عن محمد بن الفضيل بن يسار ! قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله تعالى : ( والتين والزيتون ) قال : التين الحسن والزيتون الحسين ، فقلت : ـ في ، أ ، ر ـ قوله : ( وطور سينين ) فقال : ـ ليس هو طور سينين ، ب ، ر ـ إنما هو طور سيناء وذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، وقوله : ( وهذا البلد الامين ) قال : ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم سكت ساعة ثم قال : لم لا تستوفي مسألتك إلى آخر السورة ؟ قلت : بأبي ـ أنت ، ب ـ وأمي قوله : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) قال : ذلك أمير المؤمنين وشيعته كلهم ( فلهم أجر غير ممنون ) .
  (1) 3 ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن مروان ـ قال : حدثني أبي قال : حدثنا عمر بن الوليد ، ش ـ : عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( والتين والزيتون ) قال : التين الحسن والزيتون الحسين ، فقلت : قوله : ( وطور سينين ) قال : إنما هو طور سيناء ، قلت : فما يعني بقوله : طور سينا ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : قلت : ( وهذا البلد الامين ) ؟ قال : ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ـ ش ، ر : ومن ـ سبلنا ـ ب : سبيلنا ـ آمن الله به الخلق في سبيلهم ومن النار إذا أطاعوه ، قلت : قوله : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته ( فلهم أجر غير ممنون ) ، قال : قلت : قوله : ( فما يكذبك بعد بالدين ) ؟ قال : معاذ الله لا والله ما هكذا قال تبارك وتعالى ولا كذا أنزلت قال : إنما قال : فما ـ ب : فمن ـ يكذبك بعد بالدين ـ والدين أمير المؤمنين ـ أليس الله بأحكم الحاكمين .
  (2) 4 ـ فرات قال : حدثنا سهل بن أحمد الدينوري معنعنا : عن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال في قول الله تعالى : ( والتين والزيتون ) قال : الحسن والحسين عليهما السلام ، ( وطور سينين ) قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ، ( وهذا البلد الامين ) قال : محمد صلى الله عليه وآله ، ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )

--------------------
(1) ورواه عنه الحافظ الحسكاني في الشواهد مع اسقاط الالفاظ المذكورة في الرواية السابقة وذكر ما افترق عنها ، وما بين المعقوفين الاخير من رواية محمد بن العباس .
(2) اكتفى الحسكاني بذكر الشطر الاخير منها في الشواهد . ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 579 _


  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته ، ( فما يكذبك بعد بالدين ) يامحمد ـ يعني ، ب ـ ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .
  (1) 5 ـ فرات قال : حدثني محمد بن الحسين ( الحسن ) بن إبراهيم ـ قال : حدثنا داود بن محمد النهدي ، ش ـ : عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله ـ تعالى ، ب ـ ( والتين والزيتون ) ؟ قال : أما التين فالحسن ـ ن : الحسن ـ أما الزيتون فالحسين ، قال : قلت : وقوله : ( طور سنين ) ؟ قال : إنما ـ هو ، ب ـ طور سينا ، قلت : وما يعني بقوله : طور سينا ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ، أ ـ قال : فقلت : فقوله : ( وهذا البلد الامين ) ؟ قال : ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو سبيل آمن الله به الخلق في سبيلهم ـ ش : سبلهم ـ ومن النار إذا أطاعوه ، قوله : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته ( فلهم أجر غير ممنون فما يكذبك بعد بالدين ) يعني ولايته .

--------------------
(1) ورواه عنه الحسكاني في الشواهد مع سقط ما في سنده ، وفي ( ب ) هنا وفي الرقم 743 سبيلهم من النار . ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 580 _


  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 581 سطر 1 الى ص 589 سطر 11
  ( ومن سورة القدر )
  (1) 1 ـ قال : ـ حدثنا ـ أبوالقاسم العلوي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا : عن أبي عبدالله عليه السلام انه كان يقرأ هذه الآية ـ أ ، ب : السورة ـ : ( باذن ربهم من كل أمر سلام ) أي بكل أمر إلى محمد وعلي سلام .
  (2) 2 ـ فرات قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا : عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإما سميت فاطمة لان الخلق فطموا عن معرفتها ـ أو من معرفتها الشك ـ من أبي القاسم ، أ ، ب ـ ـ وقوله : ( وما أدراك ما ليلة القدر ؟ ! ليلة القدر خير من ألف شهر ) يعني خير من ألف مؤمن وهي أم المؤمنين ( تنزل الملائكة والروح فيها ) والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد صلى الله

--------------------
(1) وقريب منه ورد في روايات عديدة لاحظ البرهان ، وفي ب : بكلام إلى محمد وعلى عليهما السلام ! ، وأورده المجلسي في البحار 36 / 146 .
(2) وروى شرف الدين النجفي في كتابه تأويل الآيات عن محمد بن جمهور عن موسى بن بكر عن زرارة عن حمران عنه ... وفيه : وأما قوله ( خير من ألف شهر ) يعني فاطمة في قوله تعالى ( تنزل الملائكة والروح فيها ) والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد ( ع ) والروح روح القدس وهي فاطمة ( ع ) ( من كل أمر سلام ) يقول : كل أمر سلمه ( حتى مطلع الفجر ) يعني حتى يقوم القائم ( ع ) ، وللاستاذ العلامة الشيخ حسن زاده الآملي أحد كبار اساتذة الحوزة العلمية بقم بحث لطيف ومفصل حول هذه الرواية نشرته مجلة ( يام انقلاب رسالة الثورة ) . ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 582 _


  عليه وآله وسلم والروح القدس هي فاطمة عليها السلام ( باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ) يعني حتى يخرج القائم عليه السلام .

تفسير الفرات الكوفي_ 583 _


  ( ومن سورة البينة )
  (1) 1 ـ قال : حدثنا أبوالقاسم العلوي ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ـ معنعنا : عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الخير لعلي بن أبي طالب عليه السلام مالم يقله لاحد قال : ـ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) ـ أنت وشيعتك يا علي خير البرية ـ ، فعلي والله خير البرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .
  (2) 3 ـ فرات قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم العطار ـ وجعفر بن محمد الفزاري وأحمد بن الحسن بن صبيح قالوا : حدثنا محمد بن مروان عن عامر السراج قال : حدثني عمرو بن شمر عن جابر ، ش ـ : عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ـ ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ش ـ أولئك هم خير البرية ) أنت وشيعتك يا علي .
  (3) 5 ـ فرات قال : حدثنا الحسين بن الحكم ـ قال : حدثنا سعيد بن عثمان

--------------------
(1) وبهذا المضمون روايات عديدة قال الحسكاني بعد ذكره عدة أحاديث : ورواه أبونعيم الفضل عن شداد عن جابر وعن عمرو بن شمر عن جابر جميعا عن أبي جعفر قال قال النبي ، وإسرائيل وأبان بن تغلب عن جابر كذلك .
(2) رواه عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد .
(3) لم ترد هذه الرواية في الموجود من تفسير الحبري ولم يرد كاملا في ( ب ) وفي ( أ ، ر ) جاء ما بعد الآية فقط وذلك ملحقا بحديث جابر الآتي ، هذا ورواه عنه الحسكاني في الشواهد ، وأخرجه أبونعيم كما في الخصائص لابن بطريق مع إضافة : ويأتي عدوك غضابا مقمحين ، إلا أن فيه عن محمد بن علي وتميم = ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 884 _


  قال : حدثنا عمرو بن شمر عن جابر ، ش ـ .
  عن أبي جعفر عليه السلام ان ـ ش : عن ـ النبي صلى الله عليه وآله قال : يا ـ ش : هيا ـ علي ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) أنت وشيعتك ترد علي أنت وشيعتك راضين مرضيين .
  (1) 6 ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي ـ قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا شداد الجعفي عن جابر ، ش ـ : عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي الآية التي أنزلها الله ـ تعالى ، أ ـ ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) هم أنت وشيعتك يا علي .
  (2) 7 ـ فرات قال : حدثني جعفر ـ بن محمد بن سعيد الاحمسي قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا يحيى بن مساور عن إسرائيل عن جابر بن يزيد الجعفي ، ش ـ : عن أبي جعفر ـ محمد بن علي عليهما السلام ، ش ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعلي من الخير مالم يقله لاحد قال الله ( أ : النبي ) ، ن ـ ـ ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ش ـ أولئك هم خير البرية ) هم أنت وشيعتك يا علي .
  (3) 2 ـ فرات بن إبراهيم قال : حدثني سعيد بن الحسن قال : حدثنا الحسن بن عبدالواحد قال : حدثنا يوسف عن خالد عن حفص بن عمر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس :

--------------------
=
بن حذلم عن ابن عباس ، ومثله في شواهد التنزيل .
(1) ورواه عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل وفيه : جعفر الاحمسي وقد نقل التالي أولا ثم بعد ذكر حديثين من فرات وهما المتقدمان ذكر هذا الحديث .
(2) رواه الحافظ أبوالقاسم الحذاء في الشواهد مع تلخيص ما نبهنا عليه .
(3) رواه عنه الحسكاني في الشواهد وقد اشتبه الامر على الناسخ في ( ب ) فقفز من متن الحديث الاول من هذه السورة إلى متن هذا الحديث بسبب تشابه الآية فلم يرد سند هذا الحديث في ( ب ) لهذا السبب ولم يرد في ( ر ) للتلخيص الذي يعتمده الكاتب وانحصرت ( أ ) والشواهد بنقل هذه الرواية بالكامل لكن في أ : قال : فرات حدثني الحسين بن سعيد معنعنا عن معاذ رض ( إن ... ) ... وفي ر : قال معاذ بن جبل . ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 585 _


  وعن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) قالا ـ ن : قال ـ : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ما يختلف فيها أحد .
  (1) فرات قال : حدثني ـ ش : ثنا ـ أحمد بن عيسى بن هارون ـ قال : حدثني علي بن أحمد بن عيسى بن سويد القرشي الباني ! قال : حدثنا سليمان بن محمد البصري ويعرف بابن أبي فاطمة قال : حدثنا جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة ويعرف بابن عجلان مولى علي بن أبي طالب عن ( عبدالله ) بن لهيعة عن أبي الزبير ، ش ـ : عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إليه النبي ـ صلى الله عليه وآله ، أ ، ب ـ قال : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة قال : ورب هذه البنية (1) إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة .
  ثم أقبل علينا بوجهه فقال : أما والله انه أولكم أيمانا بالله وأقومكم لامر ـ ش : بأمر ـ الله وأوفاكم بعهدالله وأقضاكم بحكم الله وأقسمكم بالسوية وأعدلكم في الرعية وأعظمكم عند الله مزية ـ ن : منزلة ـ . ؟
  قال جابر : فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) فكان (2) علي عليه السلام إذا أقبل قال أصحاب محمد ـ ن : أصحابه ـ : قد أتاكم خير البرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .
  (2) 10 ـ فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :

--------------------
(1) رواه الحسكاني في الشواهد وأضاف : وحدثني أحمد بن عبيد بن سلام حدثنا الحسن بن عبدالواحد عن سليمان ... به لفظا سواء أنا اختصرته ، وللحديث مصادر وشواهد جمة فقد رواه الطوسي وابن عساكر والحموئي والخوارزمي في الامالي وتاريخ دمشق ح 985 من ترجمة أمير المؤمنين وفرائد السمطين والمناقب ، ورواه الحسكاني بأسانيد وبأشكال مختلفة وانظر الباب الثانى من المسترشد في الامامة ورواه عن الطوسى عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى ط 1 ص 122 و 192 ، أبوالزبير هو محمد بن مسلم المكي الحافظ الشهير .
1 ـ كذا في ( ش ) وفي ( ر ) : هذه البيت ، أ ، ب : هذا البيت .
2 ـ كذا في ش ، وفي ن : قال جابر وكان علي . ( * )
(2) وأخرجه محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبدالله عن مصعب بن سلام عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبدالله ( رض ) قال ... ورمزنا له ب : ع .

تفسير الفرات الكوفي _ 586 _

  عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة ـ عليها السلام ، ب ، ر ـ : بأبي أنت وأمي أرسلي إلى بعلك فادعيه لي ، فقالت فاطمة للحسن ـ عليه السلام ، ب ـ : انطلق إلى أبيك فقل يدعوك جدي ، قال : فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام عنده وهي تقول : واكرباه لكربك يا أبتاه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله لا كرب لابيك (1) بعد اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم : تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزنون ولو عاش إبراهيم لكان نبيا ! ! ! ! ثم قال : يا علي ادن مني فدنا منه فقال : ادخل أذنك في في ، ففعل وقال : يا أخي ألم تسمع قول الله في كتابه : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : هو أنت وشيعتك غر محجلون ! شباع مرويين أولم (2) تسمع قول الله في كتابه : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جنهم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : هم عدوك ـ ع : أعداؤك ـ وشيعتهم يجيئون يوم القيامة ـ مسودة وجوههم ، ع ـ ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفار منافقين ، ذلك لك ولشيعتك ، وهذا لعدوك ولشيعتهم ، هكذا روى جابر الانصاري رضي الله عنه !
  8 ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا : عن أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما أسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى سمعت وهبت منها ريح بقتها (3) فقلت لجبرئيل عليه السلام : ماهذا ؟ فقال : هذه سدرة المنتهى اشتاقت إلى ابن عمك حين نظرت إليك فسمعت مناديا ينادي من عند ربي : محمد خير الانبياء وأمير المؤمنين علي

--------------------
1 ـ أ : لا كربك لابيك ، ب : لا كرب على أبيك ، ومن ( صلى الله ) إلى ( النبي ) سقط من ر .
2 ـ ب : أفلم ، أ : فلم ، ع : ألم ، والمثبت من ر .
3 ـ كذا في ب وفي أ : يفقها ، ر : تيقها ، ر : مناد ينادي ، و ( ثم طوبى لهم ) من ب ، وفي ر ( ثم طوبى ) فقط . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 587 _

  خير الاولياء ـ ب : الاوصياء ـ وأهل ولايته خير البرية ( جزاؤهم عند ربهم جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله ) عن علي وأهل ولايته ـ أ : بيته ـ هم المخصوصون برحمة الله الملبسون نور الله المقربون إلى الله طوبى لهم ثم طوبى لهم يغبطهم الخلائق يوم القيامة بمنزلتهم عند ربهم .

تفسير الفرات الكوفي _ 589 _

  ( ومن سورة الزلزلة )
  (1) قال : حدثنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمد بن عبدالرحمان العلوي الحسني ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ـ معنعنا : عن عمرو ذي مرة قال : بينا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إذا ـ ب : إذا ـ تحركت الارض فجعل يضربها بيده ثم قال : مالك ؟ فلم تجبه ، ثم قال : ما لك فلم تجبه ثم قال : أما والله لو كانت هيه (1) لحدثتني واني لانا الذي تحدث الارض أخبارها أو رجل مني .

--------------------
(1) وبهذا المعنى روايات عديدة وعمرو له ترجمة في التهذيب قال البخاري فيه نظر وقال ابن حبان : في حديثه مناكير وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة .
1 ـ أ ، ر : لو كان ، ب : لو كانت تقية . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 591 _

  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 591 سطر 1 الى ص 600 سطر 28
  ( ومن سورة العاديات )
  قال ـ حدثنا ـ أبوالقاسم قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : دعا النبي صلى الله عليه وآله أبابكر إلى غزوة (1) ذات السلاسل فأعطاه الراية فردها ثم دعا عمر فأعطاه الراية فردها ثم دعا خالد بن الوليد فأعطاه الراية فرجع ـ ب : فردها ـ فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأمكنه من الراية فسيرهم معه وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه ، قال : فانطلق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالعسكر وهم معه حتى انتهى إلى القوم فلم يكن بينه وبينهم إلا جبل ، قال : فأمرهم أن ينزلوا في أسفل الجبل فقال لهم : اركبوا دوابكم ، فقال خالد بن الوليد : يا أبابكر وأنت يا عمر ما ترون إلى هذا الغلام أين أنزلنا ؟ ! أنزلنا في واد كثير الحيات كثير الهام (2) كثير السباع ، نحن منه على احدى ثلاث خصال إما سبع ياكلنا ويأكل دوابنا وإما حيات تعقرنا وتعقر دوابنا وإما يعلم بنا عدونا فيقتلنا ، قوموا بنا إليه ، قال : فجاؤوا إلى علي وقالوا : يا على أنزلتنا في واد كثير السباع كثير الهام كثير الحيات نحن منه على احدى ثلاث خصال : إما سبع يأكلنا ويأكل دوابنا أو حيات تعقرنا وتعقر دوابنا أو يعلم عدونا فيلينا ـ ب : فيأتينا ـ فيقتلنا ، قال : فقال لهم علي : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوني (3) ؟ قالوا : بلى قال : فانزلوا .

--------------------
1 ـ ر : غزو .
2 ـ ب : الهوام ، ومثله في المورد الثاني .
3 ـ ر : وتطيعوا ، ومثله في المورد الثاني . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 592 _

  ـ قال : ـ فرجعوا فأبت ـ ر : وأبت ـ تحملهم الارض فاستفزهم خالد بن الوليد قال : قوموا بنا إليه ، قال : فجاؤوا إليه فردوا عليه ذلك الكلام فقال : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فارجعوا ، ـ قال : فرجعوا ـ قال : فأبوا أن ينقادوا واستفزهم خالد ـ بن الوليد ، أ ـ ثالثة فقالوا له مثل ذلك الكلام فقال لهم : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوا ـ أمري ، ر ـ ؟ قالوا : بلى ، قال : فانزلوا بارك الله فيكم ليس عليكم بأس ، قال : فنزلوا وهم مرعوبين ، (1) قال : وما زال علي ـ عليه السلام ، ب ـ ليلته قائما يصلي حتى إذا كان في السحر قال لهم : اركبوا بارك الله فيكم ، قال : فركبوا واطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف ـ ر : فأشرف ـ عليهم قال لهم : انزعوا أكمة دوابكم قال : فشمت الخيل ريح الاناث قال : فصهلت يسمع ـ ب : فسمع ـ الخيل صهيل خيلهم ـ أ : خيولهم ـ فولوا هاربين ، قال : فقتل مقاتلهم ـ ب ، مقاتليهم ـ وسبى ذراريهم ، قال : فهبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله ـ أ ، ب : النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا محمد ( والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ) ـ لآية ، أ ، ب ـ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تخالط القوم ورب الكعبة ، قال : وجاءه البشارة .
  (1) فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري معنعنا : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وغيره ان النبي صلى الله عليه وآله أقرع بين أهل الصفة فبعث منهم ثمانين رجلا ومن غيرهم إلى بني سليم وولي عليهم وانهزموا مرة بعد مرة فلبث بذلك أياما يدعو عليهم ، قال : ثم دعا بلالا فقال له : ائتني ببردي النجراني وقبائي الخطية فأتاه بهما فدعا عليا (2) وبعثه في جيش إليهم وقال : لقد وجهته كرارا غير فرار ، قال : فسار علي (3) وخرج معه النبي صلى الله عليه وآله يشيعه فكأني أنظر إليه

--------------------
1 ـ أ : مرعوبون .
(1) وأخرج نحوه محمد بن العباس بسنده عن أبي جعفر عليه السلام .
في أ ، ب : الغفاري وغيره ( أ : وغيرهم ) رضي الله عنهم .
2 ـ في ( ر ) زيادة : فقعد عليا .
3 ـ ر : فسرع عليا . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 593 _

  ـ ر : إليهم ـ عند مسجد الاحزاب وعلي على فرس أشقر وهو يوصيه ثم ودعه (1) النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانصرف .
  قال : وسار علي فيمن معه متوجها نحو العراق وظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم (2) الوادي ثم جعل يسير الليل ويكمن النهار فلما دنا من القوم أمر أصحابه فعلموا الخيل وأوقفهم (3) وقال ـ أ ، ب : فقال ـ : لا تبرحوا إذا نبذ (4) بامامهم فرام بعض أصحابه الخلاف وأبى بعض حتى إذا طلع الفجر أغار عليهم علي فمنحه الله أكتافهم وأظهره عليهم ، فأنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله الآية : ( والعاديات ضبحا ) ، ـ قال ، أ ـ : فخرج النبي لصلاة الفجر وهو يقول : ضبح والله جمع القوم ثم صلى بالمسلمين فقرء : ( والعاديات ضبحا ) قال : فقتل منهم ماءة وعشرين رجلا وكان رئيس القوم الحارث بن بشر وسبى منهم ماءة وعشرين ناهدا ، وعلى سيدي السلام ! .
  فرات قال : حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا : عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : بينما نحن أجمع ما كنا (5) حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فانه كان في منبر في الحار ـ خ : بالجار ـ إذ أقبل أعرابي بدوي (6) يتخطا صفوف المهاجرين والانصار حتى جثى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول : السلام عليك ـ يا رسول الله ، ر ـ فداك أبي وأمي يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : وعليك السلام من أنت يا أعرابي ؟ قال : رجل من بني لجيم يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ماوراك يا أخا لجيم ؟ قال : يا رسول الله خلفت خثعما وقد تهيؤا وعبؤا كتائبهم وخلفت الرايات تخفق فوق رؤوسهم يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماءة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى أن لا يرجعوا حتى يردوا المدينة فيقتلونك ومن معك يا رسول الله .

--------------------
1 ـ أ ، ب : روحه ، خ ( خ ل ) : ودعه ، ر : ورحه .
2 ـ ر : فم الوادي ، ومثله في رواية محمد بن العباس .
3 ـ خ : فعكموا ، ب : قفلوا ، أ : فعلوا الجبل ، ب ، ر : وأقفوهم .
4 ـ ر : اوانبذ ، خ ( خ ل ) : وانتبذ .
5 ـ كذا في ( أ ) وفي ب : بينا ، وفي أ ، ر : أجمع كنا .
6 ـ ر : يدري . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 594 _

  قال : فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وآله حتى أبكى جميع أصحابه ثم قال : معاشر الناس سمعتم مقالة الاعرابي ؟ قالوا : كل قد سمعنا يا رسول الله ، قال : فمن منكم يخرج إلى هاؤلاء القوم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله الجنة ؟ قال : فوالله ما قال أحدنا ـ ب : أنا ـ يا رسول الله ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وآله على قدميه وهو يقول : معاشر أصحابي هل سمعتم مقالة الاعرابي ؟ قالوا : كل قد سمعنا يا رسول الله ، قال : فمن منكم يخرج إليهم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة ؟ قال : فوالله ما قال أحدنا ـ ب : أنا ـ يا رسول الله ، قال : فبينما النبي ـ صلى الله عليه وآله ، أ ـ واقف إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إلى النبي ـ وهو ، أ ـ واقف ودموعه تنحدر كأنها جمان انقطع سلكه (1) على خديه لم يتمالك أن رمى ـ أ : يرمى ـ بنفسه عن بعيره إلى الارض ثم أقبل يسعى نحو النبي صلى الله عليه وآله يمسح بردائه الدموع عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : ما الذي أبكاك لا أبكى الله عينيك يا حبيب الله هل نزل في أمتك شئ من السماء ؟ قال : يا علي ما نزل فيهم إلا خير ولكن هذا الاعرابي حدثني عن رجال خثعم بأنهم قد عبؤا كتائبهم وخفقت الرايات فوق رؤوسهم ، يكذبون قولي ويزعمون بأنهم لا يعرفون ربي يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماءة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى لا يرجعون حتى يردوا المدينة فيقتلوني ومن معي واني قلت لاصحابي : من منكم يخرج إلا هاؤلاء القوم من قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله أن يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة .
  فقال علي عليه السلام : فداك أبي وأمي يا رسول الله صف لي هذه القصور ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي بناء هذه القصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الاذفر والعنبر ، حصباؤها ـ ب : حصاها ـ الدر والياقوت ترابها الزعفران وكثيبها الكافور ، في صحن كل قصر من هذه القصور أربعة أنهار نهر من عسل ونهر من خمر ونهر من لبن ونهر من ماء ، محفوف بالاشجار ، والمرجان على حافتي ـ أ ، ب ، ر : حاوى ـ كل

--------------------
1 ـ الجمان : اللؤلؤ ، والسلك الخيط الذي ينظم فيه وفي ب : سالكه ، أ : مسالكه ، وفي أ : على غدته ، ب : غلابه ر : غديه ، والمثبت من خ . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 595 _

  نهر من هذه الانهار ، وخلق فيها خيمة من درة بيضاء لا قطع فيها ولا فصل قال لها كوني فكانت ، يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها ، في كل خيمة سرير مفضض بالياقوت الاحمر ، قوائمه من الزبرجد الاخضر ، على كل سرير حوراء من الحور العين ، على كل حوراء سبعون حلة خضراء وسبعون حلة صفراء ، يرى مخ ساقها خلف عظامها وجلدها وحليها وحللها كما ترى الخمرة ! الصافية في الزجاجة البيضاء ، مكللة بالجوهر ، لكل حوراء سبعون ذوابة كل ذوابة بيد وصيف ، وبيد كل وصيف مجمر ـ خ : مجمرة ـ تبخر تلك ـ ر : بتلك ـ الذوابة ، يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار ولكن بقدرة الجبار .
  قال : فقال علي ـ عليه السلام ، ر ـ : فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا لهم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي هذا لك وأنت له ، انجد إلى القوم ، فجهزه رسول الله ـ أ : النبي ـ صلى الله عليه وآله في خمسين وماءة (1) رجل من الانصار والمهاجرين فقام ابن عباس ! رضي الله عنه وقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله تجهز ابن عمي في خمسين و ماءة رجل من العرب إلى خمسماءة رجل وفيهم الحارث بن مكيدة يعد بخمسماءة فارس ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وآله : امط عني يا ابن عباس فوالذي بعثني بالحق لو كانوا على عدد الثرى وعلي وحده لاعطى الله عليا عليهم النصرة (2) حتى يأتينا بسبيهم أجمعين ، فجهزه النبي وهو يقول : إذهب يا حبيبي حفظ الله من تحتك ومن فوقك وعن يمينك وعن شمالك والله خليفتي عليك ، فسار علي بمن معه حتى نزلوا بواد خلف المدينة بثلاثة أميال يقال له : وادي ذي خشب ، قال : فوردوا الوادي ليلا فضلوا الطريق قال : فرفع علي رأسه إلى السماء وهو يقول : يا مهدي كل ضال ويا منقذ كل غريق ويا مفرج كل مغموم ، لا تقو علينا ظالما ولا تظفر بنا عدونا واهدنا إلى سبيل الرشاد ، قال : فاذا الخيل تقدح بحوافرها من الحجارة النار حتى عرفوا الطريق فسلكوه فأنزل الله ـ تعالى ، ر ـ على نبيه محمد صلى الله عليه وآله : ( والعاديات ضبحا ) يعني الخيل ( فالموريات قدحا ) قال : قدحت الخيل بحوافرها من الحجارة النار ( فالمغيرات صبحا ) قال :

--------------------
1 ـ كذا في ( خ ) وفي أ : خمس مائة ، ر : خمسين ماءة ، ب : خمسمائة ، ومثله في الموارد الآتية ، والمثبت أنسب .
2 ـ كذا في ب ، وفي أ : لاعطى عليا عليهم النصر ، ر : لاعطى الله عليهم النصر . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 596 _

  صبحهم علي مع طلوع الفجر وكان لا يسبقه أحد إلى الاذان فلما سمع المشركون الاذان قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون راع في رؤوس هذه الجبال يذكر الله ، فلما أن قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون الراعي من أصحاب الساحر الكذاب وكان علي ـ عليه السلام ، ر ـ لا يقاتل حتى تطلع الشمس وتنزل ملائكة النهار ، قال : فلما أن ترجل النهار التفت علي إلى صاحب راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : ارفعها ، فلما ان رفعها ورآها المشركون عرفوها وقال بعضهم لبعض : هذا عدوكم الذي جئتم تطلبونه ، هذا محمد وأصحابه ، قال : قال : فخرج غلام من المشركين من أشدهم بأسا واكثرهم كفرا فنادى أصحاب (1) النبي ـ صلى الله عليه وآله ، أ ، ب ـ : يا أصحاب الساحر الكذاب أيكم محمد فليبرز إلي فخرج إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول : ثكلتك أمك وأنت (2) الساحر الكذاب ، محمد جاء بالحق من عند الحق ، قال له : من أنت ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب أخو رسول الله وابن عمه وزوج ابنته ، قال : لك هذه المنزلة من محمد ؟ قال له علي : نعم ، قال : فأنت ومحمد شرع واحد ما كنت أبالي لقيتك أو لقيت محمدا ـ قال ، ب ـ ثم شد على علي وهو يقول :

لاقـيت لـيثا يـا عـلي iiضيغما      قرما كريما في الوغى مشرما (3)
لـيثا  شـديدا مـن رجلا iiخثعما      يـنصر  ديـنا مـعلما ومـحكما
مـن  يـلقني يلق غلاما طال iiما      كـاد الـقروم فـأتته سـلما (4)ii
فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
لاقـيت  قرما هاشميا iiضيغما      لـيثا  شـديدا فـي iiالـوغى
غشمشما أنا علي سأبين خثعما      بـكل خـطي يرى النقع iiدما
وكل صارم ضروب قمما (5)ii
  ـ قال ، ب ـ : ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلف بينهما ضربتان فضربه

--------------------
1 ـ أ ، ب : يا أصحاب .
2 ـ ر : أنت .
3 ـ ر : مشمرا .
4 ـ ر : كاد القرن ، ب : كاد لقرن ، ن : وانتما مسلما ، والقرن والقرم بمعنى والقروم بضم القاف جمع القرم .
5 ـ ر : قرنا ، ن : خدشمي ، بدل هاشمى ، ر : سائر ، ب : فسابتر ، أ : قشعما ، أ ، ب : تضرب فيقما ، ر : صار من يتب ضرب فيغما . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 597 _

  علي ـ عليه السلام ، أ ـ ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز ؟ فبرز أخ للمقتول وهو يقول : أقسم باللات والعزى قسم * إنى لدى الحرب صبور ما ارم من يلقني أذقه أنواع الالم (1) فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
بالله ربــي انـني iiلاقـسم      قـسم حـق لـيس فيه iiمأثم
انكم من شرنا لن تسلموا (2)
  وحمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز ؟ فبرز له الحارث بن مكيدة وكان صاحب الجمع وهو يعد بخمسماءة فارس وهو الذي أنزل الله تعالى فيه : ( إن الانسان لربه لكنود ) قال : كفور ( وإنه على ذلك لشهيد ) قال : شهيد عليه بالكفر ( وإنه لحب الخير لشديد ) قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يعني باتباعه محمدا صلى الله عليه وآله ، قال : فبرز الحارث وهو يحرض (3) على الله وعلى رسوله وهو يقوله :
لانـصرن اللات نصرا iiحقا      بكل  عضب وازال الحلقا ii!
بكل صارم يرى منعقا ! (4)
  فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
أذودكــم  بالله عـن iiمـحمد      بـقلب سـيف قـاطع iiمـهند
أرجو بذاك الفوز يوما ارد (5)      عـلى إلـهي والـشفيع iiأحمد
  ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة قتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادي علي : هل من مبارز ؟ فبرز إليه ابن عم له ـ ر : ابن عمه ـ يقال له : عمرو بن الفتاك وهو يقول :

--------------------
1 ـ ر : يصور ما ارم ، أ ، ب : جل الالم ، ر : جرا ، والمثبت من ط النجف .
2 ـ أ : ألا أنا بالله أقسم ، ر : انا بالله ربي اقسم ، ب : عين حق ، ب : من بأسنا .
3 ـ أ ، ر : يحرص .
4 ـ كذا في ب ، ر ، وفي أ : لان اللات ... عضيب ... الخلقا ... ضعقا ، وفي ط النجف : إن لنصراللات عندي حقا ، بكل صارم يريكم صعقا وكل خطي يزيل الحلقا .
5 ـ خ : يوم المورد ، أ ، ر : يوم اردا . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 598 _

  إني عمرو ، وأبي الفتاك * ونصل سيف بيدي هتاك يقطع رأسا لم يزل كذاك ! (1) فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
فـهـاكها مـترعة iiدهـاقا      كـاس دهاق مزجت iiزعاقا
إني أنا المرء الذي إن لاقى      أقـد هـاما وأجذ ساقا (2)ii
  ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز ؟ فلم يبرز إليه أحد فشد أمير المؤمنين عليه السلام حتى توسط جمعهم فذلك قول الله : ( فوسطن به جمعا ) فقتل علي مقاتلهم ـ أ : مقاتليهم ـ وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وأقبل بسبيهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبلغ ذلك النبي فخرج وجميع أصحابه حتى استقبل عليا على ثلاثة أميال من المدينة وأقبل النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ، أ ، ب ـ يمسح الغبار عن وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بردائه ويقبل بين عينيه ويبكي وهو يقول : الحمدلله يا علي الذي شد بك أزري وقوى بك ظهري يا علي انني ـ أ : فإنني ـ سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ (3) أن يشرك هارون في أمره وقد سألت ربي أن يشد بك أزري ، ثم التفت إلى أصحابه وهو يقول : معاشر أصحابي لا تلوموني في حب ـ أ : حبي ـ علي بن أبي طالب فانما حبي عليا من أمر الله والله أمرني ان أحب عليا وأدنيه ، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحبه الله وكان حقيقا ـ ب : حقا ـ على الله أن يسكن محبيه الجنة ، يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه الله ولعنه ، وكان حقيقا ـ ب : حقا ـ على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يقبل منه صرف ولا عدل ولا إجارة (4) .

--------------------
1 ـ ب : أ : يقال له عمرو بن أبي الفتاك ب : إني عمرو بن أبي ، أ ، ر : بيدى نصل سيف ، وفى ط النجف : وفي يدي مخذم بتاك أطلب حقي إن أتى العراك ، وفي أ ، ر : أقطع به الرؤوس لم أزل كذاك .
2 ـ ر ، ب : يفاكها ، أ : كاش ، ب ، أ ، ر : إني امرؤ إذا ، أ ، ب : مال آقا ، أ : أقد لهام ، ر ، ب : اقد الهام ، ب ، ر ، أ : وأجد ، وفي ط النجف : دونكها ... كأسا سلافا ... يقد ... ويجد .
3 ـ من ( ر ) وفى أ ( ع ) .
4 ـ أجار إجارة : أنقذه وأغاثه من العذاب ، وفي أ ، ر : ولاجارة ، وفي ( ب ) جعله في أول الحديث التالي فصار هكذا : وفى اجازة عبدالله ... ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 899 _

  ـ فرات قال : حدثني ـ عبدالله بن بحر بن طيفور معنعنا : عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله ـ تبارك و ، أ ـ تعالى : ( والعاديات ضبحا ) قال : هذه السورة في أهل وادي (1) اليابس ، قيل : يا ابن رسول الله وما كان حالهم وقصتهم ؟ قال : إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس وتعاهدوا وتعاقدوا أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على خلق واحد ويقتلون محمدا وعليا ، فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقصتهم وما تعاهدوا عليه وتواثقوا ـ ر ، ق : وتوافقوا ـ وأمره أن يبعث أبابكر إليهم ـ ر : عليهم ـ في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمدالله ـ تعالى ، ر ـ وأثنى عليه ثم قال : يامعشر المهاجرين والانصار إن جبرئيل عليه السلام أخبرني ان أهل الوادي ! اليابس ـ في ، ب ـ اثنى عشر ألف فارس قد استعدوا وتعاهدوا وتواثقوا ـ ر : وتوافقوا ـ أن لا يغدر رجل بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني أو (2) يقتلون أخي علي ـ بن أبي طالب ـ وأمرني أن أسير إليهم أبابكر في أربعة آلاف فارس ، فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله ، فأخذ المسلمون عدتهم وتهيأوا وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبابكر بأمر وكان فيما أمره به : ان اذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوه وإلا واقعهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم ، فمضى أبوبكر ومن معه من المهاجرين والانصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسيربهم (3) سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل الوادي اليابس فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزول أبي بكر وأصحابه قريبا منهم خرج (4) إليهم من وادي اليابس ماءتا رجل مدججين في السلاح فلما صاد فوهم قالوا لهم : من أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج إليهم أبوبكر ونفر من المسلمين فقال لهم أبوبكر : اناصاحب رسول الله

--------------------
1 ـ ر : الوادي ، ومثله في المورد الآتي .
2 ـ ب : و .
3 ـ ر : يسيرون ببدء ، أ : يسير يبدء .
4 ـ أ ، ر : نزل القوم عليهم ونزل أبو ... فخرج . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 600 _

  ـ ص . ب ـ فقالوا : ما أقدمك علينا ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أعرض عليكم الاسلام ـ و ، ب ـ أن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا وبينكم ، قالوا له : أما واللات والعزى لولا رحم بيننا وبينك و قرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك حتى يكون ـ ب : تكون ـ حديثا لمن يأتي بعدكم ارجع أنت ـ وأصحابك ، أ ، ب ـ ومن معك وارغبوا في العافية فانا نريد صاحبكم ـ بعينه ، أ ، ب ـ وأخاه علي بن أبي طالب ، فقال أبوبكر لاصحابه : ياقوم ـ إن القوم ، ب ـ أكثر منا أضعافا وأعد منكم عدة وقد نأت داركم ـ ر : دياركم ـ عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحال القوم ، فقالوا له جميعا : خالفت يا أبابكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أمرت به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إني أعلم مالا تعلمون والشاهد يرى مالا يرى ـ ب : يراه ـ الغائب ، فانصرف الناس وانصرفوا أجمعين ، فأخبر جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله بما قال ( ب : بمقالة ) القوم ومارد عليهم أبوبكر فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا أبابكر خالفت ـ أمري ، ب ـ ولم تفعل ما أمرتك ـ به ، ب ـ وكنت لي عاصيا فيما أمرتك ، فقام النبي صلى الله عليه وآله ـ وصعد المنبر ـ فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : يا معاشر ـ ب : معشر ـ المسلمين إني أمرت أبابكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس وأن يعرض عليهم الاسلام ويدعوهم إلى الله وإلي فان أجابوا وإلا واقعهم وانه سار إليهم فخرج إليه منهم ماءتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انفتح سحره ـ ب ، ق : انتفخ صدره ـ ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري وإن جبرئيل عليه السلام أمرني عن الله ـ تبارك و ، أ ، تعالى ، أ ، ب ـ أن ابعث عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر باسم الله ولا تعمل ما عمل أبوبكر أخوك فانه قد عصى الله وعصاني ، وأمره بما أمر به أبابكر ، فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصد بهم في مسيره ـ ر : سيره ـ حتى شارف القوم ـ فكان قريبا ، أ ، ر ـ حيث يراهم ويرونه حتى خرج إليهم ماءتا رجل من ـ أهل ، ب ـ وادى اليابس فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف عنهم وانصرف الناس معه وكاد أن يطير قلبه لما رأس من نجدة القوم وجمعهم ورجع ، فنزل جبرئيل عليه السلام ـ على النبي صلى الله عليه وآله وأخبره ، ب ـ بما

تفسير الفرات الكوفي _ 601 _

  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 601 سطر 1 الى ص 610 سطر 6
  صنع عمر وانه قد انصرف المسلمون معه فصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فحمدالله ـ تعالى ، ر ـ وأثنى عليه وأخبر ـ هم ، ب ـ بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف بالمسلين معه مخالفا لامري عاصيا لقولي فقام ـ ق : فقدم ـ إليه عمر ، وأخبره ـ بمثل ما أخبره به صاحبه ، ب ـ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : يا عمر قد عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت أمري وعملت (1) برأيك ألا قبح الله رأيك وإن جبرئيل عليه السلام أمرني عن الله أن ابعث علي بن أبي طالب عليه السلام في هاؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله تعالى يفتح عليه وعلى أصحابه ، ثم نزل فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأوصاه بما أوصى به أبابكر وعمر وأصحابه أربعة آلاف فارس وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه ، فخرج علي عليه السلام ومعه المهاجرون والانصار فسار بهم ـ سيرا غير ، ب ـ سير أبي بكر وعمر وذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن يتقطعوا من التعب وتحفى دوابهم فقال لهم : لا تخافوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني بأمر وأنا منته إلى أمره ، وأخبرني أن الله تبارك وتعالى سيفتح علي وعليكم ، ابشروا فانكم غادون إلى خير ، فطابت أنفسهم وسكنت قلوبهم فساروا كل ذلك في السير والتعب الشديد حتى باتوا قريبا منهم حيث يراهم ويرونه وأمر أصحابه أن ينزلوا وسمع أهل الوادي اليابس بقدوم علي بن أبي طالب عليه السلام فخرج منهم إليه ماءتا فارس شاكين في السلاح فلما رآهم علي عليه السلام خرج ـ ر ، أ : فخرج ـ إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم : من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون ؟ قال : أنا أمير المؤمنين ! علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه ورسوله إليكم أن ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا ( عبده ورسوله ) ـ ر : رسول الله ـ ولكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من الخير والشر ، فقالوا : إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك وما أردت ـ خ ، ر : عرضت ـ ، وهذا الامر ـ خ ، ر : أمر ـ لا يوافقنا وتبا لك ولاصحابك وخذ حذرك واستعد للحرب ولكنا قاتلوك وقاتلو أصحابك ، والموعد فيما بيننا وبينكم غدا سحرا ـ ب : ضحوة ـ و قد أعذرنا فيما بيننا وبينكم .
  فقال لهم علي عليه السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم ؟ ! ! وأنا أستعين

--------------------
1 ـ كذا في ( ب ) وفي أ : وتجليت ، ر : وتجلست . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 602 _

  بالله وملائكته وبالمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فانصرفوا إلى مراكزهم ـ ر : مراكزكم ـ وانصرف علي إلى مركزه ، فلما جنه الليل أمر علي أصحابه أن يحسو دوابهم (1) ويقضمونها و ـ ويحبسونها ، أ ، ر ـ ويسرجونها ، فلما أسفر عمود الصبح صلى بالناس بغلس فمر ـ خ : ثم غار ـ عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى توطأتهم (2) الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم وأقبل بالاسارى والاموال معه ، ونزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي ـ ب : رسول الله صلى الله عليه وآله ـ بما فتح الله على ـ يدي ، أ ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله تعالى على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم إلا رجلان ، فخرج النبي صلى الله عليه وآله يستقبل عليا وجميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ـ ثلاثة ، أ ، ب ـ أميال من المدينة فلما رآه علي مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي صلى الله عليه وآله حتى التزمه وقبل النبي ـ صلى الله عليه وآله ، ب ـ بين عينيه ونزل جماعة المسلمين إلى علي حيث نزل النبي صلى الله عليه وآله وأقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله تعالى من أهل الوادي ـ ب : وادى ـ اليابس ، ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام : فما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون خيبر فانها مثل خيبر وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم : ( والعاديات ضبحا ) يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحا ـ خ : ضبحتها ، ق : صيحتها ـ في أعنتها ولجمها ، ( فالموريات قدحا ) قال : قدحت الخيل ، ( فالمغيرات صبحا ) أخبرك انها أغارت عليها صبحا ، ( فأثرن به نقعا ) يعني بالخيل أثرن بالوادي نقعا ، ( فوسطن به جمعا ) : جمع القوم ، ( إن الانسان لربه لكنود ) قال : لكفور (3) ( وإنه على ذلك لشهيد ) قال : يعنيهما جميعا قد شهدا جمع وادي ـ أ : الوادي ـ اليابس وتمنيا الحياة ، ( وإنه لحب الخير لشديد ) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير ) قال :

--------------------
1 ـ ب : يحسنوا ، ر ، ب : إلى دوابهم .
2 ـ خ : وطأتهم ، أ : توطأهم ، ر : توطنهم .
3 ـ ر : أي هو الكفور ، ا ، ب : وهو الكفور ، والمثبت من خ . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 603 _

  نزلت هاتان الآيتان فيهما خاصة كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به فأخبر الله تعالى خبرهما ، فهذه قصة أهل وادى ـ ر : الوادى ـ اليابس وتفسير السورة . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 605 _

  ( ومن سورة ألهاكم ) (1)
  ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ ) 8
  (1) قال ـ حدثنا ـ أبوالقاسم العلوي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ـ قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثنا الحسن بن محمد المزنى قال : حدثنا الحسن بن الحسين ، ش ـ : عن أبي حفص الصائغ قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : في قول الله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : نحن من النعيم الذي ذكر الله ثم قال ( قرء ) جعفر : ( وإذ تقول للذي أنعم الله وأنعمت عليه ) ـ 37 / أحزاب ـ .
  (2) فرات قال : حدثني محمد بن الحسن معنعنا : عن حنان بن سدير قال : حدثني أبي قال : كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام .

--------------------
1 ـ ب : التكاثر .
(1) ورواه عنه الحسكاني في الشواهد بعد روايته مثله عن السبيعي عن علي بن العباس المقانعي عن جعفر بن محمد بن الحسين عن حسن بن حسين ، ورواه الشيخ الطوسي في أماليه بسنده إلى ابن عقدة عن جعفر بن علي بن نجيح عن حسن بن حسين ، ورواه محمد بن العباس عن احمد بن محمد الوراق عن جعفر بن علي ، وبهذا المعنى روايات عديدة ، في أ : عن ابي عبدالله جعفر الصادق قال سمعت جعفر يقول في قوله تعالى ، وفي ب : قال سمعت أبا جعفر يقول في قوله تعالى ، والمثبت من ر ، ش ، وفي المخطوطة اليمنية من الشواهد الحسن بن أحمد المزني ، أبوحفص عمر بن راشد عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام . ( * )
(2) الكافي : عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة عنه ... نحوه في المعنى . وروى الكليني أيضا نحوه عن الباقر عليه السلام .

تفسير الفرات الكوفي _ 606 _

  فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما (1) مثله قط فقال لي : يا سدير كيف رأيت طعامنا هذا ؟ قلت : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أكلت مثله قط ولا أظن آكل أبدا مثله ، ثم إن عيني تغرغرت فبكيت فقال : ياسدير ما يبكيك ؟ قلت : يا ابن رسول الله ذكرت آية في كتاب الله ـ تعالى ، أ ـ قال : وما هي ؟ قلت : قول الله في كتابه : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) فخفت أن يكون هذا الطعام ـ من النعيم ـ الذي يسألنا الله عنه ، فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال : يا سدير لا تسأل عن طعام طيب ولا ثوب لين ولا رائحة طيبة ، بل لنا خلق وله خلقنا ولنعمل فيه بالطاعة ، قلت له : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما النعيم ؟ قال : حب علي وعترته يسألهم الله يوم القيامة : كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته .
  (1) فرات قال : حدثني علي بن محمد بن مخلد الجعفي ـ قال : حدثنا إبراهيم بن سليمان قال : حدثنا عبيد بن عبدالرحمان التيمي ـ : عن أبي حفص الصائغ قال : قال عبدالله بن الحسن : يا أباحفص ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : ـ عن ـ ولايتنا والله يا أبا حفص .

--------------------
1 ـ لعل هذا هو الصواب وفي أ ، ب ، ر : فأكلت طعاما ما أكلت مثله ، وفي ر : ما أكلت طعاما مثله ، والظاهر انه اشتبه على الناسخ .
(1) رواه عنه الحسكاني في الشواهد وما بين المعقوفين منه . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 607 _

  ( ومن سورة العصر )
  (1) قال : حدثنا أبوالقاسم العلوي قال : حدثنا فرات معنعنا : عن أبي عبدالله ـ الصادق ، أ ـ عليه السلام في قوله ـ ر : قول الله ـ تعالى : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) قال : استثنى الله تعالى أهل صفوته من خلقه حيث قال : ( إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أدوا الفرائض ( وتواصوا بالحق ) الولاية وأوصوا ذراريهم ومن خلفوا بالولاية وبالصبر عليها .

--------------------
(1) ورواه محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفربن عبدالله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبدالله المشرقاني عن عبدالله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبدالله في قوله عزوجل ( إلا الذين ... ) قال : استثنى الله سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال : ( إن الانسان ... آمنوا ) بولاية أمير المؤمنين علي ( ع ) ( وعملوا الصالحات ) أي ادوا الفرائض ( وتواصوا بالحق ) أي بالولاية ( وتواصوا بالصبر ) أي وصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها ، ورواه القمي عن محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن ابي عبدالله ... مثله تقريبا ، أ ، ب : صدق الله العظيم ، لنهاية الحديث والسورة . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 609 _

  ( ومن سورة الكوثر )
  (1) قال : حدثنا أبوالقاسم العلوي قال : حدثنا فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا : عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : لما أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله : ( إنا أعطيناك الكوثر ) قال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يا رسول الله لقد شرف الله هذا النهر وكرمه فانعته لنا ؟ قال : نعم يا علي الكوثر نهر يجري من تحت عرش الله ، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ، حصاه ـ ر : حصباؤه ـ الدر والياقوت والمرجان ، ترابه المسك الاذفر وحشيشه الزعفران ، سنخ قوائمه عرش رب العالمين ، ثمره كأمثال القلال من الزبرجد الاخضر والياقوت الاحمر والدر الابيض ـ ر ، ا : ودر أبيض ـ يستبين ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره ، فبكى النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه ثم ضرب بيده إلى علي بن أبي طالب ـ 2 : على جنبي ـ فقال : ـ أما ، 2 ـ والله يا علي ما هولي وحدي وإنما هولي ولك ولمحبيك من بعدي .
  (2) فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :

--------------------
(1) هذه الرواية تكررت في الكتاب وكانت الاولى في سورة البينة تحت الرقم 9 ومزنا له ب (1) وللثانية ب (2) ، وشيخ المصنف كان مذكورا في الاولى دون الثانية .
(2) وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبوداود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس ... ختمها قال : هل تدرون ما الكوثر ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترده أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول : يا رب انه من أمتي ؟ ! فيقال : انك لا تدري ما أحدث بعدك ، وأخرج مسلم والبيهقي من وجه آخر بلفظه ثم رفع رأسه فقرأ إلى آخر السورة ، الدر المنثور . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 610 _

  عن المختار بن فلفل قال : سمعت عن أنس يقول : أغفا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اغفاءة فرفع رأسه متبسما فقال لهم وقالوا له : يا رسول الله لم ضحكت ؟ قال ـ رسول الله ، أ ، صلى الله عليه وآله ، أ ، ب ـ أنزلت ـ أ : أنزل ، ب : نزلت ـ علي آنفا سورة فقرأها ( بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك ... ) حتى ختمها .

--------------------
=
المختار ... المخزومي له ترجمة في التهذيب وثقه جماعة وضعفه بعض . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 611 _

  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 611 سطر 1 الى ص 620 سطر 9
  ( ومن سورة الكافرون )
  (1) قال : حدثنا أبوالقاسم الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا محمد بن الحسن بن إبراهيم قال : حدثنا علوان بن محمد قال : حدثنا داود بن أبي داود عن أبيه قال : حدثنا أبوحفص الصائغ : عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) ـ 74 / اسراء ـ قال : تفسيرها قال قومه تعال حتى نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة ، قال : فأنزل الله عليه : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ) إلى آخر السورة .

--------------------
(1) وفي القمي رواية نحوها .
داود بن أبي داود روى في الكافى عن رجل عن الرضا وعنه أحمد بن أبي عبدالله ، ر ، أ : قالوا قومه . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 613 _

  ( ومن سورة الفتح (1) )
  (1) قال ـ حدثنا ـ أبوالقاسم العلوي قال : حدثنا فرات معنعنا : عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن شئ أمرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الانصاري رضي الله عنهما فلما نزلت ـ الآية ، ر ـ ( إذا جاء نصر الله والفتح ) وعلمنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد نعيت إليه نفسه قلنا لسلمان : سل رسول الله صلى الله عليه وآله من نسند إليه أمرنا و ـ ر : أو ـ يكون إليه مفزعنا ومن أحب الناس إليه فلقيه فسأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ـ ثلاث مرات ـ فخشي سلمان أن يكون النبي صلى الله عليه وآله قد مقته ووجد في نفسه فلما كان بعد لقيه فقال : يا سلمان ياأبا عبدالله ألا أنبئك عما كنت سألتني ؟ قال : بلى يا رسول الله إني خشيت أن تكون قد مقتني و ـ ر : أو ـ وجدت في نفسك علي ، قال : كلا ـ ن : كان ـ يا سلمان إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
  فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي معنعنا : عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ) يقول : على

--------------------
1 ـ ب : النصر .
(1) أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ح 155 من ترجمة أمير المؤمنين ، وأخرج الشطر الاخير الخطيب في المؤتلف وابن حبان في الضعفاء في ترجمة مطر بن ميمون وابن عساكر بأسانيد ح 156 وتواليه . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 614 _

  الاعداء من قريش وغيرهم والفتح فتح مكة ( ورأيت الناس ) يقول الاحياء ( يدخلون في دين الله أفواجا ) يقول : جماعات وقبل ذلك إنما كان يدخل الواحد بعد الواحد فقيل إذا رأيت الاحياء تدخل جماعات في الدين فانك ميت ، نعيت إليه نفسه ( فسبح بحمد ربك ) يقول : فصل بأمربك ( واستغفره إنه كان توابا ) يقول : متجاوزا .
  (1) فرات قال : حدثنا أبوالحسن علي بن الحسن بن الحسين الدوسي الرقي معنعنا : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه السورة دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام فقال : إنه قد نعيت إلى نفسي فبكت فقال : لا تبكين فانك أول أهلي لحاقا ـ أ : لحوقا ـ بي فضحكت .
  (2) فرات قال : حدثني علي بن محمد بن إسماعيل الخزاز الهمداني معنعنا : عن زيد ! ـ قال ـ رجل كان قد أدرك ستة أو سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا ! : لما نزل : ( إذا جاء نصرالله والفتح ) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي يا فاطمة ـ بنت محمد ، أ ، ب ـ ( قد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ) فسبحان ربي وبحمده واستغفر ربي ( إنه كان توابا ) .
  يا علي إن الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة من بعدي فقال علي بن أبي

--------------------
(1) الدر المنثور : وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إذا جاء ... ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فقال : انه قد نعيت إلي نفسي ، أ : الدوبي ، ر : البرقي ( ظ ) .
(2) ورواه الشيخ الطوسى والمفيد في الامالي بوجه أحسن وأكثر تفصيلا بسندهما إلى محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده ، وأخرجه الطبراني عن ابن عباس مع بعض المغايرات وخاصة في الذيل ، وأخرجه أبوجعفر الكوفي في المناقب عن أبي أحمد عن عبدالله بن محمد عن عبدالله بن الصباح بن ضمرة عن مطرف بن مازن عن إبراهيم بن أبي يحيى عن عمرو بن عبيد عن حفص بن سالم البصري عن شيخ قد أدرك سبعة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قال : لما نزل رسول الله من حنين ( ظ ) نزلت عليه ( إذا ... توابا ) قال : يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة بنت محمد قد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس ... توابا ، يا علي لك الله ـ ظ ـ قضى الجهاد على المؤمنين ، وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس مع الاقتصار على الشطر الاول كما في الدر المنثور ، ن : الفئة من بعدي ، أ : البشرى قال علي أعد يوم القيامة خصومتك ، ب ، ر : البشرى يوم القيامة قال علي أعد خصومتك . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 615 _

  طالب : يا رسول الله وكيف نجاهد المؤمنين الذين يقولون في فتنتهم آمنا ؟ قال : يجاهدون على الاحداث في الدين إذا عملوا بالرأي في الدين ولا رأي في الدين إنما الدين من الرب أمره ونهيه .
  قال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا رسول الله أرأيت إذا نزل بنا أمر ليس فيه كتاب ولا سنة منك ما نعمل فيه ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسم : اجعلوه شورى بين المؤمنين ولا تقصرونه بأمر خاصة .
  قال أمير المؤمنين : يا رسول الله انك قد قلت لي ـ حين خزلت عني الشهادة واستشهد من استشهد من المؤمنين يوم أحد : الشهادة من ورائك ؟ قال ـ ب : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ، أ ، ب ـ : فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا ؟ ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأسه ولحيته ـ ثم ، ر ـ قال علي : يا رسول الله ليس حينئذ هو من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى قال علي ! أعد خصومتك فانك مخاصم قومك يوم القيامة . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 617 _

  ( ومن سورة الاخلاص )
  (1) قال ـ حدثنا ـ أبوالقاسم قال : حدثنا فرات قال : حدثنا إبراهيم بن بنان قال : حدثنا أحمد بن زفر العنبري قال : حدثنا علي بن عبدالمجيد ـ ب : الحميد ـ المفسر الواسطي قال : حدثنا حمزة بن بهرام عن حماد عن مقاتل عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : إن قريشا سألوا النبي صلى الله عليه وآله منهم جبير بن مطعم وأبوجهل بن هشام ورؤوسا ـ خ ل : ورؤساء ـ من قريش : يا محمد أخبرنا عن ربك من أي شئ هو ؟ من خشب أم من نحاس أم من حديد ؟ ! وقالت اليهود : إنه قد انزل نعته في التوراة فأخبرنا عنه ؟ فأنزل الله ـ تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله ، ر ـ ( قل هو الله أحد الله الصمد ) يعني الصمد الذي لا جوف له ، وقال بعضهم : الصمد السيد الذي يسند إليه الاشياء ( لم يلد ولم يولد ) قال : وذلك ان المشركين قالوا : الملائكة بنات الله وقالت اليهود : عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله فأنزل الله ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) ـ يعني ، ر ، ب : أي ـ لا مثل له في الالهية ولا ضد له ولاند له ولا شبه له ولا شريك له لا إله إلا الله ، قال أبوجعفر ! عليه السلام : هي مكية نزلت ـ ر : فنزلت ـ ، ب : فنزل ـ .

--------------------
(1) وفي تفسير القمي والدر المنثور شواهد لهذا الحديث .
حمزة بن بهرام البلخي العامري ذكره ابن حبان في الثقات وقال : يروي المقاطيع ، وفي ن : حماد بن مقاتل والتصويب منا وحماد هو ابن قيراط ظاهرا المترجم في التهذيب و مقاتل هو ابن سليمان مترجم في التهذيب ضعفه الكثير ووثقه آخرون . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 619 _

  ( ومن سورة الفلق )
  (1) قال أبوالخير ـ مقداد بن علي ـ حدثنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمد بن عبدالرحمان العلوي الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن عمرو ـ ب : عمر ـ الخراز ( الخزاز ) قال : حدثنا إبراهيم يعني ابن محمد بن ميمون ـ عن عيسى يعني ابن محمد عن ـ أبيه عن ـ جده : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبدالله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر فعقدوه له في إحدى عشر عقدة ثم جعلوه في جف من طلع ـ قال : يعني قشور اللوز ـ ر : الكف ! ـ ثم أدخلوه في بئر بواد ـ أ : وادى ـ في المدينة ـ أ : بالمدينة ـ في مراقي البئر تحت راعوفة ـ يعني الحجر الخارج ـ فأقام النبي صلى الله عليه وآله ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء ! ! فنزل عليه جبرئيل عليه السلام ونزل معه بالمعوذتين ـ ن : بالمعوذات ـ فقال له : يا محمد ما شأنك ؟ قال : ما أدري أنا بالحال الذي ترى ! فقال : إن ـ ر : قال : فان ـ أم عبدالله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر ـ و ـ حيث هو ، ثم قرء جبرئيل عليه السلام : ( بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك فانحلت عقدة ثم لم يزل يقرء آية ويقرء النبي

--------------------
(1) وللحديث شواهد كثيرة في الدر المنثور وقد قال أمين الاسلام الطبرسي بعد نقله القصة ما ملخصه : وهذا لا يجوز لانه من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله و ( قد ) أبى الله سبحانه ذلك ، ابراهيم بن محمد بن ميمون من أجلاد الشيعة كما في لسان الميزان ، وعيسى هو ابن عبدالله بن محمد العلوي العمري ظاهرا . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 620 _

  صلى الله عليه وآله وتنحل عقدة حتى أقرأها عليه إحدى عشر آية وانحلت إحدى عشر عقدة وجلس النبي ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما جاء به ـ ر : أخبره ـ جبرئيل ـ به ، ر ـ وقال ـ له ، ب ـ : انطلق فأتني بالسحر فخرج علي فجاء به فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله فنقض ثم تفل ـ أ : ثقل ـ عليه وأرسل إلى لبيد بن أعصم وأم عبدالله اليهودية فقال : ما دعاكم إلى ما صنعتم ؟ ! ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله على لبيد وقال : لا أخرجك الله من الدنيا سالما قال : وكان موسرا كثير المال فمر به غلام يسعى في أذنه قرط قيمته دينار فجاذبه فخرم أذن الصبي فأخذ وقطعت يده فمات من وقته ـ ب ، ر : وقتها ـ . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 621 _

  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 621 سطر 1 الى ص 622 سطر 4
  ( ومن سورة الناس )
  (1) قال : حدثنا أبوالخير المقداد بن علي الحجازي المدني قال : حدثنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمد بن عبدالرحمان العلوي الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثني ـ ب : ثنا ـ جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي قال : حدثنا محمد بن مروان ! عن الكلبي عن أبي صالح : عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ( قل أعوذ برب الناس ) يقول : يا محمد قل أعوذ برب الناس ( يعني بخالق ) ـ ر ، أ : فخالق ـ الناس ( ملك الناس إله الناس ) لا شريك له ومعه ( من شر الوسواس ) يعني الشيطان ( الخناس ) يقول : يوسوس على قلب ابن آدم فاذا ذكر ـ أ : ركن ـ ابن آدم الله ـ أ : لله ـ خنس من ـ أ : في ـ قلبه فذهب ثم قال ( الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ) يدخلون في صور الجن فيوسوسون ـ أ ، ر : فيوسوس ـ على قلبه كما يوسوس على قلب ابن آدم ويدخل من الجني كما يدخل من الانسي وهاتان السورتان نزلتا على رسول الله صلى الله عليه وآله حين سحر وأمر أن يتعوذبهما .

--------------------
(1) وفي الدر المنثور وتفسير ابن عباس ما يقارب هذا المعنى وفي السند سقط بين ، وقد أكملت تبييض الكتاب بتوفيق الله ومنه في يوم الاحد 6 / ذي الحجة / 1407 هـ ق المصادف ل 4 / 5 / 1366 هـ ش المقارن ليوم الحداد العام بمناسبة المذبحة الكبرى التى قام بها الحكام المجرمون في مكة المكرمة بحق ضيوف بيت الله الحرام والتى سقط إثرها آلاف القتلى والجرحى من الحجاج الايرانيين والافغانيين والباكستانيين واللبنانيين والحجازيين بأمر من امريكا الشيطان الاكبر ليتلافى بذلك هزيمته النكراء في مختلف الاصعدة أمام الثورة الاسلامية المباركة . ( * )