آداب رمضان

آداب القرآن
  (1) الختم :
  فائدة ـ أن من ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة ، يستحب ختمه في مكة المكرمة ، فإن من ختمه فيها لم يمت حتى يرى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويرى منزله من الجنة ، كما ورد ذلك في الروايات .
  أ ـ اللهم اشرح بالقرآن ـ ان تدعوا بهذا الدعاء :


بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونور بالقرآن بصري ، واطلق بالقرآن لساني ، واعني عليه ما ابقيتني ، فانه لا حول ولا قوة إلا بك .
  ب ـ اللهم انك اعنك اعنتني : ان تدعو بهذا الدعاء ( وهو الدعاء الثاني والاربعون من الصحيفة السجادية ) :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم انك اعنتني على ختم كتابك الذي انزلته نوراً ، وجعلته مهيمناً على كل كتاب انزلته ، وفضلته على كل حديث قصصته ، وفرقاناً فرقت به بين حلالك وحرامك ، وقرآناً اعربت به عن شرائع أحكامك ، وكتاباً فصلته لعبادك تفصيلاً ، ووحياً أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله تنزيلاً ، وجعلته نوراً نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه ، وشفاءً لمن أنصت بفهم التصديق الى استماعه ، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه ، ونور هدىً لا يطفأ عن الشاهدين برهانه ، وعلم نجاة لا يضل من ام قصد سنته ، ولا تنال ايدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته ، اللهم فاذ افدتنا المعونة على تلاوته ، وسهلت حواسي السنتنا بحسن عبارته ، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته ، ويفزع الى الاقرار بمتشابهه وموضحات بيناته ، اللهم انك انزلته على نبيك محمدٍ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مجملاً ، والهمته علم عجائبه مكملاً ، وورثتنا علمه مفسراً ، وفضلتنا على من جهل علمه ، وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله ، اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة ، وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله ، فصل على محمدً الخطيب به ، وعلى آله الخزان له ، واجعلنا ممن يعترف بانه من عندك ، حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه ، ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه ، اللهم صل على محمد وآله ، واجعلنا ممن يعتصم بحبله ، ويأوي من المتشابهات الى حرز معقله ، ويسكن في ظل جناحه ، ويهتدي بضوء صباحه ، ويقتدي بتبلج أسفاره ، ويستصبح بمصباحه ، ولا يلتمس الهدى في غيره ، اللهم وكما نصب به محمداً علماً للدلالة عليك ، وانهجت بآله سبل الرضا ، فصل على محمد وآله ، واجعل القرآن وسيلة لنا الى اشرف منازل الكرامة ، وسلماً نعرج فيه الى محل السلامة ، وسبباً نجزى به النجاة في عرصة القيامة ، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة ، اللهم صل على محمد وآله ، واحطط بالقرآن عنا ثقل الاوزار ، وهب لنا حسن شمائل الابرار ، واقف بنا اثار الذين قاموا لك به انا الليل واطراف النهار ، حتى تطهرنا به من كل دنس بتطهيره ، وتقفو بنا اثار الذين استضاؤوا بنوره ، ولم يلههم الامل عن العمل ، فيقطعهم بخدع غروره ، اللهم صل على محمد وآله ، واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنساً ، ومن نزغات الشيطان وخطرات الوسواس حارساً ، ولاقدمنا عن نقلها الى المعاصي حابساً ، ولالسنتنا عن الخوض في الباطل من غيرما آفة مخرساً ، ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجراً ، ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشراً ، حتى توصل الى قلوبنا فهم عجائبه ، وزواجر امثاله ، التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله ، اللهم صل على محمد وآله ، وادم بالقرآن صلاح ظاهرنا ، واحجب به خطرات الوسواس عن صحة ضمائرنا ، واغسل به درن قلوبنا وعلائق اوزارنا ، واجعل به منتشر امورنا ، وارو به في موقف العرض عليك ضمأ هواجرنا ، واكسنا به حلل الامان يوم الفزع الاكبر في نشورنا ، اللهم صل على محمد وآله ، واجبر بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق ، وسق الينا به رغد العيش وخصب سعة الارزاق ، وجنبنا به الضرائب المذمومة ، ومداني الاخلاق ، واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق ، حتى يكون لنا في القيامة الى رضوانك وجنانك قائداً ، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذائداً ، ولما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهداً .
  اللهم صل على محمد وآله ، وهون بالقرآن عند الموت على انفسنا كرب السياق ، وجهد الانين ، وترادف الحشارج ، اذا بلغت النفوس التراقي ، وقيل من راقٍ ، وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب ، ورماها عن قوس الحنايا بأسهم وحشة الفراق ، وداف لها من ذعاف الموت كاساً مسمومة المذاق ، ودنى منا الى الاخرة رحيل وانطلاق ، وصارت الاعمال قلائد في الاعناق ، وكانت القبور هي المأوى الى ميقات يوم التلاق ، اللهم صل على محمد وآله ، وبارك لنا في حلول دار البلى ، وطول المقامة بين اطباق الثرى ، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا ، وافسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا ، ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا ، وارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا ، وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل اقدامنا ، ونور به قبل البعث سدف قبورنا ، ونجنا به من كل كرب يوم القيامة ، وشدائد اهوال يوم الطامة ، وبيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة ، واجعل لنا في صدور المؤمنين وداً ، ولا تجعل الحياة علينا نكداً ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما بلغ رسالتك ، وصدع بأمرك ، ونصح لعبادك ، اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه وعلى آله يوم القيامة اقرب النبيين منك مجلساً ، وامكنهم منك شفاعة ، واجلهم عندك قدراً ، واوجههم عندك جاهاً ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وشرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وثقل ميزانه ، وتقبل شفاعته ، وقرب وسيلته ، وبيض وجهه ، واتم نوره ، وارفع درجته ، واحينا على سنته ، وتوفنا على ملته ، وخذ بنا مناهجه ، واسلك بنا سبيله ، واجعلنا من اهل طاعته ، واحشرنا في زمرته ، واوردنا حوضه ، واسقنا بكأسه ، وصل اللهم على محمد وآله صلاة تبلغه بها افضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك ، انك ذو رحمة واسعة وفضل كريم ، اللهم أجزة بما بلغ من رسالتك ، وادى من آياتك ، ونصح لعبادك ، وجاهد في سبيلك افضل ما جزيت احداً من ملائكتك المقربين ، وانبيائك المرسلين المصطفين ، والسلام عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورحمة الله وبركاته .
  ج ـ اللهم إني اسألك : ان تدعو بهذا الدعاء :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم إني اسألك اخبات المخبتين ، واخلاص الموقنين ، ومرافقة الابرار ، واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، ووجوب رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار .
  د ـ اهداء ثواب الختم :
  أن تهدي ثواب ختم القرآن الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والأئمة ( عليهم السلام ) ، والمؤمنين الاحياء منهم والأموات .
  (2) التلاوة :
  فائدة : ينبغي لك وانت تريد قراءة القرآن وتلاوته مراعاة عدة أمور :
  1 ـ ان تكون على طهارة .
  2 ـ ان تخلص في قراءته .
  3 ـ ان تستعيذ قبل الشروع في قراءته ، قال الله تعالى : ( فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )« النحل : آية 98 ».
  4 ـ أن تبدأ بالبسملة قبل الشروع في قراءته .
  5 ـ ان تتفكر في معانيه .
  6 ـ ان تقرأه بالحزن كأنك تخاطب انساناً .
  7 ـ ان يكون لك قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال .
  8 ـ ان تستشعر الرقة والخوف والوجل .
  9 ـ ان تقف عند كل آية فيها ذكر النار ، فتتعوذ بالله من النار ، وان تقف عند كل آية فيها ذكر الجنة فتسأل الجنة من الله عز وجل .
  10 ـ أن لا تتغنى في القرآن .
  11 ـ ان تقرأ في المصحف ولو كنت حافظاً للقرآن .
  12 ـ ان تبرك بيتك ومنزلك بقراءة القرآن فيه .
  13 ـ ان تهدي ثواب قراءة القرآن الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والأئمة ( عليهم السلام ) ، والمؤمنين الأحياء منهم والأموات
  14 ـ ان تنصت لمن يقرأ القرآن جهراً .
  15 ـ ان تبكي او تتباكى عند استماعك للقرآن .
  أ ـ دعاء قبل نشر المصحف : أن تأخذ القرآن بيدك اليمنى ، وان تدعو قبل نشره بهذا الدعاء :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم اني اشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك ، على رسولك محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكلامك الناطق على لسان نبيك ، جعلته هادياً منك الى خلقك ، وحبلاً متصلاً فيما بينك وبين عبادك ، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة ، وقراءتي فيه فكراً ، وفكري فيه اعتباراً ، واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه ، واجتنب معاصيك ، ولا تطبع عند قراءتي على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوةً ، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها ، بل اجعلني اتدبر آياته واحكامه ، آخذاً بشرايع دينك ، ولا تجعل نظري فيه غفلة ، ولا قراءتي هذراً ، انك انت الرؤوف الرحيم .
  ب ـ دعاء بعد قراءة القرآن : ان تدعو بعد الفراغ من قراءة بعض القرآن بهذا الدعاء :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم اني قد قرأت ما قضيت لي من كتابك ، الذي انزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله ورحمتك ، فلك الحمد ربنا ، ولك الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت ، اللهم اجعلني ممن يحل حلالك ، ويحرم حرامك ، ويجتنب معاصيك ، ويؤمن بمحكمه ومتاشبهه ، وناسخه ومنسوخه ، واجعله لي شفاءً ورحمة وحرزاً وذخراً ، اللهم اجعله انساً في قبري ، وانساً في حشري ، وأنساً في نشري ، واجعل لي بركة بكل آية قرأتها ، وادفع لي بكل حرفٍ درسته درجة في اعلى عليين ، آمين رب العالم ، اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيك ودليك ، والداعي الى سبيلك ، وعلى أمير المؤمنين وليك ، وخليفتك من بعد رسولك ، وعلى اوصيائهما المستحفظين دينك ، المستودعين حقك ، المسترعين خلقك ، وعليهم اجمعين السلام ورحمة الله وبركاته .


السحور

  أ ـ تناول السحور : ان تتسحر ، ولا تدعن ولو على تمرة أو جرعة من الماء ، ففي الحديث : ان الله وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين بالاسحار .
  ب ـ قراءة سورة القدر : أن تقرأ سورة القدر عند السحور ، ففي الحديث ، ما من مؤمن صام فقرأ ( انا انزلناه في ليلة القدر ) عند سحوره وعند افطاره ، الا كان فيما بينهما كالمتشمط بدمه في سبيل الله .

وداع رمضان

  أ ـ اللهم يا من لا يرغب : ان تدعو بأدعية وداع شهر رضان ، ومنها ( الدعاء الخامس والاربعون من الصحيفة السجادية وهو ان تقول :
  ب ـ اللهم هذا شهر رمضان : ان تدعو بهذا الدعاء :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن وقد تصرم ، واعوذ بوجهك الكريم يا رب ان يطلع الفجر من ليلتي هذه ، او يتصرم شهر رمضان ، ولك قبلي تبعة او ذنب تريد ان تعذبني به يوم القاك .
  ج ـ اللهم لا تجعله آخر : ان تدعو بهذا الدعاء :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامي لشهر رمضان ، واعوذ بك ان يطلع فجر هذه الليلة الا وقد غفرت لي .

الاستهلال

  أ ـ اللهم اهله علينا : عن أبي حعفر الباقر ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اذا استهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه وقال :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والعافية المجللة ودفاع الاسقام ، والعون على الصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن ، اللهم سلمنا لشهر رمضان ، وتسلمه منا ، وسلمنا فيه ، حتى ينقضي عنا شهر رمضان وقد عفوت عنا ، وغفرت لنا ، ورحمتنا .
  ب ـ دعاء عند استقبال القبلة : ان تستقبل القبلة وترفع يديك الى السماء وتخاطبه وتقول :

بسم الله الرحمن الرحيم

  ربي وربك الله رب العالمين ، اللهم أهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام ، والمسارعة الى ما تحب وترضى ، اللهم بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا خيره وعونه ، واصرف عنا ضره وشره وبلاءه وفتنته .
  ج ـ دعاء عند النظر إلى هلال : اذا نظرت الى الهلال تقول :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم قد حضر شهر رمضان ، وقد افترضت علينا صيامه ، وانزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، اللهم اعنا على صيامه ، وتقبله منا ، وسلمنا فيه ، وسلمنا منه ، وسلمه لنا ، في يسر منك وعافية ، انك على كل شيء قدير ، يا رحمن يا رحيم .

الافطار

  أ ـ تأخير الافطار : أن تؤخر الافطار عن صلاة العشاء ، الا اذا غلب عليك الضعف ، أو كان هناك من ينتظرك على الافطار .
  ب ـ قراءة سورة القدر : ان تقرأ سورة القدر عند الافطار ، ففي الحديث ، ما من مؤمن صام فقرأ ( انا انزلناه في ليلة القدر ) عند سحوره وعند افطاره ، الا كان فيما بينهما كالمشتحط بدمه في سبيل الله .
  ج ـ الدعاء عند الافطار : ان تدعو بهذا الدعاء عندما تريد ان تفطر :

بسم الله الرحمن الرحيم

  اللهم لك صمت ، وعلى رزقك افطرت ، وعليك توكلت ـ بسم الله ، اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك افطرنا ، فتقبل منا ، انك انت السميع العليم .

الصائم

  فائدة : من دعاء الامام زين العابدين عليه السلام عن دخول شهر رمضان .
  ( واعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك ، واستعملنا فيه بما يرضيك ، حتى لا نصغى بأسماعنا الى لغو ، ولا نسرع بأبصارنا الى لهو ، ولا نبسط ايدينا الى محظور ، ولا نخطو بأقدامنا الى مجحور ، وحتى لا تعي بطوننا الا ما احللت ، ولا تنطق السنتنا الا ما قلت ، ولا نتكلف الا ما يدنى من ثوابك ، ولا نتعاطى الا الذي يقي من عذابك ، ثم خلص ذلك كله من رياء المرائين ، وسمعة المسمعين ، ولا نشرك فيه أحداً دونك ، ولا نبتغي به مراداً سواك ) .
  أ ـ ما ينبغي للصائم ان يفعله :
  1 ـ قراءة القرآن : فقد روي عن الامام ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان .
  وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنه قال : وأكثر من الدعاء وتلاوة القرآن .
  2 ـ الدعاء بالمأثور وغيره ، لما ورد من ان لكل صائم عند افطاره دعوة مستجابة .
  3 ـ الاجتهاد في العبادة سيما الدعاء ، والاستغفار ، والصدقة في شهر رمضان ، وخصوصاً ليلة القدر ، وآخر ليلة من الشهر .
  4 ـ كتم الصوم المندوب ، الا ان يسأل فلا يجوز الكذب ، وقد قال مولانا الصادق ( عليه السلام ) : ان من كتم صومه قال الله تعالى : عبدي استجار من عذابي فأجيروه ، ووكل الله تعالى ملائكته بالدعاء للصائمين ، ولم يأمرهم بالدعاء لاحد إلا استجاب لهم فيه .
  5 ـ شم الطيب واستعماله ، حتى ورد أنه تحفة الصائم . نعم يكره التطيب بالمسك .
  6 ـ تفطير الصائم ، لما ورد من ان فطرك لأخيك ، وادخالك السرور عليه ، اعظم أجراً ، وافضل من صيامك ، وان من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير ان ينقص منه شيء .
وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لأن افطر رجلاً مؤمناً في بيتي ، أحب إلي من أن اعتنق كذا وكذا نسمه من ولد اسماعيل ، ويتأكد الاستحباب في شهر رمضان .
  7 ـ تأخير الافطار حتى يصلي العشاءين لتكتب صلاته صلاة صائم ، الا أن يكون هناك من ينتظره ، او تنازعه نفسه على وجه يسلبه الخضوع والاقبال ، فان الافضل حينئذ الافطار ثم الثلاة ، مع المحافظة على وقت الفضيلة بقدر الامكان .
  ب ـ ما ينبغي للصائم ان يتركه :
  1 ـ الجدال ، والمراء ، والمسارعة الى الحلف .
  2 ـ انشاد الشعر الا في رثاء أهل البيت ( عليه السلام ) ومدحهم .
  3 ـ النساء تقبيلاً ، ولمساً ، وملاعبة ، اذا كان واثقاً من نفسه من عدم الانزال .
  4 ـ الاستياك بالعود الرطب .
  5 ـ الاكتحال بما يصل طعمه ورائحته الى الحلق ، كالصبر والمسك .
  6 ـ المضمضة عبثاً ، وايضاً ادخال شيء في الفم لا لغرض صحيح .
  7 ـ اخراج الدم المضعف بحجامة أو غيرها ، بل كل فعل يورث الضعف .
  8 ـ دخول الحمام ، اذا خشي منه الضعف .
  9 ـ السعوط مع عدم العلم بوصوله الى الحلق .
  10 ـ شم الرياحين ( كل نبت طيب الريح ) خصوصاً النرجس .
  11 ـ الاحتقان بالجامد .
  12 ـ بلّ الثوب على الجسد .
  13 ـ جلوس المرأة في الماء .
  14 ـ التملي من الطعام والشراب للمسافر ، بل لكل من يجوز له الافطار في شهر رمضان .
  15 ـ الجماع في النهار لمن جاز له الافطار في شهر رمضان .
  16 ـ السفر في شهر رمضان قبل ان تمضي ثلاثة وعشرون يوماً منه .
  17 ـ اذى الخادم على وجه لا يبلغ حد الاذى المحرم .

عيد الفطر السعيد

  العيد لغة : اسم لما عاد من شيء في وقت معلوم .
  إنّ شهر رمضان شهر عظيم ومبارك ، لأنّه شهر الله ، وقد كرّمه وشرّفه وعظّمه وفضّله على سائر الشهور ، ويوم الجمعة فضّله الله على سائر الأيام ، وليلة القدر عظيمة لأنّ الله عظّمها وجعلها خيراً من ألف شهر ، فكذلك اليوم الأوّل من شهر شوّال ، وهو يوم عيد الفطر .
  اليوم الذي يعلن فيه الإنسان المؤمن انتصاره على شهواته وغرائزه ، فهو يوم الرحمة ، لأنّ الله يرحم به عباده ، وسمّاه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بيوم الجوائز ، عندما قال لجابر الأنصاري ( رضي الله عنه ) :( إذا كان أوّل يوم من شوّال ، نادى منادٍ : أيُّها المؤمنون أُغدوا إلى جوائزكم ) .
  ثمّ قال : ( يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ) .
  ثمّ قال : ( هو يوم الجوائز ، فينبغي أن يكون الإنسان يوم عيد الفطر خاشعاً خاضعاً ، راجياً لقبول صومه وعبادته في شهر رمضان ، خائفاًَ وجلاً من حرمانه وَردّه ) .
  الاوّل : أن تكبّر بعد صلاة الصّبح وبعد صلاة العيد بما مرّ من التكبيرات في ليلة العيد بعد الفريضة .
  الثّاني : أن تدعو بعد فريضة الصّبح بما رواه السّيد (رحمه الله) من دعاء اَللّـهُمَّ اِنّي تَوَجَّهْتُ اِلَيْكَ بِمُحَمَّد اَمامي الخ وقد أورد الشّيخ هذا الدّعاء بعد صلاة العيد .
  الثّالث : اخراج زكاة الفطرة صاعاً عن كلّ نسمة قبل صلاة العيد على التّفصيل المبين في الكتب الفقهيّة، واعلم انّ زكاة الفطر من الواجبات المؤكّدة، وهي شرط في قبول صوم شهر رمضان، وهي أمان عن الموت الى السّنة القابلة، وقد قدّم الله تعالى ذكرها على الصّلاة في الاية الكريمة " قَدْ اَفْلَحَ " .
  الرّابع : الغسل والاحسن أن يغتسل من النّهر اذا تمكّن ووقت الغسل من الفجر الى حين أداء صلاة العيد، كما قال الشّيخ، وفي الحديث ليكن غسلك تحت الظّلال أو تحت حائط فاذا هممت بذلك فقل: اَللّـهُمَّ اِيماناً بِكَ وَتَصْديقاً بِكِتابِكَ، وَاتّباعَ سُنَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّد ( صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم ) ، ثمّ سمّ بِسم اللهِ واغتسل، فاذا فرغت من الغسل فقل : اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ كَفّارَةً لِذُنُوبي وَطَهِّرْ ديني، اَللّـهُمَّ اَذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ .
  الخامس : تحسين الثّياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكّة للصّلاة تحت السّماء .
  السّادس :الافطار اوّل النّهار قبل صلاة العيد، والافضل أن يفطر على التّمر أو على شيء من الحلوى وقال الشّيخ المفيد: يستحبّ أن يبتلع شيئاً من تُربة الحسين (عليه السلام) فانّها شفاء من كلّ داء .
  السّابع : أن لا تخرج لصلاة العيد الّا بعد طلوع الشّمس، وأن تدعو بما رواه السّيد في الاقبال من الدّعوات، منها ما رواه عن أبي حمزة الثّمالي، عن الباقر (عليه السلام) قال : ادع في العيدين والجمعة اذا تهيّأت للخروج بهذا الدّعاء :
  اَللّـهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ في هذَا الْيَوْمِ اَوْ تَعَبَّأَ اَوْ اَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَة اِلى مَخْلُوق رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعَطاياهُ، فَاِنَّ اِلَيْكَ يا سَيِّدي تَهْيِئَتي وَتَعْبِئَتي وَاِعْدادي وَاسْتِعْدادي رَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ، وَقَدْ غَدَوْتُ اِلى عيد مِنْ اَعْيادِ اُمَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّد صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، وَلَمْ اَفِدْ اِلَيْكَ الْيَوْمَ بِعَمَل صالِح اَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوق اَمَّلْتُهُ، وَلكِنْ اَتَيْتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبي وَاِساءَتي اِلى نَفْسي، فَيا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ اِغْفِرْ لِيَ الْعَظيمَ مِنْ ذُنُوبي، فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظامَ إلاّ اَنْتَ يا لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
  الثّامن : صلاة العيد وهي ركعتان يقرأ في الاُولى الحمد وسورة الاعلى، ويكبّر بعد القراءة خمس تكبيرات وتقنت بعد كلّ تكبيرة فتقول :
  اَللّـهُمَّ اَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ، وَاَهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاَهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاَهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْيَومِ الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً، وَلُِمحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَشَرَفاً وَمَزيْداً، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تُدْخِلَني في كُلِّ خَيْر اَدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، وَاَنْ تُخْرِجَني مِنْ كُلِّ سُوء اَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصّالِحُونَ، وَاَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الْصّالِحُونَ .
  ثمّ تكبّر السّادسة وتركع وتسجد ، ثمّ تنهض للركعة الثّانية، فتقرأ فيها بعد الحمد سورة والشّمس، ثمّ تكبرّ أربع تكبيرات تقنت بعد كلّ تكبيرة وتقرأ في القنوت ما مرّ، فاذا فرغت كبّرت الخامسة فركعت وأتممت الصّلاة وسبّحت بعد الصّلاة تسبيح الزّهراء ( عليها السلام )، وقد وردت دعوات كثيرة بعد صلاة العيد ولعلّ أحسنها هو الدّعاء السّادس والاربعون من الصّحيفة الكاملة، ويستحبّ أن يبرز في صلاة العيد تحت السّماء، وأن يصلّي على الارض من دون بساط ولا بارية، وأن يرجع عن المصلّى من غير الطّريق الذي ذهب منه، وأن يدعو لاخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم .
  التّاسع : أن يزور الحسين ( عليه السلام ) .
  العاشر : قراءة دعاء النّدبة، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وقال السّيد ابن طاووس ( رحمه الله): اسجد اذا فرغت من الدّعاء فقُل : اَعُوذُ بِكَ مِنْ نار حَرُّها لا يَطْفى، وَجَديدُها لا يَبْلى، وَعَطْشانُها لا يُرْوى، ( ثمّ ضع خدّك الايمن على الارض وقل ) اِلهي لا تُقَلِّبْ وَجْهي في النّارِ بَعْدَ سُجُودي وَتَعْفيري لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ ( ثمّ ضع خدّك الايسر على الارض وقل) اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ( ثمّ عد الى السّجود وقل) اِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ ( ثمّ قل ) الْعَفْوَ الْعَفْوَ مائة مرّة ثمّ قال السّيد : ولا تقطع يومك هذا باللّعب والاهمال وأنت لا تعلم اَمَردودٌ أم مقبول الاعمال، فاِن رجوت القبول فقابل ذلك بالشّكر الجميل واِن خفت الرّدَّ فكُن أسير الحزن الطويل.

basrahcity.net basrahcity@basrahcity.net