الناس زمان عضوض (1) يعض كل امرئ على ما في يديه وينسون الفضل بينهم ، قال الله : ( تفسير الفرات الكوفي ) (2)
  415 ـ عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال قلت له الصلوة الوسطى فقال : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) والوسطى هى الظهر وكذلك كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه واله (3) .
  416 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ) والوسطى هى اول صلوة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهى وسط صلوتين بالنهار صلوة الغداة وصلوة العصر ( قوموا لله قانتين ) في الصلوة الوسطى وقال : نزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه واله في سفر ، فقنت فيها وتركها على حالها في السفر والحضر ، وأضاف لمقامه (4) ركعتين وانما وضعت الركعتان اللتان أضافهما يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الامام ، فمن صلى الجمعة في غير الجماعة فليصلها أربعا كصلوة الظهر في ساير الايام ، قال : قوله : ( وقوموا لله قانتين ) قال : مطيعين راغبين (5)
  417 ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما سألا أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ) قال : صلوة الظهر وفيها فرض الله الجمعة وفيها الساعة التى لا يوافقها عبد مسلم فيسئل خيرا الا أعطاه الله اياه (6)
  418 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : الصلوة الوسطى الظهر وقوموا لله قانتين اقبال الرجل على صلوته ومحافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها ولا

--------------------
(1) زمان عضوض اى كلب شديد ، وهو استعارة اصله العض بمعنى الشد بالاسنان على الشئ .
(2) البرهان ج 1 : 231 ، الصافى ج 1 : 203 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) 117 .
(3) البرهان ج 1 : 231 ، الصافى ج 1 : 203 ، البحار ج 18 : 72 .
(4) وفى نسخة البحار ( للمقيم ) مكان ( لمقامه )
(5) البرهان ج 1 : 231 ، الصافى ج 1 : 203 ، البحار ج 18 : 724 .
(6) البرهان ج 1 : 231 ، الصافى ج 1 : 203 ، البحار ج 18 : 72 و 725 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 128 _

  يشغله شئ (1)
  419 ـ عن محمد بن مسلم عن ابى عبدالله عليه السلام قال : صلوة الوسطى هى الوسطي من صلوة النهار وهى الظهر ، وانما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها (2) .
  420 ـ وفى رواية سماعة ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) قال : هو الدعاء (3)
  421 ـ عن زرارة ـ عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) ـ قال : الصلوة رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والوسطى امير المؤمنين ـ ( وقوموا لله قانتين ) طائعين للائمة (4)
  422 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : اخبرنى عن صلوة المواقفة (5) فقال : اذا لم تكن النصف من عدوك صليت ايماءا راجلا او راكبا فان الله يقول : ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ) تقول في الركوع : لك ركعت وأنت ربى ، وفى السجود لك سجدت وانت ربى اينما توجهت لك دابتك غير انك توجه حين تكبر اول تكبيرة (6)
  423 ـ عن أبان بن منصور (7) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : فات أمير المؤمنين والناس يوما بصفين يعنى صلوة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، فأمرهم أمير المؤمنين عليه السلام ان يسبحوا ويكبروا ويهللوا ، قال : وقال الله ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ) فأمرهم على عليه السلام فصنعوا ذلك ركبانا ورجالا (8) ورواه الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : فات الناس الصلوة مع على يوم صفين إلى آخره (9) .
  424 ـ عن عبدالرحمن ـ بن أبى عبدالله ـ عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سئلته عن قول الله : ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ) كيف يفعل وما يقول ؟ ومن يخاف سبعا او

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 231 ، الصافى ج 1 : 203 ، البحارج 18 : 72 .
(3) الصافى ج 1 : 203 ، البرهان ج 1 : 231 .
(4) البحار ج 7 : 154 ، البرهان ج 1 : 231 .
(5) المواقفة : المحاربة .
(6 ـ 9) الوسائل ( ج 1 ) ابواب صلوة الخوف باب 4 ، البحار ج 18 : 708 ، البرهان ج 1 : 231
(7) وفى نسخة الوسائل ( عن ابان عن منصور ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 129 _

  لصا كيف يصلى ؟ قال : يكبر ويؤمى ايماءا برأسه (1)
  425 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام في صلوة الزحف قال : يكبر و يهلل يقول : الله اكبر يقول الله : ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ) (2)
  426 ـ عن ابن أبى عمير عن معوية قال : سألته عن قول الله ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ ) قال : منسوخة نسختها آية ( يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ) ونسختها آية الميراث (3)
  427 ـ عن أبى بصير قال : سألته عن قول الله : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ) قال : هى منسوخة قلت : و كيف كانت ؟ قال : كان الرجل اذا مات انفق على امرأته من صلب المال حولا ، ثم اخرجت بلا ميراث ثم نسختها آية الربع والثمن فالمرأة ينفق عليها من نصيبها (4) .
  428 ـ عن أبى بصير قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : ( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) ما أدنى ذلك المتاع اذا كان الرجل معسرا لا يجد قال : الخمار (5) وشبهه (6) .
  429 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) قال : متاعها بعد ما تنقضى عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ، فاما في عدتها فكيف يمتعها وهى ترجوه وهو يرجوها ويجرى الله بينهما ما شاء ، اما ان الرجل الموسر يمتع المرأة العبد والامة ، ويمتع الفقير بالحنطة والزبيب

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 18 : 708 ، البرهان ج 1 : 232 ، الوسائل ( ج 1 ) ابواب صلوة الخوف باب 4 .
(3 ـ 4) الوسائل ( ج 2 ) ابواب العدد باب 28 ، البحار ج 23 : 138 ، البرهان ج 1 : 232 ، الصافى ج 1 : 204 ، وقال الفيض ( ره ) يعنى نسخت المدة بآية التربص و النفقة بآيات الميراث وآية التربص وان كانت متقدمة في التلاوة فهى متاخرة في النزول
(5) الخمار : المقنعة سميت بذلك لان الرأس يخمر بها اى يغطى وكل شئ غطيته فقد خمرته ،
(6) البحار ج 23 : 84 ، البرهان ج 1 : 232 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 130 _

  والثوب والدراهم ، وان الحسن بن على عليهما السلام متع امرأة كانت له بأمة ، ولم يطلق امرأة الا متعها (1) .
  430 ـ قال : وقال الحلبي : متاعها بعد تنقضى عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره (2) .
  431 ـ عن أبى عبدالله وأبى الحسن موسى عليهما السلام قال : سألت أحدهما عن المطلقة ما لها من المتعة ؟ قال : على قدر مال زوجها (3) .
  432 ـ عن الحسن بن زياد (4) عن أبى عبدالله عليه السلام عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها قال : فقال : ان كان سمى لها مهرا فلها نصف المهر ولا عدة عليها وان لم يكن سمى لها مهرا فلا مهر لها ولكن يمتعها فان الله يقول في كتابه ( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) (5) ، قال أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا ان متعة المطلقة فريضة (6)
  433 ـ عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له حدثنى عن قول الله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) قلت : أحياهم حتى نظر الناس اليهم ثم أماتهم من يومهم أو ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ؟ قال : بل ردهم الله حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام ونكحوا النساء ولبثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم (7)

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 23 : 84 ، البرهان ج 1 : 232 .
(4) وفى نسخة البحار ( الحسين بن زياد ) بدل ( الحسن بن زياد ) وفى نسخة البرهان ( أبى الحسن ع ) مكان ( أبى عبدالله ع ) .
(5 ـ 6) البحار ج 23 : 84 ، البرهان ج 1 : 233 .
(7) البحار ج 5 : 214 و 12 : 382 ، البرهان ج 1 : 233 وروى الكلينى باسناده عن الباقر والصادق ( ع ) ان هؤلاء اهل مدينة من مدائن الشام وكانوا اذا وقع الطاعون * ـ ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 131 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 131 سطر 1 الى ص 140 سطر 26
  434 ـ عن على بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لما نزلت هذه الاية ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ) قال رسول الله صلى الله عليه واله : رب زدنى ، فأنزل الله ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) قال رسول الله صلى عليه واله : رب زدنى فأنزل الله ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ) والكثير عند الله لا يحصى (1)
  435 ـ عن اسحق بن عمار قال : قلت لابى الحسن قوله : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ) قال : هى صلة الامام (2) .
  436 ـ عن محمد بن عيسى بن زياد قال : كنت في ديوان ابن عباد فرأيت كتابا ينسخ سألت عنه ؟ فقالوا : كتاب الرضا إلى ابنه عليهما السلام من خراسان فسألتهم أن ـ * وأحسوا به خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم وبقى فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين اقاموا ويقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا اقمنا لكثر فينا الموت ويقول الذين اقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت ، قال : فاجتمع رأيهم جميعا انه اذا وقع الطاعون وأحسوا به خرج كلهم من المدينة فلما احسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فسافروا في البلاد ما شاء الله ثم انهم مروا بمدينة خربة قد جلا اهلها عنها و افناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم واطمأنوا قال لهم الله عزوجل : موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح ، وكانوا على طريق المارة فكنسهم المارة فنجوهم وجمعوهم في موضع .
  فمر بهم نبى من انبياء بنى اسرائيل يقال له حزقيل ، فلما راى تلك العظام بكى واستعبر وقال : رب لو شئت لاحييتهم الساعة كما امتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله اليه : أفتحب ذلك ؟ قال : نعم يا رب ، فأحياهم الله قال : فأوحى الله عزوجل ان قل كذا وكذا فقال الذى امره الله عزوجل ان يقوله .
  قال : قال ابوعبدالله ( ع ) : وهو الاسم الاعظم ، فلما قال حزقيل ذلك نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا احياءا ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عزوجل ويكبرونه و يهللونه فقال حزقيل عند ذلك : اشهد ان الله على كل شئ قدير ، قال الراوى : فقال ابو عبدالله ( ع ) : فيهم نزلت هذه الاية .

--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 179 ، البرهان ج 1 : 234 .
(2) البرهان ج 1 : 234 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 132 _

  يدفعوه إلى فدفعوه إلى فاذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم أبقاك الله طويلا واعاذك من عدوك يا ولدى فداك أبوك ، قد فسرت لك مالى وانا حى سوى رجاء ان يمنك ـ الله ـ بالصلة لقرابتك ولموالى موسى وجعفر رضى الله عنهما ، فاما سعيدة فانها امرأة قوى الجزم في النحل والصواب في رقة الفطر وليس ذلك كذلك قال الله ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ) وقال : ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ) وقد اوسع الله عليك كثيرا يا بنى فداك أبوك لا يستر في الامور بحسبها فتحظى حظك والسلام (1) .
  437 ـ عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) قال : وكان الملك في ذلك الزمان هو الذى يسير بالجنود والنبي يقيم له أمره وينبئه بالخبر من عند ربه فلما قالوا ذلك لنبيهم قال لهم : انه ليس عندكم وفاء ولا صدق ولا رغبة في الجهاد ، فقالوا : انا كنا نهاب الجهاد (2) فاذا أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلا بد لنا من الجهاد ونطيع ربنا في جهاد عدونا ، قال : ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً ) فقالت عظماء بنى اسرائيل : وما شأن طالوت يملك علينا وليس في بيت النبوة والمملكة ، وقد عرفت ان النبوة والمملكة في بيت آل اللاوى ويهودا وطالوت من سبط ابن يامين بن يعقوب ، ( قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) والملك بيد الله يجعله حيث يشاء ليس لكم ان تختاروا و ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ ) من قبل الله ( فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) وهو الذى كنتم تهزمون به من لقيتم ، فقالوا : ان جاء التابوت رضينا و سلمنا (3) .
  438 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ) قال : كان القليل ستين ألفا (4) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 234 .
(2) وفى نسخة البحار ( ان كتب الله الجهاد ) .
(3 ـ 4) البحار ج 5 : 329 ، البرهان ج 1 : 237 ، ونقل الفيض ( ره ) الخبر الاول عن هذا الكتاب ( في الصافى ج 1 : 206 ) مختصرا ايضا . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 133 _

  439 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ) قال : لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة ( قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ ) وقال ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) فجائت به الملئكة تحمله (1) .
  440 ـ عن حريز عن رجل عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) قال رضاض (2) الالواح فيها العلم والحكمة ، العلم جاء من السماء فكتب في الالواح وجعل في التابوت (3) .
  441 ـ عن ابى المحسن عن أبى عبدالله عليه السلام انه سئل عن قول الله ( وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) فقال : ذرية الانبياء (4) .
  442 ـ عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته وهو يقول للحسن : اى شئ السكينة عندكم وقرأ ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ ) فقال له الحسن : جعلت فداك لا أدرى فأى شئ ؟ قال : ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان قال : فتكون مع الانبياء ، فقال له على بن أسباط : تنزل على الانبياء والاوصياء ؟ فقال : تنزل على الانبياء ـ والاوصياء ـ قال : وهى التى نزلت على ابراهيم عليه السلام حيث بنى الكعبة فجعلت تاخذ كذا وكذا وبنى الاساس عليها ، فقال له محمد بن على : قول الله ( فيه سكينة من ربكم ) قال : هى من هذا ، ثم أقبل على الحسن فقال : أى شئ التابوت فيكم ؟ فقال : السلاح ، فقال : نعم هو تابوتكم ، فقال : فأى شئ في التابوت الذى كان في بنى اسرائيل ؟ قال : كان فيه ألواح موسى التى تكسرت والطست

--------------------
(1) البحار ج 5 : 331 ، البرهان ج 1 : 237 .
(2) الرضاض : القتات وهى ما تفتت من الشئ المفتوت اى الكسارة والسقاطة ، و في بعض النسخ ( الرضراض ) بدل ( الرضاض ) وهو بمعناه ، ورضراض الالواح : مكسوراتها .
(3 ـ 4) الصافى ج 1 : 208 ، البحار ج 5 : 331 ، البرهان ج 1 : 237 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 134 _

  التى تغسل فيها قلوب الانبياء (1)
  443 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ) فشربوا منه الا ثلثمائة وثلثة عشر رجلا ، منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب ، فلما برزوا قال الذين اغترفوا ( لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ) وقال الذين لم يغترفوا ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (2) .
  444 ـ عن حماد بن عثمان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لا يخرج القائم عليه السلام في أقل من الفئة ولا يكون الفئة أقل من عشرة آلاف (3) .
  445 ـ عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان داود واخوة له أربعة ومعهم أبوهم شيخ كبير وتخلف داود في غنم لابيه ففصل طالوت بالجنود فدعا أبوه داود وهو أصغرهم فقال : يا بنى اذهب إلى اخوتك بهذا الذى قد صنعناه لهم يتقوون به على عدوهم وكان رجلا قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض ، ـ فذكر ـ عن ابى بصير قال : سمعته يقول : فمر داود على حجر فقال الحجر : يا داود خذنى فأقتل بى جالوت ، فانى انما خلقت لقتله ، فأخذه فوضعه في مخلاته (4) التى تكون فيها حجارته التى كان يرمى بها عن غنمه بمقذافه (5) فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت فقال لهم داود : ما تعظمون من أمره ؟ فوالله لئن عاينته لاقتلنه فتحدثوا بخبره حتى ادخل على طالوت ، فقال : يا فتى وما عندك من القوة وما جربت من نفسك ؟ قال : كان الاسد يعدو على الشاة من غنمى فأدركه فآخذ برأسه فأفك لحييه عنها (6) فآخذها من فيه ، قال : فقال : ادع

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 331 ، البرهان ج 1 : 237 ، الصافى ج 1 : 209
(3) اثبات الهداة ج 7 : 95 ، البرهان 1 : 237 .
(4) المخلاة : ما يجعل فيها الخلى اى الرطب من النبات ومنه المخلاة لما يوضع فيه العلف ويعلق في عنق الدابة لتعتلفه ويقال له بالفارسية ( توبره ) .
(5) المقذاف : آلة القذف اى الرمى
(6) اللحى : عظم الحنك الذى عليه الاسنان ، والضمير في عنها يرجع إلى الشاة . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 135 _

  لى بدرع سابغة (1) قال : فأتى بدرع فقذفها في عنقه فتملا منها حتى راع طالوت ومن حضره من بنى اسرائيل ، فقال طالوت : والله لعسى الله أن يقتله به ، قال : فلما ان أصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس ، قال داود : أرونى جالوت فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فرماه فصك به بين عينيه فدمغه (2) ونكس عن دابته وقال الناس : قتل داود جالوت وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر ، و اجتمعت بنو اسرائيل على داود وأنزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له وأمر الجبال والطير يسبحن معه ، قال : ولم يعط احد مثل صوته ، فأقام داود في بنى اسرائيل مستخفيا واعطى قوة في عبادته (3)
  446 ـ عن يونس بن ظبيان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله يدفع بمن يصلى من شيعتنا عمن لا يصلى من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصلوة لهلكوا ، وان الله يدفع بمن يصوم منهم عمن لا يصوم من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصيام لهلكوا ، وان الله يدفع بمن يزكى من شيعتنا عمن لا يزكى عن شيعتنا ولو اجمعوا على ترك الزكوة لهلكوا وان الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا ، وهو قول الله تعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) فوالله ما أنزلت الا فيكم ولا عنى بها غيركم (4) .
  447 ـ عن أبي عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال بالزيادة بالايمان تتفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله ، قلت : وان للايمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند الله ؟ قال : نعم ، قلت : صف لى ذلك رحمك الله حتى أفهمه ، قال ، ما فضل الله به أولياءه بعضهم على بعض ، فقال : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ ) الآية وقال : ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ) و

--------------------
(1) درع سابغة اى تامة طويلة وفى الصحاح : السابغة : الدرع الواسعة
(2) دمغه دمغا : شجه حتى بلغت الشجة دماغه .
(3) البحار ج 5 : 332 ، البرهان ج 1 : 237 ، الصافى ج 1 : 211 .
(4) البحار ج 15 : ( ج 3 ) : 136 ، البرهان ج 1 : 238 ، الصافى ج 1 : 211 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 136 _

  قال : ( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ ) وقال : ( هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ ) فهذا ذكر الله درجات الايمان ومنازله عند الله (1) .
  448 ـ عن الاصبغ بن نباته قال : كنت واقفا مع أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام يوم الجمل ، فجاءه رجل حتى وقف بين يديه فقال : يا أمير المؤمنين كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا فعلام نقاتلهم ؟ فقال : على هذه الاية ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ) فنحن الذين من بعدهم ( مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ ) فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا ، فقال الرجل : كفر القوم ورب الكعبة ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله (2) .
  449 ـ عن عبدالحميد بن فرقد عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : قالت الجن : ان لكل شئ ذروة وذروة القرآن آية الكرسى (3) .
  450 ـ عن معوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) قال : نحن اولئك الشافعون (4) .
  451 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ـ ان الشياطين يقولون ـ (5)
  لكل شئ ذروة ، وذروة القرآن آية الكرسى ، من قرأ آية الكرسى مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا وألف مكروه من مكاره الاخرة ، وأيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الاخرة عذاب القبر ، وانى لاستعين بها على صعود الدرجة (6) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 239 .
(2) البرهان ج 1 : 239 ، البحار ج 8 : 152 ، الصافى ج 1 : 212
(3) البحار ج 19 : 67 .
(4) البحار ج 8 : 42 ، البرهان ج 1 : 242 .
(5) ليس فيما بين المعقفتين في نسخة البرهان وكذا ما يأتى
(6) البحار ج 19 : 67 ، البرهان ج 1 : 245 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 137 _
  452 ـ عن حماد عنه قال : رأيته جالسا متوركا برجله على فخذه ، فقال ـ له رجل عنده : جعلت فداك ـ هذه جلسه مكروه ؟ فقال : لا ان اليهود قالت : ان الرب لما فرغ من خلق السموات والارض جلس على الكرسى هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) لم يكن متوركا كما كان (1) .
  453 ـ عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ) قال أبوعبدالله : السموات والارض وجميع ما خلق الله في الكرسى (2)
  454 ـ عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ) أوسع الكرسى السموات والارض ام السموات والارض وسعن الكرسى ؟ فقال : ان كل شئ في الكرسى (3) .
  455 ـ عن محسن المثنى ( الميثمى ظ ) عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال أبوذر : يا رسول الله ما أفضل ما أنزل عليك ؟ قال : آية الكرسى ، ما السموات السبع والارضون السبع في الكرسى الا كحلقة ملقاة بأرض بلاقع (4) وان فضله على العرش كفضل الفلات على الحلقة (5) .
  456 ـ عن زرارة قال : سألت أحدهما عن قوله : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ) أيهما وسع الاخر ؟ قال : الارضون كلها والسموات كلها وجميع ما خلق الله في الكرسى (6) .
  457 ـ عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ) السموات

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 242 ، الصافى ج 1 : 213 .
(2) البحار ج 14 : 97 ، البرهان ج 1 : 242 .
(3) الصافى ج 1 : 214 ، البرهان ج 1 : 242 .
(4) البلاقع جمع البلقع : الارض القفر وفى نسخة الصافى ( ملقاة في فلاة ) مكان ( ملقاة بارض بلاقع )
(5 ـ 6) البرهان ج 1 : 242 ، الصافى ج 1 : 214 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 138 _

  والارض وسع الكرسى او الكرسى وسع السموات والارض ؟ قال : لا بل الكرسى وسع السموات والارض ، والعرش وكل شئ خلق الله في الكرسى (1)
  458 ـ عن الاصبغ بن نباتة قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ) فقال : ان السماء والارض وما فيهما من خلق مخلوق في جوف الكرسى وله أربعة املاك يحملونه باذن الله (2) .
  459 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( العروة الوثقى ) قال : هى الايمان بالله يؤمن بالله وحده (3) .
  460 ـ عن عبدالله بن أبى يعفور قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : انى اخالط الناس فيكثر عجبى من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم امانة وصدق ووفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق ؟ قال : فاستوى أبوعبد الله ، عليه السلام جالسا وأقبل على كالغضبان ثم قال : لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية امام عدل من الله ، قال : قلت : لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء ؟ فقال : نعم لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء ، ثم قال : اما تسمع لقول الله ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله ، قال الله ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) قال : قلت أليس الله عني بها الكفار حين قال : ( والذين كفروا ) قال : فقال : وأى نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات ؟ انما عنى الله بهذا انهم كانوا على نور الاسلام ، فلما ان تولوا كل امام جاير ليس من الله خرجوا بولايتهم اياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب لهم النار مع الكفار ، فقال : ( أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (4) .
  461 ـ عن مسعدة بن صدقة قال : قص أبوعبدالله عليه السلام قصة الفريقين جميعا

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 242 الصافى ج 1 : 214 .
(2) البحار ج 14 : 99 ، البرهان ج 1 : 242 .
(3) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 17 ، البرهان ج 1 : 244 .
(4) ج 15 ( ج 1 ) : 129 ، البرهان ج 1 : 244 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 139 _

  في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين ، فقال : ان الخير والشر خلقان من خلق الله فيهما المشية في تحويل ما يشاء فيما قدر فيها حال عن حال ، والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر ، وذلك ان الله قال في كتابه ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) فالنور هم آل محمد ( ع ) والظلمات عدوهم (1) .
  462 ـ عن مهزم الاسدى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال الله تبارك وتعالى لاعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله وان كانت الرعية في أعمالها برة تقية ولاغفرن عن كل رعية دانت بكل امام من الله وان كانت الرعية في أعمالها سيئة قلت : فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء ؟ قال : نعم ان الله يقول : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) ثم ذكر الحديث الاول حديث ابن أبى يعفور رواية محمد بن الحسين ، وزاد فيه فأعداء على أمير المؤمنين هم الخالدون في النار ، وان كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة والمؤمنون بعلي عليه السلام هم الخالدون في الجنة وان كانوا في اعمالهم ـ مسيئة ـ على ضد ذلك (2) .
  463 ـ عن أبى بصير قال : لما دخل يوسف على الملك قال له : كيف انت يا ابراهيم ؟ قال : انى لست بابراهيم انا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم ، عليه السلام قال : وهو صاحب ابراهيم الذى حاج ابراهيم في ربه قال : وكان أربع مأة سنة شابا (3) .
  464 ـ عن أبان بن حجر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : خالف ابراهيم عليه السلام قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم ، فقال ابراهيم : ( رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 244 .
(2) البرهان ج 1 : 244 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 129 .
(3) البرهان ج 1 : 246 ، الصافى ج 1 : 217 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 140 _

  فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (1)
  465 ـ وعن حنان بن سدير عن رجل من أصحاب أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ان أشد الناس عذابا يوم القيمة لسبعة نفر : أولهم ابن آدم الذى قتل أخاه ، ونمرود بن كنعان الذى حاج ابراهيم في ربه (2)
  466 ـ عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) فقال : ان الله بعث على بنى اسرائيل نبيا يقال له إرميا ، فقال : قل لهم ما بلد تنقيته من كرايم البلدان ، وغرس (3) فيه من كرايم الغرس ونقيته من كل غريبة فاخلف فانبت خرنوبا قال : فضحكوا واستهزئوا به فشكاهم إلى الله ، قال : فأوحى الله اليه : ان قل لهم ان البلد بيت المقدس والغرس بنو اسرائيل تنقيته من كل غريبة ونحيت عنهم كل جبار فاخلفوا فعملوا بمعاصى الله فلاسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم وياخذ أموالهم ، فان بكوا إلى فلم أرحم بكائهم وان دعوا لم استجب دعاءهم ـ فشلتهم وفشلت ـ ثم لاخربنها مائة عام ثم لاعمرنها ، فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا : يا رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فعاود لنا ربك ، فصام سبعا فلم يوح اليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح اليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا فلما ان كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله اليه لترجعن عما تصنع أتراجعنى في امر قضيته او لاردن وجهك على دبرك ؟ ثم أوحى اليه قل لهم : لانكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك ، ثم بعث بخت نصر إلى النبى فقال : انك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما أصنع بهم فان شئت فأقم عندى فيمن شئت وان شئت فاخرج فقال : لا بل اخرج فتزود عصيرا وتينا وخرج ، فلما أن غاب (4) مد البصر التفت اليها فقال : ( انى يحيى هذه

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 246 ، الصافى ج 1 : 217 .
(2) البحار ج 5 : 123
(3) والظاهر غرست كما في نسختى البحار والبرهان
(4) وفى نسختى البحار والبرهان ( كان ) بدل ( غاب ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 141 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 141 سطر 1 الى ص 150 سطر 26
  ( اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ) أماته غدوة وبعثه عشية قبل ان تغيب الشمس وكان أول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض (1) ثم قيل له : ( كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً ) فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال : ( أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً ) قال : فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض ويرى العروق كيف تجرى ، فلما استوى قائما قال : ( أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وفى رواية هارون فتزود عصيرا ولبنا (2)
  467 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : نزلت هذه الاية على رسول الله هكذا ( الم ترى إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له ) قال ما تبين لرسول الله انها في السموات ( قال رسول الله أعلم ان الله على كل شئ قدير ) سلم رسول الله صلى الله عليه واله للرب وآمن بقول الله فلما تبين له قال : أعلم ان الله على كل شئ قدير (3) .
  468 ـ أبوطاهر العلوى عن على بن محمد العلوى عن على بن مرزوق عن ابراهيم بن محمد قال : ذكر جماعة من أهل العلم ان ابن الكوا قال لعلى عليه السلام : يا أمير المؤمنين ما ولد اكبر من أبيه من أهل الدنيا ؟ قال : نعم أولئك ولد عزير حيث مر على قرية خربة ، وقد جاء من ضيعة له تحته حمار ومعه شنة (4) فيها تين (5) وكوز فيه عصير فمر على قرية خربة فقال : أنى يحيى هذه الله بعد موتها ؟ فأماته الله مائة عام فتوالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله اليه فأحياه في المولد الذى أماته فيه فاولئك ولده اكبر من أبيهم (6) .

--------------------
(1) الغرقئ : بياض البيض الذى يؤكل .
(2) البحار ج 5 : 358 ( 419 ص ) ، البرهان ج 1 : 248 .
(3) البرهان ج 1 : 248 .
(4) الشنة : القربة الخلق .
(5) وفى نسختى البحار والبرهان ( قتر ) وهو مصحفه .
(6) البحار ج 5 : 358 ، ( 421 ص ) ، البرهان ج 1 : 350 ، الصافى ج 1 : 222 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 142 _

  469 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول ابراهيم عليه السلام ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ) قال أبوعبدالله عليه السلام : لما ارى ابراهيم ملكوت السموات والارض رأى رجلا يزنى فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى ثلثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله اليه أن يا ابراهيم ان دعوتك مجابة فلا تدع على عبادى ، فانى لو شئت لم أخلقهم ، انى خلقت خلقى على ثلثة أصناف : عبدا يعبدنى لا يشرك بى شيئا فأثيبه ، وعبدا يعبد غيرى فلن يفوتنى ، وعبدا يعبد غيرى فاخرج من صلبه من يعبدنى ثم التفت فراى جيفة علي ساحل بعضها في الماء وبعضها في البر يجئ سباع البر فيأكل بعضها بعضا وفسد بعضها عن بعض فيأكل بعضها بعضا (1) فعند ذلك تعجب ابراهيم مما رأى ، ( وقال رب أرنى كيف تحيى الموتي ) ؟ كيف يخرج ما تناسخ ، هذه امم أكل بعضها بعضا ( قال : أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ) يعنى حتى ارى هذا كما رأى الله (2) الاشياء كلها ، قال : خذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا وتقطعهن وتخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التى أكلت بعضها بعضا ، ( ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة (3) .
  470 ـ وروى ابوبصير عن أبى عبدالله عليه السلام : وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور الديك والحمامة والطاوس والغراب ، وقال : فخذ أربعة من الطير فقطعهن

--------------------
(1) قد اختلفت نسخ الكتاب هنا والظاهر الموافق لرواية الكافى هكذا ( فراى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر تجيئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، ويجيئ سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا )
(2) وفى نسخة البرهان ( كما ارانى الله ) وفى رواية الكافى ( كما رأيت الاشياء كلها ) وهو الظاهر .
(3) البرهان ج 1 : 251 ، البحار ج 5 : البحار 131 ، الصافى ج 1 : 223 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 143 _

  بلحمهن وعظامهن وريشهن ثم امسك رؤسهن ثم فرقهن على عشرة جبال على كل جبل منهن جزءا ، فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه (1) و لحمه ودمه ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه حتى فرغ من اربعتهن (2)
  471 ـ عن معروف بن خربوذ قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ان الله لما أوحى إلى ابراهيم عليه السلام أن خذ أربعة من الطير ، عمد ابراهيم فاخذ النعامة والطاوس والوزة (3) والديك فنتف ريشهن بعد الذبح ثم جعلهن في مهراسه (4) فهرسهن ثم فرقهن على جبال الاردن ، وكانت يومئذ عشرة اجبال فوضع على كل جبل منهن جزءا ثم دعاهن بأسمائهن فأقبلن اليه سعيا ، يعنى مسرعات ، فقال ابراهيم عند ذلك أعلم ان الله على كل شئ قدير (5)
  472 ـ عن علي بن اسباط ان أبا الحسن الرضا عليه السلام سئل عن قول الله : ( قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ) أكان في قلبه شك ؟ قال : لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه ، قال : والجزء (6) واحد من العشرة (7)
  473 ـ عن عبدالصمد بن بشير قال جمع لابى جعفر المنصور القضاة ، فقال لهم : رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء ؟ فلم يعلموا كم الجزء واشتكوا اليه فيه ، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة ان يسئل جعفر بن محمد عليه السلام : رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء ؟ فان هو أخبرك به والا فاحمله على البريد ووجهه إلى ، فأتى صاحب المدينة ابا عبدالله عليه السلام فقال له : ان أبا جعفر بعث إلى أن اسئلك عن رجل أوصى بجزء

--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( برأسه ) .
(2) البحار ج 5 : 132 ، البرهان ج 1 : 251 .
(3) الوزة لغة في الاوز : البط .
(4) المهراس : الهاون .
(5) البحار ج 5 : 132 ، البرهان ج 1 : 251 .
(6) اى الجزء في قوله ( على كل جبل منهن جزءا ) كما يظهر ذلك مما ياتى ايضا .
(7) البحار ج 5 : 132 ، البرهان ج 5 : 215 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 144 _

  من ماله وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو ، وقد كتب إلى ان فسرت ذلك له والا حملتك على البريد اليه ، فقال أبوعبد الله عليه السلام : هذا في كتاب الله بين ان الله يقول : لما قال ابراهيم ( رب أرنى كيف تحيى الموتى ) إلى قوله ( كل جبل منهن جزءا ) فكانت الطير أربعة والجبال عشرة ، يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزءا واحدا ، وان ابراهيم دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعا ، وحبس الرؤس عنده ، ثم دعا بالذى أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج ، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا فاهوى نحو ابراهيم فمال ابراهيم (1) ببعض الرؤس فاستقبله به ، فلم يكن الرأس الذى استقبله به لذلك البدن حتى انتقل اليه غيره ، فكان موافقا للرأس فتمت العدة وتمت الابدان (2)
  474 ـ عن عبدالرحمن بن سيابة قال : ان امرأة أوصت إلى وقالت لي : ثلثى تقضى به دين ابن اخى ، وجزء منه لفلانه ، فسألت عنه بذلك ابن أبى ليلى ؟ فقال : ما أرى لها شيئا وما أدرى ما الجزء ؟ فسألت أبا عبدالله عليه السلام وأخبرته كيف قالت المرأة وما قال ابن أبى ليلى ، فقال : كذب ابن أبى ليلى لها عشر الثلث ان الله امر ابراهيم عليه السلام فقال : ( اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ) وكانت الجبال يومئذ عشرة وهو العشر من الشئ (3) .
  475 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله فقال : جزء من عشرة ، كانت الجبال عشرة وكان الطير الطاوس والحمامة والديك والهدهد فأمره الله أن يقطعهن ويخلطهن وأن يضع على كل جبل منهن جزءا وأن يأخذ رأس كل طير بيده ، قال : فكان اذا أخذ رأس الطير منها بيده تطاير اليه ما كان منه حتى يعود كما كان (4)
  476 ـ عن محمد بن اسمعيل عن عبدالله بن عبدالله قال : جاءنى أبوجعفر بن سليمان الخراسانى وقال : نزل بى رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث فقال : مات لنا اخ

--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( فقال ابراهيم ) .
(2) البحار ج 5 : 132 و 23 : 49 ، البرهان ج 1 : 251 ، الصافى ج 1 : 224 .
(3 ـ 4) البحار ج 23 : 250 ، البرهان ج 1 : 251 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 145 _

  بمرو وأوصى إلى بمائة ألف درهم وأمرنى ان أعطى ابا حنيفة منها جزءا ولم أعرف الجزء كم هو مما ترك ، فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة فسألته عن الجزء فقال لى الربع ، فأبى قلبى ذلك ، فقلت : لا أفعل حتى أحج واستقصى المسألة فلما رأيت اهل الكوفة قد أجمعوا على الربع قلت لابى حنيفة لا سوءة (1) بذلك لك أوصى بها يا با حنيفة ، ولكن أحج واستقصى المسألة فقال أبوحنيفة : وأنا اريد الحج .
  فلما أتينا مكة وكنا في الطواف فاذا نحن برجل شيخ قاعد قد فرغ من طوافه وهو يدعو ويسبح ، اذا التفت أبوحنيفة فلما رآه قال : ان أردت ان تسئل غاية الناس فسل هذا فلا أحد بعده ، قلت : ومن هذا ؟ قال : جعفر بن محمد عليه السلام ، فلما قعدت واستمكنت اذ استدار أبوحنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد عليه السلام فقعد قريبا منى فسلم عليه وعظمه وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا ، فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهرى فغمزنى أبوحنيفة (2) ان تكلم فقلت : جعلت فداك انى رجل من أهل خراسان وان رجلا مات وأوصى إلى بمائة ألف درهم وأمرنى ان أعطى منها جزءا وسمى لى الرجل ، فكم الجزء جعلت فداك ؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام : يا با حنيفة لك أوصى قل فيها ؟ فقال : الربع ، فقال لابن أبى ليلى قل فيها ، فقال : الربع ، فقال جعفر عليه السلام : ومن أين قلتم الربع ؟ قالوا لقول الله : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ) فقال أبوعبدالله عليه السلام لهم : ـ وانا أسمع هذا ـ قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال ؟ انما الاجزاء للجبال ليس للطير ، فقالوا : ظننا انها أربعة ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ولكن الجبال عشرة (3)
  477 ـ عن صالح بن سهل الهمدانى عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ) الآية فقال : أخذ الهدهد والصرد والطاوس والغراب فذبحهن وعزل رؤسهن ثم نخر (4) أبدانهن بالمنخار

--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( لا سترة ) ، وفى نور الثقلين ( لا تسبق ) وهو الظاهر .
(2) غمزه : كبسه باليد اى شده ، وفى نور الثقلين ( فعمد ابوحنيفة أن يكلم ) .
(3) البحار ج 23 : 50 ، البرهان ج 1 : 251 .
(4) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الصافى لكن في الاصل ونسخة البرهان ( تجزى ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 146 _

  بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلط ، ثم جزاهن عشرة أجزاء على عشرة جبال ، ثم وضع عنده حبا وماءا (1) ثم جعل مناقيرهن بين اصابعه ثم قال ايتنى سعيا باذن الله فتطايرت بعضهن إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت بالابدان كما كانت وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التى فيها المنقار .
  فخلى ابراهيم عن مناقيرها فرفعن وشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحب ، ثم قلن يا نبى الله احييتنا أحياك الله ، فقال : بل الله يحيى ويميت ، فهذا تفسيره في الظاهر ، واما تفسيره في باطن القرآن قال : خذ أربعة من الطير ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك ، ثم ابعثهم في أطراف الارض حججا لك على الناس ، فاذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتونك سعيا باذن الله (2)
  478 ـ عن عمر بن يونس قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : اذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله ـ له ـ عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف ، فذلك قول الله : ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ) فأحسنوا أعمالكم التى تعملونها لثواب الله قلت : وما الاحسان ؟ قال : اذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، واذا صمت فتوق ـ كل ـ ما فيه فساد صومك واذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجتك وعمرتك ، قال : وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس (3) .
  479 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شئ من المواريث والقضايا والاحكام حتى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك ؟ قال : لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد اذا حكم الامام عليهما ولكن للمؤمن فضلا على المسلم في أعمالهما يتقربان به إلى الله ، قال : فقلت : أليس الله يقول : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) وزعمت انهم مجتمعون على الصلوة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن ؟ قال : فقال : أليس

--------------------
(1) هذا هو الصحيح الموافق للصافى لكن في الاصل والبرهان ( اكبادها ) بدل ( حبا وماءا ) .
(2) البرهان ج 1 : 252 ، الصافى ج 1 : 224 .
(3) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 179 ، البرهان ج 1 : 252 ، الصافى ج 1 : 225 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 147 _

  الله قد قال : ( والله يضاعف لمن يشاء أضعافا كثيرة ) فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله لهم الحسنات لكل حسنة سبعين ضعفا ، فهذا من فضلهم ويزيد الله المؤمن في حسناته على قدر صحة ايمانه أضعافا مضاعفة كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء (1) .
  480 ـ عن المفضل بن محمد الجعفى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ ) قال : الحبة فاطمة صلى الله عليها والسبع السنابل من ولدها سابعهم قائمهم ، قلت الحسن ؟ قال : ان الحسن امام من الله مفترض طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة أولهم الحسين وآخرهم القائم ، فقلت : قوله ( فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ) قال : يولد الرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه وليس ذاك الا هؤلاء السبعة (2) .
  481 ـ عن محمد الواشي عن أبى عبدالله عليه السلام قال : اذا احسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف ، وذلك قول الله تبارك وتعالى ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ) (3) .
  482 ـ عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن محمد وأبى جعفر ( ع ) في قول الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ) إلى آخر الآية قال : نزلت في عثمان وجرت في معاوية وأتباعهما (4) .
  483 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 253 .
(2) البرهان ج 1 : 253 ، وأخرجه المحدث الحر العاملى ( ره ) في كتاب اثبات الهداة ج 7 : 95 ، عن هذا الكتاب مختصرا ثم قال ما لفظه : اقول : هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر وليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح ، ولعل السابع من الصادق ( ع ) لانه هو المتكلم بهذا الكلام ( انتهى ) .
(3) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 179 ، البرهان ج 1 : 253 ، الصافى ج 1 : 225 .
(4) البحار ج 8 : 217 ، البرهان ج 1 : 253 ، الصافى ج 1 : 225 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 148 _

  لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ) لمحمد وآل محمد عليه الصلوة والسلام هذا تأويل قال : انزلت في عثمان (1)
  484 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ) إلى قوله : ( لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ) قال : ( صفوان ) اى حجر (2) ( وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ ) فلان وفلان وفلان ومعوية وأشياعهم (3)
  485 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قال : في قوله ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ) قال : انزلت في على عليه السلام (4)
  486 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ) قال : على أمير المؤمنين أفضلهم ، وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله (5)
  487 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ( اعصار فيه نار ) قال : ريح (6)
  488 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) قال كان في اناس على عهد رسول الله صلى الله عليه واله يتصدقون بأشر ما عندهم من التمر الرقيق القشر ، الكبير النواء يقال له المعافارة ففى ذلك انزل الله ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) (7)
  489 ـ عن أبى بصير قال سألت أبا عبدالله ( وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ )

--------------------
(1) البحار ج 8 : 217 ، البرهان ج 1 : 253 .
(2) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل ( وجحدوا ) ، مكان ( اى حجر ) فسر الصفوان بالحجر
(3) البحار ج 9 : 217 ، البرهان ج 1 : 254 .
(4) الصافى ج 1 : 226 ، البرهان ج 1 : 254 .
(5) البرهان ج 1 : 254 .
(6) البحار ج 20 : 38 ، البرهان ج 1 : 254 .
(7) البرهان ج 1 : 254 ، الصافى ج 1 : 226 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 149 _

  قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا امر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بالوان من التمر هو من أردى التمر يؤدونه عن زكوتهم ، تمر يقال له الجعرود والمعافارة ، قليلة اللحاء (1) عظيمة النوا فكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تخرصوا هاتين (2) ولا تجيئوا منها بشئ وفى ذلك انزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) إلى قوله ( إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) والاغماض ان يأخذ هاتين التمرين من الثمر ، وقال : لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام (3)
  490 ـ عن رفاعة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) فقال : رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعث عبدالله بن رواحة فقال : لا تخرصوا جعرورا ولا معافارة : وكان الناس يجيئون بتمر سوء ، فانزل الله جل ذكره ( وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) وذكر ان عبدالله خرص عليهم تمر سوء ، فقال النبى صلى الله عليه واله وسلم : يا عبدالله لا تخرص جعرورا ولا معافارة (4) .
  491 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) قال : كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الربوا ومن ـ المكاسب ـ الخبيثة قبل ذلك ، فكان احدهم يتيممها فينفقها ويتصدق بها فنهيهم الله عن ذلك (5) .
  492 ـ عن ابى الصباح عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) قال : كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الربا ، ومن أموال خبيثة ، فكان الرجل يتعمدها من بين ماله فتصدق بها ، فنهيهم الله عن ذلك وان الصدقة لا تصلح الا من

--------------------
(1) اللحاء بكسر اللام : القشر .
(2) خرص التمر وغيره : قدره .
(3) البحار ج 20 : 13 ، البرهان ج 1 : 254 ، الصافى ج 1 : 227 .
(4) البرهان ج 1 : 254 ، البحار ج 20 : 13 .
(5) الوسائل ( ج 2 ) ابواب الصدقة باب 46 ، البحار ج 20 : 44 ، البرهان ج 1 : 255 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 150 _

  كسب طيب (1) .
  493 ـ عن اسحق بن عمار عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وفيه عذق (2) يسمى الجعرود وعذق يسمى معافارة ، كانا عظيم نواهما ، رقيق لحاهما ، في طعمهما مرارة ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للخارص : لا تخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما ، فأنزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) إلى قوله ( تنفقون ) (3)
  494 ـ عن محمد بن خالد الضبى قال : مر ابراهيم النخعى على أمرأة وهى جالسة على باب دارها بكرة وكان يقال لها ام بكر ، وفى يدها مغزل تغزل به ، فقال : يا ام بكر اما كبرت ألم يأن لك ان تضعى هذا المغزل فقالت : وكيف أضعه وسمعت على بن أبيطالب أمير المؤمنين عليه السلام يقول : هو من طيبات الكسب (4) .
  495 ـ عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له إنى افرح من غير فرح أراه في نفسى ولا في مالى ولا في صديقى ، وأحزن من غير حزن أراه في نفسى ولا في مالى ولا في صديقى ؟ قال : نعم ان الشيطان يلم بالقلب (5) فيقول : لو كان لك عند الله خيرا ما أراك عليك عدوك ولا جعل بك اليه حاجة هل تنتظر الا مثل الذى انتظر الذين من قبلك فهل قالوا شيئا ، فذاك الذى يحزن من غير حزن واما الفرح فان الملك يلم بالقلب فيقول : ان كان الله أراك عليك عدوك وجعل بك اليه حاجة ، فانما هى ايام قلائل أبشر بمغفرة الله وفضل وهو قول الله : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) (6) .

--------------------
(1) البحار ج 20 : 44 ، البرهان ج : 255 .
(2) العذق من النخل : هو كالعنقود من العنب .
(3) البحار ج 20 : 13 ، البرهان ج 1 : 255 ، الصافى ج 1 : 227 .
(4) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 61 ، البرهان ج 1 : 255 .
(5) من اللمة بمعنى الدنو وفى الحديث لابن آدم لمتان : لمة من الملك ولمة من الشيطان اى دنو .
(6) البرهان ج 1 : 255 ، البحار ج 15 ( ج 2 ) : 38 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 151 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 151 سطر 1 الى ص 160 سطر 24
  496 ـ عن أبى بصير قال : سألته عن قول الله ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) قال : هى طاعة الله ومعرفة الامام (1)
  497 ـ عن أبى بصير قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) قال : معرفة الامام واجتناب الكبائر التى أوجب الله عليها النار (2)
  498 ـ عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فقال : ان الحكمة المعرفة والتفقه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم ، وما من احد يموت من المؤمنين احب إلى ابليس من فقيه (3)
  499 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) قال : ليس تلك الزكوة ولكنه الرجل يتصدق لنفسه والزكوة علانية ليس بسر (4)
  500 ـ عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الله يبغض الملحف (5) .
  501 ـ عن أبى بصير قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام قوله : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً ) قال : ليس من الزكوة (6) .
  502 ـ عن أبى اسحق قال كان لعلى بن أبى طالب ( ع ) أربعة دراهم لم يملك غيرها ، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه واله فقال : يا على ما حملك على ما صنعت ؟ قال : إنجاز موعود الله ، فأنزل الله ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً ) الآية (7)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 7 : 108 ، البرهان ج 1 : 254 ، الصافى ج 1 : ـ 227 .
(3) البحار ج 7 : 108 ، البرهان ج 1 : 256 ، الصافى ج 1 : 228 .
(4 ـ 5) البرهان ج 1 : 256 وروى الاخير المحدث الحر العاملى : ( ره ) في الوسائل ج 2 ابواب لصدقة باب 31 ، الملحف : الملح في السؤال .
(6 ـ 7) البرهان ج 1 : 256 ـ 257 ، الصافى ج 1 : 229 ( * )