ولك يحقّ الجلال والاكرام.
  قال : فقال : أنا السلام ومنّي السلام ولي يحق الجلال والاكرام ، فمرحباً بعبادي الّذين حفظوا وصيّتي في أهل بيتي وراعوا حقّي وخلفوني (1) بالغيب وكانوا منّي على كلّ حال مشفقين.
  قالوا : أما وعزّتك وجلالك ما قدرناك حقّ قدرك وما أدّينا إليك كلّ حقّك ، فأذن لنا بالسجود.
  قال لهم ربّهم عزّ وجل : إنّي قد وضعتُ عنكم مؤونة العبادة وأرحتُ لكم أبدانكم ، فطالما أنصبتم لي الابدان وعنتّم لي الوجوه ، فالان أفضيتم إلى روحي ورحمتي ، فاسألوني ما شئتم وتمنّوا عليَّ أعطكم أمانيكم ، وإنّي لم أجزكم اليوم بأعمالكمولكن برحمتيوكرامتيوطوليوعظيم شأنيوبحبّكم أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله).
  فلا يزالوا يا مقداد محبّي عليّ بن أبي طالب في العطايا والمواهب حتّى أن للمقصّر من شيعته ليتمنّى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة.
  قال لهم ربّهم تبارك وتعالى : لقد قصّرتم في أمانيّكم ورضيتم بدون ما يحقّ لكم ، فانظروا إلى مواهب ربّكم : فإذا بقباب وقصور في أعلا علّيّين من الياقوت الاحمر والاخضر والابيض والاصفر يزهر نورها ، فلو لا أنّه مسخر مسجد إذاً للمعت الابصار منها ، فما كان من تلك القصور من الياقوت الاحمر (2) مفروش بالسندس الاخضر ، وما كان

--------------------
(1) ب : وخافوني.
(2) الاحمر ، لم يرد في ع . ض.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 105 _

  منها من الياقوت الابيض فهو مفروش بالرباط الصفر ، مبثوثة بالزبرجد (1) الاخضر والفضّة البيضاء والذهب الاحمر ، قواعدها وأركانها من الجوهر ، ينور من أبوابها وأعراضها نور شعاع الشمس عنده مثل الكواكب الدريّ في النهار المضيء ، وإذا على باب كلّ قصر من تلك القصور جنّتان مدهامّتان فيهما من كلّ فاكهة زوجان (2).
  فلمّا أرادوا الانصراف إلى منازلهم حوّلوا على براذين من نور بأيدي ولدان مخلّدين بيد كلّ وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين ، لجمها وأعنّتها من الفضّة البيضاء وأثفارها من الجوهر ، فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنّئونهم بكرامة ربّهم.
  حتّى إذا استقرّوا قرارهم قيل لهم : هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّاً ؟
  قالوا : نعم ، ربّنا رضينا فارض عنّا.
  قال : برضاي عنكم وبحبّكم أهل بيت نبيّي حللتم داري وصافحتم الملائكة ، فهنيئاً هنيئاً عطاءاً غير مجذوذ ليس فيه تنغيص.
  فعندها قالوا : الحمد لله الّذي أذهب عنّا الحزن وأدخلنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لَغوب إنّ ربّنا لغفور شكور ).
  قال لنا أبو محمد النوفلي أحمد بن محمد بن موسى ، قال لنا عيسى بن مهران : قرأت هذا الحديث يوماً على قوم من أصحاب الحديث ، فقلتُ أبرأ إليكم من عهدة الحديث ، فان يوسف السراج لا أعرفه.

--------------------
(1) حاشية ع : بالزمرد.
(2) حاشية ع : فيهما عينان نضّاحتان فيهما من كلّ فاكهة زوجان.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 106 _

  فلمّا كان من الليل رأيت في منامي كأنّ إنساناً جاءني ومعه كتاب وفيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من مخول (1) بن إبراهيم وحسن بن الحسين ويحيى بن الحسن بن فرات (2) وعليّ بن القاسم الكندي ، من تحت شجرة طوبى ، وقد أنجز لنا ربّنا ما وعدنا ربّنا ، فاحتفظ بما في يديك من هذه الاية (3) ، فانّك لم تقرأ منها كتاباً إلاّ أشرقت له الجنّة (4).

--------------------
(1) ع : مجود ، ض . ط : محمود ، والمثبت من ب.
(2) ع . ض : القرار ، والمثبت من ب ، حاشية ع.
(3) حاشية ع . ب : الكتب ، بدلاً من الاية.
(4) مختصركتاب محمدبن العباس بن مروان ، وعنه في سعدالسعود : 220 ـ 225الطبعة المحققة.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : شواهد التنزيل 1 / 304 ، مجمع البيان 6 / 291 ، تفسير فرات : 211 ـ 215 رقم 287 ، اليقين : 249 و 546 ، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 24 ، تفسير القمي 2 / 11.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 107 _

سورة النحل
  ( ... وَلاَ تَنْقُضُوا الاَْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) (91) :
  26 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عليّ ابن حديد ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس بن بزرج ، عن زيد بن الجهم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سمعته وهو يقول : ( لمّا سلّموا على عليّ (عليه السلام) بإمرة المؤمنين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابي بكر : قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله يا رسول الله ؟ قال : نعم من الله ومن رسوله.
  ثم قال لعمر : قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ، قال : من الله ومن رسوله ؟ قال : نعم من الله ومن رسوله.
  ثم قال : يامقداد ، قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ، فلم يقل شيئاً ثمّ قام فسلّم.
  ثم قال : قم ياسلمان فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقام فسلّم.
  ثمّ قال : قم يا أبا ذر فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقام ولم يقل شيئاً ثم قام فسلّم.
  ثمّ قال : قم ياحذيفة ، فقام ولم يقل شيئاً وسلّم.
  ثم قال : قم بابن مسعود ، فقالم فسلّم.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 108 _

  ثمّ قال : قم ياعمار ، فقام عمار وسلّم.
  ثم قال : قم يابريدة الاسلمي ، فقام فسلّم.
  حتى إذا خرج الرجلان وهما يقولان (1) : لا نسلم له ما قال أبداً ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( وَلاَ تَنْقُضُوا الاَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) (2).
  37 ـ حدّثنا محمد بن الحسن ، قال حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل (3) ، عن منصور بن يونس ، عن زيد بن الجهم الهلالي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلاَ تَنْقُضُوا الاَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) : ( يعني به قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قال : قوموا فسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقالوا : من الله ومن رسوله ؟ ) (4).

--------------------
(1) ل . ب : حتّى إذا خرجا وهما يقولان.
(2) اليقين : 285 ـ 286.
(3) ب : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل.
(4) اليقين : 287.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير العياشي 2 / 268 ، الكافي 1 / 231 رقم 1 ، تفسير القمي 1 / 389.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 109 _

سورة الاسراء
  ( سُبْحَانَ الِّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الاَْقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (1) :
  28 ـ حدّثنا الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي (1) ، قال : حدّثنا محمد ابن الفيض (2) بن الفيّاض ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن همام ، حدّثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن حمّاد (3) ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله : ( بينما أنا في الحجر أتاني (4) جبرئيل فهمزني (5) برجلي فاستيقظت فلم أر شيئاً ، ثمّ أتاني الثانية فهمزني برجلي فاستيقظت فأخذ بضبعي فوضعني في شيء كوكر الطير ، فلمّا أطرقت ببصري طرفه فرجعت إليّ وأنا في

--------------------
(1) ع : المطيفي.
(2) ض . ب : البيض.
(3) حاشية ع : ابن قماذير.
(4) ب : إذ أتاني.
(5) ع . ض : فهزني ، ط : فنهرني ، والمثبت من حاشية ع . ب.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 110 _

  مكاني فقال (1) : أتدري أين أنت ؟ .
  فقلت : لا يا جبرئيل.
  فقال : هذا بيت المقدس بيت الله الاقصى فيه المحشر والمنشر.
  ثمّ قام جبرئيل فوضع سبّابته اليمنى في أذنه اليمنى فأذّن مثنى مثنى يقول في آخرها : حيّ على خير العمل مثنى مثنى ، حتّى إذا قضى أذانه أقام الصلاة مثنى مثنى وقال في آخرها : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة.
  فبرق نور من السماء ففتحت به قبور الانبياء ، فأقبلوا من كلّ أوب يلبّون دعوة جبرئيل ، فوافى أربعة آلاف وأربع مائة نبيّ وأربعة عشر نبيّ فأخذوا مصافّهم ، ولا أشك أنّ جبرئيل سيقدمنا (2).
  فلمّا استووا على مصافّهم أخذ جبرئيل بضبعي ثم قال لي : يا محمد تقدّم فصلّ بإخوانك فالخاتم أولى من المختوم.
  فالتفتُّ عن يميني وإذا (3) أنا بأبي إبراهيم (عليه السلام) عليه حلّتان خضراوتان وعن يمينه ملكان وعن يساره ملكان ، ثمّ التفتُّ عن يساري وإذا أنا بأخي ووصيّي عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) عليه حلّتان بيضاوان عن يمينه ملكان وعن يساره ملكان ، فاهتززت سروراً ، فغمزني (4) جبرئيل (عليه السلام) بيده.
  فلمّا انقضت الصلاة قمتُ إلى إبراهيم (عليه السلام) فقام إليّ فصافحني (5) وأخذ

--------------------
(1) حاشية ع : فقال لي.
(2) ب : سيتقدمنا.
(3) حاشية ع : فإذا.
(4) ب : فغمزبي.
(5) حاشية ع : وصافحني.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 111 _

  بيميني بكلتي يديه فقال : مرحباً بالنبيّ الصالح والابن الصالح والمبعوث الصالح في الزمان الصالح ، وقام إلى عليّ بن أبي طالب فصافحه وأخذ بيمينه بكلتي يديه وقال : مرحباً بالابن الصالح ووصيّ النبيّ الصالح يا أبا الحسن.
  فقلت له : يا أبت كنّيته بأبي (1) الحسن ولا ولد له !
  فقال : كذلك وجدته في صحفي وعلم غيب ربي باسمه عليّ وكنيته بأبي الحسن والحسين ووصيّ خاتم أنبياء ذرّيتي ) (2).
  ثمّ قال في بعض تمام الحديث ما هذا لفظه : ( ثمّ أصبحنا بالابطح نشيطين لم نباشر تعباً (3) ، وإنّي محدّثكم بهذا الحديث ، وسيكذب (4) به قوم وهو الحقّ فلا تمترون ) (5).
  29 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم المعروف بماجيلويه ، قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : وحدّثنا محمد ابن حماد الكوفي ، قال : حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن أبي داود الطهري (6) ، عن

--------------------
(1) حاشية ع : بأبا.
(2) ب : ربّي.
(3) ب : نشطين لم يباشرنا عناء ، ض : لم يباشرنا بعناء.
(4) ض : وسيكابر.
(5) سعد السعود : 201 ـ 203 الطبعة المحققة.
قال السيد ابن طاووس : وهو ممّا رواه عن رجال المخالفين وهو غريب في فضل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
(6) ر : الطهوي خ ل.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 112 _

  ثابت بن أبي صخرة ، عن الرعلي ، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وإسماعيل بن أبان ، عن محمد بن عجلان ، عن زيد بن علي ، قالا : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( كنت نائماً (1) في الحجر إذ أتاني جبرئيل فحرّكني تحريكاً لطيفاً ، ثم قال لي : عفا الله عنك يا محمد ، قم واركب فَأَفِد (2) إلى ربّك ، فأتاني بدابّة دون البغل وفوق الحمار خطوها مدّ البصر له جناحان من جوهر يُدعى البراق.
  قال : فركبتُ حتّى طعنت في الثنية ، إذا أنا برجل قائم متّصل شعره إلى كتفيه ، فلمّا نظر إليّ قال : السلام عليك يا أوّل ، السلام عليك يا آخر ، السلام عليك ياحاشر.
  قال : فقال لي جبرئيل : رُدَّ عليه يامحمّد.
  قال : فقلت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
  قال : فلَمَّا أن جُزْتُ الرجل فطعنت في وسط الثنية إذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر ، فلمّا نظر إليّ قال : السلام عليك ، مثل تسليم الاول (3).
  فقال جبرئيل : رُدَّ عليه يا محمّد.
  فقلت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
  قال فقال لي : يامحمد ، احتفظ بالوصيّ ـ ثلاث مرات ـ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) المقرّب من ربّه.

--------------------
(1) ر : قائماً.
(2) ب : ففد.
(3) ل . ب : السلام مثل تسليم الاول.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 113 _
  قال : فلمّا جُزْتُ الرجل وانتهيت إلى بيت المقدس إذا أنا برجل أحسن الناس وجهاً وأتمّ الناس جسماً وأحسن الناس بشرة ، قال : فلمّا نظر إليّ قال : السلام عليك يانبيّ ، والسلام عليك يا أوّل ، مثل تسليم الاول.
  قال : فقال لي جبرئيل : يامحمد رُدَّ عليه.
  فقلت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
  قال : فقال : يامحمد ، احتفظ بالوصيّ ـ ثلاث مرات ـ علي بن أبي طالب المقرّب من ربّه الامين على حوضك صاحب شفاعة الجنة.
  قال : فنزلت عن دابّتي عمداً.
  قال : فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد ، فخرق بي الصفوف والمسجد غاصّ بأهله.
  قال : فإذا بيد (1) من فوقي : تَقَدَّم يامحمّد.
  قال : فقدّمني جبرئيل فصلّيت بهم.
  قال : ثمّ وُضع لنا منه سُلّم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ ، فأخذ بيدي جبرئيل فخرق به إلى السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشُهُباً.
  قال : فقرع جبرئيل الباب.
  فقالوا له : من هذا ؟
  قال : أنا جبرئيل.
  قالوا : من معك ؟
  قال : معي أخي محمد.
  قالوا : وقد أرسل إليه ؟
  قال : نعم
  قال : ففتحوا لنا ، ثم قالوا : مرحباً بك من أخ ومن خليفة ، فنِعم الاخ ونعم

--------------------
(1) ب : بنداء.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 114 _

  الخليفة ونعم المختار خاتم النبيّين لا نبيّ بعده.
  ثمّ وضع لنا منها سُلَّم من ياقوت مُوَشَّح بالزبرجد الاخضر.
  قال : فصعدنا إلى السماء الثانية ، فقرع جبرئيل الباب ، فقالوا مثل القول الاول ، وقال جبرئيل مثل القول الاول ، ففتح لنا.
  ثم وضع لنا سُلَّم من نور محفوف حوله بالنور.
  قال : فقال لي جبرئيل : يامحمد ، تَثَبَّت واهتدِ هديت.
  ثمّ ارتفعنا إلى الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة بإذن الله ، فإذا بصوت وصيحة شديدة.
  قال : قلت : ياجبرئيل ، ما هذا الصوت ؟
  فقال لي : يامحمّد ، هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك.
  قال : فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فغشيني عند ذلك مخافة شديدة.
  قال : ثم قال لي جبرئيل : يامحمد ، تقرّب إلى ربّك ، فقد وطئت اليوم مكاناً بكرامتك على الله عزّ وجلّ ما وطئته قطّ ، ولولا كرامتك لاحْرَقَني هذا النور الذي بين يديَّ.
  قال : فَتَقَدَّمتُ فكشف لي عن سبعين حجاباً.
  قال : فقال لي : يامحمد ، فخررت ساجداً وقلت : لبيّك ربّ العزّة لبيّك.
  قال : فقيل لي : يامحمّد ، ارفع رأسك وسَل تعط واشفع تشفع ، يامحمّد أنت حبيبي وصفيّي ورسولي إلى خلقي وأميني في عبادي ، من خلّفت في قومك حين وفدت إليّ ؟
  قال : فقلت : مَن أنت أعلم به مني ، أخي وابن عمي وناصري ووزيري وعيبة علمي ومنجز وَعَداتي.
  فقال لي ربّي : وعزّتي وجلالي وجودي ومجدي وقدرتي على خلقي ، لا أقبل الايمان بي ولا بأنّك نبيّ إلاّ بالولاية له.
  يامحمّد أتُحِبُّ أن تراه في ملكوت السماء ؟

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 115 _

  قال : فقلت : ربّي وكيف لي به وقد خلّفته في الارض ؟
  قال : فقال لي : يا محمّد إرفع رأسك.
  قال : فرفعت رأسي وإذا أنا به مع الملائكة المقرّبين ممّا يلي السماء الاعلى.
  قال : فضحكت حتى بدت نواجدي.
  قال : فقلت : يا ربّ ، اليوم قرّت عيني.
  قال : ثمّ قيل لي : يا محمد.
  قلت : لبّيك ذا العزة لبّيك.
  قال : إنّي أعهد إليك في عليّ عهداً فاسمعه.
  قال : فقلت : ما هو يارب ؟
  قال : عليّ راية الهدى وإمام الابرار وقاتل الفجار وإمام مَن أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، أورثته علمي وفهمي ، فمن أحبّه فقد أحبّني ومن أبغضه فقد أبغضني ، إنّه مبتلي ومبتلى به ، فبشّره بذلك يا محمّد.
  قال : ثمّ أتاني جبرئيل ، قال : فقال لي : يقول الله لك : يامحمد ، ( وَألْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقوى وَكانُوا أحَقَّ بِهَا وأهْلَهَا ) (1) ولاية علي بن أبي طالب ، تَقَدَّم بين يديَّ يا محمّد ، فتقدّمتُ ، فإذا أنا بنهر حافَّتَاه قباب الدُرَر (2) واليواقيت ، أشدّ بياضاً من الفضّة وأحلى من العسل وأطيب ريحاً من المسك الاذفر.
  قال : فضربت بيدي فإذا طينه مسكة ذفرة.
  قال : فأتاني جبرئيل فقال لي : يامحمّد أيّ نهر هذا ؟
  قال : قلت : أيّ نهر هذا ياجبرئيل ؟
  قال : هذا نهرك وهو الذي يقول الله عزّ وجلّ : ( إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ ) إلى

--------------------
(1) الفتح 48 : 26.
(2) ب : الدرّ.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 116 _

  موضع (الابْتَرُ) (1) عمرو بن العاص هو الابتر.
  قال : ثمّ التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم.
  قال : فقلت : من هؤلاء ياجبرئيل ؟
  فقال لي : هؤلاء المرجئة والقدريّة والحروريّة وبنو أميّة والناصب لذرّيتك العداوة ، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الاسلام.
  قال : ثمّ قال لي : أرضيتَ عن ربَّك ما قسم لك ؟
  قال : فقلت : سبحان ربّي ، إتّخذ إبراهيم خليلاً وكَلَّم موسى تكليماً وأعطى سليمان مُلكاً عظيماً ، وكلّمني ربّيواتّخذني خليلاً وأعطاني في عليّ (عليه السلام) أمراً عظيماً.
  ياجبرئيل مَن الذي لقيت في أوّل الثنية ؟
  قال : ذاك أخوك موسى بن عمران ، قال : السلام عليك يا أوّل فأنت مبشّر (2) أوّل البشر ، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيّين ، والسلام عليك ياحاشر فأنت على حشر هذه الامة.
  قال : فمن الذي لقيت في وسط الثنية ؟
  قال : ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك بأخيك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فإنه قائد الغرّ المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيّد ولد آدم.
  قال : فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس ؟
  قال : ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيّك ابنه علي بن أبي طالب خيراً ، ويخبرك أنه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين.
  قال : فمن الذي صلّيت بهم ؟

--------------------
(1) الكوثر 108 : 1 ـ 3.
(2) ب : تنشر.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 117 _

  قال : أولئك الانبياء والملائكة ، كرامة من الله أكرمك بها يامحمّد ثم هبط بي الارض ) (1).
  قال : فلمّا أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث إلى أنس بن مالك فدعاه ، فلمّا جاءه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( أدع لي عليّاً ) ، فأتاه.
  فقال : ( ياعليَّ أبشرك ).
  قال : ( بماذا ؟ ).
  قال : ( لقيتُ أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم صلى الله عليهم ، فكلّهم يوصي بك ).
  قال : فبكى عليّ (عليه السلام) وقال : ( الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيّاً ).
  ثمّ قال : ( يا عليّ ، ألا أبشرك ؟ ).
  قال : قلت : ( بشرني يارسول الله ).
  قال : ( ياعليّ ، صوبت (2) بعيني إلى عرش ربّي جلّ وعزّ ، فرأيت مثلك في السماء الاعلى ، وعَهِد إليّ فيك عهداً ).
  قال : ( بأبي أنت وأمّي يارسول الله ، أوَكُلّ ذلك كانوا يذكرون إليك ؟ ).
  قال : فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّ الملا الاعلى ليدعون لك ، وإنّ المصطفين الاخيار ليرغبون إلى ربّهم جلّ وعزّ أن يجعل لهم السبيل إلى النظر (3) إليك ، وإنّك تشفع يوم القيامة ، وإنّ الامم كلّهم موقوفون على جرف جهنّم ) قال :فقال عليّ(عليه السلام) : ( يارسول الله فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟ ).

--------------------
(1) ل . ب : إلى الارض.
(2) ر . ل : صونت ، ب : نظرت.
(3) ك : أن ينظروا.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 118 _

  قال : ( أولئك المرجئة والحرورية والقدريةوبنو أميّة ومناصبيك (1) العداوة ، ياعليّ هؤلاء الخمسة ليس لهم في الاسلام نصيب ) (2).
  30 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( أتى رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ في القرآن آية قد افسدتْ عليّ ديني وشككتني في ديني.
  قال : وما ذاك ؟
  قال : قول الله عزّ وجلّ : ( وَاسْئَلْ مَنْ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أجَعَلْنا مِنْ دْونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) (3) ، فهل في ذلك الزمان نبيّ غير محمّد (صلى الله عليه وآله) فيسأله عنه ؟
  فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : إجلس أخبرك إن شاء الله ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : ( سُبْحَان الَّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الاقْصَى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُريَهُ مِنْ آياتِنا ) ، فكان من آيات الله التي آراها محمّداً (صلى الله عليه وآله) أنّه انتهى جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد الاقصى ، فلمّا دنا منه أتى جبرئيل عيناً فتوضّأ منها ، ثمّ قال : يا محمّد توضّأ ، ثمّ قام جبرئيل فأذن ، ثمّ قال للنبي (صلى الله عليه وآله) : تقدّم فصلّ واجهر بالقراءة ، فإنّ خلفك أفقاً من الملائكة لا يعلم

--------------------
(1) ب : وناصبك ، ل . ك : ومناصبك.
(2) اليقين : 288 ـ 293.
(3) الزخرف 43 : 45.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 119 _

  عدتهم إلاّ الله جلّ وعزّ ، وفي الصفّ الاوّل آدم ونوح وإبراهيم وهود وموسى وعيسى وكلّ نبي بعث الله تبارك وتعالى منذ خلق الله السماوات والارض إلى أن بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) ، فتقدَّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلّى بهم غير هائب ولا محتشم.
  فلمّا انصرف أوحى الله إليه كلمح البصر : سَلْ يا محمد ( مَنْ أرْسَلْنا مِنْ قَبلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلنا مِنْ دُونِ الرَّحْمن آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) ؟
  فالتفت إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجميعه فقال : بمَ تشهدون ؟
  قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّك رسول الله وأن عليّاً أمير المؤمنين وصيّك ، وأنت (1) رسول الله سيد النبيّين وأنّ عليّاً سيّد الوصيّين ، أُخِذَت على ذلك مواثيقنا (2) لكما بالشهادة.
  فقال الرجل : أحييت قلبي وفرّجت عنّي يا أمير المؤمنين (3).
  ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) (26) :
  31 ـ قال السيد ابن طاووس : روى [محمد بن العباس بن مروان] فيه حديث فدك عن عشرين طريقاً (4).
  32 ـ حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الاعبدي وهيثم بن خلف (5)

--------------------
(1) ب : وإنّك.
(2) ل : مواثيقاً.
(3) اليقين : 294 ـ 295.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 13 ، الامالي للشيخ الطوسي 1/362 ، 2/255 ، بصائر الدرجات : 99 ، الكافي 3 / 482 رقم 1 ، الامالي للصدوق : 504.
(4) سعد السعود : 204 الطبعة المحققة.
(5) ط : وإبراهيم بن خلف.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 120 _

  الدوري وعبد الله بن سليمان بن الاشعب (1) ومحمد بن القاسم بن زكريا ، قالوا : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا عليّ بن عابس.
  وحدّثنا جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا عليّ بن المنذر الطريفي ، قال : حدثنا عليّ بن عابس ، قال : حدّثنا فضل بن مرزون (2) ، عن عطية العرني (3) ، عن أبي سعيد الخدري قال : لمّانزلت : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) دعارسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمةوأعطاها فدكاً (4).
  ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً * وأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً ) (35) :
  33 ـ حدّثنا محمد بن هشام بن سهيل ، عن محمد بن إسماعيل العسكري ، قال حدّثني عيسى بن داود (5) النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن

--------------------
(1) ع : الاشعث.
(2) ط : مرزوق.
(3) ط : العوفي.
(4) سعد السعود : 204 ـ 205 الطبعة المحققة.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الطرائف 248 ، 254 فما بعد الكافي 1 / 456 رقم 5 ، عيون أخبار الرضا 1 / 233 رقم 1 ، الامالي للصدوق : 141 رقم 3 ، تفسير الطبري 15 / 53 ، الدرّ المنثور 5 / 271 ، تفسير العياشي 2 / 287 ، تفسير القمي 2 / 18.
(5) ب : محمد بن هشام بن سهيل العسكري عن عيسى بن داود.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 121 _

  أبيه (عليهما السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً وأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) ، قال : ( العهد : ما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) على الناس من مودّتنا وطاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدّموه ولا يقطعوا رَحِمه ، وأعلمهم أنّهم مسئوولون عنه وعن كتاب الله جلّ وعزّ.
  وأمّا القسطاس : فهو الامام ، وهو العدل من الخلق أجمعين ، وهو حكم الائمّة ، قال الله عزّ وجلّ : ( ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً ) قال : هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي ) (1).
  ( وَإنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإذاً لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) (74) :
  34 ـ عن أحمد بن القاسم ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن السيّاري (2) ، عن محمدبن خالدالبرقي ، عن ابن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( وَإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَيْنَا إلَيكَ ) في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (3).

--------------------
(1) اليقين : 296.
(2) أ : أحمد بن محمد السياري.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 278 ط جماعة المدرسين ،و 1/284 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 122 _
  35 ـ حدّثنا محمد بن همّام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى ابن داود النجّار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهم السلام) قال : ( كان القوم قد أرادوا النبي (صلى الله عليه وآله) ليريبوا رأيه في عليّ (عليه السلام) وليمسك عنه بعض الامساك ، حتّى أنَّ بعض نسائه ألحّ (1) عليه في ذلك ، فكاد يركن إليهم بعض الركون ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( وَإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَيْنَا إلَيكَ ) في عليّ ( لِتَفتَرِيَ عَلَينَا غَيرَهُ وَإذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَولا أَن ثَبّتنَاك لَقَد كِدْتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلاً ) ) (2).
  ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً ) (82) :
  36 ـ حدّثنا محمد بن خالد البرقي (3) ، عن محمد بن عليّ الصيرفي ، عن أبي فضيل (4) ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( وَنُنَزّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزيدُ )

--------------------
(1) أ : ألححن.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 278 ط جماعة المدرسين ، و 1/284 رقم 21 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 24 ، تفسير العياشي 2 / 306.
(3) الظاهر وجود سقط في السند ، لان ابن الجحام لا يمكن له الرواية عن محمد بن خالد البرقي الذي هو من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام).
(4) أ : عن ابن الفضيل.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 123 _

  ظالمي (1) آل محمّد حقَّهم (إلاّ خساراً) ) (2).
  37 ـ حدّثنا محمد بن همّام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى ابن داود ، عن أبي الحسن موسى ، عن أبيه (عليهم السلام) قال : ( نزلت هذه الاية : ( وَنُنَزّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزيدُ الظَّالِمِينَ ) لال محمّد (إلاَّ خَسَاراً) (3).
  ( ... فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ) (89) :
  38 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم الثقفي ، عن علي بن هلال الاحمسي ،عن الحسن بنوهب ، عن ابن بحيرة (4) ،عن جابر ،عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ) ، قال : ( نزلت في ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ) (5).
  39 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد

--------------------
(1) أ : الظالمين.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 283 ط جماعة المدرسين ، و 1/290 رقم 28 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 283 ـ 284 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 290 رقم 28 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير العياشي 2 / 315 رقم 154 و 155.
(4) أ : عن الحسن بن وهب بن علي بن بحيرة.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 284 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 290 رقم 30 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 124 _

  الله بن حمّاد الانصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال : ( فَأَبَى أكْثرُ النَّاسِ ) بولاية علي (عليه السلام) ( إلاَّ كُفُوراً ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 284 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 291 رقم 31 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 351 ، تفسير العياشي 2 / 317 رقم 166 ، شواهد التنزيل 1 / 353 رقم 482.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 125 _

سورة الكهف
  ( ... لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ... ) (2) :
  40 ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن محمد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) ؟
  فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( البأس الشديد هو علي (عليه السلام) وهو من لدن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقاتل عدوه ، فذلك قوله : ( لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) (1).
  ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَت مُرْتَفَقاً * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحسَنَ عَمَلاً ) (30) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 285 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 391 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير العياشي 2 / 331 ، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 81.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 126 _
  41 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السيّاري ، عن محمد ابن خالد البرقي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( قوله تعالى : ( وَقُل الحَقُّ مِنْ رَبّكُم ) في ولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ( فَمَنْ شَاءَ فَليُؤمِنْ وَمَن شَاءَ فَليَكفُر إِنَّا أَعتَدنَا لِلظَّالِمِينَ ) لظالمي (1) آل محمد حقّهم ( نَاراً أَحَاطَ بِهِم سُرَادِقُهَا ) (2).
  42 ـ حدّثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهم السلام) : في قوله تعالى : ( وَقُل الحَقُّ مِنْ رَبّكُم فَمَنْ شَاءَ فَليُؤمِنْ وَمَن شَاءَ فَليَكفُر ) (3) ، قال : وقرأ إلى قوله : ( أَحْسَنَ عَمَلاً ).
  ثمّ قال : ( قيل للنبي (صلى الله عليه وآله) : اصدع بما تؤمر في أمر عليّ فإنه الحقّ من ربّك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فجعل الله تركه معصية وكفراً ).
  ثم قال : قرأ (4) ( إِنَّا أَعتَدنَا لِلظَّالِمِينَ ) لال محمد حقهم ( نَاراً أَحَاطَ بِهِم سُرَادِقُهَا ) الاية.
  ثمّ قرأ : ( إِنَّ الَّذِينَ آمنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجرَ مَنْ أَحسَنَ

--------------------
(1) لظالمي ، ليس في أ.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 286ط جماعة المدرسين ، و 1/292 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : (وقل الحق من ربكم) في ولاية علي (عليه السلام).
(4) أ : قال ثمّ قرأ.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 127 _

  عَمَلاً ) يعني بهم آل محمد صلوات الله عليهم (1).
  ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لاَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَاب وَحَفَفْنَاهُما بِنَخْل وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنهُ شَيئاً ... ) (33) :
  43 ـ حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن القاسم بن عوف (2) ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْن جَعَلْنَا لاَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَاب وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْل وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا اْلجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مَنْهُ شَيْئاً ) قال : ( هما عليّ (عليه السلام) ورجل آخر ) (3).
  ( هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وخَيْرٌ عُقُباً ) (44) :
  44 ـ عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحضرمي (4) ، عن محمد ابن عبد الحميد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له : قوله تعالى : ( هُنَالِكَ الوَلايَةُ للهِ الْحَقّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وخَيْرٌ عُقُباً ) ؟

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 286 ط جماعة المدرسين ، و 1/292 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 351 رقم 64 ، تفسير القمي 2 / 35 ، تفسير العياشي 2 / 326 رقم 38.
(2) أ : عروة.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 287 ط جماعة المدرسين ، و 1/239 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) الحضرمي ، ليس في أ.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 128 _

  قال : ( هي ولاية عليّ (عليه السلام) هي خير ثواباً وخير عقباً ) (1).
  ( ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخيْرٌ أَمَلاً ) (46) :
  45 ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن النعمان ، عن عمر الجعفي (2) ، قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، قال : دخلت أنا وعمي الحصين (3) بن عبد الرحمن على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فسلَّم عليه ، فردّ عليه السلام وأدناه (4) وقال : ( ابن من هذا معك ؟ ).
  قال : ابن أخي إسماعيل.
  قال : ( رحم الله إسماعيل وتجاوز عن سيّىء عمله ، كيف مخلّفوه (5) ؟ ).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 289 ط جماعة المدرسين ، و 1/296 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1/346 رقم 34 ، شواهد التنزيل 1/356 رقم 487.
(2) أ : عن النعمان بن عمر الجعفي.
(3) د : الحسين.
(4) د : فسلّمت عليه فردّ علي السلام وأدناني.
(5) هامش أ : تخلفوه.