مـؤمنـــة

  الأبحاث العلمية ومرض الصرع

  نظرا لصعوبة ملاحظة أعراض نوبات الصرع إلا أن العلم الحديث والتطورات التي طرأت عليه ساعدت الأطباء كثيراً في إمكانية تصوير وتشخيص النوبة الصرعية أثناء وقبل حدوثها، ومن أهم التطورات:

  - يتركز تشخيص الطبيب على وصف حالة المريض أثناء أزمة الصرع، أو على نتائج النشاط الكهربائي للدماغ. كما قد يتمكن الطبيب المختص بالكشف عن أجزاء الدماغ المصابة عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي؛ لمعرفة سبب المرض. كما أن الأدوية الخاصة بعلاج الصرع لا تؤثر بنفس الطريقة، فيجب تجريب عدة أدوية قبل التوصل إلى الدواء المناسب، وأحياناً يجب على المريض تناول نوعين أو ثلاثة من الأدوية في نفس الوقت .

  - ظهرت في السنين الأخيرة أدوية جديدة مكنت من تحسين حياة المرضى، ويمكن التوقف عن تناولها بعد بضع سنين، لكن 30 في المائة من أمراض الصرع لا زالت تقاوم هذه الأدوية، وإذا كانت المنطقة المصابة في الدماغ سهلة المنال فإنه يمكن إجراء تدخل جراحي .

  - التقدم في تكنولوجيا التصوير الطبي مكن من تحديد البؤر المسئولة عن هذا الصرع، ففي السابق كان قد يتم تصوير الدماغ في لحظة معينة أما اليوم فإنه بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن الخبراء من تصوير نشاط الدماغ أثناء حدوث أزمات الصرع أو قبلها .

  - إذا لم تنفع هذه الطريقة فإنه يمكن إدخال أقطاب كهربائية صغيرة جداً في المناطق العميقة من الدماغ، يوجهها الخبراء بواسطة آلة خاصة في اتجاه أماكن محددة مسبقاً حيث تظل في دماغ المريض بضعة أيام ، لتسجيل النوبات. وبفضل هذه التقنيات أصبحت العمليات الجراحية أكثر دقة لأنها تمكن من تفادي المس بالمناطق الدماغية السليمة الخاصة بالكلام والبصر والتذكر .

  - يقوم الباحثون حاليا بدراسة جزيئات يمكنها أن تؤثر على الدماغ لمنع حدوث مرض الصرع عند الأشخاص المؤهلين بالإصابة بهذا المرض، مثل: أولئك الذين لهم استعداد وراثي أو أصيبوا بأورام أو برضح في الجمجمة، بحيث تتدخل هذه الجزيئات لمقاومة توليد العمليات العصبية غير الطبيعية والشحنات الكهربائية التي تؤدي إلى حدوث نوبات الصرع .