الصراع البريطاني العثماني على
الفاو 1861 ـ 1905

الاستاذ طالب جاسم محمد الغريب

   المقدمة
  ان الهدف من هذا البحث هو إظهار أهمية الفاو في المحافل الدولية خلال العهد العثماني ، إذ لم يسلط الباحثون عليه بحثا منفردا وانما جاء ذكره عرضا في بعض الكتب وخاصة في كتاب الدكتور القهواتي الموسوم ( دور البصرة التجاري في الخليج العربي ) اذ افرد فقرة عن الفاو مـن خلال إظهار أهمية البصرة التجارية .
  من هنا جاءت هذه الدراسة لتبين أهمية الفاو في الإستراتيجية العالمية كونه يقع على الممر المائي ذا الأهمية الإستراتجية لدى بريطانيا ولاسيما بعد تزايد نفوذها بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر في المنطقة إذ تعد العراق اقصر الطرق إلى الهند من خلال شط العرب ونهر الفرات ولهذا تابعت أي تحرك يهدد مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة .
  ان هذا البحث سوف يسلط الضوء على الصراع بين الدولة العثمانية وبريطانيا حول الفاو .

تسمية الفاو
  اختلفت الآراء في أصل تسمية الفاو فهناك الرواية المحلية التي نقلها لنا حامد البازي مفادها ان سفينة اسمها ( الفاو ) كانت تابعة لأهل الديلم جاءت إلى تلك المنطقة لتحميل التمور وصادف ان هبت رياح شديدة أدت إلى غرق السفينة في نهر المهلبان فاخذ الناس يطلقون على المنطقة اسم الفاو فيقولون ( محل غرق الفاو ) ثم حذفت لفظة غرق لتبقى الفاو ثم سميت المنطقة كلها بهذا الاسم (1) ، أما سالم المبادر الذي اعتمد على الدكتور مصطفى جواد فقد أكد ان كلمة الفاو كانت في الأصل الفأو وتعني الأرض المكشوفة للناظر أو الأرض المحصورة بين مرتفعين (2) .
  ان الدكتور القهواتي يثير الشك في هذه الاجتهاد لكون تسمية الفاو شاعت بعد بناء محطة التلغراف في عام 1861 ، وان شك الدكتور في محله إذ ان البريطانيين كانوا يطلقون على الفاو ، باللغة الانكليزية ، كلمة (FEW) أي انها تتألف من ثلاث كلمات فالحرف F يعني (Flat) أي المنبسط والحرف (E) ويعني (Earth) الأرض و(W) ويعني (Water) الماء ومن هنا فان كلمة (few) أي تعني الأرض المنبسطة على الماء وهذا المعنى قريب من مصطلح الدكتور مصطفى جواد ثم حورت الكلمة الى (Faw) ثم إلى(Fao )(3) .
  هذا من ناحية التسمية أما لمن تعود الفاو هل كانت قديمة في نشأتها ؟ أم كانت تابعة إلى منطقة المعامر التي تقع شمالها ؟ وما اسمها قبل تسميتها بالفاو ؟ كل هذه التساؤلات يمكن الإجابة عليها من خلال تتبع التكوين التاريخي لهذه المنطقة .
  كانت الفاو تابعة إلى المعامر التي هي بمثابة مراعي إلى الأخيرة وكانت تسمى ( بالدكاك ) (4) وملتزمة من لدن عائلة السعدون .
  كما كان هناك اختلاف في التسمية اذ ثمة اختلاف في تاريخ وصولها الى عائلة الصباح فقد أشار أدموف خطأ عندما قال في كتابه : ( ( ان انتقال حيازة الأراضي في الفاو إلى عـائلة الصباح عام 1871 عندما ساعدت العائلة الحملة العثمانية على الإحساء ) )(5) .
  فقد فند الدكتور القهواتي هذا الرأي وأتى برأي أكثر واقعية يتركز على ان أراضي الفاو قد انتقلت حيازتها إلى العائلة قبل هذا التاريخ (6) ، وبالذات عام 1834 وهو العام الذي التجأ فيه راشد ناصر السعدون إلى عائلة الصباح وما قدمته العائلة اليه من كرم الضيافة عندما كان مستجيرا بها فأهدى راشد مقابل ذلك احوازا ثلاثة جنوب المعامر إلى عائلة الصباح .
  وقد أعتمد الدكتور القهواتي على الرواية المحلية التي نقلها الحيدري في كتابه عنوان المجد الذي فرغ من تأليفه عام 1869 والذي أكد فيه ان ( ( الفاو . . . . كان من توابع المعامر التي هي ملك النجيب راشد السعدون والد الكريم ناصر فأكرمه راشد المشار إليه إلى شيخ الكــويت والان جميع الفاو في تصرف شيخ الكــويت ) )(7)
  كما يشير المؤلف في مكان اخر إلى ان ( ( المعامر كانت أرضا خالية عن الغرس فاشترى راشد السعدون والد ناصر من بيت المال وعمرها سنة ألف ومائتين وست وعشـرون . . . . . . وأكرم الفاو على شيخ الكويت و هو اخر العمرات ويمتد إلى البحر ) )(8) .
  ولم ينفرد الحيدري في هذه الرواية فقد سبقه في ذلك خورشيد افندي الذي زار المنطقة خلال عامي ( 1849 ـ 1852 ) إذ أكد في قوله : ( ( ان مقاطعة المعامر على الضفة اليمنى لشط العرب والتي هي جزء من ولاية البصرة فيه تابع إلى إدارة الكويت ) ) (9) ومن هنا يمكن الاستنتاج ان كلمة الفاو لم تأت في تقرير خورشيد وانما هي حديثة بالنسبة إلى زيارته .
  كما اتفق معه في هذه الآراء الانصاري الذي انتهى من تقديم تقريره عام 1869 إذ يشير الى ان ( ( ما يلي المعامر الفاو المنسوبة لأهالي الكويت وما بعده قرية الى جريان ماء البحر المالح الأجاج ) ) (10)
  كما يبين لنا الرا شد اختيار عائلة الصباح أراضي الفاو اذ يؤكد على انه : ( ( عرض عليه بعد ان رجع إلى مقره المعامر بأسرها أو ثلاثة احواز (11) الفاو مكافأة من أفضاله فاختار الثلاثة الاحواز ) ) (12) .
  من هنا فان ارض الفاو كانت خالية من الزرع وفي نظام الأراضي في الدولة العثمانية تعد من ممتلكات بيت المال منح الوالي في البصرة صلاحية ان يمنح الأراضي التابعة إلى بيت المال إلى من يرغب استثمارها من خلال نظام الالتزام (13) وفي ضوء ذلك النظام منح الوالي العثماني أراضي المعامر إلى راشد السعدون وبذلك أصبحت المناطق الجنوبية من المعامر خاضعة إلى هذا الالتزام وعندما انتقلت الأراضي الجنوبية من المعامر إلى عائلة الصباح من خلال تنازل بيت السعدون أصبحت تلك الأراضي ملتزمة من لدن عائلة الصباح مباشرة مع السلطات العثمانية .

دائرة التلغراف
  نظرا لاتساع التجارة البريطانية في الخليج العربي وإيران في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما نجم عن ذلك من تشعب في المصالح البريطانية في المنطقة وكون العراق اقصر الطرق بين مستعمرات بريطانيا في الهند وبريطانيا نفسها من ناحية وكون هذا الطريق أكثر أمانا من طريق الرجاء الصالح فقد بادرت الدبلوماسية البريطانية إلى تركيز نفوذها في منطقة الفاو التي تعد الموقع الاستراتيجي لحماية شط العرب من أي نفوذ أجنبي من طرف ، والوقوف عن كثب من تحركات السلطات العثمانية من طرف اخر .
  ومن هنا بادرت حكومة الهند إلى مفاتحة الدولتين العثمانية والإيرانية بشان أهمية مد أسلاك التلغراف عبر أراضيها من اجل تسهيل الاتصالات البرقية بين دولتيهما والعالم الخارجي وكان قصد حكومة الهند ضمان الاتصال السريع والمباشر بين الهند وبريطانيا لمواجهة التغلغل الاقتصادي والسياسي الأوربي في كل من إيران والدولة العثمانية الذي بات يهدد المصالح الاقتصادية البريطانية لاسيما بعد المباشرة بتنفيذ مشروع قناة السويس من قبل المهندسين الفرنسيين ولتزايد النفوذ الروسي في إيران وحصول روسيا على امتيازات تجارية فيها وخشية بريطانيا من امتداد ذلك النفوذ إلى الخليج العربي (14) .
  ومن هنا جاء التفكير في انـشاء دائـرة تلغراف في الفاو لكي تربط دوائرها الرسمية في لندن مع مستعمراتها في الهند من جهة والحفاظ على المنطقة من أي تدخل من جهة اخرى .
  ففي عام 1862 عهد إلى الرائد باتريك ستيوارت ( ( Batrik ) ) بإدارة عمليات البرق الهندية الأوربية ، وبذلك أصبح أول مدير مسؤول عن دائرة البرق الهندي ، لذا قام بدراسة مستفيضة حول مشروع مد أسلاك التلغراف من الهند إلى الفاو ومن ثم برا خلال العراق إلى البحر المتوسط وبعد المسح الكامل للمنطقة رفع توصيته إلى وزير الدولة الهندي شارحا فيها إمكانية مد خط تلغراف إلى الفاو التي اختارها وفضلها عن الكويت لكي تكون المكان المناسب الذي تصل عنده خطوط البرق (15) .
  ويبدو ان توصية باتريك مقبولة حيث قام الملازم ( ( ستيف ) )( ( Stev ) ) عام 1863 بعملية المسح من جاسك إلى الفاو (16) وكان الهدف من هذه العملية هو إمكانية مد الأسلاك إلى منطقة الفاو وفعلا تمت الاستعدادات في العام نفسه لمد الكابل من جوادر الى الفاو حيث أرسلت كابلات الخط بطول 1250 عقدة من انكلترا بواسطة السفن ( ( ماريان مور ) ) و ( ( كيركهام ) ) و ( ( تويد ) ) و ( ( اساي ) ) و ( ( كسياترك ) ) بينما ارسلت ( ( 35 ) ) ميلا من الاسلاك مع السفينة ( ( اميروتش ) )(17) وفي شهر مارس من عام 1864 انزل احد اطراف الكابل من السفينة ( ( اساي ) ) في بوشهر بمساعدة السفينة ( ( اميروتش ) ) بينما واصلت السفينة ( ( فيكتوريا ) ) المسير إلى منطقة الفاو وبعد صعوبات كثيرة واجهت الحملة انزل في خور عبد الله ثم سحب إلى الفاو حيث استغرقت المدة أكثر من شهر وقد افتتح الاتصال البرقي بين الفاو والهند في الثامن من نيسان 1864 (18) .
  وعلى الرغم من إكمال هذه العملية فانه لم يكن هناك اتفاق رسمي بين الحكومة البريطانية والحكومة العثمانية إلا في أيلول عام 1864 حيث عقدت الاتفاقية في 3 / أيلول عام 1864 بين الحكومة البريطانية والدولة العثمانية وقد نصت هذه الاتفاقية على الآتي :
  1 ـ السماح لحكومة الهند تأسيس دائرة تلغراف في الفاو التي تقع على الضفة الغربية من شط العرب اعلى الحاجز الخارجي بحوالي 5.5 ميل على ان يدير المحطة عدد من الموظفين البريطانيين لا يزيد عددهم على الخمسين (19) .
  2 ـ مد كيبل تحت مياه البحر من الهند البريطانية إلى الفاو مارا ببو شهر .
  3 ـ مد خط برق فوق الأرض من بغداد يتصل بكبيل أرضي عند الفاو (20) .
  4 ـ إقامة موظفي دائرة التلغراف البريطاني في بناية تلتصق ببناية دائرة التلغراف العثماني لتسهيل تبادل البرقيات المستلمة من قبل موظفي كل منهما عبر نافذة بين البنايتين على ان يتم مناصفة نفقات البناية بين إدارة التلغراف العثماني البريطاني (21) وقد جلبت الإدارة البريطانية بناية خشبية تتألف من ثمانية غرف من الهند قامتها بجوار البناية العثمانية في الفاو لاستخدامها لاغراض التلغراف (22) .
  وقد كان من المقرر انشاء مكتب انكليزي تركي مشترك عند الفاو تحت إشراف الإدارة التركية مع انشاء قسم بريطاني من المكتب لمنع التدخل التركي في الشؤون الداخلية ، وكان عدد الموظفين أربعة من ضمنهم مساعد جراح يسكنون المبنى نفسه الذي يسكنه الأتراك (23) .
  وعلى الرغم من وجود البناية الخشبية فان الموظفين البريطانيين اتخذوا من الباخرة حيدر أباد التي اتخذت مرساها إلى جوار دائرة التلغراف في شط العرب مقرا لهم تاركين البناية الخشبية السابقة للملاك العثماني ويعلل الدكتور القهواتي سبب ترك البناية إلى ان الحكومة الهندية أرادت الابتعاد عن الرقابة العثمانية المباشرة (24) .
  كانت الخدمات التي تقدمها الدائرة فقط بين السلطات البريطانية والمحطة في الهند ولم تقدم تلك الخدمات إلى الأهالي ولهذا لا توجد أي معاملة نقدية في هذه الدائرة (25) .

مكتب البريد الهندي
  لم تستطع الحكومة البريطانية فتح مكتب بريد في الفاو مستقلا عن مكتب دائرة التلغراف ولكن استعانت بالدائرة الأخيرة وقد بدأت الخدمة البريدية في عام 1867 وهو العام الذي أصبح الفاو ميناء لرسوا سفن البريد (26) حيث كانت الحقائب ترسل من مكاتب كراتشي وبوشهر والبصرة إلى موظفي محطة التلغراف البريطانية في الفاو وتقوم الأخيرة بتسليمها إلى بواخر البريد إثناء مرورها (27) .

المحجر الصحي
  فكرت الدولة العثمانية ببناء محجر صحي في الفاو منذ عام 1864 ولكن الفكرة لم تنفذ الا في وقت متأخر .
  وفي مؤتمر للكوليرا الذي انعقد في القسطنطينية عام 1866 كان احد توصياته الإشراف الدقيق عند الفاو على القادمين إلى العراق من الخليج العربي (28) ولكن بقي القرار حبرا على ورق .
  في عام 1891 اقترحت الحكومة العثمانية نقل المحجر الصحي من البصرة الى الفاو وكان الغرض الظاهري لذلك منع تهريب المسافرين من المحمرة الى البصرة عن طريق البر لتهربهم من دفع رسوم الحجر الصحي في البصرة ، اما السبب الحقيقي .
  فكانت تهدف السلطات العثمانية من نقل المحجر الصحي إلى الفاو فرض سيادتها على طريق شط العرب المائي ومما يودي الى توجيه ضربة مؤثرة ضد الازدهار التجاري في المحمرة بعد سيطرتها على ذلك المنفذ المائي المهم (29) .
  عارضت بريطانيا هذا المشروع واعتبرته معارضا للتجارة البريطانية فضلا كونه يعرقل مصالحها السياسية ولهذا السبب قاومه مندوبا بريطانيا وروسيا في لجنة استانبول وبسبب هذا الموقف فشلت السلطات العثمانية في وضعه موضع التنفيذ (30) .
  ومع ذلك استطاعت الدولة العثمانية من خلال مؤتمر البندقية المنعقد عام 1892 الحصول على موافقة ان تجعل في الفاو محجرا صحيا يراقب دخول السفن إلى شط العرب وكان الهدف من ذلك هو ضمان رسوم الحجر الصحي التي خسرتها السلطات العثمانية بسبب نزول المسافرين عند المحمرة وذهابهم من هناك إلى البصرة عن طريق البر .
  وتنفيذا لتوصيات المؤتمر تم في أوائل عام 1892 انشاء مركز في الفاو الا ان بريطانيا وروسيا وقفتا ضد هذه الفكرة لدى مجلس الصحة في القسطنطينية ، لكن في عام 1894 رضخ المجلس لارادة الأتراك وباشرت بإقامة مركز الحجر الصحي في الفاو لاستقبال المسافرين القادمين من الهند (31) .
  وعلى الرغم من موافقة المجلس الصحي في القسطنطينية فان المحجر بقي اسما خاليا من الحجر الصحي وكل الأجهزة الصحية .
  ولكن في المؤتمر الذي انعقد في 12 تشرين الثاني 1897 قرر المجلس انشاء مركز في الفاو لمكافحة الأوبئة (32) ومع ذلك فقد انشىء مكتب بسيط في الفاو (33) .
  لقد اتخذت السلطات التركية من المحجر الصحي أداة لتهديد السفن البريطانية وهي ماكانت تعتقده بريطانيا .
  ففي عام 1894 عند بدا موسم تصدير التمور شرع المدير التركي في الفاو بإجبار كل سفينة هندية بريطانية سائرة في نهر شط العرب توديع ما في حوزتها او تعود إلى البحر ولاسيما الأسلحة النارية التي لديهم باستثناء أربع قطع يسمح لهم لاحتفاظ بها للدفاع عن انفسهم بحجة ان الأسلحة الباقية ربما تباع إلى الأهالي من لدن البريطانيين (34) .
  وفي عام 1895 هاجم الجنود الأتراك سفينة هندية بريطانية لعدم مثولها للتفتيش في الفاو وقد استمرت هذه الأعمال حتى عام 1896 حيث تم تبادل المذكرات بين الباب العالي والسفير البريطاني في القسطنطينية وقد أسفرت تلك المذكرات إلى أيجاد صيغة من التفاهم مفادها ان تفتيش السفن البريطانية يتم في البصرة وان السفن البريطانية يجب ان تتمتع بالحرية الكاملة في ان تتجه مباشر إلى المحمرة أو إلى أي ميناء نهري آخر في الأراضي الإيرانية وانها لا يمكن ان تجبر بأية حجة على التوقف في الفاو في طريقها إلى المحمرة أو البصرة (35) .

القلعة التركية
  بعد تزايد النفوذ البريطاني في الخليج العربي ونمو مصالحها حاولت السلطات العثمانية القيام ببعض الأمور التي من شانها الحد من تزايد ذلك النفوذ خاصـة في شط العرب .
  من هنا كانت فكرة بناء قلعة عسكرية كمحاولة لمنع تزايد نفوذ بريطانيا في المنطقة وكان عام 1874هو العام الذي فكرت السلطات العثمانية بناء حصن عسكري خلال زيارة الوالي رديف باشا الفاو لتفقد الاستحكامات فيها إذ اقترح بناء حصن لرفع العلم العثماني عليه ووجــود قارب حربي عثماني .
  وفعلا نفذت هذه الفكرة من خلال بناء حصن متواضع في الفاو وهذا ما أكده فوك السائح الأمريكي خلال زيارته الى الفاو في عام 1875 اذ شاهد فيها حصنا بنيت جدرانه المنخفضة من الطين وقد نصبت عليه سارية طويلة يرفرف عليها العلم العثماني كما شاهد في جانب الحصن قاربا حربيا عثمانيا (36) .
  يبدو ان هذا الحصن لم يكن بالمستوى المطلوب والتي كانت تنوي السلطات العثمانية انشاءه ، ولهذا قررت في عام 1880 بناء حصن عسكري في الفاو عند مصب شط العرب وتم اختيار الموقع بين جدولي بوسعيد وملا عيس وعلى بعد 680 ياردة جنوب دائرة التلغراف البريطانية (37) ويبدو ان الفكرة لم تطبق على ارض الواقع والدليل على ذلك الزيارة التي قام بها تقي الدين باشا والي بغداد عام 1882 الى الفاو إذ اقترح بناء حصن عسكري للدفاع عن شط العرب أمام تزايد النفوذ البريطاني في الخليج العربي (38) .
  وفي عام 1883 توجه القائد البحري العثماني في البصرة بأمر من السلطات العليا في القسطنطينية إلى الفاو لتفقد المنطقة واختيار ارض مناسبة لإقامة حصن عسكري في الفاو (39) .
  ان بناء هذه القلعة تعني في سياسة بريطانيا الحد من نشاطها في المنطقة لهذا وقفت بحذر من تحصينات الأتراك وفسرته بكونه عملا موجها ضد مصالحها (40) لذا أوعزت إلى القنصلية في البصرة إجراء تحقيق عن نوايا ذلك المسؤول عن طريق إرسال المخبرين البريطانيين أو بواسطة دائرة التلغراف في الفاو أو ذهاب القنصل البريطاني بنفسه إلى هناك ان اقتضى الأمر (41) .
  وفي 16 كانون الأول 1885 علم موكلر نائب القنصل البريطاني في البصرة من علي باشا والي البصرة بان في نية الدولة العثمانية بناء حصن في الفاو بكلفة 63000 إلى 80000 باون إسترليني .
  وفي 17 مايس 1886 ذكر موكلر بان كامل بك بصحبة ما يقارب 160 رجلاً مع مواد لبناء القلعة لإتمام بناء الحصن العسكري (42) كما حمل معه رسالة من والي البصرة إلى شيخ الكويت باعتباره مالكا لبعض البساتين في الفاو (43) .
  حاولت بريطانيا مراقبة النشاط العثماني هناك كما حاولت انشاء قلعة عسكرية في الفاو بجانب دائرة التلغراف العائدة لها ، ولهذا الغرض استحضرت ادارة التلغراف البريطانية عام 1887 أحجارا من ميناء بو شهر بواسطة السفن البريطانية .
  وقفت السلطات العثمانية معارضة لهذه المحاولة وحاولت منع البريطانيين من إكمال مشروعهم .
  وقد استمرت المراسلات بين البريطانيين والعثمانيين حول الموضوع وأسفرت تلك المراسلات إلى موافقة السلطات العثمانية على ترميم البناية الطينية نفسها بالحجر دون ان تجري السلطات البريطانية عليه أي توسع (44) ومع ذلك لم تقف روسيا وانكلترا مكتوفتي الأيدي إزاء هذه المحاولة من لدن الحكومة العثمانية .
  إذ ابلغا السفير البريطاني والروسي الباب العالي ان إيران تعهدت قبل إبرام معاهدة ارضروم عام 1847 (45) بان تكف عن انشاء تحصين على الضفة الإيرانية من شط العرب مادامت تركيا لا تقيم اي منها على الشاطئ التركي مقابل الإقليم الايراني (46) .
  أما بالنسبة إلى الحكومة العثمانية فقد استمرت ببناء القلعة ، ومما يؤكد ذلك زيارة الرائد مردوخ ( ( Murdoch ) )عام 1887 إلى منطقة الفاو إذ شاهد المباشرة في بناء القلعة حيث ان العمل كان مستمرا بصورة نشطة وقد توقع ان وجود هذه القلعة ستتحكم في الملاحة في شط العرب (47) .
  ويبدوا ان هذه الزيارة كانت رسمية والهدف منها الوقوف عن كثب على حقيقة بناء هذه القلعة ، ولهذا فان السفير البريطاني في العاصمة العثمانية قدم احتجاجا حول الموضوع إلى الحكومة العثمانية في آب 1887 ألا ان وزير الخارجية العثمانية لم يتقبل هذا الاحتجاج بقبول حسن .
  ومن الجدير بالذكر ان الحكومة البريطانية في تقديمها الاحتجاج كانت تستند الى معاهدة ارضروم ومن ضمن ما جاء في هذا الاحتجاج ان الحكومة العثمانية والإيرانية تتعهدا على الامتناع عن تحصين جانبي شط العرب ان بريطانيا وروسيا لهما الحق في مراقبة الوفاء بالالتزام المذكور ان بريطانيا لها رعايا بريطانيين لهم وضع تجاري هام في كل من البصرة والمحمرة وانها تتأسف كثيرا من انشاء تحصينات مضادة على كل من ضفتي النهر مما يسبب تهديدا للملاحة الاتية فيه خشيتها من ان تصبح هذه التحصينات خطرا يهدد الاحتفاظ بعلاقات طيبة بين البلدين او بين أي منهما وبين بريطانيا العظمى (48) .
  لم ترد الدولة العثمانية على مذكرة بريطانيا الا في 31 تموز 1888 و قد جاء فيها ( ( مادامت هذه الاتفاقية بين حكومتين فانه لا توجد تعهدات مقابلة للدولة الوسيطة وان الحكومتين المذكورتين لا تستعينان أحدا في موافقتها وان انشاء مثل هذه الاعمال ليس تعديا على أي معاهدة بين البلدين ) ) (49) .
  مقابل إصرار الدولة العثمانية على بناء القلعة في الفاو اقترح السفير البريطاني في إيران قيام قوات من الأسطول البريطاني زيارة الخليج العربي للضغط على السلطات العثمانية في بداية الأمر .
  وافقت الحكومة البريطانية على مقترح سفيرها الا انها استثنيت خشية من روسيا التي استاءت من فتح نهر كارون للملاحة تحت رعاية بريطانيا .
  وبالرغم من ذلك فقد استمرت المناقشات حتى 31 تموز 1888 عندما سلمت الحكومة التركية ردها النهائي والمتضمن : ( ( لقد طالعنا مذكرتكم الجوابية التي تقرر ان إقامة تحصينات في الفاو مخالفة للقرار الذي توصل إليه عندما أبرمت معاهدة ارضروم أي انه يجب ان لا تقام تحصينات على ضفاف شط العرب وتعلن أي تأويل لهذا القرار يجب ان يقترن بموافقة الدول الوسيطة وانه لا ضرورة للشرح بان الاتفـاق الذي توصل إليه بخصوص ليس ذا مفهوم متبادل ولكنه كان من صالح تركيا في ذلك الوقت ان تحتفظ لنفسها بحق انشاء تحصينات على هذه الضفاف فمهدت السبيل لتعهدها . . . . . . وما دامت هذه الاتفاقية بين حكومتين فانه لا يوجد تعهدات مقابلة للدول الوسيطة وان الحكومتين المذكورتين لا تتبعان أحدا في مواقفهما وان انشاء مثل هذه الاعمال ليس معاديا على اية معاهدة بين البلدين) ) (50) .
  ان هذا الرد لم يكن مقنعا بالنسبة إلى بريطانية وان مغزى هذا الرد ان الحكومة التركية كانت تنوي الإصرار على خطتها في تحصين الفاو مما حدا إلى السير ه . ب . ولف السفير البريطاني في إيران بتقديم مقترح بقيام الأسطول البريطاني بهجوم مسلح على منطقة الفاو الا انها لم تقدم بهذا العمل بسبب موقف روسيا المنزعج لحصول بريطانيا على افتتاح نهر كارون للملاحة البريطانية كما أسلفنا (51) وعندما رأت بريطانيا ان كل المحاولات باءت بالفشل دفعت إيران للوقوف ضد فكرت بناء قلعة في الفاو وحرضت سفيرها في الدولة العثمانية ان يقدم احتجاجا بذلك .
  وفي فبراير عام 1889 قدم السفير الإيراني مذكرة للحكومة العثمانية أكد فيها ان حكومته حرة في إقامة تحصينات في الضفة الشرقية لشط العرب للحفاظ على مصالحها التجارية في النهر (52) وقد علق الدكتور القهواتي بقوله : ( ( ان المصالح البريطانية الخاصة في المنطقة حرضت إيران لكي لا تنفرد الدولة العثمانية لوحدها في شط العرب لا سيما وان الشركات البريطانية التجارية كانت لها مصالح آخذة بالنمو في منطقة عربستان ) ) (53) لم تقف بريطانيا على تحريض إيران فحسب بل طلبت من وزارة الخارجية البريطانية تأييد المذكرة التي قدمها السفير الإيراني في اسطنبول بشان حقوق بلاده في إقامة تحصين مشابه في الضفة اليسرى من النهر وقد أوعزت الخارجية إلى سفيرها في اسطنبول لتبني الأمر (54)
  وقد أسفرت النتيجة من خلال التوضيح الذي أعلنه سعيد باشا وزير الخارجية العثمانية مؤكدا : ( ( ان الحصن سوف لا يؤثر بأي شكل من الاشكال على حرية التجارة أو على الملاحة في شط العرب ) ) (55) .
  بينما رأت بريطانيا ان وجود مثل هذا الحصن يشكل : ( ( تهديدا مباشرا للتجارة البريطانية وتخلق توترا بين إيران والدولة العثمانية الذي بدوره سيؤثر على سلامة الملاحة في النهر ويسـيء إلى العلاقات بين الدولتين أو بين احدهما وبريطانيا ) ) (56) وفي فبراير عام 1889 وجه السفير الإيراني بطلب من السفير البريطاني في اسطنبول مذكرة للحكومة العثمانية مؤكدا على : ( ( ان انشاء تحصينا على شط العرب مخالف للاتفاقية المبرمة بوساطة روسيا وانكلترا في الوقت الذي بودل فيه في اسطنبول التصديق على معاهدة ارضروم المؤرخة في 21 مارس 1848ولا يمكن اعتبار أي عمل مخالف لنصوص الاتفاقية عملا قانونيا دون ( ( يصدر أوامره بالتوقف السريع عن العمل في هذه المسـألة وإذا ما كان يجب إكمال القلعة واتخذت الخطوات لتسليمها فان حكومة صـاحبة الجلالة تأسف لمثل هذا العمل لانه استعداد عدا الأمر الذي يحق لها استنكاره ويبرر لها اتخـاذ الإجراءات الضرورية لمواجهته ) ) (60) .
  وفي تشرين الأول من العام نفسه جددت بريطانيا اعتراضها وتلقت تأكيدا من السلطات العثمانية بان أمر إيقاف العمل سوف يصدر ولكن لم يتوقف العمل فعلا حتى مايو من عام 1894 (61) بقيت القلعة غير مسلحة بالمدافع وفي عام 1905 كانت قوة الحامية التركية في قلعة الفاو حوالي 45 بندقية .
  ومن الجدير بالذكر ان الحكومة الإيرانية خلال المناقشات أبدت عدم اهتمام كلي بموضوع القلعة بعكس الحكومة البريطانية التي كانت أكثر حرصا من عدم الاستمرار ببناء القلعة (62) .

تأسيس كمرك تركي
  في عام 1893 اتخذت السلطات العثمانية خطوت أخرى من شانها تقوية مكانة الفاو عندما فرضت الرسوم الكمر كية على السفن التي تدخل شط العرب .
  وفي العام نفسه قامت بمحاولة منع مركب شراعي هندي بريطاني ومعه حمولة من الفحم النباتي متوجها إلى المحمرة الدخول حيث أوقف ووضع في المحجر الصحي لمدة 24 ساعة كما أجبرت قائد السفينة على توقيع ورقه يتعهد فيها وضع احد أشرعته في دائرة الكمارك في الدواسر كضمان لدفع الرسوم الكمر كية وعند عودته وعليه شحنة من التمور اتجه مباشرة إلى الفاو فاعترضوا عليه لانه لم يمر بالدواسر ورفضوا شهادة استيفاء دفع رسوم التصدير من إيران التي حصل عليها من شيخ المحمرة (63) .
  رجعت السفينة إلى الدواسر الى ان دائرة الكمارك رفض ذلك مما حدا بقائد السفينة مراجعة السلطات العثمانية في البصرة من خلال المعتمد السياسي البريطاني في البصرة وقد قام المعتمد بمفاتحة مدير الكمارك التركي في البصرة .
  أكد له مدير الكمارك التركي ان الإجراءات كانت أصولية مما حدى بالمعتمد مفاتحة والي البصرة فكان جواب الوالي مطابقا لما جاء في جواب مدير الكمارك .
  واخيرا رضخ ربان السفينة للأمر الواقع حيث دفعت الرسوم الكمركية فـي الفاو (64 ).

اقتراح انشاء فرع للقنصلية البريطانية
  في نهاية عام 1893 اقترح الرا ئد موكلر المفوض في بغداد تعيين موظف من محطة التلغراف البريطانية في الفاو ليكون ممثلا قنصليا لبريطانيا هناك ولاسيما في فصل تصدير التمور أي في الاشهر التاسع والعاشر والحادي عشر .
  وكان السبب في طرح مثل هذه الفكرة هي الضغوطات التي كانت تتبعها السلطات العثمانية ضد السفن الهندية البريطانية التي تدخل شط العرب (65) .
  وقد وافقت الحكومة البريطانية على مقترح موكلر وخصصت مبلغ 30 جنيها إسترلينيا في العام كمكافأة لهذه الوظيفة .
  وفي عام 1896 اصدر موكلر أمرا إداريا بتعيين منجافش التابع لقسم التلغراف الهندي البريطاني ليكون ممثلا قنصليا لبريطانيا في الفاو .
  رفضت السلطات العثمانية هذا الإجراء وفي الثاني والعشرين من أيلول من العام نفسه قدمت الحكومة البريطانية مذكرة إلى السلطات العثمانية تؤكد فيها في حالة عدم موافقة الأخيرة فان السلطات البريطانية سوف ترسل سفينة حربية بريطانية إلى الفاو لحماية المصالح البريطانية ، وفعلا بعد شهر من رفع المذكرة أرسلت السلطات البريطانية سفينة لابونج (66) .
  وفي الوقت نفسه سحبت السلطات البريطانية الطلب الخاص في انشاء فرع قنصلي بريطاني في الفاو بعد ان تلقت تأكيدات من الباب العالي بشان معاملة السفن الهندية البريطانية معاملة حسنة (67) الا ان السفينة لابونج بقيت قرب الفاو حتى آذار عام 1897 وبعدها سحبت بعد ان حققت الهدف الذي أرسلت من اجله وفي الوقت نفسه أقيم مركز مراقبة على شكل سفينة شراعية خشبية تحمل ثلاث بنادق بالقرب من الفاو (68) .

مشكلة أراضي الفاو
  لكون أراضي الفاو تعود إلى عائلة الصباح ، كما ذكرنا سابقا ، وعندما لم تستطع بريطانيا حل مشاكلها مع العثمانيين فقد جعلت عائلة الصباح طرفا في النزاعات العثمانية البريطانية فقد التزمت الأخيرة مبارك الصباح بينما التزمت الدولة العثمانية أقارب مبارك الصباح .
  في شهر ديسمبر من عام 1901 قامت السلطات العثمانية بتحريك أبناء شقيقي الشيخ لرفع دعوة ضده بخصوص أراضي الفاو ، وفي يناير من عام 1902 تلقى شيخ الكويت مذكرة بتاريخ 24 ديسمبر 1901 من قاضي المحكمة البدائية في البصرة مؤكدا ان أبناء الشيخ محمد رفعوا دعوة ضده فيما يتعلق بأملاك الأسرة وان عليه ان يحضر بنفسه أو يرسل وكيلا عنه (69) .
  لم تستطع السلطات البريطانية التدخل في هذا الموضوع لان هذه الأراضي تقع تماما في إطار السلطة القانونية للمحاكم التركية كما عبر عن ذلك راتسلاو المعتمد البريطاني في البصرة (70) .
  وعلى الرغم من محاولة شيخ الكويت إخبار السلطات العثمانية بذلك فان قرار الحكم اتخذ غيابيا بان يرد إلى أبناء شقيقه أراضي الفاو (71) .
  قام قنصل بريطانيا في البصرة بإخبار حكومته مقترحا ان يقوم الشيخ على الفور باستئناف الحكم وبطلب إعادة النظر في القضية ، إلا ان الشيخ تجاهل الإجراءات القانونية محاولا بحث قضيته بالطرق الدبلوماسية ، اما حكومة بريطانيا فقد وافقت على مقترح راتسلاو كما اتصل وزير الخارجية البريطاني بحكومة الهند لإبلاغ شيخ الكويت بان يقوم باستئناف الحكم في قضية أراضي الفاو قبل فوات المهلة القانونية .
  ويبدو ان الطرق الدبلوماسية التي أرتاها الشيخ كانت نافعة اذ ابعدته عن دخول القضية الى المحاكم اذ ان الوالي في البصرة نصح أبناء شقيقي الشيخ بقبول التحكيم والابتعاد عن قرارات المحكمة إلا انهم رفضوا ذلك (72) .
  وعندما وجد أبناء شقيقي شيخ الكويت ان المحكمةلم تفلح في الوصول إلى حل لإرجاع حقهم دبروا في 3 أيلول من عام 1902 هجوما على الكويت من خلال قوة مؤلفة من 200 مقاتل بصحبة سفينتين منطلقين من قرية الدورة (73) .
  وقد أخبر المقيم البريطاني في الخليج العربي بهذه المهمة من خلال الموظف البريطاني في الفاو ، لهذا أرسل السفينة ( ( لورنس ) ) لتحذير شيخ الكويت ، كما وجة السفينة ( ( لابوينج ) ) بصحبة الكابتن ( ( ارمسترونج ) ) لمراقبة تحرك السفينتين العائدتين إلى أبناء شقيقي شيخ الكويت وعندما قام الكابتن بتحذير تلك السفينتين وطلب منهم التوقف .
  رفضت السفينتان التوقف وهددتا بإطلاق النار علـى السفينة (( لابوينج )) مما أدى إلى مطاردة جميع الزوارق التابعة لهم .
  وأخيرا فرت السفينتان باتجاه الساحل الإيراني ونزل من عليها إلى البر ،وقد تبادلوا النيران فيما بينهم وكانت الخسائر تقدر بستة قتلى بسبب نيران البحرية البريطانية (74) .
  أثارت الحكومة البريطانية الموضوع مع السلطات العثمانية لاعتقادها ان السلطات العثمانية كان لها اطلاع بذلك وبإمكانها ان تمنع أولئك بسهولة ، وقد ذهبت ابعد من ذلك عندما اعتقد (( كمبل )) ان أبناء شقيقي شيخ الكويت قاموا بهذه المهمة تشجيعا من السلطات العثمانية ، ومما يؤكد صحة اعتقاد كمبل ان السلطات العثمانية في البصرة قامت بتحقيق صوري بطلب السلطات البريطانية وان السلطة العثمانية بذلت قصارى جهدها كي لا يسفر التحري عن أي نتيجة (75) .
  وعندما لاحظت حكومة بريطانية موقف السلطات العثمانية المتواطئ مع أبناء شقيقي شيخ الكويت أوعز وزير الخارجية البريطاني مستر داني بالقيام بمظاهرة بحرية قوية واحتلال الفاو للضغط على السلطات العثمانية الابتعاد عن مساعدة لشقيقي شيخ الكويت وقد ايدت الحكومة البريطانية ذلك واعتبرتها من الطرق الصحيحة لوقف مثل هذه العمليات (76) .
  الا انها تركت هذه الفكرة وأكتفت بتقديم احتجاج شديد اللهجة إلى الباب العالي في المطالبة بعزل الوالي ومعاقبة المذنبين خوفا من ثارة الدول الاخر مثل روسيا في المنطقة .
  أثيرت المشكلة ثانية كما استمر التدخل البريطاني في الفاو من خلال تلك الاملاك فقد أرسل راتسلاو، القنصل البريطاني في البصرة ، مذكرة إلى اوكنور المقيم السياسي في الخليج العربي في تشرين الثاني 1903 اكد فيها ان أبناء شقيقي شيخ الكويت اتصلوا مؤكدين حل مسألة أراضي الفاو بالطرق السلمية دون الرجوع إلى المحاكم (77) .
  وفي ضوء هذه المذكرة رفع المقيم السياسي مذكرة إلى وزير الخارجية البريطاني بما تضمنته مذكرة القنصل البريطاني في البصرة حيث وافق وزير الخارجية على المقترح بشرط موافقة مبارك على ذلك (78) .
  وفي ضوء ذلك اتصل المقيم السياسي بمبارك حول الموضوع مؤكدا الأخير انه اتفق مع والي البصرة بتعيين أشخاص محايدين من البصرة لتحري الحقائق واتخاذ قرار فيما يتعلق بمطالبة أبناء شقيقه وانه سيوافق على ما يتم الاتفاق عليه مهما كان الأمر .
  أكد المقيم السياسي في مذكرته التي رفعها إلى وزير الخارجية في 2 اذار 1903 على ان الشيخ ميال لتسوية المسألة في اقرب وقت مضيفا ولكنه لا يعتقد ان الشيخ على استعداد لقبول اقتراح أبناء شقيقه بشكل كامل وانه يرغب في طرح المسألة على المحكمين وتحت بصر الحكومة البريطانية والوالي (79) .
  وفي الوقت نفسه شك المقيم السياسي فيما إذا كان تدخل القنصل البريطاني في البصرة سيقابل بالقبول من لدن السلطات العثمانية في البصرة (80) .
  فعلا كان رأى المقيم السياسي على صواب إذ عندما اتصل القنصل البريطاني في البصرة بالسلطات العثمانية كان رد الأخيرة ان الوالي غير راغب إلى حد ما في التدخل بالتسوية من قبل السلطات البريطانية وانه يعد مسألة التدخل بشكل مطلق ضمن صلاحيات السلطات العثمانية واقترح الوالي ان يقوم القنصل بتتبع ودي للمسألة (81) .
  لم يوافق القنصل البريطاني على مقترح الوالي مما حدا بالقنصل ان يفاتح مترجم الولاية لتوضيح موقف السلطات البريطانية إلى الوالي حيث أكد القنصل ان ما يقوم به الأخير على أساس ما لديه من تعليمات رسمية تقتضي بان يجري التحكم تحت إشراف القنصلية وان لا يكفي إخطاره أول بأول بجميع الخطوات التي تجري ، وان تتم أيضا استشارته في جميع مراحل العملية وانه إذا حضــر الوالي جلسات هذا التحكيم فلابد من حضوره أيضا (82) كما أكد انه يود مقابلة المحكمين في اقرب وقت من اجل مناقشة الأمور معهم مباشرة (83) .
  رفض الوالي مقترح القنصل مؤكدا ان التحكيم مقتصرا على لجنة التحكيم ومع رئيسها وليس للقنصل دخل في ذلك (84) .
  لم يكتف القنصل بذلك الرد فقد اتصل برئيس لجنة التحكيم سعيد احمد باشا واخبره ان السلطات البريطانية تهتم اهتماما كبيرا وايجابيا بسير المفاوضات (85) .
  لقد كانت الاتصالات مستمرة بين القنصل البريطاني في البصرة وبين الوالي العثماني من جهة وبين القنصل والمقيم السياسي في الخليج العربي الذي كان على اتصال مع وزارته الخارجية ، وقد نتج عن هذه الاتصالات صياغة اتفاق مشترك في 12 أيلول 1903 تم بموجبه .
  تسلم أولاد شقيق شيخ الكويت الربع من مزارع النخيل الواقعة في الفاو بالإضافة إلى إحدى الحصنين الواقعتين في الفاو (86) .
  وبقاء الأجزاء الأخرى إلى شيخ مبارك .
  ان تقسيم الفاو بين مبارك وأولاد شقيقه قد عكس رغبة السلطات البريطانية والسلطات التركية معا اذا ان من مصلحة بريطانية ان يكون لها موطئ قدم في الفاو من خلال أملاك شيخ مبارك التي تقف معه وان يكون الجزء الرابع من حصة أولاد شقيق شيخ مبارك الذي تقف السلطات العثمانية معهم وبذلك يكون لها موقعا تستطيع من خلاله مراقبة الأمور عن كثب إذ كانت تخشى من مبارك ان يقوم بعمل ما كونه مرتبطا مع بريطانيا بمعاهدة الممانعة .
  من خلال ذلك السرد يلاحظ ان بريطانيا اتخذت من أملاك الصباح في الفاو حجة قوية للتدخل والسيطرة على الفاو من ناحية كما ان السلطات العثمانية كانت تحاول إبعاد شيخ الكويت من الفاو كونه صديق بريطاني .
  يتضح من خلال ما ذكر أعلاه ان اسم الفاو أقترن في أول مشروع أقامته الحكومة البريطانية في الخليج العربي إلا وهو مشروع التلغراف عام 1861 الذي يمتد من المستعمرات البريطانية في الهند ثم يمر في موانئ الخليج العربي حتى يصل إلى الفاو ، التي أصبحت المحطة التي منها ينتقل من البحر إلى البر .
  حاولت بريطانيا بكل ما تملك من جهود سياسة واقتصادية ان تجعل من منطقة الفاو نفوذا لها كونها تقع في بداية ممر مائي وهي مهمة جدا لنفوذها السياسي والاقتصادي لكون شط العرب يمثل حلقة مهمة لأهم طريق واقصر مع مستعمراتها في الهند ، فقد حاولت مراقبة التحرك العثماني في المنطقة ومنع كل المحاولات التي من شانها تقوية مركز العثمانيين في الفاو .
  مقابل ذلك حاولت الدولة العثمانية تثبيت سيطرتها الفعلية في الفاو من اجل كبح النفوذ السياسي والاقتصادي لبريطانية في المنطقة .
  فقد حاولت السلطات العثمانية بناء قلعة عسكرية في الفاو كان الهدف منها الوقوف عن كثب لمراقبة السفن البريطانية التي تؤم موانئ المنطقة من جهة والدفاع عن مصالحها ان اقتضى الأمر ضد تزايد النفوذ البريطاني .
  مقابل ذلك وجدت بريطانيا في محاولة الدولة العثمانية انشاء قلعة عسكرية يحد من نفوذها في المنطقة ، لذا احتجت لدى الباب العالي كما حرضت روسيا باعتبارها الوسيط في عقد معاهد ارضروم عام 1848 كما دفعت إيران لتقديم الاحتجاج لدى الباب العالي لعدم انشاء التحصينات في شط العرب ، ولقد استمرت تلك المراسلات إلى نهاية القرن التاسع عشر .
  كما قامت السلطات العثمانية بتقوية مركزها ، بانشاء المحجر الصحي في الفاو لمراقبة السفن التي تؤم المنطقة من جهة وتحصيلها الرسوم من جهة أخرى ، وقد وقفت بريطانيا موقفا رافضا لذلك من خلال الاحتجاج على مثل هذه الإعمال وعندما لاحظت ان رفع المذكرات والمراسلات لا تعطي نفعا حاولت انشاء فرع للقنصلية البريطانية في الفاو من اجل ان تكون قريبة من تحركات السلطات العثمانية وعندما جوبه طلبها بالرفض عمدت إلى وضع سفينة حربية قرب الفاو من شانها مراقبة الوضع من جهة واشعار السلطات العثمانية بقوتها من جهة أخرى .
  ولكمال حلقة تثبيت نفوذها في الفاو دخلت بقوتها في المنازعات بين شيخ الكويت وأولاد شقيقة حول أملاكهم في الفاو وقد وقفت مع شيخ الكويت لكي تضمن وجودها في الفاو من خلال وجود تلك الأملاك إلى الشيخ المذكور وفعلا استطاعت ان تثبت أملاكه علما ان المسالة كانت بين أفراد العائلة .

الهوامش
  1 ـ البازي ،حامد،البصرة في الفترة المظلمة ، بغداد ، 1970 ، ص 43
  2 ـ سالم سعدون المبادر ، قضاء الفاو ، دراسة في الجغرافية الزراعية ، بغداد ، 1978 ، ص 17 .
  3 ـ Persian Gulf pilot comprising Th e Persian gulf and it approaches from ras al hadd in the south ـ water to ras muari in the east ، eleventh edition ، 1967 . p299
  4 ـ البازي ، المصدر السابق ، ص 43 .
  5 ـ ادموف اسكندر ، ولاية البصرة ماضيها وحاضرها ، ترجمة الدكتور هاشم صالح التكريتي ، ج1 .
  6 ـ القهواتي حسين محمد ، دور البصرة التجاري في الخليج العربي ، بغداد ، 1980 ، ص 166 .
  7 ـ الحيدري ابرا هيم فصيح ، كتاب عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد ، بغداد ، بدون تاريخ ، ص 176 .
  8 ـ المصدر نفسه ، ص 185 .
  9 ـ خورشيد ، أفندي ، ولاية البصرة ، ترجمة الدكتور نوري البخيت السامرائي ، البصرة ، 1981 ، ص 19 و كذلك راجع الشيخ عبد القادر باش اعيان العباسي ، موسوعة تاريخ البصرة ، بغداد ، 1988 ، ص 224 .
  10 ـ الانصاري ، القاضي احمد نور الانصاري ، النصرة في إخبار البصرة ، تحقيق الدكتور يوسف عز الدين ، الطبعة الثانية ، بغداد ، 1976 ، ص 30
  11 ـ الحوز عبارة عن قطعة ارض فيها أشجار النخيل المزروعة بين نهرين صغيرين يتفرعان من شط العرب
  12 ـ الراشد ،يعقوب عبد العزيز ، تاريخ الكويت ، بيروت / 1971 ، ص 97
  13 ـ طالب جاسم محمد الغريب ، طرائق انتقال الأراضي الزراعية في البصرة أواخر العهد العثماني نهاية الانتداب البريطاني رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الآداب جامعة البصرة ، 1994
  14 ـ القهواتي ، المصدر السابق ، ص 316
  15 ـ لوريمر ، دليل الخليج ، القسم التاريخي ، ج6 ، ترجمة مكتب امير قطر ( الدوحة ، د . ت ) ، ص 3460
  16 ـ الوريمر ، المصدر نفسه
  17 ـ المصدر نفسه
  18 ـ المصدر نفسه
  19 ـ القهواتي ، المصدر السابق ، ص 317
  20 ـ لوريمر ، المصدر السابق ، ج 6 ، ص 3452
  21 ـ القهواتي ، المصدر السابق ، ص ، 317 للاستزادة راجع كذلك Halford Lancater Hoskins . British Routes to Hndia . frank cass and co . ltd .1966 . p381 ـ 383
  22 ـ القهواتي المصدرالسابق ، ص ، 317
  23 ـ لوريمر المصدرالسابق ج 6 ، ص 3507
  24 ـ القهواتي ، المصدر السابق ، ص ، 317
  25 ـ لوريمر ، المصدر السابق ، ج6 ، ص 3505
  26 ـ المصدر نفسه ، ص 3531
  27 ـ المصدر نفسه
  28 ـ المصدر نفسه
  29 ـ المصدر نفسه ، ص 3651
  30 ـ المصدر نفسه ، ج 5 ، ص 2236
  31 ـ المصدر نفسه ، ج 6 ، ص 3661
  32 ـ المصدر نفسه ، ص 3691
  33 ـ المصدر نفسه ، ص 3691
  34 ـ المصدر نفسه ، خ 5 ، 2303
  35 ـ المصدر نفسه 2303
  36 ـ القهواتي ، المصدر السابق ، ص 168
  37 ـ المصدر نفسه ، 165
  38 ـ المصدر نفسه ، ص ، 169
  39 ـ المصدر نفسه ، ص ، 169
  40 ـ الداود ، الدكتور محمود علي ، الخليج العربي والعلاقات الدولية ، ج 1 ، القاهرة 1961 ، ص 36 وكذلك ، مصطفى عبد القادر النجار ، التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية 1897 ـ 1925 ، مصر ، 1971
  41 ـ النجار المصدرالسابق ص 170
  42 ـ المصدر نفسه ، ص ، 170
  43 ـ المصدر نفسه ، ص 172
  44 ـ المصدر نفسه ، ص 322
  45 ـ حول ابرام معاهدة ارضروم الثانية راجع ، الدكتور مصطفى عبدالقادر النجار ، دراسات تاريخية لمعاهدات الحدود الشرقية للوطن العربي ( 1847 ـ 1980 ) ، بغداد ، 1981 ، ص 13 ـ 45
  46 ـ الوريمر المصدر السابق ، ج 6 ، ص 2230
  47 ـ المصدر نتفسه ، ص 2230
  48 ـ المصدر نفسه ، ص ، 2232
  49 ـ المصدر نفسه
  50 ـ المصدر نفسه ص 2233
  51 ـ لوريمر المصدر السابق ، ج 1 ، ، ص 464 ـ 465
  52 ـ القهواتي ، المصدر السابق 171
  53 ـ المصدر نفسه ، ص 171
  54 ـ المصدر نفسه ، ص 171
  55 ـ المصدر نفسه ، ص 171
  56 ـ المصدر نفسه ، ص 172
  57 ـ لوريمر ، المصدر السابق ج 5 ، ص 2233
  58 ـ المصدر نفسه ، ص 2233
  59 ـ المصدر نفسه
  60 ـ المصدر نفسه ، ص 2234
  61 ـ المصدر نفسه ، ص 2234
  62 ـ المصدر نفسه
  63 ـ مصطفى عبد القادر النجار ، التاريخ السياسي لمشكلة الحدود الشرقية للوطن العربي في شط العرب ، البصرة ، 1974 ، ص 102
  64 ـ لوريمر ، دليل الخليج ، القسم التاريخي ، ج 4 ، ص 2236 ـ 2237   65 ـ المصدر نفسه ، ص 2342
  66 ـ المصدر نفسه ج 5 ، ، ص 2343
  67 ـ المصدر نفسه ، ج 5 ، ص 2345
  68 ـ المصدر نفسه ،ص 2303   69 ـ ج . أ . سالدانها ، الشؤون الكويتية من سنة 1716 ـ 1904 ، ترجمة فتوح الخترش النزاع حول أراضي الفاو ( ديسمبر 1901 ـ يناير1902 ) ، ص 1 7363 ـ 70 ـ المصدر نفسه ، ص 174
  71 ـ المصدر نفسه ، 174
  72 ـ المصدر نفسه ، 174
  73 ـ المصدر نفسه ، التهديد بالهجوم على الكويت من جانب ابناء شقيقي مبارك والشيخ يوسف الابراهيم ـ مسألة السفينة لابوينج ( سبتمر 1902 ـ يناير 1903 ) ، ص 215
  74 ـ المصدر نفسه ، ص 216
  75 ـ المصدر نفسه ، ص 216 ـ 217
  76 ـ المصدر نفسه ، ص 218
  77 ـ المصدر نفسه ( النزاع حول اراضي الفاو )( فبراير 1903 ـ 1904 ) ، ص 71 .
  78 ـ ج . أ . سالدانها ، المصدر السابق ، ص 227
  79 ـ المصدر نفسه ، 227
  80 ـ المصدر نفسه ، ص 228
  81 ـ المصدر نفسه ، ص 229
  82 ـ المصدر نفسه ، ص 229
  83 ـ المصدر نفسه ، 230
  84 ـ المصدر نفسه ، ص 230
  85 ـ المصدر نفسه
  86 ـ المصدر نفسه ، ص 235

المصادر
اولا : الكتب العربية والمترجمة

  1 ـ الانصاري ، القاضي احمد نور الانصاري ، النصرة في أخبار البصرة ، تحقيق الدكتور يوسف عز الدين ، الطبعة الثانية ، بغداد ، 1976 .
  2 ـ ادموف اسكندر ، ولاية البصرة ماضيها وحاضرها ، ترجمة الدكتور هاشم صالح التكريتي ، ج 1 .
  3 ـ البازي ، حامد ، البصرة في الفترة المظلمة ، بغداد ، 1970 .
  4 ـ ج . أ . سالدانها ، الشؤون الكويتية من سنة 1716 ـ 1904 .
  5 ـ ج . ج لوريمر ، دليل الخليج ، القسم التاريخي ، ج 1 ـ ج 6 ، ترجمة مكتب أمير قطر ( الدوحة ، د . ت ) .
  6 ـ الحيدري ، إبراهيم فصيح ، كتاب عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد ، بغداد ، بدون تاريخ .
  7 ـ خورشيد ، أفندي ، ولاية البصرة ، ترجمة الدكتور نوري البخيت السامرائي ، البصرة ، 1981 .
  8 ـ الداود ، الدكتور محمود علي ، الخليج العربي والعلاقات الدولية ، ج 1 ، القاهرة ، 1961
  9 ـ الراشد ، يعقوب عبدالعزيز ، تاريخ الكويت ، بيروت .
  10 ـ العباسي ، الشيخ عبد القادر باش أعيان ، موسوعة تاريخ البصرة ، بغداد ، 1988 .
  11 ـ الغريب ، طالب جاسم محمد ، طرائق انتقال الأراضي الزراعية في البصرة أواخر العهد العثماني نهاية الانتداب البريطاني رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الآداب جامعة البصرة ، 1994 .
  12 ـ القهواتي ، حسين محمد ، دور البصرة التجاري في الخليج العربي ، بغداد ، 1980 .
  13 ـ المبادر ، سالم سعدون ، قضاء الفاو ، دراسة في الجغرافية الزراعية ، بغداد ، 1978 .
  14 ـ النجار ، مصطفى عبدالقادر ، التاريخ السياسي لمشكلة الحدود الشرقية للوطن العربي في شط العرب ، البصرة ، 1974 .
  15 ـ النجار ، مصطفى عبدالقادر ، التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية 1897 ـ 1925 ، مصر ، 1971 .
  16 ـ النجار ، مصطفى عبدالقادر ، دراسات تاريخية لمعاهدات الحدود الشرقية للوطن العربي ( 1847 ـ 1980 ) ، بغداد ، 1981 .

ثانيا الكتب الأجنبية
  1 ـ Halford Lancaster Hoskins . British routes to India . Frank CASs and co .ltd . 1966
  2 ـ Persian Gulf pilot comprising The Persian gulf and its approaches from ras al hadd in the south ـ water to ras muari in the east ، eleventh edition ، 1967 . p 299


BASRAHCITY.NET