عن النساء : كيف يسلمن إذا دخلن على القوم ؟ قال : المرأة تقول : ( عليكم السلام ) ، والرجل يقول : ( السلام عليكم ) .
وعنه ، عن علي ( عليهما السلام ) قال : ما كثر شعر رجل قط إلا قلت شهوته.
عن محمد بن إسحاق قال : قال لي أبوجعفر ( عليه السلام ) : أتدري من أين صار مهور النساء أربعة آلاف درهم ؟ قلت : لا ، قال : إن ام حبيبة بنت أبي سفيان كانت في الحبشة فخطبها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فساق عنه النجاشي أربعة آلاف درهم ، فمن ثم هؤلاء يأخذون به ، فأما الاصل فاثنتا عشرة أوقية ونش
.
عن السكوني بإسناده : إن عليا ( عليه السلام ) مر علي بهيمة وفحل يسفدها على ظهر الطريق
فأعرض ( عليه السلام ) بوجهه ، فقيل له : لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : إنه لا ينبغي أن يصنعوا ما يصنعون وهو من المنكر إلا أن يواروه حيث لا يراه رجل ولا امرأة.
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم ترتد إليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين.
وقال ( عليه السلام ) : أول النظرة لك ، والثانية عليك ، والثالثة فيها الهلاك.
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن ينظر الرجل إلى شعر امه أو اخته او ابنته.
من صحيفة الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : للمرأة عشر عورات إذا تزوجت سترت عورة [ واحدة ] وإذا ماتت سترت عوراتها كلها .
من كتاب المحاسن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال موسى ( عليه السلام ) : يا رب أي الاعمال أفضل عندك ؟ قال : حب الاطفال ، فإني فطرتهم على توحيدي فإن أمتهم أدخلتهم جنتي برحمتي .
من كتاب المحاسن ، عن الصادق عليه السلام قال : أقذر الذنوب ثلاثة : قتل البهيمة وحبس مهر المرأة ومنع الاجير أجره .
من كتاب نوادر الحكمة ، عن علي ( عليه السلام ) قال : لا تغالوا في مهور النساء فيكون عداوة .
عن ابن أبي يعفور
(1) ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قلت إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبوي أراد غيرها ، قال : تزوج الذي هويت ودع التي هوى أبواك.
وعنه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من من امرأة تصدقت على زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها إلا كتب الله لها بكل دينار عتق رقبة ، قيل : يا رسول الله فكيف الهمة بعد الدخول ؟ فقال : إنما ذلك من المودة والالفة .
عن الحسين بن المختار يرفعه قال : إن سلمان رضي الله عنه تزوج امرأة غنية فدخل فإذا البيت فيه الفرش ، فقال رضي الله عنه : إن بيتكم لحرم أو قد تحولت فيه الكعبة ، قال : فإذا جارية مختمة ، فقال : لمن هذه ؟ فقالوا لفلانة امرأتك ، قال : من اتخذ جارية لا يأتيها ثم أتت محرما كان وزر ذلك عليه .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اتخذ جارية فليأتها في كل أربعين يوما مرة .
وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا أتى الرجل جارية ثم أراد أن يأتي الاخرى توضأ .
وعنه ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان يقول : لا تسترضعوا الحمقاء ، فإن اللبن يغلب الطباع وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تسترضعوا الحمقاء ، فإن الولد يشب عليه .
من كتاب الفردوس ، عن عمرو بن أبي سلمة
(2) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن الله
---------------------------
(1) هو أبومحمد عبد الله بن أبي يعفور واقد العبدي الكوفي من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) وكريم عليه ومات في أيامه ، ثقة جليل في أصحابنا وكان قارئا يقرأ في مسجد الكوفة وله كتاب ، وكان من حواري الصادقين ( عليهما السلام ) .
(2) كان بن أبي سلمة ربيب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان من أصحابه وأصحاب علي ( عليه السلام ) وولاه البحرين وقتل معه بصفين .
مكارم الأخلاق
_ 238 _
عزوجل قسم الحياة عشرة أقسام ، فجعل للنساء تسعة وللرجال واحدة ولولا ذلك لتساقطن تحت ذكوركم كما تتساقط البهائم ذكورها .
قال ( عليه السلام ) : إن للمرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها من الاجر كالمرابط
(1) في سبيل الله ، فإن هلكت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد .
وقال ( عليه السلام ) : إن للمخنثين أرحاما كأرحام النساء إلا أنها منكوسة .
وقال ( عليه السلام ) : إذا ولدت المرأة فليكن أول ما تأكل الرطب ، فإن لم يكن رطب فتمر فإنه لو كان شيء أفضل منه أطعمه الله مريم عليها السلام حين ولدت عيسى ( عليه السلام ).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تزنوا فيذهب الله لذة نسائكم من أجوافكم ، وعفوا تعف نساؤكم. إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يحل لامرأة أن تنام حتى تعرض نفسها على زوجها ، تخلع ثيابها وتدخل معه في لحافه فتلزق جلدها بجلده ، فإذا فعلت ذلك فقد عرضت نفسها .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : حرم الله على كل ذي دبر مستنكح الجلوس على استبرق الجنة.
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قبل غلاما بشهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار .
وعن علي ( عليه السلام ) قال : من أمكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله تعالى جعل شهوة المؤمن في صلبه وجعل شهوة الكافر في دبره .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمه .
من الفردوس قال ( عليه السلام ) : المغزل في يد المرأة الصالحة كالرمح في يد الغازي المريد وجه الله.
وقال ( عليه السلام ) : مروا نساءكم بالغزل ، فإنه خير لهن وأزين .
عن أنس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير ، فإن لم يجد من يستشير فليستشير امرأته ثم يخالفها ، فإن في خلافها بركة .
---------------------------
(1) المرابط : المجاهد ، وأصله المراقبة والملازمة على الامر .
مكارم الأخلاق
_ 239 _
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كان إبراهيم ( عليه السلام ) أبي غيورا وأنا أغير منه ، وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين .
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : غيرة النساء الحسد ، والحسد هو أصل الكفر ، إن النساء إذا غرن غضبن وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن .
روي جابر
(1) ، عنه ( عليه السلام ) قال : قال ( عليه السلام ) لي : إن الله تبارك وتعالى لم يجعل الغيرة للنساء وإنما جعل الغيرة للرجال ، لان الله قد أحل للرجال أربع حرائر وما ملكت يمينه ولم يحل للمرأة إلا زوجها وحده ، فإن بغت مع زوجها غيره كانت عندالله زانية وإنما تغار من المنكرات ، وأما المؤمنات فلا .
عن محمد بن إسماعيل بن بزيغ قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قناع النساء من الخصبان ؟ فقال : كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن ( عليه السلام ) لا يتقنعن ، قلت : وكانوا أحرارا ؟ قال : لا ، قلت : فالاحرار يتقنعن منهم ؟ قال : لا
.
---------------------------
(1) والظاهر هو جابر بن يزيد الجعفي من خواص أصحابهم ( عليهم السلام ).
مكارم الأخلاق ـ 240 ـ
الباب التاسع :
( في آداب السفر وما يتعلق به ، ثمانية فصول )
هذا الباب مختار من كتاب من لا يحضره الفقيه ومن مجموعة في الاداب
لمولاي أبي طول الله عمره [ وغيرهما ]
الفصل الاول
( في السفر والاوقات المحمودة والمذمومة له )
روى عمر بن أبي المقدام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال في حكمة آل داود ( عليه السلام ) : أن على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سافروا تصحوا ، وجاهدوا تغنموا ، وحجوا تستغنوا .
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سافروا ، فإنكم إن لم تغنموا مالا أفدتم عقلا .
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) السفر ميزان القوم .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا سبب الله للعبد الرزق في أرض جعل له فيها حاجة .
عنه ( عليه السلام ) قال : من أراد السفر فليسافر في يوم السبت ، فلو أن حجرا زال عن جبل في يوم السبت لرده الله تعالى إلى مكانه. ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود ( عليه السلام ) .
وروى إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عنه ( عليه السلام ) أنه قال : لا بأس للخروج للسفر ليلة الجمعة.
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسافر يوم الخميس ، وقال : ( عليه السلام ) : يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته .
مكارم الأخلاق _ 241 _
عن أنس قال : كان أحب الايام إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يسافر فيه يوم الجمعة وكان إذا أراد سفرا لغزو ورى بغيره .
وكتب بعض البغداديين إلى أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) يسأله عن الخروج يوم الاربعاء لا تدور ؟ فكتب ( عليه السلام ) : من خرج يوم الاربعاء لا تدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفي من كل عاهة وقضى الله له حاجته .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالسير بالليل ، فإن الارض تطوى بالليل .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الارض تطوى من آخر الليل.
وعنه ( عليه السلام ) قال : لا تخرج يوم الجمعة في حاجة ، فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك .
وسأل أبوأيوب الخزاز
(1) [ وعبد الله بن سنان ] أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عزوجل : ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله )
(2) ؟
فقال : الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت .
وعنه ( عليه السلام ) قال : اتق الخروج إلى السفر في اليوم الثالث من الشهر والرابع من الشهر والحادي والعشرين منه والخامس والعشرين منه. ( فإنها أيام منحوسة مروية عن الصادق ( عليه السلام ) .
وقال ( عليه السلام ) : لا تسافروا يوم الاثنين ولا تطلبوا فيه حاجة .
من كتاب عيون الاخبار ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال : يوم السبت يوم مكر وخديعة ، ويوم الاحد يوم غرس وبناء ، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب ، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم ، ويوم الاربعاء يوم شؤم يتطير فيه الناس ، ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج ، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح .
---------------------------
(1) هو إبراهيم بن عثمان الكوفي ، المكنى بأبي أيوب الخزاز ، ثقة كبير المنزلة وله كتاب روى عن الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) .
(2) سورة الجمعة آية : 10 ، ( مكارم الاخلاق ـ 16 )
مكارم الأخلاق _ 242 _
عن أبي أيوب الخزاز قال : أردنا أن نخرج فجثنا نسلم على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : كأنكم طلبتم بركة الاثنين ؟ قلنا : نعم ، قال : فأي يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين ، فقدنا فيه نبينا واتفع الوحي عنا ، لا تخرجوا يوم الاثنين واخرجوا يوم الثلاثاء .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى .
روي عن عبد الملك بن أعين قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إني قد ابتليت بهذا العلم فاريد الحاجة فإذا نظرت في الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم أذهب فيها. وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة ، فقال لي : تقضي ؟ قلت : نعم ، قال : أحرق كتبك ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكره أن يسافر الرجل أو يزوج والقمر في المحاق .
عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : الشؤم للمسافر في طريقه في ستة : الغراب الناعق عن يمينه. والكلب الناشر لذنبه ، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل وهو مقطع على ذنبه يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا
(1) ، والظبي السائح من يمين إلى شمال ، والبومة الصارخة ، والمرأة الشمطاء يرى وجهها
(2) ، والاتان العضباء يعني الجدعاء
(3) ، فمن أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل : اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك ، قال : فيعصم من ذلك .
عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يكره السفر في شيء من الايام المكروهة ، الاربعاء وغيره ، وقال : افتتح سفرك بالصدقة واقرأ آية الكرسي إذا بدا لك.
وعنه ( عليه السلام ) قال : قال زين العابدين ( عليه السلام ) : حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفوا مؤناتكم ومؤنات عيالكم.
وعنه ( عليه السلام ) قال : لو حج رجل ماشيا فقرأ إنا أنزلناه ما وجد ألم المشي.
وقال ( عليه السلام ) : من يقرأ أحد إنا أنزلناه حين يركب دابته إلا نزل منها سالما مغفورا له ، ولقارئها أثقل على الدواب من الحديد ، وأن البعير إذا حج عليه سبع حجات صير من نعم الجنة .
---------------------------
(1) العواء : صوت السباع من الذئب وغيره ، وأقعى الذئب : جلس على إسته وألصق إليته بالارض ونصب ساقيه .
(2) الشمطاء : المرأة التي بياض شعر رأسها يخالط سوادها .
(3) الاتان : الحمارة ، والعضباء والجدعاء : المقطوعة الاذن أو الانف .
مكارم الأخلاق _ 243 _
قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : لو كان شيء يسبق القدر لقلت : إن قارئ إنا ( أنزلناه ) حين يسافر أو يخرج من منزله سيرجع إليه سالما إن شاء الله تعالى .
الفصل الثاني :
( في إفتتاح السفر بالصدقة وغيرها )
عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال : تصدق واخرج أي يوم شئت .
عن حماد بن عثمان قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : أيكره السفر في شيء من الايام المكروهة مثل يوم الاربعاء وغيره ؟ فقال : افتتح سفرك بالصدقة واخرج إذا بدا لك .
واقرأ آية الكرسي واحتجم إذا بدا لك.
عن إبن أبي عمير
(1) قال : كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء ، فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، فقال : إذا وقع في نفسك شيء فتصدق على أول مسكين ، ثم امض ، فإن الله عز وجل يدفع عنك .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس ذلك اليوم .
من كتاب المحاسن ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أحدهما عليهما السلام قال : كان أبي إذا خرج يوم الاربعاء أو في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة ، ثم خرج .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس ذلك اليوم .
عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلامة من الله عزوجل بما تيسر له ويكون
---------------------------
(1) هو أبوأحمد محمد بن زياد بن عيسى الازدي من أصحاب الاجماع وأدرك الامام السابع والثامن والتاسع ( عليهم السلام ) ، توفي سنة 217 هـ .
مكارم الأخلاق _ 244 _
ذلك إذا وضع رجله في الركاب ، وإذا سلمه الله وانصرف حمد الله عز وجل وشكره وتصدق بما تيسر له .
وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا أردت سفرا فاشتر سلامتك من ربك بما طابت به نفسك ، ثم تخرج وتقول : اللهم إني أريد سفر كذا وكذاو إني قد اشتريت سلامتي في سفري هذا بهذا وتضعه حيث يصلح ، وتفعل مثل ذلك إذا وصلت شكرا .
( في حمل العصا )
من كتاب الفردوس ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيعجز أحدكم أن يتخذ في يده عصا في أسفله عكازة
(1) ، يدعم عليها إذا أعيا ويجر بها الماء ويميط بها الاذى عن الطريق ويقتل بها الهوام ويقاتل بها السباع ويتخذها قبلة بأرض فلاة .
وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حمل العصا علامة المؤمن وسنة الانبياء ( عليهم السلام ) .
عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : المشي بالعصا من التواضع ويكتب له بكل خطوة ألف حسنة ويرفع له ألف درجة .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر وتلا هذه الاية : ولما توجه تلقاء مدين قال عيسى ربي أن يهديني سواء السبيل إلى قوله : ( والله على ما نقول وكيل )
(2) أمنه الله من كل سبع ضار ومن كل لص عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع ويضعها ، وقال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حمل العصا ينفي الفقر ولا يجاوره الشيطان .
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد أن تطوي له الارض فليتخذ عصا من النقد .
( والنقد عصا لوز مر )
(3) .
---------------------------
(1) العكاز والعكازة ـ كتفاح وتفاحة ـ : عصا ذات زج في أسفلها ، يتوكأ عليها الرجل ، والزج ـ بالضم فالتشديد ـ : الحديدة التي في أسفل الرمح ، ويدعم عليها أي يتكأ عليها.
(2) سورة القصص : آية 21 ، والحمة ـ بالضم فالتخفيف كصرد وأصله يائي ـ : السم .
(3) النقد ـ بفتحتين أو بضمتين ـ : ضرب من الشجر أي الشجر اللوز .
مكارم الأخلاق _ 245 _
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تعصوا ، فإنها من سنن إخواني النبيين ( عليهم السلام ) ، وكانت بنوا إسرائيل ، الصغار والكبار يمشون على العصا حتى لا يختالوا في مشيهم .
( في التعمم تحت الحنك )
من ثواب الاعمال ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ضمنت لمن يخرج من بيته متعمما تحت حنكه أن يرجع إليه سالما .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من خرج في سفر فلم يدر العمامة تحت حنكه فأصابه ألم لا دواء له فلا يلومن إلا نفسه .
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : أنا الضامن لمن خرج يريد سفرا متعمما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق والغرق والحرق .
الفصل الثالث :
( فيما يستحب عند الخروج إلى السفر )
( في الدعاء عند الخروج )
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفره ويقول عند التوديع : اللهم إني أستودعك [ اليوم ] ديني ونفسي ومالي وأهلي وولدي وجيراني وأهل حزانتي
(1) ، الشاهد منا والغائب وجميع ما أنعمت به علي ، اللهم اجعلنا في كنفك ومنعك وعياذك وعزك ، عز جارك وجل ثناؤك وامتنع عائذك ولا إله غيرك ، توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وكان أبوجعفر ( عليه السلام ) إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت ثم قال : اللهم إني أستوذعك إلى آخره.
عن صباح الحذاء قال : سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : لو كان
---------------------------
(1) الحزانة ـ بالضم والتخفيف ـ : عيال الرجل الذين يتحزن لهم ويهتم لامرهم .
مكارم الأخلاق _ 246 _
الرجل منكم إذا أراد سفرا قال على باب داره تلقاء الوجه الذي يتوجه إليه فقرأ فاتحة الكتاب أمامه وعن يمينه وعن شماله ، و آية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ، ثم قال : اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن [ الجميل ] لحفظه الله تعالى وحفظ ما معه وسلمه الله وسلم ما معه وبلغه الله وبلغ ما معه ، قال : ثم قال : يا صباح أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه ويسلم ولا يسلم ما معه ويبلغ ولا يبلغ ما معه ؟ قلت : بلى ، جعلت فداك .
وكان الصادق ( عليه السلام ) إذا أراد سفرا قال : اللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا وأعظم عافيتنا .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل : بسم الله آمنت بالله ، توكلت على الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها وتقول : ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن به وتوكل عليه وقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله .
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من قال حين خرج من داره : أعوذ بالله مما عاذت منه ملائكة الله من شر هذا اليوم ومن شر الشياطين ومن شر من نصب لاولياء الله ومن شر الجن والانس ومن شر السباع والهوام
(1) ومن شر ركوب المحارم كلها ، أجير نفسي بالله من شر كل شيء غفر الله له وتاب عليه وكفاه المهم وحجزه عن السوء وعصمه من الشر.
عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يرد سفرا إلا قال حين ينهض من مجلسه أو من جلوسه : اللهم بك انتشرت وإليك توجهت وبك اعتصمت ، أنت ثقتي ورجائي اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له وما أنت أعلم به مني ، اللهم زودني التقوى واغفر لي ووجهني إلى الخير حيثما توجهت ، ثم يخرج .
وكان أبو عبد الله ( عليه السلام ) يقول إذا خرج في سفره : اللهم احفظني واحفظ ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن ، بالله أستفتح وبالله أستنجح وبمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أتوجه ، اللهم سهل لي كل حزونة وذلل لي كل صعوبة وأعطني من الخير كله أكثر مما
---------------------------
(1) الهامة والهوام ، كدابة ودواب : ما كانه له سم كالحية ، والهوام ، كشداد : الاسد .
مكارم الأخلاق _ 247 _
أرجو ، واصرف عني من الشر أكثر مما أحذر في عافية يا أرحم الراحمين. وكان يقول أيضا : أسأل الله الذي بيده ما دق وجل وبيده أقوات الملائكة [ والناس أجمعين ] أن يهب لنا في سفرنا أمنا وإيمانا وسلامة وإسلاما وفقها وتوفيقا وبركة وهدى وشكرا وعافية ومغفرة وعزما لا يغادر ذنبا .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من قال حين يخرج من منزله : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، باسم الله دخلت وباسم الله خرجت وعلى الله توكلت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر غيري ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، كان في ضمان الله حتى يرجع إلى منزله ، قال : ثم يقول : توكلت على الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له وأعوذ بك من شر ما خرجت له ، اللهم أوسع علي من فضلك وأتمم علي من نعمتك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك ، ثم اقرأ آية الكرسي والمعوذتين ، ثم اقرأ سورة الاخلاص بين يديك ثلاث مرات ومن فوقك مرة ومن تحتك مرة ومن خلفك ثلاث مرات وعن يمينك ثلاث مرات وعن شمالك ثلاث مرات وتوكل على الله.
عوذة ـ كان يتعوذ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر قبل الليل : يا أرض ربي وربك الله ، وأعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وسوء ما خلق فيك وسوء ما يدب عليك ، وأعوذ بالله من أسد وأسود ومن شر الحية والعقرب ومن شر ساكن البلد ومن شر والد وما ولد ، اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الارضين السبع وما أقللن ورب الرياح وما ذرين ورب الشياطين وما أضللن ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأسألك خير هذه الليلة وخير هذا اليوم وخير هذا الشهر وخير هذه السنة وخير هذا البلد وأهله وخير هذه القرية وأهلها وخير ما فيها ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم .
( في القول عند الركوب والمسير )
عن الصادق ( عليه السلام ) أنه كان إذا وضع رجله في الركاب يقول : سبحان الذي
مكارم الأخلاق _ 248 _
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. ويسبح الله سبعا ويحمد الله سبعا ويهلل الله سبعا .
عن الاصبغ بن نباتة أنه قال : أمسكت لامير المؤمنين ( عليه السلام ) بالركاب وهو يريد أن يركب فرفع رأسه فتبسم ، فقلت : يا أمير المؤمنين [ عليك سلام الله ] رأيتك رفعت رأسك وتبسمت ، قال : نعم ، يا أصبغ أمسكت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما أمسكت لي فرفع رأسه وتبسم فسألته كما سألتني وسأخبرك كما أخبرني ، أمسكت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الشهباء
(1) فرفع رأسه إلى السماء وتبسم ، فقلت : يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت ؟ فقال : يا علي ( إنه ليس من أحد يركب ما أنعم الله عليه ثم يقرأ آية السخرة إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام إلى آخرها )
(2) ، ثم يقول : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا قال السيد الكريم : يا ملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري اشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا ركب الرجل الدابة فسمى ، ردفه ملك يحفظه حتى ينزل ، فإن ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول : تغن ، فإن قال : لا أحسن ، قال : تمن ، فلا يزال يتمنى حتى ينزل.
وقال ( عليه السلام ) : من قال إذا ركب الدابة : بسم الله ولا قوة إلا بالله الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل. وفي رواية اخرى ما يقال عند الركوب : الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين ، اللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الامر وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل والمال والولد ، اللهم أنت عضدي وناصري وإذا مضت بك راحلتك فقل في طريقك : خرجت بحول الله وقوته بغير حول مني ولا قوة ولكن بحول الله وقوته ، برئت إليك يا رب من الحول والقوة ، اللهم إني أسألك بركة سفري هذا وبركة أهله ، اللهم إني أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا
---------------------------
(1) الشهباء ـ مؤنث الاشهب ـ : فرس للقتال .
(2) سورة الاعراف : آية 52 وهي معروفة بآية السخرة .
مكارم الأخلاق _ 249 _
تسوقه إلي وأنا خافض في عافية بقوتك وقدرتك ، اللهم إني سرت في سفري هذا بلا ثقة مني بغيرك ولا رجاء لسواك فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك ووفقني لطاعتك وعبادتك حتى ترضى وبعد الرضا [ يا ذا الجلال والاكرام برحمتك يا أرحم الراحمين ].
( في التشييع )
شيع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جعفر الطيار لما وجهه إلى الحبشة وزوده هذه الكلمات : اللهم الطف به في تيسير كل عسير ، فإن تيسير العسير عليك يسير [ إنك على كل شيء قدير ] ، أسألك [ له ] اليسر والمعافاة [ الدائمة ] في الدنيا والاخرة .
وودع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجلا فقال : زودك الله التقوى وغفر ذنبك ولقاك الخير حيث كنت .
ولم شيع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أباذر رضي الله عنه ، شيعه الحسن والحسين عليهما السلام وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر رضي الله عنهم ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ودعوا أخاكم ، فإنه لابد للشاخص أن يمضي وللمشيع أن يرجع ، فتكلم كل رجل منهم على حياله ، فقال الحسين بن علي عليهما السلام : رحمك الله يا أباذر إن القوم إنما امتهنوك بالبلاء لانك منعتهم دينك فمنعوك دنياهم ، فما أحوجهم [ غدا ] إلى ما منعتهم وأغناك عما منعوك ، فقال أبوذر رضي الله عنه : رحمكم الله من أهل بيت فمالي شجن في الدنيا غيركم ، إني إذا ذكرتكم ذكرت بكم [ جدكم ] رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا ودع المؤمنين قال : زودكم الله التقوى ووجهكم إلى كل خير وقضى لكم كل حاجة وسلم لكم دينكم ودنياكم وردكم إلي سالمين .
وفي خبر آخر عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا ودع مسافرا أخذ بيده ثم قال : أحسن الله لك الصحابة وأكمل لك المعونة وسهل لك الحزونة وقرب لك البعيد وكفاك المهم وحفظ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ووجهك لكل خير ، عليك بتقوى الله ، أستودع الله نفسك ، سر على بركة الله عزوجل .
( في الوداع )
من أراد أن يودع رجلا فليقل : أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ،
مكارم الأخلاق _ 250 _
أحسن الله لك الصحابة وأعظم لك العافية وقضى لك الحاجة وزودك التقوى ووجهك للخير حيثما توجهت وردك الله سالما غانما .
من كتاب المحاسن ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ودع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجلا فقال له : سلمك الله وغنمك .
الفصل الرابع :
( في مكارم الاخلاق في السفر وحسن الصحبة ومراقبة الحقوق وطلب الرفقة )
عن أبي ربيع الشامي
(1) قال : كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) والبيت غاص بأهله ، فقال ( عليه السلام ) : ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه وممالحة من مالحه
(2) ومخالقة من خالقه .
عنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال : خلق يخالق به من صحبه ، وحلم يملك به غضبه ، ووزع يحجزه عن محارم الله تعالى .
وعنه ( عليه السلام ) قال : ليس من المروة أن يحدث الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شر .
عن عمار بن مروان قال : أوصاني أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقال : أوصيك بتقوى الله وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحبة لمن صحبك ولا قوة إلا بالله .
عن أبي بصير قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : يخرج الرجل مع قوم مياسير وهو أقلهم شيئا فيخرجون النفقة ولا يقدر هو أن يخرج مثل ما أخرجوا ؟ قال : ما أحب أن يذل نفسه ، ليخرج مع من هو مثله .
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا
(3) عليه فافعل .
---------------------------
(1) هو خالد أو خليد بن أوفى العنزي من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، له كتاب .
(2) مالحه : أكل معه ، والممالحة : المؤاكلة ، وخالقه : عاشره بخلق حسن .
(3) اليد العليا : المعطية والمتعففة ، واليد السفلى : المانعة والسائلة .