الخصائص الطبيعة لمشروع الشافي الاروائي
وبعض المشكلات التي يعاني منها

الاستاذ عبد الله سالم عبد الله
الاستاذ نجـم عبد الله رحيـم

   المقدمـة
بسم الله الرحمن الرحيم
  استأثر تطوير الإنتاج الزراعي في القطر العراقي باهتمام كبير من قبل الدولة بغية تامين الطلب المتزايد على المواد الغذائية الناجم عن الزيادة في عدد السكان وارتفاع مستواهم المعاشي ومن ثم تحقيق الأمن الغذائي وتجلى ذلك الاهتمام بتوسيع الرقعة الزراعية في العراق سواء من خلال أقامة المشاريع الزراعية الكبرى أم من خلال استصلاح الأراضي الزراعية . وقد حضيت محافظة البصرة بنصيبها من تلك المشاريع ، حيث أنجزت فيها ثلاثة مشاريع تمثلت في مشروع العز الأروائي ، مشروع النصر الأروائي ، ومشروع الشافي الأروائي الذي سيكون موضوعاً للبحث الذي يهدف إلى تحليل الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة وتأثيرها في الإنتاج الزراعي ، وتسليط الضوء على بعض المشكلات الطبيعية والبشرية التي يعاني منها المشروع وسبل الحد منها ، بغية النهوض في الإنتاج الزراعي ضمن أراضي المشروع الذي تبلغ مساحته ( 122 ) ألف دونم .

أولاً : الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة وتأثيرها في الإنتاج الزراعي
  تؤثر الخصائص الطبيعية لأية منطقة على الإنتاج الزراعي فيها ومن ابرز تلك الخصائص في منطقة الدراسة ماياتي :

1 ـ الموقع و الحدود
  يقع مشروع الشافي الاروائي في ناحية الدير على الجانب الغربي من شط العرب ، ضمن دائرة عرض 30 ْ ، 40 / 30 ْ ، 57 شمالاً وضمن قوس طول 24 ْ ، 47 / 40 ، 47 ْ شرقاً . يحده من الشمال مركز قضاء القرنة ومن الشرق طريق بصرة ـ بغداد ، ومن الغرب أراضي هور الحمار ، ومشروع النصر الزراعي ومن الجنوب كرمة علي وكما يتضح من الشكل ( 1 ) .
  لقد اثر الموقع الفلكي لمنطقة الدراسة على خصائص المناخ السائد فيها من خلال تحكمه في تباين زوايا سقوط الشعاع الشمسي وطول النهار النظري وكمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى سطح أرضه ، ومن ثم تباين درجات الحرارة خلال فصول السنة التي تؤثر بدورها على الإنتاج الزراعي . كما إن موقعه بالقرب من الطريق البري الرئيس ( بصرة ـ بغداد ) جعل اتصاله بالمدن المجاورة امراً ميسوراً ، مما ساعد على تسويق المنتجات الزراعية إلى المناطق المجاورة ، فضلاُ عن سهولة تأمين احتياجات المزارعين والأراضي من المستلزمات الضرورية .

2 ـ خصائص السطح
   إن المشروع جزء من القسم الجنوبي للسهل الرسوبي الذي تكون بفعل الترسبات التي نقلتها مياه انهار دجلة والفرات وشط العرب خـلال عصر البلايوستوسين وما بعده ، فضلـاً عن ترسبـاتالأهـوار والمستنقعـات يتصف السطح بالانبساط العـام ، وتتراوح مستويـات الأراضـي فيـه بين ( 1 ـ 3 ) متراً عن مستوى سطح البحــــر ( ياسين وعريبي ، 1999 ، 129 ) .
  وينحدر السطح انحداراً تدريجياً بطيئاً من الشمال نحو الجنوب ومن الشرق نحو الغرب ، إذ أن الجزء الشمالي الشرقي من المشروع يقع ضمن كتوف شط العرب التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 3 متراً فوق مستوى سطح البحر ، في حين يصل منسوب الجزء الغربي من إلى متر واحد فوق مستوى سطح البحر .
  لقد انعكس تأثير انبساط السطح وانحداره البطيء على رداءة الصرف وعلى مستوى الماء الجوفي الذي يتباين مكانياً ، حيث يكون بعداً سطح الأرض في القسم الشرقي من المشروع ، فيما يكون قريباً من السطح في قسمه الغربي ، وما لذلك من تأثير على تملح التربة، كما إن انبساط السطح يساعد على استخدام الآلات الزراعية وسهولة تنفيذ شبكات طرق النقل في المشروع لنقل المنتجات الزراعية .

3 ـ خصائص المناخ
  يقع المشروع ضمن إقليم المناخ الجاف الذي يتصف بقلة الأمطار المتساقطة وارتفاع درجات الحرارة وزيادة كمية التبخر ويتبن من الجدول ( 1 ) أن درجات الحرارة تتدنى خلال اشهر الشتـــاء (كانون الأول ، كانون الثاني ، شباط ) . وترتفع تدريجياً اعتباراً من شهر آذار لتصل ذروتها خلال اشهــــر الصيــف ( حزيران ، تموز ، آب ) ، إذ بلغ معدل درجـــات الحـرارة ( الصغرى ، العظمى ، المتوسط ) لتـــلك الأشهـــر 1 ْ ، 27 / 5 ْ ، 42 / 9 ْ ، 34 . م على التوالي .


الموقع الجغرافي لمشروع الشافي الاروائي
  إن درجات الحرارة في منطقة الدراسة تقع ضمن الحدود الطبيعية الملائمة لنمو المحاصيل الشتوية والصيفية التي يمكن زراعتها في أراضي المشروع هذا من جانب ، ومن جانب آخر فـأن ارتفاع درجات الحرارة خلال الموسم الصيفي ( من مايس إلى تشرين الأول ) يؤدي إلى زيادة كمية التبخر / النتح الممكن ( الاستهلاك المائي النظري ) إذ بلغ مجموعه خلال تلك الأشهر ( 1873 . 4 ملم ) ويشكل نسبة ( 88 . 6 % ) من المجموع السنوي الذي بلغ ( 2114 . 8 ملم ) ، مما يستدعي زيادة كمية مياه الري خلال الموسم الصيفي لسد الأحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية الصيفية . كما إن كمية التبخر / النتح الممكن تؤدي إلى تفاقم مشكلة ملوحة التربة في المشروع .
جدول رقم (1)
المعدلات الشهرية لدرجات الحرارة والتبخر/ النتح الممكن والأمطار في محافظة البصرة للفترة من 1961 ـ 1999
الشهور درجات الحرارة بالمئوي التبخر الامطار
المتوسط الصغرى العظمى
كانون الثاني 12.3 6.9 18.6 8.7 31.6
شباط 14.8 9 21 15.9 20.5
آذار 19.2 13.2 25.5 45.8 19.3
نيسان 25 18.5 31.7 118.4 16.1
مايس 30.8 24 37.6 264.1 4.6
حزيران 34.1 26.5 41.2 37.1 ـ
تموز 35.6 28 43.1 440.8 ـ
آب 35.1 26.9 43.2 399 ـ
ايلول 32.1 23.5 41.1 265.6 ـ
تشرين الاول 26.6 19.1 35.2 132.9 5.9
تشرين الثاني 19.3 13.1 26.7 40.3 15.2
كانون الاول 13.7 8.2 20.2 12.3 23.6
المعدل او المجموع السنوي 24.9 18.1 32.1 2114.8 136.8
المصدر:
1 ـ الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، نشرة رقم 18 ، بغداد 1994 .
2 ـ الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ( بيانات غير منشورة ) .
o استخرجت معدلات التبخر / النتح الممكن بأستخدام معادلة ثورنثويت الآتية :
E = 16 ( 10T / 1 ) a

  إما بالنسبة للأمطـــار فأنها قليلة ، حيث بلغ معدل المجموع السنوي ( 136 . 8 ملم ) ، وان ما نسبته ( 55 . 3 % ) من ذلك المجموع تسقط خلال اشهر الشتاء النظري ، وينقطع تساقطها خلال الفترة الممتدة من شهر حزيران حتى نهاية شهر أيلول ، ان قلة تساقط الأمطار جعلها غير كافية لقيام الزراعة مما يستدعي استخدام مياه الري سواء خلال الموسم الزراعي الشتوي ام الموسم الزراعي الصيفي .

4 ـ خصائص التربة :
  تعد تربة المشروع من الترب الرسوبية حديثة التكوين . وتشمل على التربة التي كانت تغمر بالمياه بصورة دائمية أو موسمية والتي تشغل القسم الغربي من المشروع . والتربة المتأثرة بحركتي المد والجزر التي تشغل الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي من المشروع والتي تعد في الوقت الحاضر من اصلح المناطق للزراعة في المشروع .
  تؤثر الخصائص الفيزياوية والكيمياوية للتربة على الإنتاج الزراعي . فبالنسبة للخصائص الفيزياوية يتبين من معطيات الجدول (2) إن معدلات النسب المئوية لمفصولات التربة من الطين والغرين والرمل للعمق مــن ( 0 ـ 100 ) سم بلغت ( 44 % ) ، ( 53 % ) ، ( 3 % ) على التوالي ، وطبقاً لمثلث النسجة فأنها ذات نسجة ناعمة ( طينية غرينية ) ، لذا فأن حركة الماء فيها بطيئة وقابليتها على الاحتفاظ بالماء تكون مرتفعة .
  وتراوح معدل مغاض المـــــاء فيها بين ( 0.38 ـ 2.9 سم / ساعة ) وهو ضمن الصنف المتوسط البطيء (العطية ، 2002 ، 52) وذلك يبقى الماء على سطحها مدة طويلة عنده ريها وتحت ظروف ارتفاع درجات الحرارة وزيادة كمية التبخر لا سيما خلال الموسم الصيفي ، فأن تلك المياه تتبخر مما يؤدي إلى تراكم الأملاح على سطح التربة ، إما الكثافة الظاهرية فقد بلغ معدلها 1 . 4 غم / سم3 وتكون ضمن المعدل الطبيعي للكثافة الظاهرية للترب الناعمة النسجة التي تتراوح بين 1 ـ 1 . 6 غ م / سم³ ( النجم وحمادي ، 1980 ، 111 ) .
  وقد لوحظ من خلال المشاهد الحقلية(*) إن لون التربة في منطقة الدراسة يتباين مكانياً من اللون الرمادي الغامق في الجزء الغربي من المشروع إلى اللون الرمادي الفاتح في الجزء الأوسط من المشروع ، ويعزى ذلك إلى تباين نسبة المادة العضويـة . وبالنسبة للخصائص الكيمياويـة فقد بلغ معدل نسبة المادة العضويـــــة 10 .
  3% وتعد نسبة عالية مقارنة بتربة المناطق الجافة التي تتضائل فيها نسبة المادة العضوية ، ويرجع سبب ارتفاع نسبتها في تربة منطقة الدراسة إلى الغطاء النباتي الكثيف المتكون من القصب والبردي الذي كان ينتشر فيهل قبل انحسار المياه والذي تعرض بقاياه إلى التحلل بفعل الكائنات الحية الدقيقة ، مما أدى إلى زيادة نسبة المادة العضوية بلغ معدل الــ( PH 7 . 8 ) ويقع ضمن الحدود الطبيعية للترب الجيدة التي يتراوح فيها معدل الــ( PH ) بين اكثــر من ( 7 ) واقل من ( 8.5 ) ( علاوي وعزوز ، 1984 ، 121 ) . اما معدل التوصيل الكهربائي الــ( E.C ) فقد بلغ ( 27.3 ) ديسي سيمنز / م(*) ويزداد في الطبقة السطحيـة ( 0 ـ 50 ) سم ليصل إلى ( 32 . 4 ) ديسي سيمنز / م . لذا فهي تعد تربة عالية الملوحة جداً طبقاً لتصنيف مختبر الملوحة الأمريكي ( U.S.D.A ) 1954(**) .

جدول رقم (2)
بعض الخصائص الفيزياوية والكيمياويـة لتربــة منطقة الدراســة ضمن العمقين ( 0 ـ 50 سم و 50 ـ 100 سم )
العمق
سم
مفصولات
التربة %
المادة
العضوية
%
الكثافة
الظاهرية
غم / سم3
P H E.C
ديسي
سيمنز / م
طين غرين رمل
0 - 50 43 53 4 12.2 1.4 8 32.4
50 - 100 45 53 2 9.4 1.3 7.5 22.2
المعدل 44 53 3 10.3 1.4 7.8 27.3
المصدر:
  بشرى رمضان ياسين وحسين جوبان عريبي ، تقيم بعض خصائص ترب الأهوار المستصلحة في محافظة البصرة ، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ، عدد ، 39 ، بغداد 1999 ، ص126 .
  (*) الزيارة الميدانية للمشروع بتاريخ 21/7 و11/8/2002 .
  (*) ديسي سيمنز/م = مليموز/سم .
 (**) صنف مختبر الملوحة الأمريكي عام 1954 التربة حسب درجة ملوحتها الى اربعة أصناف هي :
1 ـ تربة قليلة الملوحة اقل من 4 مليموز / سم .
2 ـ تربة متوسطة الملوحة 4 ـ 8 مليموز / سم .
3 ـ تربة عالية الملوحة 8 ـ 15 مليموز /سم .
4 ـ تربة عالية الملوحة جداً أكثر من 15 مليموز / سم .
يراجع : ( F.A.O,UNESCO,1973,75 ) .

(***) تصنف مياه الري على أساس قيمة التوصيل الكهربائي الى اربعة أصناف هي :
1 ـ مياه كليلة الملوحة اقل من 0.25 مليموز/سم .
2 ـ مياه متوسطة الملوحة 0.25 ــ 0.75 مليموز/سم .
3 ـ مياه عالية الملوحة 0.75 ــ 2.25 مليموز/سم .
4 ـ مياه عالية جداً أكثر من 2.25 مليموز/سم .
يراجع : (النجم وحمادي ، 1980 ، 200 ) .
  يستدل من بعض الخصائص الفيزياوية والكيمياوية لتربة منطقة الدراسة بأنها غير صالحة لزراعة المحاصيل الحساسة للملوحة ، في حين تكون صالحة لزراعة المحاصيل المتوسطة والعاليـة التحمـل للملوحـة خـلال الموسمين الشتـوي والصيفـي كالحنطـة والشعيـر والذرة وبعـض الخضروات مع الأخذ بنظر الاعتبار استخدام أصناف البذور المحسنة التي تتحمل الملوحة العالية،وأتباع الدورات الزراعية الملائمة .

5 ـ نوعية مياه الري :
يعد شط العرب المصدر الرئيسي لأرواء أراضي المشروع عن طريق جدولي الغميج والشافي اللذين تم الربط بينهما لمسافة 11 كم تتراوح ملوحة المياه في صدر ونهاية جدول الغميج 2.1 و 3.5 ديسي سيمنز / م على الترتيب . فيما تراوحت في صدر ونهاية جدول الشافي 2.1 و 3.4 ديسي سيمنز/م على التوالي ( محمد وآخرون ، 1997 ، 74 ) وتكون أكثر من ذلك في قناة الشافي(1) .
  وتعد تلك المياه عالية الملوحة إلى عالية جداً(***) وهي صالحة لري المحاصيل التي تتحمل الملوحة كالشعير والنخيل والقطن والجت . وان استخدام المياه بإفراط تحت ظروف التبخر الشديد وقلة فاعلية المبازل الحقلية ، سيساهم في تراكم الأملاح في تربة المشروع بمرور الزمن .

ثانياً : المشكلات التي يعاني منها المشروع وسبل الحد منها
  يعاني مشروع الشافي الأروائي من مشكلات طبيعية وبشرية عدة أبرزها ما يأتي :

1 ـ ارتفاع درجات الحرارة صيفاً مما يؤدي إلى زيادة الضائعات المالية عن طريق التبخر والنتح ومن ثم تراكم الأملاح على سطح التربة ، فضلاً عن التأثيرات السلبية لدرجات الحرارة المرتفعة على المحاصيل الزراعية .

2 ـ ارتفاع ملوحة التربة وملوحة مياه الري ، مما ينجم عنه تدني إنتاجية الدونم من المحاصيل الزراعية الشتوية منه والصيفية ، من ثم انخفاض الإنتاج الزراعي كماً ونوعناً وانخفاض العائدات الصافية للمزارعين .
  إذ تشير الدراسات إن محصولي الشعير والقطن وعلى الرغم من كونهما من المحاصيل التـي تتحمل الملوحة ألا إن إنتاج كل منهما ينخفض بنسبة 50% عندما ترتفع ملوحة التربة إلى 18 ديسي / م ، والذرة البيضاء والصفراء ينخفض إنتاجهـا بنفس النسبة ايضـاً عنما تبلغ ملوحـة التربـة 11.6 ديسي سيمنز / م لكـل منهمـا وعلى التوالـي ( إسماعيل ، 1991 ، 445 ) .
  ولما كانت التربة تعاني من الملوحة بدرجات أكثر مما ذكر فان الإنتـاج للمحاصيل المذكورة آنفاً ينخفض إلى أكثر من 50% .

3 ـ الإفراط في الري من قبل المزارعين مما ينجم عنه هدر كميات كبيرة مـن المياه فـي ظـل ظروف شحة المياه التي يعاني منها قطرنا العزيز ، والتي يمكن الأستفادة منها في التوسع الزراعي كمـا إن الإفـراط فـي الري يساهـم فـي ارتفاع مستوى المـاء الجـوي وتراكـم الأمـلاح على سطح التربة.

4 ـ إن المسافات التي تفصل بين قنوات البزل الحقلية تكون كبيرة إذ تصل تلك المسافة بين قنـاة بـزل وأخـرى إلـى حوالـي 100 متر، كمـا إن تلك القنـوات أكثـر ارتفاعـاً مـن قنوات الري الرئيسـة ، مما يجعلها عديمة الفائدة فـي الوقت الحاضر ، فضـلاً عن مساهمتها في زيــادة ملوحة ميـاه الري في القنوات الرئيسة التي تترشح إليها مياه البزل .

5 ـ قلة خبرة المزارعين في العمليات الزراعية التي تشمل على الحراثة والتسويــة وتهيأة الأرض والبذار والتسميد والري ومكافحة الآفات الزراعية ، لأن اغلبهـــم من مربـي الحيوانـات فـي المنطقـة قبل استصلاحها ، وان قلــة الخبـرة تساهـم فـي تدهـور التربـة وانخفـاض الإنتـاج الزراعي ، ولغرض الحد من المشكلات آنفة الذكر والنهوض بالإنتاج الزراعي فـــي المشروع ينبغي أتباع السبل الآتية :

1 ـ ضرورة تنفيذ جميع مشاريع البزل المقترحة في المنطقة وربطها بمشروع المصب العام للتخلـص مـن ملوحـة التربـة مـع مراعـاة إبعادهـا وأعماقهـا وانحداراتها وعلـى النحـو الآتـــي:

( أ ) المبازل الحقلية التي تتراوح أعماقها بين 0.5 ـ 1 متراً ولا تزيد المسافة التي تفصـل بين مبزل حقلي وآخر عن 50 متراً لأنها أكثر فاعلية في خفض مستوى الماء الجوفي وتقليل الملوحة، وينبغي ألزام المزارعين في المشروع بالمساهمة فـي شقها وصيانتها وبأشراف شعبة الزراعة في الدير .

( ب ) المبازل المجمعة التي تتراوح أعماقها بين 1 ـ 1.5 متراً ، وتتراوح المسافة بين مبزليـن متعاقبين بين 500 ـ 600 متراً .

( ج ) المبازل الفرعية التي تزيد أعماقها عن 1.5 متراً ، فيها تتراوح المسافة التي تفصل بين مبزل وآخر بين 1500 ـ 2000 متراً . وبذلك ستكون قنوات الري في المشروع أكثر ارتفاعاً من المبازل مما يؤدي إلى تصريف ميـاه البزل إلى مشروع المصب العام وتخليص التربة من مشكلة الملوحة .

2 ـ ألزام المزارعين في المنطقة بزراعة مصدات الرياح حول أراضيهم الزراعية ، بحيث تتكون تلك المصدات من خط واحد أو أكثر من الأشجار تفصل بينها مسافات مناسبة، وقد دلـت التجــارب التـي قامت بها منظمة الغذاء والزراعة الدولية بهذا الخصوص إن أفضل مسافة بين خـط وآخر هي ثلاثـة أمتار، وان أفضل مسافة بين شجرة وأخرى ضمن الخط الواحد هي متران فقـــط . وان تكون الأشجار التي يراد زراعتها كمصدات رياح في أراضي المشروع ملائمة للظروف الطبيعيــة ، ومن انسب تلك الأشجار هي أشجار الأثل واليوكالبتوس التي تحتاج شتلاتها إلى الري خــلال السنة الأولى من نموها ثم يمكن إن تنمو بعد ذلك اعتماداً على مياه الأمطار.كما أنها تقلل مـن درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف ضمن الأراضي التي تحميها ، وتؤدي إلى زيــادة الرطوبة في الهواء الموجود بين خطوط المصدات بنسبة مقدارها 30% ممـا يـؤدي إلـى تقليـل مقدار التبخر بنسبة 13% وزيادة رطوبة تلك الأراضي بنسبة 15% مقارنة بتربة الأراضي غيـــر المحمية بمصدات للرياح ( عبدالله والكناني ، 1990 ، 138 ـ 140 ) .

3 ـ توجيه المزارعين بإتباع الدورات الزراعية التي تتلائم مع ملوحة التربة. وبالنظر لأرتفـــــاع ملوحة تربة المشروع يمكن أتباع دورة زراعية رباعية يكون فيها محصول الجت هو المحصـول الرئيس ويفضل إن يشغل نصف مساحة الأرض الزراعية ، وفي هذه الحالة تقســم الأرض إلــى قسمين يزرع في قسمها الأول خلال السنتين الأولى والثانية من الدورة محصول الشعير في الموسم الشتوي يعقبة محصول القطن في الموسم الصيفي .
  ويزرع في القسـم الآخر محصول الجت كمحصـول معمـر خـلال المدة ذاتها ، وبعـدها يتـم تناوب تلك المحاصيـل علـى القسميـن المذكوريـن خلال السنتين الثالثة والرابعـة ( محمد أمين ، 1988 ، 353 ) . ان الدورات الزراعية تؤدي إلى تحسين خصائص التربة ، كما إن استخدام ميـاه الري خلال الموسمين الشتوي والصيفي لري المحاصيل الزراعية التي تتضمنها الدورة الزراعية تساهم بصورة ايجابية في غسل الأملاح من التربة وتقليل نسبتها إلى الحد الذي يمكن معـــه زراعة محاصيل أخرى في الدورة الزراعية .

4 ـ إقامة الندوات وحملات التوعية من قبل مديرية الزراعة في محافظة البصرة وبالتعاون مـع كلية الزراعة ـ جامعة البصرة بغية إرشاد المزارعين وتوعيتهم في مجال العمليات الزراعيـة كالحراثة العميقة وتسوية الأرض الزراعية ، وأتباع المقننات المائيـة التي تتضمن متطلبات الغسل، والتعرف على كمية ونوعية الأسمدة الكيمياوية التي تضاف إلى التربة لتعويض العناصر الغذائية الضرورية لنمو المحاصيل الزراعية ، فضلاً عن استخدام المبيدات لمكافحة الأمراض التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية .

5 ـ ضرورة تعبيد بعض الطرق والاستفادة من السداد الترابية الموجودة في أراضي المشــروع للغرض المذكور ، فضلاً عن إنشاء بحيرات صناعية لمساحة ملائمة في الجانب الشرقي من المشـروع القريب من شط العرب لغرض تربية الجاموس وذلك للأستفادة من منتجاته ، مما يساهـم في توفير جزء من احتياجات المحافظة من الحليب ومنتجاتــه .

المصادر
1 ـ إسماعيل ، حميد نشأت ، لمحات ميدانية عن الزراعة الأروائية ، جزء1 ، بغداد : مطبعة مديرية المساحة ، 1991 .
2 ـ الحيالي ، نوري مجيد ، البزل في الدلتا العراقية ، بغداد : مطبعة الأديب ، 1984 . 3 ـ عبد الله ، ياووز شفيق وعادل إبراهيم الكناني ، الغابات والتشجير ، الموصل : دار الكتب للطباعة والنشر ، 1990 .
4 ـ العطية ، هدى خالد شعبان ، قضاء صدامية القرنة ــ دراسة في الجغرافية الإقليمية ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ـ جامعة البصرة ، 2002 .
5 ـ علاوي بدر جاسم ورحمن حسن عزوز ، الري الزراعي ، الموصل : مطابع جامعة الموصل ، 1984 .
6 ـ محمد ، إبراهيم جعفر وآخرون ، دراسة ترب مشروع الشافي الأروائي ، مركز بحوث الموارد المائية والتربة ــ قسم تحريات التربة ، بغداد : 1997 .
7 ـ محمد امين ، اوميد نوري ، مبادئ المحاصيل الحقلية ، البصرة : مطبعة جامعة البصرة ،1988 .
8 ـ النجم ، محمد عبد الله وخالد بدر حمادي ، الري ، فرنسا : مطبعة سيما ، 1980 .
9 ـ الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، نشرة رقم 18 ، بغداد : 1994 .
10 ـ الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ( بيانات غير منشورة ) .
11 ـ ياسين ، بشرى رمضان و حسين جوبان عريبي ، تقييم بعض خصائص ترب الأهوار المستصلحة في محافظة البصرة ، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ، العدد 39 ، بغداد : 1999 .
12 ـ F.A.O, UNESCO, Irrigtion - Drainge and Salinity , An international Source book , London : 1973 .


BASRAHCITY.NET