(علم الادب والاخبار)
المبرّد
الاستاذة ميثة كاظم حسين

 محمد بن يزيد بن عبد الاكبر الثمالي الازدي أبو العباس المعروف بالمبرد : امام العربية ببغداد في زمنه ، واحد أئمة الأدب والأخبار ، مولده بالبصرة ، ووفاته ببغداد ، من كتبه ( الكامل ) و ( المذكر والمؤنث ) و ( المقتضب ) و ( التاعزي والمراثي ) و ( شرح لامية العرب مع شرح الزمخشري ) و ( أعراب القراَن ) و (طبقات النحات البصريين ) و ( نسب عدنان وقحطان ) و ( المغرب ) ، قال الزبيدي في شرح خطبة القاموس : المبرّد بفتح الراء المشددة عند الأكثر وبعضهم بكسره ، فلما صنف المازني كتاب الاَلف والام ، سأل المبرّد عن دقيقة وعويصة فاجاب بأحسن جواب فقال له : قم فأنت المبرّد ـ ( بكسر الراء ) أي المثبت للحق ـ فغيّره الكوفيون وفتحوا الراء .
تلامذته :
 اشهر من تلقى العلم عنه أبو إسحاق الزجاج الذي لازمه منذ مجيئه إلى بغداد بعد أن كان تلميذاً لثعلب ، كما كان الصولّي ونفطويه وابن السراج والاخشف الأصغر وابن درستوبه وابو جعفر النحاس وغيرهم .
شيوخه :
   تتلمذ أبو العباس المازني وأبي حاتم السجستاني ، كما أخذ عن أبي عمر الجرمي وأبي إسحاق الزيادي ، والرياشي ، وغيرهم من أعلام البصرة في النحو واللغة.
ما قيل فيه :
   قال أبو سعيد السيرافي : سمعت ابا بكر بن مجاهد يقول : ما رأيت احسن جواباً من المبرد في معاني القرأن فيما ليس فيه قول لمتقدم وقال أبو الطيب اللغوي : (( فلم يكن في وقته ـ أي المبرّد ولا بعده مثله )) .
 وقال الزجاج : (( لما قدم المبرّد جئت أناظره وكنت أقرا على ابي العباس ثعلب فعزمت على إعناته ، فلما فاتحته ألجمني بالحجة وطالبني بالعلة وألزمني الزامات لم اهتد اليها فتيقنت فضله واسترجعت عقله وأخذت ملازمته )) .
 وقال الفيروز ابادي : (( امام في العربية غزير في الحفظ والمادة )) .
 وقال نفطويه : (( ما رأيت احفظ للاخبار بغير أسانيد منه )) .
 وكان المبرّد جميلاً لاسيما في صباه ، فصيحاً بليغاً أخبارياً علامة ، صاحب نوادر وطرافة وقيل هو من ثمالة من قبيلة الازد ، وفيه يقول عبد الصمد بن المعدل :
سـألنا عن ثمالة كل iiحي      فقال  القائلون ومن iiثمالة
فقلت محمد بن يزيد منهم      فـقالوا  زدتنا بهم جهالة
 وكان الناس بالبصرة يقولون : ـ ما رأى المبرّد مثل نفسه .
مكانة المبرد :
 أنتهت إلى أبي العباس المبرّد زعامة المدرسة البصرية بعد وفاة أستاذه المازني ، وقد التفت حول حلقته الدراسية مجموعة كبيرة من طلبة العلم فكان التلقي على يديه شديداً كما كان كبار القوم تستهويهم مجالسته ، ويسترشدون برأيه في اختيار المؤدبين لأولادهم .
وفاته :
 توفي ابو العباس المبرد يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين ودفن بمقبرة باب الكوفة ، وصلى عليه أبو محمد يوسف بن محمد بن يعقوب القاضي .