(علم الحديث)
أبو داود السجستاني
الاستاذ عبد الزهرة كاظم سمحاق

 هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران الازدي السجستاني ، إمام أهل الحديث في زمانه ولد في سجستان سنة ( 202 هـ ) نشأ منذ صغره محباً للعلم والعلماء وملازماً لهم وشرب من معينهم عللاً بعد نهل ، ولم يكد يبلغ مبلغ الرجال حتى أخذ نفسه بالارتحال ، قدم بغداد غير مرّة ، وحدث أهلها بكتاب السنن بل يقال أنه اَلفه بها وعرضه على الأمام احمد بن حنبل ( 241 هـ ) فاستحسنه واستجازه وقد اتخذ من البصرة موطناً وذلك لما عزم اميرها ابو احمد الموفق ـ أخو الخليفة المعتمد بالله ـ على المقام بها لتصبح كعبة في العلم ، وطلاب الحديث ، وحينما كان ببغداد دخل عليه الامير أبو أحمد الموفق وقال له : اعرض ثلاث خصال : تنقل إلى البصرة فتجعلها وطناً يرحل اليك طلبة العلم في أقطار الارض فتعمر بك ، فأنها قد خرجت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من افعال الزنج ، وتروي لأولادي السنن ، ثم قال له ابو داود هات الثالتة ، ـ فقال وتفرد لهم مجلساً للرواية فان أولاد الخلفاء لايقعدون مع العامة ، فقال : أما هذه فلا سبيل أليها ، لان الناس شريفهم ووضيعهم في العلم سواء ، فكانوا يحضرون فإذا قعدوا ضرب ستر بينهم وبين الناس ويستمعون مع العامة .
 لم يبقى أبو داود في البصرة التي أتخذها موطناً فحسب ، وأنما كان التجوال الدائم هو ديدنه ، فطوف في الأمصار الإسلامية ، وسمع من خلق كثير في الحجاز ، والشام ومصر والجزيرة وخراسان وغيرها وهم كثيرون منهم : عبد الله بن مسلمة القعنبي وأبو الوليد هشام الطيالسي ( 227 هـ ) وأبو عمرو مسلم بن إبراهيم الازدي الفراهيدي (222 هـ ) وإبراهيم بن موسى الفراء وعمرو بن عون وسليمان بن حرب وموسى بن اسماعيل والحسن بن عمرو السدوسي واحمد بن عبد الله بن يونس ، مما ساعده هذا التجوال الحصول على قسط وافر من الاحاديث التي عز بها واودع خلاصتها في كتابه ( السنن ) الذي صنفه ونال القبول من الناس .
 ونظراً لمكانة ابي داود العلمية فقد ضم مجلسه عدداً كبيراً من العلماء الذين تتلمذوا على يديه وحدثوا عنه وفي طليعة تلاميذه الامام احمد بن حنبل ( 241 هـ ) الذي روى عنه حديثاً واحداً وكان أبو داود يفتخر بذلك والترمذي ( 279 هـ ) والنسائي ( 304 هـ ) وأبنه ابو بكر عبد الله ( 316 هـ ) وغيرهم وكان عدد منهم قد تلقوا كتاب السنن منه ، ورووه عنه وهم : أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن داسة البصري ( 346 هـ ) وأبو سعيد ، احمد بن محمد المعروف بابن الأعرابي البصري ( 340 هـ ) وأبو علي ، محمد بن عمر اللؤلؤي البصري ( 275 هـ ) وإسحاق بن موسى الرملي ، ورّاق بن أبي داود ، ولكن اصح هذه الروايات هي رواية اللؤلؤي ، لأنها اَخر ما أملى أبو داود وعليها مات ، وهي الرواية المنتشرة في المشرق .
 توفي أبو داود في البصرة سنة ( 275 هـ ) ودفن إلى جانب قبر سفيان الثوري وأبي عبد الله احمد بن عيسى بن زيد بن علي ، في مقبرة بني كليب في البصرة ضمن مقابر بني تميم التي تمتد بينهم وبين المربد .
 وترك أبو داود بعد وفاته عدة مؤلفات ذكرها أصحاب كتب التراجم منها :
1 ـ كتاب السنن : وهو من أهم الكتب عند ابي داود واجلها .
2 ـ كتاب الرد على أهل القدر ، رواه أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب البصري .
3 ـ كتاب الناسخ والمنسوخ : الذي رواه عنه أبو بكر احمد بن سليمان النجاد .
4 ـ كتاب التفرد .
5 ـ كتاب دلائل الوحي .
6 ـ كتاب أبتداء الوحي .
7 ـ كتاب فضائل الاعمال .
8 ـ كتاب الزهد .
9 ـ كتاب الدعاء .
10 ـ كتاب المسائل ، الذي رواه عنه أبو عبيد بن علي بن عثمان الاجري .
11 ـ كتاب اخبار الخوارج .
12 ـ كتاب المراسيل .
13 ـ كتاب البعث ـ رسالة .
14 ـ كتاب تسمية الاخوة ـ رسالة .