عن يزيد بن خليفة قال : رآنى أبو عبد الله ( عليه السلام ) أطوف حول الكعبة وعلي برطلة ، فقال ( عليه السلام ) : لا تلبسها حول الكعبة فإنها من زي اليهود.
عن الحسن بن مختار قال : قال لي أبوالحسن الاول ( عليه السلام ) : اعمل لي قلنسوة لا تكون مصنعة فإن السيد مثلي لا يلبس المصنع ( والمصنع : المكسر بالظفر ) .
عن ياسر الخادم ، عنه ( عليه السلام ) من قال : كان ( عليه السلام ) يدخل المتوضأ
في خف صغير .
عن أبي الصباح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان في سفر وكان إذا سافر أدلج فبينا هو قد أخذ في الدلجة
فلبس ثيابه وتناول أحد خفيه فلبسه ، ثم أهوى إلى الخف الاخر ليلبسه إذ انحط طير من السماء فضرب خفه فأخذه ، فانطلق علي ( عليه السلام ) فاتبعه ليأخذ الخف منه ، فسبقه وارتفع إلى السماء ، فما زال يدور حتى أصبح فألقى الخف فخرج من الخف حنش وهو حية .
من مسموعات ناصح الدين أبي البركات ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لبس الخف يزيد في قوة البصر .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إدمان لبس الخف أمان من الجذام ، فقيل له : في الشتاء أم في الصيف ؟ قال : شتاء كان أم صيفا.
قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) لابسا خفا أحمر ، فقال لي : أو ما علمت أن الخف الاحمر لبس الجبابرة ، فالابيض المقشور لبس الاكاسرة ، والاسود سنتنا وسنة بني هاشم ؟ قال أبوالجارود : فصحبت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة وعليه خف أحمر ، فقلت له : يا ابن رسول الله كنت حدثتني منه في الاحمر
أنه لبس الجبابرة ، قال : أما في السفر فلا بأس به فإنه أحمل للماء والطين ، وأما في الحضر فلا .
عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من اتخذ نعلا فليستجدها .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : انتعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقام رجل فناوله النعل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إن عبدك تقرب إليك فقربه ولا أظنه إلا قال : وأدبه ، قال : وتمضمض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم مجه
(1) ، فوثب إليه رجل فأخذه فشربه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إن عبدك تحبب اليك فأحبه .
وعنه ، عن علي ( عليهما السلام ) قال : استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )
(2) قال : كانتا من جلد حمار .
( في استحباب الانتعال بالنعل المخصرة المعقبة )
عن صباح الحذاء قال : أتاني الحلبي بنعل ، فقال لي : إحذ لي على هذه ، فإن هذا حذاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : ومن أين صارت اليك ؟ قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ألا أريك حذاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقلت : بلى ، فأخرج إلي هذا النعل ، فقلت : هبها لي ، قال : هي لك. قال صباح : فحذوت عليها نعله وكنت أحذو لاصحابنا عليها ، فقال ابوأحمد : وقد رأيتها وهي مخصرة معقبة
(3) .
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إني لامقت الرجل الذي لا أراه معقب النعلين .
عن صباح الحذاء قال : حذوت نعلا لابي عبد الله ( عليه السلام ) على نعل وجه به إلي فكانت مخصرة من نصف النعل .
---------------------------
(1) مج الماء من فيه : رماه .
(2) سورة طه : آية 12 .
(3) المخصرة : الدقيق الخصر ، وهي النعل التي قطع خصراها حتى صارا مستدقين أي مستدقة الوسط .
مكارم الأخلاق _ 123 _
عن منهال قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعلي نعل ممسوحة ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : هذا حذاء اليهود ، قال : فانصرف ، فأخذ سكينا فخصرها به .
عن علي السابري قال : رآني أبوالحسن ( عليه السلام ) وعلي نعل غير مخصرة ، فقال : يا علي متى تهودت ؟
( في كراهية عقد الشراك )
روي أن أبا عبد الله ( عليه السلام ) كره عقد شراك النعل ، قال : وأخذ نعل بعضهم فحل شراكها
(1) .
وعنه ( عليه السلام ) قال : أول من عقد شراك نعله إبليس .
( في كيفية الانتعال )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من السنة لبس نعل اليمين قبل اليسار وخلع اليسار قبل اليمين .
من كتاب النجاة ، الدعا المروي عند لبس الخف والنعل يلبسهما جالسا ويقول : بسم الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والاخرة وثبتهما على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، فإذا خلعهما فمن قيام ويقول : بسم الله الحمد لله الذي رزقني ما أوقي به قدمي من الاذي ، اللهم ثبتهما على صراطك ولا تزلهما عن صراطك السوي .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله تعالى : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد )
(2) : النعل والخاتم .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المسجد .
( في الشسع إذا انقطع )
عن يعقوب السراج قال : خرجنا مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو يريد أن يعزي
---------------------------
(1) الشراك ـ بالكسر ـ سير النعل على ظهر القدم ، أي حبلها .
(2) سورة الاعراف آية 30 .
مكارم الأخلاق _ 124 _
عبد الله بن الحسن بابنة له أو ابن ، فانقطع شسع نعله فنزع بعض القوم نعله وحل شسعها وناوله إياه ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها
(1) وعنه ( عليه السلام ) قال : من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر
(2) .
( في المشي في نعل واحدة وخف واحد )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان يمشي في نعل واحدة ويصلح الاخرى .
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شرب ماء وهو قائم أو تخلي على قبر ، أو بات على غمر
(3) ، أو مشى في حذاء واحد فعرض له الشيطان لم يفارقه إلا أن يشاء الله.
( في خلع النعال والخفاف إذا جلس )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إخلعوا نعالكم فإنها سنة حسنة جميلة وهو أروح للقدمين. وفي رواية إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لاقدامكم وإنها سنة جميلة .
من كتاب طب الائمة في الخف والنعل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد مالا ، ثم تلى هذه الاية « صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )
(4) .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها .
عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : دخلت عليه لابسا نعلا سوداء فقال : مالك ولبس النعل السوداء ؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال ؟ قلت ؟ وما هي
---------------------------
(1) الشسع ـ بالكسر ـ : زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها .
(2) السلعة ـ بالكسر ـ : المتاع وما يشتري للمنزل .
(3) الغمر : الحقد ، العطش .
(4) سورة البقرة : آية 64 .
مكارم الأخلاق _ 125 _
قال ( عليه السلام ) : تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم وهي مع ذلك من لبس الجبابرة عليك بلبس النعل الصفراء فإن فيها ثلاث خصال ، قلت : وما هي ؟ قال : تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم وهي مع ذلك من لبس الانبياء ( عليهم السلام ) .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من السنة الخف الاسود والنعل الصفراء.
وعنه ( عليه السلام ) قال : لبس الخف يريد في قوة البصر.
عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) فيمن أصابه عقر الخف والنعل قال : تأخذ طينا من حائط بلبن ، ثم تحكه بريقك على صخرة أو على حجر ، ثم تضعه على العقر فيذهب إن شاء الله
(1) .
الفصل السابع :
في المسكن وما يجوز منه وما لا يجوز وما يتعلق به
( في المسكن الواسع وغيره )
عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من السعادة سعة المنزل.
وعنه ( عليه السلام ) قال : للمؤمن راحة في سعة المنزل.
وسئل أبوالحسن ( عليه السلام ) عن أفضل عيش في الدنيا ؟ قال : سعة المنزل وكثرة المحبين .
وعنه ( عليه السلام ) أيضا قال : العيش بالسعة في المنازل والفضل في الخدم .
عن معمر بن خلاد قال : إن أباالحسن اشترى دارا وأمر مولى له أن يتحول إليها وقال له : إنه منزلك ، فقال له المولى : قد أجرت هذه الدار لي ؟ فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله .
عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب البهي والولد الصالح .
عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : إن للدار شرفا وشرفها
---------------------------
(1) عقر النعل : الجراحة الحاصلة منها .