بسم الله الرحمن الرحيم

أثــر اللغة الفارسية في المنطق العربي

الأستاذ صباح عبد الكريم مهدي

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
   اللغة العربية هي لغة الدين والعبادة والسياسة وهي لغة القرآن الكريم واللغة المشتركة لكل الشعوب التي دانت للحكم العربي، وعلى كل مسلم إن يتعلم هذه اللغة لمكانتها الدينية والعلمية وقد اعتز بها العرب اشد الاعتزاز وكذلك الشعوب التي تتحدث بها .
   واللغة العربية هي أولى لغات العالم الإسلامي ولها بكثير من لغات هذا العالم صلات قوية كصلتها مثلاً باللغة الفارسية، فهناك علاقة وطيدة بين العربية والفارسية لم تكن موضع شك أو تساؤل بين علماء اللغات شأنها في ذلك شأن العلاقة بين الثقافتين العربية والفارسية فأنهما أيضا لم يكونا موضع شك أو تساؤل بين علماء التاريخ (1) .
   إن العلاقة بين اللغتين العربية والفارسية ـ قديمة قدم مجاورة بلاد العجم لبلاد العرب وقد بلغت هذه العلاقة منتهاها من القوة بعد أن دخل الإسلام بلاد فارس وامتزجت الثقافتان العربية والفارسية وتكونت منها ثقافة إسلامية واحدة .
   وقد أدت العلاقات الواسعة بين العرب والفرس إلى انتشار لغتيهما وتبادل التأثير فيما بينهما، فاللغة العربية لها تأثير واضح في اللغة الفارسية ومن مظاهر هذا التأثير: كثرة الألفاظ العربية في اللغة الفارسية، وكتابة اللغة الفارسية بالخط العربي واقتباس بعض قواعد اللغة العربية واستعمال أوزان الشعر العربي وقوافيه (2) .

   كما إن اللغة الفارسية أثرت في اللغة العربية حيث دخلتها مجموعة من الألفاظ الفارسية فضلاً عن تركها بصمات واضحة في المنطق العربي .
   وقد تناولت في هذا البحث اللغة العربية ومكانتها والعلاقة بين اللغة العربية واللغة الفارسية، وأثر اللغة الفارسية في المنطق العربي حيث كان للفرس كما كان لغيرهم من الروم والسريان والنبط والقبط والأحباش دور في العيوب التي ظهرت في المنطق العربي ومن أهمها: اللحـــن أو اللكنـة أو العجمــة .
   ثم ذكرت بعد نتائج البحث والمصادر والمراجع ، ويكتسب هذا البحث أهميته من كونه دراسة متواضعة بينت فيها العيوب التي خلفتها اللغة الفارسية في المنطق العربي ، ويهدف هذا البحث إلى الكشف عن هذه العيوب .
   ومن أهم الدوافع التي دفعتني إلى الكتابة في هذا الموضوع حبي للغة العربية فضلاً عن حاجة المتخصصين في اللغة العربية واللغة الفارسية إلى مثل هذه الدراسة التي توضح العلاقة بين اللغة العربية واللغة الفارسية ومظاهر التأثير بينهما .
   ومن أجل تنفيذ هذا البحث وتحقيق أهدافه فقد رجعت إلى المصادر والمراجع العربية التي تخص هذا الموضوع . وقد بذلت ما بوسعي في المجهد المتواضع للغة القرآن وأرجو أن أكون قد أسهمت بنصيب متواضع في هذا المجال من الدراسات وحققت الهدف المطلوب والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق .

أولاً : اللغة العربية ومكانتها
  اللغة العربية إحدى اللغات السامية « وهي اللغات التي كانت شائعة منذ أزمان بعيدة في بلاد أسيا وأفريقيا » (3) .

   وقد مرت اللغة العربية كغيرها من اللغات بمراحل مختلفة حتى وصلت إلى الوضع الأخير الذي عرفت به، وكما هو معروف إن الجزيرة العربية هي مهد اللغة العربية نشأت في أحضانها نقية سليمة ، وكانت لهجات أبناء الجزيرة العربية تختلف باختلاف الوطن الذي يعيشون فيه، وقد أدت عوامل عديدة إلى توحيد هذه اللهجات في نهاية الأمر في لهجة قريش التي تعد أفصح اللهجات العربية وعنها يقول السيوطي نقلاً عن ثعلب « ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم وتلتلة بهراء وكسكسة ربيعة وكشكشة هوازن وتضجع قيس وعجرفية ضبة »(4) .

ثانياً : ومن أهم هذه العوامل (5)
  هجرة القبائل المختلفة من مكان إلى آخر وما يصب ذلك من انتقاء للألفاظ وتنقية للأساليب من لغة الطارئين ولغة القاطنين . كما كان لأسواقهم الكثيرة التي كانت تقام في تواريخ معروفة دور كبير في التقريب بين لهجات القبائل وتقوية ألاواصر بينها ومن أشهر هذه الأسواق عكاظ ومجنة وذو المجاز .
   وكان لاجتماع العرب في موسم الحج في مكة أثر بالغ في توحيد لهجتهم حيث تلتقي اللهجات وتتعارض ويحدث ما لابد أن يترتب على هذا الاحتكاك من استعمال ألفاظ خاصة لها من مرونتها ودقة أدائها ما يضمن لها البقاء والخلود .
   لقد كان لقريش القدح المعلى في ذلك فهي قبلة العرب التي يتجهون إليها ويختلطون بها ويأخذون عنها، ولأبنائها السيادة والشرف تأتيهم القبائل وتصدر عنهم فيأخذون من لهجتها ما حسن حتى استوت العربية على ساقيها وحتى استكملت مقوماتها وحتى أصبحت تلك اللغة الفصيحة التي يتكلمها العرب ويتناقلونها أبناء عن آباء.
   وتحتل اللغة العربية مكان الصدارة بين اللغات المشهورة وتتمتع بمكانة رفيعة بين اللغات الحية في الوقت الحاضر وينظر إليها نظرة احترام وتقديس من قبل العرب والمسلمين فهي لغة القرآن والدين الإسلامي بالنسبة للمسلم ولغة الآباء والأجداد بالنسبة للعربي غير المسلم وهي لغة الفصاحة والبيان وبها دونت علوم العرب وآدابهم وحضارتهم العظيمة.
   وللغة العربية فضل من جهة اعتدال كلماتها فإننا نجد أكثر ألفاظها قد وضع على ثلاثة أحرف وأقل من الثلاثي ما وضع على أربعة أحرف وأقل من الرباعي ما وضع على خمسة أحرف وليس في اللغة العربية كلمة ذات ستة أحرف أصلية ، وقد جاءت ألفاظ قليلة جداً على حرف واحد أو حرفي (6) .

   ولها فضل من جهة فصاحة مفرداتها فليس في كلماتها الجارية في الاستعمال ما يثقل على اللسان أو ينبو عن السمع .
   واللغة العربية هي لغة الخلود لأنها اللسان الذي نزل به القرآن الكريم « نزل به الروح الأمين على قلبك من المنذرين بلسان عربي مبين » ( سورة الشعراء الآيات 193 - 194 - 195 ) ، فهي خالدة ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم وقد وعد الله سبحانه وتعالى بذلك « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون » ( الحجر / آية / » وعلى كل عربي ومسلم أن يفتخر بهذه اللغة ويعتز بها ويخدمها خدمة للدين القويم، ويجب على كل مسلم أن يعرف هذه اللغة ويتعلمها لمكانتها الدينية والعلمية قال ابن شُبْرُمه « إذا سرّك أن تعظم في عين من كنت بعينه صغيراً ويصغر في عينك من كان في عينك عظيماً فتعلم العربية فإنها تجريك على المنطق وتدنيك من السلطان » (7) .
   وقد كثرت اللغات العربية التي تكتب بالحروف العربية وهذا دليل على مكانتها العظيمة في قلوب تلك الأمم المنتشرة في آسيا وأفريقيا، كالهندستانية والأوردية والبنجابية والإيرانية والأفغانية في آسيا وبلاد الهند والكوموكية في أوربا (8) . .

ثالثاً : العلاقة بين اللغة العربية واللغة الفارسية
   دخل العرب بلاد فارس سنة ( 30 هـ ) ( 651 م ) بعد مقتل يزدجر الثالث في وقعة ( نهاوند ) التي سميت فتح الفتوح (9) .
   وقد انتشر الإسلام في ربوع إيران انتشاراً سريعاً واسلم كثير من الفرس في مدة وجيزة وبانتشار الإسلام انتشرت العربية في أنحاء إيران وأصبحت اللغة البهلوية وخطها مهجورين لأن البهلوية ارتبطت في أذهان الفرس المسلمين بالديانة الزرادشتية فنفروا منها ، كما ان الكتابة البهلوية لم تكن شائعة بين الفرس بل كانت محصورة في طبقة خاصة منهم هي طبقة الكتاب وهذا العامل سهل على الفرس هجرها واستعمال الكتابة العربية الجديدة.
   كما إن البهلوية هي لغة المناطق المتاخمة للبلاد العربية وكانت هذه المناطق دائماً في طريق الغزوات والهجمات العربية المختلفة نحو المشرق، ونتيجة لذلك كان أثر الفتوح العربية الإسلامية شديداً في هذه اللغة ولهذه الأسباب زالت اللغة البهلوية من جراء الفتح العربي (10) .
   وقد سادت العربية في بلاد فارس وكان الدافع الأول لإقبال الفرس على تعلمها هو الإيمان الصادق بالإسلام، وان اللغة العربية لغة الدين الإسلامي ومنبعيه الأساسيين- القرآن الكريم والحديث النبوي ـ كما إن اللغة العربية لغة أصحاب السلطان ولغة التدريس في المدارس ولذلك أقبل الناس على تعلمها (11) .
   والسؤال الذي يطرح نفسه ، بعد زوال اللغة البهلوية من جراء الفتح العربي من أين جاءت اللغة الفارسية الحديثة التي ظهرت بعد انتهاء عهد السيطرة العربية واتخذتها الدولة الفارسية المستقلة لغة لها ؟ .
   لقد كانت بالمشرق اللغة الدرية التي كانت تستخدم في بلاد الحكام ببخارى وفيما يحيط بها من المناطق كما إنها منتشرة في خراسان أيضا (12) .
   ومن حسن حظ اللغة الدرية إنها كانت بالمشرق حين قامت الدولة الفارسية المستقلة عن الدولة العباسية، وهذه الدولة هي التي ساعدت على بعث النهضة الأدبية الفارسية وطبيعي إن تتخذ هذه النهضة التي قامت في المشرق لغة المشرق في كل ما يكتب أو يؤلف .
   لقد اتخذت الدولة الفارسية المستقلة التي قامت بالمشرق لغة قومية بدل لغة العرب لبعد المناطق الشرقية عن مركز الخلافة العربية وضعف قبضة هذه الخلافة عليها، وهكذا أظهرت اللغة الفارسية الإسلامية التي اشتد ساعدها بعد ذلك وكتب بها شعراء تزعموا النهضة الفارسية الأدبية بعد الإسلام كالرودكي، وظهرت التآليف والترجمات بهذه اللغة (13) .
   ولا يفهم من هذا إن الفرس هجروا اللغة العربية بعد أن أصبحت لهم لغة قومية لأنهم في الحقيقة لم ينصرفوا عنها في أدبهم وتآليفهم .
   وفي الدولة السامانية التي اتخذت بخارى عاصمة لها والتي ظهر فيها أول شعراء الفرس الكبار بعد الإسلام وهو الرودكي، راج الشعر العربي رواجاً كبيراً، ومع أن الدولة السامانية فارسية إلا إنها لم تحرم الأدب العربي من الرعاية ، كما نالت العربية في عهد أحمد بن إسماعيل شيئاً من مكانتها القديمة حتى صارت لغة الوثائق الرسمية وكانت بخارى مجمع العلم والفضل يسعون إليها من أنحاء العالم الإسلامي وبها يلتقون (14) .
   وهذا كله يدل على إن العربية ظلت محتفظة بمكانتها وانتشارها حتى بعد أن أصبح للفرس لغة قومية وأدب قومي .
   إن اللغة الفارسية الجديدة وان أصبحت لغة الفرس القومية إلا إنها مع ذلك عاشت مع العربية جنباً إلى جنب في تآلف وتعاون وتفاعل وقد أثرت كل منهما في الأخرى وتفاعلت معها، وقد أدت هذه العلاقات الواسعة بين العرب والفرس إلى انتشار لغتيهما وتبادل التأثير فيما بينهم (15) .

رابعاً : اثر اللغة الفارسية في المنطق العربي
   ليست الفصاحة في الجاهلية على منزلة واحدة ، فقبائل العرب تختلف فصاحة وقوة ونقاء لغة ، ويفاضل الرواة والأدباء والباحثون في شؤون اللغة بين القبائل المختلفة فيجعلون بعضها لغة من البعض الأخر ، وأفصح العرب قريش ، وقال ثعلب في أماليه ( ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم وكشكشة هوزان وكسكسة ربيعة وتضجع قيس وعجرفية ضبة وتلتلة بهراء (16) .
   وقال أبو نصر الفارابي في كتابه المسمى الألفاظ والحروف ( كانت قريش أجود العرب انتقاءً للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق وأحسنها مسموعاً وأبينها إبانة عما في النفس ، والذين عنهم نقلت اللغة العربية وبهم اقتدى وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب هم قيس وتميم وأسد فأن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما اخذ ومعظمه وعليهم اتكل في الغريب وفي الإعراب والتصريف ثم هذيل وبعض كنانـــة وبعض الطائيين . . . ) (17) .
   وقد أخذت قواعد اللغة العربية عند وضعها في البصرة من مراجعة لغات هذه القبائل على اعتبار إنها هي الفصحى ولغاتها هي الأكثر في الاستعمال (18) .
   أما القبائل التي تسكن أطراف الجزيرة وعلى حدودها فهي اقل فصاحة واضعف لساناً وقد ظهرت الرخاوة في ألسنتها منذ العصر الجاهلي وذلك بسبب احتكاك هذه القبائل أو اختلاطها بالأمم الأعجمية ، ويقول الفارابي بعد ذكره القبائل الفصحى « . . . ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري قط ولا عن سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من حزام لمجاورتهم أهل مصر والقبط ولا من قضاعة وغسان وأياد لمجاورتهم أهل بلاد الشام وأكثرهم نصارى يتكلمون بالعبرانية ولا من تغلب اليمن فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس ولا من أهل اليمن لمخالطتهم للهند والحبشة ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة ولا من ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن المقيمين عندهم ولا من حاضرة الحجاز لان الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين بدءوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم وفسدت ألسنتهم . . . ) (19) .

   وسأتناول في هذا البحث أثر اللغة الفارسية في المنطق العربي، فقد ارتبطت الأمة الفارسية بأوثق الروابط وأقوى الصلات بالأمة العربية حيث تجاور العرب والفرس قبل الإسلام وتبادلوا التجارة وقامت بينهم الحروب فأثر الفرس في العرب وتأثروا بهم، وان التاريخ ليسجل لنا وجود علاقات سياسية وروابط تجارية واجتماعية بين هذين الشعبين قبل ظهور الإسلام،ومن المتعارف عليه إن المجاورة تقضي بحكم الضرورة بوجود صلات لغوية (20) .
   وان هذه الصلات بلغت منتهاها من القوة بعد أن دخل الإسلام بلاد فارس، فبعد أن تم الفتح العربي لإيران زالت الحواجز والسدود كافة بين العرب والفرس ودخل الفرس في أخوة الإسلام وأقبلوا على تعلم اللغة العربية وتكلموا بها وبرعوا فيها وكذلك العرب فقد تعلم بعضهم الفارسية وتكلموا بها .
   وقد كان للفارسية دخل في الانحرافات التي اعترت اللسان العربي فالفارسي قد يتعلم العربية ويجيدها ويبرع فيها ولكن لسانه العربي الجديد لا يخلو مع ذلك من أثر لغته الأصلية، والعربي قد يتعلم الفارسية فيعلق بلسانه بعض ما في لغة الأعاجم ويعيش معهم في مصر واحد فيتأثر لسانه في هذه المخالطة . ومن أهم العيوب التي أحدثها تزاحم الفارسية والعربية في لسان واحد اللحن واللكنة أو العجمة (21) .
   فاللحن هـو ( الخطأ فـي الإعراب ) (22) .
   قـال الخليل في مادة لحن اللحن ترك الصواب في القراءة والنشيد، يخفف ويثقل، اللحان واللحانة « الرجل الكثير اللحن » (23) .
   ولم يكن اللحن موجوداً في الجاهلية (24) ، لان العرب كانوا يتكلمون على سليقتهم يتكلمون لغتهم في عفوية يرفعون المرفوع وينصبون المنصوب ويجرون المجرور وفي عصر الإسلام وبعد اتساع رقعة الإسلام واتصال العرب بغيرهم من جراء الفتوح ودخول أعداد كبيرة من غير العرب في الإسلام ، كل ذلك كان له تأثير كبير على فصاحة اللغة وسلامتها فقد تأثر العرب بالفرس والروم وغيرهم من الأعاجم في المدن الإسلامية الجديدة التي قامت في الأراضي المفتوحة حديثاً، ومن خلال الاختلاط بهؤلاء الأعاجم بدأ التحريف يتطرق إلى اللغة قال الزبيدي ( ولم تزل العرب في جاهليتها وصدر من إسلامها ، تبرع في نطقها بالسجية ، وتتكلم على السليقة ، حتى فتحت المدائن، ومصّرت الأمصار، ودونت الدواوين، فاختلط العربي بالنبطي والتقى الحجازي بالفارسي، ودخل الدين أخلاط الأمم وسواقط البلدان، فوقع الخلل في الكلام، وبدأ اللحن في ألسنة العوام . . . ) (25) .

   ومن الواضح إن خطورة ذلك قد برزت حين تفشى اللحن وامتد إلى تلاوة القرآن الكريم، ولم يكن اللحن في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعصر الخلفاء الراشدين ظاهرة عامة بل كان محصوراً في فئة الموالي والعبيد الذين دخلوا الإسلام .
   وقد اتسعت الدولة الإسلامية في العصر الأموي ودخل في الإسلام كثير من الأجناس غير العربية فبدأ اللحن يعلن عن نفسه، ولا غرابة في أن تؤثر اللغة الفارسية في اللسان العربية فقد شارك الفرس في الحياة الإسلامية مشاركة فعالة في كل نواحيها ، وكانت طبقة الموالي وأغلبهم من الفرس ذات أثر كبير في توجيه الحياة العامة للمسلمين وكان أثر هؤلاء الفرس في منطق العرب يزداد كلما انتشرت الفتوح في المشرق (26) ، وأن هذه الحروب كانت تسفر عن انتشار الإسـلام انتشاراً سـريعاً بين الفرس الذين أسلم منهم عدد كبير، وكان عليهم أن يتعلموا اللغة العربية لأنها لغة القرآن والدين الإسلامي .
   كما أن الأسرى الذين عادوا مع العرب الفاتحين إلى الأمصار الإسلامية وأسلموا وعاشوا بين أهلها، نشروا لغتهم في هذه الأمصار وأثرت لغتهم في ألسنة أهلها.
   ففي البصرة مثلاً كان للفرس شأن كبير وكان منهم فريق من أهل أصبهان أسلموا وهاجروا إلى البصرة حيث أقاموا وارتفع شأن عدد منهم كعبد الله بن الأصبهاني الذي تنسب إليه دار ابن الأصبهاني بالبصرة (27) .
   وكانت الكوفة أيضاً من الأمصار التي تدفق إليها سيل الفرس وقد نزلها عدد من جند الفرس وكذلك الحيرة واليمن والحجاز (28) .
   ففي البصرة شاعت الفارسية شيوعاً عظيماً حتى وصلت الى الصبية الذين كانوا يفهمونها ويتكلمون بها، ومن الشواهد على ذلك قصة الشاعر يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري مع عبيد الله بن زياد « فقد حبسه عبيد الله بن زياد وعذبه وسقاه نبيذاً حلواً قد خلط معه ( الشبرم ) ـ وهو نبات كالعدس مسهل ـ فأسهل بطنه وحمله على بعير وقرن به خنزيرة وهرة فجعل يسلح فكان يسيل منه ما يخرج على الخنزيرة فتصيح وكلما صاحت قال ابن مفرغ :
ضـجّت سـميةُ لما مسّها القرن      لا تجزعي أن شر الشيمة الجزعُ
   وسمية أم زياد وجعلها خنزيرة، وطيف به في أزقة البصرة والصبيان يتبعونه ويقولون له ( أين جيست ) أي ماهذا ؟ فيقول :
   آبست نبيذ أست    عصارات زبيب أست     سمية روسبيد أست

وهذه كلمات فارسية: أي هذا الذي ترونه إنما هو نبيذ وعصارة زبيب وسمية البغي يعني بها الخنزيرة (29) .

   ومن الآفات التي ظهرت في لغة أهل البصرة من تأثر الفارسية طريقتهم في تسمية الأماكن « فأهل البصرة يزيدون في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية الفاً ونوناً نحو قولهم :طلحتان، نهر ينسب الى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد الله وخيرتان منسوب إلى خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة، وخلفان قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي وجبيران قرية لجبران بن حبة . . . » (30) .
   والحقيقة إن هذه الألف والنون هما علامة الجمع في الفارسية للعاقل فكأنهم يريدون بخيرتان وخلفان وجبيران، قطيعة آل خيرة وقطيعة آل خلف وقطيعة آل جبير . . . إلخ (31) .
   وشاعت الفارسية في الكوفة فأهلها يسمون الَجوْك وهو ريحانة معروفة الباذّرُوج، الباذّرُوج كلمة فارسية، ويسمون السوق ( بازار ) والبازار فارسية ويسمون القِثّاء خيارا، والخيار فارسية (32) .
   وشاعت الفارسية في الحجاز بين أهل المدينة وعنهم يقول الجاحظ أن أهل المدينة لما نزل فيهم ناس من الفرس في قديم الدهر علقوا بألفاظ من ألفاظهم ولذلك يسمون البطيخ الخرِبْز ويسمون السميط الرزدق « السميط الآجر القائم بعضه على بعض » ، ويسمون المصُوص المزوُر « المصوص لحم ينقع في الخل ويطبخ » (33) .
   وبعد أن كثر الخطأ في الالسنة بدأ العلماء يضعون القواعد التي تضبط اللغة وتعين على فهمها وتيسيرها للأعاجم، فقد بدأ العلماء بالدراسة العميقة ودقة الملاحظة والأخذ عن العرب الخلّص، وأن ذلك لم يتهيأ لهؤلاء العلماء دفعة واحدة وإنما بدأت الدراسة تضع الخطوط العامة لا الفروع الدقيقة وقد وضعت النواة الأولى لعلم النحو في مدينة البصرة التي كثر فيها الزيغ اللغوي والخطأ في تلاوة القرآن وانتشار العامية فيها (34) .
   أما اللكنة فهي العجمة في اللسان، قال ابن منظور « اللكنة عجمة في اللسان وعيّ يقال: رجل ألكن بين أللكن، أبن سيدة الألكن الذي لا يقيم العربية من عجمة في لسانه، لكن لكنا ولُكنه ولُكونة ، ويقال به لكنة شديدة ولكونة، اللكنة أن تعترض على كلام المتكلم اللغة الأعجمية يقال : فلان يرتضخ لكنه رومية أو حبشية أو سندية أو كانت من لغات العجم »(35) .
   واللكنة منها ما يلحق اللهجة فيجري الكلام على جرس يخالف ما ألفه العرب منها ما يلحق حروفاً بعينها كتلك الحروف التي لا يحسن الفرس نطقها كالحاء التي تتحول في لسانهم إلى هاء فيقولون في مثل حمزة - همزة، وكالعين التي تصير همزة فيقولون في مثل عرب - أرب، وكالقاف التي تخرج من ألسنتهم غيناً فيقولون في مثل قريب - غريب (36) .
   وكانت الفارسية من اللغات الأعجمية المسؤولة عن اللكنة التي أصابت الخواص والعوام على السواء (37) .
   رومية أو حبشية أو سندية أو كانت من لغات العجم (38) .

خامساً : ومن أمثلة اللكنة بين العوام
  قال مولى زياد لزياد : أهدوا لنا همار وحش ( يريد حمار وحش ) قال : أي شئ تقول ويلك ؟ قال : أهدوا لنا أيراً ( يريد أهدوا لنا عيراً ) قال زياد: ويلك الأول خير (39) .
   ومن اللكنة بين العوام قول أبي الجهير الخراساني النخاس، حين قال له الحجاج اتبيع الدواب المعيبة من جند السلطان ؟ قال : شريكاننا في هوازها ، وشريكاننا في مداينها ، وكما تجئ نكون .
   قال الحجاج : ما تقول ويلك ! فقال بعض من قد كان اعتاد سماع الخطأ وكلام العُلوج بالعربية حتى صار يفهم مثل ذلك: يقول شركاؤنا بالأهواز وبالمدائن يبعثون إلينا بهذه الدواب، فنحن نبيعها على وجوهها (40) .
   ومن اللكنة أيضاً ما روي عن أم ولد لجرير بن الخطفي حين قالت لبعض ولدها « وقع الجرُدان في عجان أمّكم » فأبدلت الذال من الجرذان دالا ً وضمت الميم وجعلت العجين عجاناً (41) .
   وهذه لكنة مرجعها الخلط بين الألفاظ المتشابهة والجهل بالفروق اللفظية والمعنوية بينها .
   ومن اللكن ممن كان خطيباً أو شاعراً أو كاتباً ، فمنهم زياد بن سلمى أبو أمامة وهو زياد الأعجم ومن أمثلة لكنته ما أنشده أبو عبيدة من قوله :
فتى زاده السلطان في الود رفعةً          إذا غـيّر الـسلطان كـلّ iiخليل
  قال : فكان يجعل السين شيناً والطاء تاء فيقول ( فتى زاده الشّلتان ) (42) .
   وكان عبيد الله بن زياد والي العراق ألكن ، وكان سبب لكنته أن أمه مرجانة بعد أن ولدته وأخاه تزوجها شيرويه فأخذت معها عبيد الله فنشأ بين الأساورة فعرته لكنة فارسية (43) .
   فكان ينطق الحاء هاء ، قال لهانئ بن قبيصة ( أهروي سائر اليوم ) يريد أحروري (44) ، وكان يقلب القاف كافاً ، وامتدت لكنة عبيد الله إلى التعبيرات والأساليب حتى أنه قال مرة ( افتحوا سيوفكم ) يريد سلوا سيوفكم فهجاه يزيد بن مفرغ الحميري فقال (45) :
ويوم فتحت سيفك من بعيد          أضعت  وكل أمرك iiللضياع

   وقد عاب الجاحظ لغة أهل العراق لفشو الفارسية فيه وسماها لخلخانية الفرات (46) .

   أي عجمة أهل الفرات في المنطق ، وهكذا نرى أن الفارسية قد تركت أثراً واضحاً في ألسنة الناس بالرغم من أن الفارسية قد اخذت الكثير من اللغة العربية وتأثرت بها .

سادساً : نتائج البحث
  1 ـ إن السبب الرئيس لإقبال الفرس على تعلم اللغة العربية هو اعتناق الفرس للدين الإسلامي وشعورهم بأنهم في حاجة ماسة لتعلم العربية حتى يستطيعوا قراءة القرآن وتأدية الفرائض الإسلامية .
2 ـ كانت هناك بعض الصلات بين اللغتين العربية والفارسية نتيجة لتجاور الشعبين العربي والفارسي ، وقد زادت هذه الصلات بعد الفتح الإسلامي .
3 ـ أدت العلاقات الواسعة بين العرب والفرس إلى انتشار لغتيهما وتبادل التأثير فيما بينهما، فاللغة العربية لها تأثير واسع في اللغة الفارسية من أهم مظاهره :
كتابة اللغة الفارسية بالخط العربي ، وكثرة الألفاظ والمصطلحات العلمية العربية في اللغة الفارسية واستعمال أوزان الشعر العربي.
4 ـ لقد كان لاتساع رقعة الإسلام واتصال العرب بغيرهم من جراّء الفتوح ودخول أعداد كبيرة من غير العرب في الإسلام تأثير كبير في فصاحة اللغة وسلامتها ، وكان للفرس كما كان لغيرهم من الأعاجم دور في العيوب التي ظهرت في المنطق العربي ومن أهم هذه العيوب : اللحن واللكنة أو العجمة.

سابعاً: ملخص البحث
   تناولت في هذا البحث أثر اللغة الفارسية في المنطق العربي وذكرت في المقدمة أهمية البحث والحاجة إليه حيث يكتسب هذا البحث أهميته من كونه دراسة متواضعة بيّنت فيها العيوب التي خلفتها الفارسية في المنطق العربي ، وتأتي الحاجة إليه لافتقار المكتبة العربية إلى الدراسات الخاصة باللغة الفارسية ؟ ، ثم ذكرت هدف البحث وهو الكشف عن العيوب التي خلفتها اللغة الفارسية في المنطق العربي ، كما ذكرت الدوافع التي دفعتني إلى كتابة هذا البحث .
   وتكلمت بعد المقدمة عن اللغة العربية ومكانتها حيث تحتل اللغة العربية مكان الصدارة بين اللغات المشهورة وتتمتع بمكانة رفيعة بين اللغات الحية في الوقت الحاضر .
   ثم تطرقت إلى العلاقة بين اللغة العربية واللغة الفارسية حيث سادت اللغة العربية في بلاد فارس بعد انتشار الإسلام ، وكتب بها الفرس ومما لاشك فيه أن هناك علاقة وطيدة بين العربية والفارسية وأن تلك العلاقة لم تكن موضع شك بين علماء اللغات.
   ثم تناولت أثر اللغة الفارسية في المنطق العربي حيث كان للفرس كما كان لغيرهم من الروم والسريان والنبط والقبط والأحباش دور في العيوب التي أصابت المنطق العربي وأهما : اللحن وهو الخطا في الإعراب واللكنة وهي العجمة في اللسان.
   وبعد ذلك ذكرت نتائج البحث والمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في كتابة هذا البحث .
   وأخيرا فإني لأرجو أن أكون قد وفقت في تحقيق الهدف المنشود في هذا البحث « وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ».
ثامناً : الهوامش


1 ـ د . هند طه حسين/اللغة العربية ومكانتها في خوارزم / مجلة اداب المستنصرية / العدد الخامس / 1980 ص 505 . 2 ـ د . فؤاد عبد المعطي الصياد/ القواعد والنصوص الفارسية / ص 10 .
3 ـ ولفنسون/ تاريخ اللغات السامية / ط 1 / 1980 / دار العلم / بيروت /لبنان / ص 2 .
4 ـ السيوطي / المزهر في علوم اللغة وانواعها/مطبعة السعادة/ مصر / ص 128 .
5 ـ د . عبد الرحمن السيد / مدرسة البصرة النحوية / ط 1 / دار المعارف / مصر / ص 1 .
6 ـ محمد الخضر حسين/ دراسات في العربية وتاريخها / ط 2 / 1960 / دمشق / ص 17 .
7 ـ ابن قتيبة / عيون الاخبار / ج 2 / المؤسسة المصرية للتأليف والنشر / ص 17 .
8 ـ محمد بدرالدين ابوصالح / المدخل الى العربية / ط 1 / مكتبة الشرق / حلب / ص 15 ـ 16 .
9 ـ د . محمد وصفي ابو مغلي/ دراسات في اللغة والشعر والنثر الفارسي / ج 1 / ص 26 / كارل بروكلمان/ تاريخ الشعوب الاسلامية / ص 103 .
10 ـ د . طه ندا / الادب المقارن / ص 47 .
11 ـ د . محمد وصفي ابو مغلي / دراسات في اللغة والشعر والنثر الفارسي / ص 29 .
12 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 47 .
13 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن /ص 48 .
14 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 51 .
15 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 51 .
16 ـ ابن جني/ الخصائص / ج 2 / ص 11 والسيوطي / المزهر / ص 128 .
17 ـ السيوطي / المزهر / 128 .
18 ـ محمد حسين آل ياسين/ الدراسات اللغوية عند العرب / رسالة دكتوراه / ص 10 .
19 ـ السيوطي/ المزهر / ص 128 .
20 ـ د . هند حسين طه / اللغة العربية ومكانتها في اقليم خوارزم / مجلة آداب المستنصرية / كلية الاداب/ العدد الخامس / ص 505 ود . صلاح الدين المنجد / المفصل في الألفاظ الفارسية المعربة في الشعر الجاهلي والقرآن الكريم والحديث النبوي والشعر الأموي / ص 14 .
21 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 54 .
22 ـ ابن منظور / لسان العرب / مادة لحن / ج 17 ص 265 والجوهري / الصحاح / مادة لحن / ج 6 / ص 2192 .
23 ـ الفراهيدي / كتاب العين / مادة لحن / ج 3 / ص 230 .
24ـ محمد حسين آل ياسين / الدراسات اللغوية عند العرب / رسالة دكتوراه / ص 13 .
25 ـ الزبيدي/ لحن العامة / تحقيق د . عبد العزيز مطر / دار المعارف / 1981 / ص 34 .
26 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 55 .
27 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 55 .
28 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن /ص 56 ـ 57 ـ 58 .
29 ـ الإصفهاني / الاغاني / ج 18 / ص 282 وابن قتيبة/الشعر والشعراء / ج 1 / ص 276 .
30 ـ الحموي /معجم البلدان/مادة البصرة / ج 1 / دار الكتاب العربي / بيروت / 435 .
31 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 65 .
32 ـ الجاحظ /البيان والتبين / ج 1 / ص 20 .
33 ـ الجاحظ/البيان والتبين / ج 1 / ص 19 .
34 ـ محمد حسين آل ياسين / الدراسات اللغوية عند العرب /ص 15 ـ 16 .
35 ـ ابن منظور / لسان العرب / مادة لكن / ج 17 / ص 275 .
36 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 54 .
37 ـ د0 طه ندا / الادب المقارن / ص 66 .
38 ـ الجاحظ / البيان والتبين / ج1 / ص 165 .
39 ـ الجاحظ / البيان والتبين /ج 1 / ص 161 .
40 ـ الجاحظ / البيان والتبين / ج 1 /ص 37 .
41 ـ الجاحظ / البيان والتبين / ج 1 /ص 71 .
42 ـ الجاحظ / البيان والتبين / ج 1 /ص 73 .
43 ـ الجاحظ / البيان والتبين / ج 1 /ص 72 .
44 ـ الجاحظ / البيان والتبين / ج 2 / ص 210 ـ 211 .
45 ـ الجاحظ / البيان والتبين /ج 3 /ص 212 .

تاسعاً : المصادر والمراجع
(1) القرآن الكريم .
(2) أبن جني / أبو الفتح عثمان / الخصائص ج 2 / تحقيق محمد علي النجار / القاهرة / دار الكتب المصرية / 1955 .
(3) ابن قتيبة / أبو محمد عبد الله بن مسلم/الشعر والشعراء / ج 1 / دار الثقافة / بيروت / لبنان / 1964 .
(4) أبن قتيبة / أبو محمد عبد الله بن مسلم / عيون الأخبار / ج 2 / المؤسسة المصرية للتأليف والنشر .
(5) أبن منظور / محمد بن مكرم / لسان العرب / ج 17 /الدار المصرية للتأليف والترجمة .
(6) الأصفهاني / أبو الفرج / الأغاني / 018 / شرح الأستاذ عبداً علي مهنا / دار الكتب العلمية / بيروت / لبنان .
(7) الجاحظ / أبو عثمان عمرو بن بحر / البيان والتبين / ج 1 / ج 2 / ج 3 / تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون / مكتبة الخانجي القاهرة / ط 3 .
(8) الجوهري / إسماعيل بن حماد / الصحاح / ج 6 / تحقيق حميد عبد الغفور عطار / دار الكتب العربي / مصر .
(9) الحموي / ياقوت / معجم البلدان / ج 1 دار الكتاب العربي / بيروت / لبنان .
(10) الزبيدي / أبو بكر محمد بن الحسن / لحن العامة / تحقيق الدكتور عبد العزيز مطر / دار المعارف / القاهرة /1981 .
(11) صلاح الدين منجد / المفصل في الألفاظ الفارسية المعربة في الشعر الجاهلي والقرآن الكريم والحديث النبوي والشعر الأموي / ط 1 / 1978 .
(12) د . طه ندا / الأدب المقارن / دار النهضة العربية / بيروت / 1975 .
(13) د . عبد الرحمن السيد / مدرسة البصرة النحوية / نشأتها وتطورها / ط 1 / 1968 /دار المعارف مصر .
(14) د . فؤاد عبد المعطي الصياد / القواعد والنصوص الفارسية / مكتبة سعيد رأفت / جامعة عين شمس .
(15) الفراهيدي / الخليل بن أحمد / كتاب العين / تحقيق د . مهدي المخزومي و د .
(16) إبراهيم السامرائي / ج 3 وزارة الثقافة والإعلام / 1981 دار الرشيد للنشر .
(17) د . محمد بدرالدين أبو صالح / المدخل إلى العربية / ط 1 / مكتبة الشرق / حلب .
(18) د . محمد حسين آل ياسين / الدراسات اللغوية عند العرب/ رسالة دكتوراه / 1977 .
(19) محمد الخضر حسين / دراسات في العربية وتاريخها / ط 2 / 1960 /المكتبة الإسلامية / دمشق .
(20) محمد وصفي أبو مغلي / دراسات في اللغة والشعر والنثر الفارسي / ج 1 / منشورات مركز الدراسات الإيرانية / جامعة البصرة / 1987 .
(21) ولفنسون / تاريخ اللغات السامية / ط 1 / 1980 /دار العلم / بيروت / لبنان .

عاشراً : الدوريات :
(22) د . هند طه حسين / اللغة العربية ومكانتها في خوازم / مجلة آداب المستنصرية / العدد الخامس / 1980 .

BASRAHCITY.NET