بشراك في فاجعة iiأخطأت      ومـا سوى جدك خطا iiها
فـدت  مقادير إله iiالورى      أبي و( محصول ) تلقا ها
  فأجابه السيد يخاطب السيد هادي :
فـديت  ب ( المحصول ) كي iiيفتدى      أصـلـك مـحفوظاً بـآل iiالـرسول
والـمـثل  الـسـار بـين iiالـورى      خير من المحصول حفظ الأصول  (1)

**************************************************************
(1) أدب الطف 9 : 86 ، وانظر مستدركات أعيان الشيعة 3 : 32 ، مجلة الموسم العدد 12 صفحة 373 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 52 ـ
(6) أسماء بنت عقيل بن أبي طالب
  قال ابن الأثير في تأريخه : لما دخل البشير على عمرو بن سعيد ، فقال : ما وراءُك .
  قال : ما سر الأمير ، قتل الحسين بن علي !! !
  فقال : ناد بقتله ، فنادى ، فصاحت نساء بني هاشم ، وخرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها حاسرة تلوي ثوبها وهي تقول :
مـاذا  تـقولون إن قال النبي iiلكم      مـاذا فـعلتم وأنـت آخـر الاُمم
بـعترتي  وبـأهلي بـعد iiمفتقدي      مـنهم اُسارى وقتلى ضرجوا iiبدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت iiلكم      أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي
  فلما سمع عمرو أصواتهن ضحك وقال :
عجّت نساء بني زيادٍ iiعجة      كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
  والأرنب : وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد بن الحارث بن كعب ، وهذا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 53 ـ
  البيت لعمر بن معدي كرب ، ثم قال : وعاية كواعية عثمان ! (1) .
  وذكر ذلك الطبري في تأريخه ، إلا أنه ذكر البيتين الأولين فقط (2) .
  وقال ابن شهر آشوب في المناقب : لما قتل الحسين عليه السلام خرجت أسماء بنت عقيل تنوح وتقول :
مـاذا تـولون إن قـال النبي iiلكم      يوم الحساب وصدق القول iiمسموع
خـذلتم  عـترتي أوكـنتم iiغـيباً      والـحق عـند ولي الأمر iiمجموع
أسـلمتموه بـأيدي الـظالمين iiفما      مـنكم لـه الـيوم عند الله مشفوع
ما كان عنه غداة الطف إذ حضروا      تـلك المنايا ولا عنهن مدفوع (3)ii
  وذكر ابن كثير في تاريخه عين الأبيات المذكورة أعلاه ، ثم قال : وقد روى أبو مخنف عن سليمان بن أبي راشد ، عن عبد الرحمان بن عبيد أبي الكنود : أن بنت عقيل هي التي قالت هذا الشعر ، وهكذا حكى الزبير بن بكار : أن زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي طالب هي التي قالت هذه الأبيات حين دخل آل الحسين المدينة النبوية .
  وروى أبو بكر بن الأنباري بإسناده أن زينب بنت علي

**************************************************************
(1) الكامل في التأريخ 4 : 88 .
(2) تأريخ الطبري 5 : 466 .
(3) مناقب آل أبي طالب 4 : 116 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 54 ـ
  ابن أبي طالب من فاطمة ، وهي زوج عبد الله بن جعفر اُم بنية رفعت خباءها يوم كربلاء يوم قتل الحسين وقالت هذه الأبيات ، فالله أعلم (1) .

**************************************************************
(1) البداية والنهاية 8 : 198 ، وانظري : مقتل الحسين ( ع ) للخوارزمي 2 : 76 ، مقتل الحسين ( ع ) للسيد ابن طاووس : 71 ، أعيان الشيعة 3 : 305 ، رياحين الشريعة 3 : 46 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 55 ـ
(7) أُم البّراء بنت صفوان
  من الشاعرات المواليات لأمير المؤمنين عليه السلام ، والحاضرات معه في صفين ، لها شعر تحض الرجال على القتال وتشجعهم في مواجهة العدو ، ولها شعر ترثي به الإمام علي عليه السلام بعد أن قتله ابن ملجم لعنة الله عليه .
  وقال ابن طيفور في بلاغات النساء : حدثنا العباس بن بكار ، حدثنا سهيل بن أبي سفيان التميمي ، عن أبيه ، عن جعدة بن هبيرة المخزومي ، قال :
  استأذنت اُم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية فأذن لها ، فدخلت في ثلاثة دروع (1) تسحبها ، وقد كان على رأسها كور (2) كهيئة المنسف (3) ، فسلمت ثم جلست ، فقال : كيف أنت يا بنت صفوان ؟ .
  قالت : بخير يا أمير المؤمنين .
  قال كيف حالك ؟ .
  قالت : ضعفت بعد جلد ، وكسلت بعد نشاط .

**************************************************************
(1) درع المرأة : قميصها . الصحاح 3 : 1206 (درع ) .
(2) كار العمامة على رأسه يكورها : أي لاثها ، اي : دارها ، الصحاح 2 : 809 (كَوَرَ ) ، القاموس المحيط 2 : 129 (كور ) .
(3) المِنْسَف : ما ينسف به الطعام ، وهو شيء طويل منصوب الصدر وأعلاه مرتفع ، الصحاح 4 : 1431 (نسف ) .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 56 ـ
  قال : شتان بينك اليوم وحين تقولين :
يا عمرو دونك صارماً ذا iiرونق      عضب المهزة ليس بالخوار  (1)
أسـرج جوادك مسرعاً iiومشمراً      لـلحرب  غير معردٍ  (2) iiلفرار
أجـب  الإمام ودب تحت iiلوائه      وأغـر الـعدو بـصارم iiبـتار
يـاليتني أصـبحت ليس iiبعورة      فـأذب  عـنه عـساكر iiالفجار
  قالت : قد كان ذاك يا أمير المؤمنين ، ومثلك عفا ، والله تعالى يقول : ( عفا الله عما سلف ) (3) .
  قال : هيهات أما أنه لو عاد لعدت ، ولكنه اخترم دونك ، فكيف قولك حين قتل ؟ .
  قالت : نسيته .
  فقال بعض جلسائه : هي والله حين تقول يا أمير المؤمنين :
يا  للرجال لعظم هول iiمصيبة      فدحت فليس مصابها ال هازل

**************************************************************
(1) العضب : السيف القاطع ، الصحاح 1 : 183 (عضب ) .
(2) عرد الرجل تعريداً : اذا فر ، الصحاح 2 : 508 (عرد ) .
(3) المائدة : 95 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 57 ـ
الـشـمس كـاسفة لـفقد iiإمـامنا      خـير  الـخلائق والإمـام iiالعادل
يا خير من ركب المطي ومن مشى      فـوق الـتراب لـمحتف أو ناعل
حـاشا الـنبي لـقد هدّدَتَ iiقواءنا      فـالحق أصـبح خـاضعاً iiللباطل
  فقال معاوية : قاتلك الله يا بنت صفوان ، ما تركت لقائل مقالاً ! أذكري حاجتك .
  قالت : هيهات بعد هذا والله لا سألتك شيئاً ، ثم قامت فعثرت فقالت : تعس شانئ علي .
  فقال : يا بنت صفوان زعمتي أن لا اُحبه ؟
  قالت : هو ما علمت (1) .

**************************************************************
(1) بلاغات النساء : 75 ، وانظر : أعيان الشيعة 3 : 475 ، أعيان النساء : 46 ، رياحين الشريعة 3 : 366 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 58 ـ
( 8 ) أُم حكيم البيضاء
  بنت عبد الملطب بن هاشم ، عمة النبي صلى الله عليه وآله ، كانت فصيحة اللسان بليغة الكلام ، شاعرة .
  اُمها : فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
  وهي توأمة عبد الله ، وقد اختلف في ذلك ولم يختلف أنها شقيقته وشقيقة أبي طالب والزبير ، كانت عند كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، فولدت له عامراً وبنات .
  وكانت كأخواتها شاعرة ، ومن شعرها ما رثت به أباها عبد المطلب في حياته ، وذلك انه جمع بناته في مرضه وهن : أروى ، واُم حكيم البيضاء ، واُميمة ، وبرة ، وصفية ، وعاتكة ، وأمرهن بأن يقلن في حياته ما يردن أن يرثينه بعد وفاته ليسمع ما تريد أن تقول كل واحدة منهن ، فأنشأت كل واحدة منهن أبياتاً في رثائه فقالت اُم حكيم :
ألا يـا عين جودي واستهلي      وابكي  ذا الندى iiوالمكرمات
ألا يـا عين ويحك iiاسعفيني      بـدمع مـن دموع iiهاطلات
وابكي خير من ركب المطايا      أبـاك  الـخير تيار iiالفرات

اشعار النساء المؤمنات   ـ 59 ـ
طويل  الباع شيبة ذي المعالي      كريم الخيم محمود الهبات  (1)

**************************************************************
(1) انظري : اُسد الغابة 5 : 227 ، أعلام النساء 1 : 32 ، أعيان الشيعة 3 : 247 ، رياحين الشريعة 3 : 380 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 60 ـ
( 9 ) اُم ذر الغفاري
  زوجة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، الصحابي الجليل الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وآله بقوله : (ما أظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر ) .
  وهي شاعرة من شواعر العرب ، لها صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهي من المواليات لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولها ذكر في وفاة أبي ذر .
  وكان رسول الله صلى الله عيه وآله إذا أراد أن يبتسم قال لأبي ذر : (يا أبا ذر حدثنا ببدء اسلامك ) .
  قال أبو ذر : كان لنا صنم يقال له : نهم ، فأتيته فصببت له لبناً ووليت ، فحانت مني التفاتة فإذا لكلب يشرب ذلك اللبن ، فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم ، فأنشأت أقول :
ألا يـا نـهم إنـي قد بدا iiلي      مـدى شـرف يبعد منك iiقرباً
رأيت الكلب سامك حظ خسف      فـلم يـمنع قـفاك اليوم iiكلباً
  فسمعتني ام ذر فقالت : لقد أتيت جرماً ، وأصبت عظماً ، حين هجرت نهما .
  فلما أخبرتها بالخبر فقالت :
الا  فـابـغنا ربــاً iiكـريماً      جواداً في الفضائل يا بن وهب
فـما  مـن سـامه كلب حقير      فـلم  تـمنع يـداه لـنا iiبرب

اشعار النساء المؤمنات   ـ 61 ـ
فما عبد الحجارة غير غاوٍ      ركيك العقل ليس بذي iiلب
  فقال صلى الله عليه وآله (صدقت اُم ذر ، فما عبد الحجارة غير غاوٍ ) (1) .

**************************************************************
(1) اُسد الغابة 5 : 581 ، رياحين الشريعة 3 : 392 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 62 ـ
( 10 ) أُم ذريح العبدية
  شاعرة عربية موالية لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، حضرت معه يوم الجمل .
  قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة نقلاً عن أبي مخنف : إن علياً دفع مصحفاً يوم الجمل إلى غلام اُسمه مسلم ليدعو أهل الجمل إلى ما فيه فقطعوا يديه وقتلوه ، فقالت اُم ذريح العبدية في ذلك :
يـا رب إن مـسلماً iiأتاهم      بمصحف  أرسله مولا iiهم
لـلعدل والإيمان قد iiدعاهم      يتلوا كتاب الله لا يخشا هم
فـخضبوا  من دمه طباهم      واُمـهم  واقـفة تـرا iiهم
  تأمرهم بالغي لا تنهاهم (1)
  وذكر الطبري في موضعين من تأريخه : أن التي رثته هي اُمه :
  الأول :
  قال : حدثني عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو الحسن ، قال : حدثنا شبر بن عاصم ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمار بن معاوية الدهني ، قال : أخذ علي مصحفاً يوم الجمل فطاف به في أصحابه وقال : من يأخذ هذا المصحف يدعوهم

**************************************************************
(1) شرح نهج البلاغة 9 : 112 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 63 ـ
  إلى ما فيه وهو مقتول ؟ فقام إليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض محشو فقال : أنا ، فأعرض عنه ، ثم كرر كلامه سلام الله عليه ثانياً وثالثاً فكان الفتى يقوم له قائلاً : أنا ، فدفعه إليه فدعاهم فقطعوا يده اليمنى ، فأخذه بيده اليسرى فدعاهم فقطعوا يده اليسرى ، فأخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه ، فقتل رضى الله عنه ، فقال علي : (الآن حل قتالهم ) فقالت اُم الفتى بعد ذلك فيما ترثي :
لاهـم  إن مسلما iiدعاهم      يتلو كتاب الله لا يخشاهم
وأم  هـم قـائمة iiتراهم      يأتمرون  الغي لا iiتنهاهم
  قد خضبت منه علق لحاهم (1)
  الثاني :
  قال : كتب إلي السري عن شعيب ، عن سيف ، عن مخلد بن كثير ، عن أبيه قال : أرسلنا مسلم بن عبد الله يدعو بني أبينا فرشقوه ـ كما صنع القلب بكعب ـ رشقاً واحداً فقتلوه ، فكان أول من قتل بين يدي عائشة ، فقالت اُم مسلم ترثيه :
لاهـم إن مـسلماً أتـا هـم      مـستسلماً  للموت إذ دعا هم
إلـى كـتاب الله لا iiيخشاهم      فـرملوه مـن دمٍ إذ iiجـاهم
واُمـهـم قـائمة تـرا هـم      يأتمرون الغي لا تنها هم  (2)
  ويمكن أن يكون كل من اُمه واُم ذريح قد رثته ، والله العالم (3) .

**************************************************************
(1) تأريخ الطبري 4 : 511 .
(2) تأريخ الطبري 4 : 529 .
(3) أعيان الشيعة 3 : 477 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 64 ـ
( 11 ) أُم رعلة القشيرية
  قال ابن الأثير في اُسد الغابة : اُم رعلة القشيرية أوردها جعفر المستغفري ، روي باسناد ضعيف عن الاوزاعي ، عن عطاء ، عن ابن عباس : وفدت على النبي صلى الله عليه وآله امرأة يقال لها اُم رعلة القشيرية ، وكانت امرأة ذات لسان وفصاحة فقالت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، إنا ذوات الخدور ، ومحل أزر البعول ، ومربيات الأولاد ، وممهدات المهاد ولا حظ لنا في الجيش الأعظم ، فعلّمنا شيئاً يقربنا إلى الله عزوجل .
  فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : (عليكن بذكر الله عزوجل آناء الليل وأطراف النهار ، وغض البصر ، وخفض الصوت ) الحديث ، أخرجه أبو موسى (1) .
  وقال ابن حجر في الإصابة : رعلة بكسر أوله وسكون المهملة ، ثم ذكر ما أورده ابن الأثير في اُسد الغابة وأضاف قائلاً : وفيه قالت : يا رسول الله إني امرأة مقنية أقين النساء واُزينهن لأزواجهن فهل هو حوب فأثبط عنه ؟ فقال لها : (يا اُم رعلة قينيهن وزينيهن إذا كسدن ) .
  ثم غابت في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأقبلت في ايام الردة ، فذكر لها قصة في الحزن على النبي صلى الله عليه ، وتطوافها بالحسن والحسين أزقة المدينة تبكي عليه ، وأنشد لها مرثية منها :
يا  دار فاطمة المعمور iiساحتها      هيجت لي حزناً حييت من دار

**************************************************************
(1) اُسد الغابة في معرفة الصحابة 5 : 582 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 65 ـ
  ثم قال ابن حجر : ثم ساق أبو موسى بسنده عن ابن عياش : قدمت القشيرية مع زوجها أبي رعلة وكانت امرأة بدوية ذات لسان ، فكان النبي صلى الله عليه وآله بها معجباً ، وذكر نحوه ، وقال في آخر الحديث : فهاجت المدينة مأتماً فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وأهلها يبكون (1) .
  وقال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ـ بعد ذكر ما قاله ابن الأثير وابن حجر ـ ومن تطوافها بالحسنين عليهما السلام ، وخطابها الزهراء عليها السلام بهذا الشعر يستظهر أنها من شرط كتابنا (2) أي من المؤمنات .
  ومن هذا يظهر أنها كانت عالمة شاعرة فصيحة اللسان بليغة الكلام (3) .

**************************************************************
(1) الإصابة في تمييز الصحابة 4 : 449 .
(2) أعيان الشيعة 3 : 478 .
(3) انظري : رياحين التشريعة 3 : 395 ، أعلام النساء : 142 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 66 ـ
(12) أُم سنان المذحجية
  شاعرة عربية معروفة بفصاحة اللسان ، والشجاعة والجرأة ، وهي من المواليات لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، وقد حضرت معه واقعة صفين ، وانشدت شعراً تحرض به الرجال على قتال أعداء الله والصبر في المعركة ، فمما قالته :
عـزب الـرقاد فمقلتي لا ترقد      والـليل يـصدر الهموم ويورد
يـا  آل مذحج لا مقام iiفشمروا      إن الـعدو لآل أحـمد iiيـقصد
هـذا عـلي كـالهلال iiتـحفه      وسط  السماء من الكوكب iiأسعد
خـير  الخلائق وابن عم iiمحمد      إن يـهدكم بـالنور منه iiتهتدوا
ما زال مذ شهد الحروب مظفرا      والـنصر  فـوق لوائه ما iiيفقد

اشعار النساء المؤمنات   ـ 67 ـ
  وقالت ترثي أمير المؤمنين عليه السلام :
أمـا  هلكت أبا الحسين فلم iiتزل      بـالحق تـعرف هـادياً iiمـهديا
فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت      فـوق الـغصون حـمامة iiقمريا
قـد كـنت بـعد محمد خلفاً iiكما      أوصـى  ألـيك بـنا فكنت وفيا
فـاليوم لا خـلف يـؤمل بـعده      هـيـهات نـأمل بـعده iiإنـسيا
  ولها قصة ظريفة مع معاوية بن أبي سفيان مذكورة في كتب التأريخ والسير ، فحينما دخلت عليه سألها عن شعرها في يوم صفين ، ومدحها للامام علي عليه السلام ، فلم تنكر ذلك بل قالت : لسان نطق وقول صدَق (1) .

**************************************************************
(1) انظري : أعيان الشيعة 3 : 479 ، أعيان النساء : 238 ، بلاغات النساء : 63 ، العقد الفريد 1 : 349 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 68 ـ
(13) أُم كلثوم الكبرى
  بنت الإمام أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه .
  اُمها فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله .
  كانت من فواضل نساء عصرها ، ذات زهد وعبادة ، وبلاغة وشجاعة ، وكانت ذكية فطنة ، فصيحة لها أشعار ، جليلة القدر عظيمة المنزلة عند أهل البيت عليهم السلام .
  حضرت واقعة الطف مع أخيها الحسين عليه السلام ، وأدت دورها التبليغي بكل جرأة واقتدار حيث خطبت في الكوفة خطبتها المشهورة التي أدت إلى توعية الناس وتعريفهم بأن الذين أمامهم هم آل الرسول صلى الله عليه وآله ، وحرمه وليسوا خوارج كما يدعي يزيد لعنة الله عليه .
  وأنشدت بعد خطبتها المعروفة عدة أبيات شعرية هي :
قتلتم أخي ظلماً فويل لأمكم      ستجزون ناراً حرها iiيتوقد
سفكتم دماءً حرم الله iiسفكها      وحرم  ها القرآن ثم iiمحمد
ألا فابشروا بالنار انكم iiغداً      لفي  سقرٍ حقاً يقيناً iiتُخلّدوا

اشعار النساء المؤمنات   ـ 69 ـ
وإنـي لأبكي في حياتي على iiأخي      عـلى  خـير من بعد النبي iiسيولد
بـدمع  غـزير مست هل iiمكفكف      على الخد مني دائماً ليس يجمد (1)
  وعندما رجعت إلى المدينة قالت :
مـدينة جـدنا لا iiتـقبلينا      فبالحسرات والأحزان جينا
ألا فـاخبر رسول الله iiعنا      بـأنا قـد فجعنا في iiأخينا
  وقد نسب الطريحي في منتخبه قصيدة تتكون من ثمانية وأربعين بيتاً إلى اُم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، ومطلع هذه القصيدة البيتان المذكوران ، ونقل ذلك عنه الحاج علي دخيل في كتابه (اُم كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ) ، والظاهر أن البيتين الأولين من هذه القصيدة لأم كلثوم ، والباقي لأحد الشعراء ، والله العالم (2)

**************************************************************
(1) اللهوف : 66 .
(2) اللهوف : 66 ، المنتخب للطريحي : 499 ، اُم كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : 42 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 70 ـ
(14) أُم مسلم بن عبد الله
  شاعرة عربية موالية لأمير المؤمنين عليه السلام ، حضرت معه يوم الجمل .
  روى الطبري في تأريخه عن عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو الحسن ، قال : حدثنا شبر بن عاصم ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمار بن معاوية الدهني ، قال : أخذ علي مصحفاً يوم الجمل فطاف به في أصحابه وقال : من يأخذ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول ؟ فقام اليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض محشو فقال : أنا ، فأعرض عنه . ثم كرر كلامه سلام الله عليه ثانياً وثالثاً فكان الفتى يقوم له قائلاً : أنا ، فدفعه إليه فدعاهم فقطعوا يده اليمنى ، فأخذه بيده اليسرى فدعاهم فقطعوا يده اليسرى ، فأخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه فقتل رضي الله عنه ، فقال علي : (الآن حل قتالهم ) . فقالت اُم الفتى بعد ذلك فيما ترثي :
لاهـم إن مسلماً دعا iiهم      يتلو كتاب الله لا يخشاهم
واُم  هـم قـائمة iiتراهم      يأتمرون الغي لا تنها iiهم
  قد خُضبت منه علقٍ لحاهم (1)
  وفي موضع آخر قال الطبري أيضاً : كتب إلي السري ، عن شعيب ، عن

**************************************************************
(1) تأريخ الطبري 4 : 511 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 71 ـ
  سيف ، عن مخلد بن كثير ، عن أبيه ، قال : ارسلنا مسلم بن عبد الله يدعو بني أبينا فرشقوه كما صنع القلب بكعب رشقاً واحداً فقتلوه ، فكان أول من قتل بين يدي عائشة ، فقالت اُم مسلم ترثيه :
لا  هـم إن مـسلماً أتـا iiهـم      مـستسلماً  لـلموت إذ دعا iiهم
إلـى  كـتاب الله لا يخشا iiهم      فـرملوه مـن دم إذ هـاج iiهم
واُم  هــم قـائمة تـرا هـم      يأتمرون الغي لا تن ها هم (1)
  وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : إن التي رثته هي اُم ذريح العبدية ـ وقد مر ذكرها سابقاً ـ قائلة :
يـا  رب إن مسلماً iiأتاهم      بمصحف  أرسله مولا iiهم
للعدل والإيمان قد دعا iiهم      يتلو كتاب الله لا يخشا هم
فخضبوا  من دمه iiضباهم      واُم  هـم وافـقة ترا iiهم
  تأمروهم بالغي لا تنهاهم (2)
  ويمكن أن يكون كل من اُمه واُم ذريح قد رثته ، والله العالم (3) .

**************************************************************
(1) تأريخ الطبري 4 : 529 .
(2) شرح نهج البلاغة 9 : 112 .
(3) أعيان الشيعة 3 : 477 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 72 ـ
(15) أُم نزار الملائكة
  اسمها (سليمة ) لقبت بـ (درة العرب ) و (وردة اليازجي ) ، إلا أن كنيتها طغت على اسمها وألقابها ، وقد سمتها بنت الشاطئ في كتابها (الشاعرة العربية المعاصرة ) بـ (سلمى ) (1) .
  ولدت في بغداد سنة 1908 م ، وتوفيت في لندن سنة 1952 م إثر عملية جراحية أجريت لها ، ودفنت في العراق .
  وهي شاعرة عراقية معروفة ، تُعد من طليعة الشاعرات العربيات ، عالجت في شعرها قضايا سياسية واجتماعية وقومية عديدة ، وحملت لواء الثورة على العادات البالية التي كانت سائدة آنذاك ، ووصل صوتها إلى جميع أنحاء العالم العربي ، ونشرت لها الصحف والمجلات قصائد رائعة تعبر عن مستواها الثقافي العالي ، وطبع ديوانها الأول باسم (حديقة الورود ) في بيروت سنة 1867 م .
  وهي مع ذلك كله كانت محافظة على حجابها الإسلامي ، لم تختلط مع الرجال ، مما أثار تعجب الكثير من الادباء آنذاك .
  قالت الاديبة بنت الشاطئ : ومن العجب أن تكون أم نزار شاعرة جيلها الثائرة على الأغلال ، وهي التي لم تنطلق من قفص الحريم كما انطلقت جميلة العلايلي ... صوت أم نزار ينطلق من وراء الحجاب يُعلن عن الوجود الثوري للشاعرة العربية الحديثة (2) .

**************************************************************
(1) الشاعرة العربية المعاصرة : 37 .
(2) الشاعرة العربية المعاصرة : 42 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 73 ـ
  وقالت أيضا : وفي تراث أم نزار قصيدة عنوانها (المذياع الصامت ) تعبر عن موقف مثير ، هو صمت المذياع لخلل فيه ، وكانت الشاعرة المحجبة تتصل فيه بالعالم المسحور ، قالت :
أيـها الصامت المعذب iiروحي      بـعدما كنت مؤنسي iiوسميري
هاج لي صمتك الحزين شجوناً      مـبهمات فغاب عني iiسروري
أتـأسي بالقرب منك لعل iiالقر      ب  شافٍ من لوعتي iiوسعيري
وأمنى النفس التي فإنها iiالصبر      بـلحن مـن صوتك iiالمسحور
أثـقل البحث ساعدي iiوأضنى      الـجهد قـلبي وكدني iiتفكيري
عـلني أسـتطيع عـرفنا iiسر      غـاب  عني فتهت في ديجور
وسـجـا  الـلـيل iiواعـتكر
وتـغـيب  بـالـس iiهــر
أجـهـد الـقـلب iiبـالـفكر
كـيف أسـلو وللسكون iiشبوح      مـرعبات ولـلدجى أو iiهـام
وحـوالـي عـالـم iiيـتنزى      فــي أضـاليله فـلا iiيـلتام
تـتهاوى فـيه النفوس فتن ها      ر  الأمـاني ولـلمنايا iiازدحام
وحـيالي مـن اشتباك iiالمآسي      غـمم  جـد جـد ها iiوضرام
وفـؤادي  أبـلته أحلامه iiالرو      ع فــأودت بـسـعده iiالآلام
وسـميري  الـغريد ماذا iiدهاه      فـتعاين فـمات فـيه الـكلام

اشعار النساء المؤمنات   ـ 74 ـ
كيف بي لو طال غريدي الصمت وأوفى عليه داء عقام
وهــــــو  نـــابـــي ومـــزهــري
ونـــديـــمـــي  iiومـــخـــبـــري
بــــأمـــانـــي  iiمـــعـــشـــري
صــاحــب  ثــابــت الـــولاء iiوفـــيّ      دون أخـــلاصــه وفــــاء iiالــصـحـاب
لــيـس يـنـفـك مـغـدقـاً حـولـي iiالـبـشر      مــشــتـتـاً ســآمــتـي iiواكــتـئـابـي
كــــم صــحـارى قـطـعـتها iiبـجـنـاحيه      وكـــم جــزت عــرض طـاغـي iiالـعـباب
والأ هـــازيــج بــالـسـحـر الأهـــــا      زيــــج وإرنـــان جـرسـهـا iiالــخـلاب
مـــن هـــل ســائـغ الــمـذاق iiفــراق      كــــم  روى غـلـتـي فـــراق شــرابـي
جــف  سـلـساله الــش هــي فـيـا iiلـلـقل      ب  مــــن لــوعـة الـظـمـا iiوالــعـذاب
فــــأنـــا  بـــيـــن iiوحـــدتـــي
وســـكــتــونــي  iiولـــهــفــتــي
رهـــــن شـــجــو وحـــيــرة (1)ii
  ومن شعرها ما خاطبت به قلبها الطموح :
فإلام  يا قلبي الطموح تهيم في      وديـان أفـكار تـذيق iiالعلقما
لا  أنت تترك ما تروم ولا iiأنا      أرضى بأن أصغي اليك فأسلما

**************************************************************
(1) الشاعرة العربية المعاصرة : 43 ـ 44 .

اشعار النساء المؤمنات   ـ 75 ـ
جاوزت يا قلبي الحدود ألم iiيحن      لك أن تكف عن الطموح وتسأما
  وقالت مخاطبة النساء :
رضـيتن عـلى iiالأسر      فـهنتن مـدى iiالـعمر
وأمـعنتن فـي iiالصبر      عـلى  غـائلة الد iiهر
مـتى تـعملن iiبـلافلا      ت من أسر الشقا العاتي
مـتى تفخرن iiبالماضي      مـتى تـبسمن iiلـلآتي
ألـفنا الضعف iiوارتحنا      لـبـلوانا iiرضـيـات
فـلم ن هـوَ من iiالدنيا      سـوى ثـوب iiومـرآة
  وقالت أثناء توجه الجويش العربية إلى فلسطين سنة 1948 م :