الحركة التجارية بين البصرة وبلدان المغرب الاسلامي

الاستاذ راضي عبيد الشمري

   المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
 ان عمليات التبادل التجاري بين البصرة وبلدان المغرب الاسلامي في الفترة من القرن الثاني الهجري وحتى الرابع الهجري كانت مزدهرة ومتنوعة ويمكن توضيح ذلك من خلال دراسة هذه العمليات التجارية بأتجاهيها الصادرات والواردات . . . فالصادرات هو ما يحمله التجار البصريين الى بلدان المغرب الاسلامي سواء كانت سلع عراقية او شرقية يقوم بمبادلتها تجار البصرة والكوفة وبغداد .
  ويتم تصدير النحاس المصنوع والثياب المصبوغة بالحمرة والزرقة الى مدينة اودفست وتم تصدير السيوف الردينية والسمهرية والنبال الخشبية والصاج والمنسوجات والديباج الى مدينة ناهرت ويشير ابن حوقل الى جلب التجار للخزف العراقي المتقن والحسن الصنع الى مدينة ( ترشيش ) في تونس .
  اما الثياب البصرية البراقة والتمور وماء الورد والبنفسج والحناء والمناديل والعمائم كانت في مقدمة ما يحمله التجار البصريين للمغاربة ليبادلوها بالذهب ، كما ان اغلب البضائع التي كان يحملها التجار من الصين والهند الى البصرة كانت تتخذ سلعاً للتبادل التجاري مع بلاد المغرب ومنها التوابل والاحجار الكريمة ونسيج الذهب واسنان الفيل والسمك والعود الذي اشتهرت به الصين ونقل التجار كذلك الفلفل من الهند الى البصرة فضلاً عن العطر وانواع الياقوت والالماس والبلور السبناذج الذي يعالج به الجوهر والقصدير وخشب الصاج وقرن الكركدن الذي كان من السلع النادرة التي يتحف بها المشارقة اهل المغرب وكذلك الهيل والقرنفل وورق التنبول ( لتقوية الاسنان واللثة وازالة الرائحة الكريهة من الفم ) والكبريت الابيض والاصفر والحديد الخام والفضة والذهب والطاووس والقردة ودهن البنفسج والاحذية وزيت الزيتون والزجاج والفواكه المجففة والمتعددة وكان يستهلك المغاربة فستق الشام وكذلك الاقمشة المذهبة المنقوشة وتستورد مدن بجاية وسبته من المغرب القطن والكتان والجواهر والياقوت هذا بالنسبة للصادرات من البصرة والمدن الاخرى عن طريق البصرة الى بلاد المغرب الاسلامي اما مايستورد ( الواردات ) فيجلب من تجار المغرب النمور المرقطة والقرض ( وهو ورق تدبغ به الجلود ) واللبود والبزاه والصفط كما يجلب من تونس القنب والكرويا والعصفر والعسل والسمن والحبوب والزيت والماشية والعنبر والحرير وجباب الصوف والحرير والرصاص والزئبق والخدم والمجلوبون من السودان ويجلب العنبر الجيد من مدينة اودفست ويذكر الاصطفري من تجارات المغرب الى المشرق ما يؤتى من السودان والاندلس وكذلك اللبود المغربية والبغال والمرجان والعنبر والعسل والزيت والسفن والحرير ويأتي القيروان السجاد الذي اشتهرت به المدينة والمنتوجات والثياب السوسية الرفيعة ذات البياض الناصع والات والسلاح والسروج المفضضة واللجم المذهبة والسيوف المحلاه .
  هذه صورة بسيطة عن عمليات التبادل التجاري والتي يتضح من خلالها بأن الحركة التجارية كانت مزدهرة من تلك الفترة ومتنوعة وتعتمد على البصرة لربط المشرق بالمغرب عن طريق التجار والحركة التجارية . . .

BASRAHCITY.NET