أسرة الشمخاني ودورها الاقتصادي والسياسي في البصرة

الاستاذة طيبة خلف عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم

   لعبت الاسر العربية دوراً مهماً في تاريخ البصرة الحديث ، اذ ظل أبناء هذه الاسر يمارسون ادواراً مهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية لفترات زمنية قد تطول او تقصر ، مثال ذلك اسرة الشمخاني ، يهدف هذا البحث الى ابراز دور اسرة الشمخاني واثرها في النشاط السياسي والاقتصادي في البصرة ، بوصفها واحدة من الاسر العريقة والتي كان لها أثر بارز في تاريخ البصرة الحديث، إذ تضمنت هذه الدراسة نسب الشمخاني واتضح أنه من عشيرة ربيعة من فخذ ( الشماخنة ) وكانت تقطن في عربستان وكانت الشماخنة آنذاك تحت رئاسة الشيخ عواد وهو من الذين اشتهروا بمعاداتهم للسلطة الايرانية ، والذي لم يجد بداً بعد كثرة جور السلطة عليه وعلى عشيرته من النزوح الى البصرة والسكن في الاراضي المسماة ( الكباسي ) نسبة الى نهر الكباسي المتفرع من شط العرب .

   وللشيخ عواد ولدان هما ( ناصح وابراهيم ) ، وبعد تولى شؤون العشيرة الولد الاكبر ناصح وكان حينذاك في السادسة والثلاثين من عمره ، وكانت سيرته مرضية حتى ان علاقاته اصبحت متوطدة مع اغلب عشائر البصرة ، اما علاقته بالاتراك فكانت في توتر مستمر وأرادوا التخلص منه فجهزوا حملة نهرية ضربت داره وهدمتها ، مما اضطر العائلة وباقي افراد عشيرته الى الارتحال خارج المنطقة حتى هذا الوضع وعادت العائلة الى الكباسي ، لقد ترك الشيخ ناصر ولدين هما ( محسن وخلف ) وتولى محسن شؤون العشيرة اما خلف فقد كرس جهده بالاشتغال بالتجارة ، وللاخير ولدان هما ( عبد النبي وعبد الكاظم ) ، وبعد وفاة خلف عام 1915 م ، اصبح عبد الكاظم هو عميد الاسرة ، كما اشارت الدراسة الى ان عبد الكاظم ولد في البصرة عام 1891 م ودرس على يد مدرسين خصوصيين في علوم القرآن والعربية واشتغل بالتجارة و تعاقد مع الشركة الانكليزية ( كري مكنزي ) متعهداً بالقيام باعمال تفريغ وتحميل البواخر ، كما عمل مستشاراً لهذه الشركة ايضاً ، وكان يعد من ابرز تجار البصرة والعراق واصبح رئيس غرفة تجارة البصرة ، كما القت الدراسة ضوءاً على دور عبد الكاظم الشمخاني في المجال السياسي ، فقد اصبح نائباً عن البصرة في الدورة الانتخابية الاولى عام 1925 ـ 1928 م ، كما وجدت اشارة في الوثائق البريطانية ان حزب الشعب الذي عد اول حزب برلماني معارض لحزب التقدم الحاكم كتب الى نائب البصرة عبد الكاظم ان يبذل جهوده لغرض اعادة انتخابه نائب للبصرة ، وهذا يعني انه كان محسوباً على حزب الشعب في بداية حياته البرلمانية ولكن عندما تأسس حزب الامة الاشتراكي برئاسة صالح جبر في عام 1951 م انضم اليه عبد الكاظم الشمخاني الذي يعد من الهيئة المؤسسة للحزب كما كان عبد الكاظم الشمخاني من دعاة الحكم الوطني لتأسيس حكومة عراقية ممتدة من الفاو الى زاخو ، وفي عام 1954 م توفي عبد الكاظم الشمخاني في البصرة وترك ولدين اكبرهما ناصح والثاني نزار وكلاهما قد تثقفا ثقافة عالية تؤهلهما لادارة اعمال ابيهما التجارية وأدارة أملاك الأسرة الواسعة .