة عام ، ثمّ بعثه وأحياه وكان معه اللبن لم يتغيّر ، قال : ولمّا

---------------------------
(1) ( إليكِ ) لم ترد في ( ط ) .
(2) الخرائج والجرائح 2 : 524 / 1 .
(3) أمالي الصدوق : 690 / 947 .
(4) الخرائج والجرائح 2 : 933 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 168 _

  مرّ عزير على قرية وهي خاوية على عروشها خراب أهلها كلّهم موتى ، فعلم أنّهم ماتوا بسخط الله ، فدعا ربّه فقال تعالى : رشّ عليهم الماء ففعل فأحياهم الله وهم اُلوف ، وبعثه إليهم رسولاً وعاش سنين ) (1) .
  الحادي والخمسون : ما رواه الراوندي أيضاً في كتاب ( الموازاة ) رفعه قال : ( إنّ عيسى ( عليه السلام ) بعث رجلاً إلى الروم لا يداوي رجلاً إلا أبرأه ، ثمّ بعث آخر وعلّمه الذي يُحيي به الموتى ، فدعا الروم فاُدخل على الملك ، فقال : أنا اُحيي الموتى ، وكان للملك ولد قد مات ، فركب الملك والناس معه إلى قبر ابنه ، فدعا رسول عيسى ( عليه السلام ) وأمّن طبيب الملك الذي هو رسول المسيح أوّلاً .
  فانشقّ القبر وخرج ابن الملك ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه ، فقال : يا بنيّ مَنْ أحياك ؟ فنظر إلى الرسولين (2) فقال : هذا وهذا ، فقاما وقالا : أيّها الملك إنّا رسولا المسيح ، فآمن الملك وأهل بيته في الحال ) (3) .
  الثاني والخمسون : ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في أوائل كتاب ( الغيبة ) مرسلاً قال : ( وإنّ أصحاب الكهف قد أخبر الله عنهم أنّهم بقوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ، ثمّ أحياهم الله تعالى فعادوا إلى الدنيا ورجعوا إلى قومهم .
  وقد كان من أمر صاحب الحمار (4) الذي نزل بقصّته القرآن ، وأهل الكتاب

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 2 : 933 .
(2) في الخرائج : رسولي المسيح .
(3) الخرائج والجرائح 2 : 948 باختلاف يسير .
(4) وهو الذي أخبر عنه الله عزّوجلّ في سورة البقرة آية 259 ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا ) إلى آخر الآية .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 169 _

  يرون (1) أنّه كان نبيّاً فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه ) (2) .
  الثالث والخمسون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في ( رسالته ) نقلاً من كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن علوان ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة ، أنّ عبدالله بن الكوّا قام إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقال : إنّ أبا المعمّر يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنّا قد رأينا وسمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه .
  فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فابتلاه الله وأماته مائة عام ، ثمّ بعثه ورجع إلى أهله واستقبله ابنه وهو ابن خمسين ومائة (3) سنة ، وردّ الله عزيراً إلى الذي كان به ، وإنّ الله ابتلى قوماً بذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم ، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ، ثمّ أماتهم بعد ذلك .
  إنّ الله قال في كتابه : ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (4) فانطلق بهم فقالوا : ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهُ جَهْرَةً ) (5) قال الله عزّوجلّ : ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ـ يعني الموت ـ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ) (6) فهذا بعد الموت إذ بعثهم ، وأيضاً مثلهم الملأ الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر

---------------------------
(1) في ( ح ، ط ، ش ، ك ) : يروون ، وفي المصدر : يزعمون .
(2) الغيبة للطوسي : 111 .
(3) في المطبوع و ( ط ) : مائة ، وما في المتن أثبتناه من ( ح ، ش ) وهو الموافق للمصدر ، وفي ( ك ) : أربعين ومائة .
(4) سورة الأعراف 7 : 155 .
(5) و (6) سورة البقرة 2 : 55 / 57 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 170 _

  الموت ، فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم ، ومثلهم عزيراً أماته الله مائة عام ثمّ بعثه ، ياابن الكوّا فلا تشكّنّ في قدرة الله عزّوجلّ ) (1) .
  الرابع والخمسون : ما رواه أيضاً نقلاً من ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله ؟ فقال : ( لا ) فقلت : قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (2) هل أحياهم الله تعالى حتّى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم من يومهم أو ردّهم إلى الدنيا ؟ قال : ( بل ردّهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ثمّ ماتوا بالآجال ) (3) .
  الخامس والخمسون : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( الأمالي ) ـ في المجلس السابع والثلاثين ـ : عن علي بن الحسين بن شاذويه ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا مضى لعيسى ( عليه السلام ) ثلاثون سنة ، بعثه الله عزّوجلّ إلى بني إسرائيل ، فلقيه إبليس على عقبة بيت المقدس ـ وهي عقبة أفيق (4) ثمّ ذكر ما جرى بينهما من المكالمات إلى أن

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 102/74 ، باب الكرّات وحالاتها وما جاء فيها .
(2) سورة البقرة 2 : 243 .
(3) مختصر البصائر : 105/76 ، باب الكرّات وحالاتها ، وأورده العيّاشي في تفسيره 1 : 130/433 .
(4) عقبة أفيق : العقبة : بالتحريك هو جبل طويل يعرض للطريق فيأخذ فيه ، وهو صعب إلى صعود الجبل ، وأفيق : قرية من حوران في طريق الغور في أوّل العقبة ، معجم البلدان 4 : 151 ، عقبة و 1 : 276 أفيق .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 171 _

  قال ـ : فقال إبليس : أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير ، فتنفخ فيه فيصير طيراً ؟
  فقال عيسى ( عليه السلام ) : ( بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخّر لي ) قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تحيي الموتى ؟ قال عيسى : ( بل العظمة للذي (1) بإذنه اُحييهم ولابدّ من أن يميت ما أحييت ويميتني ) (2) الحديث .
  السادس والخمسون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم في ( تفسيره ) عند قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة ) (3) الآية قال : حدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لمّا عملت بنو إسرائيل بالمعاصي ـ وذكر الحديث بطوله ـ وأنّ الله سلّط عليهم بخت نصّر فقتلهم ـ إلى أن قال ـ : فخرج ارميا فنظر إلى سباع البرّ وسباع الطير تأكل من تلك الجيف ، ففكّر في نفسه وقال : أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه أي أحياه ، لمّا رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصّر ، ردّ بني إسرائيل إلى الدنيا ) (4) الحديث (5) .
  أقول : هذا الحديث مع قوّة سنده جدّاً يدلّ على أنّ الله أحيا بني إسرائيل بعد القتل وأحيا نبيّهم بعد الموت وردّه إليهم ، فرجع ورجعوا إلى الدنيا وبقوا مدّة

---------------------------
(1) من قوله : ( خلقني وخلق ) إلى هنا لم يرد في ( ح ) .
(2) أمالي الصدوق : 272 / 1 ، المجلس السابع والثلاثون .
(3) سورة البقرة 2 : 259 .
(4) تفسير القمّي 1 : 86 / 90 .
(5) ( الحديث ) أثبتناه من ( ح ، ش ، ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 172 _

  طويلة .
  السابع والخمسون : ما رواه الراوندي في الباب السابع من كتاب ( الخرائج والجرائح ) : عن يونس بن ظبيان ، قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : قوله عزّوجلّ لابراهيم ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ ) (1) الآية ، قال : ( نعم قد كان ذلك ، فتحبّون أن اُريكم مثله ) (2) الحديث .
  الثامن والخمسون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في ( رسالته ) نقلاً من كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص (3) ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت : إنّا نتحدّث أنّ عمر بن ذر (4) [ لا يموت حتّى يقاتل قائم آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ مثل عمر بن ذر مثل ] (5) رجل كان (6) في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب عن رأسه ويقول لهم : كيت وكيت ) (7) .
   التاسع والخمسون (8) : ما رواه الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب ( قصص الأنبياء ) : بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن

---------------------------
(1) سورة البقرة 2 : 260 .
(2) الخرائج والجرائح 1 : 297 / 4 .
(3) في المطبوع و ( ط ، ك ) : وهب بن حفص .
(4) في ( ح ، ش ، ط ، ك ) : عمر بن زميل .
(5) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر لضرورته في سياق الحديث .
(6) في ( ح ) : كان رجل .
(7) مختصر البصائر : 98 / 68 ، باب الكرّات وحالاتها .
(8) هذا الحديث والذي بعده سقط من نسخة ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 173 _

  أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ داود كان يدعو الله أن يعلّمه القضاء بما هو الحقّ عنده ، فأوحى الله إليه : إنّ الناس لا يحتملون ذلك وإنّي سأفعل ) .
  وأتاه رجلان استعدى أحدهما على الآخر فأمر المستعدى عليه أن يقوم إلى المستعدي فيضرب عنقه ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إليه : إنّ هذا المستعدي قتل أبا هذا المستعدى عليه ، فأمرت فضربت عنقه قوداً بأبيه ، وهو مدفون في حائط كذا وكذا تحت صخرة كذا (1) ، فأته فناده باسمه فإنّه سيجيبك فسأله (2) ، فخرج إليه داود فناداه يا فلان فقام ، فقال : لبّيك يا نبيّ الله ، فقال : مَنْ قتلك ؟ فقال : فلان ، فقالت بنو إسرائيل : سمعناه يقول ) (3) الحديث .
  الستّون : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن بابويه ، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ عيسى بن مريم ( عليه السلام ) بعث رسولا إلى (4) الروم وعلّمه ما به يُحيي الموتى فأخبروا الملك ، وكان ابنه مات ، فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك ، فدعا رسول المسيح وأمّن طبيب الملك ـ الذي هو رسوله أيضاً ـ فانشقّ القبر فخرج ابن الملك ، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه ، فقال : يا بُني من أحياك ؟ فنظر فقال : هذا وهذا ) (5) الحديث .

---------------------------
(1) في ( ح ) : كذا وكذا .
(2) في ( ح ) : فسله ، وفي المصدر : فسله ، قال .
(3) قصص الأنبياء : 200 / 256 .
(4) في المطبوع : إلى رسول ، وما في المتن أثبتناه من ( ح ، ش ، ط ، ك ) .
(5) قصص الأنبياء : 267 / 309 ، وإلى هنا ينتهي ما سقط من ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 174 _

  أقول : وقد تقدّم ما يدلّ على مضمون هذا الباب ، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب الذي بعده وغيره .
  ولا يخفى أنّ مضمون البابين واحد لكنّي جعلت الأحاديث قسمين ; لأنّ منكر الرجعة قد رجع إلى الإقرار برجعة الشيعة وغيرهم من الرعية ، وتوقّف في الإقرار برجعة الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) ، فأردت (1) أن يكون القسم الثاني مجموعاً في باب مفرد ، وإلا فالقسمان دالاّن على مضمون واحد ، وقد تجاوزا حدّ التواتر المعنوي ، مع أنّي لم أنقل جميع ما ورد في ذلك ، ومع ضميمة أحاديث الباب الرابع يتمّ الاستدلال على الرجعة ، مع قطع النظر عن أحاديث الإخبار بالرجعة الصريحة بالكلّية ، فكيف إذا انضمّ الجميع بعضه إلى بعض والله الموفّق .

---------------------------
(1) في ( ط ) : فأوقف .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 175 _

الباب السادس : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في
الأنبياء والأوصياء السابقين ( عليهم السلام )

   والأحاديث في ذلك أيضاً كثيرة وأنا أقتصر منها على أخبار :
  الأوّل : ما رواه ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب النوادر من كتاب الجنائز ـ : عن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد ، عن عبدالله بن سليم العامري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ عيسى ( عليه السلام ) جاء إلى قبر يحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) ـ وكان سأل ربّه أن يحييه له ـ فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر ، فقال له : ما تريد منّي ؟ قال : أريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا ، فقال له : يا عيسى ما سكنت عنّي حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا وتعود عليَّ حرارة الموت ، فتركه فعاد إلى قبره ) (1) .
  الثاني : ما رواه الكليني في ( أوائل الروضة ) : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي وأبي منصور ، عن الربيع ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ نافعاً (2) قال له : إنّي قرأت التوراة

---------------------------
(1) الكافي 3 : 260 / 37 .
(2) هو مولى عمر بن الخطّاب .