امومة وطفولة

  عناد الاطفال
  عناد الأطفال . . أسبابه وطرق علاجه
  العناد ظاهرة مألوفة وطبيعية عند الطفل منذ الميلاد وحتى بلوغه الرابعة وخلو هذه المرحلة من سلوك العناد قد يؤدي الى ضعف الارادة والخضوع وذوبان الشخصية في المراحل التالية من العمر وسيؤول لشخصية لاتمتلك استقرار الرأي وغير قادرة على اتخاذ موقف او قرار . .
  وللوالدين دور كبير في مواجهة مسألة العناد والبحث عن طرق ووسائل للعلاج بالحكمة وليس بالتشنج وردات الفعل والعنف . . .

  ما هو العناد ؟ ؟
  العناد سلوك يعبر عن نزعة عند الطفل لمخالفة والديه ، وتأكيد مواقف له تتعارض مع مواقفهما ورغباتهما وأوامرهما ونواهيهما ، انه تأكيد للذات يحمل الى حد ما طابعاً يتخذ شكل المعارضة لارادتهما .
  ويترجم مواقفه الى حالة من الجمود أو الرفض أو الجدل الذي لا ينتهي . .
  ومن هنا يجب على الآباء ان يحسنوا استيعاب اولادهم ليبنوهم شخصيات قادرة على مواجهة مطالب الحياة بقناعة واصرار سليمين ، وبمواقف تعزز قدراتهم الشخصية . . فمواجهة هذه السلوكيات بمرونة وتقبل اوسع يهيئ فرصة البحث عن طرق ووسائل للعلاج فالعنف يولد العنف ، وحياة الاطفال تستقيم تحت مظلة التواصل بالمحبة والحوار والتفاهم . ‏

  وظيفة العناد الايجابية :
  العناد مزعج دوماً وبدرجات متفاوتة للوالدين ، لكن ينبغي علينا ان نتجنب هذا الانزعاج التلقائي لننظر الى ظاهرة العناد بموضوعية اكثر عمقاً وصفاء فمن العناد ما يلعب دوراً لا غنى عنه في عملية النمو ، ولهذا الدور النمائي للعناد وجهان :
  1 ـ فهو من جهة تأكيد لتمايز الشخصية النامية . .
  2 ـ ومن جهة آخرى اختبار لقدراتها الناشئة . ‏
  ان ارغام الطفل على الطاعة العمياء ليس هو الطريق الوحيد لحل المشكلات معه ان المرونة واتباع اسلوب التحاور مع الطفل العنيد والاقناع ومنحه مساحة من الحرية يعبر فيها عن ذاته سيساعده على اكتشاف امكاناته وتوظيفها في اتجاهات تحقق له شخصية متوازنة ولابد من اشاعة جو من الدفء العاطفي يساعد على تفهم الطرفين وهذا سيساعد الطفل على التخلص من نزعة العناد والتشنج ، فالمطلوب ان يواجه الراشد عناد الطفل باللطف المقترن بالحزم ليسير في مشروعه الاستقلالي خطوات وئيدة وغير مضطربة ولا متعنتة ، ويخطو في طريقه معبرا عن قناعته بذاته من غير معارضة والديه بل يتعاون ويتحاور معهما للوصول للأمثل . ‏
  وهنا تكمن أهمية فهم الوظيفة الايجابية للعناد على انها وسيلة من وسائل النمو الانفعالي الذي ينسلخ بها الولد تدريجياً عن والديه ، ما يجعل من العلاقة بين الولد ووالديه اقل توتراً وأكثر صفاء ، وبالتالي يحول دون استفحال العناد وازدياد حدته وتواتره . ‏

  اسباب العناد :
  هناك عدة اسباب لها دور في توكيد العناد عند الطفل منها : ‏

  1 ـ الابتزازات العاطفية للاطفال : ‏
  يخضع كثير من الآباء لابتزازات الطفل العاطفية ، وتغدو التربية متصفة بالتساهل المفرط مع الطفل ( الدلال ) فيخافون معارضته لدرجة يصبح معها الطفل متأكداً انه محور كونهم فلا يردون له طلباً . ‏

  2 ـ الخلافات الزوجية :
  الاسرة التي تسودها التوترات والانفعالات الشديدة والتوتر وسوء العلاقة الزوجية تؤدي بالطفل الى توتره واضطرابه ، الذي يأخذ صورة نوبات من الغضب والعناد والبكاء وتوليد حالات من الاضطرابات النفسية .

   3 ـ التأرجح في مواقف الوالدين :
  ينبغي ان تكون سلطة الوالدين في تقويم سلوك الطفل وتوجيهه ثابتة غير متناقضة بين مرة واخرى فلا يواجهان موقفا متشدداً حيال بعض الامور ثم يواجهان موقفا ليناً متسامحاً حيال الأمور نفسها في موقف آخر . ‏

  4 ـ عدم الادراك لأهمية الطفل :
  ان معاملة الطفل بطريقة تشعره بالرفض والاهمال لحقوقه الطبيعية ، كعدم الرضى عن رفضه الطعام عندما لا يكون جائعاً ، ومنعه من اللعب . . أو اهمال اسئلته ، تكرار هذه الممنوعات تشعر الطفل بأنه مخلوق لا قيمة لرغباته ولا لإرادته لذلك لن يتوانى بالرد على الرفض بالعناد كموقف مقابل منه . . ‏

  5 ـ الغيرة الأخوية :
  تنطلق غيرة الطفل هذه من أنه خسر حب والديه فهذا القادم الجديد سلب منه ما كان يستأثر به من عناية ودلال ورعاية واهتمام .

  6 ـ التربية القمعية والقيود الصارمة :
  ان هذا النوع من التربية يعني :
  أ ـ تحقيق الرغبات الوالدية الشخصية على حساب ذات الطفل وكيانه .
  ب ـ اثبات السلطة الأبوية . ‏

  تجنب مخاطر العناد :
  يجب ان يحافظ الآباء قدر المستطاع على هدوئهم واتزانهم الانفعالي ازاء ثورة الغضب التي يمر بها الطفل ، وينبغي على الطفل ان يتحدث بصراحة عما يؤرقه ويفسد صفوه ، وان يؤكدوا له بعد ثورته وغضبه انه على الرغم من كل هذا فإنه لا يزال الابن المحبوب ليعلموه التسامح والعفو عند المقدرة . ‏
  وان يحذر الآباء من تلبية رغبات اطفالهم تحت تهديد البكاء او الغضب او العناد فالاثابة او المكافأة لا تعطى إلا عندما يظهر سلوكاً سوياً خالياً من الغضب أو العناد وبذلك يتعلم الطفل ان السلوك الطيب والطبع الهادئ هي الاسلحة الصحيحة والسوية لنيل ما ينبغي وما يريد . ‏
  كما يحذر الآباء من التدخل في شؤون ابنائهم تدخلاً مباشراً كأن يتدخل بتحديد مواعيد الطعام أو النوم دون مراعاة لظروف الطفل وامكاناته ورغباته والاصوب ان يتدخل الاباء بأسلوب مرن متزن مقنن حتى لا يشعروا بكابوس السلطة الوالدية فالحرية الموجهة المنضبطة المسؤولة هي اعظم ما يمكن ان يقدمه الآباء لأبنائهم . ‏