حكومة المرأة في القراَن الكريم

الاستاذ سالم عبد النبي العقابي

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

  لم يقتصر دور المرأة في تاريخ العرب والمسلمين على تهيئة الجو العاطفي للرجل والذي غالبا ما يسهم في تفجبر عناصر الإبداع الثقافي عنده بل تخطاها الى دور أكثر حيوية حساسية في ادارة النسيج الاجتماعي وتنظيم علاقاته واعني به تحديدا الدور السياسي فقد كثرت الاخبار التي نقلتها كتب التاريخ عن نساء شاركن الرجال في إدارة مواقع سياسية وعسكرية واقتصادية حساسة في الدولة فهي مع كمها لم تنل الحظ الوافر من الدراسة والبحث بما يوفر دور المرأة واعطائها الحقوق المنشودة . . . ان الممارسات التي قامت بها المرأة انذاك مع ايجابياتها لم تكن بمستوى الدور الكبير الذي رسمه القراَن لها بوصفه ( اي القراَن ) أسمى مرجعية تأسيس تبين ا ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه الكون والحياة والانسان .
  في القراَن الكريم ثمة مجموعة من الاَيات تحدث عن قصة غابة في العمق والوعي تجاه المرأة وجورها .
  تحدثت هذه الاَيات عن ملكة أدارت دفة الحكم لمملكة سبأ اليمنية وهي الملكة بلقيس التي اسهمت عبر حنكتها السياسية من تنمية روح المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات الحاسمة وبذرت بذرة ايجابية في رسم معالم الجو الديمقراطي .
وقد تجلى ذلك من خلال بعض الاحداث التي رصدها القران وعبرت عنها مدلولات تلك القصة فقد كشفت مدى حنكتها وعقلانيتها تجاه الازمات التي واجهت مملكتها إذ تعرضت مملكتها الى تهديد من النبي سليمان في مالها من قوة وصلاحيات كبيرة الا ان تفاصيل تلك القصة تذكر بأنها رجعت الى ما يسمى ( الملأ ) وهو عبارة عن مجلس تشريعي يسن القوانين التشريعية ويفوضها الى السلطة التنفيذية اذ خاطبتهم انها ما كانت : قاطعة أمرا حتى يشهد الملأ : وبالتأكبد ان خذا المجلس كان يضم اكثر الرجال حنكة في السياسة ولذا كان رأيهم من القوة ما يعزز هيبة ملكها ودولتها العجيب في هذه القصة ان المرأة كانت أعمق رؤية وأشمل قراءة للخصم وتقدير قوته فقد مارست معه حربا نفسية منها لكشف لقناع عن توجهاته السياسية اذ تعبر مدلولات تلك القصة ان ذلك تم من خلال هدية ارسلتها الى سليمان اكتشف فيما بعهد اصرار هذه الملك على الحرب ولكن الاهداف التي تحركه ( اي النبي سليمان ) أهداف متميزة لم تألفها هند الملوك وهي أهداف انسانية محضة تهدف الى تحرير الانسان من العبودية وخلق رؤية أوسع وأعمق تجاه الكون ويمكن ان نستلخص من هذه القصة النقاط التالية .
  انه لا يوجد منصب او موقع من مواقع الدولة حكر على الرجل جون المرأة بل ان كفاءة المراة يمكن ان يكون معيارا لاحتلال هذه المواقع فتضطلع بها المراة مع الرجل على حد سواء وهو ما يسمى في يومنا هذا بحكومة المراة عبر التاريخ في استقلالية السلطات الثلاث من خلال ما ابدت من انتشارة ومشورة متبادلة اشاعت روح المشاركة السياسية .
  كما ان القصة تكشف عن مدى حرص المرأة في ان تكون عنصرا حيويا وفاعلا في ازدهار الدولة والحفاظ على مكاسبها وهو ما عبرت عنه من خلال محاولة تجنيب مملكتها الحرب نظرا لما لها من كوارث ونتائج وخيمة على بنية الدولة . . .


BASRAHCITY.NET