( الشعر و الأداب)
ابان عبد الحميد اللاحقي ( ت 200 هـ )
الاستاذ بيان علي عبد الرحيم

  ولد بالبصرة سنة 135 هـ ونشا وتربى بها في بيت شعر ( اذ كان جده وابوه وابنه وحفيده من الشعراء ) وقد تفتحت شاعريته مبكرة واخذ يتجه بها الهجاء وسرعان ما اصطدم بالمعذل بن غيلان واستطار بينهما الشر ونرى المعذل في هجائه يتهمه بانه مانوي زنديق وهي تهمه ظلت عالقه به والجاحظ لا ينفيها عنه بل يثبتها لكن الصولي يقول عنه ( حسن السيرة حافظا للقران عالما بالفقه وقال عند وفاته : انا ارجو الله واساله رحمته ، ما مضت علي ليلة قط لم اصلي فيها تطوعا كثيرا ) .
  ولهذا لا نستغرب اتهامه بالزندقة لان كثيرا من المنطقة والمتكلمين اتهموا بهذه التهمة ايضا .
  ومن الطبيعي انذاك ان يطلع ابان على ثقافات عصره المختلفة في البصرة من ثقافات دينية وادبية لغوية وتاريخية فقد كان يحضر الحلقات التي تعقد في مساجد البصرة وخاصة المسجد الكبير فيها الذي كان مركزا لحركة دينية وعلمية وادبية كبيرة وكان يحضر حلقة يونس بن حبيب النحوي وكان ابان يفد على المربد الذي اصبح في القرن الثاني غرضا بقصيدة الشعراء لياخذوا عن الاعراب الشعر .
  عاش اول حياته مع الجانين الخليعين في البصرة اذ كان صديقا لمجموعة من الشعراء الزنادقة منهم حماد الراوية وحماد عجرد ومطيع بن اياس ، ولكن ابان بعد ان ترك البصرة الى بغداد واتصل بالراكة ونظم الكتب ودع هذه الحياة الماجنية اللاهية وقصر حياتة على مدح البرامكة ونظم الكتب لهم ، ويقول عنه ابن المعتز ( كان شاعراً اديباً عالماً ظريفاً منطقياً مطبوعاً على الشعر مقتدراً عليه وهو الذي نقل كليله ودمنه شعرا بتلك الالفاط الحسنة العجيبة ... ولم يقدر احد من الناس ان يعلق عليه بخطأ في نقله ، ولا ان يقول : ترك من لفظ الكتاب او معناه ) وقال احد الباحثين في اربعة عشر الف بيت وانزها في اربعة اشهر ونال عليها مكافاءة جزله .