شـددي الـعنف على الباغين إذلالاً وق iiهرا
شددي الضيق على الطاغين زيدي القيد عسرا
لا تـليني لافـاعي أمـعنت لـدغاً iiوغـدرا
لا تـرقـي لـلمضلين وإن جـاؤك iiاسـرى
دمـريهم  حـطمي طـغيانهم حـتى iiيـخرا
أرهـقيهم أبـدلي أحـلامهم يـأساً iiوخـسرا
جـرعيهم أكـؤساً مـن بـغيهم تـطفح iiمرّا
إمـنحي  هـم مـن فـلسطين عناءً iiمُستمرا
  ***
امـة الـبأس أعـيدي ربوات اليأس حمرا
اطـبقي  الكفين هدي الرجس تقتيلاً ودحرا
لا تـرقي لـصهايين عتوا في القدس iiشرا
أبـعدي  الـرأفة عـن افئدة تطفح ط iiهرا
لـيس لـلرأفة بـعد الآن ان تـعقب خيرا
قـتليهم  فـالأذلاء يـرون الـلين خـسرا
أظـهري الـحق على الباطل تباينا وزجرا
لـيس مـا تـأتين إلا النبل والعدل iiالأغرا
أذكري الأهوال تنهال على الساحات سكرى
اُذكـري الأطـفال تـتساقط ارهابا iiوذعرا
اسـألي الـقدس يـنبئك بـما كـان iiومرا
اسـأليه مـسجداً مـسترهقاً يـشكو iiوديرا
اسـألي  الـعتمة والليل الدجى المكف iiهرا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 78 ـ
اسـألي الاشـلاء فالاشلاء بالقصة ادرى
كيف  مر الدهر بالقدس وكيف ارتد iiنكرا
كيف رفت وضمات النور بالساحة حيرى
  ***
عاصف سوف يهم السوح تصخاباً iiوذعرا
عاصف سوف يحيل الكون أما اهتيج فقرا
أي  فـلسطين ألا فـلينبشو نـاباً iiوظفرا
ولـيمدوا  شـرك الـطغيان طياً ثم نشرا
ولـيمنوا  طـغمة الشذاذ في القدس iiمقرا
ليس من شأن دماء العُرب أن تذهب iiهدرا
  ***
لـن  تكوني كعبة الاسراء للعادين iiوكرا
لن تصيري للمغيرين على الامجاد جسرا
أنت سجلت على غرة بأس العرب iiسفرا
أنت وطدت على الأمجاد حصناً iiمشمخرا
أنت  أنت النصر والعزة أنت النيل iiطرا
فـليصموا  مسمع الدنيا تفا هات iiوهجرا
  ***
مـن  أباح الغاب للأغراب كي يهديه حكرا ii؟
من دعا الغربي أن يلعب في الصحراء دورا ؟
أيـها  الـغرب دع الـغدر فـقد حملت iiأمرا
خـذ طريق الحق واجنح للهدى واستدن iiغفرا
كـيف خنت القدس فاستهدفته صدراً ونحرا ii؟
كيف  أعزيت على سكب الدم الطاهر غدرا ii؟
هـذه الـدار لـها أهـل أرادوا العيش نضرا
هـذه الـسوح فـراديس سمت عزاً وط iiهرا
هـذه  الـجنات كـانت للهدى مغدى ومسرى
كـيف  تنصاع إلى صهيون أو توليه أمرا ii؟!
  ***
عـالم الـظلم استفق فالشرق يستوفز iiوترا
طال ليل العبث واجتثت فروع الصير قسرا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 78 ـ
لـم نـعد نـقوى على الطغيان تضليلا iiوسترا
سوف تزجيها لضىً حمراء تصلي الغرب سعرا
كـان مـا قـد فات من حلم سما بالعرب iiفخرا
  ***
إنه الظلم يحيل القلب مهما لان iiصخرا
إنها الخمرة تجتاح الن هي ترديه سكرا
  ***
اي فـلسطين وإن عـانيت ارهـاقا iiوجورا
إنـهـا  خـاتمة الآلام أشـجا هـا iiمـمرا
لـملمي الأشـلاء ولتفضي على الغمة iiسترا
ولتجيلي الطرف في البيد تري في البيد أمرا
هـا هـي الساحات أفواج توالي اثر iiاُخرى
ها هي الأبطال قد ضجت إلى الهيجاء حرى
فـلتعديها فـلسطين لـيوم الـنصر ذخـرا
  ***
سـاحة الإسـراء لـن تلفي بك الفتنة iiبحرا
لا تـسائي لـن يكون ال هدى للشرك iiمقرا
أحـمد  منقذك الأسمى سيولي العرب iiنصرا
فـيك  من أنوار عيسى ما يحيل الليل iiفجرا
وعـلى آفـاقك الـزهر سنا النصر iiاستقرا
فاملأي  الأكواب اضعافا وردي السهم iiعشرا
وامـنحي هذي الصهايين بقصر البحر iiقبرا
أورديـها مـورد الـهلكة أو تـرتد iiحسرى
ادفـنيها  فـي هـوى الذل وساءت iiمستقرا
اقذفي ها في جحيم تحشر الغاوين حشرا (1)

**************************************************************
(1) مستدركات أعيان الشيعة 3 : 43 ـ 44 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 79 ـ
(16) اُم الهيثم بنت الأسود
  قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة : تابعية من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته ، شاعرة ، ولم نجد من ذكرها باسم غير اُم الهيثم ، ولعل اسمها كنيتها أو اشتهرت بالكنية ، وقد اختلفت كلماتهم في إسم ابيها : فالمفيد في الارشاد وأبو مخنف ـ فيما حكاه عنه أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين ـ قالا : اُم الهيثم بنت الأسود النخعية .
  وابن عبد البر في الاسيتعاب ، وابن الأثير في اُسد الغابة قالا : اُم الهيثم بنت العريان النخعية .
  وابن حجر في الإصابة قال : اُم الهيثم النخعية .
  ولعلها نسبت تارة إلى أبيها واخرى إلى جدها .
  والذي عثرنا عليه من شعرها هو قصيدة ترثي بها أمير المؤمنين علياً عليه السلام ، وقد اختلفت رواية الرواة في هذه القصيدة اختلافاً كثيراً ، ويظهر أنه وقع خلط من المؤرخين بين هذه القصيدة وقصيدة أبي الاسود الدؤلي التي هي على وزنها وقافيتها حتى أن القصيدة المنسوبة إلى ام الهيثم نسبها بعضهم بتمامها إلى أبي الأسود ، والظاهر أنه لاتحاد الوزن والقافية بين القصيدتين ادخل شيء من قصيدة ام الهيثم في قصيدة أبي الاسود وبالعكس اشتباهاً كما وقع نظير ذلك في ميمية الفرزدق في مدح زين العابدين عليه السلام وميمية أخرى للحزين الليثي الكناني في مدح بعض بني اُمية كما نبه عليه في الأغاني .
  وقد ذكر هذه القصيدة صاحب الاستيعاب وتبعه صاحب اُسد الغابة

اشعار النساء المؤمنات   ـ 82 ـ
  وذكرها أبو الفرج في مقاتل الطالبيين عن أبي مخنف ببعض المخالفة لما في الاستيعاب ، ونحن نجمع بين الروايتين ، فنذكرها أولاً برواية الاستيعاب ثم نذكرها برواية أبي مخنف .
  ففي الاستيعاب : قال أبو الأسود وأكثرهم يرويها لاُم الهيثم بنت العريان النخعية .
  في اُسد الغابة : من ذلك ما قاله أبو الأسود الدؤلي وبعضهم يرويها لاُم الهيثم بنت العريان النخعية :
ألا يـا عـين ويـحك iiاسعدينا      ألا فـبـكي أمـير iiالـمؤمنينا
أتـبـكي  أم كـلـثوم iiعـليه      بـعبرت  هـا وقد رأت iiاليقينا
ألا قـل لـلخوارج حيث iiكانوا      فـلا  قـرت عـيون ii‌الشامتينا
أفي الشهر الحرام (1) فجعتمونا      بـخير الـناس‌ طـراً iiأجمعينا
قـتلتم خـير من ركب iiالمطايا      فـذللها  ومـن ركـب iiالسفينا
ومـن  لبس النعال ومن iiحذاها      ومـن  قـرأ الـمثاني ii‌والمئينا
وكـل  مـناقب الـخيرات فيه      وحـب  رسـول رب iiالعالمينا
لـقد  علمت قريش حيث iiكانت      بـأنك ‌خـيرها حـسباً iiوديـنا
إذا  اسـتقبلت وجه أبي iiحسين      رأيـت  الـبدر راق iiالناظرينا
وكـنـا  قـبل مـقتله iiبـخير      نـرى  مـولى رسول الله iiفينا
يـقيم الـحق لا يـرتاب iiفـيه      ويـعدل فـي العدى iiوالأقربينا
ولـيـس بـكاتم عـلماً iiلـديه      ولـم  يـخلق مـن ii‌المتجبرينا
كـأن الـناس إذ فـقدوا عـلياً      نـعام  حـار فـي بـلد iiسنينا

**************************************************************
(1) هكذا ورد ، والصحيح : شهر الصيام .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 83 ـ
فلا تشمت معاوية بن حرب      فـإن  بـقية الـخلفاء iiفينا
  وفي مقاتل الطالبيين : قال أبو مخنف : وقالت اُم الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي أمير الؤمنين عليه السلام :
ألا  يـاعين ويـحك iiاسعدينا      ألا فـبكي أمـير iiالـمؤمنينا
رزينا  خير من ركب iiالمطايا      وحـيسها  ومن ركب iiالسفينا
ومن  لبس النعال ومن iiحذاها      ومـن  قـرأ المثاني iiوالمئينا
وكـنا  قـبل مـقتله iiبـخير      نـرى  مولى رسول الله ii‌فينا
يـقيم الـدين لا يـرتاب فيه      ويـقضي  بالفرائض‌ iiمستبينا
ويـدعو  للجماعة من iiعصاه      ويـنهك  قطع أيدي السارقينا
ولـيس بـكاتم عـلماً iiلـديه      ولـم  يـخلق من iiالمتجبرينا
لعمر  أبي لقد أصحاب iiمصر      على طول الصحابة أو جعونا
وغـرونـا بـأنهم iiعـكوف      ولـيس كـذاك فعل iiالعاكفينا
أفـي  شهر الصيام iiفجعتمونا      بـخير الـناس طراً iiأجمعينا
ومـن  بعد النبي فخير iiنفس      أبـو  حسن وخير iiالصالحينا
كـأن  الـناس إذ فقدوا iiعليا      نـام جـال فـي بـلد iiسنينا
ولـو  أنـا سـئلنا المال iiفيه      بـذلنا  الـمال فـيه iiوالبنينا
أشـاب ذؤابتي وأطال iiحزني      اُمـامة حـين فارقت iiالقرينا
تـطوف بـه لـحاجتها iiإليه      فـلما  استيأست رفعت iiرنينا
وعـبـرة  اُم كـلثوم iiإلـيها      تـجاوبها  وقـد رأت iiاليقينا
فـلا تشمت معاوية بن حرب      فـإن  بـقية الـخلفاء iiفـينا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 84 ـ
وأجمعنا الأمارة عن iiتراضٍ      إلـى ابـن نبينا وإلى iiأخينا
فـلا نعطي زمام الأمر iiفينا      سـواه الـدهر آخر ما بقينا
وان  سـراتنا وذوي iiحجانا      تواصوا أن نجيب إذا iiدعينا
بـكل مـهند عضب iiوجرد      علي هن الكماة مسومينا (1)

**************************************************************
(1) أعيان الشيعة 3 : 487 ـ وانظري : الأغاني 12 : 329 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 18 ، تأريخ الطبري 5 : 150 ، رياحين الشريعة 3 : 455 ، الفصول المهمة : 139 ، مقاتل الطالبيين : 43 ، مقتل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لابن أبي دنيا تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي المطبوع في نشرة تراثنا ، العدد 12 السنة الثالثة .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 85 ـ
(17) اُميمة بنت عبد المطلب
  اُميمة بنت عبد المطلب بن هاشم ، عمة النبي صلى الله عليه وآله ، كانت شاعرة فصيحة اللسان بليغة .
  قالت ترثي أباه
ألا  هـلك الراعي العشيرة ذو iiالفقد      وساقي الحجيج والمحامي عن المجد
ومـن يؤلف الضيف الغريب iiبيوته      إذا مـا سـماء الناس تبخل iiبالرعد
كـسبت  وليداً خير ما يكسب الفتى      فـلم  تـنفك تـزداد يا شيبة iiالحمد
أبـو الـحارث الفياض خلي iiمكانه      فـلا  تـبعدون فـكل حي إلى iiبعد
فـاني  لـباك مـا بـقيت iiوموجع      وكـان  له أهلاً لما كان من iiوجدي
سـقاك ولي الناس في القبر iiممطراً      فـسوف أبـكيه وإن كان في iiاللحد

اشعار النساء المؤمنات   ـ 86 ـ
فـقد  كـان زيـناً للعشيرة كل iiها      وكان حميداً حيثما كان من حمدِ (1)

**************************************************************
(1) أعيان الشيعة 3 : 246 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 87 ـ
(18) أمينة الأنصارية
  قالت نصر بن مزاحم في (وقعة صفين ) : قالت أمينة الأنصارية ترثي أبا اليهثم مالك بن التيهان ، وقد قتل مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفين .
مـنع الـيوم أن أذوق iiرقـاداً      مـالك إذ مـضى وكان iiعمادا
يـا أبـا الهيثم بن تيهان iiبإني      صـرت  لـلهم معدناً iiووسادا
إذ  غـدا الفاسق الكفور iiعليهم      إنـه كـان مـثل هـا iiمعتادا
أصبحوا مثل من ثوى يوم أحد      يـرحم  الله تلكم الاجسادا (1)ii

**************************************************************
(1) وقعة صفين : 365 . وانظري : أعيان الشيعة 3 : 489 ، رياحين الشريعة 3 : 454 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 88 ـ
(19) بدر التمام
  قال السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة ) : هي بنت الحسن أو الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس ، وفي رسالة السيوطي المعروفة بـ (نزهة الجلساء ) التي وجدت نسختها في المكتبة الظاهرية بدمشق يقول فيها : إن بدر التمام كانت من البارعات في نظم الشعر ، وسنذكر بعض أبيات شعرها .
  قالت :
يبدو وعيدك قبل iiوعدك      ويحول منك دون iiوردك
ويزور طيفك في الكرى      فبحمد  طيفك لا iiبحمدك
لـم  لا ترق لذل iiعبدك      وخضوعه  فتفي iiبعهدك
  وكان أبوها من مشتهري شعراء الشيعة ، وكان معروفاً باسم البارع بن الدباس (1) .

**************************************************************
(1) أعيان الشيعة 3 : 546 ، رياحين الشريعة 4 : 71 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 89 ـ
(20) برة بنت عبد المطلب
  برة بنت عبد المطلب بن هاشم ، عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كانت فصيحة اللسان بليغة شاعرة ، وهي صحابية جليلة .
  قالت ترثي أباها :
عـيـني جــودا بـدمع iiدرر      عـلى طـيب الخيم iiوالمعتصر
عـلى مـاجد الجد واري iiالزناد      جـميل الـمحيا عـظيم iiالخطر
على  شيبة الحمد ذي iiالمكرمات      وذي  الـمجد والـعز iiوالمفتخر
وذي الحلم والفضل في iiالنائبات      كـثير  الـمكارم جـم iiالـفجر
لـه فـضل مـجدٍ عـلى iiقومه      مـنير يـلوح كـضوء iiالـقمر
أتـتـه الـمـنايا فـلم iiتـشوه      بصرف الليالي وريت القمر (1)

**************************************************************
(1) أعيان الشيعة 3 : 246 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 90 ـ
(21) بكارة الهلالية
  من نساء العرب الموصوفات بالشجاعة والإقدام والفصاحة والشعر والنثر والخطابة ، كانت من أنصار الإمام علي بن أبي طالب ، سلام الله عليه في حرب صفين ، فخطبت بها خطباً حماسية حضت بها القوم على أن يخوضوا غمارات الحرب بدون خوف ولا تردد .
  قال ابن طيفور في بلاغات النساء : حدثني عبد الله بن عمر ، وقراءة من كتابه علي قال : حدثنا ابراهيم بن عبد الله بن محمد المفضل ، قال حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن خالد بن الوليد ، عمن سمعه من حذافة الجمحي قال :
  دخلت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كبرت سنها ، ودق عظمها ، ومعها خادمان لها وهي متكئة عليهما وبيدها عكاز ، فسلمت على معاوية بالخلافة ، فأحسن عليها الرد وأذن لها في الجلوس ، وكان عنده مروان بن الحكم وعمرو بن العاص .
  فابتدأ مروان فقال : أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين ؟ .
  قال : ومن هي ؟ .
  قال : هي التي تعين علينا في صفين ، وهي القائلة :
يا زيد دونك فاستشر (1) من درانا      سـيفاً حـساماً فـي التراب iiدفينا

**************************************************************
(1) في هامش العقد الفريد : في بعض الأصول : فاحتفر .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 91 ـ
قد كان مذخوراً لكل عظيمة (1)      فـاليوم أبـرزه الزمان iiمصونا
  وقال عمرو بن العاص : وهي القائلة يا أمير المؤمنين :
أتـرى  ابـن هند للخلافة مالكاً      هي هات ذلك وما (2) أراد بعيد
مـنتك نفسك في الخلاء iiضلالة      أغـراك عـمرو لـلشقا iiوسعيد
فـارجع  بـأنكد طائرٍ بنحوسها      لاقـت  عـلياً أسـعد وسـعود
  فقال سعيد : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :
قد كنت آمل (3) أن أموت ولا أرى      فـوق الـمنابر مـن اُمـية iiخاطبا
فالله  أخــر مـدتـي iiفـتطاولت      حـتى رأيـت مـن الزمان iiعجائبا

**************************************************************
(1) في العقد الفريد : قد كنت اُذخره ليوم كريهة .
(2) في العقد الفريد : وإن .
(3) في العقد الفريد : أطمع .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 92 ـ
فـي  كـل يوم لا يزال iiخطيبهم      وسط الجموع لآل أحمد عائبا (1)
  ثم سكت القوم ، فقالت بكارة : نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين ، واعتورتني محجني (2) وكثر عجي (3) ، وعشى بصري ، وأنا والله قائلة ما قالوا ، لا أدفع ذلك بتكذيب ، فأمض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين .
  فقال معاوية : إنه لا يضعك شيء فاذكري حاجتك تقضى فقضى حوائجها .
  وروى ذلك ابن طيفور أيضا من طريق آخر حيث قال : وحدثني عيسى بن مروان ، قال : حدثني محمد بن عبد الله الخزامي ، عن الشعبي قال : استأذنت بكارة الهلالية على معاوية فأذن لها ، فدخلت وكانت امرأة قد أسنت وعشى بصرها وضعفت قوتها ، فهي ترتعش بين خادمين لها ، فسلمت ثم جلست .
  فقال معاوية : كيف أنت يا خالة ؟ .
  قالت : بخير يا أمير المؤمنين .
  قال : غيرك الدهر .
  قالت : كذلك هو ذو غير ، من عاش كبر ومن مات قبر ... (4) .
  وروى ذلك أيضا ابن عبد ربه ـ في العقد الفريد ضمن الوافدات على

**************************************************************
(1) في العقد الفريد :
في كل يوم للزمان iiخطيبهم      بين الجموع لآل أحمد عائبا
(2) المحجن والمحجنة : العصا المعوجة ، لسان العرب 13 : 108 (حجن ) .
(3) عج : رفع صوته بالدعاء والاستغاثة ، لسان العرب 2 : 318 (عجج ) .
(4) بلاغات النساء : 34 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 93 ـ
  معاوية ـ عن محمد بن عبد الله الخزاعي عن الشعبي مع اختلاف في الالفاظ (1) .
  وذكره أيضاً عمر رضا كحالة في أعلام النساء (2) ، والمحلاتي في رياحين الشريعة (3) .

**************************************************************
(1) أعلام النساء 1 : 346 .
(2) العقد الفريد 1 : 137 .
(3) رياحين الشريعة 4 : 81 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 94 ـ
(22) بنت أبي الأسود الدؤلي
  ذكر الشيخ منتجب الدين في كتاب الأربعين في الحكاية الرابعة من الحكايات التي نقلها في آخره ، قال : أخبرنا أبو علي تيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي البيع ، أخبرنا الشيخ المفيد أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا السيد أبو الفتح عبيد الله بن موسى بن أحمد بن الرضا عليه السلام : أن أبا محمد جعفر بن أحمد حدثهم : أخبرنا أحمد بن عمران ، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي ، عن الحارث بن محمد التميمي عن علي بن محمد ، قال : رايت ابنة أبي الأسود الدؤلي وبين يدي أبيها خبيص .
  فقالت : يا أبة اطعمني .
  فقال : أفتحي فاك ، ففتحته فوضع فيه مثل اللوزة ، ثم قال لها : عليك بالتمر فهو أنفع وأشبع .
  فقالت : هذا أنفع وأنجع .
  فقال : هذا طعام بعث به الينا معاوية يخدعنا به عن حب علي بن أبي طالب علي السلام .
  فقالت : قبحه الله ، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر ، تباً لمرسله وآكله ، ثم عالجت نفسها وقاءت ما أكلت منه ، وانشأت تقول باكية :
أبا لشهد المزعفر يا ابن هند      نـبيع  عـليك إسلاماً ودينا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 95 ـ
فـلا والله ليس يكون iiهذا      ومولانا أمير المؤمنينا (1)
  وقال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : كان عمرها خمس أو ست سنين .
  وقال الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب : وروي أن معاوية أرسل إليه ـ أي إلى أبي الاسود الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو ـ هدية منها حلواء يريد بذلك استمالته وصرفه عن حب أمير المؤمنين عليه السلام ، فدخلت ابنة صغيرة له خماسي أو سداسي عليه ، فأخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلتها في فمها .
  فقال لها أبو الأسود : يا بنتي ألقيه فإنه سم ، هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين عليه السلام ويردنا عن محبة أهل البيت عليهم السلام .
  فقالت الصبية : قبحه الله ، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر ، تباً لمرسله وآكله فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلت ثم قالت :
أبالشهد المزعفر يا ابن هند      نـبيع  عليك أحساباً iiودينا
مـعاذ  الله كيف يكون iiهذا      ومولانا أمير المؤمنينا (2)ii

**************************************************************
(1) الأربعون حديثاً : 81 .
(2) الكنى والألقاب 1 : 8 ، وانظر : أعيان الشيعة 2 : 275 و 3 : 607 ، رياحين الشريعة 4 : 222 ، سفينة البحار 1 : 669 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 96 ـ
(23) بنت أبي يشكر
  روى الشيخ الكليني في الكافي : عن بعض أصحابنا ، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن رنجويه ، عن عبد الله بن الحكم الأرمني ، عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري ، قال : أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام نعزيها بابن بنتها ، فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسين ، فإذا هو في ناحية قريبا من النساء ، فعزيناها ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي ، فقالت :
اعـدد رسـول الله واعدد بعده      اسـد  الإلـه وثـالثاً iiعـباسا
واعدد علي الخير واعدد جعفراً      واعـدد  عـقيلاً بعده iiالرواسا
  فقال : أحسنت زيديني ، فاندفعت تقول :
ومـنا إمـام الـمتقين iiمحمد      وحـمزة  منا والمهذب iiجعفر
ومنا علي ص هره وابن عمه      وفارسه  ذاك الإمام المطiiهرا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 97 ـ
  فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجيء ، ثم قالت خديجة : سمعت عمي محمد بن علي صلوات الله عليهما وهو يقول : (إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها ، ولا ينبغي لها أن تقول هجراً ، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ) (1) .

**************************************************************
(1) الكافي 1 : 291 حديث 17 ، باب ما يفصل بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 98 ـ
(24) الجارية
  قال الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي في كتابه (الأربعون حديثاً ) الحكاية الاُولى : أخبرنا الشيخ أبو علي نيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب فيما أذن له ، أخبرنا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الواعظ إملاءاً ، أخبرنا محمد بن علي بن محمد النحوي بقراءتي عليه في داري ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن إسحاق ، أخبرنا حاتم بن الليث ، أخبرنا عبد الله بن عمرو الجشمي ، أخبرنا أبو سعيد مضر القارئ ، عن عبد الواحد بن زيد انه قال :
  كنت حاجاً إلى بيت الله الحرام ، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين واقفتين عند الركن اليماني ، أحداهما تقول لاُختها : لا وحق المنتجب بالوصية ، والحاكم بالسوية ، العادل في القضية ، العالي البينة ، الصحيح النية ، بعل فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا .
  قال عبد الواحد : وكنتُ أسمع ، فقلت : يا جارية من المنعوت بهذه الصفة ؟ .
  فقالت : ذاك والله علم الأعلام ، وباب الأحكام ، وقسيم الجنة والنار ، وقاتل الكفار والفجار ، ورباني الاُمة ، ورئيس الأئمة ، ذاك أمير المؤمنين ، وإمام المسلمين ، الهزبر الغالب أبو الحسن علي بن أبي طالب .
  قلت : من أين تعرفين علياً ؟ .
  قالت : وكيف لا أعرف من قُتل أبي بين يديه في يوم صفين ، ولقد دخل علي اُمي ذات يوم فقال : (كيف أصبحت يا اُم الأيتام ) ؟ .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 99 ـ
  فقالت له اُمي : بخير يا أمير المؤمنين ، ثم أخرجتني واُختي هذه إليه ، وكان قد أصابني من الجدري ما ذهب به والله بصري ، فلما نظر إلي تأوه ثم طفق يقول :
ما  ان تأوهت من شيء رزيت به      كـما  تأوهت للأطفال في iiالصغر
قـد مـات والدهم من كان iiيكفلهم      في النائبات وفي الأسفار والحضر
  ثم أمرّ بيده المباركة على وجههي فانفتحت عيناي لوقتي وساعتي ، فوالله يا ابن أخي إني لانظر إلى الجمل الشارد في الليلة الظلماء ، كل ذلك ببركة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم أعطانا شيئاً من بيت المال وطيب قلبنا ورجع .
  قال عبد الواحد : فلما سمعت هذا القول قمت إلى دينار من نفقتي فأعطيتها وقلت : خُذي يا جارية هذا واستعيني به على وقتك .
  قالت : إليك عني ، فقد خلفنا خير السلف على خير خلف ، نحن اليوم في عيال أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام ، فولت وطفقت تقول :
ما نيط حب علي في خناق فتى      إلا  لـه شـهدت بالنعمة iiالنعم
ولا لـه قـدم زل الـزمان iiبه      إلا  لـه أثـبتت من بعدها iiقدم

اشعار النساء المؤمنات   ـ 100 ـ
مـا  سـرني أن أكن من غير شيعته      لو أن لي ما حوته العرب والعجم (1)

**************************************************************
(1) الأربعون حديثاً : 75 ، ورواه الطبري في بشارة المصطفى : 71 ، وأورده في الخرائج والجرائح ( مخطوط ) ، ومناقب ابن شهر آشوب 2 : 334 ، ونقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار41 : 220 عن بشارة المصطفى ، وأورده في ثاقب المناقب : 170 ( مخطوط ) ، وعنه في مدينة المعاجز : 105 حديث 280 .