( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات فَإذَا لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ واللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (13) :
  416 ـ عن علي بن عتبة (1) ومحمّد بن القاسم ، قالا : حدّثنا الحسين (2) بن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حبّان (3) بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً ) ، قال : نزلت في عليّ (عليه السلام) خاصّة ، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم ، فكان كلما ناجاه قدّم درهماً حتى ناجاه عشر مرات ، ثم نسخت ، فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده (4).
  417 ـ حدّثنا علي بن عبّاس ، عن محمّد بن مروان ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن علي (عليه السلام) قال : ( كنت أول مَن ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم وكلمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر مرّات ، كلما أردت أن أُناجيه تصدقت بدرهم ،

--------------------
(1) وفي بعض المصادر : عقبة.
(2) أ : الحسن.
(3) أ : حيان.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 647 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 673 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 389 _

  فشقَّ ذلك على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال المنافقون : مايألوا (1) ما ينجش (2) لابن عمّه ؟ (3) ، حتّى نسخها الله جلّ وعزّ فقال : ( أأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجواكُمْ صَدَقات ... ) إلى آخر الاية ).
  ثم قال (عليه السلام) : ( فكنتُ أول مَن عمل بهذه الاية وآخر مَن عمل بها ، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي ) (4).
  418 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن أُيوب بن سليمان ، عن محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً ) ، قال : ( إنّه حرم كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ رخص لهم في كلامه بالصدقة ، فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد ).
  قال : ( فكفَّ الناس عن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ، فتصدق علي (عليه السلام) بدينار كان له ، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره ، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك.
  فقال المنافقون : ما صنع علي بن أبي طالب الذي صنع من الصدقة إلاّ أنّه إذا أراد أن يتزوج (5) لابن عمه.

--------------------
(1) النجش : هو أن يزيد الرجل ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها ، ولكن ليسمعه غيره فيزيد بزيادته ، وقد أطلق هنا مجازاً.
لسان العرب 6 / 351.
(2) أ : ما يأله.
(3) في بعض المصادر : ما باله ما يبخس لابن عمّه.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 648 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 673 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) أ : إلاّ أنّه أراد أن يروّج.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 390 _

  فأنزل الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةًذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ ) من إمساكها ( وَأَطْهَرُ ) يقول : وأزكى لكم من المعصية ( فَإنْ لَمْ تَجِدوا ) الصدقة على الفقراء ( فَإنَّ اللهَ غَفْورٌ رَحِيمٌ أأشْفَقْتُمْ ) يقول الحكيم أأشفقتم يا أهل الميسرة ( أَنْ تَقدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ ) يقول قدّام نجواكم يعني كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ( صَدَقَات) على الفقراء ( فَإذ لَمْ تَفْعَلُوا ) يا أهل الميسرة ( وَتَابَ اللهُ عَليْكُمْ ) يعني تجاوز عنكم إذا لم تفعلوا ( فَأقِيمُوا الصَّلاَة ) يقول : أقيموا الصلوات الخمس ( وآتُوا الزَّكَاةَ ) يعني أعطوا الزكاة ، يقول : تصدقوا ، فنسخت ما أُمروا به عند المناجاة بإتمام الصلاة وإيتاء الزكاة ( وَأطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ ) بالصدقة في الفريضة والتطوُّع ( واللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) أي تنفقون خيراً (1) ) (2).
  419 ـ قال شرف الدين الاسترآبادي : إعلم أنَّ محمّدبن العبّاس (رحمه الله) ذكر في تفسيره هذاالمنقول منه (3) في آية المناجاة سبعين حديثاً من طريق الخاصة والعامة ، يتضمن أن المناجي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أمير المؤمنين دون الناس أجمعين (4).

--------------------
(1) ق . د : خبير ، أ : أي بما تنفقون خبير.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 648 ـ 649 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 674 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) م : فيه.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 649 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 674 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : سنن الترمذي 5 / 406 رقم 3300 ، الخصال : 548 رقم 30 و 574 رقم 1 ، تفسير القمي 2 / 357.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 391 _


  ( ... أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الاِْيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْـرِي مِنْ تَحْتِهَا الاْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (22) :
  420 ـ حدّثنا المنذر بن محمّد ، عن أبيه ، قال : حدّثني عمي الحسين بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، عن علي بن محمّد بن بشر قال : قال محمّد بن علي (عليه السلام) ابن الحنفية : إنما حبنا أهل البيت شيء يكتبه الله في أيمن قلب العبد ، ومن كتبه الله في قلبه لا يستطيع أحد محوه ، أما سمعت الله سبحانه يقول : ( أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الايمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِنهُ ... ) إلى آخر الاية ، فحبنا أهل البيت الايمان (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة :650ط جماعة المدرسين ، و 2/676 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 392 _

سورة الحشر
  ( مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ... ) (7) :
  421 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي ابن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، جميعاً عن منصور بن حازم ، عن زيد ابن علي (عليه السلام) قال : قلت له : جعلت فداك قول الله عزّ وجلّ : ( مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى ) ؟
  قال : والقربى هي والله قرابتنا (1).
  422 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إسحاق بن إبراهيم (2) ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابنِ السَّبِيلِ ) ؟
  فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( هذه الاية نزلت فينا خاصة ، فما كان لله وللرسول فهو

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 652 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 677 رقم 1 ، ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : عن إبراهيم بن إسحاق.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 393 _

  لنا ، ونحن ذو (1) القربى ونحن المساكين ، لا تذهب مسكنتنا من رسول الله أبداً ، ونحن أبناء السبيل ، فلا يعرف سبيل الله إلاّ بنا ، والامر كله لنا ) (2).
  ( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (7) :
  423 ـ حدّثنا الحسين (3) بن أحمد المالكي ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : ( قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ ) وظلم (4) آل محمّد فـ ( إنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ ) لمن ظلمهم ) (5).
  ( ... وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ

--------------------
(1) أ : أولو.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 652 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 677 رقم 2 ، ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 453 رقم 1 ، التهذيب 4 / 134 رقم 376.
(3) أ : الحسن.
(4) د : في ظلم.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 653 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 678 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 394 _

  شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (9) :
  424 ـ حدّثنا سهل بن محمّد (1) العطّار ، عن أحمد بن عمرو الدهقان (2) ، عن محمّد بن كثير ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال إنَّ رجلاً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فشكى إليه الجوع.
  فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيوت أزواجه.
  فقلن : ما عندنا إلاّ الماء.
  فقال (عليه السلام) : ( مَن لهذا الرجل الليلة ؟ ).
  فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ( أنا يا رسول الله ).
  فأتى إلى فاطمة (عليها السلام) فأعلمها.
  فقالت : ( ما عندنا إلاّ قوت الصبية ، ولكنّا نؤثر به ضيفنا ).
  فقال علي (عليه السلام) : ( نوّمي الصِبية ، وأطفىء السراج ).
  فلما أصبح غدا على رسول الله (صلى الله عليه وآله).
  فنزلت هذه الاية : ( وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ) (3).
  425 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن كليب بن معاوية الاسدي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) :

--------------------
(1) أ : محمد بن سهل.
(2) وفي بعض المصادر : الدهان.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 653 ـ 654 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 678 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 395 _
  في قوله تعالى : ( وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ) ، قال : ( بينا علي عند فاطمة (عليهما السلام) إذ قالت له : يا علي إذهب إلى أبي فابغنا منه شيئاً.
  فقال : نعم.
  فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعطاه ديناراً وقال له : ياعلي اذهب فابتع (1) به لاهلك طعاماً.
  فخرج من عنده ، فلقيه المقداد بن الاسود (رحمه الله) وقاما ما شاء الله أن يقوما وذكر له حاجته ، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد ، فوضع رأسه فنام.
  فانتظره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يأت ، ثمّ انتظره فلم يأت ، فخرج يدور في المسجد ، فإذا هو بعلي (عليه السلام) نائم في المسجد ، فحرّكه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقعد.
  فقال له : يا علي ما صنعت ؟
  فقال : يا رسول الله خرجت من عندك فلقيني (2) المقداد بن الاسود فذكر لي ما شاء الله أن يذكر فأعطيته الدينار.
  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أما إنّ جبرائيل قد أنبأني بذلك ، وقد أنزل الله فيك كتاباً : ( وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ) ) (3).
  426 ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن

--------------------
(1) د : فابتغ.
(2) م : فلقيت.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 654 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 679 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 396 _

  محمّد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( أُوتي (1) رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمال وحلل ، وأصحابه حوله جلوس ، فقسمه عليهم حتّى لم يبق منه حلّة ولا دينار ، فلمّا فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين وكان غائباً ، فلمّا رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : أيُّكم يعطي هذا نصيبه ويؤثره على نفسه ؟
  فسمعه علي (عليه السلام) فقال : نصيبي ، فأعطاه إيّاه.
  فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعطاه الرجل ، ثم قال : يا علي إن الله جعلك سبّاقاً للخير (2) ، سخّاءً بنفسك عن المال ، أنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، والظلمة هم الذين يحسدونك ويبغون عليك ويمنعونك حقك بعدي ) (3).
  427 ـ وبالاسناد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم ، وأصحابه جلوس حوله ، فجاء علي (عليه السلام) وعليه سمل ثوب منخرق عن بعض جسده ، فجلس قريباً من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فنظر إليه ساعة ثم قرأ : ( وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ).
  ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) : أما إنك رأس الذين نزلت فيهم هذه الاية

--------------------
(1) د : أُتي.
(2) م : سبباً للخير ، وفي بعض المصادر : سباقاً للخيرات.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 654 ـ 655 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 679 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 397 _

  وسيدهم وإمامهم.
  ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي : أين حلّتك التي كسوتكها يا علي ؟
  فقال : يارسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو (1) عريه وعري أهل بيته ، فرحمته وآثرته بها على نفسي ، وعرفت أن الله سيكسوني خيراً منها.
  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صدقت ، أما إن جبرائيل فقد أتاني يحدّثني أن الله قد اتخذ لك مكانها في الجنة حلّة خضراء من استبرق وصبغتها (2) من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك وصبرك على سملتك (3) هذه المنخرقة ، فأبشر يا علي.
  فانصرف علي فرحاً مستبشراً بما أخبره به رسول الله ) (4).
  ( ... رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاْيمَانِ ... ) (10) :
  428 ـ حدّثنا علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن يحيى بن صالح ، عن الحسين الاشقر ، عن عيسى بن راشد ، عن أبي بصير ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

--------------------
(1) أ : يشتكي.
(2) أ : وصَنِفتها.
(3) أ : شملتك.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 655 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 680 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الامالي للشيخ 2 / 137 رقم 8.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 398 _

  فرض الله الاستغفار لعلي (عليه السلام) في القرآن على كل مسلم ، وهو قوله تعالى : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالايمَانِ ) وهو سابق الامّة ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 656 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 681 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الامالي للشيخ 2 / 175.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 399 _

سورة الممتحنة
  ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الاْخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) (13) :
  429 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : سمعت محمّد بن صالح بن مسعود ، قال : حدّثني أبو الجارود زياد بن المنذر ، عمّن سمع علياً (عليه السلام) يقول : ( العجب كل العجب بين جمادى ورجب ).
  فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟
  فقال : ( ثكلتك أمُّك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولاهل بيته ، وذلك تأويل هذه الاية : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم قَد يَئسُوا مِنَ الاخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِن أَصحَابِ القُبُورِ ) فإذا اشتد القتل قلتم : مات أو هلك أو أيّ واد سلك ، وذلك تأويل هذه الاية : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُم الكَرَّة عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْنَاكُمْ بَأمْوَال وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكَثَرَ نَفِيراً ) (1) ) (2).

--------------------
(1) الاسراء 17 : 6.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 659 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 684 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 401 _
سورة الصف
  ( إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ) (4) :
  430 ـ حدّثنا علي بن عبيد ومحمّد بن القاسم ، قالا جميعاً : حدّثنا حسين ابن حكم ، عن حسن بن حسين ، عن حبّان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله تعالى : ( إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌ ) ، قال : نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث (عليهم السلام) وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة (1) وأبي دجانة رضي الله عنهم (2).
  431 ـ حدّثنا الحسين بن محمّد ، عن حجّاج بن يوسف ، عن بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس (رضي الله عنه) : في قوله عزّ وجلّ : ( إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌ ) ، قال : قلت له : مَن هؤلاء ؟
  قال : علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحمزة أسد الله وأسد رسوله وعبيدة بن

--------------------
(1) د . ق . م : الصرّة.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 660 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 685 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 402 _
  الحارث والمقداد بن الاسود (1).
  432 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن ميسرة بن محمّد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن ابن فضيل (2) ، عن حيّان (3) بن عبيد الله ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس قال : كان علي صلوات الله عليه إذا صف إلى القتال كأنه بنيان مرصوص ، يتبع ما قال الله فيه ، فمدحه الله ، وما قتل المشركين كقتله أحد ) (4).
  ( يُريدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ... ) (8) :
  433 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن حاتم ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن يحيى بن هاشم ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال : ( ( يُريدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ اللهِ بِأفوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) والله لو تركتم هذا الامر ما تركه الله ) (5).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 660 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 685 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) د : أبي فضيل.
(3) أ : حسّان.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 661 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 686 رقم 3 ط مدرسة الاما المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير الحبري : 321.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 661 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 686 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 151 رقم 6 و 1 / 358 رقم 91.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 403 _
  ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (9) :
  434 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إسحاق بن إبراهيم (1) ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ في كتابه : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدين الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْركُونَ ) ؟
  فقال : ( والله ما نزل تأويلها بعد ).
  قلت : جعلت فداك ومتى ينزل تأويلها ؟
  قال : حين يقوم (2) القائم إن شاء الله ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلاّ كره خروجه ، حتّى لو أنّ كافراً أو مشركاً في بطن صخرة لقالت الصخرة : يامؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله ، قال : فيجيئه فيقتله ) (3).
  435 ـ عن أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية بن ربعي : أنّه سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدين الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْركُونَ ) أظهر ذلك بعد ؟
  كلاّ والذي نفسي بيده ، حتى لا تبقى قرية إلاّ ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ

--------------------
(1) أ : عن إبراهيم.
(2) م . هامش أ : حتى يقوم.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 663 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 688 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 404 _
  الله وأن محمّداً رسول الله بكرة وعشيّاً ) (1).
  436 ـ حدّثنا يوسف بن يعقوب ، عن محمّد بن أبي بكر المقرىء ، عن نعيم بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْركُونَ ) ، قال : لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلاّ صار إلى الاسلام ، حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية ، وحتى لا تقرض فأرة جراباً ، وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ، وهو قوله تعالى : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْركُونَ ) ، وذلك يكون عند قيام القائم (عليه السلام) (2).
  ( ... وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْن ... ) (12) :
  437 ـ عن أحمد بن عبد الله الدقاق ، عن أيوب بن محمّد الورّاق ، عن الحجّاج بن محمّد ، عن الحسن بن جعفر ، عن الحسن قال : سألت عمران بن الحصين وأبا هريرة عن تفسير قوله تعالى : ( وَمَسَاكِنَ طيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْن ) ؟
  فقالا : على الخبير سقطت ، سألنا عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : ( قصر من لؤلؤ في الجنة ، في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء ، في كل بيت سبعون سريراً ، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون ، على كل فراش امرأة من الحور العين ، في كل بيت (3) سبعون مائدة ،

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 663 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 689 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 663 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 689 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 358 رقم 91 ، مختصر بصائر الدرجات : 17.
(3) أ : قصر.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 405 _
  عل كل مائدة سبعون لوناً من الطعام ، وفي كل بيت سبعون وصيفاً ووصيفة ) قال : ( فيعطي الله المؤمن من القوة في غداةواحدة أن يأتي على ذلك) كله (1) ) (2).
  ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَاريِّينَ مَنْ أَنصَارِي إلَى اللهِ ... ) (14) :
  438 ـ حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سابق ، عن محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، عن عبد الرزاق ، عن معمر قال : تلا قتادة : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابنُ مَريَمَ لِلحَوَاريّينَ مَن أَنصَارِي إلى اللهِ ) ، قال : قد كان محمّد (صلى الله عليه وآله) بحمد الله قد جاءه حواريون فبايعوه ونصروه حتى أظهر الله دينه ، والحواريون كلهم من قريش ، فذكر عليّاً وحمزة وجعفر وعثمان بن مظعون وآخرين(عليهم السلام) (3).

سورة الجمعة
  ( هُوَ الَّـذِي بَعَثَ فِي الاُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُم يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ

--------------------
(1) أ : من القوة ما يأتي بها كلّ غداة واحدة إلى أن يأتي على ذلك كلّه في ساعة واحدة.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 665 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 690 رقم 12 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 665 ـ 666 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 691 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 406 _
  وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... ) (2) :
  439 ـ حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن عبيد بن كثير ، عن حسين بن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، عن علي (عليه السلام) قال : ( نحن الذين بعث الله فينا رسولاً يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة ) (1).
  ( وَإذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (11) :
  440 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمّد ، عن عبد الغفار ابن محمّد ، عن قيس بن الربيع ، عن حصين ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر ابن عبد الله قال : ورد المدينة عير فيها تجارة من الشام ، فضرب أهل المدينة بالدفوف وفرحوا وضجَّوا (2) ، ودخلت والنبي (صلى الله عليه وآله) على المنبر يخطب يوم الجمعة ، فخرج الناس من المسجد وتركوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائماً ، ولم يبق معه في المسجد إلاّ اثني عشر رجلاً ، علي بن أبي طالب (عليه السلام) منهم (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 667 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 692 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : وضحكوا.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 668 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 693 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 407 _
  441 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن سيّار ، عن محمّد ابن سيّار ، عن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن سيف بن عميرة ، عن عبد الكريم ابن عمرو ، عن جعفر الاحمر بن سيار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَإذَا رَأَوا تِجَارةً أَو لَهواً انفَضُّوا إلَيهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً ) ، قال : ( انفضوا عنه إلاّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( قُل مَا عِندَ اللهِ خَيرٌ مِنَ اللَّهوِ وَمِنَ التِجَارَةِ واللهُ خَيرُ الرَّازِقِين ) ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 668 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 693 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : المناقب لابن شهرآشوب 2 / 146.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 408 _

سورة المنافقون
  ( ... وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ... ) (8) :
  442 ـ عن أبي الازهر ، عن زبير بن بكّار ، عن بعض أصحابه قال : قال رجل للحسن (عليه السلام) (1) : إنّ فيك كبراً.
  فقال : ( كلاّ ، الكبر (2) لله وحده ، ولكن فيّ عزة ، قال الله عزّ وجلّ : ( وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلْلِمُؤْمِنينَ ) ) (3).

--------------------
(1) م : للحسين (عليه السلام).
(2) د : كل الكبر.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 670 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 695 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : ربيع الابرار 3 / 177.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 409 _

سورة التغابن
  ( ... فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ... ) (2) :
  443 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة وحدثنا (1) إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبد الله بن حمّاد الانصاري ، عن الحسين بن نعيم الصحاف : في قوله عزّ وجلّ : ( فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمْنِكُمْ مُؤمِن ) ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( أخذ الله إيمانهم بولايتنا يوم أخذ الميثاق في صلب آدم (عليه السلام) وهم ذرّ ) (2).

--------------------
(1) كذا في المصدر ، والظاهر أن الواو زائدة ، لان ابن الجحام لم يرو عن إبراهيم بن إسحاق بلا واسطة ، وأكثر ما روى عنه بواسطة أحمد بن هوذة.
(2) مختصر بصائر الدرجات : 173 ـ 174.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1/341 رقم 4 و 1/353 رقم 74 ،تفسيرالقمي 2/371.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 410 _

سورة التحريم
  ( ... فإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ... ) (4) :
  444 ـ قال شرف الدين الاسترآبادي : وصالح المؤمنين أمير المؤمنين (عليه السلام) ، على ما رواه محمد العبّاس من طريق العام والخاص ، أورده في تفسيره هذا المنقول اثنين وخمسين حديثاً (1).
  445 ـ حدّثنا جعفر بن محمّد الحسني (2) ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن الاسود ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن عون بن عبد الله (3) بن أبي رافع قال : لمّا كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) غشي عليه ، ثم أفاق وأنا أبكي وأُقبل يديه وأقول : من لي ولولدي بعدك يا رسول الله ؟
  قال : ( لك الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) (4).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 674 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 698.
(2) أ : الحسيني.
(3) م : عبيد الله.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 674 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 698 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 411 _

  446 ـ حدّثنا محمّد بن سهل القطّان (1) ، عن عبد الله بن محمّد البلوي ، عن إبراهيم بن عبيد الله القلا (2) ، عن سعيد بن يربوع ، عن أبيه ، عن عمّار بن ياسر (رضي الله عنه) قال : سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول : ( دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : ألا أُبشرك ؟
  قلت : بلى يا رسول الله ، وما زلت مبشراً بالخير.
  فقال : لقد أنزل الله فيك قرآناً.
  قال : قلت : وما هو يا رسول الله ؟
  قال : قرنت بجبرائيل ، ثم قرأ : ( وَجِبْريلُ وَصَالِحُ المؤُمِنِينَ وَاْلمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير ) فأنت والمؤمنون من بيتك الصالحون (3) ) (4).
  447 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي (5) ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :

--------------------
(1) تقدّم التعبير عنه : العطّار.
(2) أ : إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء.
(3) أ : فأنت والمؤمنون من بنيك الصالحين.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 674 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 698 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) ر . ل . ك : الكلبي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 412 _

  ( إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرّف أصحابه أمير المؤمنين مرتين : وذلك أنه قال لهم : أتدرون من وليكم بعدي ؟
  قالوا : الله ورسوله أعلم.
  قال : فإن الله تبارك وتعالى قد قال : ( فَإنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤمِنينَ ) يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو وليكم بعدي.
  والمرة الثانية : يوم غدير خم حين قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ) (1).
  448 ـ حدّثنا علي بن عبيد ومحمّد بن القاسم ، قالا : حدّثنا حسين بن حكم ، عن حسن بن حسين ، عن حبّان (2) بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( فِإنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالحُ المُؤْمِنينَ ) ، قال : نزلت في علي (عليه السلام) خاصة (3).
  ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ... ) (12) :
  449 ـ عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) :

--------------------
(1) اليقين : 302 ، تأويل الايات الظاهرة : 674 ـ 675 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 699 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : حيان.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 675 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 699 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 376 و 377 ، الامالي للصدوق : 35 رقم 4 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 76 و 77.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 413 _

  في قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) ، قال : ( هذا مثل ضربه الله لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلّم تسليماً ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 677 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 700 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 414 _

سورة الملك
  ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ) (22) :
  450 ـ عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صالح ابن خالد بن ميثم ، عن منصور ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : تلا هذه الاية وهو ينظر إلى الناس : ( ( أَفَمَن يَمشِي مُكِبّاً عَلَى وَجهِهِ أَهدَى أَمَّن يَمشِي سَويّاًعَلَى صِرَاط مُستَقِيم ) يعني والله عليّاًوالاوصياء (1) : ) (2).
  ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) (27) :
  451 ـ عن الحسن بن محمّد ، عن محمّد بن علي الكناني ، عن حسين بن

--------------------
(1) أ : والائمة.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 678 ـ 679 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 702 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 359 رقم 91 و 8 / 288 رقم 434.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 415 _

  وهب الاسدي ، عن عيسى (1) بن هاشم ، عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر بن محمّد (عليهما السلام) عن قوله عزّ وجلّ : ( فَلَمَّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الذَّينَ كَفَرُوا وقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ) ؟
  قال : ( ذلك علي (عليه السلام) ، إذا رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا أكفّهم على ما فرّطوا في ولايته ) (2).
  452 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن يزيد ، عن إسماعيل بن عامر ، عن شريك ، عن الاعمش : في قوله عزّ وجلّ : ( فَلَمَّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الَّذينَ كَفَرُوا وقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ) ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3).
  453 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن زكريّا بن يحيى الساجي ، عن عبد الله بن الحسين الاشقر ، عن ربيعة الخيّاط ، عن شريك ، عن الاعمش : في قوله عزّ وجلّ : ( فَلَمَّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الذَّينَ كَفَرُوا ) ، قال : لمّا رأوا ما لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله) من قرب المنزلة سيئت وجوه الذين كفروا (4).

--------------------
(1) أ : عبيس.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 680 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 704 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 680 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 704 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 680 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 704 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 416 _

  454 ـ حدّثنا حميد بن زياد (1) ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد ، حدّثنا صالح بن خالد (2) ، عن منصور ، عن حريز (3) ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : تلا هذه الاية : ( فَلَمَّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الذَّينَ كَفَرُوا وقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ).
  ثمّ قال : ( أتدري (4) ما رأوا ؟ رأوا والله عليّاً (عليه السلام) مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقربه منه.
  ( وقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ) أي : تتسمّون (5) به أمير (6) المؤمنين.
  يا فضيل لم يتسمّ بها أحد غير (7) أمير المؤمنين إلاّ مفتر كذّاب إلى يوم الناس (8) هذا ) (9).

--------------------
(1) ر . ل . ك : الحسن بن زياد.
(2) ر : وعبيس بن هشام ، ل . ك : وعيسى بن هشام.
(3) ب : جرير.
(4) ر . ل . ك : تدرون.
(5) ر . ل . ك : تُسمّون.
(6) أ : بأمير.
(7) ر . ل . ك : لم يسمّ بها والله بعد علي.
(8) أ : البأس.
(9) اليقين : 303 ، تأويل الايات الظاهرة : 680 ـ 681 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 705 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 352 رقم 68 و 8 / 267 رقم 392 ، كامل الزيارات : 332 رقم 11 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 213 ، مجمع البيان 10 / 494.