النخل في تاريخ العراق
يبحث في النخل وانواعه وغرسه ومغارساته وفي التعبه والفلاحة والصرافة
وسائر احواله مع صلاته ببعض الاقطار العربية وفي ادب النخل
الاستاذ المحامي عباس العزاوي

  والحق به :
 1 ـ جنى النحلة في كيفية غرس النخلة ـ للحلواني .
 2 ـ النحلة في غرس النخلة ـ للشيخ محمد اطفيش.
كـلفنا  بلعراق ونحن iiشرخ      ii
فـلم  نـلم بـه الا iiكـهولا
شـربنا  ماء دجلة خير iiماء      ii
وزرنا اشرف الشجر النخيلا
ابو علاء المعري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله وحدة .
 الصلاة والسلام على رسوله محمد والّه وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
 وبعد فلا تخلو الّوية الجمهورية العراقية من زراعة اوغرس .
 وارضها زراعية في الجملة ، وبعض اولويتها يكثر فيه (النخيل) ويزيد عن الحاجة اهلية ، والبعض الاخر يتفاوت في نخله قلة وكثرة .
 ويعد من اهم الافوات للكثيرين ويصدر الى باقي الاولوية المحتاجة اليه داخل العراق والى البلاد الاخرى ، فتكون من (تمرها) تجارة عظيمة الا ان (لواء البصرة ) امتاز من بين هذه الالوية في تمرة وامتاز خصائص اخرى ذكرها الؤرخون ، ولاكن شهرة النخل فاقت .
 رجحنا ان نتناول محل كثرتها في البصرة ، ثم نمضي الى الماطن الاخرى .
 ومن ثم نعلم وجه تسمية (سواد العراق ) لما فيه من نخل يتجلى فيه للناظر كأنة مجموعة سواد وهو النخل ... في يكون ارز ما في العراق المداخل لاول وهلة .
 ولعل الجهة التاريخية توضح المراد ، وتفسر امر هذه الثمرة وشجرها النافع من وجوده ، وربما سد( التمر ) مجاعات ، وقام بمهمة اجتماعية اقتصادية ، فأزال خطرأ محدقأ ، وقل ان نرى قحطا في العراق مع توالي موسم زراعاته وتنوعاته الا مدة يسيرة بل ربما عوض حاجات الاولوية الاخرى لدفع ما عرض من جائحة قحط .
 وفي تاريخ (النخله ) عندنا مايعين الحاجة الى العناية بها ، والنتفاع من ثمرتها .
 وهكذا في غرسها ، ونبتها ، ولا ريب في تطور الحالات الاجتماعية في الامم وطرق العلم مما ادى الى مراعاة الوسائل لمهمة للعناية بالنخلة ، بل كانت الجهوود الى الان مصروفه الى الاهتمام بالتمر دون النخل الى قليلاّ .
 ولعل الالتفات ينصرف الى الاثنين معاّ لتكثير الانتاج وزيادة العناية به .
 بحث علماؤنا في تاريخ النخل عن طرق اللغة ، ومن طرق العمل ومن الفائدة الصحية والغذائية المتوخاة وهي كبيرة جداّ ، وكذلك مماشاهد السياحون ، ونطق به الأهلون وغيرهم فكان لهذه المطالب قيمتها في التنبيه ، ومن كان خالي الذهن وراّها تكونت له فكرة وحصل له راّي من مجموعها .
 رجعنا الى مؤلفات عديدة ، فاقتضى بيان المجرى التاريخي في مختلف الازمان من امر العناية بلنخله والاستفادة منها ، والاتصال بلموضوع من نواحي الواقعية ، وبالنتيجة عزمنا على جمع المباحث ، ومراعاة اتصالها بنا .
 هذا والاّمل ان يكتسب الموضوع حقه من التوسع والتحقيق في مناح عديدة ، والعلم كله في العالم كله .

نظرة عامه

 تتوقف حياة المجتمع ورفاهه على غزارة المادة في قطرة ، وعلى مقدار ثروته ، ودرجة الانتفاع منها ، للعلاقة الاقتصادية به وبالخارج .
 وخيرات العراق كثيرة جداّ .
 ومن اهمها زراعته وغرسه .
 و (النخل) كانت ولاتزال اهميته من بين المغروسات كبيرة .
 ثمرته قوت الطر ، ووسيلة كبيرة من وسائل تجارته وتبادلها بين العراق والاقطار المجاورة والنئية .
 كانت هذه العلاقات تابعة للسياسة والى وسئل النقل وصعوبتها وطرق يسرها وعسرها .
 فكان العراق متصلاّ بأقوام كثيرة من طرق البر والبحر ، فلم تكن هذه الصلاة مفقودة الا انها ليست بالعديدة ولاالكافية .
 كما ان وسائل المحافظة .
 وطرق الوقاية لم تكن متوفرة .
 ولعل ما يشاهد من علاقة اليوم يعد وسلية للانتفاع ، وإن تقدم العلم نبه الى وسائل عديدة تطمئن اليها النفوس ومن اهمها العرض التجاري بالوجه الائق ومراعاة الصحة والنضافة ، والتمكن من وسائط النقل السريعة .
 في هذه الايام توسعت العلاقات وزادت الاتصالات، فصار العلم كأنه وطن واحد ، تقربت أبعاده ، وكثرت مناسباته ، وهكذا كان استخدام الفن لمحافظ تمور العراق ، والقدرة على نقلها من الأمور المهمة جداّ دون أن يعتريها خلل ، أو يخشى عليها من خطر ، فكانت هذه عظيمة الفائدة ، واسعة العائدة على الأمة بالاموال ويهم أمرها أكثر مما تهم التجارة أو الملاكين بل إن الدول ما زالت تتدخل باّمر ثروتها للعلاقة الاجتماعية فلا تدع أفرادها يتصرفون بالثورة حسب اهوائهم دون مراعاة فائدة الامة من الناححية الاجتماعية ، ومحافظة توازن الثروة اقتصادياّ .
 والتعرف للتاريخ ، وما عمل السلف من أعمال في التنبية الى هذه الثورة وحسن إداراتها وإنتظام متاجرها فعملو ما عملوا بشانها مما يدعوا إليه البحث ، وتهدف أليه الأوضاع الواقعية والأمر يتناول المطالب العديدة التي لا تحصى من بحث قديم وحديث .
 وعلى كل حال كانت اليقظة في امر النفع العام لا حدود لها .
 وإذا كانت التجربة مرة ومتعبة ، فإنها بلا ريب مقرونة بنتائج مفيدة ، ومهمتنا أن لا نهمل تجربة .

المباحث

 مباحث النخل كثيرة ، غرضنا منها هنا التوجية ، وبينها مايخ النخلة وتربيتها وغرسها ... وانوااع النخل والتمور ، والضرائب ، وما كان يؤخذ منها ، والفلاحة والتعابة ، والعقود ، والخصومات وطرق حلها بين المغارسين والملاكين ، والعمال وتنظيم شؤنهم ،والتمر واتقان حفظه وتصديره ، والجمعيات وتوجيه عملها ، والاحتكار وما يترتب عليه ، وأسواق التومر ومتاجرها وما تدعوا اليه من وجوه الإستفادة والانتفاع من النخل والتمور .
 وهكذا النصوص القديمة ودرجة الاهتمام بها ... المغروسة من النخل في البصرة وافرة جداّ ، وتعد فيها اجل التمور ، ولاتحتاج الى كلفة زائدة ، ولاتستدعي عناء كبيراّ .
 تأتي بثمرة شهية وتعوض عن الخبز نوعا ما ، ويعتبر عندنا الافوات وأهل المدن منه الاكل الشهي .
 وأغزر النخل في البصرة ، فكانت الاولى بالتقديم على غيرها ، وجاء في توايخ عديدة وفي كتب اللغه ، وفي رسئل خاصة ما يكشف عن هذه الشجرة وثمرتها .
 وكلها تعين حاجة الناس ، وما ينظرون اليها من امرها ، وكذا يوظح الحالة تلاقتصادية ، ومن نظر الى الفلاحين والتعابين وسائر العمال ، ودرجة الاتصال بهم من ملاكين ومغارسين لهاله في الاستخدام مجموعة كبيرة جداّ والمرد العذب كثير الزحام .
 ولا شك في أن إدراك العلاقات ، وما هناك من عوامل يتجلى اكثر بمقدار الضرائب ، ورسم الدولة ، والصادرات السنوية ، والمنازعات في المحاكم ، ودرجة تدخل الدولة في التجارة الخارجية ، وفي امر احتكار التمور ، كل هذا وغيره مما يستدعي البحث لاسيميا الاحتكار ، الى اّخرما هنالك من كيفية الغرس ، وأمراض النخل والتمور ، وما جاء في اقوال الؤرخين والسياحين ، وما في الادب العربي ، وهكذا سنتناول ما هوالالصق بنا من هذه المباحث مما تدعو الحاجة الى ذكره .

المصادر

 هذه كثيرة جداّ ترجع الى اول العهود الاسلامية ، وتعين وجوه الإهتمام ، وبيان الجدير بالذكر.
 ولعل أهم ماهنالك الكتب والرسائل الصادرة في موضوع النخل ، والتي تبين وضعاّ من اوضاعه أحالة من حالاته :
 1 ـ النخل والكرم :
 لاّبي سعيد عبد الملك بن قريب المعروف بالاّصمعي .
 المتوفي سنة 216هـ ـ 831م جاء نصه في كتاب البلغة في شذور اللغة .
 طبع سنة 1914م في المطبعة الكاثوليكية للاّباء اليسوعيين .
 في بيروت .
 2 ـ كتاب النخل :
 للاّمام ابي حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني أحد علماء البصرة .
  المتوفي سنة 225هـ 869م ، طبع في روما سنة 1819هـ ، ولم تبق منه نسخ متداولة ، وفيه أغلاط وقد عزمنا على تصحيحة ونشرة .
 3 ـ كتاب الاّشربة :
 لاّبي محمد ةبن عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، صاحب التصانيف العديدة ، ولد سنة 213هـ 828م وتوفي في سنة 276 هـ ـ 889م وهذا الكتاب طبعة المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1366هـ ـ 1947م بتحقيق الاّستاذ محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي ّبدمشق .
 في خزانتي مخطوطة منه بخط الاّستاذ الشاعر عبد الغفار الاّخرس .
 المتوفي في البصرة في عرفة سنة 1290هـ ـ 1874م ، واخرى ظمن مجموعة بخط الإستاذ احمد بك الشاوي ، المتوفي في محرم سنة 1317 هـ .
 4 ـ فصول التماثيل في تباشير السرور .
 للخلفية ابي العباس .
 ولد سنة 247 هـ ـ 861 م وتوفي سنة 296 ـ 908 م ، وكان شاعراّ أديباّ كاتباّ ومؤرخاّ وكان أية في الادب ومؤلفاتة عديدة ، وهذا الكتاب طبعة بالمطبعة العربية بمصر سنة 1925م ، وفي خزانتي مخطوطة منه بخط الإستاذ الشاعر عبد الغفار الأخرس كتبت في اواخر سنة 1268 هـ ضمن مجموعة مع الكتاب السابق .
 5 ـ تأليف علي ابن إسماعيل بن سيده :
 المتوفي سنة 298 هـ ـ 1104 م وهو مطبوع في بولاق بين سنتي 1316 و 1321 هـ وأصله كتاب الأصمعي وكتاب أبي حاتم وغيرهما .
 تناول المجلد الحادي عشر منه مباحث عديدة تخص موضوعنا .
 فكان من اوسع المباحث .
 6 ـ كتاب الأغذية والاشربة :
 للعلامة الإمام نجيب الملة والدين أبي المحامد محمد بن علي السمرقندي العالم بالطب صاحب التصانيف العديدة فيه .
 المتوفي سنة 619 هـ ـ 1223 (1) في خزانتي مخطوطة منه .
 كتبت سنة 720 هـ .
 وممن تملكها محمد أمين بن إبراهيم بك إبن يونس بك ابن ياسين أفندي المفتي .
 7 ـ بغية المفيد وبلغة المستفيد في شرح القصيد :
للشيخ حسن بن علي السنباتي الحميري المالكي في شرح قصيدة والده التي مدح بها السلطان أيمن إبن السلطان عبد الحسين إبن الملك المحسن المشعشع .
 فرغ من هذا الشرح في 17 رمظان سنة 963 هـ .
 وفي خزانتي مخطوطتها المؤخرة 1023 هـ المنقولة عنها .
 وموضوعها في اللغة ومطالبها وذكر الغريب منها ، وفيها نتف في النخل والتمر .
 8 ـ المجموعة القانونية التركية :
 في مجلد وتناول الاحكام في الضرائب من أول العهد العثماني الى ما يقرب من عهد التنظيمات وهي مخطمطة في خزانتي ولم أرلها نسخة أخرى بل إن النسخ المطبوة جاءت مختصرة منها إلا أنها لم تذكر النخل بصراحة وإنما جاء البحث عنه ضمن البساتين .
 9 ـ جنى النخلة في كيفية غرس النخلة :
 رسالة صغيرة تاليف أمين بن حسن الحلواني المدني المدرس في الروضة الشريفة ألفها في مصر في ربيع الاول سنة 1301 هـ ليرشد المشتغلين بالغرس الى تجارب أهل المدينة المنورة .
 نشرت هذه الرسالة في اخر كتابه مختصر مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود .
 المطبوع بالمطبعة الحسينية في بومبي في شوال سنة 1304 هـ طبعة حجرية .
 10 ـ كتاب النخلة في غرس النخلة :
 لقطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف بن عيسى اطفيش الجزائري (2).
 ولد سنة 1236 هـ ـ 1820 م وتوفي سنة 1332 هـ ـ 1914 م تناول فيه كيفية غرس النخل واللوز والزيتون وتعين مواسمها .
 طبع ضمن (مجموع ستة كتب ) في المطبعة العربية الجزائرية ولم يذكر تاريخ الطبع .
 11 ـ درة الغواص في بيان ما إمتازت به البصرة من الإختصاص :
 تأليف السيد هاشم النقيب فب البصرة .
 فيه بحث عن نخيل البصرة وأنهارها ... في خزانتي نسخة مخطوطة نقلت عن نسخة المؤلف 29 ربيع الثاني سنة 1340 هـ بخط السيد داود التكريتي .
 12 ـ البصرة :
 من منشورات الهدف .
 صدر في بغداد سنة 1360 هـ ـ 1941 م بقلم السيد عبد المجيد حسن الغزالي .
 طبع في مطبعة المعارف والأهالي والصباح .
 فيه بحث عن نخيل العراق وأنواع التمور من ص 169 ـ 200 .
 13 ـ أصول التعبات وأحكامها في البصرة :
 رسالة طبت بمطبعة التاميس بالبصرة سنة 1946م للمرحوم الأستاذ سليمان فيضي المحامي .
 المولود سنة 1302 هـ ـ 1884 م بالموصل والمتوفي ببغداد في 19 كانون الثاني سنة 1951 م وكتابه البصرة نخيلها و تمورها و وأنهارها لايزال مخطوطاّ .
 14 ـ مجلة الزراعة العراقية :
 صدر منها المجلد الأول سنة 1946 م .
 وإستمرت في الصدور وفيها مباحث مهمة تتعلق بموضوعنا .
 15 ـ مراّة العراق :
 مجلة صدرت سنة 1337 هـ 1919 م في البصرة .
 فيها مقال بأسماء التمور نشره فيها لاّول مرة المرحوم الأستاذ سليمان فيضي وكتب إسم كل نوع بإسمة الفصيح القريب منه مرة أخرى ولحقها تعديل متوالي من اّخرين وإعتمدت اّخر نسخة حصلت عليها من صديقنا الأستاذ الفاضل محمد أحمد المحامي في البصرة .
 16 ـ النخل والتمور في العراق :
 للآستاذ عبد الوهاب الدباغ ، طبع بمطبعة الأمة ببغداد سنة 1956م .
 17 ـ الكتب الطبية :
 وهذه تتناول التمر كغذاء أو شراب وما يترتب عليها من الفائدة والمضرة من الوجبة الصحية كتذكرة داود الأنطاكي ، المتوفي سنة (1008) هـ (159) م .
 18 ـ الشريعة والقوانين الوضعية :
وهذه تتعرض كثراّ للاّحكام المتعلقة بالضرائب وما ماثل وكذلك التشريعات الأخيرة في عهدنا الجمهوري .

النخلة

  شجرة التمر ، تعد أشرف الشجر ، وأعلاها مرتبة وتجمع على نخل ونخيل (3) وتاريخ النخلة في العراق قديم من أيام البابلين لاسيما أيام حمورابي ، فإنه دون في شريعة تدونيات مهمة في النخل والغرس وكذا في النوراة وفي التلمود وما تلا ذلك من شرائع ويصح أن يقال إن التشريع والتدوين عن النخل كان أقدم بكثير بل لا أوله ، والأصح أنه مقرون بتاريخ العراق ، وهي (الشجرة الطيبة) المذكورة في القراّن ، في اّيات كثيرة .
 قال تعالى (والنخل باسقات لها طلع نضيد ) و (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا) وذكرت في الكتاب الكريم بلفظ لينة أيضاً .
 ووردت في احاديث شريفة عديدة ، ومن هذه قضية تأبير النخل وقول الرسول (ص) (ما كان من أمر دينكم فانى ، وما كان من امر ديناكم فأنت علم به ) .
 وجاء عن الصحابة أن التي تأتي أكلها كل حين (النخلة) .
 والعراق وافر النخل ، معروف به من بين سائر الأقطار في جودته ونفاسته وكثرتة ، وهو ايضاً في جزيرة اللعب ، وفي أكثر بلاد الإسلام إلا أن نخل العراق وافر الماء ، جيد التربة وقل أن تصدر البلاد الاخرى بهذه الوفرة .
 وإذا كانت البصرةو أكثر بلاد العراق صلاحاً لغرس النخل ، فيرجع الفضل الى والتربة والرطوبة ، فتأتي بأكل شهي ، ولا يخلو نوع من انواع النخل الا وله أصل فيها ، وقل أن يختار بعض الأنواع من جزيرة العرب .
 كان ولا يزال يتخذ ثمر النخلة خير غذاء وهو التمر ، ومنه يصنع الخل ، والخمر والتبيذ ، والنقوع ، كما أن الإستفادة من جمار النخل ، وطلعه ، وسعفه ، وجذعه ، وجريده ، وليفه ، وكربه ، فلا يهمل منه حتى نواه ... وكل هذا مما زاد في الاهتمام بشأن النخل .
 ومن اوصاف النخل المقبولة أن يمتد جريدة ، ويكثر خوصه ويكتف ، ويتصل بعضه ببعض يواصيه حتى يمنع الطير من ان يطير من الى اعلاه .
 وهذا أشد اشتباكا من المناصاة .
 لأن المناصاة أن يأيخذ الإثنان كل واحد منهما بناصية صاحبه ، ومن وصفهم لنخلهم أن يقولو لا تقدر الطير على أن تشقه ولاتراى منه الشمس ، وهذا ليس من نوع التقارب بين أصول النخل ، والمختار التباعد ، بينهما (4) .
 والمنفعة بالتمتع بالنخل كمنظر وزينة ، ويقال لحدائقه وبساتينه (الجنان) .
 وهي من أجمل البساتين ، ولعل كثرة النخل ومألوفيته قد قلل من قيمته ، بل كثيراً ماارى النخلة صباحاً وهي قريبة مني ، فأبتهج لرؤياها وخضرتها ، وهي أحب الي من أي منظر اّخر لا سيما أيام حملها ، وفيها الخضرة والصفرة ، فأردد :
ألايـا نـخلة مـن ذات عـرق      ii
عـلـيك ورحـمة الله iiالـسلام
ومن سار الى البلاد أخرى لم ير      ii
فـيها  النخلة اشتاقها وحن iiإليها

حياة النخلة وأدوارها

 النخلة من الاشجار المهمة ، تحتاجالى عناية تامة ، ومزيد رعاية حباً في الانتاج وجودته سواء في اختيار الجنس ، أو حسن ادارة الغرس وهكذا نريد أن نعلم أمراً اّخرا وهو الملابسة بحياتنا اليومية المعايشة ومعرفة النخلة وأجزائها وادوار حياتها من النواة أو من الفليسة وكيف تنشأ وتنتزع ، حتى تتكامل ، وتثمر .
 ولا شك أن هذا ذو إاتصال باللغة ، فلا يهمل شأنه ، كما لايصح أن نغفل أمر حياة هذه الشجرة في مختلف عهودها ، ووجود الإستفادة منها ، فهي أشبه بالبقرة الحلوب ، بل تدر خيرات اكثر واكثر ...

1 ـ النخلة من النواة :

 طريق تكاثر النخل من النوى هو الأصل ، بل إن النخلة التي أصلها نواة يقال لهل (النواة) على طريق المجاز بإعتبار ماكان ، ويقال لها الدقل ولثمرها كذلك ...
 1 ـ والنواة تسمى (العجمة) ايضياً .
 وفيها حبة صغيرة مدورة يقال لها النقير أو النقرة تتكون في سر النواة والأرجح في ظهرها وتنشق منه والفتيل السحاة التي في شق النواة .
 2 ـ إذا ظهرت الحبة ، أو النقرة ، ونجمت فهي (نجمة ) (وناجمة).
 3 ـ تصير النجمة (شوكة) .
 4 ـ وهذه الشوكة تتكامل الى (خوصة) ، ويقال لها (الخناصة) أيضاً وجمعها خناص .
 5 ـ وبعد ايام تطلع من تلك الخوصة خوصة أخرى وأخرى ، فإذا صارت ثلاث خوصات سميت (الفرش) .
 وهذه مرحلة جديدة تتقرب بها من السفيلة فالنخلة .
 6 ـ ثم يتابع الخوص حتى يكثر ، فيعرض ، وحينئذ يدعى (السفيف) .
 7 ـ ثم يكثر الحوص ، فيعسف ومن ثم يسمى (العسيف) .
 8 ـ ومرحلة أخرى يقال لها (النسيغة) .
 9 ـ وبعد ذلك كله تصير النواة (شعيباً) لأنها شعبت افنانا .
 10 ـ النخلة وهذه اّخر المراحل في كمالها .
 والنخلة النابتة من نواة يقال لها (شرية) ، فأذا حولت فهي (فصلة) وكل نخلة مما لا يعرف إسمها فهي (جمع) ، او دقل ، وفي هذا تشترك كتب اللغة ، وكتب النخل في مبدء غرس النواة ، وتطورها حتى تصير نخلة .

2 ـ النخلة من افسيلة :

 من وسائل تكثير النخل أنه يتكون من الفسيلة (المتأرضة) ويقال لها (الجملة) ولمجموعها (الشكير) ولعل هذه تقطع مرحلة مهمة في تكثير الإنتاج بالنظر الى أن النواة تمضي عليها مدة الى أن تصير كالفسيلة .
 وهي نوع من تكثير الجنس بسرعة في النخل خاصة .
 وقيل لما ينبت حول قديم من الفراخ (النباتي) وقال للفسيلة (الجثيث) أيضاً لأنها إقطعت من امها ، أو اجتثت منها ، وكذا (القلعة) .
 واذا اجتثت من الجذع فهي (الركزة) ويقال لها (الراكب والركوب والرّكوب واللاحقة) وهي من خسيس النخل وقد تكون في اعلى النخلة ، زوالتي اصلها في الجذع تسمى (الصنوبر) .
 والصنوبر ايضاً النخلة الخارجة من اصلها نخلة اخرى لم تغرس وقلعها افضل لامها .
 وأما (الغرسة) فهي الفسيلة توضع ساعة في الارض حتى تعلو يقال لها (الودي) ، واحدتها (وديّة) ، واذا كانت الودية قد غرست بكربها قيل (ودية منعلة) كما يقال لها الهراء .
 (والغرسة) أعم لانها اذا اخذت من امها جعل في محلها التراب لئلا تتأثر حياة الام فلا يترك محلها خالياً ، والفسيلة التي انفردت من امها واستغنت عنها يقال لها (البتول)و(البتيلة) وهذه اكثر استعمالاَ .
 (والمنفرد) يقال للذي ليس له صنو ولا رائد .
 والملحوظ أنه لو جئنا بالفسيل من موطن الى اخر لتغير وضعه ، فالمكتوم إذا جئنا به من الحلة اختلف بعض الاختلاف ، وأزرق الازرق في مندلي خير منه في المواطن الاخرى ... وفي الحديث الشريف (اذا قامت القيامة وفي أحدكم غرسة فاليغرسها).
 ولا يهمنا تعداد أسمائها إلا أننا يهمنا تاريخ تطورها :
 1 ـ إذا مشت في الغريسة الحياة بعد غرسها وإخضرت وخرج قلبها ، ومجت شحمها ، وضربت بعروقها ، وخرج ليفها فهي (مؤتزرة) و (لفيفة) أيضاً ، او (اشاءة) وهي الفسيلة .
 3 ـ ثم هي (عالقة) ، فإذا علق الغراس قيل له (العالق) .
 4 ـ فإذا خرجت سعفات عبد غرسها قيل (انتشرت) ، ويقال اجثال الفسيل إذا صار لها جذع قيل قعتدت ، واذا تمكنت في الارض وغلظت أعجازها فهي (غلباء) .

3 ـ طريقة غرس النخلة :

 من غرس الفسيلة تعين لنا الطريقة السريعة للتكاثر (5) وهذه لاتكفي حتى نعلم ادارة الغريسة من اول ما تقلع من النخلة حتى تستقل ، وقد علمنا ان البتول او البتيلة تستغني عن امها دون حاجة الى تغير مكانها ، والتي تجتث تحتاج الى عناية ، وتدبير ، وعندنا خير تدبير ان تستر بالحفاء الى ان تقوى ، ويقال لها (كمّ) ، وهذا نوع من العناية .
 ومن التدابير للإنتاج ، أن تحيا النخلة ، وتاتي بالثمر الكثير واجمع اهل الخبرة بالنخل من أهل الحجاز والبصرة أن يباعد بين الغرس ، وان يكون رزدقاً أي صفاً ، جاء في المخصص : وهذا اللفظ فارسي معرب ، ونحن نسمية (سطر) ، او (خيطا ) وهذا اكثر إستعمالاً وكل هذا تدبير لتوقع نتائج من الغرس ، وان يكون نشيطاً وورد المخصص عن طريقة خاصة هي : (أن يحفر للفسيلة بئر) فتغرس فيها (المشامش) وعند الغرس يقال (وجهها) وهو ان يميلها نحو الشمال ، فتثبت قوية في الارض وتتمكن(6).
 (وهذا لم يكن في جميع الانحاء ، بل إن العراق لا يعتني هذه العناية بالنخلة في غرسها إلاأن يكمها كما مر ، ولعل للماء وحسن التربة دخلاً في ذلك .

4 ـ طريقة الغرس في نجد والحجاز :

 قال الحلواني ما خلاصته :
 أن غرس كان في الزمان مخصوصاً بأهل المدينة وكان هو اعز اموالهم ، وبه يتفاخرون .
 ثم اعترتهم فترات من السنين الى ان تنوسيت عندهم كيفية الغرس على اصولهم وقوانينه ، فصاروا يغرسونه كيفما إتفق كغرس خيبر ، ومصر ، والمغرب ، وغيرها من البلاد التي لايعبأ بوجودة نخلها .
 ثم ان اهل المدينة تنبهوا الى هذه النكتة سنة 1260 هـ ـ 1844 م وتعلموا كيفية غرس من اهل القصيم كبريدة ، وعنيزة ، والرس ، ولغرس النخل عندهم على وجه الاتقان :
 1 ـ أن هم يحفرون حفرة مقدار متر في متر وتسمى في إصطلاح أهل الحجاز (الفقرة)(7) ثم يردمون ثلثيها بترابها ويكون هشاً ، ويتركون الثلث الباقي .
 فيغرسون الصنو (الفسيلة) ، ثم يسقونة كل يوم بماء قليل بشرط أن السقي لايغرق قلبه مدة ستين يوماً الى ان يتراءى ان الصنو قد ثبت ونبت له عروق جديدة في الطينة ، ورمي بسعيفات صغيرة جديدة ، فحينئذ يزيدون الردم عليه مقدار عشر سينتيمات ولا زالوا هكذا كلما زاد سعفاً جديداً ونما يردمون حوله الى ان يتحقق انه قوي وثبت وكثر سعفه .
 ولا يتسلط الريح العاصف ان يقلعه .
 2 ـ أن يباعد بين نخلة واخرى بما لايقل عن عشر مترات .
 وذلك بأمل ان تعطي النخلة حاصلاً أكثر ، وأن يسقى كثيراً ، فإنه يحب الماء ، فينشط ويعمر طويلاً .
 3 ـ أن يختار الصنو من نخلة اصيلة كثيرة الطرح جيدة التمر مثل الحلوة ، والبيض ، والبرني ، والجادي ، والعحو ... والنخل نزوعاً الى اصله ، والأحسن أن يجلب أجا وسلمى والقصيم وينبع ...
 4 ـ أن تقطع في اول حاصل النخلة قنوانها أي سباطاتها (عذوقها) لأن هذا يقوي قلب النخلة وجمارتها ، فتطرح في السنة القادمة اكثر .
 5 ـ أن يتلف صنوان النخلة الصغار ، وإتلاف هذه قوة للنخلة ، وانفع من اولادها (فروخها) أو (فسيلها) .
 6 ـ أن لا يقطع من سعفه النخلة إلا ما ذبل ومال للجفاف واليبس .
 وهذا غير التشذيب المعروف عند العرب عندما يكثر سعف النخلة أي يأخذون صفاً واحداً من السعف والليف الاخير (التكريب) طبقة واحدة لااكثر وإلا أظر بالنخلة .
 7 ـ أن تسمد الارض ليكثر الحاصل ، ويسمى التسميد في مصطلح المصرين بالسباخ ، وفي الحجاز بالتدمين وفي الأحساء بالتعطين .
 (ويسمى عندنا الرفس ايضاً ، وهو مقرون بالتسميد (التدمين) ، ولا يخص النخلة وحدةه) .
 8 ـ ان تجعل حفرة (جوة) تحت السفيلة كالخوص وتكون ملأى بالماء على الدوام (8) والنخل يغرس عندنا على كتف الساقية والنهر ليمر به الماء دائماً .
 وهنا اقول : إن الاستاذ الحلواني عدد بعض انواع التمور وذكر بعض المصطلحات القديمة التي لا تزال معروفة في الحجاز ونجد (المملكة العربية السعودية) مثل (الفقرة) ، إلا انني لا أمضي دون بيان النخل في غرسه وطريقة نموه لا يحتاج الى هذه العناية بل يكتفي باقل منها ، مع مراعاة التسميد ، والسقي باصوله ، ولف الغراس الجديد بالحفاء حذر أن يؤثر فيه الصيف بحره لا سيما في السنة الاولى من غرسه ... بل اقول كما قلت سابقاً ان الغرس وتربية النخل لم ينل من العناية اكثر من المعتاد ، وهو مهم إلا ان التحسين الفني لم يدخله ليكتسب المكانة الائقة .
 والاهتمام بالغرس ، واتخاذ اّبار أو نقر (حفر) له مما يقوي اصله ، وفي الاولوية الاخرى غير البصرة نرى الريح العاصف يقصف النخل وما ذلك الا لعدم تمكن اصلها ، او لانها ضعيفة ولم تقوى على مقاومة الرياح في هبوبها .
 ومن هذا كله نرى ان النخل تتفاوت طرق تربية بالنظر لحالة الارضين ، وصلاح التربة ، ووفور المياه .
 واغلب ما يشاهد في العراق قريباً من الانهر وشواطيها ، اما قلة المياه فتودي بحياته او تجعلها نحيفاً .
 وفي الجممهورية الجزائرية : جاء بالتفصيل عن كيفية الغرس في النخلة في غرس النخلة .

5 ـ اجزاء النخلة :

 الصور أصل النخلة ، وكذا أعجازها ومقاعدها تعني أصولها وهي العثك أيضاً ، وجذعها (ساقها) .
 وسعف النخل بمنزلة الاغصان والفروع للشجر ويقال للنخلة السعفة مجأزاً بإسم أشهر أعضائها وأبرزها .
 وقلب النخلة رأسها اللين الذي لم يشتد فيصير جذعاً ، أو هو الخوص الذي يلي أعلاها أو قبل تكونه .
 واحدتها (قبلة) وهي (الجمّارة) وجمعها جمرا ، ولا يعرف قلب النخلة ، وجمارها عندنا بهذين الاسمين .
 وهو شحم النخلة ، ويسمى (الكثر) ايضاً.
 هذا ، والسعف يقال لورقة أو ما هو منزلته (الخوص) ، والجريدة إذا جردنا الخوص عنها ، وإذا يبست السعفة فهي (صريفة) .
 والصرائف للأكواخ سميت بهذا الاسم لأنها منها .
 والكرب واحدتها كربة وهي اصول السعف ، ويقال لها جذمار وجذمور وهو ما بقية من  السعفة بعدما تقطع وقطعها يسمى (التكريب) .
 وقال لما بين الكرب محيطاً بالجذع الى قمة النخلة (الليف) .
 والسلاء واحدتها سلاءة ، وأسل واحدتها أسلة شوك النخل .
 وهو المعروف بالسلّى واحدتها سلاّية (سليّة) بلغة عوامنا.
 والعذق هو ما كان فيه رطب .
 وتكون فيه الشماريخ والديخ .
 والعراقيون يقولون (عثكاً) .
 ولا يعرف عندنا بـ (كباسة) ، ولا بـ (القنا).
 وقال لعود العذق العرجون وهو الديخ عند عوامنا وفيه المشاريخ .
 الواحد شمراخ وشمروخ (9) وننطق به (الشرموخ) غصن من أغصان العذق الذي علية التمر .
 والتركيز عندنا يعرف (بالتشجير) ومنهم من يسميه (التعكيس) .
 وإذا لم تحمل النخلة حالت فهي (حائل) كما انها اذا سقطت حملها يقال (نفظت) .
 وتالقيح النخل تأبيرة .
 وهو أن يؤخذ من كش الفحل فيضع في كش النخلة الانثى .
 وإلا صار (شبيصاً) واحدته (شبيصة) .
 والطلع (نور النخل) ويجمع على نوّار مادام في الكافور (وعاؤه) واحدته طلعة ويقال لقشرة الطلع (البرزين) وله رائحة طيبة .
 والتلتة : هي مشربة من قشرة الطلع .
 ويصير خلالاً ، ثم بلحاً فإذا صار اخضر فهو بسر ، فإذا تلون الى الصفرة أو الحمرة قيل زهى البسر وأزهى ، فإذا اخذ في الترطيب من اذنابه فهو مذنب فإذا بلغ الترطيب الى اوساطه فهو مرطب ثم تمر .
 والقمع ما التزق بأسف التر .
 والذفروق التفروق ما يلتصق به القمع من التمر .
 وفي التمرة النواة أو العجمة .
 وما بين القمع والنواة يقال له (الفسيط) (10) .

6 ـ نشو النخل وعيطه :

 إن النخلة في حالة نشوئها ونموها إذا تكاملت بالوجه اللائق تسمى عندنا (نشوة) وأصلها على ما أظن (الاشاء) و (الاشاءة) .
 واما يعطية فهي (العيدانة) و (الرقلة) أيضاً.
 وهذه دخلها التحوير .
 ولا نريد أن نتوغل في ذكر اوصاف النخل ، فإن كتب اللغة كفيلة بهذا الايضاح وبين اللفاظها ما هو مهمل الاّن .

7 ـ الفحل والانثى من النخل :

 هذه يفرق بينها في الطلع الممثمر والطلع الغير المثمر المستخدم للتلقيح ، ويلفت نظر المء أن يرى التمر ، ويرى الطلع للفحل .
 وعلى كثرة النخل نرى الفحل قليلاً لا يستخدم لأكثر من التلقيح ، ويحتاج الى فسيل الفحل كثيراً في المواطن التي يقل فيها ...
 وصاحب النخل لايريد أن يحتاج الى غيره في طلع النخل للتلقيح ، بل هو في اشد الحجة الى الاستغناء بما عنده ، دون ان يتحكم به الاخرون ولا يصح إهمال شأن الفحل من النخل الذي يصلح لتلقيح جميع انواع النخل ، ولا يختص كل نوع بنوعه من الفحل على خلاف ما يختار من الذكور المعروفة .

انواع النخل والتمر

 إن نظرة بسيطة الى النخل الموجود يعرف منه أن اجناسه مختلفة .
 ولكن هذا ليس عاماً ، وإنما يظهر الفرق في الثمرة اكثر .
 وأوضح والا فالبعض متماثلاً او متقارب ، والبعض الاّخر لا يشبه غيره .
 ولا شك في ان هذه تدعو للإلتفات الى هذه الأنواع .
 ويستغرب جداً أن نرى الصعوبة كل الصعوبة في التفويق بين نخلة واخرى مع اختلاف ثمرها .
 فإذا كان شعر الانسان لايشبه الواحد الاّخر وأن البشرة مختلفة مع الاخرى بقلة أو كثرة ، فالنخل من هذا القبيل ويصعب جداً التفريق بينه .
 يضلف الى ذلك ان العناية بالسعفه وخوصها والجذع وحالته ، والتمر وضروبة كل هذه من دواعي تعين وجوه الاختلاف بين صنوف النخل الاان هذا لم يدون علمياً للتفريق بين انواعه ، ولا أوضح ما يميز بين نوع ونوع بحيث نرى أن مجرد النظر الى اصافه يسقونا الى المعرفة .
 قالو : والدقل ارداً التمر .
 قال الراجز :
لو كنتم تمراً لكنتم دقلاً      ii
أو كنتم ماءاًلكنتم iiوشلا
 ولم تكن أجناس الدقل معروفة (11) وهذا يوافق ماهو معلوم عندنا في بغداد والبصرة وسائر المواطن ذات النخل ، فإذا قالوا (دقل) أرادوا أنه جنس غير معروف وغالبه من النوى ، ولم يكن من الفسيل ... وفي المخصص :
 كل جنس من النخل لا يعريف إسمه فهو (جمع) ، وكل ما لا يعرف إسمه من التمر فهو دقل .
 ويقال للدقل الألوان واحدها لون ، والرعال الدقل واحدتها رعله ، ويقال لفحلها الراعل ، وعم ابو حنيفة (الدينوري) بالراعل جميع فحاحيل النخل ، والخصاب نخل الدقل واحدتها خصبة (12) .
 وهنا نرى في المخصص ما لم في غيره من بيان الانواع إال اننا لا نفرق بين انواع النخل وبين انواع التمر ، فالتمرة تابعة للنخلة ، أو أن النخلة تسمى بإسم نوع تمرها .
 وهنا الدقل قد يخرج على أصله ولكن الناس يعللون ذلك في ان الجنس تابع للأم ، او هو تابع لها في نوعه ، ولكن للأب تأثيراً غير مشهود ولا يظهر إلا في النواة او الدقل ، والإختلاف في الأنواع تابع لهذا ومن ثم نرى النواة تظهر فيها خصائص الام اكثر إلا أن صفات الأب تبرز في اختلاف الانواع .
 وكنت سألت احد الكرادة عن كيفية معرفة لانواع النخل فقال لي اما تراه ؟ ! وتعجب من سؤالي في حين أن هذه المعرفة من أدق الامور ، وإذا كان التمر من نوع الدقل والمعرفة صعبة جداً ، وقد تتوجه للنوع دون تفصيله .
 وهكذا يدرك المرء من الممارسة ما لا يدركه لأول وهلة ، و لمرات لم تكتسب الخبرة أو الرسوخ فلا تظهر لكل ناظر بسهوله ، بل لا يستطيع احدنا أن يدرك نوع النخل مالم يكن صاحب تمارن زائدة وإمعان نظر ... وأوجه ذلك :
 1 ـ بمشاهة الخوص وحالتها ، رأيت بعضهم يدرك ذلك بمجرد النضر.
 2 ـ بملاحظة الكرب وأوضاعه ، ولونه وخشونته أو نعومته .
 3 ـ بسط الأشياء أن ينظر الى العذق وما يحمله .
 4 ـ من أدق الامور أن ينظر إلى الفحل فيفرق بينه وبين الأنثى ، بمجرد النظر الى السعف أو الكرب او الجذع ... وغالب الناس يعرفون ما عندهم فقط لكثرة الممارسة ، ولكن يختلف عليهم قطعاً إذا كانوا قد رأوا ما يخالفة ، أو ما هو متفاوت معه ، الأمر الذي تعسر على الكثيرين معرفته وللمألوفية دخل ، واعتياد المشاهدة يؤدي الى الغرض .
 والطريقة الوحيدة في هذا الباب المزاولة والترصد للفرق وتدوينها وبعض هذه الفروق ظاهرة في مثل البربن ، والزهدي وبعضها يصعب أو يشتبه فيه حتى على العارفين ، وقد امتحنت الكثيرين ، فرأيت الإضطراب والتردد ، بحيث لم يقطعوا في بعظها ... الأمر الذي لا تتفاوت فيه الافهام إلا قليلاً ... أو أنه تابع للرغبة والميل القوي لهذه المعرفة لأجل أن يدقق النوعين ويشاهد ما يخالفهما فيثبتة في حافظته حتى تقوى سواء قدر على التعبير او لم يقدر ، والخصائص مشهودة وموجودة والاوضاع مقصودة ، ولكن التدقيق العلمي مفقود ، والتثبت ناقص ... أو أنه لا يستحق أن يضيع فيه من الوقت ما يكفي لهذه المعرفة ولا تكون قطعية بحثيث يعلم كل صنف حتى أنواع الدقل .

1 ـ انواع النخل والتمر القديمة

هذه الانواع أوضحها دون تفريق بين التمر والنخل فإن ذلك صعب جداً بل التسمية قد تشمل النخلة الواحدة وتمرها .
 
أشهر الانواع القديمة :
 1 ـ الابراهيمي : في البصرة .
 2 ـ أبكر : نخل الحجاز تسبق نخلة كله وهي صفراء البسر والتمر ، منها في البصرة وتسمى القسب ، والعرف .
 3 ـ أزاد (أزاذ) : من أجود أنواع التمر في البصرة .
 وورد في حكاية ابي القاسم البغدادي بقوله : والأزد العلك اللزج الذي كأنه القند أو شهد مقمع بالعقيق وهو فارسي معرب وورد في المعرب للجواليفي .
 4 ـ أطيرق .
 5 ـ الأعراف .
 6 ـ أم جرذان : نخلة تحبها الجرذان فتصدعها و تأكل منها ولذا سميت بهذا الاسم ، وموطنها الأصلي في المدينة المنورة من أيام الرسول (ص) وقبلة ، ومثل البرني في البصرة ، واصل التسمية بالفارسية مشان ويقال مشان بضم أوله وبكسره ايضاً ، وهو من اجود الرطب (13) .
 فإذا جفّ فهو (الكبيس) .
 والمشان موطن في ناحية الهارثة من البصرة بلد الحريري صاحب المقامات .
 7 ـ أوتكي .
 8 ـ الباذنجاني : في البصرة .
 9 ـ الباهين : ضرب من رطب البصرة ، وبهجر ، ويبقى عليها التمر السنة كلها الإ شهراً واحداً ، طلع جديد ، وكبائس مبسرة ، وأخر مرطبة ومتمرة .
 10 ـ بحنة (إبنة بحنة ) ، جمعها (بحن) : والبحون ضرب من التمر .
 11 ـ البدالي : في البصرة .
 12 ـ البربن .
 13 ـ برشومة (البرشوو) : قيل هو (العرف) ضرب من النخل في البصرة والبحرين .
 وقال الأستاذ الصديق الحاج محمد الصديق الحاج محمد العسافي : (لم أسمع تمراً بهذا الاسم في البصرة وأنما هو فاكهة تشبهة التين تكثر في فلسطين والحجاز ).
 وزاد الأستاذ عبد الجبار بكر مدير الزراعة العام انه يعرف باسم التين الشوكي (الصبّار) ومن سنة (1936) م بوشر بتجربة زراعة في مزرعة الزعفرانية ، ولم يكن جيداً كما في لبنان ووادي بيشة بالحجاز .
 14 ـ البرناج : في البصرة .
 15 ـ البرني (برينة) : في البصرة ، وله هالة ، وورد في قصيدة الأستاذ معروف الرصافي بعنوان تممور الحرية :
ونأكل الموت دون العز نمضغه      كـمضغنا التمر بريناً وسهريزا
 16 ـ البسر : منه البسر المطبوخ ، والبسر الابيض الذي وؤكل قبل النضوج وهو حلو وواحد البسر بسرة ، ويقال كل خلالة صفراء حلوة المأكل البسر في بعض الاقطار العربية .
 17 ـ بشكر : في البصرة .
 18 ـ البلعق : بعمان نظير (البرني) وهو تمر اصفر مدور أجود تمرهم ، ولا يصير على البحر .
 19 ـ البياض : هو الوان كثيرة .
 20 ـ البيذخ : نخلة معروفة .
 21 ـ البيروني : في البصرة .
 22 ـ التبي : بعمان والبحرين ، وهو نظير السهريز .
 23 ـ التعضوض ـ واحدته تعضوضة منه في البصرة تمرة طحلاء كبيرة رطبة ، صفراء لذيذة من جيد التمر وشهيه ـ تحمل بهجر ألف رطل وورد اليعضوض في كتاب احسن التقاسيم .
 24 ـ الجاسران :الأصفر في البصرة .
 25 ـ الجدم : نوع التمر .
 26 ـ الجذامي : نظر السهريز باليمامة وهو أصفر صغير .
 27 ـ الجعادي .
 28 ـ الجُعْرور.
 29 ـ الجمضي : ضرب من التمر معروف .
 30 ـ الجمع : كل تمر لا يعرف اسمة مثل الدقل ، وسمى الأن بالبصرة (غيباني) .
 31 ـ الجناسري (الجناشري) : ضرب من رطب البصرة .
 32 ـ الجناني : في البصرة .
 33 ـ الجهندر : ضرب من رطب البصرة .
 34 ـ الجيسوان : سمي بذلك لطول شماريخة ، شهب بالذوائب ، واصلها فارسي ، والذؤابة بالفارسية (كيسوان ) منه في البصرة .
 35 ـ الحرثي : في البصرة .
 36 ـ الحزكان: في البصرة وفي حكاية أبي القاسم البغدادي ورد الحركان .
 37 ـ الحشف : هو التمر الذي لا ينوى .
 38 ـ الحمر (الحمران) : لعله الحمرواي كما قال الاستاذ العسافي .
 39 ـ الحوادي : نوع من انواع .
 40 ـ الخاروج : ضرب من النخل .
 41 ـ الخستاوي : كلمة مصفحة عن الخستواني وهو التمر الصادق الحلاوة (14) .
 وورد في حكاية أبي القاسسم البغدادي الخستاوي ، منه في البصرة وبغداد .
 42 ـ خصاب .
 43 ـ خصاوي البغل : في البصرة .
 44 ـ الخضيرية : تمرة خضراء كانها زجاجة تستظرف للونها .
 45 ـ الخوارزمي : ضرب من رطب البصرة .
 46 ـ الخيشوم : في البصرة .
 47 ـ الدقل : مر الكلام عيلة .
 48 ـ الجدوم : واحدتها دومة ويرى الأستاذ العسافي انه ليس من انواع التمر وإنما هو ثمرة لشجر كثير الانتشار بين نجد والحجاز ، وفي القاموس الدوم شجر المقل .
 49 ـ الرعال : الدقل ، واحدتها رعلة ويقال لفحلها الراعل .
 50 ـ الريفي : في البصرة .
 51 ـ زب رباح : ضرب من التمر .
 52 ـ الزنبوري : في البصرة .
 53 ـ السري .
 54 ـ السقمة : (الشقمة).
 55 ـ سكر : منه في البصرة .
 56 ـ سكري : ويقال له سكر منه في البصرة .
 57 ـ السنة : صنف من تمر المدينة المنورة .
 58 ـ السوادي : (السواد) : هو أصناف كثيرة .
 59 ـ السهريز : (شهريز) ويسمى (السوادي) ويقال له (القطيعاء) ، وهو الاوتكي ، منه في العراق ولونه أحمر .
 60 ـ سيلان : على وزن (ديوان) ، قديمة فصيحة عند العرب وان لم توجد في كتب اللغة ، قال ابن سيده : ضرب من الرطب أحمر شديد الحلاوة كثير الصقر السيلان إذا جمع سال سيلاناً من غير اعتصار لرطوبته .
 قلنا وأهل العراق يطلقون الدبس على السيلان او هو الدبس من دون اعتصار .
 61 ـ الشدن.
 62 ـ الشرقي (الشريقي) : في البصرة .
 63 ـ الشقمة : أبكر النخل وتسمى القسب .
 64 ـ الشماريخ : مفرده شمراخ أو شمروخ ولم يكن نوع تمر وانما هو فرع من العذق .
 65 ـ الشيص ، الشيصاء ، الشيشاء ، لم يكن نوع وانما هو التمر الذي لم يلقح أو فسد تلقيحه ولم يثمر .
 66 ـ الصئصاء : هو بالفارسية (كيكا) و (جيجا) ، بالعربية الفاخر وله نوى ضعيف يسمى نوى العقوق ونوى العجوز .
 67 ـ الصحري : في البصرة .
 68 ـ الصرفان .
 69 ـ الصعتري .
 70 ـ الصفري : تمر يمان أصفر يجف بسراً وهو سيد التمور .
 71 ـ الصيحاني : في البصرة .
 72 ـ الضبي : في البصرة .
 73 ـ الطبرزد : ضرب من رطب البصرة وهو أصفر وأحمر ونسمية الاّن (تبرزل) واصله فارسي معرب من (تبرزد) .
 74 ـ الطريق : ضرب من النخل .
 75 ـ الطن : ضرب من الرطب أحمر ، الحلاوة كثير الصقر (15) .
 يقال لصقرة السلان ، لأنه إذا جمع سال سيلاً من غير اعتصار لرطوبة .
 76 ـ الطياب : ضرب من رطب البصرة .
 العبدسي .
 العتيق : خصّ بعضهم القديم من العرف بهذا الاسم .
 79 ـ العجمضي .
 80 ـ العجوة : في الحجاز نظير السهريز بالعراق وقيل هما واحد .
 والنواة عالمية .
 81 ـ العدائم : نوع من الرطب بالمدينة المنورة .
 82 ـ عذق ابن حبيق .
 83 ـ العرف .
 84 ـ العروسي : في البصرة .
 85 ـ العشوان : ضرب من النخل .
 86 ـ العقدان .
 87 ـ العمانية : بالبصرة مثل الباهين ، إلا انه لم يستثن الشهر ، وقال في القاموس : (نخلة بالبصرة لا يزال عليها طلع جديد وكبائس مثمرة وأخر مرطبة) .
 88 ـ العُمْر ، العَمْر : نخل السكر .
 89 ـ العَمرْي : ضرب من تمر البصرة .
 90 ـ الغواني :ضرب من رطب البصرة .
 91 ـ الفاوسان : في البصرة .
 92 ـ الفحل (الفحاحيل) : فحل النخيل ، ويصلح للتلقيح ولم يكن نوع تمر .
 93 ـ الفَرْض : من أجود الرطب بعُمان .
 94 ـ القثرية : في البصرة .
 95 ـ القرشي ، القرشة : في البصرة .
 96 ـ القريطي : في البصرة .
 97 ـ القسب : التمر اليابس الصلب ، ويقال قسب العنبر لنوع منه .
 98 ـ رديء التمر (16) ، ولم عندنا بهذا الاسم .
 99 ـ القشم والقشامة : الحشف الرديء .
 100 ـ القصب : في البصرة .
 101 ـ قَنْدَة الرُقاع : هي بين التمرة والقصبة .
 102 ـ الكبكاب .
 103 ـ الكرامي : في البصرة .
 104 ـ كريثاء ، قريثاء ، قراثاء .
 105 ـ اللصف .
 106 ـ المأبوري : في البصرة .
 107 ـ المجتبى .
 108 ـ المجدر : ضرب من رطب البصرة .
 109 ـ المحكر : في البصرة .
 110 ـ المدحرج : في البصرة .
 111 ـ المشمرخ : عندنا بهذا الاسم .
 112 ـ المشمشي .
 113 ـ مصران الفارة (معنى الفارة).
 114 ـ معاليق : ضرب من النخل أو التمر لا واحد لها .
 115 ـ المَعْد : ضرب من الرطب .
 116 ـ المعقلي : في البصرة .
 117 ـ المِقدام : أبكر نخل عمان ، سميت لتقدمها النخل بالبلوغ (هَرْفية) .
 118 ـ المُقْل : أذا كان رطباً فهو أبهش ، ويقال لنواة الفُرْص .
 119 ـ الناقِم: ضرب من التمر .
 120 ـ نَرسِيانة ، نِرْسِيانة ، نَرسْيان .
 121 ـ الهِلياث : ضرب من الرطب البصرة، ورد الهلباث .
 122 ـ الهنم : النخل أو التمر أو أياً كان .
 123 ـ الهيرون : في البصرة .
 124 ـ اليمامي : في البصرة (17) .
 هذه جملة مما كان مشهوراً من اسمائه ، وبوسع المرء أن يزيد ما تلاحقة معرفته .
 ولاشك فيأن كتب اللغة وافية وكفيلة بذلك ، والمهم منها ما كان شاملا الاستعمال وإلا فكل نخلة يصح أن يكون لها اسم .
 مع ان الدقل لا تحصى أنواعه والعبرة للكثرة والشيوع ليدوم ذكره .
 كما أن بعضهم أورد أسماء للتمر ولم تكن له كالحَوْمر والفَوْفَل .

2 ـ أنواع النخل والتمر الحاضرة :

 لا تختلف هذه في تنوعها وضرب أسمائها في تمرها ونخلها عن أنواع النخل القديمة أو التمور وبينها ما حافظ على التسمية القديمة وهو قليل ، وفي ألوية العراق تختص التسميات ، وتتبدل ، التمور فيسمى بعض النخيل أو التمور باسم غير اسمها الأصلي ، فتهمل التسمية الأولى ، وتنولد تسمية جديدة فتكون باسم من نقلها ، أو جاء بها ، أو باسم المواطن الذي غرست فيه جديدا .
 ويصعب تعيين تاريخ الاسماء وإن كان بعضها معروفا ، فلا يزال البعض الاخر مجهولاً يتيسر الإطلاع على وجه تسميته ، وربما احتاج المرء أن يستطلع اراء الكثيرين ، وبدون ضروب الاقوال وتباين التلقيات ، ولا مانع أن يذكر ذلك لو تيسر أمره ، وسهلت معرفته ، ولكن دون ذلك خرط القتاد .
 ولما كانت أنواع النخل تابعة للألوية في الأغلب وبينها المشترك أو المنفرد في التسمية بلوائة أو محله رجحنا أن نفرد (نخل البصرة) ، خاصة لما اشتهر فيها من أنواع التمور وربما كان كل نوع من أنواع موجودا في الألوية الأخرى كلاً أو بعضا ، ثم نلحق بها الألوية التي توجد فيها التمور بكثرة أو بعض انواعها ، أو تستقل بتسميات خاصة إلا أن الكلام على كل لواء أو غلى بعص الالوية لا يمنع أن يشترك معه لواء أخر أو ألوية ، ووجوه الاشتراك في التسميات كثيرة .
 ونقول : إن كل ما تكون من النوى يقال له عندنا (دقل) ، وما تكون من فسيل سمي باسم أمه وأما الفحل فلا يعتبر أنواعاً ،وإنما نرى التلقيح به لا يختلف بوجه .

3 ـ نخل البصرة وتمورها :

 يرجع فضل غرس النخل في البصرة الى الفاتحين الأولين من العرب المسلمين وأبو بكر الصحابي المعروف سكن (الخريبة) وكان اسم البصرة القديم ، وهو اول النخل فيها ، فيرجع الفضل إلية كما أن ابنه عبد الرحمن أول مولود عربي مسلم ولد فيها ، وكانت مسلحة للفرس ، وكذا الأبلة ، وجاءت تواريخ عديدة تعلن عن هذه الجهة .
 بالغت شهرة البصرة في تمورها شهرة عالمية ، وما إلا لأن لواءها امتاز بهذه الخصيصة ، وعرف بها قديما وحديثا ، تؤيدها مراجع تاريخية عديدة ، فالتفت علماؤنا قديما الى التمر خاصة وكذا السائحون ، والفائدة مشهودة من كل أحد من الملاكين ، والمغارسين ، فأدرك نفعه لا يختلف فيه أحد وإن كانت تتفاوت هذه المعرفة ولا تنكر علاقة ذلك بالتربة ، ورطوبة الجو ، والبحر يمد نخلها بظاهرتين مهمتين هما (المد والجزر) .
 وكل ما نقوله هنا : (أن الفضل متلازم مع شط العرب ، والأنهر المتفرعة منه ، فهذه مجموعة لها تأثير ، واكثر مغروسات البصرة النخل ولم يتقنوا إلا غرسة ولم يهتموا بغيره فلا تكاد الأشجار تفي فواكهها بحاجات السكان ، وأنواع النخل كثيرة ، وخير من غيرها في الانحاء الأخرى ، وقد تكون بعض التمور من نوع واحد ، ولها اسماء خاصة تبعا للمكان الذي هي فيه .
 ومن المسموع أن احد مشاهير البصرة قدم لضيفه الذي نزل عنده مدة سنة كاملة أنواع التمور لكل يوم نوعا حتى تمت السنة ، فتكون أنواعها بعدد ايام السنة ولكن هذا العدد غير معروف ومبالغ فيه ومن المحتمل أن بعض التمور الخاصة قد توجه عند ملاك أو و جملة ملاكين .
 ولكنها لندرتها لا يعفها احد ، وقد شوهت أن بعض الملاكين اختص ببعض الانواع ولم يشاركه غيره فيها ، إلا انه لا يعلق عليها اهمية إلا من جهة ندرتها ، ولا شك في أن العبرة في النخل والتمور أن تكون مشتركة ، ومعروفة من الجميع .

أسماء التمور في البصرة ( مرتبة على حروف الهجاء) :

 1 ـ إبراهيمي .
 2 ـ إبريم : أصفر يطبخ خلالاً ، وصواب لفظه (بريم) ، ولكن العوام ينطقون بالحرف الأول ساكنا أو يحركونه بهمزة الوصل (18) .
 ويصدر بكثرة الى الهند والباكستان .
 3 ـ أبيض .
 4 ـ احويزي : لونه اسود عند النضوج يؤكل تمرا ، وصواب لفظه (حويزي) .
 5 ـ اخت الكسيب .
 6 ـ اخلاص الزين : صوابه (خلاص الزين) ، يؤكل رطبا وتمرا.
 7 ـ اخلاص حساوي : أصفر يميل إلى البياض يؤكل رطبا وتمرا.
 8 ـ اخنيزي : فيه احمرار ، يؤكل خلالا وتمرا ، وصوابه (خنيزي) .
 9 ـ اخو الخستاوي .
 10 ـ ادعيلي (دعيلي) : أحمر اللون ، يؤكل رطبا وتمرا ، ويطبخ خلاله .
 11 ـ ادراف (دراف) : منهم من ينطق به ادراد ، اصفر اللون يؤكل خلالا ورطبا .
 12 ـ ادويج (دويج) ومنهم من يقول (دويح) : أصفر اللون خلاله احسن من تمره .
 13 ـ ادخيني (دخيني) .
 14 ـ ارزيز (رزيز) ويسمى اقرطلي : وأصله من الإحساء .
 15 ـ ازرق .
 16 ـ اسبعي (سبعي) : أصفر اللون يؤكل خلالاً وتمراً .
 17 ـ اسحاقي .
 18 ـ اسنيني (سنيني) : ابيض اللون ، يؤكل رطباً .
 19 ـ أشرسي : لونه ضارب إلى الحمرة ، نواته كبيرة يؤكل خلالاً وتمره يابس .
 20 ـ أشقر : خلاله شديد الاحمرار ، يؤكل رطباً .
 21 ـ اشويثي (شويت) : أصفر اللون ، غليظ التمرة يؤكل رطباً ، ويكثر في لواءي البصرة والناصرية .
 22 ـ أصابع العروس : لونه أصفر يؤكل تمراً .
 23 ـ اصبيحي (صبيحي) : أصفر اللون يؤكل رطباً و تمراً .
 24 ـ أصفر (صفري ) : أصفر اللون يؤكل رطباً و تمراً .
 25 ـ أصفر عسرة : يميل إلى الحمرة ، طويل التمرة .
 26 ـ اعنيب (عنيب) : أصفر وطعمه كطعم العنب .
 27 ـ اعويدي (عويد) : يميل إلى السواد .
 28 ـ اعويمري (عويمري) : أسود اللون مدحرج .
 29 ـ اعويني (عويني) : أصفر اللون ، مدحرج الشكل ، يؤكل رطباً .
 30 ـ اكشوحي (كشوحي ) : ويقال (اكشدحي) لونه أصفر يؤكل خلالاً.
 31 ـ أم أبيض .
 32 ـ أم البخور .
 33 ـ أم بلاكَس .
 34 ـ أم الجامري .
 35 ـ أم جنيح : أحمر يؤكل خلالاً ، وفيه حلاوة زائدة .
 36 ـ أم دراع .
 37 ـ أم الركوك : أصفر وأحمر ، كروي الشكل ، خلاله مدحرج يؤكل تمراً .
 38 ـ أم سمرة .
 39 ـ أم صدقي : اصفر اللون ، رطبتة أحسن من تمرة .
 40 ـ أم الصيني (أم الصين) : اصفر اللون ، نواته طويلة .
 41 ـ أم الطوال .
 42 ـ أم عبدة .
 43 ـ أم الكبار : اصفر اللون ، مدحرج التمرة ، كبير الحجم ، يؤكل تمراً .
 44 ـ أم الليل : اصفر اللون ، يؤكل تمراً .
 45 ـ أم المشمش : اصفر اللون ، يؤكل تمراً .
 46 ـ امديد (مديد) : اسود اللون ، مدحرج التمرة ، يؤكل خلالاً تمراً .
 47 ـ أوسطة عمران ويخفف فيقال (سَعمران) : وهو السائر ويكثر في لواءي البصرة
  والناصرية ومنه (سَعُمران بحري) .
 48 ـ إيراني : أسود اللون ، يؤكل تمرا .
 49 ـ بث : اصفر اللون ، يميل إلى البياض .
 50 ـ بَرْبَنْ : أسود اللون حار الطبيعة .
 51 ـ برحي : خلاله ، وتمره احمر يميل ألى السواد ، لذيذ الطعم وهو من احسن
  التمور .
 ويقال أن اصل هذه التسمية هو اسم اول نخلة عرفت منه في ارض براج اي فسيحة
 فقيل له برحي .
 52 ـ برني : اسود اللون ، يؤكل تمراً ورطباً .
 53 ـ البطيخي : احمر اللون يؤكل خلالاً .
 54 ـ بنات البيض : ابيض اللون ، طويل النواة ، يؤكل تمراً ورطباً .
 55 ـ بنت الباشا : اصفر اللون ، يؤكل تمراً ورطباً .
 56 ـ بنت البحر : تؤكل رطباً .
 57 ـ بنت الدهمانة : حمر اللون ، يؤكل تمراً ورطباً .
 58 ـ بنت السبع : اصفر اللون ، يؤكل رطبا .
 59 ـ بنت السودة : ويسمى ام السود ، وابو سويد ايضاً ، اصفر اللون ، يؤكل
  تمراً ورطباً .
 60 ـ بنت الصبّة .
 61 ـ بنت الصفرة : أصفر اللون يؤكل تمراً .
 62 ـ بنت العرب : أصفر اللون يؤكل رطباً .
 63 ـ بنت مشمش : أصفر اللون ، صغيرة النواة .
 64 ـ بنفشة .
 65 ـ بني رعية .
 66 ـ بوبكي .
 67 ـ بيدارية : اصفر اللون يؤكل خلالاً ، ويبس ولا يكبس ، وكثرتة في بدرة
 (بادرايا) .
 68 ـ ببذنجاني .
 69 ـ تفاحة .
 70 ـ جوزي اصفر : كروي بشكل الجوز .
 71 ـ جبجاب : فصيحه كبكاب ، يطبخ خلاله .
 72 ـ حابسي (محابس) : اصفر اللون خلالاً وتمره احمر يؤكل تخلالاً وتمراً .
 73 ـ حاتمي : اصفر اللون يؤكل تمراً .
 74 ـ حجازي : أسود اللون ضارب إلى احمرار ، يؤكل رطباً وتمراً .
 75 ـ حساوي : لونه اصفر وتمرته طويلة ، يؤكل خلالاً ورطباً .
 76 ـ حطري : اصفر ، مدحرج .
 77 ـ حطرية : ابيض .
 78 ـ حلاوي : منه في لواءي البصرة والناصرية .
 79 ـ حلاوي اصفر .
 80 ـ حلوة : حمرا ، أصلها من نجد .
 81 ـ حمراوي ، حمراية : لونه احمر يؤكل تمراً .
 82 ـ خركان ، غركان .
 83 ـ خستاوي : يضرب لونه إلى الصفرة ، لذيذ جداً ، بارد الطبع (19) .
 84 ـ خشم البيض : اصفر اللون ، يؤكل خلالاً و تمراً .
 85 ـ خصاوي البغل : لونه اصفر واحمر ، ونوانه طويلة .
 86 ـ خصاب : شديدة الحمرة ، يؤكل تمراً ويتأخر نضوجه ولا يؤكل خلالاً .
 87 ـ خضراوي : تمره جيد .
 88 ـ خضري : اصفر ، يؤكل رطباً ، ليس بجيد .
 89 ـ خكري : عده بعضهم نوع تمر ، وقال الأستاذ الصديق الحاج حمد العبد العزيز البسام : هو الفحل الذي طلعه لا يصلح للتلقيح .
 90 ـ دقل اسحاق : أصفر يؤكل تمراً ورطباً ، ويشابه القنطار .
 91 ـ دقل سكران : أصفر يؤكل تمراً ورطباً .
 92 ـ دقل موسى : أصفر يؤكل تمراً ورطباً .
 93 ـ دقلة ابن حماد : أحمر .
 94 ـ دقلة ام الدهن : صفراء ورطبتها كبير الحجم وقشرها رقيق تكاد تشاهد النواة
  من ورائه وهو من ألذ أنواع الرطب .
 95 ـ دقلة البغدادي .
 96 ـ دقلة تنور .
 97 ـ دقلة جمعة : سوداء مدحرجة التمرة ، تؤكلد تمراً .
 98 ـ دقلة شبيب : خضراء ، يؤكل تمراً ورطباً .
 99 ـ دقلة عباس .
 100 ـ دقلة منصور : اصفر اللون ، اصغر من تمر البرحي .
 101 ـ دير الليل : أسود اللون .
 102 ـ ديري : ويقال له (طيب الاسم) أحمر اللون ، يؤكل تمراً .
 103 ـ زاملي : أبيض ، يؤكل رطباً كالبرحي .
 104 ـ زنبور : أبيض ، يؤكل رطباً .
 105 ـ زهدي : خلاله اصفر ويسمى عند العوام (زكطي) .
 106 ـ زيدي : أصفر يميل الى الاخضرار ، يؤكل رطباً .
 107 ـ سبع اذراع : أصفر اللون ، وسبب هذه التسمية أنه لو وضعت سبع تمرات
 منه واحده بجانب الاخرى لبلغ طولها ذراعاً ، ولا يخلو ذلك من المتابعة .
 108 ـ سعادة : شديدة الحمرة يضرب الى السواد حبته صغيرة .
 109 ـ سكرّي : يقال انه دقل ، وذكر الأستاذ البسام ، أنه جيء من نجد أو المدينة
 المنورة ولم يكن دقلاً .
 110 ـ سويدان : يضرب إلى السواد ، يجفف .
 111 ـ شرحه .
 112 ـ شرحي : يؤكل رطباً وخلالاً .
 113 ـ شِكّر ، شُكَر .
 114 ـ شلي .
 115 ـ شهل : يؤكل تمراً وخلالاً .
 116 ـ شيرازي : اصفر يؤكل رطباً .
 117 ـ شيراني : اصفر يؤكل رطباً .
 118 ـ شيش .
 119 ـ شيص : ذكره الأستاذ نيبور في رحلته (20) ، والمعروف أنه النخل
 الذي لم يلقح فلا تكون له ثمرة .
 120 ـ ظلف الغزال : ويسمى أظافر الغزال ، وظلف العنزة ، لطيف الشكل ، لذيذ
 الطعم .
 121 ـ عابري .
 122 ـ عَبَدْلي : يقال أنه دقل وهو من السكرُي قيل له ( عَبَدْلي) أي أن
 السكري .
 123 ـ عز الدين : أحمر ، يؤكل رطباً وخلالاً .
 124 ـ عطري .
 125 ـ عنابي : فحل ليس له إلا الطلع .
 126 ـ غباني : اصفر بعض خلاله الحلو .
 127 ـ غراوة : أبيض ، يؤكل رطباً وتمراً .
 128 ـ فرسي : اصفر ، ضارب إلى حمرة مائلة إلى السواد .
 129 ـ قنطار (قطار) : خلاله اصفر ، وتمره احمر وجيد ، ورطبه لذيذ .
 130 ـ ليلوي أحمر .
 131 ـ ليلوي أصفر ضارب الى البياض يؤكل رطباً .
 132 ـ محنّاية : أحمر ، مائل الى البياض يؤكل رطباً .
 133 ـ مدادي : ذكره الأستاذ نيبور في رحلته .
 134 ـ معايش : أحمر ، يؤكل تمراً .
 135 ـ مكتوم : اصفر ، مدحرج ، يؤكل تمراً .
 136 ـ ملاسي : اصفر ، طويل النواة يؤكل خلالاً .
 137 ـ منياز : ابيض يؤكل رطباً .
 138 ـ نباتي : اصفر ، ورأس التمر احمر ، يؤكل تمراً .
 139 ـ نعشي .
 140 ـ نقش المبرد : اصفر ضارب الى البياض .
 141 ـ نرسي .
 142 ـ وردي : فحل .
 143 ـ هاروني : أصفر يؤكل توراً ورطباً .
 144 ـ هجري :أصفر يؤكل توراً ورطباً .
 145 ـ هدل : اصفر اللون ، لذيذ الطعم .
 146 ـ هلالي : اصفر اللون ، لذيذ الطعم .

 هذا ما نقلته عن قائمة الأستاذ الصديق محمد احمد المحامي في البصرة نقلاً عن المرحوم الأستاذ سليمان فيضي في مجلة مراّة العراق (21) .
 وكان تم نقلها في 30 نيسان سنة 1940 م وزدت عليها موضحاً بعض ما علمته ومصححاً صحة النطق وعاميته .
 ومن هذه القائمة نرى أن بعضها منسوب إلى المواطن التي وجدت فيها أولاً ، ذكرت بأسماء الأشخاص الذين جاؤا بها ، أو كانت في بساتينهم وحدائقهم أو كانت مسماة بوصفها الظاهر مثل الخضراوي ... وكلّ واحدة من هذه الأنواع تبين معرفة النوع وتاريخه ، وبين ماذكر له اصل قديم .
 وعلى كل حال فإن الأجناس المعروفة يحتفظ بها ، ولا يحتفظ بالتسمية الجديدة أو المتفرعة إلا إذا كانت لها مزايا مقبولة والا سميت باسم الأصل أو ما يقاربة أو باسم دقل ... ولا معنى لاعتبار الأصول النادرة ، وغير النادرة .
 وإنما يقولون : أنة فاخر أو عادي أو سائر .
 وهذا موجود في كل صنف بالنظر لحالاته .
 وهكذا يراعون في التلقيح للأحمر مثلاً فأنهم يضعون (الكش) أكثر من الأصفر .
 والكش مادة التلقيح (22) ويقال له (كَوش) وكَش عند العوام .
 والحاجة العملية تدعو إلى معرفة الأنواع المهمة المهمة والكثير الانتشار والتصدير ولايصح أن تمهل الأخرى فهي الوجة الاقصادية ، وهكذا الخاصة بأنواع النخل وضروبة من الواجهة العلمية وتدل على اصل مشهود .
  ومن الأنواع الاصلية :
 الحلاوي والخضراوي والزهدي وأسطة عمران (سائر) وبريم وهناك أنواع أخرى منها النادرة وهي مفردات معلومة والعادي لا يذكر بين الأجناس الخاص .
 والأعلى والأدنى لم يكونا شائعين .
 ولا يعدون الخستاوي بين التمور المعتبرة ، وإنما يعدونة وفي لواء بغداد وما جاوره من سائر الأولوية يعتبر من أفخر التمور رطباًً وتمراً .
 ومن العارفين بالنخل من يعدّ اصل التمور :
 الزهدي والخستاوي والباقي كله (دقل) متفرغ من نواته أو من نوع هذا النواة .
 فأن كل نواة تزرع تتبدل في النوع وتكتسب اسماً جديداً إذا ظهرت بوصف مقبول ، فلا توافق الأصل إلا في الجنس .
 والفسيل لا يتبدل وإنما يحافظ على نوعه .
 فإذا رأى الملاكون أن نواة جاءت بجنس جميل حرصوا عليه بغرس فسيله ووجهوا عنايتهم لأمر تكثيره من طريق (الفسيل) ، أو ما نسمية بـ (بنتاية) .
 وتتكون النخيل باعتبار لونها من :
 أصفر وأحمر ، ومرت أمثلة ذلك ، وبالنظر لوضعها تسمى :
 1 ـ أم رأس .
 2 ـ أم رأسين .
 3 ـ أم ثلاث رؤوس .
 4 ـ أم أربعة رؤوس .
 والثلاثة الاخيرات تغلب في التبرزل ، ولا تشاهد في غيره ولم تقصر على انحاء البصرة ، فهي في لواء ديالى كذلك .

4 ـ النخل والتمر في الألوية الأخرى

 أكثر النخل في ألوية ديالى ، والحلة ، وكربلاء ، فبغداد ، وبعض الألوية الأخرى في قلة وهذه كما قلت سابقاً لايوجد منها ما لم يكن في البصرة إلا أن التسمية قد تختلف ، أو يعرف الاتصال .
 ولا شك في أن تدقيق التسميات مع الأنواع ومجانستها تقرب بين هذه الأنواع واشتراكها إلا أن تكون قد تولدت من (نواة ) بـ (الدقل) ، فهذا ينشأ في المحل الذي تولدت فيه الغرسة من تلك النواة .
 وهذا أشهر ما هو معروف :
 1 ـ إبراهيمي : يكثر في لواء بغداد وينضج قبل غيره من التمور .
 2 ـ أبو حجارة : في الأعضمية ، في بستان حسن بك كوله مند .
 3 ـ أبو خشيم .
 4 ـ أبو فْرَيْوة .
 5 ـ أدبيني : يكثر في لواء ديالى .
 6 ـ أزرق : في بندنيجين (مندلي) .
 7 ـ أزرق ابو كشور .
 8 ـ أزرق الأزرق: من نوع خستاوي .
 9 ـ اوسطه عمران (سعمران) : ينظج هرفياً .
 10 ـ أشرسي : منمه بكثرة في لواء الحلة ، وفي قضاءي بدرة ومندلي .
 11 ـ اشفيلي .
 12 ـ أصابع العروس .
 13 ـ أم رحيم : شتوية أصلها من الإحساء ، وتشبه المكتوم .
 14 ـ بَرْبن : في ألوية بغداد والحلة وديالي ومواطن أخرى ، منه أحمر وأصفر .
 15 ـ بَرْحي : منه في لواءي بغداد والناصرية وهو معتبر .
 16 ـ بَريم : منه في لواء بغداد وهو معتبر .
 17 ـ بَصْراوي .
 18 ـ بيتنجاني .
 19 ـ بيدارية : كثرته في بدرة ، ويابسه معتبر .
 20 ـ بيض الحمام .
 21 ـ تبرزل : كثرته في لواء بغداد .
 22 ـ جبلية (حلوة ةالجبل) منها في كربلاء .
 23 ـ جغايلي .
 24 ـ جمال الدين : في لواءي بغداد وديالي وهو غير جيد ، وغير مرغوب .
 25 ـ جوزي : صغير ومدحرج ، اشبه بالاشرشي أو قريب منه إلا أنه أصغر منه ،وكثرته في لواء بغداد .
 26 ـ جوهرة .
 27 ـ جُبّان : يشبه (أبو سيلان) ، منمه في ديالي وهو غير جيد .
 28 ـ جلبية : من نوع الخستاوي الرقيق القشرة .
 29 ـ حابسي .
 30 ـ الحاج أحمد (جاجي أحمد) : لونه جميل .
 31 ـ حادي .
 32 ـ حباية .
 33 ـ حبدة .
 34 ـ حلاية .
 35 ـ حلاوي : حلاوي أبو خشيم .
 36 ـ حلطاوي .
 37 ـ حلواني .
 38 ـ حلوة (حلوة الجبل): راجع جبلية .
 39 ـ خستاوي : من أحسن التمور .
 40 ـ خصّاب العصفور : حمراء شتوية .
 41 ـ خضراوي .
 42 ـ خطيبي .
 43 ـ خلاص ، إخلاص .
 44 ـ خيارة .
 45 ـ دُبَيْني : يكثر في لواء ديالي .
 46 ـ دجواني .
 47 ـ دعبلي .
 48 ـ دويج .
 49 ـ دقّ البادم : صغار ، مجمودة ، مثل البيدراية .
 50 ـ دقل (دكّل) .
 51 ـ دقل (أبو سيلان) .
 52 ـ دقل أحمد القويدر .
 53 ـ دقل اشميعي .
 54 ـ دقل شتوي أحمر .
 55 ـ دقل شتوي أصفر .
 56 ـ دقل طه أفندي : في لواء ديالي .
 57 ـ دقل مهدي الخميس .
 58 ـ دقل نواية سكري .
 59 ـ دقل دهش .
 60 ـ زهدي : ما يوضع منه في حلانة يقال له (كرسي) ، ويسمى (تمر كرسي) .
 61 ـ ساعي .
 62 ـ سعادة .
 63 ـ سكري : منه في لواءي ديالي وبغداد .
 64 ـ سلطاني .
 65 ـ شَبَيْبَة : أصلها من الإحساء ، طعمها كالأشرسي .
 66 ـ شتوي : ويسمى (خِيري) أيضاً .
 67 ـ شويفي .
 68 ـ شايرني .
 69 ـ صفراوي .
 70 ـ عبد القادر .
 71 ـ عَبَدْلي : جميل اللون .
 72 ـ عماممة القاضي : دقل ، خشن ، ومدحرج تقريباً .
 73 ـ عوينة أيوب : في ششاثة والرحالية .
 74 ـ عَوَيْدي : نوع دقل ، جيء به من البصرة إلى لواء ديالي .
 75 ـ فلاح .
 76 ـ قلم حاج . اصله (قلعة مير حاج) محلة في مندلي فخفف ويقال له (مير حاج) .
 77 ـ كَصيباوية (قصيباوية) .
 78 ـ كنظار (قنطار) .
 79 ـ مانعي .
 80 ـ مايع .
 81 ـ مبكار .
 82 ـ مصطفى أغا .
 83 ـ معيرب خستاوي .
 84 ـ مكاوي أحمر .
 85 ـ مكتوم : في الحلة وبغداد وسائر الألوية التي فيها نخل .
 86 ـ مكتوم أحمر .
 87 ـ نباتي .
 88 ـ نجدية : في كربلاء .
 89 ـ نُهَيْرسِلّي .

والتمر من هذه الأنواع يكون :

 1 ـ خلالا : وهذا مطبوخ أو غير مطبوخ .
 2 ـ منكَداً .
 3 ـ منصفاً .
 4 ـ شبه (ناضج) : ويسمى (لاحقاً) .
 5 ـ جامداً (مجموداً) .
 6 ـ شتوياً : خيرياً .
 7 ـ هرفياً : هو الاعتيادي ، ويختص بالتسمية ما كان شتوياً فقط .
 8 ـ أحمر .
 9 ـ أصفر .
 10 ـ مدعبل : مدوّر ، مدحرج .
 11 ـ جوزي : اختص بعضه بالتسمية بهذه الصفة .
 12 ـ غرقانة (غركَانة) .
 وهذه الأوصاف لا توجد في كل التم وانما بعضها ينعت ببعض هذه النعوت .

 النخل والتمر (في الأرجاء العربية)

 أن غرس النخل وتكثيره من الفسيل ، أو من النواة متقارب ، ولا يختلف كثيراً ودرجة العناية تابعة للقلة أو الكثرة .
 وربما كان لصلاح التربة أو تعهدها من رجاءاً قلة صلاحها .
 والعمل متقارب نوعاً ، وفي البصرة الحالة ملائمة في تربتها ، ورطوبة جوها ، ووفرة مياها ... وفي الأقطار الأخرى نرى العناية تابعة لتعويض ما فات من نقص بقدر الإمكان .
 وما علينا عن بعض الأقطار العربية يصلح أن يكون نموذجاً .
 ومع هذا لم تحصل لنا الإيضاحات الوافية عن كل قطر ، فلم تصل نشرات أو رسائل توضح ما هم عليه في تربية الغرس ، والعناية بـ (النخلة) ، وبـ (تمرها) أو (ثمرتها) .

* في المملكة العربية السعودية

1 ـ في الإحساء
 وفيها من أنواع النخل الخلاص وهو أبيض اللون إذا كان رطباً، وأصفر اللون إذا كان تمراً ، وهو لذيذ الطعم وفيه يقول العلامة الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي العبد القادر :
وغـانية عـصيت الـلوم فيها      ii
فـمالي مـن هواها من iiمناص
فـكم اجـني لـذيذاً من iiجناها      ii
أحـب إلي من رطب iiالخلاص
تـقول جـنيت بالتقبيل iiفاغرم      ii
فـقلت لـها هلم إلى iiالقصاص
جـزاء الـحق مـثلي iiبـمثل      ii
فقالت  قد عفوت على الخلاص
لـعمري أنـت يعقوب القضايا      ii
وانك في الدها عمرو بن عاص
 ومن أنواع النخل ما يأتي مبكراً في برج السرطان وهو (الطيار) ويأتي في أول هذا البرج و (الكاسبي) و (المخباز) و (الحليلي) و (البربكي) و (الغر) وهو من النوع الذيذ الطيب وكلها تؤكل رطباً في برج السرطان .
 ومن أنواع التمور (الرزيز) وهو أكثرها ويكون ثمره أسود إذا حرقت أرضه أو سمّد بالرماد والا يأتي أحمر اللون والأحمر من تموره غير مرغوب فيه ، و (الشيشي) وتمره من التمور اللذيذة وهو أحمر اللون في أعلاه طوق أبيض .
 و (الشيشي) وهو سمين يغيب فيه الضرس ، لذيذ الطعم و (الحاتمي) وهو أصفر اللون لذيذ الطعم . فهذه الأنواع الطيبة من التمور ، أما (الوصيلي) و (الزرعي) و (الكبكاب) و(الخصاب) فهي من التمور التي تعلف بها الدواب غالباً ومن أنواع التمور ما تؤكل غالباً رطباً وتم اًروهو (الخنيزي) و (المحمي) و (المرزبان) و (الحريزي) .
 ومن الأنواع ما يأتي متأخراً وأوله في برج النسبلة ويتأخر غالباً إلى برج القوس وهو (أم رحيم) و (الشهل) و (التناجيب) و (البرحي) وهو قليل في الإحساء ، وفد إليها من البصرة منذ سنين قريبة و (الحلاوي) و (الهلالي) ،ونوع من (الخصاب) الأحمر ، وأنواع كثيرة تركناها اختصاراً (23) .
 2 ـ أصناف تمور مقاطعة الهفوف (الإحساء)
 الأصناف التجارية المهمة هي : الخلاص ، الرزيز ، الشيشي ، الشبيبي ، الحاتمي ، الغرة .
 الخلاص : من التمور الصفراء الشفافة اللينة المتوسطة الحجم ، ممتازة في دوري الرطب والتمر أجود تمور الإحساء ولا نبالغ إذا قلنا أنها أجود صنف تجاري بالعالم .
 يعتمد عدد نخيل هذا الصنف بنسبة 20 % من نخيل الهفوف .
 الرزيز : التمر الذهبي داكن ، متوسط الحجم ، مستطيل ، لين ، غزير الحمل ، جيد .
 أكثر التمور انتشاراً في الهفوف .
 الشيبي : من التمور اللينة ، متوسط الحجم ، مستطيل ، أصفر ضارب للخضرة ، يقدر عدده بعشر نخيل الواحة والواحدة .
 الغرة : من التمور اللينة ، متوسط الحجم بيضي الشكل ، ذهبي ، مسمر غزير الحمل ، تنتابه عاهة التحشف وهو في دور البسر (الخلال) خاصة في النخل الفتي .
 وهناك أصناف أخرى جيدة الصفات إلا أنها أقل أهمية من الوجهة النجارية ومنها : الوصيلي ، دعالج ، حريزي ، خدج ، عذابي ، ا زملي ، ابريحي ، كاسبي ، جبيلي ، سنيني ، زنابير ، محمي ، تناجيب ، طيار ، حليلي ، مجناز ، شهل ، أم ارحيم ، هلالي ، صبو ، خصاب .
 فالتمور المبكرة هي : الطيار ، الحليلي ، المجناز ، الغرة .
 والتمور المتأخرة هي : التناجيب ، الشهل ، أم ارحيم ، الصبو ، الهلالي ، الخصاب .
 وتوجد أصناف كثيرة أخرى لا أهمية لها كما توجد ادقال كثيرة والذي شجع تكثير الادقال هو زراعة الافحل من النوى .
 ذلك لأن ما يقرب من نصف النوى الذي ينمو ويكون نخلاٌ يكون إناثاً ولا يمكن تفريق الإناث عن الذكور حتى تثمر ، واذا أثمرت الفسيلة كانت لها قيمة حينئذٍ ويستقبلها الزراع فيزيد بذلك ادقاله (24) .
 والملحوظ :  إن بعض هذه الأجناس مشترك في هذا المصدر وسابقه وفي كل منهما إيضاح ليس في الآخر فثبتناهما معاً .
 3 ـ نخل نجد وتمرها
 احيمصية ، اشقر ، أصابع العروس ، أم الأصابع ، أم البيض صفراء ، أم حمام بيضا ، أم حمام صفراء ، أم الخشب ، أم رحيم ، أم كبار ، أم النحاوة ، برحية ، بريمة ، بيدنجانة حمراء ، تناجيب ، خصى البغل ، الجامدة ، جوزة حمراء ، جوزة صفرء ، جيب غراب ، حساوية ، حلوة البسر ، حلوة صفراء ، حلوة عربية ، حلوة عرينية ، حلوة المدينة ، حلوة واسط ، حمرة المذنب ، حميلية ، خصيّة (بالتصغير) ، خضيرية حمراء ، خنزير ، الخوخة ، الذاوية ، رزيزي ، رسينية صفراء ، رشودية ، روثانة بيضاء ، روثانة صفراء ، شقراء ، حمراء ، زلفية حمراء ، سالمية سداوية ، سكرية القرعا ، سكرية الجمعة ، سكرية زعاق ، سكرية القدهي ، سكرية المذنب ، سلجة ، صبيحة حمراء ، صقعية ، طيارة ، غريبية ، الفحلة ، قطارة حمراء ، قنطارة ، قهارة ، كُلْ واشكر ، كُلْ والتذ ، لاحمية صفراء ، متروثنة ، مسكانية ، المصياف ، مفرحة ، مكتومية ، منيعية حمراء ، منيعية صفراء ، نبتة ابن ارشد ، نبتة الحصان ، نبتة حوشان ، نبتة السعيد ، نبتة سيف ، نبتة شعا ، نبتة الصرينح ، نبتة العقيلي ، نبتة عيد ، نبتة محمد ، نبتة مزعل ، نبتة منيف ، نبتة يوسف ، ونانة حمراء (25)
 4 ـ أصناف نخيل المدينة
 من أصناف النخيل المشهورة في المدينة ما يأتي :
 1 ـ العنبرة : نخيل هذا الصنف قليل وعزيز .
 الثمرة كبيرة الحجم جداً مستطيلة الشكل .
 حمراً في دور البسر .
  يرغب الحجاج شراء هذا التمر وان سعره مرتفع .
 النخلة متوسطة الحمل يتأخر نضجه .
 2 ـ العجوة : تأتي بعد العنبرة من حيث ارتفاع السعر يرغبها الحجاج لورود حديث فيها .
 الثمرة حمراء في دور البسر مستديرة الشكل متوسطة الحمل ، قليلة الانتشار ، تحتاج إلى كمية كبيرة من اللقاح لعقد الثمار .
 3 ـ الشلبي : من الأصناف الممتازة ، الثمرة كبيرة الحجم اسطوانية غليظة البسر محمر معظم تمرها يصخل (يشيص) (26) أما شيص هذا الصنف فكبير الحجم ويباع بثمن يفوق ثمن التمر الطبيعي لرغبة الحجاج الهنود فيه .
 وهذا الصنف شبيه بصنف الحويز الموجود في البصرة ، حمل النخلة عادة قليل .
 4 ـ الصفاوي : الثمرة بقدر ثمرة الشلبي ، البسر أحمر اللون ، النخلة غزيرة الحمل .
 ويعتبر من الأصناف الممتازة .
 5 ـ الحلوة : من الأصناف التي يرغب الا زرع المدني في زرعها .
 البسر أحمر متوسط الحجم ، يؤكل ثمرة في أربعة أدوار : في دور البلح وهو أخضر ، في دور البسر ، الرطب ، والتمر ، يلقط البلح من الشماريخ ويدفن بالتبن لمدة 24 ساعة ثم يباع باسم سريان .
 وهذا مما يخفف من حمل النخلة الذي في العادة يكون غزيراً يبلغ حوالي 24 مداً (27) تشحن ثمارها في أدوار البسر والرطب والتمر إلى جدة ومكة حيث تباع بأسعار مرتفعة .
 الأصناف ذات البسر الحلو :
 الخالي من المادة القابضة هي : الحلوة ، الحلية ، روثان ، سكرة ينبع . وقد يغلي بسر هذه الأصناف ويجفف ويباع كقلائد . (خلال مطبوخ)
 الأصناف المبكرة : الحلية ، الربيعة ، روثان ، سكر ينبع ، الخضرية .
 الأصناف المتأخرة : السويدة ، البرطجي ، الحلوة .
 يقدر عدد أصناف تمور المدينة المنورة بمائة وعشرين صنفاً حسب إحصاء دائرة الزراعة في المدينة المنورة (28) .
 ملحوظة :
 عقد مؤتمر دولي للتمور في تونس من 4 ـ 12 تشرين ثاني سنة 1950 ولم تتيسر لنا معلومات مفصلة عنه سوى ما ذكره الأستاذ عبد الجبار البكر فإنه تعرض لذكر التمور في الجمهورية التونسية فاقتضت الإشارة إلي (29) .

أمراض النخيل والتمور

 قد تصاب النخلة في جذعها ، أو في سعفها ، وجمّارتها وما مائل من حوادث طبيعية كالريح العاصف ، أو الثلج المتساقط ، أو الجراد الذي يأتي بكثرة في بعض المواسم ، وكلّها من الأمور التي ليس في وسع المرء صدها ، أو اتخاذ تدبير ناجح للخلاص منها إلا قليلا .
 وأما الأمراض والعوارض الخاصة فهي :
 1 ـ الدوباس :
 وهذا يصيب النخلة فتخرج منها عصارة أشبه بالدبس وكأن النخلة قد طليت بقطران ، فيغشاها السواد .
 وهذا المريض فتاك مؤثر على الحاصل .
 وكثرة الأمطار تشفي النخيل من علّته ، أو تغسله مما أصابه .
 وان التدابير الفنية فيها كلفة كبيرة وربما تكون قليلة الجدوى .
 2 ـ الجرنيب :
 وهو عارض يؤدي إلى تآكل جذع النخلة ، ولا شك في أنه دودة سوداء تأكل العذق ، والجرنيب الأبيض يأكل الجذع فتموت النخلة .
 3 ـ التنجيم :
 هذا من علل النخل ، ويؤدي إلى موت النخلة وذلك بأن تصفر فتيبس .
 4 ـ الشيص :
 ويحصل من نقص في التلقيح ، أو فقدانه ، فلا يكون النتاج صالحاً أي لا يصير تمراً ، وانما يسمّى بالشيص .
 5 ـ المضروب :
 وهذا التمر قد يلحق قشرته ما هو أشبه بالغبار فتذهب منها نضرتها ولذتها وطراوتها ، وهناك ما يسمّى بالمضروب إذا كان قبل نضجه يلتقط ، أو مما تساقط من النخلة ، فيعمل فيه عمل صناعي بضربه بآلة صلبة فتؤثر فيه ويصير أشبه بالرطب سواء قبل اصفرار البلح ، أو بعد اصفراره ، وقبل نضجه .
 6 ـ الشوراث :
 هو أن يستولي ما هو أشبه بالدود الصغار الحمر .
  أو يصير فيه الدود فيبدل من طعمه ، ولا تقبله نفس آكله .
 7 ـ التحميض :
 قد يصيب المطر التمر بعد التقاطه ، أو وهو في جذع النخلة فتتولد فيه حموضة ، وربما تنعدم الفائدة منه إذا كان الطر قد سبق أوانه ، وصار هرفياً ، فيتضرّر أصحاب التمر من جراء ذلك .
  ولم تتخذ وسائل فنية لإقتطافه في حينه قبل أوان المطر .
 8 ـ الحشف :
 وهذا تيبس فيه التمرة ، فتكون غير صالحة للأكل .
  وسبب ذلك حضرة يقال لها (الحميرة) ولم يتخذ لها تدبير لحدّ الآن، وقد تستولي على العذق كلّه ، أو على عذوق النخلة جميعها .
 9 ـ خياس طلع النخيل (30) :
 وعلى كل حال إن طرق الوقاية في مثل هذه الأمور قليلة ، وبعضها يمكن تدارك خطرها .

خرافة شائعة في نخيل البصرة :

 1 ـ إنك لو التمست ذبابة واحدة على الرطب في البساتين لما أمكن أن تجد شيئاً منها ، وهكذا لا تعرف في المعاصر والمكابس ... ومثل هذه كما يظهر أن الذباب يهلك بيضه بسب ما فيه من مادة التصاقية فلا يعيش الذباب ، ولا يستطيع أن يفرخ ، ومن ثم لا يصير هناك ذباب .
 2 ـ إننا لا نجد غراباً على التمر ، أو غراباً ساقطاً على النخلة في بساتينها ، قالوا ولولا لطف الله تعالى لتساقطت ثمرات النخيل بنقر الغربان وزعم بعضهم إن ذلك نتيجة طلسم عليها ، ومثل هذه تعزى لأسباب طبيعية ، ورأى آخرون أن الغربان من آكلة اللحوم والجيف فلا تعيش على مثل هذه أو كان الباعث غي ذلك مما لم نتمكن من معرفته ، فلا يعوّل على أقول مثل هذه ، ولعلّ الأخير أقرب .

النخل وغرسه

 إن البدو عندنا في أول خطوة يميلون إلى الأرياف وعيشتهم بدوية إلا أنها تتقدم إلى الحضارة وهي أنها تزرع أرضاً ، فتستقر ، وهذا الاستقرار لم يفقد من عوائدهم إلا القليل ، فيمضون إلى الزرع وهو استقرار نوعاً ، أو تنقل محدود غير متوالي ، وخطوة أخرى تجعلهم كأنهم قد غرسوا في الأرض فنبتوا فيها وذلك عندما يتولون الغرس ، فكأنهم يغرسون أنفسهم ، فلا يطيقون الانصراف عنها ، أو مازيلتها ، وهذه أكبر خطوة إلى الحضارة ،وبسببها تتكون القرية ، ولا تحيد عن مكانها ، وما الحضارة إلا أن تعظم هذه القرية ، وتكبر حتى تصير مدينة ، أو عاصمة ... فالغرس أكبر وسيلة لتوطين العشائر وتحضيرهم واستقرارهم في مكان بعينه ، وهذا لا يأتيه البدوي رأساًولا يطيقه ابتداءً فلا ترى بدوياً مال إلى المدن أو إلى الغرس .
  وترك بداوته ، بل نشاهد ذبك يجري بخطوات ، ومن ثم يفقد مزايا عديدة من عرف وأدب قبائلي ، وبيئته الجديدة لا تقطع صلته بباديته ، فهي حلقة وسطى بين الحضارة والبداوة بل هي الحجر الثاني للحضارة ولم يتقدم البدوي إلا للأرياف فيزرع ، ثم يميل إلى الغرس .
 شاهدنا عشيرة الضفير قد سكنت العراق في أنحاء البصرة من مدة طويلة ، ولكنها بقيت على بداوتها ولم تتعاط الزراعة وانما هناك بعض أفاردها مالوا إلى الزراعة مما لا يعدّ ميلاً صادقاً ، أو أنها لم تتعاطاها أبداً بالنظر لمجموع العشيرة ، ولذا فلا يؤمل أن تمضي إلى الغرس قبل أن تقطع مرحلة في الزرع لتتمكن نوعاً ، وتكتسب ألفة ما في هذه الخطوة ، والأمثلة كثيرة عندنا ، فغالب البدو يقطعون المرحلة الأولى للزراعة حتى يألفوا مكانهم ثم يصيرون إلى الغرس (31) .
 ولعل البصرة لا يستطيع زراعها (أهل الأرياف) أن يبقوا في زراعتهم ،وانما يمضون بسرعة نحو الغرس أو غرس النخل وهذه الحالة مرحلتان (الفلاحة) ، و (التعابة) وفي غير البصرة لا يختص وانما يعقدون (المغارسات) مع الملاكين .
 وهؤلاء نشاهد الكثيرين منهم يأتون متوالين لمايرون من ميل إلى أقاربائهم ، فيكون تشويقاً لهم لأسباب القربى ، ولتكوين قوة ... وهذه يصعب حصرها ، ومراعاة التعاقد عليها بالنظر للألوية واستعمالها ومألوف عقودها ، ولماكانت البصرة أكثر اتصالاً بغرس النخل آثرنا تقديم الكلام عليها .

المغارسات وعقودها

 إن الغرس ضروري لعلاقته بالحياة الاجتماعية علاقة متصلة أو متلازمة .
 وعقود المغارسة قديمة كقدم النخيل وقدم الأشجار المغروسة في العراق .
 وان المدونات عنها معروفة في شريعة حمورابي ، والشرائع التالية ، وتسمى عند الفقهاء بالمغارسة والمعاملة ، وان بعض الفقهاء لم يقبل بمثل هذه العقود كأمثال الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى باعتبار أنها عقد على مجهول إلا أن المختار على خلاف ذلك للتعامل الجاري من قديم الزمان على قبولها نظراً للضرورة القطعية والحاجة الحياتية الماسة كما أن تعامل الناس حجة ، فلم يؤثر تشريع على خلاف مجرى التعامل فكانت أن تعامل الناس حجة ، فلم يؤثر تشريع على خلاف مجرى التعامل فكانت الفتوى على رأي الإمام أبي يوسف خلافاً لارأي الإمام أبي حنيفة .
 إن التجارب المتوالية والعديدة لمختلف العصور ولدت أحكاماً شرعية وقانونية صانت حقوق الملاكين والمغارسين أو التعابين والفلاحين وأصحاب الص ا رفة وأصلها كسائر العقود تستند إلى حرية العقود ، وأنها ماضية على سنة عادلة وقواعد عامة وخاصة ، وان كتب الفقه طافحة بمباحث المغارسات والمعاملات ، فخصتها أحكاماً كما أنها دخلت ضمن عقود المعاوضة .
 وان الملاكين والمغارسين قد خولتهم تلك التجارب تقيّدات وشروطاً من شأنها العقود والجري بمقتضاها دون الإخلال بها ، وليس فيها حيف كما يتبادر لذهب الرائي وانما الغرض ضبط العقود وتحقيق ما جاء فيها من الأحكام .
 وأن آراء الفقهاء واختلافها في التشريع مما يدعو للاستفادة ويحقق لنا أحكاماً تشريعية مهمة في هذا الموضوع ... ولا نجد في أمة أحكاماً تشريعية خاصة في المغارسات كما هو الشأن عندنا ، فإنها بلغت غاية المنتهى ، وان المادة 64 المعدلة من أصول المرافعات الحقوقية قبلت عقود المغارسات واعتبرتها ، بالرغم من أحكام قانون الاراضي فسوغت التصرف بالأ ا رضي بموجب تلك المقاولات ثم ألغيت هذه المادة بإلغاء قانون المرافعات الحقوقية ، وجاء القانون المدني العراقي المعمول به من تاريخ (8) أيلول سنة (1953) .
 وصرح بذلك في المواد (824) إلى (833) مبيناً أحكاماً واسعة في هذا الباب .
  وفي العهد الجمهوري ظهر قانون الإصلاح الزراعي في (30) أيلول سنة (1958) مع تعديلاته فأكد أحكام القانون المدني وقرر أحكاماً جديدة تتعلق بالإصلاح الزراعي.
 وكان حظ الفلاح أو المغارس ضئيلاً ونصيبه ضعيفاً ، واستفادته محدودة فيما مضى ... وقد قبله اضطراراً دفعاً لحاجته المعاشية الضرورية فجاء هذا القانون مخففاً أعباءه ومستعيداً حقوقه فأازل الإجحاف عنه .
  وبذلك صار واسطة لنفع المجتمع العراقي بعد أن كان مقصود الفائدة على الملاكين وتحكمهم .
  فاكتسبت الأرضون وضعاً ثابتاً ونالها الاستقرار نوعاً والأمل إن تكتسب حقها من العناية والتنظيم .
 أما أملاك فأصبح لا يملك أكثر من دونمات محدودة لا تتجاوز الألف في الأراضي التي تسقى سيحاً أو بالواسطة ، والألفي دونم من الديمية .

1 ـ المغارسات في لواء البصرة

 إن نخل البصرة يحتاج إلى أيد عاملة كثيرة ليتمكن الملاّكون وأصحاب الأراضي من الإنتاج الكثير من التمر نظراً للحاجة إليه ، فقد جمع العدد الكبير من العمال في هذه السبيل فتطبعوا على خصال أهل المدن ، وبالتعبير الأولى أن علمهم بقدر ما يسدّ حاجة معاشهم .
  فلم يستطيعوا الالتفات إلى جهات الثقافة ، أو وسائل الحضارة وما ماثل من رغد العيش وانما كان ذلك نصيب الملاكين ، وهؤلاء هم أصحاب الأرض، وهم الذين يجهزون العمال بالغرس ، ويمدونهم بالمعيشة حتى يقووا ، ويحصل لهم تمر يستفاد منه ، وفي الوقت نفسه فهم واسطة التفاهم مع الدولة .
 إن التجارب العديدة مكنت من استقرار الحالة في أن يقسم هؤلاء العمال في نظر الملاك إلى (فلاحين) ، والى (تعابين) ، وكل من هؤلاء يتولى عقود (الفلاحة) ، وعقود (التعابة) .
  وهي ليست كيفما يشاء الملاكون ، وانما هي تابعة لعرف جار متبع بين الطرفين المتعاقدين .

1 ـ الفلاحة :

 العقود بين الملاك والعامل قد تكون على مقدار الحاصل ، فيتعين له نصيب محدود ، وهذه يقال لها في عرف أهل البصرة (الفلاحة) ولصاحبها الفلاح .
  وهذا ليس له أرض يستقر فيها وانما هو تابع للمقاولة أو العقد ويستطيع الملاك أن يخرجه ، ولكن الغالب عليه أن يبقى ما لم يصدر منه ما يضرّ بصالح الملاك ، أو بصالح المغارسة .
 وفي هذه الحالة يكون العقد سنوياً ، وتابعاً للنتائج ، فلا يحق للفلاح المطالبة بأكثر من نصيبه .
 وجرى البصريون على ذلك منذ أمد قديم جداً ، فهو مألوف ومعتبر في ما بينهم ، ولا يختلف الحكم إلا في أن يكون للتعاب نصيب من الأرض والثمرة ، وللفلاح نصي بمن الثمرة وحدها .
 والفلاح في هذه الحالة لا يتكلف بالفسيل ، ولا بالتسميد ومصاريفه ، ولا بأي كلفة سوى سقي المغروسات وغرس الفسيل ، وتسميد الأرض عندما يأتي الملاك بالسّماد .
 وهنا تختلف العقود على مقدار الحاصل من ثلث أو نصف أو ثلثين ، بالنظر لقرب المحلّ من الأسواق ، وبعده عنها ، وما يدعو من مشقة وكلفة وفي كل هذه العقد معتبر بين الطرفين ، واذا لم يوجد عقد ، فالحكم للعرف الجاري في أمثالها ... ولا يختلف الفلاح في هذه الحالة عن العامل إلا أن حالته سيئة يتعب بلا أمل في نصيب ثابت ، ومن جراء الحاصل والتحكم ببيعه ومن جهة أن هؤلاء قد حرموا النقابات الموجهة .
 وفي العهد الجمهوري انتظم حالهم لأنهم أصبحوا ملاكين .

2 ـ التعابة :

 هي في مصطلحنا (المغارسة) .
 ولا تختلف عنها بوجه إلا اننا لا نستطيع أن نقرر وضعاً ثابتاً للمغارسات ، وانما هي تابعة للعقد وشروطه ، فهو شريعة المتعاقدين ، ومن خصائص (التعابة) أن يكون للغارس نصيب في الأرض وفي المغروس والحاصل ، فهو لا يختلف عن الشريك فيما إذا قام بالشروط المطلوبه .
  وتختلف عقودها كثيراً تبعاً للمكان ، وقربه من الأسواق ، وسهولته أو صعوبة غرسه كأن يحتاج إلى شق أنهار وسواق وتسميد وتسوير وما ماثل مما يستدعي صرف مبالغ ، فالعقد يجري على تفاوت في المقادير المعطاة للمغارس (التعاب) و ا رعى فيه الشروط بكاملها ، وتتفاوت قلة وكثرة .
 واذا جرى الغرس دون عقد اتبع العرف المحليّ .
  وهذا غير عام في البصرة بل أنه يتباين بالنظر للمواطن المعتاد فيها الغرس .
 والأكثر أنهم يقومون بالشروط ، لتوخي فائدة الطرفين ومنفعتهما .
 واذا وقع الخلاف لعجرفة من أحد الطرفين ، أو تحكّم منه فلا شك في أن هذا النزاع تقوم المحاكم بحله .
 ومن تحكّم العقود وتراعى منطوياتها ، أو العرف الجاري بين المغارسين وحينئذ ينظر في أمر الإخلال بمنطويات العقد ، أو التقصير في الشروط والإخلال بها يؤدي إلى الفسخ أو تضرب مدة أخرى للمغارس لإكمال غرسه .
 ولا يتخذ ضياع عقد المغارسة وسيلة لضياع الحق بمراجعة التعامل المعروف ، فلا يكون ذلك سبباً في إخراج المغارس أو الاختلاف في نصيبه وهكذا .
 وللتعامل أحوال ثابتة في بعض المواطن دون الأخرى ، وكأن المحل قد قيس بمقياس قطعي ثابت بالنظر إليه ، فلا يختلف عن غيره ، ولا يصح أن يجور الواحد على الآخر في مطالبه ، بل الغالب أن تكون على وتيرة واحدة جرى عليها العرف المحلي .
 فالتعابة تكون على الثلث أو النصف ، أو على الثلثين ، وحصتها في الأرض أغلبياً الربع ، وفي حالة القسمة تراعى الشروط .
 فإذا استكملت الغرس وأرادوا القسمة فهذه لها أحكام بمن يقوم بالقسمة ، وبالاختيار ، أو جعل ذلك للملاك وحده ، فيقسم التعاب وهو يختار نصيبه .. ومن ثم يعرف الفرق بين الفلاحة والتعابة ، فالفلاحة آنية ولزمن محدود وهذه شركة على العمل ، ومستمرة إلى إكمال الغرس ، ثم البقاء على الشركة ، أو القسمة ... وقوام المغارسة أن يعد الملاك مادة الغرس ويساعد التعاب (المغارس) على أعاشته حتى يكمل الغرس ومن ثم يستوفي منه ديونه منجمة ومقسطة بما يناسب ، فلا يتكلف الملاك بأكثر من ذلك مع حمايته للمغروسات في أمر تقدير الضريبة وما مائل ، وكل هذه تدابير يقصد منها إرضاء الأهلين نوعاً ولم يكن الدواء الشافي .
 وهذا غالب ما علمناه من رسالة الأستاذ سليمان فيضي ومن المرحوم السيد حامد النقيب وممن لهم علاقة بالموض وع ومن الدعاوي المتكونة بين الملاكين وأرباب التعبة والفلاحة .

3 ـ المد والجزر

 من الاعجوبات التي عدّها الجاحظ في البصرة (المدّ والجزر) يقبل عند حاجتهم اليه ، ويرتد عند استغنائهم عنه ، ثم لا يبطئ عنها غلا بقدر هضمها واستمرارها وجمامها واستراحتها ، لا يقتلها عطشاً ولا غرقاً ، يجئ على حساب معلوم ، وتدبير منظوم (32).
 تأتي مياه الأنهر م طريق المدّ فهي أعظم نعمة مبذولة وتجزر بعد مدة ، فتتمكن أن تروي البساتين الكثرة بموجبها ، فكأنها تعرف الكفاية ، فلا تأتي سرمداً فتضرّ بالمغروسات ، وانما تراعي المقادير المعينة للسقي بقدر الحاجة ، ولا تختلف ساعات المدّ تقديماً وتأخيراً والانهار الكبار لم تزل مملوءة من الماء عند المدّ إلا العشار فإنه يخلو من الماء تقريباً .
 واما الأنهار الصغار فإنها تخلو منه أثناء الجزر .
 وهذه نعمة عظيمة يقدرها فاقدها وكثيراً ما لهج السياحون بها ، بل غالوا في مدح أنهارها وسقيها من طريق المد والجزر .
 وجاء تعليل المد والجزر بجاذبية القمر للملازمة المعروفة .
 وهذه الحالة المطردة نبهت إلى لزوم شق الأنهار من شط العرب للاستفادة من هذه المياه .
 وأنهار البصرة كثيرة لا تعد ولا تحصى ابتداء من القرنة حتى الفاو على جانبي شط العرب .
 ومن أشهرها :
 نهر الدير وكرمه علي ونهر معقل والأبلة .
 ويعرف اليوم بالعشار ونهر المناوي ونهر السراجي ونهر اليهودي ونهر الخور ونهر أبي الخصب ونهر أبي الفلوس ونهر العامية ونهر الفياضي ونهر الزين ونهر الخورة ونهر الدوا .
 ولو عددنا مقاطعتها لطال بنا المجال .
 وكلها ثروة عظيمة للإنتاج .
 ويعوزها التنظيم لتكون نافعة أكثر وتحصل منها أجل فائدة لغرس النخل .

4 ـ الحالة العامة :

 هنا الملاكون قد يشتركون مع الفلاحين والتعابين في الضرر ، فقد حدثت مشاكل وتحكمات في تنظيم أمر تجارة التمور ، وعرضها للأسواق ومن أهمما جرى اتخاذ المعامل لتنظيمها وترتيبها إلا أن التجارة مازالت تلعب بها كثراً ، ولا يزال الحل غير مرض في نظر الأهلين .
 ولعل تأسيس جمعية التمور ومراعاة ما هنالك من أوضاع تدعو لمصلحة عمال التمر والملاكين وتبعث إلى الأمل في إصلاح الحالة ، وتكثير الرغبة ، والعمل لاستجلاب أرباب الأسواق العالمية ولكنها فشلت ، وأكبر مصيبة تعترض هي الإحتكار ، الذي لم تحل مشكلته بعد لتقوم بالنفع والفائدة ، ولا يازل يعتقد الأهلون أن حقوقهم أصابها الإجحاف ، وأن هذا الاحتكار من أعمال الاستعمار ، وأنه متغلب عليهم .
 ويرى الأكثر أن خير حل لمشكلة التمور تنظيم (نقابات) تنظر في المصالح ، وتستجلب مشترين من مختلف أسواق العالم ، أو كما هو مشهود من (جمعية التمور) وقيامها بالمهمة ، فصارت تراقبها الحكومة ، وتساعد في مصالحها نظراً للعلاقة لتكون واسطة نفع وفائدة للمجتمع ، إلا أنها لم تفلح .
 واذا كانت المكابس قد أكسبت التمور وضعاً منظماً وصحياً (33).
 فهذا لا يكفي وانما يحتاج الى عناية كبيرة لتامين العرض في الأسواق بصورة عامة .
 أما عمّال المكابس فإنهم لا يختلفون عن العمال الآخرين إلا أنهم عمّال موسميون وقد صان القانون حقوقهم ، والتجارب كفلت أوضاعهم وحقوقهم بقوانين إلا أنها في وضعها الارهن لم تستقر كما تقتضيها حالة القطر ، وشؤونه الثابتة .
 وجلّ ما يتوجه عليها أنها جاءتنا عيناً من الغرب ، ولم تنسجم وأوضاعنا ، وعليها سمات وأوصاف تشريعية لا تأتلف وما عندنا من تشريع سواء في التعويض أو غيره كوقوع الوفاة ، أو كالعطل في عضو العامل وما ماثل .
 وكل هذه تحتاج إلى إعادة نظر ، والى تمحيص وتحقيق أهداف سامية .
 ولا ننكر الحالات الخاصة في المواطن التشريعية ، وان كانت الغاية تستهدف أمراً واجب الرعاية وهو حماية العامل إلا أن التحكم بصاحب المعمل ، أو التحكم بالعامل يجب أن يارعى فيه الاعتدال .
  ولا سبيل للتوسع ، وأملنا أن يستهدف تشريعنا الوجهة الحقة من جميع أطرافها فلا يحمي ناحية دون أخرى .
  الضرورات تقدر بقدرها وقد جاءت الجمهورية العراقية الخالدة بأحكام عامة ومهمة تدعو إلى الإصلاح الكثير من الأوضاع وتأسست نقابات كما لوحظ أن أمر التعامل مع الخارج لم يعد مقيداً بدولته أو دول بعينها بل صار الباب مفتوحاً والتجارة حرة ، فلم يبق للاحتكار والتحكم محل .

2 ـ المغارسات في لواءي ديالي وبغداد :

في مواطن كثرة النخل مغارساتها كثيرة .
  وان الملاكين لا يستطيعون القيام ، بأمرها بأنفسهم ، وانما يقوم بذلك مغارسون بموجب عقود وهذه في الحقيقة امة ومألوفة ، وغالب ما تدعو إليه الحاجة في مواطن كثرة النفوس وضيق الأرض .
 وهذه في الأراضي الموقوفة لها أحكام خاصة بسطها الفقهاء في تحديد مدة الغرس ، وأصول العقود عليها ، والأحكام الخاصة عند انتهاء المدة ، وانقضاء أمد العقد وقريب منها ما كان بين أصحاب الملك والمغارسين .
 وأكثر ما يلاحظ في ذلك أن السيط رة بيد الملاك أو المتوفي وله حق العقد والا أدى الأمر إلى مفاسد واضطراب في المقاطعات والأرضين .
 وذلك ما شوهد في أيام تطبيق قانون التسوية الصادر سنة (1932) ، فقد إستغل الفلاحون الامر ، فتوسّعوا في الغرس .
 وفي مثل هذه الحالة ان القانون حافظ على الوضع الراهن ، ولكن يجب أن يرافقه حكم صارم .
 وقد تضرر أرباب الأملاك والأوقاف من جراء ذلك بسبب أنّ القانون يراعي الغارس ، فيجعل له نصيباً وان كان غرس بغصب وتغلّب .
 وان الضرر أدى الى توزيع المياه الى المغروسات وحرمان المقاطعات من الزراعة أو تعطيلها تماماً .
 هذا ما كان يجري أيام العهد العثماني وما تلاه من عود الى ثورة (14) تموز سنة (1958) مالتي وضعت تشريعات جديدة في تمليك أراضي الوقف للمغارسين بمبالغ تؤدي بعد تقدير قيمة الأراضي وبهذا ازلت رقبة الوقف وصارت المغارسات ملكاً للمغارسين وهكذا كان الحكم في المغروسات في الأراضي الأميرية المفوضة حسب المقاييس القانونية لتمليك المغارسات لغارسيها بعد الاستيلاء عليها وتقديرها بالوجه القانوني .

3 ـ المغارسات في ألوية كربلاء والديوانية والحلة:

 وهذه لا تختلف كثيراً عن لواءي ديالي ، وبغداد ، بل هي متقاربة ، ولا تتفاوت إلا في بعض الوجوه تبعاً لماهية العقود .
 وذلك أن أنحاء النجف والديوانية تنفرد بأمور خاصة مثل (الصرافة) .
  وهذه تابعة للعقود بأن يجهز المتوّل المال للمغارس ، ويقال له (الصاّرف) ولعمله الصرافة ، ويسمى العامل بـ (الفلاح) ، وربّ الملك هو (الملاك) ، فيتعاقدون على الثلث لكل واحد منهم .
 وهذه العقود تقبل التداول ، كأن يببيع الصراف صرافته أو الفلاح فلاحته لآخر .
 ويكون هؤلاء جميعاً شركاء ، وقد يشتري الفلاّح الصِرافة فيكون مالكاً للثلثين .

4 ـ المغارسات في الأولوية الأخرى

 لا تختلف عن الألوية السابقة وفي بقية الألوية من يغرس في الأرض الأميرية ، وحينئذ يعامل الغارس كمعاملته مع صاحب الأرض فتحل الحكومة محلهخ إلا أنه إذا كان مضى على غرسة عشر سنوات فأكثر فيحق له أن يسجلها بدون طابو المثل والا أدى بدل طابو المثل وتملك إذا كان مضى على غرسة أكثر من ثلاث سنوات ، والا كان بإمكان الموظف المختص أن يقلع ما غرسه بلا إذن .
 وعلى كل حال تكون من المغارسات حقوق وعقود ، وصارت موضوع بحث الفقهاء وأرباب القوانين للدولة المتعاقبة ، وترتب عليها أحكام دعت إلى التدوين ، وظهرت فيها مقر رات تمييزية عديدة ، فلم يهمل الشرع ولا القانون أمر ذلك لما يترتب عليه من خطر ، ونزاعا ينقطع إلا عن طريق المحاكم ، أو تدخلات الإدارة.
 وجاء قانون التسوية مصرحاً بلزوم حل النزاع في المحاكم المدنية فيما جرت تسويته وتمت ، فلا تبقى للإدارة علاقة به .
 ومن ثم علمنا علاقة كل من الفلاح والتعاب ، والصراف ، والمغارس والملاك بالأرض المغروسة ، وما يترتب على ذلك من حلّ نزاع إتباعاً لأحكام العقود ، أو التعامل الجاري فيما لم يوجد فيه عقد ما وما هنالك من تشريعات فقهية وقانونية .

التمور وما يعمل منها

 تعد التمور من خير الأغذية (34) لكثير من الأهلين ، وتكون رطباً وقسباً .
 وقالوا التمر ثمر النخل ، ومن ثمرها الجمّار والطلع ، وكانت قديماً توضع في (الخصّاف) أو (الحلان) وهي أكياس من الخوص أو من الجلود، وتسمى (كَيشاً) ، ويوضع فيها الخستاوي وهو رطب .
 ويرسل إلى الأنحاء ، أو يصرف في الأسواق وكمياته وافرة جداً ، وأما القسب فأنه من الزهدي اليابس خاصة ، وغالب ما يصرف إلى البدو في أنحاء كربلاء والنجف وما والاهما ، أو أن يتخذ منه الخمور أو النحل .
 أما الآن فإن تمر البصرة في مكابس ، ويوضع في صناديق مغلقة أو في علب ويحشى باللوز والجوز فيطيب أكله .
 وهذا مصروفاته كثيرة في العراق وخارجه .
 ومن الممكن معرفة مصروفاته ، فهو مدوّن في دوائر الكمرك وتابع للاستهلاك أيضاً ولا يدخل التهريب على ما هو المشهود .
 أن الأطباء عندنا من قديم الزمان بحثوا كثيراً في الأمور الصحية ، وفي طبيعة التمر والرطب والقسب والبسر والبلح ، وقرروا أوصافها ومنافعها للبدن كسائر ما بحثوا فيه من المأكولات والمشروبات منها ومن غيرها وعلاقتها بالمعدة والهضم بالنظر لطبيعة البدن ، وأدركوا فوائدها ومضارها ودوّنوها .
 قالوا : أصناف التمر كثيرة وأردؤها أغلظها جرماً وأعظمها ، وما أسود منها ، واشدها حرارة ، وأصدقها حلاوة ، واقبضها إمساكاً وأغذاها وأغذاها وأحلاها .
 وجميع أصناف التمر عبرة الهضم وما .( ينفذ منها في البدن من الغذاء فهو لا محالة غليظ ، وربما كان لزجاً إذا كان التمر لحمياً ... (35) وجاء فيها ذكر الخل والمخللات والأشربة مما لا محل لاستقصائه ، ومنه في كتب طبية كثيرة .

ومن مأكولات التمور

 التمر يؤكل لوحده ويعد من خير الأكلات أداماً ومع هذا تصنع منه أكلات أخرى أشهرها :
 1 ـ الأيلة : أكلة قديمة ، وتكون من تمر يدق باللبن ، ولعل اللبن هو الشائع عندهم فيتخذ منه .
 وكأنها منسوبة إلى الأيلة البلدة التي تصنعها ولا تعرف اليوم في أنحائنا .
 2 ـ المدقوقة : هي من نوع سابقتها وذلك أن يدق التمر الزهدي بالسمسم ، ويضاف إليه (الجثي) وهو اللبن اليابس ، وهذا من نوع سابقة وفي البادية لا يوجد سمسم فيستعاض عنه بالحليب أو الجثي .
 3 ـ الحنيني : يداف التمر الخستاوي بالسمن المغلي ويضاف إليه بيض أيضاً ، وأكله لذيذ جداً .
 4 ـ حلاوة التمر : هذه من التمر الخستاوي ، والسمن ، وقليل من طحين ، وفي الغالب توزع خيرات للأموات .
 5 ـ الخلال : وهذا يراد به المطبوخ ، فأنه شائع جداً في أنحاء البصرة ، ويصدّر إلى المواطن الأخرى ، ويطلق الخلال عندنا على ما لم ينضج بعد ، ويؤكل من الكثيرين ، ولم يكن صحياً ، ومنه ما يضرب أو يرص بآلة قوية ليظهر انه قد نضج ويقال له (المضروب) ، أو أنه يلين لحالة وهو نوع من المضروب ويسمى (فضيخاً) .
 6 ـ الدبس : ينطق به بكسر الدال وضمها وخير تعريف له أنه عسل التمر ، ويتكوّن إما من سيلان مايعه بلا كلفة كما في البصرة ويقال له (السيلان) وهو ما يسيل من التمر في أحواض خاصة به .
 وهذا معتبر ، واسمه مشتق من حدوثه واما أن يطبخ التمر فيصير دبساً ، واما من طريق المكابس (بازرات) أو (معاصر) .
 وبهذه الواسطة يمكن جعله دبساً ، ومنها الكثير في بغداد ، والحلة ، وكربلاء ومواطن أخرى .
 اشتهر دبس كربلاء بصفرته من جراء أنهم يضعون له (عِرْق الحلاوة) وغالبه من الزهدي ، و (دبس الخستاوي) معتبر ولا يعرض على الأسواق ، بل يتخذه الملاكون غذاء لهم ، وقد يهدون منه لأصدقائهم .
 ومصروفات الدبس في البادية كثيرة جداً ، ويعدّ غذاءهم الوحيد مع الخبز ، فأنهم إذا ذوّبوا السمن بالدبس ، ووضعوا عليه بيضاً أو بلا بيض كان غذاء طيباً عندهم لاسيما في أيام الشتاء .
 ومن بقايا عصير الدبس (البثل) يكون غذاء لبعض المواشي ، والنوى يستعمل وقوداً أو يعطي علفاً للدواب .

ومما يعمل من التمر

 1 ـ الخل : يستخرج من التمر ويتكون من عصيره المتحمض .
 وفي المدن يصرف منه الكثير ، ويعتبر (أداماً) ، وفي الحديث الشريف (نعم الأدام الخلّ ) .
 ولم يشع عند أهل البادية. ويتخذ للمخللات ، أو أن يوضع على المأكولات خالصاً .
 2 ـ النبيذ : وهذا غير مستعمل في هذه الأيام في بغداد ولا في الأنحاء العراقية ، يتخذ من الفضيخ ، وهو التمر الذي لم يكمل نضجه تماماً ، وانما يضرب بالمفضخة ويصب عليه الماء ، وينقع ليلته ، ويشرب عصيره ، فإن عصر بالأيدي فيسمى عصيره (الدستغشار) وهي ليست بعربية .
 ويراد به في الفصحى (الدرياقة) .
 وكان يختار من أنواع التمور لصنع النبيذ (البتىّ ) ، و (الحواري) ، وهما نوعان منه معروفان ، وما اتخذ من النبيذ من الرطب وحده قيل له (الغربي) أي (النبيذ الغربي) ، فإذا حمل على النبيذ عسل أو دبس ليقوى سميّ حينئذ (فِتاتاً) .
 ومن الفقهاء من يحرمه وآخرون يحلّونه ، والمحرمون يقولون بأنه يفتح الباب لشرب الخمر سداً للذرائع ، ودفعاً لما يجرّ إليه ، ومنهم من يقول لا توجد حدود فاصلة بينه وبين الخمر ، ولا فرق بين أن يكون من التمر أو من الزبيب ، ونبيذ الزبيب لايازل مستعملا معروفاً عندنا ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينقع له التمر والزبيب فيشربه ثلاثاً .
 فإذا جاز لذلك أمر به فسكب ، أو سقاه الخدم ، لأنه بعد ثلاث يتغير شيئاً فشيئاً فينزه عنه (36) .
 والأصل في هذا أن يدع المرء ما يريبه إلى ما يريبه .
 3 ـ الخمر : وعندنا يستخرج المسكر من التمر الزهدي خاصة ، ويسمى بـ (العرق) ولا يازل مستعملاً ، وكان يتخذ من طريق (المعصرة) أو الأنبيق .
 والآن اتخذت آلات خاصة لاستخ ا رجه فنياً وبكميات وافرة جداً ، وصارت تجارته واسعة ، ويعد من أكبر مواطن استهلاك التمور ، وكان خاصاً بللل غير المسلمة .
 وصرفه قليلاً إلا أن المسلمين من اعتادوا شربه ، وشرب سائر المسك ارتمما لم يكن مألوفاً ، بل هو محرم شرعاً .
 وسميت الخمرة (بأم الخبائث) ، والخلاص ربّ يتخذ من التمر .

الجمار والطلع

 وهذا لا يخلو من فائدة غذائية ، بل الجمّار يعدّ قليل الغذاء ، صعب الهضم ، وأما الطلع وهو المعروف بالكفريّ أو الكافور وهو وعاء الكش (المادة الملقحة في النخل) فيؤكل مع الأغذية الدسمة ، ويستخرج ماء الطلع كعطر أيضاً .
 مصنوعات من مادة النخل من الخوص الحصران والزبابيل والعلاقات والحبال ، السفازت والمكانيس والشاليّات وما يوضع عليه التمر في الأطباق ومهفات وأكياس للخصافات ومصاعد لجني التمور .
 ومن الليف : حشو القنبات وحشو الكراسي وحشو لأجلة الدواب .
 ومن الجذوع : سقوف البيوت وعمدها .
 ومن السعف (الجريد) : أسرّة وكراسي وللأكواخ وللأواني لنقل الثمار وما ماثل .
 وتستعمل للمحروقات : الجذوع والكرب والسعف .

تجارة التمور

 كانت حرة وغالباً ما تذهب إلى الهند ، والى إيارن ، والى جزيرة العرب ، يتخذها البدو قوتاً ، وأن تجار العالم كانوا يتزاحمون عليها ، وأن كل مواطن يأخذ حاجته من التمور بواسطة تجارته المعتادة إلا أن وضع التجارة العالمية تغير وسارت التجارة بنطاق واسع جداً لحد أن الدول اتخذتها وسيلة للسيطرة وللسياسة فصار ذلك ملحوظاً بعين العناية ، فكانت تجارة التمور لا تخرج عن المقاييس المتخذة بين الأمم .
 وهذه داخلتها المضاربات ، وأصابها التحكم المالي في بعض الأحيان مما دعا أن تحتكر هذه التجارة .
 وفي ذلك خطر مشهود دائماً وأن التازحم الاقتصادي أدى إلى ذلك في أكثر الأحيان ، وأن الشعور الخطر أدى إلى نواحٍ عديدة تستدعي الالتفات من تأسيس نقابات ، وجمعيات للتمور ، وما ماثل من تدابير تدعو للالتفات وتتخذ ما من شأنه أن يقوم بالمهمة دفعاً للضرر وجلباً للمنفعة بتقديم نماذج تدعو لتحبيب التجارة وطبع نشرت خصة بذلك .
 ويستفاد كثيراً من إحصاء الصادرات ، ومقادير البيع أو الرسوم المأخوذة في الكمارك مما يثبت الأوضاع ، ويقرر الصواب ... وقد روعي لزوم القضاء على الاحتكار والتحكم الاستعماري في العهد الجمهوري .
 هذا ، وأقدم القائمة التالية من مصلحة التمور العراقية .
 ومنها يظهر الفرق بين العهد الجمهوري والعهد الزائل :
 جدول انتهاج التمور العراقية والكميات المصدرة واقيامها خلال السنوات الموسمية المدرجة أدناه
الموسم الكمية المدفوعة عنها رسوم الاستهلاك الكمية المستهلكة وغير المدفوع عنها رسم الاستهلاك مجموع الإنتاج الحقيقي مجموع المصدر
بالطن بالطن بالطن الكمية القيمة
1948 251.257 048.743 200.000 190.468 4.711.118
1949 173.472 046.528 220.000 137.933 3.646.966
1950 438.303 041.697 480.000 341.765 6.527.650
1951 279.151 040.849 320.000 257.727 5.426.450
1952 372.102 037.898 410.000 260.553 5.493.732
1953 363.932 036.068 400.000 245.322 4.991.190
1954 393.886 036.114 430.000 262.833 5.895.462
1955 444.469 035.531 480.000 260.192 5.870.242
1956 230.000 030.000 260.000 245.009 4.857.226
1957 261.249 028.752 290.000 203.369 4.713.871
1958 418.763 031.237 450.000 303.868 7.229.891
1959 240.000 030.000 270.000 229.630 5.811.416
1960 270.000 030.000 300.000 223.128 7.264.294
1961 لغاية 1962-3-31 320.000 182.183 5.810.811
ملاحظات :
 1 ـ يبدأ الموسم في أول أيلول وينتهي بنهاية شهر آب .
 2 ـ زيادة الإنتاج وقلته تخضع إلى تقلبات المناخ والعوارض الطبيعية ودرجة إصابة التمور بالحشرات والاوبئة .
 3 ـ الكميات المصدرة خلال موسم 1960 هي لغاية نهاية شهر كانون الثاني 1961 ويؤمل أن يبلغ مجموع الكميات المصدرة إلى نهاية الموسم أكثر منم ( 200 ) ألف طن ومجموع القيمة أكثر من ستة ملايين دينار .
 4 ـ أن أرقام الصاد ا رت أعلاه تتضمن بالإضافة إلى إنتاج تمور ذلك الموسم كميات من التمور المتبقية من مواسم سابقة ةصدرت خلال ذلك الموسم لمقاصد صنايعة وهي كما يلي :

الموسم الكمية
1955 2.145
1956 71.400
1957 7.431
1958 2.109
1959 53.629
1960 7.905

 5 ـ بعد الثورة المباركة أخذت الدول الاشتراكية تستورد التمور العراقية وبلغ مجموع الكميات المصدرة إليها واقيامها كما يلي :

الموسم الكمية بالطن القيمة بالدينار
1958 78.253 1.365.780
1959 55.941 1.263.704
1960 72.169 2.700.000

تطور ضرائب النخيل

 إن الضرائب (37) تابعة لوحدة مطردة ، ونهج عام ، كانت تجري على أساس المساحة دون تفريق بين الحبوب والأشجار ، فيؤخذ على الجريب (38) .
 (قفيز ودرهم) ، ثم حدث تحول تبعا لمقتضى العدل ، وأن لا يعامل صاحب الغرس أو الزرع بمعاملة الأعلى ، وأن لا يجحف بحقوق أحد ، أو يهمل حق من له حق ، وان كان قد استفاد آخرون .
 وهذا منتهى التوقي في العدل المطلوب مراعاته ، المأمور به شرعاً ولا يصح الخروج عليه بقدر الإمكان ، حتى لا يقع حيف ، وكان المسلمون في عهد الخلفاء يخشون كثيرا من أن يضروا بأحد ، أو يقروا ضريبة على خلاف المعتاد ، فلا يؤمل أن يقع ظلم ، أو يشتبه به ، كل هذا لم يمنع أن نرى وصايا الخلفاء وتنبيهاتهم وتحذي ا رتهم من الوقوع في التعدي ، فكان لها مكانتها وقيمتها من النفوس .
 وفي كل هذا كانت تراعي المصلحة ، ثم حدثت تبدلات كثيرة في أيام عمر (رض) (فاتح العراق) في أوقات مختلفة لما رأى من الوجوه المتعددة مما تدعو المصلحة إليه وضرورة العدل فيه .
 يدل على ذلك اختلاف الروايات الواردة مما يدل على وجودها بأزمان عديدة .
 وأن ضرائب المزروعات والأشجار متعينة عندنا ، تستهدف الوحدة كما تقدم ، فلم تتنوع ولم تتعدد ، وفيها من التساهل الكبير خشية أن يقع الإجحاف ، أو أن يرهق الأهلون .
 وهذه الضريبة بوجه عام عن الحبوب وثم رات الأشجار بوجه شامل يقال لها (الطسق) .
 وضرائب النخيل قسم منها ، داخل في الخراج والعشر وهذه اللفظة عربية خالصة على خلاف ما جاء في صحاح الجوهري ، والنهاية لابن الأثير ، وبعض كتب اللغة إذ أصل لفظة (طسق) تشترك و (القسط) الكيل المعروف من الأكيال القديمة لما قبل الإسلام .
 ولاشك في أن الواحدة مقلوبة الأخرى وأصلها أن هذا الكيل تردد فيها فصار يطلق عليها ، وجاء بمعنى الضريبة لأنه ظاهرة من ظواهرها و (طقسا) أو تكسا في اللغة العبرية من هذا اللفظ ، والظاهر أن كلمة (تكس) الفرنسية مأخوذة من هذه بدل لا يشتبه به ، فالأصل واحد ... و (طقس) هو اللفظ العام للضريبة على المزروعات والمغروسات كافة .
 هذه الضرائب تتناول :
 الحبوب وثمار الأشجار والمنتوجات الأخرى من خضر وغيرها ، وتحتاج إلى تفصيل وافٍ .
 وكانت في الأصل الضريبة موحدة فيها إلا أن توالي الأيام كشف نواحي الإبهام ، وقرر العدل ، ولزوم مراعاته ، ويوضح هذا أن نتناول أوجه التطور ، وما لحق من أوضاع وتحولات في مختلف الحبوب والمنتوجات النباتية .
 ففي أول عهد العرب المسلمين في العراق لم تدخل في العموم الأمدة قصيرة ، ثم عرفت ضريبته لوحدها ، وذلك أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أقر أهل السواد في أرضهم ، وضرب على رؤوسهم الجزية ، وعلى أرضهم (الطقس) (39) .
 وكانت الضريبة على المساحة فيؤخذ على الجريب قفيز ودرهم .
 وكان النخل لا يفترق عن ذلك ، فيؤخذ عن الجريب دون تفريق عن سائر المزروعات والمغروسات ، ثم أخذ عن كل جريب من النخل (ثمانية دراهم) في أيام عمر (رضي) وما ذلك إلى لأن أرباب النخل لا توجد عندهم زروع ليؤدوا القفيز .
 وأما في الأ راضي العشرية فما سقت السماء ، أو كان سيحاً العشر ، وما سقي بالدلو نصف العشر .
 وما كان مما عملت أرضه فليس عليه شيء (40) ولكن سواد العراق خارجي .
 ويجري فيه الخراج بالوجه المذكور .
 إن عمر (رضي) بعث عثمان بن حنيف على السواد فمسحه ووضع على كل جريب عامر أو غامر درهماً وقفيزاً ، وألغى الكرم والنخل والرطاب وكل شيء ... وبهذا تكن الضريبة جارية على أمر موحد ، فلا تحتاج إلى معرفة كبيرة ، ولم يفرق بين المزروعات والمغروسات ، وكان لا يؤخذ عما قل عن خمسة أوسق من النتاج شيء (41) .
 فالنصاب لأخذ الضريبة زكاة قد تعيّن بخمسة أوسق كما انه ليس لما دون الجريب شيء وهكذا مما ا زد على الأجربة وهو أقل من جريب وهو الفضل منه .
 ثم كان التفصيل ، فصار يؤخذ عن جريب النخل ثمانية د راهم ، وروعي مؤخراً المغروس حسب الأجربة ، أو ما يجمع منه جريباً فأكثر فيؤخذ عنه ، وبهذا خفف عن أرباب الغرس في تأدية قيمة القفيز والتعويض عن ضريبة الجريب بثمانية دراهم ، وكان ذلك في أيام المغيرة ابن شعبة .
 وفي أيام الإمام علي (رضي) أمر عامله يزيد بن أبي يزيد الأنصاري أن يضع على كل جريب زرع غليظ من البر درهماً ونصفاً وصاعاً من طعام ، وعلى كل جريب وسط درهماً ، وعلى كل جريب من البر رقيق الزرع ثلثي درهم وعلى الشعير نصف ذلك ، وأن يضع على البساتين التي تجمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دارهم (42) تقديراً للقفيز والدرهم وقيمتها في ذلك الوقت ، أو قيمة الحاصل الناتج ومقدار ضريبته .
 ونقل أن الحجاج كتب إلى عبد الملك بن مروان يستأذنه في أخذ (الفضل) من أموال السواد فمنعه من ذلك وكتب إليه لا تكن على درهمك المأخوذ أحرص منك على درهمك المتروك وابق لهم لحوماً يعقدون بها شحومًا (43) .
 ومعنى هذا أن أجزاء الجريب ، أو الازئد عن الجريب ولا يبلغ جريباً كاملاً لا يؤخذ عنه .
 والنخيل يؤخذ خراجه على مسح الأرض فالسنة الهلالية كانت هي المعتبرة في وقت الجباية كسائر الحبوب ، ثم صارت على (مسح المغروسات) وهو الأولى فكان الخراج معتبراً بالسنة الشمسية وماضيا على هذا الأساس إلى آخر أيام الخليفة المنصور .
 ومن ثم أخذ الخليفة المهدي بالمقاسمة بناء على ما سأل الناس في مقاسمة السواد في آخر خلافة المنصور ، فقوسموا دون عقبة حلوان على النصف بعد المساحة التي كانت تمسح عليهم ... وروعي في هذه الضريبة أن لا يؤخذ إلا عن المغروس ، فكان الأخذ على مساحة المغروسات أكثر عدلا ، وأن التجارب بصرت به .
 وفي أيام الأمويين والعباسيين إلى أيام الخليفة هارون الرشيد جرت تطورات فصارت المغر وسات يجري فيها (التقبّل) (44) كغيرها دفعاً للكلفة ، وللحصول على الضريبة بلا عناء فظهر فيها ما ظهر من الموظفين والمتقبّلين وغيرهم ، والنفوس لا تهدأ من اتخاذ الطرق لاكتساب النفع ، فأوصى الإمام أبو يوسف الخليفة فقال :
 (رأيت أن لا تقبّل شيئاً من السواد ولا غير السواد من البلاد .
 فإن المتقبّل إذا كان في قبالته فضل عن الخراج عسف أهل الخراج وحمل عليهم ما لا يجب عليهم وظلمهم ، وأخذهم بما يجحف بهم ليسلم مما دخل فيه .
 وفي ذلك وأمثاله خراب البلاد ، وهلاك الرعية ، والمتقبّل لا يبالي بهلاكهم بصلاح أمره في قبالته ، ولعله أن يستفضل بعد ما يتقبّل به فضلاً كثيراً ، وليس يمكنه ذلك إلا بشدة منه عن الرعية وضرب لهم شديد ، واقامته لهم في الشمس ، وتعليق الحجارة في الأعناق ، وعذاب عظيم ينال أهل الخراج مما ليس يجب عليهم من الفساد الذي نهى الله عنه ، وانما أكره القِبالة لأني لا آمن أن يحمل هذا المتق بل على أهل الخراج ما ليس يجب عليهم فيعاملهم بما وصفت ، فيضربهم ، فيخرجوا ما عمروا ، ويدعوه ، فينكسر الخراج ...) هـ (45) ولم يمنع الإمام أبو يوسف في ما إذا رضي أهل المحل بالتقبّل ، وسماه الولاية ، ثم صارت بمعنى الالتزام وقبلها الإمام أبو يوسف بتحوطات من جراء أنها أوفر لبيت المال ولمصلحة أهل الخراج ، وأوصى الخليفة بما يجب أن يتحلى به العامل من الأوصاف ، ولاشك في أن ذلك كان تحذيراً مما وقع ، أو حدث من ظلم على أهل الخراج وكان بين حكم الخلفاء الارشدين ، وبين الخليفة هارون الرشيد قد مضت مدة من خلالها ما يكفي للتجربة والاستفادة منها ، والتحذير مما وقع ... وكذا يقال في النهي عما يتم من تقدير الولاة ، أو العمال ... وتأصل أصل مهم من ذلك الحين وهو أن يؤخذ من الخراج ما تحتمله الأرض وذلك من جودة يزكو بها الزرع ، أو رداءة يقل بها الريع ، أو بالنظر لاختلاف أنواع الحبوب والثمار ، وقلتها وكثرتها ، وفي زيادة الثمن وقلته ، أو أن تكون عليه المؤونة في سقيه بالنواضح والدوالي ، وما يسقى سيحاً أو مطراً ... وفي قرب الحاصل من البلدان والأسواق ، أو بعده عنها ، أو قلة الكلفة في وسائل نقله ، مما يتطلب العدل بين أهلها من غير زيادة تجحف بأهل الخراج .
 ومن ثم حضّ العلماء على مراعاة العدل في الحالات كلها ، فكانت تابعة لطريقة البساطة ، ثم الافتكار في نواحي الإجحاف ورفعها كأن تؤخذ الضريبة عيناً من حب أو تمر أو زبيب ... أو تؤخذ من القيمة الوسطية حسبما يجب من حالات مشهودة ، وجاءت النصوص الشرعية مهتمة بأمر العدل ، وهو الذي تدعو إليه الحاجة ، وضرورة تنفيذ أحكام الشرع مما يخفف من حرص الموظفين ومن آمال دافعي الضريبة .
 ويستغرب جداً إن لم يذكر الأستاذ أبو حاتم السجستاني طريق جباية ضريبة النخل ، وما ذلك إلا لأنها معروفة شرعا في كتب الفقه ، وكتب الخراج والأحكام السلطانية وفي المؤلفات التاريخية ، فأغفل شأنها في كتابه .
 قال أبو يعلى الفراء :
 (يجوز خرص الثمار (تخمينها) أو حزرها ... وأما ثمار البصرة فحكمها حكم غيرها في خرص النخل والكرم ، ولا يجوز الخرص قبل بدوّ الصلاح ثم يخيّر أربابها بين ما إذا كانوا أمناء وبين ضمانها بمبلغ خرصها ليتصرفوا فيها ، ويضمنوا قدر زكاتها ، وبين أن تكون في أيديهم أمانة يمنعون من التصرف فيها حتى تتناهى ، فتؤخذ زكاتها ما بلغت ... (46).
 ولاشك في أن هذه التجارب جاءت أصلاً في تفهم الضريبة وتطور في تحري العدل والتخفيف عن الناس والوقاية من الإجحاف ، ويطلب دائما بالرجوع إليها ، ولا ت ا زل إلى أمد قريب منا تجري النخيل في البصرة على الجريب ، ولا تزال تقدر مساحة النخل بالجريب إلا أن الألوية العراقية الأخرى كانت تجري على التعداد لأنها لا تجري على مقياس معين أو مساحة محدودة من الجريب ، أو غيره واعتباره أصلاً كما أنها تختلف سيحاً ، أو تسقى بواسطة آلة ، وذلك لأن أرض العراق خارجية .
 وجاءت توزيعات صنوفها في كتاب على عيني مما جرى التعامل عليه منذ القديم .
 ومن ثم ظل التعامل المحلّي باقياً على حاله ولا يؤخذ أكثر من المعتاد .
 ومن أهم ما عثرنا عليه مجموعة قانونية كانت تحتوي على مطالب قبل عهد التنظيمات جاء فيها ما ترجمته :
 أن البساتين والجنان يجري فيها التعامل في الرسوم المقطوعة ، والعشر المطلوب، فإذا كانت من المغروسات الجديدة يؤخذ بالعشر حتى تحرر بالوجه الصحيح ، وما اندثر ، أو أشرف على الدمار ولم تكن فيه أثمار فحينئذ يهمل المقطوع ، ويارعي ما صلح له في حاضره ، أما ما كانت مساحته مقررة على الدونم أو (الجريب) وما ماثل فتجري جبايته على ما هو جارٍ عليه من تعامل ، هكذا يجري الحكم في تبدل الحالات بالنظر لما حدث من تحول ، وكذا يلاحظ أخذ المقطوع أو العشر في البساتين التي يبدو نموها وتظهر ثمرتها فتؤخذ ممن وصلت إليه عند تمام الثمرة .
 وهنا جاء في القوانين القديمة أن البساتين يؤخذ منها (العشر) ، و (السالارية) وتعدّ هذه الأخيرة متممة العشر ، وتؤخذ (مقابل التبن) ، أو أنها تعطي للآنموية ولكن لا تؤخذ السالارية عن الحمص والعدس ، والباقلاء والسمسم ، والكندر والكتان ، والذرة ... وقد لوحظ ما يتعلق بالبساتين التي تجري رسومها على المساحة ما في من مواطن غير مغروسة وبهذا تعيّن المساحة بوجه الصحة ، أو الأقرب للواقع (47) ولا تزال آثار الذرعة إلى وقت قريب معروفة في زرع الرز ، ومشهودة إلى أيامنا في رسوم النخل في البصرة ، ويهمنا أن نعين مقدار ما يؤخذ على الجريب ، فقد جاء النصوص في مختلف المواطن أن التثقيلات كثيرة على النخل ، ومن أهم ذلك ما جاء في الفرمان المؤرخ في (20) شعبان سنة (1027) هـ الخاص بآل باش أعيان فيما يختص بأخذ العشر المجرد من قبل صاحب المقاطعة من محصول حاصلات الأملاك الواقعة في مقاطعة حمدان التابعة إلى البصرة والعائدة إلى ساكن البصرة قدوة المشايخ الشيخ عبد السلام وأخيه الشيخ مصلح فقد تقرر إعفاء الشيخين وأولادهم نسلاً من بعد نسل من السخر (التثقيلات) التي كانت تؤخذ مع ضريبة النخيل وذلك لوجود الفقراء الكثيرين بكل ازوية من الزوايا الثلاث أو الأربع في تكل المقاطع (48).
 ومما جاء من الفارمين ما يتعلق بنخيل السيد عبد الجليل ابن السيد ياسين البصري (المولود في البصرة سنة (1190) هـ ـ (1776) م والمتوفى في الكويت سنة (1270) هـ ـ (1853) م ) فإنه طلب من الحاج محمد المعروف بأسعد النائب (49) أن يتوسط لدى داود باشا (50) والي بغداد بأن يعفيه عما يؤخذ من (زوائد) و (هوائيات) وما ماثل مما هو خارج عن الضريبة .
 وكان محمد أسعد النائب قد سافر إلى البصرة مع الشاعر الشيخ صالح التميمي (51) سنة (1243) هـ (1827) م لمهمة عرضت لوالي بغداد داود باشا فراجعه الأستاذ الشاعر عبد الجليل البصري فقدم بواسطته عريضة إلى الوالي مقرونة بفرمان باسم جده السيد خليل يتضمن رفع جميع المظالم عن أملاكه وأملاك أولاده وأن لا يؤخذ عنه من الخراج إلا بقدر الخراج الشرعي وعلى الأخص الملك الكائن بنهر حمدان المسمى (العثمانية) فطلب إصدار أمر شريف يتضمن منع العمال والضباط عنه عموماً من جميع التكاليف والتعديات وكافة الرمايا والسخر والهوائيات وابقاء ميري واحد على خصوص ملكه المسمى بـ (العثمانية) مقطوع لرسم الخراج واسقاط ما تكرر عليها من مضاعفات الميري فيك ون الساقط عنها ثلثمائة قرش عيناً وذلك غاية ما قصده المخلص فاسصحبه الأستاذ الموما إليه إلى بغداد وعرضه على الوالي .
 فصدر منه الأمر برفع المظلمة فمدحهما بقصيدة طويلة مطلعها :
هاج شوقي إلى الحبيب iiالمفدى      ii
مذ رأيت الركب العراقي يحدى

 وأعقبها بنثر جميل في الشكر والثناء ، ثم مدح الوالي شاكراً حسن صنيعه بقصيدة مطلعها :
بالعوالي طعناً وبالبيض قدا      ii
بالأعادي تنال فخراً iiومجدا
 ولما جاء الوالي علي رضا باشا اللاز إلى البصرة سنة (1253) هـ ـ (1837) م بعد فتح المحمرة (خرمشهر) أمضى له جميع مطالبه من ازلة ما على بعض أملاكه من الخراجات وسائر التعديات .
 وعلى أثر ذلك مدحه بقصيدة مطلعها :
بـشرى بـفتح مـبين نـيّر iiالمدد      ii
به اضاءت نواحي الملك بالرشد (52)
 وفي هذا بيان في معرفة التكاليف الازئدة على الأملاك .
 ولا يصح بوجه أن نعتبر الضرائب بمقياس واحد وأن نتكلم فيها دفعة واحدة .
 وانما توالي الأيام جعل لكل زرع ضريبة ، أو مقطوعاً ، أو وانما توالي الأيام جعل لكل زرع ضريبة ، أو مقطوعاً ، أو خراج موظف ، أو ضريبة مقاسمة ، فليس للزراع قدرة على أداء مبالغ أحياناً ، وانما تجري المقاسمة ، وهكذا ، والموضوع يحتاج إلى تفصيل وتوضيح ، فلا تعامل المنتوجات الزراعية ، أو منتوجات المغروسات بعين المقياس ، فالنخيل مثلاً في البصرة تجري على الجريب ولا يعتبر فيها التعداد ، وفي خارج البصرة من الأنحاء العراقية تابعة لضرائب أخرى ، ومن جهة ثانية نرى التكاليف كثيرة ، ومتنوعة جداً وهذا عدا المقرر الشرعي أو الموظف وهو بدل الضريبة .
 جاء في كتاب النصرة في تاريخ البصرة : (53) .
 1 ـ يؤخذ عن كل جريب من مقاطعة العشّار خمسة قروش ونص القرش عين شامي (54) .
  ويشمل نخيل البصرة وما هو داخل ضمن سورها .
 وغير الموظف يؤخذ عنه العشر الشرعي .
 2 ـ يؤخذ عن كل جريب من مقاطعة السراجي سبعة قروش ونصف القرش عين شامي .
 وغير الموظف يؤخذ عنه العشر الشرعي .
 3 ـ مقاطعة مهيجران يؤدي نخلها كل مائة (ثلاثة وثلاثين) قرشاً عيناً .
 4 ـ مقاطعة حمدان يؤدي جريب نخلها 16 قرشاً عيناً شامياً .
 5 ـ مقاطعة اليهودي (الحمزة) يؤدي جريبها 8.5 قروش عيناً شاميات .
 6 ـ مقاطعة نهر خوز يؤدي جريبها (18) قرشاً عيناً شامياً ، إلى آخر ما هنالك من مقاطعات (55).

عهد التنظيمات :

 إن التنظيمات بدأت في إصدار الدولة العثمانية (خط كلخانة) المعروف بفرمان التنظيمات بتاريخ (26) شوال سنة 1255 هـ ـ 1810 م ولكنها لم تعمل به في حينه .
 أما بعد التنظيمات فذلك أن الدولة العثمانية لم ترفع الرسوم ولم تغيرها ومن ثم وتلافياً لكل ضرر أصاب الأهلين ، أو لحقهم من جراء ذلك راعت الحكومة أيام مدحت باشا وألي بغداد الحالة العادلة وذلك أن متوسط حاصل النخلة لا يأتي بأكثر من عشرين حقة تمراً سنوياً والتمر العادي تساوي الحقة منه بصورة معدلة عشرين بارة فالمحال التي تعطي العشر مثل بغداد وجوارها من الأمكنة تكون رسومها أما حقتين أو أربعين بارة (قرشاً واحداً) .
 وتحصيل البدل أيسر على الحكومة والأهلين .
 ومن ثم ظهرت الرغبة ونالت قبولا .
 وطلب الأهلون أن تكون دائمة غير مقيدة بخمس سنوات لي راعى ما يحصل من تبدّل خلال المدة في السعر قلّة أو كثرة ، أو في المغروسات الجديدة والمندثرة .
 وأهل قضاء الخالص كانوا يؤدون الخمس (56) ، فطلبوا أن يشملهم هذا الأمر ، فيؤدّوا قرشين عن كل نخلة بدل الخمس .
 وكان آنئذٍ يجري (تعداد النخيل) ، وما يترتب عليه من جباية .
 كل هذا على غير ما كان يجري في (لواء البصرة) من جراء أن لواء البصرة كان يجري فيه الخرص ، أي أن الحكومة كانت تجري التخمين على النخيل ، وذلك بواسطة خراصين .
 وهؤلاء يضرون بالأهلين بعضاً وينفعون آخرين .
 وبهذه الطريقة تجري مظالم كثيرة .
 والحكومة لا تستوفي رسومها بوجه الصحة ، ولا تنتفع ، فيكون في ذلك ضرر على الحكومة ، وعلى من أجرى التخمين عليهم بإجحاف ... والخرص قديم إلا أنه غير إجباري ، فلا يقسر الأهلون عليه كما أوضحنا ذلك بنصوصه ،
 وكان بوسعهم أن يؤدوا الرسم عيناً ، ولكن العدول عنه ، والأخذ بوجه القسر وعلى طريقة التخمين الجائر وعدم أخذ العينيّات من المرء إذا رأى هذا الإجحاف غير صحيح .
 إن التنظيمات لم تؤثر في التعامل المحلي ، وبصدور قانون الإعشار صار يلاحظ أمر الالتزام ، وما يتعلق بالملتزمين .
 وأخذ الكفالة منهم إلى ما هنالك من أمور تتعلق بانضباطهم ، ويتناول موضوعهم الأحوال المتعلقة بماليتهم وبأشخاصهم وأن لا يكونوا من أعضاء مجلس الإدارة، أو ممن يدخل عضواً في إدارة الم زايدات .
 وهذا أمر عام في أصول جباية أموال الدولة ، ولا يخص النخيل وحدها ، أو ينفرد بغيرها دونها .
 أما مدحت باشا فإنه ذاكر الأهلين بذلك ، وأبدوا له مطالعاتهم فوافق على الجريب بعد المناقشات ، والمداولات مع أهل الخبرة ، فكانت قد عدت هذه الطريقة أسهل وأسلم من غيرها ، وليس فيها إجحاف بحق أحد .
 ومن ثم كانت تجبى رسومات عن كل دونم (15) قرشاً سنوياً .
 وألغي (الخرص) كما يفهم ذلك من القائمة المقدمة إلى (الباب العالي) .
 فكانت تؤخذ المساحة كاملة ، ولا يترك منها ما هو غير مغروس ، ذلك ما دعا الناس أن يغرسوا الأ راضي الخالية ، وما يتحمله الجريب ، فلم تمض مدة حتى قام الأهلون بمهمة الغرس ، ونشطوا للعمل .
 كانت واردات البصرة سنوياً (48) حملاً من النقود ، ثم بلغت بعد سنتين (70) حملاً ، وتجاوزت ذلك ، فانتفع الميري أكثر مما كان مأمولاً ، وجرى الأمر بانتظام وضبط تأمين .
 أما المواطن البعيدة ، أو المنفصلة عن العمران فقد اعتبر لها طريق آخر في استيفاء الرسوم .
 وذلك أن البصرة لم تكن مغروسة بأجمعها ، وبصورة متصلة ، وبعضها لم تغرس نخيلاً وانما تشاهد فيها أشجار ومحاصيل أخرى .
ومثل هذه يجب أن تنفرد بحكم
، ولكن الوالي مدحت باشا لم يرجع إلى الخرص بوجه ، وانما وبذلك انتظم أمر النخل، وجرت الدولة عليه بصورة دائمة لا تدعو إلى التذمر ، وليس من الصواب أن يقال انقطع التذمر .
 ولا نازل نسمع بين حين وآخر اعتراضات وشكاوى ، ولكن دام الحال إلى وقت قريب منّا .
 ويهمنا أن نعلم ما جرى ، وفي تاريخ الضرائب عبرة ، بها تتعيّن أخلاق الموظفين، وسلوك الدولة .
 وهنا نقول : كان الأمر جارياً في البصرة على هذا المنوال نوعاً حتى حدث الاحتلال ، فأبقى الأمر كما كان ، ومضى في طريقه إلى أن تمّ تنفيذ (قانون الاستهلاك) الصادر في (16) تموز سنة (1933)م ، فكان مسبوقاً ببعض التحولات التي لا أهمية لها ، فكان ولا يزال معمولاً به .

 وبموجب هذا القانون تأخذ الدولة ضريبة على الحاصل الذي يباع في الأسواق ، أو يدخل مخازن البيع ، وهكذا .
 ولمعرفة تاريخ ذلك وتطوره تراجع القوانين العثمانية في الدساتير ، وقانون الأعشار وتعديلاته وقانون الاستهلاك وسائر القوانين في هذا الباب .
 إلا أن الجمهورية العراقية الخالدة قد اتخذت تدابير جديدة بتعديل قانون الاستهلاك .
 أقوال المؤرخين والسياحين
 إن السيّاحين مؤرخون للحالة الحاضرة التي هي وضع مستمر إلى أيامهم ، نراهم يشاهدون ما لم يخطر ببال .
 وما ذلك إلا لمألوفيتنا ، وفقدهم ما عندنا ، فينطقون بالمكانة ، ويقررون قيمة ما يكتبون لما يفاجأون به من أوضاع لم يألفوها، وحالات لم يدركوها فتأتي الكلمة عفوا .
 يهمنا أن نسمع أقوالهم ، لنكون على بينة ونتحقق ما هنالك من حقيقة ، وهؤلاء روّاد أهليهم ، وقد قيل الارئد لا يكذب أهله .
 وجاءت أقوال مؤرخين عديدين في الأبّلة (57) (العشار) ، من أقدمهم البلاذري والسمعاني وياقوت الحموي وعدوها من جنّات الدنيا .
 وكتب جغرافية عديدة .
  ومن أقدم السياحين ناصر خسرو قد بيّن في سياحته عن البصرة بيانات مهمة ، وكذا عن نهر معقل ، وأوضح أن الأبلة فيها أبنية عظمية ، وليس في العالم أكثر منها نضارة ولا بهجة .
 ولما خرج من البصرة في منتصف شوال سنة (443) هـ ـ (1052) م ركب سفينة ومضى في نهر الأبلة لمسافة أربعة ف ا رسخ شاهد خلالها البساتين والحدائق العديدة على ضفتي النهر .
 وبيّن أن في كل جانب نهراً متفرعاً ، فلا تخلو مسافة إلا وفيها فرع من الأبلة .
 وهكذا وصف ابن حوقل نهر الأبلّة موضحاً أن طوله أربعة فراسخ ما بين البصرة وبلدة الأبلة ، وعلى جانبي هذا النهر قصور وبساتين متصلة كأنها بستان واحد وقد مدت على خيط ... وفي آثار البلاد وأخبار العباد : أن الأبلّة طيبة جداً ، نضرة الأشجار ، متجاوبة الأطيار ، متدفقة الأنهار ، مونقة الرياض والأزهار ، لا تقع الشمس على كثير من أرضيها ولا تتبين القرى من خلال أشجارها .
 وعد جنان الدنيا أربعة فكانت أبلة البصرة أحداها .
  ومن السياحين :
  1 ـ ابن بطوطة (58) قال :
 (البصرة إحدى أمهات العراق الشهيرة الذكر في الآفاق ... ذات البساتين الكثيرة ، والفواكه والأثيرة ، توفر قسمها من النضارة والخصب ، لما كانت مجمع البحرين الاجاج والعذب .
 وليس في الدنيا أكثر نخلاً منمها ، فيباع التمر في سوقها بحساب أربعة عشر رطلاً عراقية بدرهم .
 ودرهمهم ثلث النقرة .
 ولقد بعث إلي قاضيها حجة الدين بقوصرة تمر يحملها الرجل على تكلف ... ويصنع بها من التمر عسل يسمى (السيلان) وهو طيب كأنه الجلاب ... ثم ركبت من ساحل البصرة في سنبوق (سنبوك) وهو القارب الصغير إلى الأبلة وبينها وبين البصرة عشرة أميال في بساتين متصلة ، ونخيل مظللة عن اليمين واليسار ... ) 1 هـ (59).
 وفي هذا ما يعيّن كثرة نخل البصرة والأبلّة معاً .
 2 ـ أبو الفداء (60)
 قال في تقويم البلدان ما لا يقل عن هذا .
 وبيّن أن جميعها بساتين ومزدرع .
 3 ـ النخل في رحلة أولياجلبي (61)
 قال (مؤرخو السلف عدّوا الكوفة والمدائن والعراق من الأرض المقدسة والحق أن أرضها صحراء مفرحة ، والأهلين فيها صيفاً وشتاءً في قلوب فرحة ، ووجوه حسنة ، وفي صحاريها القرى والقصبات معمورة خير عمارة بالخلجان والترع والعيون الجارية ، وجميع أنحائها لا تخلو من حدائق غنّاء، وجنان نخل كأنها روضات الجنّات ، حارسها رضوان ، وبساتينها مشتبكة الأشجار .
 وان جنان النخل فيها لا تخلو من فهود ونمور وآساد كثيرة .
 يمتد نخيلها من البصرة إلى الإحساء ، وعمان ، والى الكوفة والنجف تشاهد بارزة للعيان ظاهرة في تلك الفيافي المحيطة بها .
 وأنواع التمور تبلغ في العراق نحو سبعين نوعاً .
 ومن بينها تمور جيدة كأنها العقيق اليماني ، ومنها تشحن مئات السفن إلى الهند وكذا تحمل مئات الألوف من الأبل تمراً ، يذهب العربان إلى ديار همذان ، وبلاد أصفهان للتجارة .
 تتوغل هذه النخيل في الصحاري ، ولا تخلو منها بقاع حتى اليمن ، ومكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، وليس لها صاحب أصلي ، وبينها ما يرتفع في سموه إلى أوج السماء .
 وأن أمين عالي أفندي دفتري بغداد حينما كان فيها وصف النخل بقوله :
خاك بغدادي زين ايدن شجري      ii
نخيل  خرما صانير كورن iiأما
طـوغلر  دركه قالدي iiمنزلده      ii
جـكيلوب كـيتدي لشكر iiخلفا

 ومعنى البيتين أن الأشجار التي زينت تربة بغداد يظنها من يراها أنها النخيل ، ولكنها الطوغات (نوع إعلام) بقيت في الديار حينما رحل عنها جيش الخلفاء .
 والحق أن هذا الشاعر شبّه النخل بالطوغ ، فكان خير تشبيه ، فكل نخلة تضارع المنارة في سموها إلى العيوق ، وهي أشبه بالسرو العالي القد ، فلم أر مثلها في مصر ، ولا في السودان ، ولا في تلمسان في قدّها ا ارفعة رسها .
 وفي شمال المدينة المنورة من الخارج طريق زيارة الحمزة (رض) نخل لا يتجاوز طوله علو القامة ، ولم أشاهد نخلاً بهذا الارتفاع .
 وتأتي بعذق وآخر من التمر في كل سنتين أو ثلاث سنوات ويكون في متناول كل أحد ، فكان ذلك معجزة الرسول (ص) ، وكأنها عنب ديار عينتاب إلا أن جنان بغداد من النخل كالمجرة ممتدة الأطراف قد سمت في علوها وارتفعت نحو السماء .
 جاء عن المؤرخين وعن القدماء من المفسرين أن النخلة خلقت بيد القدرة من فضلة طينة آدم (عليه السلام) كشجرة النارجيل واطنب في وصفها ... إلى أن قال :
 أن آدم عليه السلام حينما نفخ الباري تعالى فيه الحياة ودعاه بقيت بقية من طينته في الكوفة ، فتكون منها النخل ، خلقت على نهر التنور ، ولهذا أكثر النخل هناك .
 وقدّها كقدّ الإنسان وقامتها كقامته ، ولها راس ، وأن خوصها قد انتشرت كأنها شعافة ، ولو تكاثفت جذوعها ، فلا يلحقها ضرر ، وانما تنبت كلحية المرء وشعافة ، ولو تكاثفت جذوعها ، فلا يلحقها ضرر ، وانما تبنت كلحية المرءوشعافه .
 أما النخلة فلو قطعنا رأسها أو لبّتها (جمّارتها) لكان ذلك كقطع رأس المرء فيجري منها ما هو أشبه بالدم وتيبس .
 تكونت النخلة بأمره تعالى من ذكر وأنثى .
 وأن الأنثى لا تأتي بالثمر ما لم تلقح ، وحينئذ يظهر فيها في كل نخلة نحو ثلاثين عذقاً .
 وفي كل عذق نحو أربعين أو خمسين رطلاً وأن النخلة الأنثى تحيض كالنساء ، وتعيش النخلة نحو ثلاثة آلاف سنة ، ومثلها شجرة الزيتون .
 وأن النخلة لا يذهب منها شيء سدى بل يصير جذعها عمداً للبيوت ، ويتخذ من أليافها أنواع الحبال ، والمكانس ، ومن خوصها الحصران ، والأكياس والزبيل .
 وعلى قول الحكماء أن في التمر نحو ثلثمائة من الخواص والمنافع ، وأن ثمرتها مقوية ، مصلحة للمعدة ، سريعة الهضم ، وان خلّها ونبيذها وشرابها مما ينعش الحياة، ويزيد في قوة البصر .
 ولو حررنا كل ما عرف عن النخلة ، وعن ثمرتها وخواصها لتكوّن من ذلك طومار طويل .
 ولنرجع إلى الصدد الذي نحن فيه ، وذلك أن تربة بغداد بسبب لطافتها يعيش نخلها جيّداً .
 وكانت بغداد واسعة الأرجاء رخيصة الأسعار ، فلم يكن لها مثيل في البلدان الأخرى في سعتها وعمرانها ، وأنهم في سرور دائم ، وخي ا رت وبركات متكاثرة ، بفضل أدعية العلماء الكمل والأنبياء العديدين .
 وفي أرض العراق كنوز عظيمة ، ودفائن جواهر جسمية ، وخبايا كثيرة ومطالب عزيزة تعدّ بالألوف ، وفيها من الطلسمات الغريبة التي نسخ حكمها ما يعد بالمئات ، فيدعو لحيرة المرء .
 وقال اولياجلبي :
 أن جانب الكرخ يحوي نحو ألفي بستان وحديقة من النخيل ، ومعمورة أيضا (62)
 هذا وأن عمر النخيل التي ذكرها لا يتجاوز في البصرة الثمانين سنة في الأغلب في حين أن ثمرتها تتقدم ، وأما في لواءي بغداد وديالي فأنه ربما يبلغ المائة أو المائة والعشرين سنة كما فهمت ذلك من أناس عارفين ، ويتأخر ثمر النخلة في لواءي بغداد وديالي كما يتأخر عمرها .
 ويعين عمرها مقدار كربها في صف أو في صفين اثنين .
 وهذا لا يختلف فيه اثنان وتابع لقواعد ثابتة ، فهو أشبه بمقطع الأشجار الأخرى من ساقها ، فإن ذلك يعين عمرها ...
 4 ـ مشاهدات نيبور قال الأستاذ نيبور في رحلته :
 (في بقاع قليلة من العالم فقط ، يمكن العثور على كل هذه الأصناف العديدة من التمر ، كالأصناف المتوفرة في البصرة ، حتى أن العرب يقسمون هذه الأصناف ، كما هو الحال في أدويتهم ، إلى صنفين :
 بارد وحار يعد أولهما مفيداً والآخر مضرا بالصحة ، إلا أن هذا التصنيف لايبين شيئاً بصورة عامة إلا في الإفادة بأن الصنف الذي يطلق عليه بلغة العامة اسم (البارد) يكون له طعم شهي وسعر غالٍ ، بينما يتوفر الصنف (الحار) بكميات كبيرة ، كما أن سعره رخيص ، ويكون الغذاء الأساسي لفقراء الأهالي .
 يعتبر النوع المسمى بالتمر الخستاوي ، أفضل الأنواع قاطبة وذلك لأنه لا يثقل على المعدة ، مهما كانت الكمية المتناولة منه بينما يعد النوع المسمى (بالزهدي) أردأ تمر في البصرة لتسبيبه غازات كثيرة .
 وهو يعطي هناك للحيوانات كما يصنع منه الكحول .
 والفقراء فقط ممن لا يستطيعون شراء طعام أفضل يسدون به جوعهم ، يكتفون بتناوله .
 ولا ينظر في بغداد إلى هذا النوع بمثل هذه الاستهانة وربما ينمو هذا النوع من التمر في تلك التربة بشكل أفضل أو لا توجد في بغداد أصناف متعددة من التمر لغرض الانتخاب ، كما هو الحال في البصرة .
 ونورد هنا الأنواع التالية بين أنواع التمر الأخرى التي تنمو في البصرة :
 حلاوي ، استعمران ، شكر ، جوزي ، ديري ، خصاب ، خضراوي ، اسرسي ، بريم ، مكتوم ويوجد هذا النوع بجنسين أحدهما أحمر والآخر اصفر ، قنطار ، لولوي ، تمر بنت السبع ، خنيزي ، أصابع العروس ، ودكل وهذا أحمر وأصفر ، اشكر (جبجاب) ، (خصاوي البغل ) Tschabschab Schiis (حطري) Hottrie ، كسب (جسب) Kissib ، ( لعله بوبكي ) Bumkie مدادي Moddad وابراهيمي (63) .
 وجميع هذه الأصناف من التمر تستخدم لصنع الدبس الذي يتناوله الأعراب مع الخبز ولكن النوع الحلو من هذه التمور والمسمى بالحلاوة وهو أنسبها لصنعه .
 ونواة التمر الصلبة ، هي الأخرى لا ترمي ، بل تحفظ لعلف الحيوانات وأظنني قرأت في أحد كتب الرحلات أن العرب في البصرة إذا شاؤا عرس نخلة جديدة فأنهم يعمدون إلى تكديس كمية كبيرة من نوى التمر يضعونها بشكل مجموعة أهرام الواحدة فوق الأخرى على الأرض، أما الآن فأنهم لا يبذلون كل هذا الجهد ، إذا على العكس من ذلك تغرس النخلة من نواة واحدة ، بل أن الحاجة لم تدع حتى إلى زرع النواة لتوفر الفسائل بدرجة كافية .
  والفوائد المتعددة لمختلف أجزاء النخلة معلومة منذ مدة طويلة) (64) .
 5 ـ النخل في سياحتنامه حدود
 عدّ صاحبها مقاطعات شط العرب في ضفتيه ، وسائر مقاطعات البصرة ، وما كان في جزائر شط العرب .
 وقال : غالب محاصيل هذه المقاطعات التمر .
 وتزرع بعض الحبوبات بقلة إلا أنها لا تكفي أقوات الفلاحين اليومية ، وليس للملاكين حصة منها .
 وهذه المقاطعات متفرعة من شط العرب ،
 ومن كارون ، وبهمشير وما تفرع منها من أنهار وخروق أو سواقٍ ، وبينها ما يعود لإيران .
 وكل مقاطعة تحوي بعض أكواخ الفلاحين وصرافهم وقلعة يقال لها الكوت (65) .
 وأكثر مأكولاتها التمر وأن كانوا لا يخلون من أرز وخبز .
 وقل أن يشاهد الخبز الآخر منهم .
 وذكر من ملابسهم زبون ومشلح وأثواب وكيفية وعقل ...
 ثم قال :
 المزارع والبساتين هناك تجري بحساب الدونم .
 أما النخيل وجناتها فإنها تقدر بالجريب ، وذلك أن الذراع هو مسافة ما بين المرفق وطرف الأصبع الوسطى وكل ستة أذرع تعتبر عصا .
 وكل عشرين عصا طولاً ، ومثلها عرضاً من المساحة السطحية المربعة يقال لها (الجريب) وهو (400) عصا مربعة .
 وأن كل جريب يكفي لغرس ثمانين نخلة .
 أما إذا تجاوزت ذلك جرى تضييق على النخيل وقد يبلغ المائة ، وحينئذ يقلّ حاصلة ، وكل جريب من النخيل يأتي من الحاصل خمس كا ا رت صغار .
 وأن كل كارة تأتي بعشرين بطماناً في البصرة من التمر ، وأن كل بطمان بصري يقدر بخمسين (أوقية) استنبول فتكون كل كارة تمر ألف (أوقية) استنبول .
 وأما الكارة الكبيرة فأنها ضعف تلك .
 وقيمة كل كارة من التمر تساوي (30) شامياً إلى (130) شامياً ، وأن معدّل ذلك من القيمة يبلغ 50 شامياً تقريباً .
 تكون قيمة الكارة المعدلة (400) قرش باعتبار أن الشامي (8) قروش .
 وهذا هو السعر العام للتمر ، ويحتمل الزيادة والنقصان .
 وهذه المقاطعات جرى التعامل فيها بين الفلاحين و (التعابة) وأصحاب الأرضين بطريق المقاسمة على نصف الحاصل ، والفلاح يأخذ الربع من الحاصل ويترك لصاحب الأرض الباقي ، وفي بعض المقاطعات الأميرية يجري الأمر على هذا بأن يأخذ الفلاح ربعاً ، ويترك الباقي للحكومة .
 وبعض المقاطعات في تصرف الفلاحين (التعابين) وحسب تحمل تلك الأرضين يقرر عليها بدل مقطوع على كل جريب إما عيناً واما نقداً كما في مقاطعة الدواسر ، وفي نهر جاسم فإنها تقاسم على الربع للفلاح وثلاثة أرباع للملتزمين .
 وأن بعض المقاطعات التي في تصرف الفلاحين فتحصل رسومها على هذا الوجه: مقاطعة السراجي عن كل جريب 8 شاميات، ومقاطعة اليهودي (تسمى الآن الحمزة) فيؤخذ عن الجريب 9 شاميات وربع (66) .
 ومن هذا يفهم تقريباً ما جرى هناك ، ولكنه لم يكن على سبيل الاستقصاء بل أن المؤلف رأى ناحية وقاس عليها الأنحاء الأخرى ، أو كان ذكره عاماً ، ومجملاً ، ومن ثم نرى بعد مدة قليلة تحول الرسوم والضرائب ، فلم تجر على هذا المقياس وذلك أيام مدحت باشا مما مر تفصيله .
 وتهمنا الإشارة إلى أن هذه الأمور لا تتغير إلا أن ذكرها أحيانا من سيّاح لا يدل على عدم وجودها قبله ، وانما الحالة مطردة ، وأن بيانات صاحب السياحة كافية وافية بالغرض إجمالاً إلا أنه لم يقدم إحصاء بالتمور ولا بالرسوم المستوفاة ، ولا ببدلات الالتزام لاختلاف الحكم وعدم الاطراد .
 هذا ، ولو رجعنا إلى كل أقوال السيّاحين والمؤرخين لبلغ التكرار محله من السياحات العديدة ، وكفى أن نبين ما بينّا، ويعد أصلا .
 ومن أرتاد الاستقصاء وذكر كل ما قيل فإن الباب مفتوح للمتتبع .

أدب النخل

  الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والأقوال الحكيمة جاءت ناطقة كثيراً بوصف النخل ، والتشويق إليه ، والعناية به وأمر تكثيره ، وفيها من الأدب الوافر ، وكذا الأقوال الصادرة من أفواه الأكابر ، وكلها لا تخلو من العلم الجم ، وجوامع الكلم مما يبهر ، وينبئ عن قدرة وجدارة .
 وهكذا جاء على لسان الأدباء والشعراء من رجالنا كلمات خالدة سارت مسير الأمثال وصارت نوابغ الكلم ، أو كانت من درر النظم وكلها تدعو إلى الالتفات العظيم ، وتستدعي العناية ، وتؤدي حتماً إلى لزوم الاهتمام فتراها مستكملة البيان ، خالدة خلود الليل والنهار ، دائبة مدى الأزمان .
 وهذه كلها إلهام الروح ، أو (أدب النخل) ، وتعد من نفحاته وتلقياته دعن إليه الحاجة ، أو قرر الواقع .
 وفي هذا ما يبصر بالخلاصة والزبدة ، ويؤدي قطعاً إلى المعرفة المجملة بأقوال خالدة ، وكلمات مختصرة وأمثال أدبية ... مما أتخذه القوم ثقافة ناشئة من نفس العمل، وصلة لا تنفصم عراها ، ولا يطرأ عليها خلل أو خطل ...
 1 ـ الآيات الكريمة :
 (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبّة أصلها ثابت وفروعها في السماء ...) والشجرة الطيبة هي النخلة .
 فيها فاكهة ونخل ورمان .
 وحففناهما بنخل .
 وزروع ونخل طلعها هضيم .
 كأنهم اعجاز نخل منقعر .
 وزيتوناً ونخلا .
 فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام .
 ومن النخل من طلعها قنوان دانية .
 ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها .
 ولأصلبّنكم في جذوع النخل .
 والنخل والزرع مختلفاً أكله .
 والنخل باسقات لها طلع نضيد .
 وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا .
 وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان .
 أيودُ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب .
 وهنا آيات أخرى عديدة يطول استقصاؤها ...
 2 ـ الأحاديث الشريفة :
 1 ـ أكرموا عمتكم النخلة : للعناية بها والتشويق على زرعها .
 2 _ مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ورقها (وفي رواية لا يتساقط ورقها) .
 3 _ مختا ا رت من الشعر وهذه كثيرة جداً ، اذكر منها :
ألا يا نخلة من ذات عرق      ii
عليك  ورحمة الله iiالسلام
 وقول ام رئ القيس :
كـأن  قلوب الطير رطباً ويابس اً      ii
لدى وكرها العنّاب والحشف البالي
 وقول زهير بن أبي سلمى :
هل ينبت الخطى إلا iiوشيجه      ii
وتغرس إلا في منابتها النخل
 قال النابغة الجعدي :
وأنّ امـرءً يـهدي إليك iiقصيدة      ii
كمستبضعٍ تمراً إلى أرض خيبرا
 قال مطيع بن إياس الليثي كان من أهل فلسطين ومن أصحاب الحجاج بن يوسف وهو أول من وصف نخلتي حُلْوان :
أسـعداني يـا نـخلتي iiحلوان      وابكياني  من ريب هذا iiالزمان
واعـلما أن ريـبه لـم iiيـزل      يـفرق بـين الآلاف والجيران
ولـعمري لـو ذقـتما ألم iiالفر      قـة  ابـكاكما الـذي iiابـكاني
أسـعداني  وأيـقنا أن iiنـحساً      ســوف  يـأتيكما iiفـتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي      بـف  ا رق الأحباب iiوالخلان
غـير أني لم تلق نفسي كما iiلا      قـيت  مـن فرقة ابنة iiالدهقان
جـارة  لي بالري تذهب iiهمّي      ويـسلّي  دنـوّها أح ا iiزنـي
فـجعتني  الأيـام أغـبط مـا      كـنت  بصدعٍ للبين غير iiمُدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها العين      مـنّـي وأصـبحت لا iiتـراني (67)
 وجاء في تاريخ العمراني ما نصه :
 (فلما صار الخليفة هارون الرشيد إلى حلوان مرض ووصف له الطبيب الجمّار وكان على باب حلوان نخلتان متقاربتان فأمر بقطعهما وأكل جمّارها ، فدخلت إليه في ذلك اليوم جارية مغنية كان استصحبها معه فأمرها بالغناء فابتدرت تغّني :
أسـعداني  يـا نـخلتي iiحلوان      وابكيا لي من صرف هذا الزمان
واعـلما  مـا بـقيتما أن iiنحساً      ســوف يـأتـيكما iiفـتفترقان
 فقال الرشيد أنا لله وأنا إليه راجعون ، أنا والله كنت النحس ، فتطير ممن ذلك وما زال يردد (... البيتين إلى أن وصل إلى خراسان وحين وصل إليها اشتدت علته (68) ورى حمّاد عن أبيه لبعض الشعراء عن نخلتي حلوان :
أيـها العاذلان لا iiتعذلاني      ودعاني من الملام iiدعاني
وأبـكيا لي فأنني iiمستحق      منكما بالبكاء أن iiتسعداني
أنـني مـنكما بذلك iiأولى      من  مطيع بنخلتي iiحلوان
فهما تجهلان ما كان يشكو      من هواه وأنتما تعلمان (69)
 قال أبو نؤاس في النخيل :
لنا خمر وليس بخمر نحل      ولكن  من  نتاج iiالباسقات
كـارئم  في السماء زهين iiطولا      فـفات  ثـمارها أيـدي iiالجناة
قلائص في الرؤوس لها ضروع      تـدر عـلى أكـف iiالـحالبات
صـحائح لا تـعد ولا ن ا iiرها      عـجافاً  فـي السنين الماحلات
مـسارحها المدار فبطن iiجوخى      إلـى  شـطّ الأبـلة iiفـالفرات
تـراثـاً عـن أوائـل iiأولـينا      بـني الأحـرار أهل iiالمكرمات
تـذب بـها يـد المعروف iiعنا      وتـصبر لـلحقوق iiالـلازمات
فـحين  بـدا لك السرطان iiيتلو      كـواكب  كـالنعاج iiالـراتعات
بـدا بـين الـذوائب في iiذارها      نـبـات  كـالأكف الـطالعات
فـشققت  الأكـف فـخلت فيها      لآلـيء  فـي السلوك iiمنظمات
ومـا ا زل الـزمان iiبـحافتيها      وتـقليب  الـرياح iiالـلاقحات
فـعاد زمـرداً واخـضر iiحتى      تـخال  بـه الكباش iiالناطحات
فـلـما  لاح لـلساري iiسـهيل      قـبيل الـصبح من وقت iiالغداة
بـدا الـياقوت وانـتسبت iiإليه      بـحـمر  أو بـصفر فـافعات
فـلما  عـاد آخـرها خـبيصاً      بـعـثت جـنـاتها iiبـمعقفات
بـعـثت جـناتها فـاستنزلوها      بـرفق  من رؤوس سامقات (70)
فـضمن صـفو ما يجنون iiمنها      خـوابي  كـالرحال iiمـقيرات
فقلت استعجلوا iiفاستعجلوها      يضرب بالسياط محدرجات
ذوائـب أمها جعلت iiسياطاً      تحت  فما تناهي iiضاربات
فـولدت  السياط لها هديراً      كترجيع  الفحول iiالهائجات
فـلما  قـيل قد بلغت iiولما      ويوشك أن تقر وأن iiتواتي
نسجت لها عمائم من iiترابا      ومـاء مـحكمات iiموثقات
سترت  الجو خوفاً من iiأذاه      فـباتت مـن اذاه iiآمـنات
فـلما  قيل قد بلغت iiكشفنا      العمائم عن وجوه iiمشرقات
حـساها كل أروع شيظمي      كـريم  الجد محمود iiموات
تـحية بينهم تفديك iiروحي      وآخر  قوله أفديك هات (71)
 وله أيضاً قصيدة يصف بها النخل منها :
لا  انعت الروض إلا ما أ ريت به      قـصراً  منيفاً عليه النخل iiمشتمل
فـهاك من صفتي أن كنت مختبراً      ومخب ا رً نف ا رً عنّي إذا سألوا
نـخل إذا جـليت إبّـان iiزيـنتها      لاحـت  بـأعناقها أعذاقها iiالنخل
إسـقاط  عـسجدة فـيها iiلآلـئها      مـنضودة بـسموط الـدر iiتتصل
يـفتضها  فـطن عـلج بها iiخبر      فض العذارى حلاها الريط والحلل
فـافتض أولـها مـنها iiوآخـرها      فـأصبحت وبـها من فحلها iiحبل
لـم تـمتنع عـفة مـنه ولا iiورعا      ًبـلا صـداق ولـم يوجد لها iiعقل
حـتى إذا لـقحت أرخت iiعقائصها      فـمال  منتث ا رً عرجونها iiالرجل
فـبـنما  هـي والأرواح iiتـنفخها      شـهرين  بـارحة وهـناً iiوتنتحل
أرخـت  عقوداً من الياقوت مدمجة      صـفاراً وحماراً بها كالجمر يشتعل
فـلم  تـزل بـمدود الليل iiترضعه      حـتى تـمكن فـي أوصاله iiالعسل
يـا طيب تلك عروساً في iiمجاسدها      لـو كـان يصلح منها الشم iiوالقبل
خـلالها  شـجر فـي فـيئه iiنـقد      لا يرهب الذئب فيها الكبش والحمل
إن جـئت ا زئـرها غناك iiطائرها      بـرجع  ألـحنة فـي صوتها هدل
مـن  بـلبل غردٍ ناداك من iiغصن      يـبكي  لـبلبلة أودى بـها iiخـبل
هـذا فـصفه وقل في وصفه iiسدداً      مـدّت  لـواصفه في عمره iiالطول
مـا  بـين ربع ولا رسم ولا iiطلل      أقـوى وبيني في حكم الهوى iiعمل
مـالي  وعـوسجها بـالقاع جانبها      أفـعى  يـقابلها عـن حجره iiورل
إنـي  امـرء هـمتي والله يكلؤني      أمـران  مـا فيهما شرب ولا iiأكل
حب النديم وما في الناس من iiحسن      كـفي إلـيه إذ ا رجـعته iiخـضل
لأمـدحـن  ولا أخـطي iiخـلائقه      مـن  عنده لي إذا ما جئته iiنزل(72)
 قال عبد الرحمن الداخل عندما رأى نخلة منفردة في رصافة قرطبة التي انشأها :
تـبدّت  لـنا وسـط الرصافة iiنخلة      تناءت  بأرض الغرب عن بلد iiالنخل
فـقلت  شـبيهي بـالتقرب iiوالنوى      وطـول التنائي عن بني وعن iiأهلي
نـشأتِ  بـأرضٍ أنـت فيها غريبة      فـمثلك  في الإقصاء والمنتأى iiمثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي      يسحّ  ويستمري السماكين iiبالوبل (37)
 وقال :
يـا  نخل أنت غريبة iiمثلي      في الأرض نائية عن الأهل
 وقال الشاعر :
ريـتكم  تـبدون للحرب iiعدة      ولا يمنع الاسلاب منكم iiمقاتل
فانتم كمثل النخل يشرع شوكه      لا  يمنع الخراف ما هو iiفاعل
 قال أبو الطيب المتنبي :
فمرت بنخلٍ وفي ركبها      عن العالمين وعنه عِنى
 ونَخْل اسم موضع كما توجد أماكن باسم نخلة الشامية ... ونُخَيْلة ... وردت في معجم البلدان وما قيل فيها من شعر ... قال كُشَاجم في وصف النخل :
لـنا عـلى دجلة نخل iiمنتنحل      نُـسلفه مـاءً ويـقضينا iiعسل
مـسطر  عـلى قـوام iiمعتدل      لـم  ينتقل عن سطره ولم يمل
ذو قـدر فـما عـلا ولا iiسفل      يسقي بماء وهو شتى في الأكل
لـو نظمته البكر عقداً لاحتمل      وفـاق  عقد الدر لوناً iiوفضل
يـمل إد ا رك المنى ولا iiيمل      حـسبك أنّ طعمه يشفي iiالعلل
كـأنه  أط ا رف ربات iiالكلل      لم  يندرس خضابها ولا iiنصل
مـازال في الأفياء يغدو iiويمل      يـشمس أحـياناً وأحياناً iiيُظل
ويكتسي من صنعة البدر iiحلل      كـأنه فـي الخد ألوان الخجل
لـولا النوى يمسك منه iiلهطل      تـعـاقبته غـدوات iiوأصـل
وجـاده  مـاء مـعين iiوسبل      حـتى إذا قـيل تناهى iiوكمل
جاء به القاطف مسروراً iiجذل      محتفلاً  أحبب به من iiمحتفل؟
في ساعة أطيب من نيل الأمل      لما مضى جيش الظلام iiفرحل
وأقـبل  الـصبح منيراً iiفنزل      فـايما  ضـيف رجا ولم iiينل
مـنه فكان الزاد عندي iiمبتذل      فـأمنع الأفـواه مـنه iiوالمقل
 
في هذه لذٌ وفي هاتيك جل (74)
 ولأبي عبد الله الضرير الأبيوردي :
يـواسي الغراب الذئب في كل iiصيده      وما صاده الغربان في سعف النخل (75)
 وقال الحريري في المقاومة النجرانية (76) :
 وانشد مُلْغِزاً في حابول (77) النخل :
ومـنـتسبٍ  إلـى iiامٍ      تَـنَشّأ  أصـله iiمـنها
يـعانقها  وقـد iiكانت      نـفته  بـرهة iiعـنها
به  يتوصل الجاني (78)      ولا يُلْحى (79) ولا يُنْهى
 
النخيل ما بين المنتزه وأبي قير
 نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي
 بالاسكندرية في صيف سنة 1931 .
أرى شـجراً فـي السماء iiاحتجب      وشـق الـعنان بـم أ رى iiعجب
مــآذن قـامت هـنا أو iiهـناك      ظـواهـرها  درج مـن iiشـذب
ولـيـس يـؤذن فـيها iiالـرجال      ولـكن تـصيح عـليها iiالـغُرب
وبـاسـقة مـن بـنات iiالـرمال      نـمت  وربـت في ظلال iiالكثُب
كـاسـرية الـفـلك أو iiكـالمسة      أو كـالـفـنار وراء الـعَـبَـب
تـطول وتـقصر خـلف iiالكثيب      إذا الـريح جـاء بـه أو iiذهـب
تُـخال إذا اتـقدت فـي iiالضحى      وجــر الأصـيل عـليها iiاللهب
وطـاف عـليها شـعاع iiالـنهارِ      من الصحو أو من حواشي السحُب
وصـيفة  فـرعون فـي iiسـاحة      مــن الـقصر واقـفةً iiتـرتقب
قـد اعـتصبت بفصوص iiالعقيق      مـفـصلة بـشـذور iiالـذهـب
ونـاطـت قـلائـد iiمـرجـانها      عـلى  الصدر واتشحت iiبالقصب
وشـدت  عـلى سـاقها iiمـئزرا      ًتـعـفر  مـن أ رسـها iiلـلذنب
**
أهذا هو النخل ملك الرياض      أمير الحقول عروس iiالعزب
طـعام الـفقير وحَـلوى iiالغني      و ا زد الـمـسافر iiوالـمغترب
فـيا نـخلة الـرمل لـم iiتبخلي      ولا قـصرت نَـخَلات الـترب
فـيا نـخلة الـرمل لـم iiتبخلي      ولا قـصرت نَـخَلات الـترب
وأعـجب  كـيف طوى iiذكركن      ولـم  يـحتفل شع ا رء iiالعرب
ألـيس  حـراماً خـلو iiالـقصا      ئـد  من وصفكن وعطلُ iiالكتب
وانـتن في الهاج ا رت iiالظلال      كــأن  أعـالـيكن iiالـعـبب
وانـتن فـي الـبيد شاة iiالمعيل      جـناها بـجانب أخـرى iiحَلَب
وانـتن فـي عرصات iiالقصور      حسان الدمى ال ا زئنات الرُحب
جـناكن كـالكرم شـتى iiالمذاق      وكـالشّهد في كل لون iiيُحَب (80)
 قال الشاعر :
كن  كالنخيل عن الأحقاد iiمرتفعاً      ترمى بصخر وتعطي يانع الثمر
 قال الأستاذ الشاعر محمود الملاح من قصيدة ذات فصول عديدة :
يـزهين في نضدين نضد iiمخير      عـن دهـرهن وآخـر iiلـمناء
ظئر  العروبة حيث حلّت (ارئم)      تـحنو  عـلى الآبـاء iiوالابناء
مـترفعات  فـي الجواء نهودها      تـسخو  لأهل ثرىً وأهل iiجواء
لـصوادح الأطـيار فيها iiشركة      لولا اندساس البقع في الشركاء !
فـيروقنا صـدّاحها iiبـلحونه      ويـروعنا  الـنعّاب iiبالارزاء
ان  الـشراب لـواحد iiلـكنما      خلف المزاج أتى بخلف اداء !
 وللأستاذ أحمد الصافي النجفي :
لا  أنـت نـاميةْ ولا أنـا iiنـامِ      يـا نـخلةً غرست بأرض iiالشام
عـشنا  ولـكن بـانتظار iiمماتنا      كـمـعيشة الـمحكوم iiبـالإعدام
لا فـرق بـين شـبابنا iiومشيبنا      فـكلاهما  وهـم مـن الأوهـام
طـالت بـنا مـتجمديْن حـياتُنا      لـسنا نـحس بـنكهة iiالاعـوام
تمضي السنون فلا الثمار نواضج      مـنّـا ولا ظــل لـنا iiمـترام
فـي الشام لم أسكن وربّك iiلحظة      لـو  لـم تـقيّدني بـها iiأسقامي
ربـطوا  بـتربتها جذورك مثلما      ربـط السقام بأرضها iiأقدامي (81)
 للأستاذ أيليا أبو ماضي من قصيدة منها في وصف النخل :
أحببت حتى الشوك في صحارئها      وعـشقت  حـتى نخلها المتكبرا
الـلابس  الـورق اليبيس iiتنسكاً      والـمشمخر  إلـى السماء تجبرا
هـو  آدم الأشـجار أدركه iiالحيا      لـمـا  تـبدى عـرية فـتسترا
ابن الصحارى قد تحضر iiوارتقى      يـا  حـسنة متبدياً iiمتحضرا (82)

النخل والتمر

 وللأستاذ المحامي محمد الهاشمي قصيدة نظمها في (1) أيلول سنة (1949) م في بغداد ولم تنشر :
لا  تغرس النخل واغرس قبلها iiحطبا      كـفى خـسارك أن تستبضع iiالرطبا
الـتمر  أكـسد مـال أنـت iiبـائعه      مـا  بعت تمراً وبعت الليف iiوالكربا
مـسترذل  فـي جرين غير iiمختزن      ولـو صـنعت لـه الأكياس iiوالعلبا
وسـوء ذوق ربـيد (83) فـوق iiمائدة      في العين والفم ينسي الشهد iiوالضربا
صـناعة  الله لا تـعجب iiبـجودتها      فـكن  حـديداً وكن ناراً وكن iiخشبا
وألـف عـين تـرى شيئاً والف iiيد      لـكنّ مـن دونـها عن صنعه iiحجبا
حـارت  عـقول وكـم مـن iiسبب      لا  يـعرف الـعلم من جهل له iiسببا
يـا  عـمّتا مـا سلبنا حاصليك iiفقط      يـا  عـمّتا كـل شـيء عندنا iiسلبا
رحـماك عـمتنا مـا ذنـب iiنسبتنا      حرمت  قرباك حتى الخوص iiوالعسا
هـلا  وفـيت بـني الأعمام iiأصرة      إذ سوّروا حولك الحيطان والرجبا (84)
فـفاخري  ثـم لا تـعجبك iiنـسبتنا      أن الـو ا رثة أخت الطبع ما iiاكتسبا
ونـحن احـسن مـن جن ومن بشر      إذ  كـنت لا تـعرفين الشرّ iiوالشغبا
ونـحن فـي زمـن صنفان iiمنتسب      إلـى أبـيه وصـنف ابـطل iiالنسبا
ريـان هـذا لـرأي صاعد iiجبلا      مـن الـعظام وهـذا صاعد iiرُتَبا
أمـا  عـصام فمن كانوا إليه iiفقد      شـقّوا لأنـفسهم من سّرها iiحسبا
وفـي الـسلالة مـا شذّت معاملة      لـملحقين  بـذي قـرباهم iiالجنبا
حـسبتُ لابنك الف اسم احبَ iiبها      الـوانَه  وكـرهتُ الـلّمز واللقبا
أنـا  حـملنا إلى باريس لا iiهجر      بـضاعة ا زدنا استبضاعها نصبا
أن كان يزهد في الأشياء عارضها      فـأن أكـثر زهـداً منه من iiطلبا
فــلا يـلومن إلا نـفسه iiنـدما      ولا  يـزيدنّ إلا حـظّه iiغـضبا
رضـخت  همّته رضخ النواة iiبما      سـحا  وساقي وما نقى لك iiالتربا
لـو  كان حر سقاك الماء من iiدمه      أو  مـاء خدّيه أو عينيه أن نضبا
ذل  وفـقر وجـوع بـعدها بطر      طـالب  بـه واطـالت بعده iiتعبا
ويـعرف الـمال ربا والغنى iiوثنا      والـحقد حمى جنون والهوى iiكلبا
ولـقمة شـاركوه فـي فـضالتها      ولـو أ روه يـناجي مـوته iiسغبا
كـلقمة الـكلب مـحشواً بها iiإبر      فـاقتاء مـما عـلى حلقومه iiنشبا
ضـاح وظـلك ضاف يستظل به      مـن لا يـمد لـه عوداً ولا iiطنبا
يـا  امّ تـمر بنو اعمامنا iiبطروا      أن  يأكلوا ابنكِ لا بسراً ولا iiرطبا
إنّـا  وانـتِ سواء من بني وطن      فـلا  نـخالف امّـاً بِـرُةً iiوابـا
أخـوهم  ذلّ وابـن العم مثل iiأخ      أن لا يـكون إلى الأسواق iiمجتلبا
جـاعوا  وفـي تمرهم قوت وفاكهة      وانّ فـي عـجبي من جوعهم عجبا
إن  كـان عـلّمك الإنـسان سـيّئة      فـإنـه أفـسد الـدنيا بـما iiكـسبا
عـليك لونان من خوص ومن iiكرب      وفـيه مـن ألـف لون لونه احتجبا
خـير  اثـنتين إلـى شـر لـثالثة      دبـس  وخـلّ وخمر تنهك iiالعصبا
خرس اً (85) لمريم أو فطراً لأحمد iiأو      جـذعاً  لفرعون منصوبا لمن iiصلبا
لأمّ  عـيسى وعـيسى أنـتِ iiثالثة      والـرابع  الـماء جـار بينكم سربا
قـولي  لأخـتكِ تـبعد عنك هامتها      حـتى تـعلق فـي كرنافها ذهبا (86)
لـكِ  المكانان من أرض بركت iiبها      ومـن  سـماء كـلا قطريهما iiرحبا
نـظمتِ  تمركِ عقداً لو عرضت به      لـثاقب الـدر والـمرجان مـا iiثقبا
لـم تـصبغي وجـنة غشاً ولا iiشفة      والـكاذب المحض من في فعله iiكذبا
ولا  لـبستِ قصي ا رً ضيقاً iiليروا      سـاقيكِ والـخصر والـثدين iiواللبا
ولا عـرضتِ جـمالاً للشباب iiعلى      حـريق  مـا شبَ من أهوائهم iiلهبا
أنـثى  ولا كـإناث فـهي iiعـاشقة      عشق العفاف ذوي الأزواج لا العزبا
شـهواء لـم تـتبرّج وهـي iiحالية      بـألف  قـرط عـلى آذانـها iiركبا
صاغت لها من شعاع الشمس iiاسورة      سـرعان مـا وهبتها أهلها iiشذبا(87)
قـامت  قـيام خـطيب بالنبات ولم      تنطق وفي الصمت تنديد بمن صخبا
وما مشت مشية النصفين iiفانشطرت      شـطرين فارتبك الردفان iiواضطربا
والـى  مددت عرقا إلى قلب iiالثرى      قـلبي  وذلـك لا يصبو وذاك iiصبا
هــذا فــؤادك حُـرٌ لا iiكـأفئدة      تـود لـو أنّ فـاهاً يأكل iiالجذبا(88)
فـحبذا جـراةً فـي الحي أنتِ iiلمن      لا  يـسال الناس عن جار وان iiقربا
تـجزين  بـالسوء إحـسانا iiبعارفه      كـثيرة  الـصفح عمن عاب أو ثلبا
وبـعض حـلمكِ مـا الـجنيد iiبـه      أعـطيتِ تـمركِ مجانا لمن iiحصبا
تـعـطين تـمركِ مـجاناً iiفـيأخذه      عـطاء مـن يـتناسى كل ما iiوهبا
وأعـصر  الحلم والايثار ما iiبرحت      تـوصي بـايثارها أبـناءها iiالنجبا
ونـحن  قـوم جـعلنا التمر iiميرتنا      ومـا قـضينا لأمّ الـتمر مـا وجبا
 النخلة الحيرى  للسيدة الشاعرة جليلة رضا
وسبع  من النخل الرطيب iiبروضة      تـهاجمهن الـريح طـوراً iiوتحجم
وقـفن وقـوف الجند، عزماً وعزة      وكـل شـجاع فـي الـحياة iiمكرم
أراهـن  في جوف الظلام iiعرائساً      من الجن ، تغزو الكون والناس نوم
تجمعن  فوق الأرض في شبه iiندوة      ومـجلس أنـس لا يـفض iiوبختم
وملن  باعطاف السجوف iiصبابة      فـما  هـن إلا مـدنف iiومـتيم
كـأني أرى حـفلاً تكامل iiحسنه      وراحـت  طيور الايك فيه iiترنم
ولـكن لـي فـي سربهن iiنخيلة      إلـيها  أجيل الطرف دوماً iiوانعم
بـقلبي ادعـوها ، بنفسي iiأجلها      بروحي  اسري في سماها iiواحلم
أبـي الدهر إلا أن تكون iiبمعزل      ومنأى  من الاتراب تشقى iiوتسأم
وحـيدة آفـاق وحـسن iiومطلع      وجــارة آلام تـزيد iiويـضرم
إذا النور والاعصار عاثا وعربدا      وهـبت رياح الليل تنعي iiوتلطم
فـليس لـها بـين الأنام iiمساعد      وكــل رفـيق جـانح مـتبرم
ولا  جــار إلا طـائر مـترنم      بـاشجانها ، والصب للصب يألم
فـيا ويحها حيرى ألم بها iiالنوى      فـلا رحمة ترجو ولا iiتتوهم (89)
 ومن قصيدة للأستاذ محمد بسيم الذويب :
والطلعُ  في باسقات النخل ذو iiأرجٍ      ii
يُـنْ  بِيكَ أن جناهُ طيبُ iiالأُكُل (90)
كـأنما الـنخلُ مـغمولاً iiومُـتسِقا      iiً
جُنْدٌ قد أستُعْرِضوا من قائدٍ بطلِ (91)
أو  الـعفاريتُ رِيـعَتْ حين قيل iiلها      ii
هذا  ابن داودَ يدعوكم على iiعَج (92)
فـجمدَ الـخوفُ مـنها كـل جارحةٍ      ii
فـما  لها بالعذاب الهونِ من قِبَلٍ (93)ii
أمـا  ت راهـا وقـد قَفتْ iiجرائدها      ii
رُعْبَا كما قف شَعْرُ الجائفِ الوَجِلٍ (94)
 تباركت يا نخلة الشاطئين
 للدكتورة عاتكة الخزرجي :
أيـا حـلية النهر في iiالضفتين      تـباركت  مـن آيـة سـامية
فـهذا  الـزمان انطوى iiعمره      وأنـت عـلى رغـمه iiبـاقية
وذا شع ره ابيض في عارضيه      وأنـت  بـبرد الـصبا iiحاليه
وتـلـك تـجاعيده iiالـقائمات      وهـذي اسـاريرك iiالـصافيه
عـلى ظـهره تستريح iiالهموم      وأنـت  مـن الـهم في iiعافيه
يـكاد  يـمس الـثرى أ iiرسه      وتـزهوك هـامتك الـعاليه ii!
تـباركت  يـا نخلة الشاطئين      ويـا  آيـة الأعـصر iiالباقية
نـهلت  الـخلود من iiالرافدين      فـبـوركت  مـسقية iiسـاقيه
تـرفين  فـي أفقك iiالشاعري      رفـيف  الزهور على iiالرابيه
وتـضفين  من لونك السندسي      شـفـوفاً مـفـوفة الـحاشيه
وتـسقين من خمرك iiالمشتهى      حـلالاً مـن الاكؤس الصافيه
وفي طلعك النضر كم iiتنشرين      عـلى الـكون انفاسك iiالزاكيه
وفي ظلك الرحب عند الحرور      واكـنافه  الـعيشة الـراضيه
تـباركت  فـي أرضـنا جنة      قـطوف  عـناقيدها دانـيه !
حـنانيك  يـا نخلة iiالشاطئين      أأنـت عـلى أمـسنا باقيه ii؟
وهـل  لـزمان مضى iiحرمة      ولـلعهد مـن ذمـم وافـيه ؟
سـلاماً أيـا نـخلة iiالشاطئين      ســلام الـمـذكر iiلـلناسيه
يـشد  عـلى أضلع من جوى      ويـأسى  عـلى أدمع iiعاصيه
يـخاف عـلى حبه أن iiيضاع      ويـخشى  تـجنيك يـا قاسيه
أظـلّي أيـا نـخلة iiالشاطئين      فــؤادي  بـأفيائك iiالـحانيه
وصـونيه  من لفحات iiالهجير      وخـافي عـليه يـد الـساقيه
ولا  تـأمني نـفحات iiالشمال      عـليه  أو الـزعزع الـعاتيه
ولا  تنكاي ما به من iiجراح      لئلا تكون بها القاضيه (95) !
 هذا .
 وللأستاذين جعفر الخليلي وعبد الوهاب الدباغ بحوث في أدب النخل في كتابيهما ، فاقتضى الالتفات إليها .
 الأستاذ عبود الكرخي :
 وللأستاذ عبود الكرخي المولود في الكرخ سنة (1861) م والمتوفي في (9) تشرين الثاني سنة (1946) م قصيدة عامية أذكر منها ما يأتي :
بـغـداد مـبـنية بـتمر      فـلش  وكُـل iiخِـستاوي
فـلش وكُـل تين iiورطب      واخـلط الـتفاح وعـنب
فـلش  وكُـل مركَة iiهوه      ومـن  التمر سهمي iiالنوه
والـتمر  بـالبصرة iiزبل      لا سـيّـما iiالـخضراوي
(بَـرْحي  والبْريم ودِ كَل)      مـا  يـنفعك شغل iiالنخل
(بَرحي وزهدي وأشْرسي)      طـعمه أبـد مـا يـنسي
الـفلاح أبـد مـا iiينْكِسيٍ      من الحَشَف iiوالحلاوي (96)
 
فلش وكَل خِسْتاوي
(97)
 4 ـ مختارات من النثر :
 وهذه كثيرة تناولتها كتب الأدب والأمثال لا سيما كتاب البخلاء للجاحط .
 ومما قيل :
 1 ـ احشفاً وسوء كلية ، مثل قديم .
 2 ـ أكلتم تمري وعصيتم أمري : قال : عبد الله بن الزبير (رض) .
 3 ـ التمرة إلى التمرة تمر .
 4 ـ التمر في البئر وعلى ظهر الجمل .
 5 ـ ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل .
 6 ـ التمر في السويق حكاه أبو الحسن اللحياني يضرب في المكافأة .
 7 ـ أكرم من العذيق المرجب : قال حمزة : أن أكثر العرب تقوله بغير ألف ولام ، والعُذيق : النخلة يكثر حملها فيجعل تحتها دعامة وتسمى الرجبة ويقولون : رجبّت النخلة ونخلة مُر ، جبة وعذق مرجّب .
 فيقولون : هو في الكرم كهذه النخلة من كثرة حملها وللأعداء إذا اختلوا به بمنزلة الجُذيل الذي من احتك به كان دواء من دائه .
 8 ـ كلاهما وتمراً : قال الميداني في مجمع الأمثال بعد أن أتى على ذكر زواج الحمران ابن الاقرع الجعدي من صدوف المتكلمة العربية : ( ... ثم أنها ولدت له غلاماً فسماه عمراً ، فنشأ مارداً مفوهاً ، فلما أدراك جعله أبوه ارعياً يرعى الأبل فبينما هو يوماً إذ رفع إليه رجل قد اضر به العطش والسغوب وعمرو قاعد وبين يديه زُبد وتمر وتامك (98) فدنا منه الرجل فقال : أطعمني من  هذا الزبد والتامك ، فقال عمرو : نعم ، كلاهما وتمراً ، فاطعم الرجل حتى انتهى وسقاه لبناً حتى روى ، وأقام عنده أياماً فذهبت كلمته مثلا (99)
 9 ـ كل خاطب على لسانه تمرة (100)
 10 ـ كمستبضع التمر إلى هجر .
 11 ـ عن بعض ملوك الروم : أنه كتب إلى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : قد بلغني أن في بلادكم شجراً يخرج ثمراً كأنه آذان الحمراء ثم تنش .
 قعن أحسن من اللؤلؤ المنظوم ثمتخضر فتكون كالزمرد فتصفر فتكون كشذور الذهب وقطع الياقوت ثم تنبع فتكون كأطيب من الفالوذج ثم تجف فتكون قوتاً وتدخر مؤونة فلّله درها من شجرة وأن صدق الخبر فأنها من شجر الجنة .
 فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الجواب: صدقت رُسُلك فأنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح ، وقال : أني عبد الله، فلا تدعُ مع الله إلهاً آخر (101) .
  12 ـ خالد بن صفوان : قال في وصف النخل هي الا رسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، الملقحات بالفحل ، المجنيات كالنحل ، تخرج أسفاطًا.
كـصدر  فـتاة ناهد شفّ iiقلبها      سماع فشقت عنه ثوباً ممسكا(102)
 13 ـ إبراهيم النظام : حكي أن أباه جاء به وهو صغير إلى الخليل بن أحمد ليعلمه فقال له الخليل يمتحنه وفي يده قدح زجاج يا بن ى صف لي هذه الزجاجة فقال بمدح أم بذمٍ ، قال بمدح ، قال :
 تريك القذى ولا تقبل الأذى ولا تستر ما و ارءها قال فذمّها ، قال يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر ، قال فصف لي هذه النخلة وأومأ إلى نخلة في داره ، قال بمدحٍ أم بذم ، قال بمدح ، قال : هي حلو جناها ، باسق منتهاها ، ناضر أعلاها ، قال فذمها ، قال : صعبة المرتقى ، بعيدة المجتنى ، محفوفة بالأذى ، قال الخليل يا بن ، ي نحن إلى التعلّم أحوج منك (103)
 14 ـ ومما قيل في ذم أرض : تمرها دقل ، وماؤها وشل ، ولصها بطل .
 15 ـ قال أبو حاتم السجستاني في كتاب النخل : النخلة سيدة الشجر وثمرتها سيدة كل ثمر .
 16 ـ وفي (حكاية ابي القاسم البغدادي) المنسوبة إلى محمد بن أحمد المطهر الأزدي، سرد لجملة أنواع من التمور العراقية التي كانت شائعة في بغداد في المائة الاربعة للهجرة (العاشرة للميلاد) .
 قال المؤلف في سياق كلامه على محاسن بغداد وما تمتاز به على بلاد إيران ، ما هذا نصه : ( ... ولا أرى فيها (أي في بلاد إي ران) بسر ماء سكر ينقت في الفم كأنه الفاينذ الخ ازئني ، بسرة منه خير من نخلة وشمراخ خير من فراتح ولا السكر ، ولا الجيسوان ولا الطبرزد (104) ولا الا زاد والقرشة والخاستوي والمشمس والعبدسي والحركان والعروسي والهلياث (105) والحم ران والهيرون والباذنجان والماديان ولا المشان والصعتري والمعقلي والبسر المطبوخ ولا التمر المصنع الإب راهيمي والصرفان والبرني ولا الملعق ولا الصيحاني والعمري ولا البدالي والفرشي ولا البربن والا زاد العلك اللزج الذي كأنه القند أو شهد مقمع بالعقيق ... ) (106)
5 ـ الأمثال العامية :

 1 ـ ازرع تال ومرجوعه إلنا ، ويلفظ (مريوعه النا) أي مرجوعه إلينا ، ومن أمثال أهل الأرياف .
 2 ـ انزمر زمره ، والعصفور أكله تمره .
 3 ـ بالوجه مراية وبالكَفه (بالقفا) سلاية .
 4 ـ التمر إلا كلته نواه بعبي : التمر الذَي أكلته نواه بعيَي .
 5 ـ تنبل أبو رطبة : ضرب لمن يتكاسل بالأمور ، حيث كان صديقان نائمين في ظل نخلة فسقطت بجانب أحدهما رطبة ، فقال له الثاني : ناولني هذه الرطبة فأجابه لو عندي شيء من الهمة لما تكاسلت عن مد يدي لتناولها ووضعها في فمي .
 6 ـ حشفة على حشفة ما تلتزك ، أي ما تلتصق .
 7 ـ دوانك الخلال : يضرب به المثل للبطيء في السير فيقال مثل دوانك الخلال .
 والدانك قارب كبير يوضع فيه الخلال ويمر في الأنهر الصغيرة على كل قرية أو جماعة أو عشيرة فيشترون منه ما يتمكنون من شرائه وهكذا يمر بأنحاء عديدة في طريقة ويتأخر مدة ليست بالقليلة حتى يبيع صاحبه ما يتمكن من بيعه وال راكب في هذا الدانك يتأخر حتماً إلى أن يصل مقصوده متأخراً حسب سير ذلك الدانك .
 8 ـ ركاب الفرس وصاعود النخل كَبره (قبره) محفور : لبيان الخطر .
 9 ـ زرعة نخل مو زرعة دكَل .
 10 ـ الشاص شاص والحمل حمل : أي تم الأمر ، ولم يعد يجدي التدبير ، وللأستاذ عبود الكرخي قصيدة بعنوان (107) يسخر فيها من الانتخابات النيابية عام 1929 م .
 11 ـ الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة .
 12 ـ عرموط ياكَص العثك .
 13 ـ عشرة دغل ما هي عشرة نخل ، أي مصاحبة سنة ولا مصاحبة عمر .
 14 ـ فوكَ النخل فوكَ : أي مرتفع المكانة .
 15 ـ لا بيده تمرة ولا بلسانه تمرة .
 16 ـ لو تطلع نخلة براسك ! .
 17 ـ المال مال النخل والمغنيات الخيل .
 18 ـ مال والنخل حمّال .
 19 ـ مانيا زرع تال (أي غير مقيم دائماً) .
 20 ـ ما يتوالم الصخل والنخل .
 21 ـ نار الكرب : يضرب بها المثل في ضرواتها .
 22 ـ كل يوم هزّي رطب يا نخلة .
 23 ـ يا عصفور البربن نكَد .
 24 ـ يبلع النخلة بسليها .
 25 ـ يبيع (خرما) ويشتري تمر ، خرما كلمة فارسية بمعنى التمر ويضرب للدلالة على الاشتغال بالعبث .
 26 ـ خلص عمرنا والعصفور أكل تمرنا ،هذا ، ومما ينادي به الباعة :
 1 ـ فرّح الولد يا طوش .
 2 ـ مكاوي يا طوش .
 ويمتحد بعض الفلاحين في البصرة تمرهم عند قصاصه :تمرنا زبيب صلّوا على الحبيب .
 تمرنا جواهر صلوا على النبي الطاهر .
 ومن الشائع لدى العامة :
 أن أول عشرة من آب تحرق البسمار بالباب وثاني عشرة من آب تكثر الأرطاب وتقلل الأعناب وثالث عشرة من آب تفتح من الشتا باب .

النخل في العهود القديمة :

 النخل معروف في العهود القديمة أيام السومريين والآشوريين والكلدانيين .
 وقد سبق أن ذكرت أن المغارسات في (شريعة حمورابي) تكاد تقارب ما هو جارٍ اليوم ، وبيّنا رأي الفقهاء في ذلك باعتبار أن تعامل الناس حجة .
 وعندنا أن بستان النخل يسمى جنّة ، والتلقيح كان معروفاً بنقل مادة التلقيح من فحل النخل إلى انثاه .
 ولفظ (شيص) ، و (تال) ، و (تبلية) ، و (دقل) ، و (دبس) ، كل هذه معروفات من القديم ، وبعضها أبدل باسماء جديدة كما هو جارٍ الآن، فإذا نقلت الفسيلة أو التالة من محل سميت باسم جديد ، وقلّ أن تحافظ على اسمها ، ولسيادة الأستاذ طه باقر مدير الآثار العام في بغداد مقال نفيس نشره في مجلة (سومر) العراقية (108) تطرق فيه إلى أنواع التمر أو النخل وأوضح عن النخل في عهوده القديمة ، وهو مهم ، وقد سبق أن قلت أننا لا نستطيع أن نف رق بين التمر والنخل في أسمائهما ، فيطلق اسم التمر على اسم النخل وبالعكس ، والظاهر أن استمرار الحالة أدى إلى بقاء بعض الألفاظ ، وما يستفاد من النخل للأكل ، وللتطبيب ولأمور أخرى كان مرعياً .
 والمقابلات تحتاج إلى زيادة توغل وتبصر في المعرفة القديمة والحديثة في النخيل .
 ولا سيما في الآرامية والعبرية يؤدي إلى مقابلات مهمة أيضاً ، ولا تزال نواحٍ أخرى تحتاج إلى وقوف على الملفات السامية والعراقية القديمة .

الخاتمة

 تمكنا في هذه العجالة أن نستعرض (حياة النخلة وتاريخ علاقاتها) بنا ، أو أثرها في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية لدفع المجاعات ، أو لتخفيف وطأتها الشديدة سواء عندنا أو عند مجاورينا .
 أو البعيدين عنا مع قلة في الوسائل وعدم إتباع الطرق الفنية والصحية لمحافظتها والعناية بها وتعد من أهم الأقوات الغذائية .
 والأمر المهم أنها ازدت عن حاجتنا ، وكثرت بحيث صرنا نصدرها بمقادير كبي رة إلى الخارج بالرغم من صعوبة وسائط النقل في التصدير ، وفي هذه الأيام زاد التنظيم وكثرت الوسائط .
 ويوضح هذا أن التمور زادت فيها وسائل العرض إلى الأسواق العالمية وطرق التحسين والعناية بالنظافة والوقاية الصحية فصارت اثبت وأقوى على الزمن ، وأمكن أن يحتفظ بها لمدة طويلة أكثر مما كانت عليه في سابق عهدها دون أن يصيب ثمرتها خلل ، أو يعتريها دمار .
 وفي أيام جمهوريتنا الخالدة توسع النطاق وتزايدت الصلات وزال الاحتكار وامحت الضرائب الجائرة ، فاكتسبت حظا من التحول نحو مواطن الرغبة وتعددت أسواق تجارتها .
 ويعوزنا أمر آخر وهو صحة النخلة .
 والعناية بها ليكون حاصلها أكثر ، بتكثير النوع الممتاز بمقاييس واسعة ، ونجاح أعظم ... ومن الجدير بالذكر التفات جمهوريتنا الخالدة إلى منزلة النخل عندنا بوضع صورة السعفة المعدنية بأنواعها وصورة النخلة مع عذوقها في العملة الورقية ذات الربع دينار .
 والنخل لعمري في بلادنا أهم مما يعني به من أي شيء آخر لكثرة غرسه عندنا .
 وعلى كل حال فقد قدمنا موضوعنا كبذرة أولى أو نواة للبحث .
 والأمل أن يتكامل من وجوهه ، وتتنوع المطالب ، ويزيد حسن الإدارة في العناية ، وكل ميسر لما خلق له ، والله ولي الأمر .

ملحقات

 1 ـ جنى النحلة في كيفية غرس النخلة .
 رسالة للأستاذ أمين الحلواني مر وصفها في صفحة (8) من هذا الكتاب وهي تبحث في كيفية غرس النخلة في المدينة المنورة ارتأينا إعادة نشرها هنا لصعوبة مراجعتها وقلة نسخها .
 الشرط الأول:
 أنهم يحفرون حفرة مقدار متر في متر في عمق متر وتسمى في اصطلاح أهل الحجاز الفُقْرَة ثم يردمون ثلثيها بترابها ويتركون الثلث الباقي حفرة وهناك يغرسون الصنو ثم يسقونه كل يوم بماء قليل بشرط أن السقي لا يغرق قلبه مدة ستين يوماً إلى أن يتراءى لهم أن الصنو قد ثبت ونبتت له عروق جديدة في الطينة ورمى بسعيفات صغيرة جديدة فحينئذ يزيدون الردم عليه مقدار عشرة سنتيمت ارت ولا ازلوا هكذا كلما زاد سعفاً جديداً ونما إلى العلو يردمون حوله تارباً جديداً إلى أن يتحقق لديهم أنه قوي وثبت وكثر سعفه فحينئذٍ لا بأس من أن يسقي الماء بقوة حيث يؤمن عليه من ضرر الغرق .
 الشرط الثاني :
 إنك تجعل ما بين كل نخلة والأخرى أقله عشرة أمتار وقد جربنا أن النخل المتقارب لا يطرح إلا شيئاً زهيداً فلو فرضنا أن عندك فدانا وغرست فيه مائة نخلة وفدانا آخر وغرست فيه خمسين نخلة فباليقين أن الخمسين يعطون أكثر من ثمرة المائة وأعلم أنه ما من غرس في الدنيا يتحمل كثرة الماء وتوالي السقي كل يوم مثل النخل بشرط أنه كلما زدته ماءً زادك ثمرة وازداد قوة في نفسه سواء كان الماء عذباً أو ملحاً بخلاف باقي الأشجار فإن بعضها يضره كثرة الماء وتوالي السقي عليه كل يوم أو مُلُزحته .
 فإذا غرست بهذه الصورة التي بينتها لك فيكون نخلك صخاماً جساماً معتدل القامة جيد الغلّة بحيث أن العشرة منه تساوي مائة نخلة من سائر غرس العالم وثانياً يُعَمّرِ النخل بهذه الصورة عمراً طويلاً لا يتسلط الريح العاصف على قلعة ولربما أن الهواء من شدته يكسر النخلة من نصفها ولا يمكنه أن يقلعها من عروقها ما دامت بهذه الأوصاف، وأما كثرة الطرح فينشأ من كثرة عدد العروق لأن المتقدمين من علماء الفلاحة يقولون أن كل عرق يزيد في النخلة مقوّم برطل بلح ، وأما كثرة العروق فتنشأ من هشاشة الأرض حيث أنك إذا حفرت الحفرة أولاً ثم ردمتها بترابها فلا شك أن سريان العروق في الأرض الهشة هو أهون وأسهل عليها من سريانه في الأرض الصلبة وقد شاهدنا ذلك عياناً بالتجربة في النخل الجديد المغروس بجهة سيدنا حمزة في المدينة وفي النخل القديم المغروس في قبا ، وما بعد التجربة من دليل .
 الشرط الثالث :
 إنك تختار الصنو وتقلعه من تحت نخلة أصيلة كثيرة الطرح جيدة الهيئة في الثمرة مثل الحلوة والبيض والبرني والجادي والعجوة حسنة ذوق الحلاوة لأن نالنخل هو كبني آدم أقرب نزوعاً إلى أصله والأحسن أن يجلب من الخارج كجبلي أجا وسلمى والقصيم وينبع مثلاً لأن القريب متى انتقل من محله وحسنت تربيته ينجح ويفلح .
 الشرط الرابع :
 أنه أول سنة تطرح فيها النخلة فتؤبرها إلى أن يصير سدياً وهو المعبر عنه في لغة مصر بـ (النيني) ثم تقطع قنواتها أي سباطاتها كلها وترميها لأن هذا القطع في أول طرحها يقوي قلب النخلة وجمّارتها بحيث أنه إذا طرحت قنْوَيْن وقطعتهم في السنة الأولى ففي السنة الثانية تطرح خمس قنوات بدلهم .
 الشرط الخامس :
 وهو مهم جداً أنك لا تربّي تحت النخلة صنواناً صغارً من أولادها بل كلما أخرجت النخلة صنواناً تحتها اقتل صنواتها لأنه كل ما أتلفته من أولادها فهو قوة لها ولا ريب أنها هي أنفع من أولادها الصغار الذين لم يتحقق صلاحهم .
 الشرط السادس :
 أنك لا تقطع شيئاً من جريدها إلا ما مال بنفسه وبدأ في الجفاف واليبس بطبعه ونرى من أسباب ضعف النخل في الديار المصرية كثرة جورهم على سعفه لأجل بيعه على أهل المقابر فإن الفائدة التي تنتج من ثمن السعف لا تساوي ضعف النخلة وهازلها وجرّب تر .
 نعم للعرب طريقة تسمى التشذيب وهي أن النخلة إذا كثر سعفها وتلبد ليفها جداً يشذبونها أي يأخذون طبقة واحدة من الليف وصفاتً واحداً من الجريدة التحتاني فقط وأما كثرة حفه والجور في قطع سعفه فهو يؤذيه كالإنسان لو حلق رأسه وزاد بحيث أنه أخذ من نفس جلدة الأرس كيف يكون حاله وما مقدار آلامه وكيف يتغير مزاجه والنخلة لها شبه ببني آدم وطباعة وخواصه في جملة أحوال كما هو مبين في كتاب ابن وحشية في علم الفلاحة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أكرموا عمتكم النخلة فسمّاها عمة لأن العمة والعم أقرب شيء للإنسان وأما تسميد النخلة المسمى في اصطلاح مصر ب (السباخ) وفي اصطلاح أهل الحجاز بـ (التدمين) فهو أحسن شيء لكثرة طرح واعطاء الدبس ويكون من خثى البقر أو بعر الجمال ويدفن تحتها في الشتاء وأحسن أنواع النخلة السماد جميعه هو نبيذ التمر المتخمر إذا طرح تحت النخلة في الشتاء فإنه هو الأكسير الأعظم لكثرة طرح النخلة وأسهل طريقة لاستحضاره أن تدفن مواعين في أيام الصيف وتطرح فيها السقيط واللقيط والمداس بالأرجل وفضلات الطيور من الثمار وتطرح عليها الماء وتسدها فإذا تخمرت أحفظها للشتاء ثم ألق تحت كل نخلة مقدار ثلاثة أرطال من ذلك الخمر المصنوع في داخل المواعين فإنه بهذه الصورة لا يتكلف عليك شيئاً لأن هذه الثمار الساقطة هي تالفة عليك على أي حال .
 الشرط السابع :
 هو جعل حفرة تحت النخلة كالحوض وتكون ملأى بالماء على الدوام بطول السنة ، يعني  لا تجف أبداً فهذا الشرط السابع هو روح الثمرة ولا يكثر الطرح إلا منه خصوصاً في الأرض التي تكون آبارها طوالاً أو الأرض التي تكثر فيها الرمال وأحسن الأ راضي لغرس النخل هي الأرض الطينية الحلوة الحمراء ودونها المرملة ودونها الملحة .
 والا فمزاياها وفوائدها وفضلها على جميع هذا ما حضرني الآن في خصوص النخلة المغروسات لو أردنا أن نكتب فيه أسفاراً لما وسعه المقام وفي ظني أن عنده فداناً واحداً (ومساحة الفدان ستون مترا في ستين متراً تقريبًا .
 والمتر هو ذراع وثلث وعملاً عند أهل الحجاز والمتر يزيد عن الوار الهندي مقدار سبعين والمتر ينقسم إلى مائة سنتيمتر ( في الديار المصرية وأ راد أن يجعل محصوله في كل سنة مائة جنيه ذهباً لما يمكنه ذلك إلا أن عرسه نخلاً بالكيفية التي ذكرناها وقد رأينا وشاهدنا بعض النخل أن النخلة الواحدة تطرح ثلاثة أ رادب من التمر يعني نحو الأربعمائة أقة وما هذا إلا من جودة الغرس وقوة السماد .
  وهذا أدنى فوائد النخلة .
 وأما زمان النقل والغرس وكيفية تلقيحه وتحسين التمر وتنشيفه وحفظه عن السوس أو ليزيد في القيمة بالطبيعة أو بالصناعة مثل أن يجعل منه خلالاً عند أهل العراق وسلوقاً عند أهل الإحساء
 فقد وكلناه إلى فلاحي كل جهة بحسب ما يقتضيه الحال عندهم لأن هذا يختلف على اختلاف عروض البلدان وأطوالها وعلى مقدار شدة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهو مذكور في المطولات من كتب الفلاحة ولا تسعه هذه العجالة وأقوى عمدتهم فيه على التجريبات .
 قال في نسخة الأصل : وقد انتهت الرسالة في غرة ربيع الأول سنة 1301 هـ على يد جامعها الفقير إلى رحمة ربه أمين المدني وقد انتهى نقلها من خط المؤلف في يوم الثلاثاء في ثلاثة من شعبان من شهور سنة 1304 للهجرة والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على النبي وصحبه وآله آمين .
 كتبه الغريب عبد الغني ابن الشيخ محمد الخطيب عفى الله عنه .
 2 ـ كتاب النحلة في غرس النخلة
 للقطب الشيخ أطفيش الجزائري .
 مر وصفه في صفحة 8 من هذا الكتاب تناول فيه كيفية غرس النخل ... ولقلة نسخه في ديارنا ولسهولة الأخذ به آثرنا نشره .
 قال رحمة الله:
 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله ، أما بعد فهذه مسائل في شأن النخلة كتبتها لينتفع بها .
 أفضل أوقات غرس النخل أول يونيه (حزيران) إلى آخره ، ومن غرسها في يونيه وتعهدها بالسقي أربعين يوماً متتابعة مع تغطيتها بشيء عن حر الشمس اشتدت قوتها وغلظها وأسرع كبرها ، وينبغي الغرس صباحاً وينبغي غرس الوسطى لا الصغرى ولا الكبرى ولا بأس بالغرس في النصف الثاني من مارس (آذار) وبعده ولا يحسن في غوشت (آب) .
 وكلما تباعدت النخلة عن الأخرى تكون أشد قوة ويجعل البعر تحتها من جهة عاماً ومن جهة عاماً آخر كذا إلى عام رابع في جهات أربع ويكثر سقيها إذا جعل لها البعر والعذرة لأن الحارارة تشتد بهما فيقابل بكثرة الماء ولا يغرس شيئاً في حوضها ويثار حوضها كله ويهش في كل ربيع ليتولد من كل عرق عروق حديثة ، ويثار أطراف الحوض لا وسطه في كل خريف والعروق تجري في الربيع والصيف كثيراً وفي الخريف قليلاً ولا تجري في الشتاء وبذلك الهش والإثارة تكبر التمرة وتصغر النواة ولا يجعل البعر للغرسة لضعفها وهي كالصغير الضعيف بل كالمريض وكذا لا يكثر لها الماء ولا تقوى إلا دالة إن كانت كبيرة ويحسن غرسها إذا كانت كرأس جمل أو أكثر بقليل أو أصغر بقليل ، وغيرها يقوى فلو كان كذ راعين أو ثلاث أو أكثر ولا باس بالغرس ما لم تطلع الشعرى وهي النجم المسمى اسرغ (109) بلغتنا بكسر أوله وآخره وهو غين معجمة وفتح السين واسكان الاراء ، ونقول بلغتنا ما غرس بعد طلول اسرغ سرغ بمعنى أحرقه لنمو الطبخ ، والمقطوعة من جذع أمها يسرع نضج ثمارها إذا غرست كما يسرع نضج ثمار أمها ، والشأن أن النخلة الكبيرة أسرع نضجاً من الصغيرة ويبطئ النضج في العراجين الكبيرة ولو كانت قليلة في النخلة ولو واحداً فيقطع منه شيء حتى يكون واذا صغرت الع راجين لم تتضرر النخلة بها ولو كثرت ويسرع نضج ثمارها كالعرجون الصغير ، ومرادي بالعرجون الشماريخ وثمارها لا ذلك الجسم المستطيل المتصل بالنخلة فمرادي الكياسة بكسر الكاف والعذق بكسر العين والقنو بكسر القاف والعثكول والعثكولة بضم العين والعثكال بكسرها والستة بمعنى الثمار مع شمروخها واصل العرجون العصا المتصل طرفها بالنخلة .
 ويؤخر تابير أكربوش (110) وتسبي والسابقة أما أكربوش فيؤبر بعد ثلاثة أيام أو أربعة بعد انشقاق الكفرى وهو الطلع وكذا تسبي وأما السابقة فتؤخر نحو عشرة أيام وكذلك سابقة ثلاث .
 وتمال النخلة عند غرسها إلى جهة الشمال وهي جهة القطب الشمالي وهي ما بين مغيب الشمس في أطول اليوم ومطلع بنات النعش الكبرى في دورها وأما ما ردّ مطلعها إلى مطلع الثريا والا اعوجت إلى مطلع الشمس أو فمشرق ، وذلك لئلا تقابلها الشمس فهي بذلك تنمو على استواء مغربها ويقرب من أمالتها للشمال أمالتها للجنوب وهو ما بين مطلع سهيل ومغرب الشمس في الشتاء وتدفن الغرسة إلى حيث دفنت أن كانت مدفونة قبل إن يدفنها إلى حد العروق ولا يوصل الماء إلى قلبها فتنتن وتموت أو تضعف .
 وينبغي أن يكون مدرى الماء وطرف الساقية عاليا على الحوض لا مستوياً ويزيح عنها الوسخ لضعفها بالصغر ويسد الماجل مثلاً بخرقة لا بتراب لئلا يكثر عليه الوسخ .
 ويغرس المشمش أول يناير (كانون الثاني) وبعده التين والتفاح وأسرع عروق سَرَيَاناً عروق المشمش ، والثلاث تغرس أول يناير (كانون الثاني) وبعدهن الليم (11) الحامض والقارص والاجاص ـ ولا يقال الانجاص ـ .
 والأفضل للعنب أول فبرائر (شباط) ويغرس الشجر من أول يناير إلى تمام أربعين يوماً ، ويجمع فيه قصب السكر ويدرك التفاح والأجاص في فب ا رئر (شباط) ويجري الماء في العود ، وفي مارس (آذار) يورق التوت ويقلم الشجر في الثالث والعشرين منه وتضرب أوتاد الاترج في أبريل (نيسان) ويطعم الفول في العشرين منه ويعقد الزيتون في مايه (أيار) ويظهر بواكر التفاح والمشمش والفقوس ويجمع الخشخاش والفول ويحصد الشعير ويظهر العنب باكورة في يونيه (حزيران) والبطيخ ويعقد الجوز ويحصد القمح في يوليه (تموز) ويعقد الفستق ويطيب التفاح والاجاص ، وفي اليوم العاشر يطيب العنب في الساحل ويحمر العناب في اليوم السادس عشر وما بعده ، وينبغي قطع الشجر في المتم عشرين وما بعده وفي آخر غوشت (آب) يطيب الرطب والعنب والخوخ والحناء والجوز ويزرع اللفت والجزر والسلق ولا يبسوس ما قطع فيه من نالشجر وما غرس في آخره ينبت بإذن الله سبحانه ، وفي اليوم الاربع وبعده تسقط أو اوراق الشجر في سبتمبر (أيلول) يطيب العناب والسفر جل ويسود الزيتون ويظهر الزيت الجديد ويقطع الحناء ، والريحان يعمل الحب وفي اليوم العشرين يزول الماء من الشجر ، ويجمع الزيتون في أكتوبر (تشرين الأول) ويعمل شراب السفرجل ويجمع بزر الخشخاش ولا يسوس ما قطع من الشجر في الخامس عشر منه وتقطع بقول الصيف في نوفمبر (تشرين الثاني) وتظهر بقول الشتاء ويجمع نوار الزعف ران وفي السابع يبدأ التقاط الزيتون وفي ودجنبر (كانون الأول) ينور اللوز ويطيب النرجس ويغرس فيه القرع والثوم .
 خرج آدم عليه السلام من الجنة بثلاثين قضيباً عشرة لها قشور وهي اللوز والفستق والبندق والشاهلبوط (112) والصنوبر والرمان والنارنج والموز والخشخاش وعشرة لا قشرة لها ولثمرها نوى وهي التمر والزيتون والمشمش والخوخ والاجاص والعناب والغبير (113) والد رأقن والزعرور والنبق وعشرة لا قشر لها ولا نوى وهي التفاح والكمثرى والسفرجل والعنب والتين والاطرج والخرنوب والبطيخ والقثاء والخيار والنخل .
 أول شجرة استقرت على الأرض وهي شجرة مباركة لا توجد في كل مكان زعم بعض أنه قال وانما سميت عمة لأنها خلقت من فضلة طينة آدم رسول الله صلى الله وسلم أكرموا عماتكم النخل عليه السلام لأنها تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها وامتياز ذكرها من بين الإناث واختصاصها باللقاح وأن ا رئحة طلعها ك ا رئحة المني ولطلعها غلاف كالمشيمة للجنين وأنها تموت بقطع رأسها وأنه أن أصابت جمارها آفة والجمار من النخلة كالمخ من الإنسان وأن عليها الليف كشعر الإنسان وأن تقاربت ذكورها بين إناثها ألقتها بالريح وربما إذا قطع إلفها من الذكور فلا تحمل ، واذا سقيتها الماء الملح أو طرح الملح في أصولها حسن واذا دام شربها للماء العذب تغيرّت تمرها .
 ويحصل لها أم رضا كأم رضا الإنسان منها الفم ، وعلاجه أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بمسامير من حديد ، والعشق وهو أن تميل شجرة إلى أخرى ، ويخف حملها وتهزل ، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقتها التي مالت إليها بحبل أو يعلق عليها سعفة منها أو يجعل فيها من طلعها .
 ومن أم ا رضها منعن الحمل وعلاجه أن تأخذ فأساً وتدنو منها وتقول لرجل معك أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت الحمل فيقول ذلك الرجل لا تفعل فأنها تحمل هذه السنة أن شاء الله فتقول لابد من قطعها وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس فيمسكها الآخر فيقول بالله لا تفعل فأنها تثمر في هذه السنة إن شاء الله تعالى فأصبر عليها ولا تعجل فإن لم تثمر فاقطها فتثمر في تلك السنة فتحمل حملاً طائلاً أن شاء الله تبارك وتعالى ولله أن يفعل ذلك بقدرته بلا سماع منها ، وله أن واذا سمعت وفهمت فأنها تثمر بإذن الله وأنه هو الذي يقدر أثمارها يخلق لها سمعاً وعقلاً تسمع وتفهم ويخلقها (114) قال القزويني وكذلك سائر الشجر .
 ومن أم ارضها سقوط ثمارها بعد الحمل وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من النحاس فتطوق بها فلا تسقط بعدها أو يتخذ لها أوتاد من خشب البلوط وتدفن حولها في الأرض.
 ومنها إذا قطع شيء واذا منها لم ينبت كما إذا قطع عضو من الإنسان لم ينبت كما إذا أحرق منها شيء لم يكن له فحم قطعت جذعها نصفين وجعلت ظهر أحدهما إلى ظهر الآخر وسقفت بهما يبقى زماناً طويلاً مطلقاً .
 وفي بلادنا المي ازبية (115) يبقى زماناً طويلاً مطلقاً .
 قال أبو هريرة عن رس ول الله صلى الله عليه وسلم العجوة من الجنة وهي شفاء من السم والبسر والبلح جيدان والبسر مصدع وكثيراً ما يوقع في النافض والقشعريرة ةوجاء الحديث بأنه لا أنفع لنفساء من الرطب .
 قال الربيع بن خيثم لأدواء عندي للنفساء إلا الرطب .
 وكانت الأكاسرة يرفعون عن سماطهم الحلاوات زمان الرطب وفي زمان الورد يرفعون المشموم وفي زمان البطيخ يرفعون الأشنان .
 والرطب يلين الطبع ويزيد في المني ومع الخيار والخس انفع ، ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة وزرعت منها ألف نخلة أو أقل أو أكثر جاءت كل نخلة لا تشبه الأخرى أو إذا نقعت النوى في بول البغل .
 وفي السكن من أعمال بغداد نخلة تخرج كل شهر طلعة واحدة على ممر السنين وكان في بستان ابن الخشاب بمصر نخلة تحمل اعذاقها في كل عذق بسرة نصفها أحمر ونصفها أصفر ، الأعلى أحمر والأسفل أصفرن والعذق الآخر بالعكس الفوقي اصفر والتحتي أحمر ، وأرسل بعض ملوك الروم إلى عمر (رض) بلغني أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كأنها آذن الحمراء ثم تنشق على أحسن من اللؤلؤ المنظوم ثم تخضر فتكون كالزمردة ثم تحمر فتكون كشذور الذهب وقطع الياقوت ثم تينع فتكون كطيب الفالوذج ثم تيبس فتكون قوتاً وتدخر مؤونة فلهدر شجرها أن صدق الخبر فهذه من شجر الجنة فكتب إليه عمر (رض) صدقت رسلك وأنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح وقال : (أني عبد الله فلا تدعُ مع الله آلهاً آخر) .
 ووصف خالد بن صفوان النخل فقال : هي ال ا رسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، المعلقات بالفحل ، اليانعات كشهد النحل ، تخرج اسفاطاً غلاظاً وأوساطاً حللاً ورياطاً ، تنشق عن قبضان لجين وعسجد ، كاشذر المنضد ، ثم تصير ذهباً أحمد بعد أن كانت في لون الزبرجد .
 ومن خواص النخلة أن مضغ خوصها يقطع رائحة الثوم و رائحة الخمر .
 قال بعضهم شعراً :
كأن النخيل الباسقات وقد iiبدت      لنناظرها  حسناً قباب زبر iiجد
وقـد علقت من قلبها زينة iiلها      قناديل ياقوت بام ا رس عسجد
والله الموفق .
 وذكر لغرس النخل أيام يقوى فيها ويلقح ويكثر تمرة ولا يصيب تمره الدود ولا السوس وهن سبعة أيام في نونمبر (تشرين الثاني) الثامن والثاني عشر والسادس عشر والسابع عشر والمتم عشرين والثاني والعشرون والسادس والعشرون والثامن والعشرون،وثلاثة أيام من دجنبر (كانون الأول) الخامس عشر والثامن عشر والسابع والعشرون ، وأربعة أيام من يناير (كانون الثاني) الاربع عشر والسادس عشر والثاني والعشرون واليوم الأول من فبراير (شباط) نحس لا يغرس فيه ويغرس فيما بقي من فبراير (شباط) بعد اليوم الأول ويجتنب الغرس في ثلاثة أيام من مارس (آذار) الخامس عشر والسابع عشر والخامس والعشرين ويغرس في غيرهن ويصلح الغرس في الثاني من ابريل (نيسان) وماؤه لا يلقح النخل لأنه خرج من الحسوم وفيه الماء لأنه ابتداء الحرارة الصيفية ويترك يوم العنصرة من يونيه (حزيران) لأنه عسير ويغرس في غيره ويغرس في أزواج يوليو (تموز) وغوشت (آب) واشتنبر (أيلول) ويحذر في الأف راد لا تغرس في الأول واغرس في الثاني ولا تغرس في الثالث واغرس في الاربع وهكذا والله أعلم .
 وفي بعض الكتب قيل يغرس في عاشر أكتوبر (تشرين الأول) وفي الخامس عشر منه وفي المتم عشرين وفي الخامس والعشرين كل غرس يصلح بإذن الله تعالى ففي هذه الأيام يكون الماء عذباً لما غرس فيها ولو غير عذب ، ولا يغرس في هذه الأيام من أكتبر (تشرين الثاني) فإن الماء فيها غير عذب لما غرس فيه ولو كان عذباً فتقسو عروقه كالحجارة .
 قيل يغرس النخل في الثاني من نوبر (تشرين الثاني) والثاني عشر والسادس عشر والسابع عشر والثاني والعشرين والسادس والعشرين والثامن والعشرين وما غرس من النخل في هذه الأيام السبعة يصلح إن شاء الله تعالى ويقوى وتكثر ثماره ولا تأكله الدود ولا السوس .
 وذكر لغرس النخل أيام يقوى فيها ويلقح ويكثر تمرة ولا يصيب تمره الدود ولا السوس وهن سبعة أيام في نونمبر (تشرين الثاني) الثامن والثاني عشر والسادس عشر والسابع عشر والمتم عشرين والثاني والعشرون والسادس والعشرون والثامن والعشرون ، وثلاثة أيام من دجنبر (كانون الأول) الخامس عشر والثامن عشر والسابع والعشرون ، وأربعة أيام من يناير (كانون الثاني) الاربع عشر والسادس عشر والثاني والعشرون واليوم الأول من فبراير (شباط) نحس لا يغرس فيه ويغرس فيما بقي من فبراير (شباط) بعد اليوم الأول ويجتنب الغرس في ثلاثة أيام من مارس (آذار) الخامس عشر والسابع عشر والخامس والعشرين ويغرس في غيرهن ويصلح الغرس في الثاني من ابريل (نيسان) وماؤه لا يلقح النخل لأنه خرج من الحسوم وفيه الماء لأنه ابتداء الحرارة الصيفية ويترك يوم العنصرة من يونيه (حزيران) لأنه عسير ويغرس في غيره ويغرس في أزواج يوليو (تموز) وغوشت (آب) واشتنبر (أيلول) ويحذر في الأفراد لا تغرس في الأول واغرس في الثاني ولا تغرس في الثالث واغرس في الاربع وهكذا والله أعلم .
 وفي بعض الكتب قيل يغرس في عاشر أكتوبر (تشرين الأول) وفي الخامس عشر منه وفي المتم عشرين وفي الخامس والعشرين كل غرس يصلح بإذن الله تعالى ففي هذه الأيام يكون الماء عذباً لما غرس فيها ولو غير عذب ، ولا يغرس في هذه الأيام من أكتبر (تشرين الثاني) فإن الماء فيها غير عذب لما غرس فيه ولو كان عذباً فتقسو عروقه كالحجارة .
 قيل يغرس النخل في الثاني من نوبر (تشرين الثاني) والثاني عشر والسادس عشر والسابع عشر والثاني والعشرين والسادس والعشرين والثامن والعشرين وما غرس من النخل في هذه الأيام السبعة يصلح إن شاء الله تعالى ويقوى وتكثر ثماره ولا تأكله الدود ولا السوس .
 يغرس التين أول اكتبر (تشرين الأول) إلى الثاني عشر من دجنبر (كانون الأول) فيكون ميتاً من دجنبر حتى تلقح الأشجار ، بعد فيلقح معها التين ويعتدل لوجود الحرارة المعتدلة .
 يغرس اللوز وأصناف البرقوق والخوخ والمشمش وعين البقرة ونحو ذلك في الخامس والعشرين من غوشت (آب) وكذلك يغرس نواها فيمكث في الأرض إلى وقت اللقاح ونبات الأرض فتنبت ويحفر لها ، وغرس النواة أفضل من غرس الغصن ويغرس الغصن من اكتبر (تشرين الأول) إلى يناير (كانون الثاني) .
 يغرس الرمان وما يشاكله في اللطافة من الأشجار كالورد والزفزوف والأجاص والتوت والتفاح من أول نونبر (تشرين الثاني) إلى عاشر يناير (كانون الثاني) وأن غرست في غير ذلك فسدت ، وكلها جنس واحد في اللطافة والطبيعة ولو اختلفت لوناً وللطافتها لم تقدر على شدة الحرارة .
 يغرس الجوز والزنبوع (116) ويسمى الكركاع والدروج في كل وقت إلا أيام الحسوم وأول غوشت (آب) ويوم العنصرة (117) .
 يغرس غير ما ذكر من الأشجار في كل وقت .
 يجتنب الغرس في جانب الحرث أو في الرمل أو في الحصى وارض الحجر فإن العروق تقف عند الحجر وتضعف عند الحصى ، والرمل والحصى تزيد برودتهما في الشتاء وحرارتهما في الربيع والصيف وتكثر سخونتهما في الخريف فيفسدان .
 ويجتنب الغرس في موضع تكثر فيه الضفادع فغنها تضر الغرس لكثرة بولها وتسقط ثمارها بعد صلاحها ويجتنب الغرس في الموضع المرتفع على الماء فأنه لا يصله السقي أو يضعف سقيه ويجتنب الغرس على شاطئ النهر وشاطئ الوادي لورود الأخطار وموت الغرس في ذلك .
 يقال ماء الليالي والسمائم يقتل الهوام في النخل والعنب .
 والدود الذي يكون في قلب النخل والعنب وغيرهما من الأشجار ويكثر الجمار في النخل ويلقح به الأشجار ويقال الماء كله لا يضر إلا في الحسوم وأول يناير (كانون الثاني) وأول غوشت (آب) ويوم العنصرة ، ويسقي في غير ذلك ليلاً ونهراً بارداً أو حراً ، ويقال ماء الليالي أفضل منافع الأغ راس بارداً أو حاراً وأنه للغرس كاللحم للآدمي ينبت في ساعته وكذلك الماء يلقي في ساعته .
 تسقي الأشجار في الخريف في كل وقت وفي الشتاء وسط النهار واذا جعل لها الروث أو رجيع ابن آدم سقيت في الحين لتتعادل الحرارة من ذلك والبرودة من الماء ويحفر للروث أو للرجيع تحتها ثم يدفن وتسقى ولا يجعل لها ذلك تحتها وقت لا تسقى من الأيام لأن ذلك يستتبع السقي ولا تسقى في الأيام المتقدم ذكرها والله قادر والله أعلم ولا شيء إلا بإذنه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً والحمد لله رب العالمين .
 تم طبع كتاب النحْلة لقطب الآئمة أستاذنا الشيخ الحاج محمد بن يوسف اطفيش رحمه الله وغفر له ولنا بفضله ورحمته أنه على ما يشاء قدير وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
 ملحوظة :
 نشرت هذه الملحقات بناء على اقتراح الأستاذ الفاضل الصديق كوركيس عواد وله الفضل في التنبيه .
 شكر وثناء أشكر الأستاذ الفاضل السيد عبد الحميد ال رشودي لما قام به من المساعدة والمعاونة في الإش ا رف على طبع هذا الكتاب .
 فله وافر الشكر والثناء على عواطفه النبيلة بما بذل من جهود .

فهارس الكتاب

 1 ـ فهرس المواضيع
 الموضوع
 الصفحة
  المقدمة   3
  نظرة عامة   4
  المباحث   5
  المصادر   6
  النخلة   10
  حياة النخلة وأدوارها   12
  أنواع النخلة والتمر القديمة والحاضرة   20
  النخل والتمر في الأرجاء العربية   48
  أمراض النخل والتمر   54
  النخل وغرسه   56
  المغارسات وعقودها   57
  المغارسات في لواء البصرة   57
  المغارسات في لواءي ديالي وبغداد والألوية الأخرى   65
  التمور وما يعمل منها   67
  تجارة التمور   72
  تطور ضرائب النخيل   75
  أقوال المؤرخين والسياحين   88
  أدب النخل ، الآيات الكريمة   98
  الأحاديث الشريف ، مختارات من الشعر   99
  مختارات من النثر   113
  الأمثال العامية   117
  النخل في العهود القديمة   119
  الخاتمة   120


 الموضوع  الصفحة
  جنى النحلة في كيفية غرس النخلة   121
  النِحْلَة في غرس النخلة   125
 2 ـ فهرس الكتاب :
 الموضوع  الصفحة
  آثار البلاد وأخبار العباد   88
  أحسن التقاسيم   30 ، 26 ،   25
  الأحكام السلطانية   80 ، 78
  الأشربة (كتاب )   70 ، 7
  أصول التعبات   9
  الأعلام   9 ، 8
  أعيان البصرة   84
  الأغذية والأشربة (كتاب )   68 ، 8
  البخلاء (كتاب )   113
  البصرة نخيلها وتمورها (كتاب )   9
  بغية المفيد   8 ، 19 ،   30
  البلاد (جريدة)   88
  البلغة في شذور اللغة   7
  تاج العروس   41 ، 29 ،   21
  تاريخ الأدب العربي في العراق   82
  تاريخ الضرائب العراقية   87 ، 75
  تاريخ العراق بين احتلالين   95 ، 82
  تاريخ العمراني   100
  تاريخ النقود العراقية   84
  تبصره عبرت   87
  تحفة المستفيد بتاريخ الإحساء الجديد   49

  الموضوع   الصفحة
  التذكرة   10
  التعريف بالمؤرخين   89
  التلمود   10
  التلمود قديماً وحديثاً (كتاب )   10
  التورات   10
  الجبل (جريدة )   106
  جنى النحلة   121 ، 17 ،   134 ، 8
  حكاية البغدادي (كتاب )   30 ،25 ،   23
  الخراج   79 ،   77
  دائرة المعارف   115 ، 62
  درة الغواص   115 ، 9
  الدكتورة عاتكة الخزرجي أمام القضاء (كتاب )   112
  ديوان أبي نؤاس   103 ، 102
  ديوان الكرخي   118 ، 113
  ديوان عبد الجليل البصري   83
  ديوان كشاجم   104
  ديوان اللفحات   106
  ذكرى الشيخ صالح باش أعيان   82
  رحلة ابن بطوطة   89
  رحلة أوليا جلبي   92 ، 89
  الزراعة العراقية (مجلة )   30 ، 15 ، 9 ، 116 ، 55 ، 53
  الزوراء (جريدة )   87
  سومر (مجلة )   119
  سياحتنا مه حدود   96 ، 94

  الموضوع   الصفحة
  الشوقيات   105
  صحاح الجوهري   75
  صفحات من تاريخ الك ويت   95
  صفة جزيرة العرب   30
  عشائر العراق   96 ، 57
  فتوح البلدان   77 ، 76
  فصول التماثيل   70 ، 7
  القاموس المحيط   28 ، 23
  قانون الاستهلاك   87
  قانون الإصلاح الزراعي   58
  قانون الاعشار   87 ، 86
  القانون المدني العراقي   58
  كفاية المتحفظ   19
  لغة العرب (مجلة )   53 ، 30 ، 26   ، 73
  مجمع الأمثال   114
  المجموعة القانونية التركية   81
  مختصر مطالع السعود   8
  المخصص   ، 12 ، 10 ،   19 ، 16 ، 15 ، 7
  مرآة العراق (مجلة )   40 ،   9
  مشاهدات نيبور (كتاب )   94 ، 92 ،   39
  معجم البلدان   103 ، 100
  المعجم الرباني اللاتيني   116
  المعرب   116 ، 23
  المقامات   23

  الموضوع   الصفحة
  مقامات الحريري   104
  النحلة في غرس النخلة (كتاب )   124 ، 115 ، 8
   النخل (كتاب )   30 ، 7
  النخل والتمور (كتاب )   10
  النخل والكرم (كتاب )   6
  النصرة في تاريخ البصرة   85 ، 84
  يتيمة الدهر   104

 3 ـ فهرس الأماكن
  الموضوع   الصفحة
  الأبلة (العشار)   101 ، 89 ،  88 ،63 ،   32
  أبو قير   105
  أجا   122 ، 16
  الاحساء   90 ، 49 ،   48 ،45 ،   43 ، 33
  الإسكندرية   105
  اصفهان   90
  الاعظمية   42
  أوربا   103
   إيران   116 ، 94 ،   72
  الباب العالي   86
  باريس   108 ، 104
  باكستان   33
  البحرين   24
  بدرة (بادرايا)   43 ، 36
  بريدة   16


  الموضوع   الصفحة
  بستان حسن كوله مند   42
  البصرة   ، 49 ، 45 ، 42 ، 40 ، 39 ، 37 ، 32 ، 30 ، 23 ، 10 ، 6 ، 3 ، 119 ، 96 ، 92 ، 90 ، 80 ، 69 ، 67 ، 62 ، 58 ، 57 ، 55 ، 52
  بغداد   مكررة
  بلاد المليبار   95
  بولاق   23 ، 7
  بومبي   83 ، 8
   بيروت   104 ، 82 ، 7
  بيشة   24
  تونس   113
  جانب الكرخ   92
  جزيرة العرب   72 ، 11
  جمعية التمور   64 ، 63
  جمهورية تونس   53
  الجمهورية العراقية    (مكررة)
  جوخى   101
   الحجاز   122 ، 26 ، 24 ، 17 ، 15
  الحلة   69 ، 66 ، 46 ، 43 ، 42 ، 39 ، 14
  حلوان   99
  خرمشهر (المحمرة)   83
  الخريبة   32
  خزانة مؤلف الكتاب   115 ، 19 ، 9 ، 7
  الجزائر   9
  خيبر المغرب   16
  دائرة الزراعة   53
  دار التضامن   112


  الموضوع   الصفحة
  دار ريحاني للطباعة   106
  دار الكشاف   82
  دجلة   103 ، 2
  دمشق   7
  الديار المصرية   123 ، 121
   ديالي   92 ، 66 ، 65 ، 45 ، 42
  الديوانية   66
  رجكوت   95
  الرافدين   111
  الرحالية   45
  الرس   16
  رصافة قرطبة   103
  الروضة الشريفة   8
  روما   7
  الرياض   49
  الزعفرانية   24
  سلمى   122 ، 16
  سوق الشيوخ   95
  الشام   106
  شثاثة   45
   شط العرب   94 ، 63 ، 32
  العثمانية   83
  العشار   63 ،62
  عمان   90 ، 28 ، 24
  عنيزة   16
  عينتاب   91


  الموضوع   الصفحة
  الفاو   6
  الفرات   101
  فلسطين   243
  القاهرة   116 ، 102 ، 101
  قبا   122
  القرنة   63
   القصيم   122 ، 16
  قلعة مير حاج   45
  كاليكوت (قالقوت)   95
  كربلاء   69 ، 67 ، 66 ، 46 ، 43، 42
  الكرخ   112 ، 92
  كرمة علي   63
  الكوت   95
  كوت الاحساء   95
  كوت جار الله   95
  كوت محينة   95
  كوت الزين   95
  كوت معمر   95
  الكوفة   90
   الكويت   95 ،82
  لبنان   24
  المجمع العلمي العراقي   7
  المدار   101
  المدينة المنورة   122 ، 121 ، 90 ، 53 ـ 51 ، 38 ، 28 ، 23 ، 16 ، 8
  مصر   123 ، 114 ، 104 ، 102 ، 95 ، 89 ، 83 ، 16 ، 8 ، 7
  مطبعة الأمة   10


  الموضوع   الصفحة
  مطبعة الأهالي   9
  مطبعة التايمس   9
  المطبعة الحسينية   8
  مطبعة دار المعرفة   94 ،39
  مطبعة السنة   114
  مطبعة الصباح   9
  المطبعة العربية   9 ، 7
  المطبعة العمومية   103 ،102
  المطبعة الكاثوليكية   7
  مطبعة مصطفى محمد   95
  مطبعة المعارف   113 ، 109
  مقاطعة حمدان   84
  مقاطعة الدواسر   96
  مقاطعة السراجي   96 ، 84
  مقاطعة مهيجران   84
  مقاطعة نهر خوز   85
  مقاطعة اليهودي (الحمزة)   96،85
  مصلحة التمور العراقية   72
  مكة المكرمة   90
  المملكة العربية السعودية   55 ،53 ،48 ،17
  المنتزة   105
  مندلي   45 ،43 ،42 ،14
  الموصل   9
  الميزانية   129
  الناصرة   95 ،43 ،37 ،35 ،34
  نجد   50 ،38 ،26 ،17 ،15


  الموضوع   الصفحة
  النجف   66
  نخل (اسم مكان )   103
  نخلة الشامية   103
  نخيلة   103
  نهر أبي الخصيب   63
  نهر أبي فلوس   63
  نهر جاسم   96
  نهر حمدان   836
  نهر الخورة   63
  نهر الدواسر   63
  نهر الدير   63
  نهر الزين   63
  نهر السراجي   63
  نهر العامية   63
  نهر الفياضي   63
  نهر معقل   63
  نهار المناوي   63
  نهر اليهودي (الحمزة)   36
  الهارثة   23
  هجر   114 ، 108 ، 23
  همذان   90
  الهفوف   49
  الهند   95 ، 90 ، 72 ، 33
  ينبع   122

  4 ـ فهرس الأشخاص
  (مع حفظ الألقاب)

  الموضوع   الصفحة
  آدم (ع)   127 ، 126 ، 123 ، 106 ، 91
  آدم متز   116
  إبراهيم النظام   115
  ابن بطوطة   89
  ابن الخشاب   130
   ابنسيدة   27 ،15 ، 10
  ابنقتيبة   70 ،7
  ابن ماجد   95
  ابن المعتز   7
  ابنوحشية   123 ، 17
  أبو بكرة الصحابي   32
  أبو حاتم السجستاني   116 ، 80 ، 7
  أبو الحسن اللحياني   114
  أبو حنيفة (الإمام )   58
  أبو حنيفة الدينوري   21
  أبو الطيب المتنبي   103
  أبو عبد الله الضرير   104
  أبو العلاء المعري   2
  أبو الفداء    89
  أبو المحامد السمرقندي   8
  أبو المطهر الازدي   30
  أبو نؤاس   103 ، 101
  أبو يعلى الفراء   80
  أبو يوسف (الإمام )   79 ، 77 ، 58


  الموضوع   الصفحة
  أحمد   108
  أحمد الشناوي   7
  أحمد شوقي   105
  أحمد الصافي النجفي   106
  أحمد عبد المجيد الغزالي   102
  أحمد محمد شاكر   116
  أحمد نور الانصاري   84
  أحمد يسوي الشاعر التركي   19
  الاصمعي   7 ، 6
  امريء القيس   99
  أمين الحلواني   124 ،121 ،17 ،15 ،8
  أمين عالي أفندي   90
  أولياء جلبي   92 ، 89
  ايليا أبو ماضي   106
  ايمن المشعشع   8
  باين سمث   116
  براك بن عريعر   95
  البستاني   62
  البلاذري   88 ،76
  بطرس البستاني   115
  بنو خالد   95
  الثعالبي   104
  الجاحظ   62
   جعفر الخليلي   112 ، 10
  جلال الحنفي   84
  جليلة رضا   109


  الموضوع   الصفحة
   الجواليقي   116 ، 23
  الحجاج بن يوسف   99
  الحريري   104
  حسن كوله مند   42
  حسن السنباتي   8
  حسون كاظم البصري   82
  حمد العبد العزيز البسام   38 ،37
  حمد الجاسر   49
  الحمران الجعدي   114
  حمزة (رض)   122
   حمروابي   119 ، 10
  حناناطوان جرجس   30
  خالد بن صفوان   115
  خالد الدباغ   55
  الخليل بن أحمد   115
  خليل البصري   83
  خورشيد باشا   95
  خير الدين الزركلي   8
  داود الانطاكي   10
   داود باشا   83 ، 82 ، 8
  داود التكريتي   9
  الربيع بن الخيثم   129
  زهير بن أبي سلمى   99
  سعاد هادي العمري   94 ، 39
  سليمان بن داود   111
  سليمان فيضي   62 ،40 ، 9


  الموضوع   الصفحة
  السمرقندي   68
  السمعاني   88
  شاكر طه السلمان   15
  صالح باش أعيان   82
  صالح التميمي   82
  صدوف   114
  طه باقر   119
  عاتكة الخزرجي   111
  عبد الله ابن الشيخ علي   48
  عبد الله بن الزبير (رض)   113
  عبد الله باش أعيان   84
  عبد الجبار البكر   55 ،53 ،24
   عبد الجليل البصري   83 ، 82
  عبد الحميد الأول (السلطان )   82
  عبد الحميد الرشودي   134
  عبد الرحمن بن أبي بكرة   32
  عبد الرزاق الاعظمي   55
  عبد السلام آل باش اعيان   82
  عبد العزيز الراجكوتي   95
  عبد الغفار الاخرس   7
  عبد الغني الخطيب   124
  عبد المجيد (السلطان )   95
  عبد المجيد الغزالي   9
  عبد الملك بن مروان    78 ، 79
  عبد الوهاب الدباغ   112 ، 10
  عبود الكرخي   17 ، 113 ، 112

  الموضوع   الصفحة
  عثمان بن حنيف   77
  علي (الخليفة )   77
  علي الشوبكي   112
  علي رضا باشا اللاز   83
   عمر (الخليفة )   130 ،115 ،114 ،77 ، 75
  عمرو بن العاص   48
  عمرو الجعدي   114
  عيسى (ع)   108
  فاسكودي جاما   95
   فرعون   108 ، 105
  فيض الله بلبل   89
  كشاجم   103
   كوركيس عواد   134 ، 116 ، 30
  الماوردي   78
  محمد أحمد (المحامي )   40 ،10
  محمد أسعد النائب   82
   محمد اطفيش   134 ، 125 ، 8
  محمد أمين المفتي   8
  محمد بسيم الذويب   110
  محمد بن المطهر   116
  عبد الله الانصاري   49
  محمد العسافي   26 ، 24
  محمد كرد علي   7
  محمد محيي الدين عبد الحميد   114
  محمد الهاشمي   107
  محمود الملاح   106

  الموضوع   الصفحة
  مدحت باشا   87
  مريم   108
  المسيح (ع)   115
  مصطفى محمد   95
  مصلح باش اعيان   
  مطيع ابن اياس   99
  معروف الرصافي   24
  المقدسي   30
  المنصور   78
  المهدي   78
  الميداني   114
  النابغة الجعدي   99
  ناصر خسرو   89
  نيبور   94 ، 92 ، 39
  هارون الرشيد (الخليفة )   78
  هاشم النقيب   9
  الهمذاني   30
  ياقوت الحموي   88
  يحيى بن آدم   77
  يزيد بن ابي يزيد الانصاري   77
  يوسف القناعي   95

  5 ـ فهرس الألفاظ والمصطلحات

  الموضوع   الصفحة
   ازرق الأزرق   14
   استهلاك   87
  اسرغ   129 ، 125
  اسماء الاشهر   135 ،126
  اسماء التمر والنخل   ، 46 ، 42 ، 40 ، 33 ، 30117 ، 116 ، 113 ، 93 ، 52 ، 48 30 ، 23
  اشاءة   14
   الالتزام   79 ، 78
  أم أربعة رؤوس ، أم ثلاثة رؤوس ، أم رأس ، أم راسين   42
  أوامر سامية (بيورلديات)   82
  الأيلة   68
  يارة   87
  البتول ، البتيلة   15 ، 14
  البتي   7
  البرزين   19
  البازار   69
   البسر   130 ، 67
  بلح   129
  بنات نعش   127
  البنتاية ، البناتي   42 ، 13
  تال   119 ، 118
  تبلية وتسمى (فَرْوند)   119
  التثقيلات (السخر)   83 ، 82 ، 81
  التحميص   55

  الموضوع   الصفحة
  التخمين   86
   تدمين ، سباخ ، سماد   125 ، 124 ، 60
  التركيس   19
  ترنوق   15
  التشجير (التعكيس)   19
   التعابة ، التعابون (المغارسة)   96 ، 62 ، 57 ، 6 ، 5
  التعطين   17
  التقبل   79 ، 78
   التكريب   18 ، 17
  تكسس   86
  التلتلة   19
  التلقيح   20
  التنجيم   54
  التين الشوكي (الصبار)   24
  الجثي   68
  الجثيث   13
  الجرنيب   54
   الجريب   96 ، 86 ، 84 ، 81 ، 80 ، 77 ، 75
  الجريد ، الجريدة   124 ، 113 ، 71 ، 11
   جاذبية   63
   جذع   99 ، 13 ، 11
  الجلاّب   89
   الجمّار (لبَة)   134 ،100 ،92 ،71 ،67 ،18 ، 11
  جمع   13
  الجلة   13
  الجوة   17

  الموضوع   الصفحة
  الحشف   55
   الحصران   92 ، 71
  الحلان   الخصاف
  الحنيني   68
  الحواري   70
  خراج موظف   83
   الخرص (تعداد النخيل)   86 ، 85 ، 80
  الخستاوي   68 ، 67
  الخصاب   21

الهوامش

 (1) الإعلام للأستاذ خير الدين الزركلي الطبعة الثانية ج 7 ص169 .
 (2) الإعلام الطبعة الثانية ج 8 ص 32 و 33 وفيه تفصيل ترجمته وبيان جملة من مؤلفاته .
 (3) المخصص لابن سيده ج 11 ص 102 ، والصواب أن النخل إسم جنس النخلة ، وهو الذي يفرق بينه وبين واحده بالتاء مثل تمر وتمرة .
 (4) المخصص ج 11 ص 113 .
 (5) مجلة الزراعة ج 4 ص 431 ـ 438 و ج 5 ص 36 ـ و ج 5 ص 36 .
 (6) المخصص لابن سيده ج 11 ص 109 .
 (7) يفهم من نص المخصص في البحث السابق أنه (فقير) .
 (8) جنى النخلة في كيفية غرس النخلة ، وفيه تفصيل وذكر لرأي ابن وحشية وغيره في علم الفلاحة .
 (9) كفاية المتحفظ في اللغة تأليف الشيخ الإمام أبي القاسم ابراهيم إبن إسماعيل المعروف بالأجدابي ، مخطوطة في خزانتي .
 (10) بغية المفيد وبلغة المستفيد ورقة 88 ـ 90 مخطوطتي ، والمخصص .
 (11) تاج العروس ج 7 ص 323 .
 (12) المخصص ج 11 ص 110 و 132 و 133 .
 (13) القاموس المحيط ج 4 ص 217 طبعة بولاق الثالثة .
 (14) مجلة لغة العرب ، ج 1 ، ص 397 ـ 399 نقلا عن أحسن التقاسيم ، والخستاوي منسوب إلى الخستوان ومعناها الأكابر والأغنياء بالفارسية .
 (15) وفي القاموس المحيط الدبس وعسل الرطب .
 (16) تاج العروس ، ج 4 ، ص 339 ، طبعة مصر .
 (17) النخل والكرم للأصمعي وكتاب النخل للسجستاني والمخصص وبغية المفيد ، ومجلة لغة العرب ، ج 2 ، ص 509 ـ 511 ، وفيها أنواع التمور القديمة نقلا عن أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي وصفة جزيرة العرب للهمذاني ، و ج 3 ص 470 ـ 475 و 533 ـ 536 من مقال للأستاذ حنا أنطون جرجس ، ومجلة الزراعة العراقية ، ج8 ، ص 57 ـ 68 من مقال للأستاذ كوركيس عواد في نخل العراق وتمره في المصادر العربية القديمة ، ومن المصادر حكاية ابي القاسم البغدادي المنسوبة إلى محمد بن احمد أبي المطهر الأزدي من رجال المائة الرابعة .
 (18) هذه وما بعدها ينطق بها كذلك إلا أن الصواب أن تكتب على أصلها ولكن راعينا المدون وأشرنا إلى صواب النطق بها وأنها تلفظ (كذا) .
 (19) مجلة لغة العرب ج 1 ص ص 397 ـ 399 من مقال بعنوان الخستاوي والزهدي .
 (20) مشاهدات نيبور في رحلته من البصرة إلى الحلة سنة 1765 م نقلها إلى العربية الأستاذ هادي العمري ، وطبعت بمطبعة دار المعرفة ببغداد سنة 1955 ص 32 وفيها بعض أنواع التمور .
 (21) مجلة مرآة العراق ج 1 عدد 3 وما بعده .
 (22) تاج العروس ج 4 ، ص 345 .
 (23) تحفة المستفيد بتاريخ الإحساء في القديم والجديد ، تأليف الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد المحسن آل عبد القادر الانصاري الإحسائي ، اشرف على طبعه وعلق عليه بعض الحواشي الأستاذ العلامة الشيخ حمد الجاسر ، طبع في مطابع الرياض سنة 1379 هـ 1960 م ص 51 ـ 52 .
 (24) مجلة الزراعة العراقية ج 8 ، ص 656 و 657 .
 (25) مجلة لغة العرب ج 9 ص 758 ـ 768 وفيها تفصيل .
 (26) الشيص : أو الصخل كما يبسميه المدنيون هو التمر الخالي من النوى بسبب عدم تلقيحه .
 (27) المد : كيلة تساوي ثلاثة اصواع وصاع التمر يساوي حوالي 3150 غراماً .
 (28) مجلة الزراعة العراقية ، ج 9 ، ص 21 و 32 ، من مقال للأستاذ عبد الجبار البكر ثم أعقبه بنشر جدول مرتب على حروف الهجاء في أسماء تمور المدينة المنورة ، كما تناول بحوثاً عديدة في نخيل وتمور المملكة العربية السعودية نشرها في المجلة المذكورة ج 8 ، و 9 .
 (29) مجلة الزراعة العراقية ، ج 6 ، ص 127 ـ138 و 244 ـ 260 .
 (30) مجلة الزرعة ، خياس طلع النخل ، ج 4 ، ص 182 ـ 186 ، ومرض خياس طلع النخيل وطرق الوقاية منه ، ج6 ص ، 259 ـ 298 للسيد عبد الرزاق الأعظمي ، وج 15 ، ص 19 ـ 24 ، خياس طلع النخيل انتشاره وأع ا رضه ومكافحته للسيد خالد الدباغ ، وآفات النخل والتمر في المملكة العربية السعودية من مقال للأستاذ عبد الجبار البكر ج 8 ، ص 657 ـ 659 .
 (31) في عشائر العراق ، ج 1 ، تفصيل عن العشائر البدوية وعن عشيرة الضفير خاصة ، ص 295 ـ وعن انتقال 29 ـ العشائر من البادية إلى الأرياف ، ج 3 ، ص 18 .
 (32) دائرة المعارف ، البستاني ، الطبعة الأولى.
 (33) المراقبة الصحية ، نشرة لجمعية التمور .
 (34) القيمة الغذائية للتمور العراقية : مطبعة التفيض بغداد ، باللغتين العربية والإنكليزية وهي النشرة رقم 2 لجمعية التمور .
 (35) كتاب الأغذية والأشربة للسمرقندي .
 (36) كتاب الأشربة لابن قتيبة وفيه تفصيل الحل والحرمة وفي كتاب فصول التماثيل سعة زائدة .
 (37) تكلمنا عن الضرائب بأنواعها في كتاب (تاريخ الضرائب العراقية)، المطبوع ببغداد سنة 1959م .
 (38) الجريب يساوي ( 3967 ) مترًا مربعاً .
 (39) فتوح البلدان للبلاذري ، ص 268 .
 (40) الخراج للإمام أبي يوسف ، ص 43 .
 (41) الخراج ليحيى بن آدم ، ص 96 ـ 100 ، والخراج للإمام أبي يوسف ، ص 126 .
 (42) فتوح البلدان ، ص 269 .
 (43) الأحكام السلطانية للماوردي ، ص 134 .
 (44) التقبّل أصله أن تخمن الحاصلات وتحزر ، فيخير صاحبها بأن يتقبلها بما خمنت أو لا يتقبّلها ، ثم صار يتقبلها أناس آخرون ينتظرون الحاصل ، فيقاسمون أهليه ، ومن ثم صار معروفاً عندنا بـ (الضمان والالتزام) كأنه بقي الخراج على ضمانه وخطره .
 (45) كتاب الخراج للإمام أبي يوسف ، ص 126 .
 (46) الأحكام السلطانية لأبي يعلى ، ص 104 .
 (47) المجموعة القانونية التركية مخطوطتي .
 (48) الشيخ عبد السلام ابن الشيخ عبد القادر من آل باش أعيان ، توفي سنة 1035 هـ ـ 1625 م وأما أخوه الشيخ مصلح فقد توفي سنة 1031 هـ ـ 1621 م ونص الف رمان وترجمته العربية في كتاب (ذكرى الشيخ صالح باشأعيان العباسي) الذي نشره الأستاذ حسون كاظم البصري وطبع سنة 1949 بدار الكشاف بيروت ص 12 ـ 13 وتحتفظ هذه الأسرة بفرامين وأوامر سامية (بيورلديات) صادرة من ولاية البصرة كما جاء في هامش ص 13 من الكتاب المذكور .
 (49) قتل غيلة في ليلة الجمعة في 27 شهر رمضان سنة 1248 هـ ـ 1833 م بعد صلاة التراويح وكان كتخدا بغداد (تاريخ العراق بين احتلالين ج 7 ص 21 وما بعدها) وفيه تفصيل ، وتاريخ الأدب العربي في العراق ج 2 ، ص 224 .
 (50) تاريخ العراق بين احتلالين ج 6 في صفحات عديدة وفيه تفصيل .
 (51) توفي في 16 شعبان سنة 1216 هـ 1844 م ، (تاريخ الأدب العربي في العراق ج 2 ص 226 و 227 ديوان عبد الجليل البصري 62 و 63 و 70 ـ 79 و 147 وما بعدها من طبعة بومبي سنة 1300 هـ ومن طبعة ، 54 و 100 – مصر ص 43 و 44 و 48 .
 (52) ديوان عبد الجليل البصري 62 و و 70 ـ 79 و 147 وما بعدها من طبعة بومبي سنة 1300 هـ ومن طبعة مصر ص 43 و 44 و 48 ـ 54 و 100 .
 (53) تأليف العلامة الفاضل الشيخ أحمد نور بن محمد شريف الانصاري الشافعي قاضي البصرة أتم تأليفه سنة 1277 هـ وكانت وفاته في 14 جمادى الأولى سنة 1302 هـ 1885 م ، عندي نسخة مخطوطة منه وجاءت ترجمة المؤلف في كتاب ، أعيان البصرة للشيخ عبد الله ضياء الدين آل باش أعيان العباسي طبعة الأستاذ الشيخ جلال الحنفي سنة 1961 .
 (54) الشامي نقد من ضرب السلطان عبد الحميد الأول وفي البصرة كان يتعامل به إلى قبيل حرب سنة 1914 ويعتبر سعر الليرة 12 شامياً كما علمت من المرحوم الأستاذ سليمان فيضي ومن غيره والتفصيل في كتابي تاريخ النقود 151 المطبوع ببغداد سنة 1958 العراقية ص 14 .
 (55) النصرة في تاريخ البصرة ، مخطوطتي ص 3 و ما بعدها وفيها تفصيل زائد .
 (56) الظاهر من جهة أن مياههم سيحاً بخلاف بغداد .
 (57) تبصرهُ عبرت ص 100 ، وجريدة الزوراء عدد 13 الصادر في 1 جمادى الآخرة سنة 1286 هـ .
 (58) بسطنا القول فيها في جريدة البلاد في الأعداد الصادرة في 6 و 9 و 11 آذار سنة 1938 .
 (59) التعريف بالمؤرخين ج 1 ص 201 ـ 205 ، وفية تفصيل ترجمة وكانت قد بدأت رحلت سنة 725 هـ ـ1325م وكان وروده العراق سنه 727 هـ ـ1326 م وورد بغداد في شوال سنة 748هـ ـ 1348 م .
 (60) رحلة ابن بطوطة ج 1 ص 115 ، 117 طبعة مصر سنة 1938(60) التعريف بالمؤرخين ج 1 ص 168 و 169 .
 (61) أصله من استنبول ، ولد سنة 1020 هـ ـ 1611 م وهو ابن محمد ظلي الدرويش ، وكان والده (مذهبّاً) للسلطان ، يرجع إلى كرميان ومن أجداده أحمد يسوي الشاعر التركي المعروف، ورحلته معروفة ، وتعد من أجل الرحلات ، وطبعت في عشرة مجلدات باللغة التركية واختصرها فيض الله بلبل مصاحب السلطان في مجلد واحد ، ورد بغداد يوم مولد الرسول (ص) سنة 1066 هـ ـ 1656 م .
 (62) رحلة أوليا جلبي ج 4 ، ص 432 .
 (63) وقد سمعتهم في بغداد يتحدثون عن الأصناف التالية فقط من التمر : خستاوي ، زهدي ، أصابع العروس ، دكل ، إبراهيمي، بيدراية Om Fattel , Kusi قوزي خورماسي ، Barben ( سعادة) ، (بربن ) Saade Owaraie كاوي ، Aescharsi سكّري ، ( اشرسي) Mrassa ، مرصع ، churmasi .
 (64) مشاهدات نيبور في رحلته من البصرة إلى الحلة سنة 1765 ترجمها عن الألمانية الأستاذ سعاد هادي العمري ، طبعت ببغداد بمطبعة دار المعرفة سنة 1955 ص 31 ـ 33 .
 (65) الكوت : هو القلعة الحصينة وتصغيره الكويت ، واللفظة هنية قطعاً ولم تكن برتغالية وقد سميت مدن كثيرة بهذا الاسم أو باسم ( قوت ) ومنها ( راجكوت ) التي ينتسب إليها صديقنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد العزيز الميمني الراجكوتي وكذا وردت (قالقوت) أي (قلعة قال) البلدة المعروفة في بلاد الهند ووردت في المؤلفات العربية مما يدل على قدم اللفظة وضبطها الرحالة ابن بطوطة (قالقوط) هي أحدى البنادر العظام ببلاد المليبار (الرحلة ج 1 ص 115 مطبعة مصطفى محمد بمصر سنة 1938 ) وتسمى الآن (كاليكوت) وهي التي وصلها ابن ماجد مع (فاسكودي جاما) وفي الجمهورية العراقية (الكوت) قاعدة أحد الألوية وقرى باسم كوت الزين وكوت معمر وكوت جار الله في لواء البصرة وكوت محينة في سوق الشيوخ من لواء الناصرية ، وجاء في (سياحتنامه حدود) ص 12 ما ترجتمته : ( الكوت هو بوزن حوت مأخوذ من اللغة الهندية ويؤدي معنى القلعة في العراق أطلقت على القلاع التي تصنع من طين وجملة من الأماكن تسمى بهذا الاسم) عندي مخطوطتها الخزائنية تأليف خورشيد باشا وهي النسخة المقدمة للسلطان عبد المجيد 1272 هـ ، وكوت الاحساء ما كان مشتملاً على وسط المدينة المحتوي على السور الأول دون غيره وهو محل إمارتها .
 أما الكويت فأنها عرفت في مدوناتنا التاريخية من سنة 1203 هـ وما بعدها إلى يومنا هذا كما في تاريخ العراق بين احتلالين من المجلد السادس إلى المجلد الثامن ويرجع تأسيسها على ما يظن إلى بني خالد أو إلى براك بن عريعر من أمرائهم في أواخر القرن الحادي عشر وكذا في (صفحات من تاريخ الكويت) تأليف الأستاذ يوسف بن ، عيسى القناعي : الطبعة الثانية 1374 هـ ـ 1954 .
 (66) سياحتنامه حدود مخطوطه خزائنية في خزانتي ص 24 ، وصفتها بسعة في المجلد الثاني من عشائر العراق ج 2 ص 8 .
 (67) معجم البلدان طبعة أوربا مادة حلوان .
 (68) تاريخ العمراني مخطوط في خزانتي ص 77 و 78 .
 (79) معجم البلدان مادة حلوان وفيه تفصيل زائد .
 (70) هذا البيت لا يوجد في طبعة القاهرة سنة 1953 .
 (71) ديوان أبي نؤاس طبعة المطبعة العمومية بمصر سنة 1898ص 252 و 253 ، وطبعة القاهرة 1953 بتحقيق الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي ص 209 ـ 211 .
 (72) ديوان أبي نؤاس المطبعة العمومية بمصر ص 322 و 323 .
 (73) معجم البلدان طبعة أوربا .
 (74) ديوان أبي الفتح محمود بن الحسن الكاتب المعروف بكشاجم ، طبع المطبعة الآنسية في بيروت سنة 1311 ص 155 و 156 .
 (75) يتيمة الدهر للثعالبي ص 86 طبعة مصر سنة 1934 .
 (76) مقامات الحريري طبعة باريس سنة 1822 ص 474 .
 (77) حابول النخل هو الحبل الذي يصعد به النخل ، يكون متخذاً من اللحاء أو من الليف ولذلك جعله منتسباً إلى الأم وهي النخل .
 (78) الجاني هو جاني الثمر .
 (89) ولا يلحي أي ولا يلام .
 (80) الشوقيات ج 4 ص 64 .
 (81) ديوان اللفحات المطبوع بدار ريحاني للطباعة والنشر ص 112 .
 (82) جريدة الجبل البغدادية الغراء في 1949 وعدد 1 ـ 3 ـ 1949 وعدد 159 .
 (83) الربيد تمر منضد ينضح عليه الماء .
 (84) الرجَب جمع رجبة وهي دكان يبنى تحت النخلة تعتمد عليه .
 (85) الخرس طعام النفساء .
 (86) الكرناف أصول الكرب تبقى في الجذع بعد قطع السعف (الواحدة كرنافة) .
 (87) الشذب قطع وعيدان وقشور الشجر .
 (88) الجذب الجمار .
 (89) مجلة الزراعة العراقية المجلد 16 العدد الخامس ص .
 (90) الأرج : الرائحة الطيبة ، الجني : ما يجنى من الشجر، الأكل : ثمر النخل .
 (91) نخل مغمول : أي متقارب مصفوف ، الاتساق : الانتظام .
 (92) ريعت : من الروع وهو الخوف ، ابن داود : الملك سليمان النبي الذي كان يحكم الجن .
 (93) الجارحة : العضو من الجسم ، الهون : بضم الهاء : الخزي ، لا قبل له : أي لا طاقة له .
 (94) قفت جرائدها ، أو قف الجريد بها ، الجريد والج رائد جمع الجريدة وهي سعف النخل ، قف شعره : أي وقف رعباً ولا يخفى ما يبدو للناظر من التشابه بين سعف النخل الموجود في راسها والمتجهة إلى فوق وبين شعر العفاريت أي أنسان خائف .
 (95) كتاب (الدكتورة عاتكة الخزرجي أمام القضاء) تأليف الأستاذ علي الشوبكي ص 45 و 46 ـ دار التضامن للطباعة والتجارة والنشر سنة 1962 ، وفيه مقتطفات من هذه القصيدة وقد تفضل الأستاذ الموما إليه بإرسالها كاملة .
 (96) الحشف : التمر التالف ، الحلاوي : نوع من التمور ، ومعناه أن قيمة هذين الصنفين من التمور لا تكفي لاكساء الفلاح .
 (97) ديوان الأستاذ عبود الكرخي ج 2 ص 302 و 303 المطبوع سنة 1955 بمطبعة المعارف ببغداد والمصدر بمقدمتي المؤرخة 22 آب سنة 1955 في الأدب العامي .
 (98) التامك : السنام .
 (99) مجمع الأمثال للميداني ج 2 ، ص 82 و 83 مطبعة بولاق سنة 1284 هـ ، ومطبعة السنة المحمدية مصر سنة 1955 ج 2 ص 151 بتحقيق الأستاذ محمد محيى الدين عبد الحميد .
 (100) مجمع الأمثال للميداني ج 2 ص 153 طبعة سنة 1955 .
 (101) درة الغواص في بيان ما امتازت به البصرة من الاختصاص ، مخطوطة في خزانتي ص 6 ، وكتاب النحلة في غرس النخلة مع اختلاف في الرواية .
 (102) المصدران نفسهما .
 (103) دائرة المعارف للمعلم بطرس البستاني ج 1 ص 268 .
 (104) جاء في (المعرّب) للجواليقي ص 228 بتحقيق أحمد محمد شاكر القاهرة ، 1361 هـ : (سكر طبرزد وطبرزل وطبرزن ، ثلاث لغات معربات واصله بالفارسية تبرزد ، كأنه يراد : نحت من نواحيه بفأس ، والتبر الفأس بالفارسية ، ومن ذلك سمي الطبرزد من التمر، لأن نخلته كأنما ضربت بالفأس ) .
 (105) ورد هذا اللفظ في بعض التآليف بصورة الهلباث ، والوجه في أعلاه ، وهو أرمي ، ذكره باين سمث في معجمه السرياني اللاتيني .
 (106) حكاية أبي القاسم البغدادي (ص 44 طبعة آدم متز ، هيدلبرج 1902 ) ، من مقال للأستاذ كوركيس عواد نشر في مجلة الزراعة العراقية ج 8 ص 57 ـ 68 .
 (107) ديوان الكرخي ج 2 ، ص 156 .
 (108) مجلة سومر ج 8 ص 21 وما بعدها سنة 1952 م .
 (109) اتسرغي نار تشتعل وفعل الأمر منها اسرغ أو سرغي .
 (110) صوابها كرنوش : وهو شجر البلوط .
 (111) هو الليمون ويشمل الحامض والقارص .
 (112) الشاهبلوط : هو المعروف عندنا بـ (الكستنا) .
 (113) الغبير : بيت خرب ولكنه يؤوي اللاجئ المضطر وتطلق على البيت القديم استهزاء .
 (114) هذه الطريقة متبعة في العراق إلا أن المستعمل أن يشهر السيف أو الطبر في محاولة قطعها .
 (115) الميزابية : يقال لها المزابية وتطلق على الخوارج والظاهر إنها محرفة من الاباضية .
 (116) ليمون حامض كبير الشكل يستعمل للأدوية ، ويعرف في تونس بـ (الزنباع) وفي بغداد يقال له (سندي) .
 (117) يوم من أيام الصيف الحارة .


  • نظرة عامه
  • المباحث
  • المصادر
  • النخلة
  • حياة النخلة وأدوارها
  • 1 ـ النخلة من النواة
  • 2 ـ النخلة من افسيلة
  • 3 ـ طريقة غرس النخلة
  • 4 ـ طريقة الغرس في نجد       والحجاز
  • 5 ـ اجزاء النخلة
  • 6 ـ نشو النخل وعيطه
  • 7 ـ الفحل والانثى من النخل
  • انواع النخل والتمر
  • 1 ـ انواع النخل والتمر القديمة
  • 2 ـ أنواع النخل والتمر       الحاضرة
  • 3 ـ نخل البصرة وتمورها
  • أسماء التمور في البصرة      (مرتبة على حروف الهجاء)
  • 4 ـ النخل والتمر في الألوية       الأخرى
  • والتمر من هذه الأنواع يكون
  • * في المملكة العربية السعودية
  • أمراض النخيل والتمور
  • خرافة شائعة في نخيل البصرة
  • النخل وغرسه
  • المغارسات وعقودها
  • 1 ـ المغارسات في لواء البصرة
  • 1 ـ الفلاحة
  • 2 ـ التعابة
  • 3 ـ المد والجزر
  • 4 ـ الحالة العامة
  • 2 ـ المغارسات في لواءي       ديالي وبغداد
  • 3 ـ المغارسات في ألوية كربلاء والديوانية والحلة
  • 4 ـ المغارسات في الأولوية الأخرى
  • التمور وما يعمل منها
  • ومن مأكولات التمور
  • ومما يعمل من التمر
  • الجمار والطلع
  • تجارة التمور
  • تطور ضرائب النخيل
  • عهد التنظيمات
  • أدب النخل
  • النخل والتمر
  • النخل في العهود القديمة
  • الخاتمة
  • ملحقات
  • فهارس الكتاب
  • الهوامش
    BASRAHCITY.NET