حكومة أفراسياب في البصرة (1595 ـ 1668)

الاستاذ مشتاق مال الله

لمحة تاريخية عن البصرة :

 تعد مدينة البصرة أول مدينة أنشأها العرب في العراق في العصر الإسلامي ، وهي واحدة من عشرات المدن التي أقامها المسلمون خارج الجزيرة العربية خلال العصر الراشدي ، كان الهدف من إنشائها أن اتخذها المسلمون قاعدًة عسكرية للانطلاق نحو المناطق الشرقية ، حيث كان وجود القوات الفارسية ، وأصبحت تلك المدينة حلقة وصل بين مركز الخلافة في المدينة المنورة وبين القوات الإسلامية في العراق (1).
 وتطورت تلك المعسكرات التي أقامتها الجيوش الإسلامية وأصبحت لنواة الأُولى للمدن العربية الإسلامية في العراق وفي غيره من الأقطار العربية الإسلامية الأُخرى.
 وتقع البصرة على مقربة من ساحل الخليج العربي ، مما جعلها تتميز بناحية دفاعية ذات موقع حصين ، إذ كان بالإمكان صد الهجمات الخارجية ، وموقعها على طرف الصحراء أعطاها ضمان الاتصال السريع مع الجزيرة العربية لمواجهة أي خطر يداهم سكان المدينة (2).
 وتتمتع البصرة بموقع جغرافي متميز ، إذ تقع في أقصى الجنوب الشرقي من العراق على الضفة الغربية لشط العرب ، وهي البوابة الوحيدة للعراق التي تطل على القسم الشمالي لمياه الخليج العربي (3) ، مما أعطى البصرة مكانة اقتصادية في سيطرتها على الحركة التجارية ما بين الهند وبلاد فارس بواسطة الخليج العربي ، وكانت البصرة مركزًا للنشاط التجاري ، حيث كانت تصل القوافل التجارية العربية إلى منطقة الأبلة التي كانت تعرف عند العرب في الجاهلية باسم أرض الهند (4).
 موقع البصرة سهل عليها الاتصال بالعالم الخارجي عن طريق الخليج العربي وسيطرتها على الطرق البرية الذاهبة إلى مكة لأداء فريضة الحج ، كما ساهم التوسع التجاري في تغيرات اجتماعية واقتصادية متميزة ، فلم يقتصر دور البصرة على أنها مدينة مستوردة بل كان لها دور مهم في تصدير الكثير من مواردها الزراعية لاسيما التمور التي كانت تشتهر بها ، فضلا عن شهرتها بصناعة الأنسجة (5).
 كانت البصرة تتوسط بين إقليم فارس الذي يعد إقليمًا منتجًا وبين إقليمي مكة والمدينة المستهلكين للمنتجات الزراعية والصناعية ، مما أعطى المدينة أهمية تجارية ، حيث شكلت حلقة وصل في نقل السلع التجارية من بلاد فارس إلى مكة والمدينة في الجزيرة العربية (6).
 كان لموقع البصرة تأثير من الناحية السياسية والثقافية والتجارية والإدارية على المناطق الجنوبية من العراق التي تشمل المناطق الواقعة على سواحل الخليج العربي ومنطقة عربستان (7).
 هذا الموقع الستراتيجي جعل البصرة مركزًا حضاريًا واقتصاديًا مهمًا دفع بالكثير من القوى الغربية للسيطرة على هذه المدينة ، وكان العامل الاقتصادي والموقع الستراتيجي العامل الأساس لاختيار البصرة مركزًا للحركة التجارية التي دفعت بالكثير من الولاة الذين تولوا حكمها على الاهتمام بالتحصينات الدفاعية عن المدينة ، وعانت البصرة من الفتن والاضطرابات الداخلية التي أثرت سلبًا في واقع الحياة العامة لهذه المدينة التي عانت إبان الاحتلال العثماني من سياسة الإهمال وعدم الاهتمام ، وذلك لتدهور الأوضاع السياسية للدولة العثمانية الناتج عن اضطراب الأوضاع الداخلية من جهة والأخطار الخارجية المتمثلة بالحروب التي كانت تخوضها الدولة العثمانية ضد حكام بلاد فارس مما جعلها غير مهتمة بممتلكاتها البعيدة (8).

أوضاع البصرة قبل قيام حكومة آفراسياب :

 خضعت البصرة في عام 1508 إلى سيطرة أَُسرة آل مغامس بعد أن كانت تحت سيطرة الإمارة المشعشعية ، وتمكن الأمير راشد بن مغامس (9) من ضم الأحساء والقطيف إلى ولاية البصرة مستغ ً لا حالة الفوضى والاضطراب السياسي التي كانت تعاني منها المناطق الشرقية للجزيرة العربية بعد تعرضها للهجمات المتكررة من البرتغاليين الذين حاولوا مرارًا فرض سيطرتهم على تلك المناطق تلك الاعتداءات من البرتغاليين أثرت سلبًا في الأُسرة الحاكمة وساهمت في إذكاء حالة الصراع الداخلي للأُسرة الحاكمة في الأحساء والقطيف ، لاسيما بعد وفاة حاكمها الأمير مقرن بن زامل العقيلي عام 1520 في أثناء دفاعه عن بلاده ضد البرتغاليين ، هذا الوضع المضطرب دفع بعض أفراد الأُسرة الحاكمة في الأحساء لطلب المساعدة من حاكم البصرة الشيخ راشد بن مغامس لحمايتهم من التهديدات البرتغالية ، فاستغل حاكم البصرة هذا الطلب وفرض سيطرته على الأحساء والقطيف وعين أخاه محمد بن مغامس حاكمًا عليهما (10).
 وفي فترة حكم راشد بن مغامس كانت أوضاع البصرة مضطربة بسبب طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين حكام البصرة المحليين والبرتغاليين الذين عمدوا منذ وصولهم لمياه الخليج العربي إلى محاربة القوى المحلية المستغلة مستخدمين وسائل عدة لتحقيق ذلك الهدف ، فمرة يلجؤون لاستخدام القوة العسكرية ومرة أُخرى يتبعون الوسائل الدبلوماسية لتحقيق أهدافهم السياسية ولتعزيز وجودهم التجاري والاقتصادي في المنطقة ، وكانت البصرة واحدة من المدن التي سعى البرتغاليون للسيطرة عليها لما تتمتع به هذه المدينة من أهمية ستراتيجية وموقع جغرافي مهم للحركة التجارية ، حيث كانت البصرة الطريق التجاري المهم لتزويد الخليج العربي والدولة العثمانية وبلاد فارس بالتوابل (11).
 فالنزاعات المحلية في جنوب العراق على السلطة كانت عام ً لا مساعدًا لإعطاء البرتغاليين ذريعة للتدخل في البصرة ، فض ً لا عن الصراع المستمر ما بين الفرس والعثمانيين للسيطرة على العراق ، ومن ثم على البصرة التي ولدت الرغبة لدى العثمانيين لاحتلالها من أجل السيطرة على الطرق التجارية المؤدية للخليج العربي ، ولهذا تكون هذه نقطة الانطلاق للعثمانيين للسيطرة على تجارة الهند الوافدة إلى منطقة الخليج العربي (12).
 لهذا السبب جهز العثمانيون حملة عسكرية بقيادة السلطان سليمان القانوني عام 1534 لاحتلال العراق ، وتمكنت تلك الجيوش من احتلال بغداد ولم تتجه نحو البصرة ، لأن الشيخ راشد بن مغامس أرسل ابنه وبعض وزرائه لتقديم الطاعة والولاء للسلطان العثماني (13).
 مقابل ذلك قدم السلطان العثماني للشيخ راشد بن مغامس اعترافًا رسميًا في حكم البصرة بشرط أن يذكر اسم السلطان العثماني في الخطبة ويضرب اسمه على العملة وأن يدفع سنويًا مبلغًا من المال كجزية للخزينة العثمانية وأن يتعهد الشيخ راشد بن مغامس بتأمين حدود ولاية البصرة وأن يدافع عنها من أي خطر خارجي يهددها (14).
 اكتفى العثمانيون بالولاء الاسمي الشكلي الذي أبداه زعماء القبائل العربية في البصرة والأحواز والجزائر ، وذلك انطلاقًا من سياسة الدولة العثمانية التي كانت تتجنب الدخول في مواجهات مباشرة مع القبائل العربية طالما كانت تلك القبائل موالية للدولة العثمانية حتى لو كان ذلك الولاء شكليًا (15).
 وبعد أن حصل راشد بن مغامس على تأييد من العثمانيين لمنصب حاكم البصرة ، وأصبح تابعًا لسلطة العثمانيين بصورة فعلية تجلت تلك التبعية بذكر اسم السلطان العثماني في الخطبة وضرب اسمه على العملة ، إلا أن الحكومة العثمانية كانت ترغب في إخضاع البصرة للسيادة العثمانية بصورة مباشرة ، وكان ذلك الطموح يتعارض مع رغبة الأُمراء المحليين للحفاظ على استقلالهم قدر المستطاع ، وهذا بدوره أدى إلى حدوث تصادم بين العثمانيين والحكام المحليين للولايات التابعة شكليًا للعثمانيين (16).
 وشهدت البصرة تطورات سياسية مهمة على الصعيد الداخلي والخارجي خلال فترة حكم الشيخ راشد بن مغامس الذي قام بإبداء المساعدة لأحد شيوخ العشائر العربية الذي ثار ضد السلطات العثمانية ، فاعتبر العثمانيون تلك المساعدة من جانب الشيخ راشد بن مغامس بأنها خروج على السلطة العثمانية التي كانت تبحث عن ذريعة لضم ولاية البصرة لسلطتها (17) فكانت التحالفات التي أقامها حكام أُسرة آل مغامس مع الأُمراء العرب المشعشعين الذين كانوا يحكمون قلعة الزكية (18) سببًا آخر في قيام الدولة العثمانية بتجهيز حملة عسكرية إلى البصرة بقيادة والي بغداد إياس باشا ، ودارت معارك ضارية بين الطرفين تمكنت فيها القوات العثمانية من السيطرة على البصرة عام 1546 وطرد الشيخ راشد بن مغامس الذي ترك البصرة وتوجه إلى الأحساء (19).
 بقي والي بغداد إياس باشا في البصرة لفترة من الزمن قام خلالها بإجراء التنظيمات الإدارية اللازمة للولاية وع?ين عليها بلال محمد بيك حاكمًا عليها وقلده منصب (بكلربلي) أي منصب أمير الأُمراء فقام الأخير بإنشاء دار لسك النقود العثمانية في البصرة وقام بتنظيم أُمور الولاية وألغى عددًا من الضرائب التي كانت قد فرضت على أهالي البصرة من قبل الشيخ راشد بن مغامس (20).
 تلك الإجراءات التي اتخذتها الدولة العثمانية تجاه البصرة بعد ضمها للسيطرة العثمانية المباشرة ترجع إلى خشية العثمانيين من فقدان تلك المدينة الستراتيجية التي تتمتع بأهمية خاصة في السياسة العثمانية ، لأن الدولة العثمانية لم تكتف بالسيطرة على الجزيزة العربية فحسب إنما أرادت السيطرة على تجارة الهند من خلال استيلاء العثمانيين على العراق وإخضاع البصرة للسيطرة العثمانية بصورة مباشرة لكونها المنفذ الوحيد للخليج العربي ، لكن العثمانيين أخفقوا في تحقيق ذلك الهدف بسبب الوجود البرتغالي في الهند ، إذ تمكنت القوات البرتغالية من إلحاق الهزيمة بالقوات العثمانية التي دفعت بالقادة العسكريين إلى التخلي عن فكرة السيطرة على الهند ، تلك الهزائم العسكرية أثرت سلبًا في أوضاع الولاة العثمانيين في جنوب العراق مما أدى إلى إنعاش الرغبة في الاستقلال لدى القبائل العربية هناك (21).
 بعد فشل القوات العثمانية في مواجهة البرتغاليين في الهند بات البرتغاليون يشكلون خطرًا حقيقًا يهدد العراق ، لذلك عمدت السلطات العثمانية إلى تقوية الخطوط الدفاعية لميناء البصرة في هذه المدينة التي كانت تحتل خط الدفاع الأول ضد الهجمات البرتغالية (22).
 كما أن أوضاع البصرة لم تستقر بسبب الغزوات المستمرة التي كانت تتعرض لها من جانب القبائل الغازية التي كانت دائمًا تشتبك مع الحامية العثمانية التي ترابط في البصرة ، ذلك الصراع مع تلك القبائل كان يضعف الحامية العثمانية في التصدي لتلك الهجمات التي كانت تتعرض لها البصرة خلال الحكم العثماني (23).
 لم تأت السيطرة العثمانية بشيء جديد بعد احتلال البصرة ، لأنها لم تتمكن من القضاء على ثورات العشائر العربية التي بقيت متأججة في أطراف المدينة ، ويعود ذلك إلى حالة الضعف التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية في تثبيت سلطتها بصورة فعلية والدفاع عن ممتلكاتها من الاعتداءات الخارجية ومن ثورات العشائر العربية التي كانت تسعى لإزالة الحكم العثماني ، ففي عام 1549 بدأت العشائر العربية بشن هجمات على البصرة وعمدت إلى قطع طرق القوافل التجارية التي كانت تصل المدينة ، ومن تلك الثورات ثورة علي بن عليان شيخ عشيرة الجوازر الذي فرض حصارًا شديدًا على البصرة حتى اضطر والي البصرة درويش باشا إلى طلب المساعدة من والي بغداد علي باشا الذي أخبر بدوره الباب العالي بثورة علي بن عليان على البصرة فكّلف الباب العالي والي بغداد علي باشا بقيادة حملة عسكرية إلى البصرة والقضاء على ثورة ابن عليان ، وعلى الرغم من القوات الكبيرة التي ساندت تلك الحملة إلا أنها أخفقت في القضاء على تلك الثورة في جنوب العراق وبعد فشل الجيش العثماني في تحقيق هدفه عاد إلى بغداد بعد أن تكبد خسائر كبيرة (24).
 أوضاع البصرة تلك جعلتها عرضة للاعتداءات الخارجية من القوى الأجنبية لاسيما البرتغاليون الذين عمدوا إلى استغلال تلك الأوضاع المضطربة لفرض سيطرتهم على البصرة ، فكان على الدولة العثمانية مواجهة ذلك الخطر فأرسلت الحكومة العثمانية عام 1552 قوة بحرية للدفاع عن البصرة بقيادة بيري ريس الذي تمكن من تدمير المراكز التجارية للبرتغاليين في مسقط وجزيرة قشم (25) وسعت القوات العثمانية إلى محاصرة البرتغاليين في مقرهم الأساس في هرمز ، إلا أن محاولاتهم تلك باءت بالفشل ، إذ تمكن الأُسطول البرتغالي من إلحاق الهزيمة بالقوات العثمانية المهاجمة بقيادة بيري ريس (26).
 تلك الهزائم العسكرية التي لحقت بالقوات العثمانية في البصرة على يد البرتغاليين انعكست سلبًا على مجمل الأوضاع الداخلية للدولة العثمانية وعلى سلطة العثمانيين في جنوب العراق ، حيث ولدت تلك الأوضاع رغبة لدى القبائل العربية في البصرة إلى الاستقلال عن الحكم العثماني ولاسيما أثناء الحرب التي خاضها العثمانيون ضد الفرس بحجة مساعدة الأمير القاصر ميرزا شقيق الشاه طهماسب (27) الذي طلب مساعدة الدولة العثمانية بسبب الخلاف بينه وبين أخيه .
 هذه التطورات الأخيرة دفعت بالعديد من القبائل العربية الموجودة على طول نهر الفرات إلى القيام بانتفاضة ضد القوات العثمانية بتحريض من الشيخ عليان عكلة الذي طلب مساعدة الفرس للتخلص من الحكم العثماني في جنوب العراق ، إلا أن تلك القبائل فشلت في تحقيق ذلك الهدف بسبب المعاهدة التي أبرمتها الدولة العثمانية مع حكام بلاد فارس عام 1555 والتي تخلى الفرس بموجبها من تقديم أي دعم للقبائل العربية في البصرة (28).
 وفي عام 1566 تجددت ثورة ابن عليان على البصرة فاضطر الوالي درويش باشا حاكم البصرة إلى طلب المساعدة من الدولة العثمانية التي أصدرت أمرًا إلى كل من والي شهرزور والموصل للالتحاق بالحملة العسكرية التي يقودها والي بغداد بأمر من السلطان العثماني سليم الثاني والتي تمكنت من إيقاف زحف الثوار على البصرة (29).
 فاضطر الشيخ عليان للهرب إلى الجزيرة العربية ، وعلى الرغم من التدابير والإجراءات التي اتخذتها الدولة العثمانية في مواجهة الثورات المحلية فإنها لم تستطع أن تقضي على تلك الثورات بصورة نهائية وإن كانت قد هدأت تلك الثورات فإنها هدأت تحت القمع والقوة العسكرية بصورة مؤقتة ، وكانت تتحين الفرص للظهور مرة أُخرى .
 استمرت أوضاع البصرة بالاضطراب وعدم الاستقرار خاصة خلال عام 1595 حين تغيرت الظروف السياسية للدولة العثمانية (30) ، التي انشغلت خلالها بمعالجة مشاكلها الداخلية إلى جانب الأخطار الخارجية التي كانت تهدد ممتلكات العثمانيين في جنوب العراق لاسيما البرتغاليون الذين ما انفكوا يتحينون حالة الضعف التي كانت تمر بها الدولة العثمانية لتعزيز نفوذهم التجاري والسياسي في مدينة البصرة ، هذا مع التنافس البريطاني الفرنسي على نظام الامتيازات في الدولة العثمانية الذي خلق لها الكثير من المشاكل مع تلك الدول (31).
 إن التدهور الذي أصاب الدولة العثمانية امتد إلى المؤسسة العسكرية النظامية ، حيث شهدت هذه المؤسسة حركات تمرد لقواتها العسكرية في العاصمة إسطنبول لاسيما حركات التمرد التي قامت بها قوات الإنكشارية ، وهذا التمرد ناجم عن ضعف السلاطين والحكام العثمانيين في إدارة أُمور السلطة الذي انعكس بدوره على ضعف السلطة المركزية في العاصمة إسطنبول فشهدت البلاد حالة من الاضطراب والفوضى السياسية وعدم الاستقرار في أوضاعها الداخلية تلك التطورات السياسية عكست ضعف السلطة المركزية في جنوب العراق التي شهدت هي الأُخرى قيام عدد من الثورات قام بها الفلاحون ضد ممثلي السلطة العثمانية في البصرة (32).

قيام حكومة آفراسياب (1595 ـ 1668) :

 كانت البصرة واحدة من المدن التي شهدت الكثير من الحركات الثورية ضد الولاة العثمانيين ، إذ تمكن الثوار من عزل ولاية البصرة عن باقي ولايات العراق فبرزت أُسرة في جنوب العراق ، وهي أُسرة أحد كبار ملاكي الأراضي من العرب ويدعى آفراسياب (33) ، وكان مؤسس هذه الأُسرة يشغل منصب قائد القوات غير النظامية لحاكم البصرة أيوب باشا ، فاستغل آفراسياب حالة الضعف التي شهدتها البصرة ، ولم يتمكن الوالي أيوب باشا من مواجهة الاضطرابات والثورات التي شهدتها البصرة ، الأمر الذي اضطره إلى بيع منصبه لآفراسياب بثمانية أكياس رومية ، كل كيس يضم ثلاثة آلاف درهم (34).
 ما أن تسّلم آفراسياب مقاليد الأُمور في البصرة حتى أرسل إلى السلطان العثماني في إسطنبول مبعوثًا يؤكد فيه ولاء وتبعية آفراسياب للدولة العثمانية التي كانت خلال هذه الفترة منشغلة لحد كبير في القضاء على تمرد القوات العسكرية التي أضعفت الدولة العثمانية من الداخل وانعكس ذلك الضعف في أن خسرت الكثير من سلطتها وسيادتها على ممتلكاتها في العراق ، فأصدر الباب العالي فرمانًا يعترف فيه بآفراسياب عاملا على ولاية البصرة (35) على أن لا يقطع آفراسياب الخطبة عن السلطان العثماني وأن يدفع الجراية السنوية للحكومة العثمانية فوافق آفراسياب على هذه الشروط فلم يقطع صلاته بالباب العالي ، وكان يبعث بالرسائل إلى إسطنبول يبين فيها ولاءه للسلطان العثماني ، وكانت تلك الرسائل تبعث على الارتياح لدى حكومة إسطنبول التي كانت تدرك جيدًا خصوصية البصرة من الناحية السياسية والاقتصادية ، وبهذا تمكن آفراسياب من أن يكون أُسرة محلية حاكمة مستقلة عن الدولة العثمانية (36).
 وخلال فترة حكم أُسرة آفراسياب ازدهرت الحركة التجارية في البصرة وفتح ميناء البصرة للتجارة مع الدول الأُوربية ، ويصف المؤرخ البرتغالي تكسيرا عام 1604 خلال حكم آفراسياب مشاهداته عن المدينة ، إذ وصف حامية البصرة التي كانت تتألف من ثلاثة آلاف رجل ومعظمهم من الأتراك والعرب والأكراد وكان يرأس تلك الحامية الباشا آفراسياب الذي كان يملك كل السلطات المدنية والعسكرية وكانت تغطى نفقاتها عن طريق الواردات التي كانت تصل المدينة عن طريق الميناء التجاري الذي كان يستحصل الأموال عن طريق دائرة الكمارك الخاصة بالميناء (37).
 وكانت الأموال الزائدة القادمة من دائرة الكمارك ترسلها حكومة آفراسياب إلى حكومة إسطنبول كتأكيد على الولاء والتبعية للسلطة العثمانية وأن الأموال التي كانت تصل إسطنبول لا تتناسب وحجم الأموال التي تحصل عليها حكومة البصرة (38) إلا أن حالة الضعف والفوضى التي كانت تعيشها الدولة العثمانية لاسيما ثورات الإنكشارية التي قادها بكر صوباشي (39) ضد العثمانيين ، جعلتهم من الضعف بحيث أصبحوا غير قادرين على طلب المزيد من الأموال من حكومة آفراسياب في البصرة (40).
 حالة الضعف تلك من العثمانيين أعطت لآفراسياب مكانة كبيرة في البصرة مارس من خلالها سياسة عربية في علاقاته مع القوى الخارجية بما فيها الدولة العثمانية ، وكانت علاقته مع إسطنبول قائمة على الاحترام المتبادل ، فكان آفراسياب يعتبر حكومته مستقلة عن سلطة الدولة العثمانية التي كانت تدرك ذلك الأمر وإن حكومة آفراسياب وإن راسلت السلطات العثمانية ودفعت لها الجراية السنوية فإنها مجرد مسألة شكلية (41).
 استتب الأمر لآفراسياب في البصرة وما حولها وعمل على توسيع سلطته في المناطق المجاورة للبصرة فقضى على نفوذ بدر بن مبارك حاكم الدورق بمساعدة وإلى بغداد حسن باشا ، مقابل هذا تبنى آفراسياب سياسة تجارية معتدلة اعتمدها في تعامله مع البرتغاليين والهولنديين والهنود والإنكليز الذين كانوا يجلبون التوابل والأقمشة والشاي وغيرها من السلع الأُخرى إلى ميناء البصرة وبفضل الإمكانيات المادية التي كانت متوافرة لدى أُسرة آفراسياب فقد شكلت قوات شبه نظامية تمكن بواسطتها من فرض الأمن والاستقرار في مدينة البصرة ، كما عمدت حكومة آفراسياب على توثيق علاقاتها الاقتصادية مع كل الدول الأجنبية من أجل تحقيق مصالح اقتصادية مشتركة ساهمت بشكل كبير في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لصالح حكومة آفراسياب (42).
 أصبح لآفراسياب علاقات جيدة مع عدة أُمم أجنبية ، فكان الهولنديون يجلبون التوابل إلى البصرة كل عام بينما الإنكليز كانوا يجلبون الفلفل والقرنفل ويجلب الهنود للبصرة شتى أنواع النسيج فكانت البصرة تضم العديد من التجار من مختلف البلدان ، فكانوا من حلب وأزمير ودمشق والقاهرة والقسطنطينية ، وكان هؤلاء التجار يأتون البصرة لشراء السلع والبضائع التي تصل المدينة من بلاد الهند ، وكانت تلك البضائع تنقل على الإبل (43) ، في حين أن التجار الذين يفدون إلى البصرة من ديار بكر والموصل وبغداد والجزيرة كانوا يحملون تلك البضائع بواسطة السفن الشراعية في نهر دجلة (44).
 وكان في البصرة دائرة للكمارك تستوفي نسبة (5%) من الضرائب على السلع التجارية الواردة للمدينة ، إلا أن حاكم البصرة آفراسياب أحيانًا يصدر أوامره لدائرة الكمارك والموظفين العاملين في تلك الدائرة باستيفاء نسبة (4%) من الضرائب على السلع التجارية من باب التشجيع والتعاطف مع التجار لتشجيع الحركة التجارية التي كانت تشكل الدخل الأساس لحكومة آفراسياب عن طريق الضرائب التي كانت تستوفيها دائرة الكمارك من السلع التجارية الداخلة للمدينة وكانت رسوم الكمرك البرية تجبى على حدود البصرة البرية ، أما رسوم الكمرك النهرية فكانت تجبى في القرنة ، وكانت موارد حكومة آفراسياب من الأموال ترد من الرسوم الكمركية على السلع والبضائع والخيل والإبل والنخيل (45) إلى جانب هذا كان هناك قاض يمارس الأحكام القضائية العدلية يعين من قبل حكومة آفراسياب لا من قبل الباب العالي في إسطنبول ، وتمتعت البصرة بالاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي ، كما أعطت حكومة آفراسياب حرية المعتقد لبقية الطوائف الدينية الأُخرى ، حيث كانت الأقليات الدينية تمارس طقوسها الدينية بكل حرية وبدون أي مضايقات من جانب السلطة المحلية في البصرة (46).

علاقات آفراسياب بالإمارة المشعشعية :

 تعرضت مدينة البصرة إلى عدة هجمات من الشيخ مبارك (47) حاكم الإمارة المشعشعية في الحويزة (48) قبل أن يتولى آفراسياب حكومتها ، حيث تمكن مبارك من السيطرة على قلعة الزكية القريبة من البصرة ، وما أن تولى آفراسياب حكم المدينة واستتب له الأمر حتى بعث برسالة إلى حاكم الحويزة يطلب فيها منه الاعتراف بحكومته وضرورة الاعتراف بتبعيته لتلك الحكومة ، إلا أن رد الشيخ مبارك كان شديد اللهجة مما أدى إلى تدهور العلاقة بين الطرفين (49).
 كان هناك إصرار واضح من حكومة آفراسياب في فرض سيطرتها على الحويزة وإخضاع حاكمها السيد مبارك للسلطة المحلية في البصرة فأمر آفراسياب بتجهيز السفن للحرب وبدأ باتخاذ كل الإجراءات العسكرية والإدارية الخاصة باحتلال الحويزة ، وما أن وصلت تلك الأخبار إلى حاكم الحويزة حتى اتخذ هو الآخر كل الاستعدادات العسكرية وأمن التحصينات للمدينة استعدادًا للحرب ، وعلى الرغم من كل تلك الاستعدادات من الجانبين فلم تحصل مواجهة عسكرية بين قوات آفراسياب وحاكم الإمارة المشعشعية في الحويزة (50).
 إلى جانب التحصينات التي اتخذتها حكومة آفراسياب في البصرة كان هناك عدد من الجنود الأتراك في القلاع الممتدة للمناطق المحايدة لنهر كارون لحماية حدود مدينة البصرة من هجمات الشيخ مبارك حاكم الحويزة الذي اتخذ هو الآخر إقامة عدة تحصينات في الجهة اليمنى من نهر كارون (51).
 أزاء هذا الوضع المتأزم في العلاقة ما بين حكومة آفراسياب والإمارة المشعشعية حاول البرتغاليون وخدمة لمصالحهم أن يتقدموا بطلب لحاكم الحويزة الشيخ مبارك بعقد معاهدة دفاعية مشتركة موجهة بالدرجة الأساس ضد العثمانيين ، لأن البرتغاليين كانوا على غير وفاق مع حكومة إسطنبول ، إلا أن حاكم الحويزة رفض ذلك العرض لأنه كان يدرك رغبة البرتغاليين في تحقيق أهدافهم ومصالحهم من خلال هذه المعاهدة مما يسمح للبرتغاليين بالتدخل في شؤون الإمارة المشعشعية (52) وإن وفاة السيد مبارك حاكم الحويزة عام 1616 أدى إلى إنهاء حالة التوتر مع إمارة آفراسياب ، تلك التطورات التي شهدتها الإمارة المشعشعية أفرزت نتائج خطيرة تمثلت بالصراع الداخلي ضمن العائلة الحاكمة ، وكانت المؤامرات والاغتيالات السمة المميزة لإمارة الحويزة بعد وفاة السيد مبارك كما أدى الصراع الداخلي إلى مقتل السيد راشد المشعشعي الذي تولى حكم الحويزة عام 1619 ، وبعد مقتله تولى السيد منصور بن مطلق المشعشعي رئاسة الإمارة المشعشعية الذي اتبع سياسة مغايرة للحكام الذين سبقوه في حكم الإمارة ، فأظهر التودد لأُسرة آفراسياب الحاكمة في البصرة (53).
 إن التغيير الذي طرأ على سياسة الإمارة المشعشعية في عهد منصور بن مطلق تجاه حكومة آفراسياب كان يعزى إلى محاولة السيد منصور حاكم الحويزة إلى تهدئة جبهة البصرة والعمل على تشكيل جبهة عسكرية قوية لمواجهة الخطر والتهديدات الفارسية المتمثلة برغبة شاه عباس الكبير (54) في ضم الإمارة المشعشعية إلى سيادة بلاد فارس بالقوة العسكرية .
 بعد رفض حاكم الحويزة قبول طلب الشاه بضم الإمارة المشعشعية لسيطرة بلاد فارس .
 وعندما أدرك حكام البصرة والحويزة الخطر الفارسي الذي كان يهدد سلطتهم على تحسين العلاقة السلبية التي كانت بينهما حتى اشتركت القوى العسكرية لكلا الإمارتين لمحاربة حسن آغا حاكم ولاية العرجة الذي كان مواليًا للشاه عباس الكبير ، وما إن حاصرت القوات الفارسية البصرة حتى اشتركت قوات السيد منصور المشعشعي إلى جنب قوات آفراسياب للدفاع عن البصرة (55).
 إن التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقة ما بين حكومة آفراسياب والإمارة المشعشعية كان له الأثر الواضح في سياسة بلاد فارس تجاه كلتا الإمارتين ، إذ حاول حكام بلاد فارس التقرب من هاتين الإمارتين كل على حده من أجل زرع بذور الفتنة والتناحر بينهما من جهة ومحاولة التقرب منهما لكي يضمن حكام فارس حياد كلتا الإمارتين ، إذا ما خاضت بلاد فارس حربًا ضد الدولة العثمانية (56).
 شهدت محاولات التقرب لكلتا الإمارتين مع الصفويين إلى تبادل الرسل والزيارات بين وفود كل من الإمارتين والدولة الصفوية ، حيث إن الشاه صفي (57).
 كان قد أكرم الوفد الذي أرسله حاكم البصرة علي باشا آفراسياب بقيادة خليل بيك مع عدد من الخيول العربية التي أُرسلت إلى السلطان الصفوي (58).
 تعد الأحداث والتطورات السياسية التي عاشها العراق خلال النصف الأول من القرن السابع عشر عاملا مؤثرًا في استمرار حكومة آفراسياب في البصرة إلى جانب اعتراف السلطات العثمانية في إسطنبول بشرعية تلك الحكومة التي كانت بحاجة فعلية إلى دعم ومساندة العثمانيين ، وذلك لما كان يحيق بالبصرة من مخاطر إقليمية تمثلت بالخطر الفارسي ، فضلا عن المشاكل الاقتصادية التي كانت تواجهها حكومة آفراسياب مع شركة الهند الشرقية (59).
 التي كانت تسعى لتحقيق أكبر قدر من المصالح الاقتصادية في البصرة على حساب الحكومة المحلية في المدينة (60).

علاقة آفراسياب بالدولة الفارسية :

 تولى علي باشا آفراسياب حكومة البصرة بعد أبيه آفراسياب وكان لعلي باشا منزلة كبيرة لدى الباب العالي ، وهو مقتنع بالاعتراف الرسمي من جانب حكومة إسطنبول ، وكان علي باشا آفراسياب يعد نفسه حاكمًا مستقلا عن السلطة العثمانية حيث حافظت تلك الحكومة على حدود البصرة من الأخطار الخارجية معتمدة على القوى المحلية في الدفاع عن المدينة (61) تميز حكم علي باشا آفراسياب بالعدل وقطع الظلم وحسنت سيرته ، وكان مهتمًا بالعلم والمعرفة وشاعت مكارمه وأحبته الرعية والقواد والعسكر وكان يقصده العلماء والشعراء والأُدباء وتميزت فترة حكمه بالرفاهية وطلب العلم ولم يدخل في خلاف مع السلطات العثمانية مادامت الأخيرة قد اعترفت بسلطته الرسمية على البصرة وتمكن علي باشا آفراسياب أن يمد سلطة حكومته إلى الجزائر (62) حيث تمكن من إخضاعها لتصبح تابعة بصورة فعلية لسلطته (63).
 كانت ولاية البصرة مطمعًا للعديد من القوى الخارجية التي كانت تريد فرض سيطرتها عليها ذات الموقع الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية المتميزة ، فقدم شاه إيران عباس الأول طلبًا إلى علي باشا آفراسياب عام 1623 يأمره بأن يعترف بتبعيته لحكومة بلاد فارس (64).
 وكان للشاه عباس أسباب عدة للسيطرة على البصرة منها أسباب اقتصادية خاصة بعد أن نقل البرتغاليون نشاطهم التجاري من هرمز إلى البصرة بعد الخلاف مع الشاه عباس الأول وسيطرتهم على تجارة الأحساء والقطيف (65).
 إن الأهمية التجارية للبصرة ورغبة حكام فارس في القضاء على النفوذ البرتغالي في البصرة أدى إلى فرض حصار بري على المدينة ومن ثم احتلالها (66).
 وجد أمير البصرة نفسه في وضع صعب ، إذ كان عليه أن يختار بين ولائه للسلطان العثماني والشاه عباس الصفوي الذي حاول استغلال حالة الضعف والتدهور التي كانت تمر بها الدولة العثمانية وبات يفكر في احتلال العراق ، فبادر الشاه عباس في بداية الأمر إلى إخضاع جنوب العراق لسيطرته ، فدخل في مفاوضات مع حاكم البصرة علي باشا آفراسياب وقد وعده بتوسيع مناطق نفوذه وحدث أن اعترف الأخير بتبعيته للشاه عباس الصفوي الذي تعهد لعلي باشا بأن يجعل حكم ولاية البصرة وراثيًا في أُسرة آفراسياب وعدم مطالبة حكام بلاد فارس من حكومة آفراسياب بدفع أي ضرائب مالية وعدم التدخل في شؤون حكم ولاية البصرة (67).
 كل تلك الوعود قوبلت بالرفض الشديد من علي باشا آفراسياب الذي توجه لطلب المساعدة من البرتغاليين بعدما لمس حالة العجز والضعف التي آلت إليهما الدولة العثمانية (68).
 إن توجه علي باشا آفراسياب لطلب المساعدة من البرتغاليين كان بسبب إدراكه لحالة الخلاف ما بين البرتغاليين والشاه عباس الصفوي الذي طردهم من هرمز بمساعدة شركة الهند الشرقية الإنكليزية وتقبل البرتغاليون طلب علي باشا لمساعدته ضد القوات الفارسية لحماية مركزهم التجاري في البصرة ، لأنهم كانوا يدركون بأن سيطرة الشاه على جنوب العراق يعني القضاء على تجارة البرتغال في الخليج العربي (69) كان على علي باشا آفراسياب أن يواجه لوحده خطر القوات الفارسية التي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد ولاية البصرة لاسيما بعد سيطرة تلك القوات على بغداد والحلة وكربلاء ، حيث باتت الدولة العثمانية غير قادرة على مد يد العون لحكومة آفراسياب لانشغالها بالمشاكل الداخلية المتمثلة بالثورات وتمرد القوات النظامية من فرق الإنكشارية (70) ، فضلا عن الحروب التي كانت تخوضها الدولة العثمانية بين الحين والآخر مع عدوتها التقليدية روسيا القيصرية ، وسيطرت القوات الإيرانية على طرق الإمدادات الواصلة إلى البصرة ، حيث سيطرت على طريق دجلة والفرات وكانت البصرة تعيش أوضاعًا من القلق والترقب بانتظار قدوم القوات الفارسية (71) ، لذلك طلب علي باشا آفراسياب من أهالي البصرة وعشائرها تقديم المساعدة له بالرجال والسلاح والأموال من أجل الدفاع عن مدينتهم ، حيث تمكن الأهالي من وضع قلاع ومتاريس لمنع الفرس من عبور شط العرب باتجاه الساحل الغربي ، حيث وضع 700 شخص مسلح لحماية الساحل الغربي لشط العرب (72).
 أمر الشاه عباس الأول حاكم شيراز إمام قلي خان (73) بالتحرك لاحتلال البصرة عام 1624 ، إلا أن تلك الحملة التي قادها حاكم الأحواز باءت بالفشل ، وذلك بسبب المقاومة التي أبدتها القبائل العربية في الدفاع عن المدينة إلى جانب المساعدة التي تلقاها علي آفراسياب من البرتغاليين الذين كانوا يدافعون عن حكومة آفراسياب دفاعًا عن مصالحهم في تلك المدينة (74).
 قام الشاه عباس الأول بمعاودة الهجوم مرة ثانية على البصرة عام 1625 وجرت مصادمات عنيفة بين الطرفين ساهمت فيها السفن البرتغالية في البصرة إلى جانب قوات علي باشا آفراسياب ، معتبرين القوات الصفوية عدوًا مشتركًا ، وعلى إثر تلك المواجهات انسحبت القوات الفارسية تاركة وراءها أعدادًا كبيرة من القتلى والمعدات العسكرية دون أن تحقق هدفها في احتلال البصرة (75).
 بعد ذلك الفشل توجهت القوات الإيرانية نحو الحويزة وتمكنت من السيطرة عليها وإقصاء الشيخ مبارك الذي اعتبره الشاه خائنًا لعلاقته الوطيدة مع أُسرة آفراسياب وفعلا تركت القوات الفارسية البصرة وتوجهت إلى بغداد لفك الحصار الذي فرضه الصدر الأعظم حافظ باشا (76) عام 1625 ، وفعلا تمكنت القوات الفارسية من فك الحصار ودحر الجيوش العثمانية التي شعرت بحرج شديد جراء هزيمتها أمام قوات الشاه عباس الأول (77) نتيجة للأوضاع المضطربة التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية بعد تجدد ثورة أرضروم (78) ضد السلطة العثمانية التي دفعت بالعثمانيين إلى القضاء على هذه الثورة التي سببت لهم التقهقر والهزيمة أمام الجيوش الإيرانية (79).
 تحركت الجيوش الإيرانية مرة ثالثة عام 1628 بأمر من الشاه الصفوي عباس الكبير لاحتلال مدينة البصرة فسارع علي باشا آفراسياب إلى تجميع قواته لمواجهة الخطر الفارسي وعمد إلى كسر سدة المياه التي كانت تحفظ المدينة من الغرق ، فغمرت المياه البطاح المحيطة بالمدينة التي ساهمت بشكل كبير في حفظ البصرة من دخول الجيوش الفارسية إليها ، كذلك وفاة الشاه عباس الأول أدت إلى انسحاب تلك القوات بعد أن فشلت في احتلال البصرة (80).
 كانت البصرة كما يصفها الرحالة الفرنسي دي لافال بأنها كانت تضم عددًا من الخنادق والحفر التي كانت منتشرة حولها وكانت مملوءة بالماء كما ذكر بأن علي باشا آفراسياب بقي ثلاثة أشهر خارج المدينة خشية من أن يكون انسحاب القوات الفارسية خدعة عسكرية من الفرس حتى يعاودوا الهجوم مرة أُخرى على البصرة (81).
 استمرت العلاقات بالتوتر والحذر ما بين حكومة آفراسياب وحكام بلاد فارس خلال فترة حكم علي باشا آفراسياب (82) حتى جهزت الدولة العثمانية حملة عسكرية لتحرير العراق من السيطرة الفارسية ، وقاد تلك الحملة السلطان العثماني مراد الرابع (83) عام 1638 الذي تمكن من السيطرة على بغداد وطرد القوات الفارسية ، وبقيت العلاقة جيدة بين آفراسياب والسلطة العثمانية خاصة بعد أن عقدت الدولة العثمانية معاهدة زهاب (84) مع الفرس عام 1639 ، حيث تعهد الفرس فيها بعدم الاعتداء على الأراضي العراقية ولا على المدن والقصبات التابعة لولاية بغداد والبصرة (85).
 أعطت معاهدة زهاب عام 1639 فترة هدوء نسبي للعراق خلال القرن السابع عشر وأعطت نوعًا من القوة لعلي باشا آفراسياب الذي بدأ بالتوسع نحو أراضي المنتفك التي تقدم سكانها بطلب إلى والي بغداد برغبة أهلها للانضمام إلى ولاية بغداد بدلا من البقاء تحت حكم علي باشا آفراسياب (86).

الحملات العثمانية لإنهاء حكم آفراسياب في البصرة :

 خلقت معاهدة زهاب 1639 وضعًا كافيًا لإشعال فتيل نزاع إقليمي دار بين القوات العثمانية بقيادة والي بغداد وبين حكومة آفراسياب في البصرة بقيادة علي باشا آفراسياب (87) ، ومن الأسباب التي دفعت بالعثمانيين للقضاء على إمارة آفراسياب في البصرة هو الانزعاج الشديد الذي أبدته السلطة العثمانية في إسطنبول من التقارب الذي أبداه علي باشا آفراسياب مع الإمارة المشعشعية وإمارة عربستان الموالية لحكومة بلاد فارس (88) هذا فضلا عن الموقع الجغرافي والستراتيجي الذي كانت تتمتع به البصرة مما يوفر للعثمانيين قاعدة بحرية لجيوشهم ، علاوة على المركز التجاري الذي كانت تتمتع به البصرة التي شهدت العديد من عمليات التبادل التجاري مع كل الدول الأجنبية وكانت الحركة التجارية تلك تدر موارد مالية كبيرة كانت تغطي كل نفقات الحكومة المحلية في البصرة (89).
 لذلك كانت الدولة العثمانية عازمة على وضع حد لحكومة آفراسياب نظرًا للمكانة المتميزة التي كانت تتمتع بها في البصرة ، كذلك عدم مشاركة علي باشا آفراسياب في العمليات العسكرية التي قادها السلطان العثماني مراد الرابع لطرد القوات الفارسية من بغداد والموصل كانت عاملا مهمًا في انزعاج السلطة العثمانية من علي باشا آفراسياب لعدم مساندته للقوات العثمانية في تلك المعركة (90).
 قامت الدولة العثمانية بتسيير عدة حملات عسكرية للقضاء على حكومة آفراسياب ، ففي عام 1640 سير والي بغداد جيشًا إلى العرجة وتمكن من ضمها إلى نفوذ ولاية بغداد ، بعد أن تقدم أهالي العرجة بطلب إلى والي بغداد بضم منطقتهم إلى ولاية بغداد بدلا من البقاء تحت حكم علي باشا آفراسياب ، وردًا على ذلك العمل أقدم علي باشا آفراسياب عام 1645 بشن حملة عسكرية تمكن من خلالها من السيطرة على قلعة الزكية التي كانت تابعة لولاية بغداد ، وما إن علم والي بغداد بذلك حتى أرسل جيشًا تمكن من استرجاع قلعة الزكية وإرجاعها إلى السيطرة العثمانية (91).
 استمرت العلاقات بين الدولة العثمانية وأُسرة آفراسياب بالشد والتوتر حتى وفاة علي باشا آفراسياب عام 1647 فخلفه ابنه حسين باشا آفراسياب على حكم البصرة ، وكان حاكمًا قويًا وذكيًا ، وحاول التخلص من الخطر الفارسي فعمد إلى التقرب من حاكم إيران الشاه صفي لكنه في الوقت ذاته لم يقطع علاقته مع الدولة العثمانية (92).
 قام حسين باشا آفراسياب بتعزيز الوسائل الدفاعية للمدينة فأحاط جميع نواحي المدينة من ناحية شط العرب بسور كما عزز التحصينات التي تحمي البصرة من جهة نهر كارون وأخضع عددًا من القبائل العربية لحكمه ، وتمكن حسين باشا آفراسياب من المحافظة على حكمه من خلال المناورة في علاقته ما بين الدولة العثمانية والفارسية (93).
 بعد الانتصار الكبير الذي حققته الدولة العثمانية على حكام بلاد فارس وتمكنها من تحرير العراق من السيطرة الفارسية حان الوقت لوضع نهاية لحكم آفراسياب في البصرة ، فعمد السلطان مراد الرابع إلى تعيين علي باشا أمير الأُمراء حاكمًا على البصرة ، وقد تحتم على حسين باشا آفراسياب أن يتقبل ذلك الأمر ويتنازل عن حكم ولاية البصرة إلا أن حسين باشا آفراسياب لم يقبل بذلك الوضع ، وكان ينتظر الفرصة المناسبة لإبعاد علي باشا عن حكم البصرة التي اعتبرها ملكًا متوارثًا في أُسرة آفراسياب (94).
 وعادت الفوضى والاضطرابات للدولة العثمانية بعد وفاة السلطان العثماني مراد الرابع وتحولت إدارة الأُمور السياسية في البلاد لأيدي الحريم ، فعاد تمرد قوى الإنكشارية في العاصمة إسطنبول فحذت الأقاليم والمناطق التابعة للدولة العثمانية حذو العاصمة فشهدت تلك المناطق فتنًا وانتفاضات ضد السلطة العثمانية ، فكان العراق واحدًا من تلك المناطق الخاضعة للإمبراطورية العثمانية ، حيث شهدت بغداد حالة من الاستياء والاضطرابات نتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي والمعاشي في البلاد (95) بادر حسين باشا آفراسياب لاستغلال تلك الفوضى وأرسل من الحويزة إلى بغداد فصيلا من الرجال يقدر ب 10,000 آلاف رجل لإشغال والي بغداد عن البصرة التي عاد حسين باشا إليها وطرد الوالي التركي منها الميرميران علي باشا ، وحاول مرارًا فرض سيطرته على والي الأحساء محمد باشا الذي عينه الباب العالي (96).
 حاولت الدولة العثمانية الاستفادة من الصراع العائلي الذي نشب داخل أُسرة آفراسياب ، وذلك عندما أراد حسين باشا آفراسياب ضم الأحساء إلى حكمه وسيطرته ، إلا أن عمه أحمد بيك وفتحي بيك عارضا تلك الفكرة وكان أحمد بيك وفتحي بيك يتمتعون بمكانة كبيرة لدى القبائل العربية التي كانت تساندهما من أجل التخلص من سطوة حسين باشا آفراسياب ، ومن أجل التخلص من عميه قام حسين باشا بإلقاء القبض عليهما ونفاهما إلى الهند ، إلا أنهما تمكنا من الهرب ولجآ إلى الأحساء وراسلا والي بغداد مرتضى باشا وأخبراه ما فعله بهم حسين باشا آفراسياب فأخبر مرتضى باشا والي بغداد الباب العالي برغبة حسين باشا آفراسياب بالسيطرة على الأحساء وطرد محمد باشا الوالي العثماني من الأحساء (97).
 كان تصرف حسين باشا آفراسياب يدل من وجهة نظر الحكومة العثمانية على تمرد يهدد بانفصال البصرة عن السيادة العثمانية ، وهذا العمل يتطلب إجراءات فورية حازمة ، لذلك طلبت الحكومة المركزية في إسطنبول من والي بغداد مرتضى باشا عام 1653 بالتحرك للقضاء على حكومة آفراسياب في البصرة (98).
 استجاب والي بغداد مرتضى باشا لطلب الباب العالي وأرسل فرقة استطلاعية بقيادة رمضان آغا وكانت مهمة هذه الحملة هي لجمع المعلومات العسكرية عن قدرات حسين باشا آفراسياب وسار مرتضى باشا بجيشه خلف الفرقة الاستطلاعية حتى وصلت طلائع جيشه إلى منطقة العرجة (99).
 ولما سمع حسين باشا بتقدم القوات العثمانية توجه إلى القرنة التي عمرها وحصن قلاعها وحولها إلى حصن للدفاع عن البصرة (100) ، فحشد فيها الكثير من قواته التي كان يعتمد عليها للدفاع عن المدينة ، وكان الوضع العام في البصرة يرغب في مناصرة الجيش العثماني القادم إلى البصرة ، وساهمت بعض القبائل المحلية في مساعدة قوات مرتضى الباشا ، فاعتمد عليها في النقل والتجهيزات والأدلة والجواسيس (101).
 وما أن وصلت قوات مرتضى باشا إلى القرنة حتى دارت معارك ضارية بين الطرفين استمرت ثلاثة أشهر تمكنت قوات مرتضى باشا من هزيمة حسين باشا آفراسياب الذي توجه إلى الحويزة في إيران (102).
 وعلى إثر ذلك الانتصار بات الطريق سهلا أمام قوات مرتضى باشا التي دخلت البصرة دون مقاومة واسُتقبل مرتضى باشا من الأهالي والأعيان ، وما أن تسلم مرتضى باشا زمام الأُمور في البصرة حتى باشر بجباية مصارف حملته العسكرية ضد حسين باشا آفراسياب من سكان مدينة البصرة ، كما سمح لأنصاره وقادته بنهب مخازن البضائع العائدة للتجار العرب والهنود ، الأمر الذي أثار استياء وغضب أهالي البصرة (103).
 كما قام مرتضى باشا بمصادرة أموال حسين باشا وأولادهما وأحفادهما ، وعمد إلى قتل عمي حسين باشا أحمد بيك وفتحي بيك بعد أن صادر أموالهما ، بعدما ألقى بالذنب في نهب مخازن البضائع إليهما .
 ولما انتشر خبر مقتل أحمد بيك وفتحي بيك من قبل مرتضى باشا والي بغداد ، ثارت العشائر القاطنة في البصرة ، وبدأت تهاجم قوات مرتضى باشا واعتمدت في شن هجماتها حرب العصابات ، حيث كانت تلك الهجمات تفاجئ القوات العثمانية ليلا وتلحق بها الخسائر الكبيرة ، وكانت العشائر المهاجمة تتخذ من الأهوار منطلقًا لعملياتها العسكرية ، ووصل غضب الجماهير في المدينة إلى دار الباشا الذي لم يتمكن من الهروب إلى بغداد إلا بصعوبة بالغة ، وعلى إثر تلك الهجمات انسحبت قوات مرتضى باشا من البصرة بعد أن تكبدت خسائر كبيرة وباتت غير قادرة على مواجهة هجمات القبائل العربية في البصرة (104).
 بعد رحيل مرتضى باشا عن البصرة رجع حسين باشا آفراسياب للمدينة دون أية مقاومة تذكر من الأهالي بعدما ضاقوا ذرعًا من إجراءات مرتضى باشا التعسفية في البصرة (105) بعد رجوع حسين باشا عمد إلى تصفية حسابه مع حاكم الأحساء محمد باشا الذي كان له دور كبير في دعم وتحريض كل من أحمد بيك وفتحي بيك ضد حسين باشا ، إذ قام حسين باشا عام 1664 باستمالة شيخ عشائر بني خالد الشيخ براك وطلب مساعدته للسيطرة على الأحساء وطرد حاكمها محمد باشا ، وفعلا تمكن حسين باشا بمساعدة عشائر بني خالد من الاستيلاء على الأحساء وضمها لولاية البصرة (106).
 وما إن أصبحت الأحساء تحت سيطرة عشائر بني خالد بقيادة الشيخ براك حتى رفض الأخير الخضوع لسلطة حسين باشا آفراسياب ، فجهز حسين باشا جيشًا لمحاربة الشيخ براك وزحف جيش حسين باشا باتجاه الأحساء ، وتمكن ذلك الجيش من القضاء على تمرد عشائر بني خالد ، وتمكن من إرجاع الأحساء لسيطرته المباشرة (107).
 اتخذت الدولة العثمانية مما قام به حسين باشا آفراسياب بضم الأحساء إلى سلطته ذريعة لشن حملة عسكرية ضده ، فأصدر الباب العالي فرمانات إلى ولاة كل من ديار بكر إبراهيم باشا ومنطقة الرقة محمد باشا ووالي سهرزور كنعان باشا يأمرهم بالانضمام للحملة العسكرية التي يقودها إبراهيم باشا الطويل المتجهة إلى البصرة للقضاء على حكومة آفراسياب (108).
 بلغ عدد أفراد الحملة العسكرية حوالي 150,000 ألف رجل ، وانضم إليهم عدد من القوات غير النظامية لبعض القبائل التي كانت ناقمة على حكم حسين باشا ، فكتب إبراهيم باشا إلى حسين باشا آفراسياب يطلب منه الانصياع والطاعة للحكومة العثمانية ، إلا أن حسين باشا رفض ذلك الطلب ولجأ إلى القرنة بعد أن اتخذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة قوات إبراهيم باشا الطويل (109).
 تحركت الحملة العسكرية بقيادة إبراهيم باشا باتجاه البصرة حتى وصلت إلى المنصورية (110) بالقرب من البصرة ، وجرت هناك معارك بين القوات العثمانية وقوات حسين باشا آفراسياب الذين صمدوا أمام القوات العثمانية المهاجمة التي كانت تقاتل بأرض وعرة المسالك ذات شعاب كثيرة ، وكان الجيش العثماني غير متمرس على خوض المعارك في مثل تلك الأراضي التي كانت عاملا مهمًا في فشل قوات إبراهيم باشا من تحقيق انتصار ساحق على قوات حسين باشا آفراسياب (111).
 كما وسعت قوات حسين باشا آفراسياب من تحركاتها العسكرية فقامت تلك القوات بمهاجمة السفن التجارية التي كانت راسية في شط العرب التي كانت أهدافًا سهلة لأتباع حسين باشا ، وكان الهدف من مهاجمة تلك السفن للتأثير في الحياة الاقتصادية للمدينة ، فشلت الحركة التجارية وأراد حسين باشا آفراسياب أن ينتقم من القبائل العربية في البصرة التي ساندت ووقفت إلى جانب إبراهيم باشا في حملته للقضاء على حكومة آفراسياب (112)
 استطاع حسين باشا من الصمود مدة أربعة أشهر من الحصار الذي فرضه إبراهيم باشا على القرنة ، بعدها اقتنع إبراهيم باشا بعدم جدوى الاستيلاء على القرنة ، لذلك حاول الدخول في مفاوضات مع أهالي البصرة لتسليم المدينة طوعًا لقوات إبراهيم باشا (113) بعد أن كتب عدد من أهالي البصرة إلى إبراهيم باشا بضرورة أن يرسل لهم من ينوب عنه في حكم البصرة (114) وعلم حسين باشا بهذا الأمر فأرسل فصيلا من قبائل المنتفك والجزائر مكونًا من ثلاثة آلاف رجل دخلوا البصرة وعاثوا فيها من النهب وقتلوا القسم الأكبر من الداعين للصلح مع العثمانيين ، عند ذلك اضطر والي بغداد إبراهيم باشا إلى الدخول في مفاوضات لعقد صلح مع حسين باشا آفراسياب يعترف بموجبه بسيادة الدولة العثمانية على ولاية البصرة (115) وخلال غياب حسين باشا آفراسياب عن البصرة دخلت المدينة في فوضى عارمة فأرسل بعض وجهاء البصرة إلى إبراهيم باشا الطويل كتابًا يخبرونه بأن البصرة أصبحت فوضوية من الحكم والاضطراب وطلبوا منه أن يرسل حاكمًا عنه ليدير شؤون المدينة ، في ذات الوقت شكل التجار والأهالي سلطة محلية موحدة لإدارة شؤون المدينة وفضلوا الاحتفاظ بحكم المدينة لأنفسهم بدلا من تسليم المدينة إلى مبعوث الوالي إبراهيم باشا الطويل (116)
 وصلت تلك الأنباء إلى حسين باشا آفراسياب في القرنة فطلب من معتمده محمد بن بوداق التوجه إلى البصرة والقضاء على الحكومة المحلية التي شكلها الأهالي ، فجمع محمد بن بوداق أتباعه وتوجه للمدينة ، وما إن وصل حتى هاجم البنايات التي كانت تشغلها الحكومة المؤقتة المشكلة من الأهالي ودارت معارك ضارية بين الطرفين انتهت بهزيمة محمد بن بوداق وتسنى لحكومة البصرة المؤقتة من الاحتفاظ بسيطرتها على المدينة (117)  إلا أن أهالي البصرة المعارضين لحكم حسين باشا أهملوا تأمين مداخل المدينة فدخلت إلى المدينة القوة العسكرية التي أرسلها حسين باشا لمساعدة محمد بن بوداق ، وقد تمكنت تلك القوة وخلال ساعات من تغيير وضع الحكم في البصرة ، فانحلت الحكومة المؤقتة المكونة من أشراف المدينة ، وعمد مقاتلو حسين باشا إلى عمليات القتل والسلب والنهب (118).
 وفي الوقت ذاته تلقى حسين باشا مساعدة من بعض القبائل العربية الموجودة في الحويزة التي كانت ناقمة على الحكم العثماني ، ولما طالت مدة الحصار على القرنة دون نتيجة ، ولم تصل الإمدادات بعد لقوات إبراهيم باشا المرابطة في القرنة ، وتعرضت تلك القوات لحصار وهجمات بعض القبائل في الأهوار التي كانت تقاتل إلى جانب حسين باشا آفراسياب ، وقّلت الإمدادات الحربية لقوات إبراهيم باشا وتحطمت الروح المعنوية لدى القوات العثمانية ، كل هذه العوامل أدت إلى دخول والي ديار بكر بمفاوضات مع حسين باشا آفراسياب (119) دون علم قائد الجيش العثماني ، وكانت نتيجة المفاوضات أن تبقى البصرة بيد حكومة آفراسياب بشرط أن تنتقل إدارة البصرة من حسين باشا إلى ابنه آفراسياب ، وأن يقدم حسين باشا اعتذارًا رسميًا إلى السلطان العثماني ، وأن يعود محمد باشا إلى حكم الأحساء ، وأن تدفع الجزية السنوية المترتبة على الأُسرة الحاكمة في البصرة إلى الحكومة العثمانية (120)
 بعد ذلك الاتفاق الذي أُبرم بين العثمانيين وحسين باشا آفراسياب انسحبت القوات العثمانية من البصرة متجهة إلى بغداد بعدما تكبدت خسائر كبيرة في حربها الأخيرة ضد حسين باشا الذي أرسل مبعوثه الخاص يحيى آغا للعاصمة إسطنبول ليقدم اعتذارًا رسميًا للحكومة العثمانية عما أبداه حسين باشا من تصرفات تجاه السلطان العثماني (121) الذي كان يستقبل وفدًا من وجهاء البصرة من المتضررين من سياسة حسين باشا ، وكان هذا الوفد يحمل إلى جانب الهدايا رسالة ضمنوها تفصيلا بجميع الأعمال التي ارتكبها حسين باشا ضد أهالي البصرة ، والتقى هذا الوفد الذي كان يضم عددًا من شخصيات أُسرة آل باشا عيان (122) مع موفد حسين باشا يحيى آغا ، واتفق الطرفان على خلع حسين باشا آفراسياب من حكم البصرة بعد موافقة الباب العالي على هذا الأمر ، لذلك أصدر الباب العالي أمرًا بتعيين يحيى آغا باشا حاكمًا لولاية البصرة خلفًا لحسين باشا آفراسياب (123)
 أصدر الباب العالي أوامره إلى مصطفى قره باشا والي بغداد بقيادة حملة عسكرية للإطاحة بحكومة حسين آفراسياب ، وأُصدرت الأوامر السلطانية كذلك إلى والي ديار بكر إبراهيم باشا ووالي شهرزور كنعان باشا وأمير أُمراء الموصل موسى باشا فضلا عن أمير الرقة للالتحاق بالحملة العسكرية المتجهة إلى البصرة (124)
 أراد مصطفى قره باشا الاستفادة من الأخطاء التي رافقت حملة إبراهيم باشا السابقة على البصرة ، إذ جهز قوات الجيش بمدفعية ثقيلة كان لها الدور الكبير في إنهاء حالة الصراع لصالح القوات العثمانية وأرسل مصطفى قره باشا المدفعية عن طريق نهر دجلة ، في حين توجه مع قواته مارًا بعدة مناطق ابتداء بالإسكندرية إلى كربلاء ومن ثم إلى النجف الأشرف حتى وصل إلى العرجة التي عقد فيها اجتماعًا لقادة الجيش العثماني المشرفين على الحملة العسكرية (125)
 بعد الاجتماع قرر مصطفى قره باشا شن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد قوات حسين باشا ، وتقتضي الخطة مهاجمة البصرة من كل الجهات من أجل القضاء على قوات حسين باشا آفراسياب (126)
 وجرت عدة معارك بين القوات المهاجمة وقبائل المنتفك الموالية لحسين باشا آفراسياب ، وقد انهزمت تلك القبائل في تلك المواجهة فهاجمت القوات العثمانية القرنة من جهة الأهوار التي كانت غير مؤمنة بصورة كافية لإيقاف القوات المهاجمة التي تمكنت بعد خوضها لمعارك ضارية ضد قوات حسين باشا من اقتحام القرنة بعد استخدام سلاح المدفعية التي كان لها الدور الفعال في تحييد قوات حسين باشا التي دب الرعب والفوضى بين صفوفها وتركت القتال وانهزمت (127)
 بعد تطورات الأحداث تلك أدرك حسين باشا آفراسياب بأنه أصبح أمام الأمر الواقع بعدما اقتربت القوات العثمانية من مقر إقامته ، فاضطر إلى ترك البلاد وتوجه إلى الحويزة التي أصبحت ملاذًا آمنًا ، وقدر لحسين باشا آفراسياب بأن لا يعود إلى البصرة مرة أُخرى بعد أن خسر كل شيء وبعد زوال حكم أُسرة آفراسياب عين الباب العالي يحيى آغا باشا واليًا على البصرة ، وبهذا عادت البصرة مرة أُخرى للسيطرة العثمانية بصورة مباشرة وتركت بها حامية عسكرية ضمت 15,000 ألف رجل من قوات الإنكشارية ، فضلا عن 3,000 آلاف رجل من القوات المحلية التي كانت تابعة لوالي البصرة يحيى آغا باشا (128) بعد أن قضى مصطفى باشا على حكومة آفراسياب في البصرة عام 1668 قدم تقريرًا إلى الحكومة العثمانية بشأن ضرورة تعزيز الحامية العثمانية الموجودة في جنوب العراق ، واستخدام إيرادات المدينة لتغطية مصاريف الحامية العثمانية ، وقدم الوالي مصطفى باشا مقترحًا لزيادة إيرادات البصرة من خلال إعادة تقييم الممتلكات غير المنقولة ، وأن يعتمد نظامًا ضرائبيًا أفضل مما كان موجودًا سابقًا ، وأن تناط المالية العامة في المدينة بموظف مختص بالإدارة المالية يعين من حكومة إسطنبول (129) وبناء على طلب مصطفى باشا أرسلت الحكومة العثمانية عبدالرحمن كاظم زادة إلى البصرة وعينته في منصب الدفتر دار ومعه ألفان من قوات الإنكشارية لتعزيز الحامية العثمانية في القرنة وما إن تسلم الدفتر دار مهام عمله حتى عمل على إبعاد يحيى إغا من السلطة ، فتقصد تأخير رواتب الإنكشارية واتهم يحيى باشا بهذا الأمر فثار عليه الجنود الثائرون فاضطر يحيى آغا لترك المدينة والتوجه للحويزة ، فجمع عددًا كبيرًا من العرب وهاجم البصرة متوجهًا إلى القرنة لكنه لم يتمكن من الوصول إليها ، حيث قابلته القوات العثمانية بكل قوة وتمكنت من هزيمته فرجع إلى الحويزة مرة أُخرى ، وعاود يحيى آغا عام 1669 الهجوم على البصرة رغبة منه في استعادتها من العثمانيين ، وتمكن فعلا من اجتياح البصرة ، لكن القوات العثمانية تمكنت بقيادة والي ديار بكر ووالي بغداد من توحيد جهودهما في القضاء نهائيًا على يحيى آغا وطرده من العراق إلى الأبد (130)
 وبهذا الشكل أنهت الدولة العثمانية حكومة آفراسياب العربية التي حكمت البصرة مدة تقرب من نصف قرن ، إذ استطاعت أن تجعل الحكم فيها متوارثًا ، وتمكنت من إقامة مملكة عربية مستقلة عن العثمانيين في إدارة البصرة .

الهوامش

 (1) هدية جوان عيدان الخالدي ، تخطيط مدينة البصرة في القرن الأول الهجري ، ط 1 53 ـ النجف الأشرف ، 2011 ، ص 52.
 (2) المصدر نفسه ، ص 53.
 (3) ماجد محمد السيد ولي ، الخصائص المناخية لمدينة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية ، المجلد الأول، جامعة البصرة ، 1988 ، ص 51.
 (4) أبو محمد الحسين اليمني الهمداني ، صفة جزيرة العرب ، القاهرة ، 1953 ، ص 204.
 (5) هدية جوان عيدان الخالدي ، المصدر السابق ، ص 59.
 (6) أحمد سوسة ، وادي الفرات ومشروع سدة الهندية ، ج 2 ، بغداد ، 1945 ، ص 215.
 (7) هدية جوان عيدان الخالدي ، المصدر السابق ، ص 60.
 (8) جان باتيست تافرنيه ، رحلة تافرنيه إلى العراق في القرن السابع عشر 1676 كما رآه تافرنيه ، ترجمة كوركيس عواد ، ط 1 ، بيروت ، 2006 ، ص 86.
 (9) راشد بن مغامس بن صقر بن محمد بن فضل ، يعرفون بآل مغامس ، كانوا يقطنون البصرة القديمة ، تمكنوا من حكم البصرة خلال النصف الأول من القرن السادس عشر ، وحاولوا توسيع نفوذهم خارج حدود ولاية البصرة ، وعمدوا إلى الاستقلال في إدارة شؤون مدينتهم ، انظر : طارق نافع الحمداني ، مدن العراق وقبائله العربية في العصر الحديث ، بيروت ، 2010 ، ص 77
 (10) المصدر نفسه ، 78 ـ 79.
 (11) صالح أوزبران ، الأتراك العثمانيون والبرتغاليون في الخليج العربي 1543 ـ 1581 ، ترجمة عبدالجبار ناجي ، منشورات مركز دراسات الخليج العربي ، 1979 ، ص 26.
 (12) المصدر نفسه ، ص 26 .
 (13) علي شاكر علي ، تاريخ العراق في العهد العثماني 1638 ـ 1750 ، ط 1 ، بغداد ، 1985 ، ص 123 .
 (14) أحمد مصطفى أو حاكمة، محاضرات في تاريخ الجزيرة العربية في العصور الحديثة ، القاهرة ، 1967 ، ص 30.
 (15) عبدالكريم رافق ، العرب والعثمانيون 1516 ـ 1916 ، دمشق ، 1974 ، ص 89 .
 (16) الكسندر أداموف ، ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ، ترجمة هاشم صالح التكريتي ، ط 1 ، بيروت ، 2009 ، ص 368.
 (17) فلاديمير لوتسكي ، تاريخ الأقطار العربية الحديث ، ترجمة عفيفة البستاني ، موسكو ، 1971 ، ص 45.
 (18) وهي قلعة تقع شمال القرنة على ضفاف نهر دجلة ، تتمتع بأهمية ستراتيجية ، وكانت تلك القلعة تحت سيطرة الحكام المشعشعين بقيادة السيد عامر المشعشعي الذي عين حاكمًا عليها من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني ينظر : نافع طارق الحمداني ، المصدر السابق ، ص 85.
 (19) فلاديمير لوتسكي ، المصدر السابق ، ص 45.
 (20) صالح أوزبران ، المصدر السابق ، ص 25.
 (21) G . R . Low. History of The Indian navy , London ، p .18 1977 .
 (22) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 370.
 (23) علي شاكر علي ، التنظيمات الإدارية العثمانية في النصف الثاني من القرن السادس عشر ، مجلة دراسات الخليج العربي ، 1983 ، ص 125.
 (24) عبدالكريم غرايبة ، مقدمة في تاريخ العرب الحديث ، دمشق ، 1960 ، ص 87 .
 (25) يسميها البعض جزيرة جسم ، وهي جزيرة إيرانية تتبع لمحافظة هرمزكان الإيرانية ، تقع الجزيرة في مدخل الخليج العربي في مضيق هرمز ، وهي أكبر جزيرة في الخليج العربي ، تبلغ مساحتها 1,491 كم 2 ما يعادل ضعف مساحة مملكة البحرين ، غالبية سكانها من العرب واللغة العربية هي اللغة السائدة في الجزيرة تحوي على عدة قلاع وحصون مدمرة للبرتغاليين وتتميز الجزيرة بموقع ستراتيجي لقربها من رأس الخيمة عند مدخل الخليج العربي الموسوعة الحرة ويكبيديا ، نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki
 (26) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 371.
 (27) هو أحد شاهات إيران الصفويين الأقوياء الذي خلف والده الشاه إسماعيل الأول، ولد عام 1514 وتوفي عام 1576 ، كانت والدته تدعى شاه بكي خانم ، وهي تركمانية الأصل ، تمكن من استعادة حكم بلاد فارس خلال مرحلة شبابه بعد الاضطرابات التي شهدتها فارس الموسوعة الحرة ويكبيديا ، نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki
 (28) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 372.
 (29) G . H Creasy , history of The ottoman Turkish , Bairut , 1960 , p 40 .
 (30) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 372 .
 (31) جورج خوري ، المصالح الاستعمارية والبريطانية والحفاظ على الإمبراطورية العثمانية ، مجلة دراسات تاريخية ، سنة 13 ، العدد ( 42 ، 41 ) دمشق ، 1992 ، ص 88.
 (32) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 373.
 (33) آفراسياب بن أحمد بن حسين بن فرهاد بن آفراسياب بن سنادست ، وآل آفراسياب ينحدرون من أصل تركي ، إلا أن أُمهم كانت من أهل البصرة من الدير وإليها نسب مؤسس هذه الأُسرة آفراسياب الديري ، ينظر : ياسين بن حمزة بن أحمد الشهابي البصري ، أُرجوزة في تاريخ البصرة ، تحقيق فاخر جبر ، جامعة البصرة ، 1990 ،ص 5.
 (34) علي الشرقي ، العرب والعراق ، ط 1 ، بغداد ، 1963 ، ص 168 .
 (35) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 374.
 (36) ستيفن همسلي لونكريك ، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، ترجمة جعفر الخياط ، بغداد ، 1962 ، ص 127.
 (37) فتح الله بن علوان الكعبي ، زاد المسافر ولهفة المقيم الحاضر ، بغداد ، 1924 ، ص 18 ـ 19.
 (38) هارتمان ، العراق في القرن السابع عشر ، ترجمة بشير فرنسيس ، بيروت ، د . ت ، ص 97.
 (39) هو نائب ضابط من أفراد وحدة ( الينكرجية ) في بغداد بسط نفوذه على بضع آلاف من المجندين الجدد ، انتدبه الوالي العثماني يوسف باشا عام 1618 للقضاء على التمرد في الحلة ، ولما أحس بكر صوباشي بأن الوالي يوسف باشا ينوي التخلص منه قاد بكر صوباشي حملة تمرد ضد الوالي وتمكن من قتله وقتل بكر صوباشي بعد دخول القوات الفارسية إلى بغداد عام 1623 ينظر : جميل أبو طبيخ ، مذكرات بغداد مراجعة في تاريخ ، الصراع الطائفي والعنصري، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 2007 ، ص 73 الموسوعة الحرة ويكبيديانقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki
 (40) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 375.
 (41) ياسين بن حمزة الشهابي البصري ، المصدر السابق ، ص 6.
 (42) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 376.
 (43) جان باتيست تافرنيه ، المصدر السابق ، ص 72.
 (44) ستيفن هسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 139.
 (45) جان باتيست تافرنيه ، المصدر السابق ، ص 73.
 (46) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 140.
 (47) الشيخ مبارك بن عبدالمطلب بن بدران الأمير المشعشعي الذي حكم من عام 1533 ـ 1616 ، ويعتبر حكمه عصرًا ذهبيًا لإمارته ، إذ استطاع أن يفرض سيطرته على عربستان كلها ، وتمكن من مقاومة كل من الدولة العثمانية والصفوية ، ولم يخضع لهما تأسست الدولة المشعشعية عام 1436 وانتهت عام 1724 ، وقد اعترفت بها كل من الدولة العثمانية والصفوية وسيطرت الإمارة المشعشعية على أجزاء من العراق والأحواز الموسوعة الحرة ويكبيديا ، نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki
 (48) وهي قصبة تابعة لخوزستان ، وهي دار للإمارة المشعشعية ، وبها قلعة حصينة يقطنها الولاة بأمر من حكام فارس ويحيط بهذه القصبة سور يعرف بالمحسنية ، ينظر : فتح الله بن علوان الكعبي ، أحداث البصرة في القرن الحادي عشر الهجري ، ط 2 ، بيروت ، 2002 ، ص 38.
 (49) لوريمر ، دليل الخليج العربي ، القسم التاريخي ، ج 4 ، بيروت ، 1970 ، ص 375.
 (50) ittek paul , The Rise of ottmon empire , London 1960 p . 68 .
 (51) لوريمر ، المصدر السابق ، ص 376.
 (52) محمود علي الداود ، أحاديث عن الخليج العربي ، بغداد ، 1960 ، ص 15.
 (53) محسن أمين العاملي ، أعيان الشيعة ، صيدا ، 1957 ، ص 31.
 (54) الشاه عباس الأول ( 1571 ـ 1629 ) هو شاه عباس بن سلطان بن محمد بن طهماسب بن شاه إسماعيل بن سلطان حيدر بن سلطان جنيد بن إبراهيم الشهير شيخ شاه بن سلطان صدر الدين موسى بن شيخ صفي الدين الأردبيلي وكان يعرف باسم شاه عباس الكبير ، وصل إلى حكم بلاد فارس عام 1581 ، تمكن من محاربة الأوزبك الذين احتلوا خراسان ، فتمكن الشاه عباس من استرجاعها ، وكذلك استرجع مدينة مشهد من سيطرة الأوزبك في معركة قرب هرات عام 1597 ، توفي الشاه عباس الكبير عام 1629 انظر : حسن الجاف ، الوجيز في تاريخ إيران ، بغداد ، 2005 ، ج 3 ، ص 13.
 (55) علي شاكر علي ، العراق في العهد العثماني ، ص 125.
 (56) علي ظريف الأعظمي ، مختصر تاريخ البصرة ، بغداد ، 1927 ، ص 133.
 (57) هو أحد شاهات إيران 1629 ـ 1642 ، وكان سادس شاه ممن توالوا على حكم الدولة الصفوية ، وكان يحمل اسم سام ميرزا في صغره وهو الشاه صفي بن محمد باقر ميرزا أكبر أولاد الشاه عباس الأول وأُمه كانت من جورجيا ، وكان اسمها ديلا رام خانم ، وقد ورث الشاه صفي جده الشاه عباس الأول على عرش بلاد فارس الموسوعة الحرة ويكبيديا ، نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki
 (58) جاسم حسن شبر ، تاريخ المشعشعين وتراجم أعلامهم ، النجف ، 1965 ، ص 13 .
 (59) شركة تجارية بريطانية تأسست عام 1600 بإيعاز من حكومة لندن ، وبدأت بعمليات المتاجرة مع شبه القارة الهندية ، وكان الغرض منها تعزيز النفوذ الاستعماري لبريطانيا عن طريق الاستثمار الاقتصادي ، وهي من بين الشركات الأُوربية التي حصلت على تفويض رسمي من الحكومة البريطانية للقيام بالأعمال التجارية مع كل دول العالم انظر محمد رجائي ، مصالح فرنسا الاقتصادية مع سورية 1535 ـ 1920 ، مجلة دراسات تاريخية ، السنة ( 8 ) العدد ( 27 ، 28 ) ، دمشق ، 1987 ، ص 61.
 (60) سيار كوكب الجميل ، تكوين العرب الحديث 1516 ـ 1916 ، الموصل 1991 ، ص 145.
 (61) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 137.
 (62) تسمية تطلق على مناطق كثيرة منها بني منصور وبنو حميد ونهر عنتر ، وهي من أكبر المواضع في شمال البصرة ، حيث تضم حوالي ثلاثمئة نهر منها نهر صالح وبني أسد والفتحية والقلاع وغيرها من الأنهار الأُخرى ، وكانت تضم الجزائر طوائف متعددة وقرى معمورة ، وكانت غير خاضعة للسلطات العثمانية ولا للحكومة المحلية لأُسرة آفراسياب في البصرة حتى تمكن علي باشا آفراسياب من ضمنها لحكمه خلال فترة حكمه ينظر : فتح الله بن علوان الكعبي ، أحداث البصرة في القرن الحادي عشر الهجري ، ص 38.
 (63) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 138.
 (64) عبدعلي الحويزي ، السيرة المرضية في شرح الفرضية ، بغداد ، 1961 ، ص 6 .
 (65) عبدالعزيز سليمان نوار ، تاريخ الشعوب الإسلامية في العصر الحديث ، ج 1 بيروت ، 1971 ، ص 60.
 (66) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 131.
 (67) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 377.
 (68) عبدعلي الحويزي ، المصدر السابق ، ص 6.
 (69) الكسندر أدمواف ، المصدر السابق ، ص 377.
 (70) علي ظريف الأعظمي ، المصدر السابق ، ص 122.
 (71) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 132.
 (72) كارل بروكلمان ، تاريخ الشعوب الإسلامية ، ترجمة أنيس أمين ، بيروت 1977 ص 87.
 (73) قائد إيراني عسكري من أصل جورجي كان حاكم لورستان والبحرين في عهد الشاه عباس الأول والشاه صفي وقلي خان هو ابن أحد الجنرالات الجورجيين المشهورين في الدولة الصفوية واسمه فاردي خان وكان قلي خان حاكمًا لبلاد فارس ولورستان عام 1610 الموسوعة الحرة ويكبيديا ، نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki/
 (74) الكسندر أدمواف ، المصدر السابق ، ص 377.
 (75) علاء موسى كاظم نورس ، العراق في العهد العثماني ، دراسة في العلاقات السياسية 1700 ـ 1800 ، بغداد ، 1979 ، ص 39 .
 (76) الصدر الأعظم وزير أعظم وهو أعلى سلطة أو منصب بعد السلطان العثماني ويتمتع بسلطة واسعة ، وهو الذي يحمل ختم السلطنة ، وسلطة تعيينه وعزله هي من صلاحيات السلطان العثماني فقط ، وتعقد جلسات الوزراء بأمره للاطلاع على شؤون الدولة ويجتمعون في قصر الباب العالي الذي يضم جميع مكاتب الوزراء مع الصدر الأعظم ينظر : ويكبيديا ، الموسوعة الحرة ، نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki/
 (77) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 379.
 (78) عرف أباظة باشة أكثر من اسمه سياويش شغل منصب وزير الحربية في السلطة العثمانية عام 1636 ، وأصبح عام 1642 قائدًا للبحرية العثمانية وكان قد تزوج ابنة السلطان العثماني أحمد الأول وأصبح من أصهار القصر العثماني وأصبح واليًا على أرضروم وديار بكر عام 1643 ثم عين صدر أعظم للدولة العثمانية عام 1651 وتوفي عام 1656 ينظر : ويكبيديا الموسوعة الحرة ، نق ً لا عن ar.wiki pedia . org / wiki/
 (79) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 380.
 (80) in aLgik , J . p . The ottmon Empire 1300 - 1600 , London , 1973 , p . 20 .
 (81) عبدالأحد خوري ، رحلة دي لافال من حلب إلى بغداد ، مجلة الأحد ، العدد 51 بيروت ، 1922 ، ص 81.
 (82) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 380.
 (83) مراد الرابع بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني حكم ما يقارب من 17 سنة ، منذ عام 1623 وتمكن من استرجاع بغداد من سيطرة الفرس عام 1639 ، تولى أمر السلطة في الدولة العثمانية بعدما عزل عمه مصطفى الأول عن السلطة ينظر : ويكبيديا ، الموسوعة الحرة نقلا عن ar.wiki pedia . org / wiki/
 (84) وقعت معاهدة زهاب عام 1639 بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية بعد معركة حدثت بين الجانبين ، تمكنت خلالها القوات العثمانية من إلحاق الهزيمة بالقوات الفارسية ، وأرجعت العراق مرة أُخرى للسيطرة العثمانية ، ينظر : حسن الجاف ، المصدر السابق ، ص 56.
 (85) سيار كوكب الجميل ، المصدر السابق ، ص 145.
 (86) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 140.
 (87) سيار كوكب الجميل ، المصدر السابق ، ص 146.
 (88) جاسم حسن شبر ، المصدر السابق ، ص 13.
 (89) علي شاكر علي ، العراق في العهد العثماني ، ص 135.
 (90) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 138.
 (91) علي شاكر علي ، العراق في العهد العثماني ، ص 136.
 (92) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 380.
 (93) ابن غملاس ، البصرة ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني، ط 1 بيروت ، 2008 ، ص 67.
 (94) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 381.
 (95) المصدر نفسه ، ص 381.
 (96) ابن غملاس ، المصدر السابق ، ص 67 .
 (97) محمد أنيس ، الدولة العثمانية والشرق العربي 1514 ـ 1914 ، القاهرة ، د . ت ، ص 87.
 (98) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 382.
 (99) عبدالكريم غرايبة ، المصدر السابق ، ص 115.
 (100) ابن غملاس ، المصدر السابق ، ص 67.
 (101) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 141.
 (102) عبدالكريم غرايبة ، المصدر السابق ، ص 115.
 (103) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 382.
 (104) علي شاكر علي ، العراق في العهد العثماني ، ص 138.
 (105) Parry . V . J , history of ottmon Empire to 1730 , cambrige , 1976 , p 88 .
 (106) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 142.
 (107) أحمد مصطفى أبو حاكمة ، المصدر السابق ، ص 36.
 (108) سيار كوكب الجميل ، المصدر السابق ، ص 147.
 (109) المصدر نفسه ، ص 147.
 (110) عماد الجواهري، العراق والتوسع الصفوي،مجلة دراسات الخليج العربي، السنة (5) العدد 1979 ، 20 ، ص 75.
 (111) علي ظريف الأعظمي ، المصدر السابق ، ص 135.
 (112) عبدالفتاح أبو علية ، دراسات في تاريخ الجزيرة العربية الحديث والمعاصر ، الرياض ، 1986 ، ص 56.
 (113) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 383.
 (114) فتح الله بن علوان الكعبي ، أحداث البصرة في القرن الحادي عشر الهجري ، ص 44 ـ 42.
 (115) ابن غملاس ، المصدر السابق ، ص 69.
 (116) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 144.
 (117) عماد الجواهري ، المصدر السابق ، ص 77.
 (118) سيار كوكب الجميل ، المصدر السابق ، ص 147.
 (119) عبدالفتاح أبو علية ، المصدر السابق ، ص 67.
 (120) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 383.
 (121) علي شاكر علي ، العراق في العهد العثماني ، ص 142.
 (122) وهي من الأُسر الرفيعة في البصرة ومن بيت الكواز ، وهو بيت خير ومجد رفيع نشأ فيه عدة رجال أخيار كالشيخ أحمد والشيخ درويش ، وكانا من أكابر الناس ومن ذوي الخير والجاه والمال ، وكان جدهم الأعلى الشيخ أنس ، وهم من أولاد عبدالله بن عباس والمشهورين الآن بآل باشا عيان وأول من حاز هذا اللقب الشيخ أنس بن الشيخ درويش في منتصف القرن الثاني عشر بموجب فرمان سلطاني ، ينظر : فتح الله بن علوان الكعبي ، أحداث البصرة في القرن الحادي عشر الهجري ، ص 40.
 (123) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 384
 (124) هادي الحمداني ، العلاقات بين آفراسياب والدولة العثمانية، مجلة دراسات الخليج العربي ، المجلد 16 ، العدد 1 ، البصرة ، 1984 ، ص 45.
 (125) سيار كوكب الجميل ، المصدر السابق ، ص 148.
 (126) عماد الجواهري ، المصدر السابق ، ص 77.
 (127) ستيفن همسلي لونكريك ، المصدر السابق ، ص 147.
 (128) علي شاكر علي ، العراق في العهد العثماني ، ص 145.
 (129) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 384.
 (130) الكسندر أداموف ، المصدر السابق ، ص 385.

المصادر

 أولا : الكتب العربية والمعربة :
 1 ـ ابن غملاس ، البصرة ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني ، ط 1 ، بيروت ، 2008.
 2 ـ أداموف ، الكسندر ، ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ، ترجمة هاشم صالح ، ط 1 ، بيروت ، 2009.
 3 ـ البصري ، ياسين بن حمزة بن أحمد الشهابي ، أُرجوزة في تاريخ البصرة ، تحقيق فاخر جبر مطر ، جامعة البصرة ، 1990.
 4 ـ الجاف ، حسن ، الوجيز في تاريخ إيران ، بغداد ، 2005 .
 5 ـ الجميل ، سيار كوكب ، تكوين العرب الحديث 1516 ـ 1916 ، الموصل ، 1991.
 6 ـ الحمداني ، طارق نافع ، مدن العراق وقبائله العربية في العصر الحديث ، بيروت ، 2010.
 7 ـ الحويزي ، عبدعلي ، السيرة المرضية في شرح الفرضية ، بغداد ، 1961 .
 8 ـ الخالدي ، هدية جوان عيدان ، تخطيط مدينة البصرة في القرن الأول الهجري ، ط 1 النجف الأشرف ، 2011.
 9 ـ الداود ، محمود علي ، أحاديث عن الخليج العربي ، بغداد ، 1960 .
 10 ـ الشرقي ، علي ، العرب والعراق ، ط 1 ، بغداد ، 1963 .
 11 ـ العاملي ، محسن أمين ، أعيان الشيعة ، صيدا ، 1957 .
 12 ـ الأعظمي ، علي ظريف ، مختصر تاريخ البصرة ، بغداد ، 1927.
 13 ـ الكعبي ، فتح بن علوان ، زاد المسافر ولهفة المقيم الحاضر ، بغداد ، 1924 .
 14 ـ ـــــــــــــــــــ ، أحداث البصرة في القرن الحادي عشر الهجري ، ط 2 ، بيروت 2002.
 15 ـ الهمداني ، أبو محمد الحسيني اليمني ، صفة جزيرة العرب ، القاهرة ، 1953.
 16 ـ أبو حاكمة ، أحمد مصطفى ، محاضرات في تاريخ الجزيرة العربية في العصور الحديثة ، القاهرة ، 1967.
 17 ـ أبو طبيخ ، جميل ، مذكرات بغداد مراجعة في تاريخ الصراع الطائفي والعنصري، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 2007.
 18 ـ أبو علية ، عبدالفتاح ، دراسات في تاريخ الجزيرة العربية الحديث والمعاصر، الرياض 1986 .
 19 ـ أنيس ، محمد ، الدولة العثمانية والشرق العربي 1516 ـ 1914 ، القاهرة ، د . ت .
 20 ـ بروكلمان ، كارل ، تاريخ الشعوب الإسلامية ، ترجمة أنيس أمين ، بيروت ، 1977.
 21 ـ تافرنيه ، جان باتيست ، رحلة تافرنيه إلى العراق في القرن السابع عشر 1676 ترجمة كوركيس عواد ، ط 1 ، بيروت ، 2006.
 22 ـ رافق ، عبدالكريم ، العرب والعثمانيون 1516 ـ 1916 ، دمشق ، 1974.
 23 ـ سوسة ، أحمد ، وادي الفرات ومشروع سدة الهندية ، ج 2 ، بغداد 1945.
 24 ـ شبر ، جاسم حسن ، تاريخ المشعشعين وتراجم أعلامهم ، النجف ، 1965.
 25 ـ علي ، علي شاكر ، تاريخ العراق في العهد العثماني ، 1638 ـ 1750 ، ط 1، بغداد 1985 .
 26 ـ غرايبة ، عبدالكريم ، مقدمة في تاريخ العرب الحديث ، دمشق ، 1960.
 27 ـ لوتسكي ، فلاديمير ، تاريخ الأقطار العربية الحديث ، ترجمة عفيفة البستاني ، موسكو 1971 .
 28 ـ لوريمر ، دليل الخليج العربي ، القسم التاريخي ، ج 4 ، بيروت ، 1970.
 29 ـ لونكريك ، ستيفن همسلي ، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، ترجمة جعفر الخياط ، بغداد ، 1962.
 30 ـ نوار ، عبدالعزيز سليمان ، تاريخ الشعوب الإسلامية في العصر الحديث ، ج 1 بيروت ، 1971.
 31 ـ نورس ، علاء موسى كاظم ، العراق في العهد العثماني دراسة في العلاقات السياسية 1700 ـ 1800 ، بغداد ، 1979 .
 32 ـ هارتمان ، العراق في القرن السابع عشر ، ترجمة بشير فرنسيس ، بيروت ، د . ت .
 ثانيا : الكتب الأجنبية :
 1 ـ Creasy . G . H , history of The ottmon Turkish , Bairut , 1960 .
 2 ـ J . P . inalgik , The ottmon Empire 1300 - 1600 , Londo , 1973 .
 3 ـ Low . G . R . history of The Indian , London , 1977 .
 4 ـ PauL , wittek , The Rise of ottmon empire , London , 1960 .
 5 ـ V . J , parry , history of ottmon Empire to 1730 , Combrige , 1976 .
 ثالثًا : البحوث العربية :
 1 ـ الجواهري ، عماد ، العراق والتوسع الصفوي ، مجلة دراسات الخليج العربي ، السنة (5) ، العدد 20 1979.
 2 ـ الحمداني ، هادي ، العلاقات بين آفراسياب والدولة العثمانية ، مجلة دراسات الخليج العربي ، المجلد 16 ، العدد الأول ، جامعة البصرة ، 1988.
 3 ـ أوزبران ، صالح ، الأتراك العثمانيون والبرتغاليون في الخليج العربي 1543 ـ 1581 ، ترجمة عبدالجبار ناجي ، مركز دراسات الخليج العربي ، 1979 .
 4 ـ خوري ، جورج ، المصالح الاستعمارية البريطانية والمحافظة على الإمبراطورية العثمانية ، مجلة دراسات تاريخية ، السنة 13 ، العدد 41 ، 42 ، جامعة دمشق ، 1992.
 5 ـ خوري ، عبدالأحد ، رحلة دي لافال من حلب إلى بغداد ، مجلة الأحد ، العدد 51 بيروت ، 1992.
 6 ـ رجائي ، محمد ، مصالح فرنسا الاقتصادية في سورية 1535 ـ 1920 ، مجلة دراسات تاريخية ، السنة 8 ، العدد 27 ، 28 ، جامعة دمشق 1987.
 7 ـ علي ، علي شاكر ، التنظيمات الإدارية العثمانية في النصف الثاني من القرن السادس عشر ، مجلة دراسات الخليج العربي ، 1983.
 8 ـ ولي ، ماجد السيد ، الخصائص المناخية لمدينة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية ، المجلد الأول ، جامعة البصرة ، 1988.
 رابعًا : الموسوعات :
 أ ـ باللغة العربية :
 1 ـ ويكبيديا ، الموسوعة الحرة ، نقلا عن : ar . Wiki pedia . org

BASRAHCITY.NET