24 ـ سماعة
(1) عن قول الله ( اذكرنى عند ربك ) قال : هو العزيز
(2)
25 ـ ابن أبى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام
( قَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً ) قال : احمل فوق رأسى جفنة فيها خبر تأكل الطير منها
(3)
26 ـ عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله ليوسف : ألست الذى حببتك إلى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن ؟ أولست الذى سقت اليك السيارة وانقذتك واخرجتك من الجب ؟ أولست الذى صرفت عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دونى ؟ فالبث لما قلت في السجن بضع سنين
(4)
27 ـ عن عبدالله بن عبدالرحمن عمن ذكره عنه قال : لما قال للفتى : اذكرنى
عند ربك أتاه جبرئيل فضربه برجله حتى كشط له عن الارض السابعة
(5) فقال له : يا يوسف انظر ماذا ترى ؟ قال : أرى حجرا صغيرا ففلق الحجر فقال : ماذا ترى ؟
قال : أرى دودة صغيرة ، قال : فمن رازقها ؟ قال : الله ، قال : فان ربك يقول : لم انس
هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الارض السابعة ، أظننت انى أنساك حتى تقول
للفتى : ( اذكرنى عند ربك ) ؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين ! قال :
فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان ، قال : فتأذى به أهل السجن ،
فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما فكان في اليوم الذى يسكت أسوء حالا
(6)
28 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ما بكى أحد بكاء
ثلثة ، آدم ويوسف وداود ، فقلت : ما بلغ من بكائهم ؟ قال : اما آدم فبكا
حين أخرج من الجنة وكان رأسه في باب من ابواب السماء فبكى حتى تأذى
--------------------
(1) كأن سماعة سئل عنهم عليه السلام عن الاية فأجابوه بما في الحديث .
(2 ـ 4) البحار ج 5 : 192 ، البرهان ج 2 : 254 .
(5) كشط الغطاء عن الشئ : كشفه عنه .
(6) البحار ج 5 : 192 ، البرهان ج 2 : 254 الصافى ج 1 : 834 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 178 _
به أهل السماء ، فشكوا ذلك إلى الله فحط من قامته ، واما داود فانه
بكى حتى هاج العشب من دموعه ، وانه كان ليزفر زفرة فيحرق ما نبت من دموعه ، واما يوسف فانه كان يبكى على أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى به أهل السجن ، فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما
(1) .
29 ـ عن شعيب العقر قوفى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان يوسف أتاه جبرئيل فقال : يا يوسف ان رب العالمين يقرؤك السلام ويقول لك : من جعلك أحسن خلقه
قال : فصاح ووضع خده على الارض ، ثم قال : أنت يارب ، قال : ثم قال له : ويقول لك :
من حببك إلى أبيك دون اخوتك ؟ قال : فصاح ووضع خده على الارض ، ثم قال : أنت يارب ، قال : ويقول لك : من اخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت بالهلكة ؟ قال : فصاح ووضع خده على الارض ثم قال : انت يارب ، قال : فان ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين .
قال : فلما انقضت المدة اذن له في دعاء الفرج ووضع خده على الارض ثم قال
: اللهم ان كانت ذنوبى قد أخلقت وجهى عندك فانى أتوجه اليك بوجه آبائى الصالحين
ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب ، قال : ففرج الله عنه قال : فقلت له : جعلت فداك
أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال : ادع بمثله اللهم ان كانت ذنوبى قد أخلقت وجهى
عندك فانى أتوجه اليك بوجه نبيك نبى الرحمة صلى الله عليه واله وعلى وفاطمة والحسن و
الحسين والائمة عليهم السلام
(2) .
30 ـ عن يعقوب بن يزيد رفعه عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : ( فلبث في السجن بضع سنين ) قال سبع سنين
(3)
31 ـ عن أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال : رأت فاطمة في النوم كان الحسن والحسين ذبحا أو قتلا ، فاحزنها ذلك ، قال : فاخبرت به رسول الله صلى الله عليه واله فقال :
--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 5 : 192 ، البرهان ج 2 : 254 ـ 255 الصافى ج 1 : 834 ـ 835 ،
وفى نسخة البرهان ( تسع ) بدل ( سبع ) في الحديث الاخير .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 179 _
يا رؤيا فتمثلت بين يديه قال : ارأيت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : لا فقال : يا أضغاث أنت ارأيت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : نعم يا رسول الله ، قال فما أردت بذلك ؟ قالت : أردت ان أحزنها ، فقال لفاطمة : اسمعى ليس هذا بشئ
(1)
32 ـ عن أبان عن محمد بن مسلم عنهما
(2) قالا ان رسول الله صلى الله عليه واله قال : لو كنت بمنزلة يوسف حين أرسل اليه الملك يسئله عن رؤياه ما حدثته حتى اشترط عليه أن يخرجنى من السجن وعجبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتى أظهر الله عذره
(3)
33 ـ عن ابن ابى يعفور قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقرأ سبع سنابل
(4) خضر
(5)
34 ـ عن حفص بن غياث عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان سنين ( سبق خ ) يوسف الغلاء الذى أصاب الناس ولم يمر ( يتمن خ ل ) الغلاء لاحد قط ، قال : فأتاه التجار فقالوا : بعنا ، فقال : اشتروا فقالوا : نأخذ كذا بكذا فقال : خذوا وأمر فكالوهم فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة ، فلقيهم قوم تجار فقالوا لهم : كيف أخذتم ؟ فقالوا : كذا بكذا وأضعفوا الثمن ، قال : فقدموا اولئك على يوسف ، فقالوا بعناه فقال : اشتروا كيف تأخذون قالوا : بعنا كما بعت كذا بكذا فقال : ما هو كما تقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة ، فلقيهم آخرون فقالوا كيف أخذتم ؟ فقالوا : كذا بكذا ، واضعفوا الثمن ، قال : فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا : اذهبوا بنا حتى نشترى قال : فذهبوا إلى يوسف فقالوا : بعنا ، فقال : اشتروا فقالوا : بعنا كما بعت ، فقال : وكيف بعت ؟ قالوا : كذا بكذا ، فقال : ما هو كذلك ولكن خذوا ، قال : فأخذوا
ورجعوا إلى المدينة فأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم : تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء ، قال : فذهبوا إلى يوسف فقالوا له : بعنا ، فقال :
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 255 .
(2) وفى البرهان ( عن احدهما ) .
(3) البحارج 5 : 192 ، البرهان ج 2 : 255 ، الصافى ج 1 : 837 .
(4) وفى البرهان ( سنبلات ) .
(5) البرهان ج 2 : 255 ، البحار ج 5 : 192 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 181 _
اشتروا ، فقالوا : بعنا كما بعت ، قال : وكيف بعت قالوا : كذا بكذا بالحط من السعر فقال : ما هو هكذا ولكن خذوا ، قال : وذهبوا إلى المدينة فلقيهم الناس فسألوهم بكم اشتريتم ؟ فقالوا : كذا بكذا بنصف الحط الاول ، فقال الآخرون : اذهبوا بنا حتى نشترى فذهبوا إلى يوسف فقالوا : بعنا فقال : اشتروا ، فقالوا : بعنا كما بعت ، فقال : وكيف بعت ؟ فقالوا : كذا بكذا بالحط من النصف ، فقال : ما هو كما تقولون ، ولكن خذوا ، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الامر الاول كما أراد الله
(1)
35 ـ عن محمد بن على الصيرفى عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام
( عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) بالياء
(2) : يمطرون ثم قال : أما سمعت قوله
( وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً ) (3)
36 ـ عن على بن معمر عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله
( عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) مضمومة ، ثم قال : ( وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا )
(4)
37 ـ عن سماعة قال : سألته عن قول الله
( ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ ) قال : يعنى العزيز
(5)
38 ـ عن الحسن بن موسى قال : روى أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال : قال له رجل : أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت اليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه
فقال ابوالحسن : يا هذا أيهما افضل : النبى او الوصى ؟ فقال : لا بل النبى عليه السلام قال : فأيهما افضل مسلم أو مشرك ؟ قال : لا بل مسلم ، قال : فان العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف نبيا ، وان المأمون مسلم وانا وصى ؟ ويوسف سأل العزيز ان
يوليه حتى قال : استعملنى على خزائن الارض انى حفيظ عليم ، والمأمون اجبرنى على
ما انا فيه
(6)
--------------------
(1) البحار ج 5 : 192 ، البرهان ج 2 : 255 .
(2) في البحار ( بضم الياء ) .
(3 ـ 5) البحار ج 5 : 192 ، البرهان ج 2 : 255 ، الصافى ج 1 : 386 .
(6) البرهان ج 2 : 256 ، البحار ج 5 : 183 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 181 _
ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 181 سطر 1 الى ص 190 سطر 25
39 ـ قال : وقال في قوله : ( حفيظ عليم ) قال : حافظ لما في يدى ، ( عليم ) عالم بكل لسان
(1) .
40 ـ قال سليمان قال سفيان : قلت لابى عبدالله : ـ ما ـ يجوز ان يزكى الرجل نفسه ! قال : نعم اذا اضطر اليه ، اما سمعت قول يوسف :
( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) وقول العبد الصالح :
( أَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ) (2) .
41 ـ عن الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال : ملك يوسف مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها
(3) .
42 ـ عن ابى بصير قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام يحدث قال : لما فقد يعقوب يوسف اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن ، واحتاج حاجة شديدة
وتغيرت حاله ، قال : وكان يمتار القمح
(4) من مصر لعياله في السنة مرتين للشتاء والصيف ، وانه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت فلما دخلوا على يوسف وذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف ولم يعرفه اخوته لهيبة الملك وعزته فقال لهم : هلموا بضاعتكم قبل الرفاق ، وقال لفتيانه : عجلوا لهؤلاء الكيل واوفوهم ، فاذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك ففعلوا ثم قال لهم يوسف : قد بلغنى انه كان لكم أخوان لابيكم فما فعلا ؟ قالوا : اما الكبير منهما فان الذئب اكله ، واما الصغير فخلفناه عند ابيه وهو به ضنين
(5) وعليه شفيق ، قال : فانى احب ان تأتونى به معكم اذا جئتم لتمتارون
( فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلا تَقْرَبُونِ * قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ) .
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 256 ، البحار ج 5 : 183 .
(2) البرهان ج 2 : 256 ، الصافى ج 1 : 938 .
(3) البرهان ج 2 : 257 ، البحار ج 5 : 192 .
(4) امتار لعياله : أتاهم بميرة وهى طعام يمتاره الانسان اى يجلبه من بلد إلى
بلد ، والقمح البر .
(5) الضنين : البخيل ، اى هو بختص به يحفظه عن غيره .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 182 _
فلما رجعوا إلى ابيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه
(1) قالوا : يا ابانا ما نبغى هذه بضاعتنا قد ردت الينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير ، ( فأرسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل آمنكم عليه الا كما أمنتكم على اخيه من قبل ) فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة اشهر بعثهم يعقوب ، وبعث معهم بضاعة يسيرة وبعث معهم ابن ياميل واخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتننى به الا ان يحاط بكم اجمعين ، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف ، فقال لهم معكم ابن ياميل ؟ قالوا : نعم هو في الرحل قال لهم : فأتونى فأتوه به وهو في دار الملك ، فقال : ادخلوه وحده فأدخلوه عليه ، فضمه يوسف اليه وبكى ، وقال له : انا اخوك يوسف فلا تبتئس بما ترانى اعمل ، واكتم ما اخبرتك به ولا تحزن ولا تخف ، ثم اخرجه اليهم وامر فتيته ان يأخذوا بضاعتهم ، ويعجلوا لهم الكيل ، فاذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا ، فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا فيهم :
( مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ * قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ * قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ * قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ) قال
( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ * قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) .
فقال لهم يوسف : ارتحلوا عن بلادنا
( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ) وقد اخذ علينا موثقا من الله لنرد به اليه ،
( فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ) ان فعلت
( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ) فقال كبيرهم : انى لست ابرح الارض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى ، ومضى اخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم : فأين ابن ياميل ؟ قالوا : ابن ياميل سرق مكيال الملك
فاخذه الملك بسرقته فحبس فسل أهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك
--------------------
(1) وفى البرهان ( في رحالهم ) .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 183 _
فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره (1)
43 ـ ابوحمزة عن أبى بصير عنه ذكر فيه ابن يامين ولم يذكر ابن ياميل (2)
44 ـ عن أبان الاحمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما دخل اخوة يوسف عليه وقد جاءوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال : يمتار كل واحد منكم مع
أخيه لامه على الخوان ، فجلسوا وبقى أخوه قائما فقال له : مالك لا تجلس مع
اخوتك ؟ قال : ليس لى منهم اخ من امى ، قال : فلك أخ من امك زعم هؤلاء ان الذئب
أكله ؟ قال : نعم ، قال : فاقعد وكل معى ، قال : فترك اخوته الاكل وقالوا : انا نريد أمرا ويأبى الله الا أن يرفع ولد يامين علينا ، قال : ثم حين فرغوا من جهازهم أمر أن
يوضع الصاع في رحل أخيه ، فلما فصلوا نادى مناد : ( ايتها العير انكم لسارقون )
قال : ( فرجعوا فقالوا ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ) إلى قوله ( جزاؤه من
وجد في رحله فهو جزاؤه ) يعنون السنة التى تجرى فيها أن يحبسه ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ * قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) قال الحسن بن على الوشاء فسمعت الرضا عليه السلام يقول : يعنون المنطقة (3) فلما فرغ من غدائه ، قال : ما بلغ من حزنك على أخيك ؟ قال : ولدلى عشرة اولاد فكلهم شققت لهم اسما من اسمه ، قال : فقال له : أريك حزنت عليه حيث اتخذت النساء من بعده ، قال : ايها العزيز ان لى أبا شيخا كبيرا صالحا فقال : يا بنى تزوج لعلك ـ ان ـ تصيب ولدا يثقل الارض بشهادة ان لا اله الا الله .
قال ابو محمد عبدالله بن محمد هذا من رواية الرضا (4) .
45 ـ عن على بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبيه عن ابى عبدالله عليه السلام قال :
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 193 ، البرهان ج 2 : 257 ، الصافى ج 1 : 841 .
(3) سيأتى قصة المنطقة في حديث اسمعيل بن همام ورواه الصدوق رحمه الله في العلل و
العيون ايضا وفى سنده العياشى رحمه الله فراجع .
(4) البحار ج 5 : 193 ، البرهان ج 2 : 258 ، الصافى ج 1 : 843 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 184 _
وقد كان هيأ لهم طعاما ، فلما دخلوا اليه قال : ليجلس كل بنى ام على مائدة قال : فجلسوا وبقى ابن يامين قائما ، فقال له يوسف : ما لك لا تجلس ؟ قال له : انك قلت ليجلس كل بنى أم على مائدة وليس لى منهم ابن ام ، فقال يوسف : اما كان لك ابن
ام ؟ قال له ابن يامين : بلى ، قال يوسف : فما فعل ؟ قال زعم هؤلاء ان الذئب أكله ،
قال : فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال : ولد لى احد عشر ابنا كلهم اشتق له اسم من اسمه ،
فقال له يوسف : اراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ؟ قال له ابن يامين :
ان لى ابا صالحا ، وانه قال ، تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية يثقل الارض بالتسبيح
فقال له : تعال فاجلس معى على مائدتى ، فقال اخوة يوسف : لقد فضل الله يوسف و
اخاه ، حتى ان الملك قد اجلسه معه على مائدته (1) .
46 ـ عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك لم سمى امير المؤمنين امير المؤمنين ؟ قال لانه يميرهم العلم (2) اما سمعت كلام الله ( ونمير أهلنا ) (3) .
47 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لا خير فيمن لا تقية له ، و لقد قال يوسف : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) وما سرقوا (4) .
48 ـ وفى رواية أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : التقية من دين الله ، ولقد قال يوسف ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) ووالله ما كانوا سرقوا شيئا وما كذب (5) .
49 ـ وفى رواية اخرى عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال : قيل له وأنا عنده : ان سالم بن حفصة يروى عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج ،
فقال : ما يريد سالم منى أيريد أجئ بالملئكة ، فو الله ما جاء بهم النبيون ولقد
قال ابراهيم ( انى سقيم ) ووالله ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال ابراهيم ( بل فعله
كبيرهم ) وما فعله كبيرهم وما كذب ، ولقد قال يوسف ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) والله ما كانوا سرقوا وما كذب (6) .
--------------------
(1) البحار ج 5 : 193 ، البرهان ج 2 : 258 ، الصافى ج 1 : 843 .
(2) يقال فلان يمير اهله : اذا حمل اليهم اقواتهم من غير بلدهم .
(3 ـ 6) البحار ج 5 : 193 ، البرهان ج 2 : 258 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 185 _