الدور الفكري لمسجد البصرة

الأستاذ جواد كاظم النصر الله

المقدمة

   لقد شهد التأريخ بفضل المساجد في الحركة الإسلامية التي أضاءت جوانب الأرض بهديها ،كما شهدت لها بأكبر الأثر في توجيه الشعور وتوحيد الصفوف وتكاتف القوى ، وكانت المساجد بيوت الله يذكر فيها اسمه ويثبت فيها أوامره ونواهيه ويفقه الناس أمور دينهم كما كانت أيضاً مجامع لقافلة الجهاد والذود عن الحرمات ،هذا ما كان يؤديه المسجد في الإسلام فله الفضل في النهضة العلمية الاسلامية وما أخرجه للعالم من فطاحل العلماء والأدباء والقادة .
   كان للمسجد في الإسلام مهام متعددة منها : ـ
   1 ـ إقامة الصلاة : ـ لما كانت الصلاة صلة بين العبد وربه لذا كان لزاماً الحفاظ على هذه الصلة وإقامتها في أماكن مقدسة ، فكان المسجد أقدس مكان لإقامة الصلاة ، ومن بين الصلوات هناك صلاة الجمعة التي يجب أن تقام في مكان واحد في البلد ،لذا يسمى المسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة بالمسجد الجامع ،وكان مسجد البصرة من المساجد الجامعة .
   2 ـ مقراً للحكومة : ـ يعد المسجد مقراً للحكومة لتداول الرأي حيث يتم عقد الاتفاقيات وإرسال الرسل واستقبال واتخاذ القرارات المهمة ،إلا انه بعد ذلك استعيض عنه بإنشاء دار الإمارة ،ومع ذلك بقي المسجد يحتفظ بدوره في القضايا السياسية فقد يستغله المعارضون للحكم للإعلان عن ثوراتهم وأهدافهم .
   3 ـ توزيع العطاء : ـ كانت من مهام المسجد الأولى انه مكاناً لتوزيع الأموال على المستحقين ،إلا انه استعيض عنه بعد ذلك لما انشئ بيت المال .
   4 ـ القضاء : ـ كان المسجد يعد مكاناً لفض الخصومات بين الناس ،لكنه في العصور اللاحقة استعيض عنه بدار القضاء أو ديوان القضاء .
   5 ـ التعليم : ـ من أهم المهام التي اضطلع بها المسجد القضايا الثقافية حيث صار أشبه بجامعة مصغرة يجمع فيها الأساتذة من مختلف الاختصاصات مع طلباتهم ، حيث تتشكل حلقات عدة ،فحلقة للنحو حيث عرفت البصرة بمدرستها النحوية ،وحلقة لتدريس اللغة ، وأخرى للكلام والقضايا الفلسفية ،وحلقة للتفسير .
   لقد تنامت الحركة الثقافية في مسجد البصرة بعد زيارة الإمام علي (عليه السلام ) للبصرة سنة 36 هـ ، حيث ألقى عدد من الخطب في هذا المسجد ، ثم عين على البصرة عبد الله بن عباس المعروف بفقهه حيث اخذ يلقي دروس في الفقه والتفسير والإخبار في مسجد البصرة حيث تخرج على يديه كبار التابعين كالحسن البصري ، وتشكلت نواة مدارس في الفقه والتفسير والأخبار والكلام ، وبالإضافة لحلقات الدرس كانت تعقد المناظرات وأدت بعض من هذه المناظرات لإيجاد اتجاهات فكرية جديدة كالمناظرة بين الحسن البصري وتلميذه ابو الحسن الأشعري والتي أدت لنشوء مذهب الاشاعرة في علم الكلام .
   6 ـ حلقات العلم في المسجد : ـ الداخل الى المسجد يسمع ما كان يدور في أروقته من كلام بليغ وما يتلى فيه من آيات كريمة فيأخذه العجب ويخشع ويقنت لرحمة الله الواسعة فهو أشبه بمدرسة جامعة انتشرت في أروقته الواسعة جميع حلقات المذاهب الإسلامية على اختلاف أنواعها فمن المعتزلة إلى المتصوفة فالأشعرية وغيرها ففاض بمعشر المفسدين يتخذون من جنباته أركاناً للتعليم حتى زادته إشراقاً تلكم التلاوات المعطرة من آيات الله البينات فالآذان إليها صاغية والأفئدة إليها واعية مما كان يشار إليه بالفخر والإعجاب وهكذا كان هذا الجامع له من الأهمية والمكانة عند المسلمين إبان ازدهار البصرة القديمة في أيامها الخوالي فكان رواده يرضعون لبن علوم التوحيد والتفسير والسنة من حلقات خيرة صحابة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وتابعيهم يرتشفون رحيق الأدب والكمال من جهابذة علمائها وخمول أدبائها فتخرج في جامع البصرة علماء لهم مكانتهم العليا واليد الطولى في التفسير والحديث والفقه والنحو والصرف وعلم الكلام والتاريخ والسير واللغة والأدب وكم يطأطئ التاريخ رأسه لكثير من الزهاد والعباد وحفظة القرآن الذين ضمهم المسجد الجامع يضاف إلى ما كان فيه من أصحاب رأي يتباحثون ويتناظرون بحرية واطمئنان حتى أصبح المسجد الجامع كعبة طلاب العلم معهد العلماء الأفاضل في الرواية والإسناد يجتمعون على اختلاف طبقاتهم واخبارهم واعمارهم لا فرق بين غني وفقير ومأمور وأمير فكل على حسب ما يبتغي جنيه من ثمار العلم يلتفون حول العلماء المتصدرين على مساندهم الموضوعة جنب سواري المسجد لكل عالم حلقة فصارت كل حلقة تعرف بعالمها كحلقة الحسن البصري وأبي عبيدة ويونس وغيرهم فكان المسجد يعج بجموع الطلاب المحتشدين والداخل فيه لا يسمع إلا صرير الأقلام ودوي طلاب العلم في الدرس والإلقاء كدوى النحل في القفار حتى أنه كان يقف عند رأس بعض المشايخ مستمليان يسمعان الناس ما يمليه عليهم الأستاذ كأحمد بن محمد أبي ليلى العبدي وأبدع من وصف ذلك هو العلامة الحريري في مقامته البصرية حيث قال : وكنت سمعت أن غشيان مجالس الذكر يسر غواشي الفكر فلم ار لإطفاء ما بي من الجمرة الإ قصد الجامع بالبصرة وكان إذ ذاك مأهول المساند مشفوه الموارد يجني من رياضه أزاهير الكلام ويسمع في أرجائه صرير الأقلام ، ولله در المفجع البصري الشاعر الكاتب حين قال :
لا  يـا جامع iiالبصر        ة  لا خــربـك iiالله
وأسقى صحنك iiالغيث        مـن الـمزن iiفرواه
فكم  من عاشق iiفيك        يـرى  مـا iiيـتمناه
بـقـرآن iiقـرأنـاه        وتـفـسير iiرويـناه
وكم من طالب للشعر        بـالـشعر طـلبناه
   وقد وظف في هذا المسجد الجامع قاض يفرض النفقات ويحكم في مئتي درهم وعشرون ديناراً فما دونها تخفيفا عن الدواوين التي تنظر فيها فوق ذلك من قضايا الناس .
   إن أول حلقة اتخذت في المسجد الجامع بالبصرة وأقرئ فيها القرآن هي حلقة جعفر ابن أبي الحسن ، ثم حلقة الأسود بن سريع التميمي وهو اول من قضى فيه ،فقال له مجاشع ومجالد ابنا مسعود : رحمك الله شهرت نفسك فقال لا أعود ،وهناك حلقات عمران بن الحصين الخزاعي ، وعبد الله بن المعقل المازني ، وأنس بن مالك الخزرجي الأنصاري الصحابي الشهير ، وهشام بن عامر الأنصاري الذي روى عنه الحسن البصري ،ومجاشع بن مسعود السلمي الذي روى عنه البصريون الحديث ، والأسود بن سريع بن حميري احد بني سعد وكان قاصا للمواعظ والحديث وما ترق له القلوب وهو أول من قص بالمسجد الجامع بالبصرة ، وابو الأسود الدؤلي وغيرهم .
   وحلقة ميمون بن الأقرن ، وعبد الله بن إسحاق الحضرمي ، وأبو عمرو بن العلاء ، وعيسى بن عمرو ومن اخذ عنه الخليل بن احمد ، وعمرو بن عبيد الزاهد المذكور الذي ناظره الحسن البصري ، وحلقة واصل بن عطاء المعتزلي المشهور ، ويونس بن حبيب النحوي المشهور وكان ينتاب حلقته طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء العرب ووفود اهل البادية وقد جلس الرشيد إلى حلقته ، وروى أن أعرابياً وقف على حلقة يونس بن حبيب وقال : الحمد لله أن أذكر به إنا أناس قدمنا المدينة ثلاثون رجلا لا ندفن ميتا ولا نتحول من منزل وان كرهناه فرحم الله عبدا تصدق على أبن سبيل ونضو طريق وفل سنة فأنه لا قليل من الأجر ولا غنى من الله ولا عمل بعد الموت يقول الله عز وجل ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً ) إن الله لا يستقرض من عوز ولكن ليبلوا خيار عباده .
   وحلقة حماد بن سلمة الذي تخرج على يد سيبويه ،وحلقة ابو سعيد الحسن البصري ومن جملة تلاميذه وملازميه عمرو بن عبيد الزاهد جالسه مدة حتى حفظ كثيرا ًمن علومه ومعارفه وقد قال عنه الحسن هذا سيد شباب أهل البصرة ثم نفره الحسن ونهى عنه لاختلافه معه في المباحث الكلامية ، وفي حلقة الحسن البصري طلق الفرزدق زوجته نوار بمحضر من الناس واشهد على طلاقها الحسن البصري ثم قال يا أبا سعيد قد ندمت فقال الحسن والله إني لأظن ذلك يترقرق والله لئن رجعت لرجمتك بالحجارة فمضى يقول :
ندمت ندامة الكسعي لما        غدت  مني مطلقة iiنوار
   ومن الملازمين للحسن أيضاً واصل بن عطاء ولكن بعد ذلك اختلف معه في المباحث الكلامية واعتزل مجلس أستاذه كون له حلقة جنب أحدى سواري المسجد وقال الحسن اعتزل عنا واصل بن عطاء فسميت آنذاك فرقة المعتزلة .
   وهناك حلقة أبو عبيدة معمر بن المثنى وكان يرى رأي الخوارج وبلغ من العمر نحو مئة سنة ولم يحضر جنازته من الناس احد بالمصلى حتى اكتري لها من يحملها .
   ومن أشهر الحلقات حلقة الخليل بن احمد الفراهيدي اللغوي المشهور صاحب كتاب العين وواضع أصول العروض في الشعر والذي وصف بأنه مفتاح العلوم ومعرفتها ، ويعد من العلماء الذين ذهبوا ضحية العلم وذلك أنه أراد لأن يخترع شيئاً في الحساب سهلاً بسيطاً يفهمه العامة فلو سارت جارية إلى البياع بدرهم لا يستطيع البائع ظلمها فدخل للمسجد وهو يفكر في فكرته هذه فصدمته سارية من سواري المسجد وهو غافل عنها فأنقلب على ظهره فكانت تلك الصدمة سبباً في موته .
   وهناك حلقة كسيان بن المعرف النحوي الهمجي وكان مزاجاً وقال أبو عبيدة كان يخرج معنا للأعراب فينشدوننا فيكتب في الواحه غير ما ينشدونا وينقل منها إلى الدفاتر غير ما فيها ثم يحفظ من الدفاتر غير ما فيها ثم يحدث بغير ما حفظ وقد قرئ عليه بيت حتى مر بلفظة العيس فسأل الصبي عنه فقال له هو الإبل فقال لهخ ما الابل قال الجمال فقال له ما الجمال فقام كيسان على أربع ورغافي المسجد وقال الذي تراه طويل الرقبة وهو يقول بوع .
   واشتهرت حلقة سيبويه عمرو بن قنبر صاحب كتاب الكتاب في النحو وأبو عثمان المازني من رؤساء النحويين في البصرة وأبو العباس المبرد الأديب النحوي الكبير صاحب كتاب الكامل ، وحلقة عمرو أبو بحر الجاحظ الكاتب الأديب المشهور صاحب كتاب البيان والتبيين والبخلاء والحيوان وغيرها .
   وحلقة أزهر أبو بكر بن سعد السمان الحجة المحدث الباهلي وهو مولاهم كانت له حلقة في مسجد الجامع ، وروى الشيباني قال كان أبو جعفر المنصور أيام بني أمية إذا دخل البصرة يدخل متسترأً قبل أن يلي الخلافة فكان يجلس في حلقة أزهر السمان المحدث فلما أفضت الخلافة إليه قدم عليه أزهر فرحب به وقربه وقال له ما حاجتك يا أزهر قال داري منهدمة وعلي أربعة آلاف درهم فوصله باثني عشر ألفا وقال قد قضينا حاجتك يا أزهر فلا تأتنا طالب فأخذها وأرتحل فلما كان بعد سنة اتاه فلما رآه أبو جعفر قال ما جاء بك يا أزهر قال جئتك مسلماً قال قد امرنا لك بأثني عشر ألفاً واذهب فلا تأتنا طالباً ولا مسلماً فأخذها ومضى فلما كان بعد سنة أتاه فقال ما جاء بك يا أزهر قال أتيت عائداً قال أنه يقع في خلدي أنك جئت طالباً قال ما جئت إلا عائداً قال قد أمرنا لك باثني عشر ألفاً واذهب فلا تأتنا طالباً ولا مسلماً ولا عائداً فأخذها وأنصرف فلما مضت السنة أقبل قال له ما جاء بك يا أزهر قال دعاء كنت أسمعك تدعو به يا أمير المؤمنين جئت لأكتبه فضحك أبو جعفر وقال انه دعاء غير مستجاب وذلك اني قد دعوت الله لا أراك فلم يستجب لي وقد أمرنا لك باثني عشر آلفاً وتعال متى شئت فقد أعيتني فيك الحيلة .
   أما الحلقات العلمية بعد وقعة الزنج فهي : حلقة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب والشاعر والاديب والنحوي البصري الملقب بالمفجع البصري .
   وكان شاعراً بليغاً مليح النوادر يجلس في المسجد الجامع يكتب عنه ويقرأ عليه الشعر واللغة والمصنفات وامتنع من الجلوس مرة لسبب لحقه من بعض من حضره فخوطب في ذلك فقال : لو استطعت أن انسيهم اسماءهم لفعلت .
   وحلقة الحسين بن المنصور الحلاج ، قدم من خراسان وسكن واسط ثم البصرة فالتف حوله كثير من الزهاد والناس واعتقدوا فيه المكرمات وانه مجاب الدعوات وذلك قبل ان تظهر اقواله التي صلب من أجلها على جسر بغداد سنة 309 هـ / 921 م ، وكانت مضايقة الناس له بالبصرة وأعتقادهم فيه الكرامة سبباً لتركه بالبصرة ، وكان يكره ما يقولون فيه ويقول : ما أنا حتى يصفوني بهذه الصفات وينسبون إلي أشياء لا يسألونني عنها ولا يستكشفونها وإنها ليست كما يقولون ، وقيل أنه جاءه يوماً رجل في المسجد وهو جالس يدرس في حلقة وأعطاه مبلغاً من الدراهم أوصاه ان يفرقه بين الفقراء واهل الحاجة ولم يكن بجانبه حين ذاك أحد منهم فوضع تحت باريه يجلس عليها من بواري المسجد إلى جانب احد أساطينه ومكث ينتظر مدة ثم انصرف إلى منزله ، وفي الغد جاء إلى محله المعهود واخذ يصلي فأحتف به قوم من الزهاد والمحتاجين فقطع صلاته رفع البارية ووزع عليهم تلك الدراهم ، فقالوا انه ضرب التراب فصار في يده دراهم ومثل هذا كثير أنكره عليهم حتى اضطر الى الخروج من البصرة إلى مكة ومنها الى بغداد .
   وحلقة أبو يعلى العبدي البصري احمد بن محمد يعرف بالصوف وهو شيخ المالكية في العراق وإمامهم في البصرة وهو من ذرية الحسن البصري كان يتصدر للتدريس في المسجد الجامع في كل جمعة وعند رأسه مستمليان يسمعان الناس ما يمليه ت 490 هـ /1096 م .
   استمر هذا المسجد كجامعة مصغرة يستقبل طلبة العلم من مختلف أرجاء العالم الإسلامي نشا من بعضهم أساطين من اختصاصات مختلفة فيعودوا إلى بلادهم ، وما زال الحال حتى مجيء المغول فلحق مدينة البصرة من الدمار والخراب بسبب الفتن وانعدام الأمن مما أدى لهجرانها إلى ما يسمى بالبصرة الحديثة .
   بقي هذا المسجد اثرا تاريخياً شاخصاً واخذ يعرف باسم ( خطوة الإمام علي عليه السلام أو جامع الإمام علي (ع) ) والسبب في ذلك يعود لزيارة الإمام عليه السلام له أيام خلافته سنة 36 هـ ، وإلقائه عدداً من الخطب في هذا المسجد .
   ومن بينها تنبؤاته لمصير هذه المدينة ومسجدها حيث قال : ـ كأني انظر إلى تربتكم هذه قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر ، وفي رواية ( كجؤجؤ سفينة ) .
   قال أبن أبي الحديد في تعليقه على كلام الإمام أعلاه : ( فإما إخباره عليه السلام إن البصرة تغرق عدا المسجد الجامع بها ، فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على إن البصرة هلك بالماء الأسود يتفجر من أرضها فتغرق يبقى مسجدها .
   والصحيح إن المخبر به قد وقع ، فان البصرة قد غرقت مرتين ،مرة في أيام القادر بالله ، ومرة في أيام القائم بأمر الله ، غرقت باجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزاً بعضه كجؤجؤ الطائر حسب ما اخبر به أمير المؤمنين (عليه السلام ) ،جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس ، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام ، وخربت دورها وغرق كل ما في ضمنها ، وهلك كثير من أهلها ، وأخبار هذين الغرقيين معروفة عند أهل البصرة يتناقلها خلفهم من سلفهم ) .

BASRAHCITY.NET