ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 351 سطر 1 الى ص 360 سطر 24
  نزلت على بنى اسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب عليها تسعة الوان أرغفة (1)
  226 ـ عن الفضيل بن يسار عن أبى الحسن عليه السلام قال : ان الخنازير من قوم عيسي سألوا نزول المائدة ، فلم يؤمنوا بها ـ فمسخهم الله خنازير (2)
  227 ـ عن عبدالصمد بن بندار قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : كانت الخنازير قوم من القصارين ، كذبوا بالمائدة فمسخوا خنازير (3)
  228 ـ عن ثعلبة ـ بن ميمون ـ عن بعض أصحابنا عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى لعيسى ( أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) قال : لم يقله وسيقوله ، ان الله اذا علم ان شيئا كائن أخبره عنه خبر ما قد كان (4)
  229 ـ عن سليمان بن خالد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام قول الله لعيسى : ( أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) ـ قال الله بهذا الكلام ـ فقال : ان الله اذا اراد امرا ان يكون قصه قبل أن يكون كأن قد كان (5)
  230 ـ عن جابر الجعفى عليه السلام في تفسير هذه الاية ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) قال ان الاسم الاكبر ثلثة وسبعون حرفا فاحتجب الرب تبارك وتعالى منها بحرف ، فمن ثم لا يعلم أحد ما في نفسه عزوجل ، أعطى آدم اثنين وسبعين حرفا ، فتوارثتها الانبياء حتى صارت إلى عيسى ، فذلك قول عيسى ( تعلم ما في نفسى ) يعنى اثنين وسبعين حرفا من الاسم الاكبر ، يقول : أنت علمتنيها فأنت تعلمها ، ولا أعلم ما في نفسك ، يقول : لانك احتجبت ـ من خلقك ـ بذلك الحرف

--------------------
(1) كذا في نسخة الاصل وتوافقه نسخة الصافى ج 1 ـ 499 ، وفى نسخة البرهان ج 511 ( تسعة انوان وتسعة ارغفة ) وانوان جمع النون بمعنى الحوت ، وفى البحار ج 5 : 326 ( تسعة الوان وتسعة ارغفة ) .
(2 ـ 3) البحار ج 5 : 326 ، البرهان ج 1 : 511 ، الصافى ج 1 : 499 .
(4) البرهان ج 1 : 512 ، البحار ج 4 : 54 ، وج 5 : 326 .
(5) البرهان ج 1 : 512 ، البحار ج 5 : 326 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 352 _

  فلا يعلم أحد ما في نفسك (1) .
  231 ـ عن عبدالله بن بشير (2) عن ابى عبدالله عليه السلام قال : كان مع عيسى حرفين يعمل بهما ، وكان مع موسى أربعة ، وكان مع ابراهيم ستة ، وكان مع نوح ثمانية وكان مع آدم خمسة وعشرين ، وجميع ذلك كله لرسول الله صلى الله عليه واله ، ان اسم الله ثلثة و سبعون حرفا ، كان مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اثنان وسبعين حرفا ، وحجب عنه واحد (3) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 513 ، البحار ج 5 : 326 ، وج 4 : 56 ، الصافى ج 1 : 500 .
(2) وفى نسخة البرهان ( عبدالله بن قيس ) والظاهر هو المختار فانه مشترك بين اثنين ـ عبدالله بن قيس أبوموسى الاشعرى وعبدالله بن قيس بن الماصر ـ وكلاهما لا يرويان عن أبى عبدالله ( ع ) .
(3) البرهان ج 1 : 513 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 353 _

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الانعام
  1 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان سورة الانعام نزلت جملة واحدة وشيعها سبعون ألف ملك حين أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فعظموها وبجلوها ، فان اسم الله تبارك وتعالى فيها في سبعين موضعا ، ولو يعلم الناس بما في قرائتها من الفضل ما تركوها ، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : من كان له إلى الله حاجة يريد قضاءها فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب والانعام ، فليقل في صلوته اذا فرغ من القرائة ( يا كريم يا كريم يا كريم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا أعظم من كل عظيم يا سميع الدعاء يامن لا تغيره الايام والليالى صل على محمد وآل محمد وارحم ضعفى وفقرى وفاقتى ومسكنتى فانك أعلم بها منى وأنت أعلم بحاجتى يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه يا من رحم ايوب بعد حلول بلائه يا من رحم محمدا عليه السلام ومن اليتم آواه ونصره على جبابرة قريش وطواغيتها وأمكنه منهم يا مغيث يا مغيث يا مغيث ) يقوله مرارا (1) فو الذى نفسى بيده لو دعوت الله بها بعد ما تصلى هذه الصلوة في دبر هذه السورة ثم سألت جميع حوائجك ما بخل عليك ولاعطاك ذلك ان شاء الله (2) .

--------------------
(1) وفى نسخة مجمع البيان ( تقول ذلك مرارا ) .
(2) البرهان ج 1 : 514 ، البحار ج 18 : 959 وج 19 : 69 ، مجمع البيان ج 2 : 271 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 354 _

  2 ـ عن أبى صالح عن ابن عباس قال : من قرأ سورة الانعام في كل ليلة كان من الآمنين يوم القيمة ، ولم ير النار بعينه أبدا (1)
  3 ـ وقال ابوعبدالله عليه السلام نزلت سورة الانعام جملة واحدة شيعها سبعون ألف ملك حتى انزلت على محمد صلى الله عليه واله ، فعظموها وبجلوها فان اسم الله فيها في سبعين موضعا ولو يعلم الناس ما في قرائتها ـ من الفضل ـ ما تركوها (2) قوله : الحمد لله الذى خلق السموات والارض
  4 ـ جعفر بن أحمد عن العمركى ـ بن على ـ عن العبيدى عن يونس بن عبد الرحمن عن على بن جعفر عن أبى ابراهيم قال : لكل صلوة وقتان وقت يوم الجمعة زوال الشمس ، ثم تلا هذه الاية ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ ) قال : يعدلون بين الظلمات والنور وبين الجور والعدل (3)
  5 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ) قال : الاجل الذى غير مسمى موقوف يقدم منه ما شاء ـ ويؤخر منه ما شاء ـ واما الاجل المسمى فهو الذى ينزل مما يريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل قال : فذلك قول الله ( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) (4)
  6 ـ عن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ) قال : المسمى ما سمى لملك الموت في تلك الليلة ، و هو الذى قال الله ( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) وهو الذى سمى لملك الموت في ليلة القدر ، والآخر له فيه المشية ، ان شاء قدمه وان شاء أخره (5)
  7 ـ عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 515 ، البحار ج 19 : 69 .
(1) البرهان ج 1 : 515 ، البحار ج 18 ( ج 2 ) : 406 .
(4 ـ 5) البحار ج 3 : 40 ، البرهان ج 1 : 517 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 355 _

  مُسَمًّى ) قال : فقال : هما أجلان : أجل موقوف يصنع الله ما يشاء ، وأجل محتوم (1)
  8 ـ وفى رواية حمران عنه أما الاجل الذى غير مسمى عنده فهو أجل موقوف يقدم فيه ما يشاء ويؤخر فيه ما يشاء ، واما الاجل المسمى فهو الذى يسمى في ليلة القدر (2) .
  9 ـ حسين عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ) قال : الاجل الاول هو ما نبذه إلى الملئكة والرسل والانبياء ، والاجل المسمى عنده هو الذى ستره الله عن الخلايق (3)
  10 ـ عن عبدالله بن يعقوب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لبسوا عليهم لبس الله عليهم فان الله يقول : ( وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ) (4)

--------------------
(1) البحار ج 3 : 40 ، البرهان ج 1 : 517 .
(2) البرهان ج 1 : 517 .
(3) البرهان ج 1 : 517 ، البحار ج 3 : 40 وقال المجلسى ( ره ) : ظاهر بعض الاخبار كون الاجل الاول محتوما والثانى موقوفا ، وبعضها بالعكس ويمكن الجمع بان المعنى انه تعالى قضى اجلا اخبر به انبيائه وحججه عليهم السلام وأخبر بانه محتوم فلا يتطرق اليه التغيير وعنده أجل مسمى اخبر بخلافه غير محتوم فهو الذى اذا اخبر بذلك المسمى يحصل منه البداء فلذا قال تعالى ( عنده ) اى لم يطلع احدا بعد وانما يطلق عليه المسمى لانه بعد الاخبار يكون مسمى فما لم يسم فهو موقوف ، ومنه يكون البداء فيما اخبر لا على وجه الحتم ويحتمل ان يكون المراد بالمسمى ما سمى ووصف بانه محتوم ، فالمعنى قضى اجلا محتوما اى اخبر بكونه محتوما واجلا آخر وصف بكونه محتوما عنده ولم يخبر الخلق بكونه محتوما فيظهر منه اخبر بشئ لا على وجه الحتم فهو غير المسمى لا الاجل الذى ذكر اولا وحاصل الوجهين مع قربهما ان الاجلين كليهما محتومان أخبر باحدهما ولم يخبر بالاخر ، و يظهر من الاية أجل آخر غير الاجلين وهو الموقوف ويمكن ان يكون الاجل الاول عاما وظاهر اكثر الاخبار ان الاول موقوف والمسمى محتوم .
(4) البرهان ج 1 : 519 ، البحار ج 4 : 56 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 356 _

  11 ـ عن هشام المشرقى قال : كتبت إلى أبى الحسن الخراسانى عليه السلام رجل يسئل عن معان في التوحيد ، قال : فقال لى : ما تقول : اذا قالوا لك أخبرنا عن الله شئ هو أم لا شئ ؟ قال : فقلت : ان الله أثبت نفسه شيئا ، فقال : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) لا اقول شيئا (1) كالاشياء أو نقول ان الله جسم ، فقال : وما الذى يضعف فيه من هذا ان الله جسم لا كالاجسام ولا يشبهه شئ من المخلوقين ؟ قال : ثم قال : ان للناس في التوحيد ثلثة مذاهب ، مذهب نفى ، ومذهب تشبيه ، ومذهب اثبات بغير تشبيه ، فمذهب النفى لا يجوز ، ومذهب التشبيه لا يجوز ، وذلك ان الله لا يشبهه شئ ، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة ، وذلك انه مثبت لا يشبه شئ ، وهو كما وصف نفسه أحد صمد نور (2) .
  12 ـ عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قوله ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) يعنى الائمة من بعده ، وهم ينذرون به الناس (3) .
  13 ـ عن أبى خالد الكابلى قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) حقيقة أى شئ عنى بقوله ( ومن بلغ ) ؟ قال : فقال من بلغ ان يكون اماما من ذرية الاوصياء فهو ينذر بالقرآن كما انذر به رسول الله صلى الله عليه واله (4)
  14 ـ عن عبدالله بن بكير عن محمد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( لانذركم

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( اقول شئ ) ، وفى رواية الصدوق ـ ره ـ هكذا ( اقول انه شئ لا كالاشياء ) .
(2) البرهان ج 1 : 519 .
(3) البرهان ج 1 : 519 ، البحار ج 4 : 57 .
(4) البرهان ج 1 : 519 ، البحار ج 4 : 57 ، اثبات الهداة ج 3 : 49 ، الصافى ج 1 : 510 ، مجمع البيان ج 2 : 282 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 357 _

  به ومن بلغ ) قال : على عليه السلام ممن بلغ (1) .
  15 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله يعفو يوم القيمة عفوا لا يخطر على بال أحد ، حتى يقول أهل الشرك : ( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) (2) .
  16 ـ عن أبى معمر السعدى قال : أتى عليا عليه السلام رجل فقال : يا أمير المؤمنين انى شككت في كتاب الله المنزل ، فقال له على عليه السلام : ثكلتك امك وكيف شككت في كتاب الله المنزل ؟ فقال له الرجل : لانى وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضا وينقض بعضه بعضا ، قال : فهات الذى شككت فيه ، فقال : لان الله يقول : ( يوم يقوم الروح والملئكة صفا لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) ويقول حيث استنطقوا (3) قال الله ( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) ويقول : ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) ويقول : ( إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) ويقول ( لا تختصموا لدى ) ويقول : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) فمرة يتكلمون ، ومرة لا يتكلمون ، ومرة ينطق الجلود والايدى والارجل ، ومرة لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا فانى ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له عليه السلام : ان ذلك ليس في موطن واحد وهى في مواطن في ذلك اليوم الذى مقداره خمسون ألف سنة ، فجمع الله الخلايق في ذلك اليوم في موطن يتعارفون فيه ، فيكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض ، اولئك الذين بدت منهم الطاعة من الرسل والاتباع ، وتعاونوا على البر والتقوى في دار الدنيا ، ويلعن أهل المعاصى بعضهم بعضا من الذين بدت منهم المعاصى في دار الدنيا ، وتعاونوا على الظلم و العدوان في دار الدنيا ، والمستكبرون منهم ، والمستضعفون يلعن بعضهم بعضا و يكفر بعضهم بعضا ، ثم يجمعون في موطن يفر بعضهم من بعض ، وذلك قوله ( يَوْمَ يَفِرُّ

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 520 ، اثبات الهداة ج 3 : 49 .
(2) البرهان ج 1 : 520 .
(3) وفى نسخة البرهان ( استضعفوا ) بدل ( استنطقوا ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 358 _
  الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) اذا تعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) ثم يجمعون في موطن يبكون فيه فلو ان تلك الاصوات بدت لاهل الدنيا لاذهلت جميع الخلايق عن معايشهم وصدعت الجبال الا ما شاء الله ، فلا يزالون يبكون حتى يبكون الدم ثم يجتمعون في موطن يستنطقون فيه ، فيقولون ( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) ولا يقرون بما عملوا ، فيختم الله على أفواههم ويستنطق الايدى والارجل والجلود ، فتنطق فتشهد بكل معصية بدت منهم ، ثميرفع الخاتم عن ألسنتهم فيقولون لجلودهم وأيديهم وأرجلهم لم شهدتم علينا ؟ فتقول أنطقنا الله الذى أنطق كل شئ ، ثم يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلايق فلا يتكلم أحد الا من أذن له الرحمن وقال صوابا ، ويجتمعون في موطن يختصمون فيه ويدان لبعض الخلايق من بعض وهو القول ، وذلك كله قبل الحساب ، فاذا أخذ بالحساب شغل كل امرئ بما لديه ، نسئل الله بركة ذلك اليوم (1) .
  17 ـ عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته : فلما وقفوا عليها قالوا : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) إلى قوله : ( وإنهم لكاذبون ) (2) .
  18 ـ عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عنه قال : ان الله قال للماء : كن عذبا فراتا اخلق منك جنتى وأهل طاعتى ، وقال للماء كن ملحا اجاجا أخلق منك نارى واهل معصيتى ، فاجرى المائين على الطين ، ثم قبض قبضة بهذه (3) وهى يمين ، فخلقهم خلقا كالذر ، ثم أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وعليكم طاعتى ؟ قالوا بلى فقال للنار : كونى نارا ، فاذا نار تأجج وقال لهم : قعوا فيها ، فمنهم من أسرع و منهم من ابطأ في السعى ، ومنهم من لم يبرح مجلسه ، فلما وجدوا حرها رجعوا فلم يدخلها أحد منهم ، ثم قبض قبضة بهذه فخلقهم خلقا مثل الذر مثل اولئك ثم أشهدهم علي أنفسهم مثل ما أشهد الآخرين ، ثم قال لهم : قعوا في هذه النار ، فمنهم من

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 522 ، البحار ج 3 : 282 .
(3) وفى نسخة البرهان ( بيده ) مكان بهذه ( بهذه ) في هذا الموضع وكذا فيما يأتى . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 359 _
  أبطأ ـ ومنهم من أسرع ، ـ ومنهم من مر بطرف العين ، فوقعوا فيها كلهم ، فقال : أخرجوا منها سالمين ، فخرجوا لم يصبهم شئ وقال الآخرون : يا ربنا أقلنا نفعل كما فعلوا ، قال : قد أقلتكم ، فمنهم من أسرع في السعى ومنهم من أبطأ ومنهم من لم يبرح مجلسه مثل ما صنعوا في المرة الاولى ، فذلك قوله : ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (1) .
  19 ـ عن خالد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) انهم ملعونون في الاصل (2) .
  20 ـ عن عمار بن ميثم عن أبى عبدالله عليه السلام قال قرأ عند أمير المؤمنين عليه السلام ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) فقال بلى ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ) والله لقد كذبوه أشد المكذبين ( التكذيب خ ل ) ولكنها مخففة ، ( لا يكذبونك ) لا يأتون بباطل يكذبون به حقك (3)
  21 ـ عن الحسين بن المنذر عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ) قال : لا يستطيعون ابطال قولك (4) .
  22 ـ عن أبى الحسن على بن محمد ان قنبر مولى امير المؤمنين ادخل على الحجاج بن يوسف فقال له : ما الذى كنت تلى من أمر على بن أبيطالب عليه السلام ؟ قال : كنت اوضيه فقال له : ما كان يقول اذا فرغ من وضوئه ؟ قال : كان يتلو هذه الاية ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فقال الحجاج : كان يتأولها علينا ؟ فقال : نعم ، فقال : ما أنت صانع اذا ضربت علاوتك ؟ (5) قال : اذا أسعد وتشقى فأمر به ـ فقتله ـ (6)

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 522 ، البحار ج 3 : 71 .
(2) البرهان ج 1 : 522 ، البحار ج 3 : 71 ، الصافى ج 1 : 512 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 523 ، البحار ج 4 : 57 ، الصافى ج 1 : 513 .
(5) العلاوة : اعلى الرأس او العنق وفى نسخة البرهان ( عنقك ) عوض ( علاوتك )
(6) البرهان ج 1 : 526 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 360 _
  23 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ) قال : لما تركوا ولاية على عليه السلام وقد أمروا بها ( أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال : نزلت في ولد العباس (1) .
  24 ـ عن منصور بن يونس عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ) إلى قوله ( فاذا هم مبلسون ) قال : اخذ بنى امية بغتة ، ويؤخذ بنى العباس جهرة (2)
  25 ـ عن الفضيل بن عياض قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام من الورع من الناس ؟ فقال الذى يتورع من محارم الله ويجتنب هؤلاء ، واذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام و هو لا يعرفه ، واذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر ( يقوى خ ل ) عليه فقد أحب أن يعصى الله ، ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة ، ومن أحب بقاء الظالم فقد أحب ان يعصى الله ، ان الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين ، فقال : ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (3) .
  26 ـ عن الاصبغ بن نباته قال : بينما علي عليه السلام يخطب يوم الجمعة على المنبر فجاء الاشعث بن قيس يتخطى (4) رقاب الناس فقال : يا أمير المؤمنين حالت الحمد (5) بينى وبين وجهك ، قال : فقال على عليه السلام : مالى وما للضياطرة (6) أطرد

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 526 ، البحار ج 8 : 380 ، الصافى ج 1 : 517 .
(2) البرهان ج 1 : 526 ، البحار ج 8 : 380 ، اثبات الهداة ج 5 : 426 ، الصافى ج 1 : 517 .
(3) البرهان ج 1 : 527 .
(4) تخطى الناس : ؟ ركبهم وجاوزهم .
(5) كذا في الاصل ونسخة البرهان ولا يخلو ظاهرا عن تصحيف .
(6) في اللسان : الضياطرة جمع الضيطر : العظيم من الرجال ، وقال الجزرى وفى حديث على ( ع ) : من يعذرونى من هؤلاء الضياطرة ؟ هم الضخام الذين لا غناء عندهم الواحد ضيطار والياء زائدة . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 361 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 361 سطر 1 الى ص 370 سطر 27
  قوما غدوا أول النهار يطلبون رزق الله ، وآخر النهار ذكروا الله ، أفاطردهم فاكون من الظالمين (1) .
  27 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله قال : رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت ، فان التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ، ومنقذة من شفا الهلكة فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين ، فقال : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) (2) .
  28 ـ عن أبى الربيع الشامى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ) إلى قوله : ( إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) قال الورقة السقط والحبة الولد ، وظلمات الارض الارحام ، والرطب ما يحيى واليابس ما يغيض (3) وكل ذلك في كتاب مبين (4) .
  29 ـ عن الحسين بن خالد (5) قال : سألت أبا الحسن عليه السلام (6) عن قول الله ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) فقال : الورقة السقط يسقط من بطن امه من قبل أن يهل الولد ، قال : فقلت وقوله : ( ولا حبة ) ؟ قال : يعنى الولد في بطن امه ، اذا هل ويسقط من قبل الولادة ، قال : قلت قوله : ( ولا رطب ) ؟ قال : يعنى المضغة اذا اسكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 527 .
(2) البرهان ج 1 : 527 ، البحار ج 3 : 101 .
(3) غاض غيضا : نقص او غار .
(4) البحار ج 2 : 128 ، البرهان ج 1 : 528 .
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسختى البحار والبرهان لكن في الاصل ( الحسين بن خلف ) .
(6) وفى نسخة البحار ( ابا عبدالله ع ) مكان ( ابا الحسن ع ) لكن الظاهر هو المختار في المتن . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 362 _

  أن ينتقل ، قال : قلت قوله : ( ولا يابس ) ؟ قال : الولد التام ، قال : قلت ( في كتاب مبين ) ؟ قال : في امام مبين (1) .
  30 ـ عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : دخل مروان بن الحكم المدينة قال : فاستلقى على السرير ، وثم مولى للحسين ، فقال : ( ردوا إلى الله موليهم الحق و هو أسرع الحاسبين ) قال : فقال الحسين لمولاه : ماذا قال هذا حين دخل ؟ قال : استلقى على السرير فقرأ ( ردوا إلى الله موليهم ) إلى قوله ( الحاسبين ) قال : فقال الحسين عليه السلام نعم والله رددت أنا وأصحابى إلى الجنة ، ورد هو وأصحابه إلى النار (2) .
  31 ـ عن ربعى بن عبدالله عمن ذكره عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا ) قال : الكلام في الله والجدال في القرآن ( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) قال : منه القصاص ـ قال : قال أبوعبدالله ـ (3)
  32 ـ عن ابى بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ ) قال : كان اسم أبيه آزر (4) .

--------------------
(1) البحار ج 2 : 131 ، البرهان ج 1 : 528 ، الصافى ج 1 : 541 .
(2) البرهان ج 1 : 529 ، الاية هكذا ( رودا إلى الله مولاهم الحق الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين )
(3) البرهان ج 1 : 530 ، الصافى ج 1 : 523 ، البحار ج 2 : 82 ، وقال المجلسى ( ره ) : القصاص علماء المخالفين فانهم كرواة القصص والاكاذيب فيما يبنون عليه علومهم ، وهم يخوضون في تفاسير الايات وتحقيق صفات الذات بالظنون والاوهام لانحرافهم ، عن اهل البيت عليهم السلام ، وما بين المعقفتين ليس في نسختى البحار والصافى .
(4) البرهان ج 1 : 534 ، الصافى ج 1 : 525 ، ثم لا يخفى انه قد انعقد الاجماع من الفرقة المحقة على ان اجداد نبينا صلى الله عليه وآله كانوا مسلمين موحدين وما كان احد من آبائه واجداده كافرا وقد تواتر عن الائمة ( ع ) نحن من اصلاب المطهرين وارحام المطهرات ، وانه لم تدنسهم الجاهلية بانجاسها إلى غير ذلك من الروايات المستفيضة بل المتواترة على اسلام آباء النبى صلى الله عليه وآله * ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 363 _

  33 ـ عن زرارة قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ ) قال : كشط له عن الارض (1) حتى رآها وما فيها ، والسماء وما فيها ، والملك الذى يحملها ، والعرش وما عليه (2) .
  34 ـ عن عبدالرحيم القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) قال : كشط له السموات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة وما فيها ، والارضين السبع وما فيهن ، وفعل بمحمد صلى الله عليه واله كما فعل بابراهيم عليه السلام ، وانى لارى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك (3) .
  واضف إلى ذلك ما نقله الطبرسى ( ره ) وغيره عن الزجاج : انه لا خلاف بين النسابين في ان اسم أبى ابراهيم ( ع ) تارخ وقد قيل في توجيه ظاهر الاية وهذه الرواية وامثالها مما رواه الكلينى وغيره مما تدل على انه كان اباه حقيقة وجوه كثيرة فمنها ان آزر كان جد ابراهيم لامه او عمه لابيه وقد يطلق عليهما الاب بل وقد ادعى اشتهار تسمية العم بالاب في الزمن السابق وقد ورد مثله في القرآن ايضا كما حكى الله عن اولاد يعقوب انهم قالوا ( نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ ) ومعلوم ان اسماعيل كان عما ليعقوب وقد اطلقوا عليه لفظ الاب فكذا هنا وعليه فهذه الاخبار ايضا محمولة على التقية كما قاله المجلسى ( ره ) وذلك من حيث ان الاب يطلق على العم او جد الام في القرآن الكريم مجازا فالائمة صلوات الله عليهم اجمعين اتبعوا القرآن فاستعملوا لفظة اب وارادوا العم او جد الام حتى لا يكون كلامهم مخالفا للكتاب العزيز .
  ومنها حمل الآية والرواية على ظاهرهما بتقرير ان آزر كان مؤمنا يكتم ايمانه ولم يؤمر باظهاره لاحد حتى ابراهيم ( ع ) او علم هو بايمانه وكان نزاعهما من باب المصانعة مع الناس لمصالح خفية عندهما

--------------------
(1) الكشط : رفعك شيئا عن شئ قد غشاه .
(2) البحار ج 5 : 132 ، البرهان ج 1 : 534 .
(3) البحار ج 5 : 132 ، البرهان ج 1 : 534 ، الصافى ج 1 : 525 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 364 _
  35 ـ عن زرارة عن أبى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام في قول الله ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ ) فقال أبوجعفر : كشط له عن السموات حتى نظر إلى العرش وما عليه ، قال : والسموات والارض و العرش والكرسى ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : كشط له عن الارض حتى رآها وعن السماء و ما فيها ، والملك الذى يحملها والكرسى وما عليه (1) .
  36 ـ وفى رواية اخرى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) قال : أعطى بصره من القوة ما نفذ السموات فرآى ما فيها وراى العرش وما فوقه (2) وراى ما في الارض وما تحتها (3) .
  37 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما ارى ملكوت السموات والارض التفت فرآى رجلا يزنى ، فدعا عليه فمات ، ثم راى آخر فدعا عليه فمات حتى راى ثلثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله اليه ان يا ابراهيم ان دعوتك مجابة فلا تدع على عبادى ، فانى لو شئت لم أخلقهم ، انى خلقت خلقى على ثلثة أصناف عبد يعبدنى لا يشرك به شيئا فأثيبه ، وعبد يعبد غيرى فلن يفوتنى ، وعبد يعبد غيرى فاخرج من صلبه من يعبدنى (4) .
  38 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال في ابراهيم عليه السلام اذ رأى كوكبا قال : انما كان طالبا لربه ولم يبلغ كفرا ، وانه من فكر من الناس في مثل ذلك فانه بمنزلته (5) .
  39 ـ عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام في قول ابراهيم صلوات الله عليه : ( لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ) اى ناس للميثاق (6) .

--------------------
(1) البحار ج 5 : 132 ، البرهان ج 1 : 534 الصافى ج 1 : 525 .
(2) وفى نسخة البرهان هكذا ( اعطى بصره من القوة حتى رآى السماء ومن عليها والملك الذى يحملها اه ) .
(3) البرهان ج 1 : 535 ، البحار ج 5 : 132 ، الصافى ج 1 : 526 .
(4) البرهان ج 1 : 535 ، البحار ج 5 : 128 ، الصافى ج 1 : 526 .
(5 ـ 6) البحار ج 5 : 23 ، البرهان ج 1 : 535 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 365 _

  40 ـ عن ابان بن عثمان عمن ذكره عنهم انه كان من حديث ابراهيم عليه السلام انه ولد في زمان نمرود بن كنعان ، وكان قد ملك الارض أربعة ، مؤمنان وكافران ، سليمان بن داود وذو القرنين ، ونمرود بن كنعان وبخت نصر ، وانه قيل لنمرود : انه يولد العام غلام يكون هلاككم وهلاك دينكم وهلاك اصنامكم على يديه ، وانه وضع القوابل على النساء ، وأمر ان لا يولد هذه السنة ذكر الا قتلوه ، وان ابراهيم عليه السلام حملته امه في ظهرها ، ولم تحمله في بطنها ، وانه لما وضعته أدخلته سربا (1) و وضعت عليه غطاء ، وانه كان يشب شبا لا يشبه الصبيان ، وكانت تعاهده ، فخرج ابراهيم عليه السلام من السرب ، فرآى الزهرة ولم ير كوكبا أحسن منها ، فقال : هذا ربى ، فلم يلبث ان طلع القمر فلما رآه هابه قال : هذا أعظم هذا ربى ، فلما أفل قال : لا احب الآفلين ، فلما رأى النهار وطلعت الشمس ، قال : هذا ربى هذا أكبر مما رأيت ، فلما أفلت ( قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) (2) .
  41 ـ عن حجر قال أرسل العلا بن سيابة يسئل أبا عبدالله عليه السلام عن قول ابراهيم عليه السلام ( هذا ربى ) وانه من قال هذا اليوم فهو عندنا مشرك ، قال : لم يكن من ابراهيم شرك انما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك (3) .
  42 ـ عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله فيما اخبر عن ابراهيم عليه السلام ( هذا ربى ) ؟ قال : لم يبلغ به شيئا أراد غير الذى قال (4) .
  43 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا

--------------------
(1) السرب بالتحريك : جحر الوحشى والحفير تحت الارض والقناة التى يدخل منها الماء الحائط قاله في القاموس والمراد الغار الذى ولد فيه ، هربت اليه امها من خوف النمرودية وولدها فيه وربته باعانة جبرئيل حتى مرت عليه سنون فخرج من الغار وبرز وشرع في الدعوة .
(2 ـ 4) البحار ج 5 : 23 ، البرهان ج 1 : 535 ، الصافى ج 1 : 526 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 366 _
  إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) منه وما أحدث (1)
  44 ـ ورواه واصحابه عن أبى بصير قال : قلت له : انه قد ألح على الشيطان عند كبر سنى يقنطنى ، قال : قل كذبت يا كافر يا مشرك ، انى أومن بربى ، وأصلى له و أصوم واثنى عليه ، ولا ألبس ايمانى بظلم (2) .
  45 ـ عن جابر الجعفى عمن حدثه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه واله في مسير له اذ رآى سوادا من بعيد ، فقال : هذا سواد لا عهد له بأنيس ، فلما دنا سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : اين أراد الرجل ؟ قال : أراد يثرب قال : وما أردت بها ؟ قال : أردت محمدا قال : فأنا محمد ، قال : والذى بعثك بالحق ما رأيت انسانا مذ سبعة أيام ولا طعمت طعاما الا ما تناول منه دابتى قال : فعرض عليه الاسلام فأسلم قال : فعضته (3) راحلته فمات وأمر به فغسل وكفن ، ثم صلى عليه النبى عليه وآله السلام ، قال : فلما وضع في اللحد قال : هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم (4)
  46 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) الزنا منه ؟ قال : أعوذ بالله من اولئك ، لا ولكنه ذنب اذا تاب تاب الله عليه ، وقال : مد من الزنا والسرقة وشارب الخمر كعابد الوثن (5)
  47 ـ يعقوب بن شعيب عنه في قوله : ( َلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) قال : الضلال فما فوقه (6) .
  48 ـ ابوبصير عنه ( بظلم ) قال : بشك (7)
  49 ـ عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمى عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) قال : آمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه واله من الولاية ، ولم يخلطوها

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 537 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 257 .
(3) اى امسكته باسنانه وفى نسخة البرهان ( فنفضته ) بدل ( فعضته ) وهو بمعنى ارعدته .
(4) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 257 ، البرهان ج 1 : 537 .
(5 ـ 7) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 257 ، البرهان ج 1 : 537 ، الصافى ج 1 : 529 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 367 _
  بولاية فلان وفلان ، فهو اللبس بظلم ، وقال : اما الايمان فليس يتبعض (1) كله ولكن يتبعض قليلا قليلا قلت : بين الضلال والكفر منزلة ؟ قال : ما اكثر عرى الايمان (2)
  50 ـ عن أبى بصير قال : سألته عن قول الله ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) قال : نعوذ بالله يابا بصير أن تكون ممن لبس ايمانه بظلم ، ثم قال اولئك الخوارج وأصحابهم (3)
  51 ـ عن محمد بن الفضيل عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا ) لنجعلها (4) في اهل بيته ( وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ) لنجعلها في أهل بيته فأمر العقب من ذرية الانبياء من كان قبل ابراهيم ولابراهيم (5)
  52 ـ عن بشير الدهان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى ابراهيم عليه السلام من قبل النساء ، ثم تلا ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلى آخرالايتين وذكر عيسى عليه السلام (6)
  53 ـ عن أبى حرب بن أبى الاسود قال : أرسل الحجاج إلى يحيى بن معمر قال : بلغنى انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبى صلى الله عليه واله تجدونه في كتاب الله وقد قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده ، قال : أليس تقرأ سورة الانعام ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) حتى بلغ ( ويحيى وعيسى ) قال : أليس عيسى من ذرية ابراهيم وليس له أب قال : صدقت (7)
  54 ـ عن محمد بن حمران قال : كنت عند أبى عبدالله فجائه رجل وقال له : يا ابا عبدالله ما يتعجب من عيسى بن زيد بن على يزعم انه ما يتولى

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( ينتقص ) بدل ( يتبعض ) في الموضعين .
(2 ـ 3) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 257 ، البرهان ج 1 : 538 .
(4) الضمير يرجع إلى الوصية كما في حديث الكافى والاكمال في حديث اتصال الوصية من لدن آدم ( ع ) .
(5 ـ 7) البرهان ج 1 : 539 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 368 _
  عليا عليه السلام الا على الظاهر وما تدرى لعله كان يعبد سبعين الها من دون الله ، قال فقال ما أصنع ؟ قال الله : ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) واومأ بيده الينا ، فقلت : نعقلها والله (1)
  55 ـ عن العباس بن هلال عن الرضا عليه السلام ان رجلا أتى عبدالله بن الحسن (2) وهو ـ امام ـ بالسبالة فسأله عن الحج ، فقال له : هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا فاسئله فأقبل الرجل إلى جعفر عليه السلام فسأله فقال له : لقد رأيتك واقفا على عبدالله بن الحسن فما قال لك قال : سألته فأمرنى ان آتيك وقال : هذاك جعفر بن محمد نصب نفسه لهذا ، فقال جعفر عليه السلام : نعم أنا من الذين قال الله في كتابه ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ ) سل عما شئت ، فسأله الرجل فأنبأه عن جميع

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 539 ، البحار ج 5 : 155 وقال المجسى ( ره ) بعد نقل الخبر ما لفظه : اقول : فسر ( ع ) القوم بالشيعة واولاد العجم كما ورد في خبر آخر .
واما كلام عيسى فلعله اراد انا لا نعلم باطن امير المؤمنين ( ع ) انه مؤمن او مشرك فانما نواليه بظاهره وقوله نعقلها والله اى نعلم ايمانه باطنا لاخبار الله ورسوله بذلك ( انتهى ) واما عيسى بن زيد المذكور في الرواية فهو عيسى بن زيد بن على بن الحسين بن على ( ع ) وعده الشيخ ( ره ) في رجاله من اصحاب الصادق وظاهره كونه اماميا لكنه خبيث تدل على ذمة روايات كثيرة مذكورة في محالها قال ابوالفرج : خرج مع محمد بن عبدالله بالكوفة فلما قتل صحب اخاه ابراهيم وخرج معه ببا خمرا وكان خليفته فلما قتل ابراهيم دعى إلى نفسه واظهر الزيدية ثم توارى إلى ان مات بالكوفة .
(2) هو عبدالله بن الحسن بن ابيطالب الملقب بالمحض عده الشيخ من اصحاب الصادق وانما سمى المحض لان اباه الحسن بن الحسن وامه فاطمة بنت الحسين وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو شيخ بنى هاشم وكان يتولى صدقات امير المؤمنين ( ع ) بعد ابيه الحسن ويظهر من الروايات انه ادعى الامامة في زمن الصادق ( ع ) لنفسه بل يظهر من بعضها انه كان ينفى الامامة عن امير المؤمنين ( ع ) إلى خروجه بالسيف وسبالة موضع بين البصرة والمدينة . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 369 _
  ما سأله (1) .
  56 ـ عن ابن سنان عن سليمان بن هارون قال : قال الله : لو ان اهل السماء و الارض اجتمعوا على ان يحولوا هذا الامر من موضعه الذى وضعه الله فيه ما استطاعوا ، ولو ان الناس كفروا جميعا حتى لا يبقى أحد لجاء لهذا الامر بأهل يكونون هم أهله ، ثم قال : اما تسمع الله يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ) الآية ـ وقال في آية اخرى ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) ثم قال : اما ان أهل هذه الآية هم اهل تلك الآية (2)
  57 ـ عن الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى في كتابه ( وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ) إلى قوله ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) إلى قوله ( بها بكافرين ) فانه من وكل بالفضل من أهل بيته و الاخوان والذرية وهو قول الله ان يكفر به امتك يقول : فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الذى أرسلتك به ، فلا يكفرون به أبدا ولا أضيع الايمان الذى أرسلتك به من أهل بيتك بعدك علماء امتك وولاة امرى بعدك واهل استنباط علم الدين ، ليس فيه كذب ولا اثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء (3)
  58 ـ 59 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا ) قال : كانوا يكتمون ما شاؤا ويبدون ما شاؤا وفى رواية اخرى عنه عليه السلام قال كانوا يكتبونه في القراطيس ثم يبدون ما شاءوا ويخفون ما شاءوا وقال : كل كتاب انزل فهو عند أهل العلم (4) .
  60 ـ عن الحسين بن سعيد عن احدهما قال : سألته عن قول الله : ( أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ) قال : نزلت في ابن أبى سرح الذى كان عثمان بن عفان

--------------------
(1) البحار ج 7 : 120 البرهان ج 1 : 539 .
(2 ـ 3) البرهان ج 1 : 539 ـ 540 .
(4) البرهان ج 1 : 541 ، الصافى ج 1 : 531 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 370 _
  استعمله على مصر ، وهو ممن كان رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة هدر دمه ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاذا أنزل الله عليه ( فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) كتب ( فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) وقد كان ابن أبى سرح يقول للمنافقين : انى لاقول الشئ مثل ما يجيئ به هو ، فما يغير على فانزل الله فيه الذى انزل (1) .
  61 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ) قال : من ادعى الامامة دون الامام عليه السلام (2) .
  62 ـ عن سلام عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) قال : العطش يوم القيمة (3)
  63 ـ عن الفضيل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام في قوله : ( أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) قال : العطش (4) .
  64 ـ عن صالح بن سهل رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) الحب ما حبه والنوى ما نأى عن الحق فلم يقبله (5) .
  65 ـ عن المفضل قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله : ( فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) قال : الحب المؤمن ، وذلك قوله ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) والنوى هو الكافر الذى نأى عن الحق فلم يقبله (6) .
  66 ـ عن عبدالله بن الفضل النوفلى عمن رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال اذا طلبتم الحوايج فاطلبوها بالنهار ، فان الله جعل الحياء في العينين ، واذا تزوجتم فتزوجوا بالليل قال الله ( جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) (7) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 541 ، الصافى ج 1 : 532 ، وقد مضى منا شطر من الكلام في ابن أبى سرح في سورة النساء تحت رقم 287 في ذيل الصفحة فراجع
(2) البرهان ج 1 : 542 ، الصافى ج 1 : 532 اثبات الهداة ج 1 : 265 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 542 ، البحار ج 3 : 246 ، الصافى ج 1 : 532 .
(5 ـ 6) البرهان ج 1 : 542 ، البحار ج 7 : 113 ، الصافى ج 1 : 533 .
(7) البحار ج 23 : 65 ، البرهان ج 1 : 543 ، الوسائل ج 2 ابواب مقدمات التجارة باب 32 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 371 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 371 سطر 1 الى ص 380 سطر 23
  67 ـ عن الحسن بن على ابن بنت الياس قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : ان الله جعل الليل سكنا وجعل النساء سكنا ، ومن السنة التزويج بالليل و اطعام الطعام (1) .
  68 ـ عن على بن عقبة عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال : تزوجوا بالليل فان الله جعله سكنا ، ولا تطلبوا الحوايج بالليل فانه مظلم (2) .
  69 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت : ( هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) قال : ما يقول أهل بلدك الذى أنت فيه ؟ قال : قلت : يقولون مستقر في الرحم ومستودع في الصلب فقال : كذبوا المستقر ما استقر الايمان في قلبه فلا ينزع منه أبدا ، والمستودع الذى يستودع الايمان زمانا ثم يسلبه وقد ؟ ان الزبير منهم (3) .
  70 ـ عن جعفر بن مروان قال : ان الزبير اخترط سيفه (4) يوم قبض النبى صلى الله عليه واله وقال : لا اغمده حتى ابايع لعلى ، ثم اخترط سيفه فضارب عليا فكان ممن اعير الايمان ، فمشى في ضوء نوره ثم سلبه اياه (5)
  71 ـ عن سعيد بن ابى الاصبغ قال : سمعت أبا عبدالله عليه والسلام وهو يسئل عن مستقر ومستودع ، قال : مستقر في الرحم ومستودع في الصلب ، وقد يكون مستودع الايمان ثم ينزع منه ، ولقد مشى الزبير في ضوء الايمان ونوره حين قبض رسول صلى الله عليه واله حتى مشى بالسيف وهو يقول : لا نبايع الا عليا (6)
  72 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قوله :( هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) قال : ما كان من الايمان المستقر فمستقر إلى يوم

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 23 : 65 ، البرهان ج 1 : 543 ، الوسائل ج 2 ابواب مقدمات التجارة باب 32 .
(3) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 277 ، البرهان ج 1 : 544 ، الصافى ج 1 : 534 .
(4) اخترط السيف : استله واخرجه من غمده
(5) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 277 ، البرهان ج 1 : 544 .
(6) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 277 ، البرهان ج 1 : 544 ، الصافى ج 1 : 534 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 372 _

  القيمة ـ أو أبدا ـ (1) وما كان مستودعا سلبه الله قبل الممات (2)
  73 ـ عن صفوان قال : سالنى أبوالحسن عليه السلام ومحمد بن الخلف جالس فقال لى مات يحيى بن القاسم الحذاء ؟ فقلت له : نعم ومات زرعة فقال : كان جعفر عليه السلام يقول فمستقر ومستودع فالمستقر قوم يعطون الايمان ويستقر في قلوبهم ، والمستودع قوم يعطون الايمان ثم يسلبونه (3) .
  74 ـ عن أبى الحسن الاول قال : سألته عن قول الله ( فمستقر ومستودع ) قال المستقر الايمان الثابت والمستودع المعار (4)
  75 ـ عن أحمد بن محمد قال : وقف على أبوالحسن الثانى عليه السلام في بنى زريق (5) فقال لى وهو رافع صوته : يا أحمد ، قلت : لبيك ، قال : انه لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله جهد الناس على اطفاء نور الله فأبى الله الا ان يتم نوره بأمير المؤمنين ، فلما توفى (6) أبوالحسن عليه السلام جهد ابن ابيحمزة (7) واصحابه على اطفاء نور الله فأبى الله الا ان يتم نوره وان اهل الحق اذا دخل فيهم سروا به واذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه ، وذلك انهم على يقين من أمرهم ، وان أهل الباطل اذا دخل فيهم داخل سروا به ، واذا خرج منهم خارج جزعوا عليه ، وذلك انهم على شك من أمرهم ، ان الله

--------------------
(1) الترديد من الراوى .
(2 ـ 4) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 277 ، البرهان ج 1 : 544 .
(5) قال أبوالعباس القلقشندى : بنو زريق بطن من الخزرج من القحطانية وهم بنو زريق بن عامر بن زريق .
(6) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار ولما رواه الكشى ( ره ) في كتاب الرجال لكن في الاصل كنسخة البرهان ( قدم ) بدل ( توفى ) ، ويمكن تصحيحه على ما في نسخة الاصل بان يراد من أبى الحسن هو الثانى ( ع ) لكنه خلاف الظاهر
(7) هو على بن أبيحمزة سالم البطائنى واقفى المذهب وهو اول من اظهر الاعتقاد بالوقف في امامة على بن موسى الرضا ( ع ) بعد موت ابيه أبى الحسن الكاظم ( ع ) طمعا للمال الذى كان عنده وقيل كان عند على بن أبيحمزة ثلثون الف دينار ، وقد ورد في ذمه روايات كثيرة راجع تنقيح المقال وغيره . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 373 _

  يقول : ( فمستقر ومستودع ) قال : ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : المستقر الثابت ، و المستودع المعار (1)
  76 ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعته يقول : ان الله خلق خلقا للايمان لا زوال له ، وخلق خلقا للكفر لا زوال له وخلق خلقا بين ذلك فاستودع بعضهم الايمان ، فان شاء أن يتمه لهم أتمه ، وان شاء أن يسلبهم اياه سلبهم (2)
  77 ـ عن سدير قال : سمعت حمران يسئل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) فقال له أبوجعفر عليه السلام : ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان ، وابتدع السموات والارضين ولم يكن قبلهن سموات ولا أرضون ، أما تسمع قوله : ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) (3)
  78 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليه السلام قال سمعته يقول : لا يوصف الله بمحكم وحيه ، عظم ربنا عن الصفة وكيف يوصف من لا يحد وهو يدرك الابصار ولا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير (4)
  79 ـ الاشعث بن حاتم قال : قال ذو الرياستين : قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام جعلت فداك أخبرنى عما اختلف فيه الناس من الرؤية فقال بعضهم : لا يرى ، فقال : يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله ، قال الله ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) هذه الابصار ليست هى الاعين ، انما هى الابصار التى في القلب لا يقع عليه الاوهام ولا يدرك كيف هو (5)
  80 ـ عن عمر الطيالسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) قال : فقال : يا عمر هل

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 277 ، البرهان ج 1 : 545 .
(3) البرهان ج 1 : 545 .
(4) البحار ج 2 : 96 ، البرهان ج 1 : 548 .
(5) البحار ج 2 : 96 ، البرهان ج 1 : 548 ، مجمع البيان ج 3 : 344 ، الصافى ج 1 : 537 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 374 _
  رأيت أحدا يسب الله ؟ قال : فقلت : جعلنى الله فداك فكيف ؟ قال : من سب ولى الله فقد سب الله (1)
  81 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قول الله : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ ) إلى آخر الآية اما قوله : ( كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) فانه حين اخذ عليهم الميثاق (2)
  82 ـ عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان الامام اذا أراد الله ان يحمل له بامام أتى بسبع ورقات من الجنة فأكلهن قيل أن يواقع ، قال : فاذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن امه ، فاذا وضعته رفع له عمود من نور ما بين السماء والارض ، يرى ما بين المشرق والمغرب ، وكتب على عضده ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ) قال أبوعبد الله عليه السلام قال : قال الوشاء حين مر هذا الحديث لا اروى لكم هذا لا تحدثوا عنى (3)
  83 ـ عن يونس بن ظبيان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : اذا أراد الله ان يقبض روح امام ويخلق بعده اماما أنزل قطرة من تحت العرش إلى الارض يلقيها على ثمرة او بقلة ، قال : فيأكل تلك الثمرة او تلك البقلة الامام الذى يخلق الله منه نطفة الامام الذى يقوم من بعده ، قال : فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب ، ثم يصير إلى الرحم فيمكث فيه أربعين يوما ، فاذا مضى له أربعون يوما سمع الصوت ، فاذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الايمن ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فاذا خرج إلى الارض أوتى الحكمة وزين بالحكم والوقار ، والبس الهيبة وجعل له مصباح من نور ، فعرف به الضمير ويرى به أعمال العباد (4) .
  84 ـ عن عمر بن حنظلة في قول الله تبارك وتعالى ( فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ) اما المجوس فلا فليسوا من أهل الكتاب ، واما اليهود والنصارى فلا بأس

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 548 ، الصافى ج 1 : 538 .
(3) البرهان ج 1 : 551 ، البحار ج 7 : 190 .
(4) البرهان ج 1 : 551 ، البحار ج 7 : 190 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 375 _
  اذا سموا (1)
  85 ـ عن محمد بن مسلم قال : سألته عن الرجل يذبح الذبيحة فيهلل أو يسبح أو يحمد او يكبر ؟ قال : هذا كله من اسماء الله (2) .
  86 ـ عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن ذبيحة المرأة والغلام هل يؤكل ؟ قال : نعم اذا كانت المرأة مسلمة ، وذكرت اسم الله حالت ذبيحتها ، واذا كان الغلام قويا على الذبح وذكر اسم الله حلت ذبيحته ، واذا كان الرجل مسلما فنسى أن يسمى فلا بأس بأكله ، اذا لم تتهمه (3) ـ عن حمران قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في ذبيحة الناصب واليهودى قال : لا تأكل ذبيحته حتى تسمعه يذكر اسم الله ، اما سمعت قول الله ( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ) (4) .
  88 ـ عن داود بن فرقد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : جعلت فداك كنت اصلى عند القبر واذا رجل خلفى يقول : ( وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ) قال : فالتفت اليه وقد تأول على هذه الاية وما أدرى من هو وأنا أقول : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) فاذا هو هارون بن سعد ، قال : فضحك أبوعبدالله عليه السلام ثم قال اذا أصبت الجواب ـ أو قال ـ الكلام باذن الله (5) .
  89 ـ عن بريد العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) قال : الميت الذى لا يعرف هذا الشأن ، قال :

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 551 ، البحار ج 14 : 816 ، الوسائل ج 3 ابواب الذبائح باب 26 .
(2) البرهان ج 1 : 551 ، البحار ج 14 : 808 .
(3 ـ 4) البحار ج 14 : 808 و 816 ، البرهان ج 1 : 551 ، الوسائل ج 3 ابواب الذبائح باب 22 و 26 .
(5) البرهان ج 1 : 552 ، البحار ج 11 : 209 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 376 _
  أتدرى ما يعنى ميتا ؟ قال : قلت جعلت فداك لا قال : الميت الذى لا يعرف شيئا فأحييناه بهذا الامر ، وجعلنا له نورا يمشى به في الناس ، قال : اماما يأتم به ، قال : ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) قال : كمثل هذا الخلق الذى لا يعرفون الامام (1) .
  90 ـ وفى رواية اخرى عن بريد العجلى قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) قال : الميت الذى لا يعرف هذا الشأن ، يعنى هذا الامر ( وجعلنا له نورا ) اماما يأتم به يعنى على بن أبى طالب ، قلت : فقوله : ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) فقال بيده هكذا هذا الخلق الذى لا يعرفون شيئا (2) .
  91 ـ عن صفوان عن ابن سنان قال : سمعته يقول : أنتم أحق الناس بالورع ، عودوا المرضى وشيعوا الجنايز ، ان الناس ذهبوا كذا وكذا وذهبتم حيث ذهب الله ، الله أعلم حيث يجعل رسالته (3) .
  92 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال : ما انتصر الله من ظالم الا بظالم وذلك قول الله ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (4) .
  93 ـ عن أبى جميلة عن عبدالله بن جعفر عليه السلام عن أخيه قال : ان للقلب تلجلجا في الجوف يطلب الحق ، فاذا أصابه اطمأن به ، وقرأ ( ومن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) (5) .
  94 ـ عن سليمان بن خالد قال : قد سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ان الله اذا اراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء ، وفتح مسامع قلبه ، ووكل به ملكا يسدده ، واذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء وشد عليه مسامع قلبه ، ووكل به شيطانا يضله

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 9 : 76 ، البرهان ج 1 : 552 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 552 .
(5) البرهان ج 1 : 553 ، البحار ج 15 ( ج 2 ) : 38 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 377 _
  ثم تلا هذه الاية ( فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ) الاية (1)
  ورواه سليمان بن خالد عنه نكتة من نور ولم يقل بيضاء .
  95 ـ عن أبى بصير عن خيثمة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ان القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق ، فاذا أصاب الحق قر ثم ضم أصابعه ثم قرأ هذه الاية ( فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ) (2) .
  قال : وقال أبو عبدالله لموسى بن أشيم : أتدرى ما الحرج ؟ قال : قلت لا ، فقال بيده وضم أصابعه كالشئ المصمت لا يدخل فيه شئ ولا يخرج منه شئ (3)
  96 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) قال : هو الشك (4) .
  97 ـ عن الحسن بن على عن الرضا عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال : الضغث (5) والاثنين تعطى من حضرك (6)
  98 ـ وقال : نهى رسول الله صلى الله عليه واله عن الحصاد بالليل (7) .
  99 ـ عن هاشم بن المثنى قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال : اعط من حضرك ـ من مشرك أو غيره ـ .
  100 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله ( وآتوا حقه

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 553 ، البحار ج 15 ( ج 2 ) : 38
(2) البرهان ج 1 : 553 ، البحار ج 15 ( ج 2 ) : 38 مجمع البيان ج 3 364 ، الصافى ج 1 : 545 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 553 ، الصافى ج 1 : 550 .
(5) الضغث بالكسر والفتح : قبضة الحشيش المختلط رطبها ويابسها .
(6) البرهان ج 1 : 556 ، الوسائل ج 2 ابواب زكوة الغلات باب 14
(7) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 556 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 378 _
  يوم حصاده ) قال : اعط من حضرك ـ من المسلمين وان لم يحضرك الا مشرك فاعطه (1)
  101 ـ عن معوية بن ميسرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ـ ان ـ في الزرع حقان حق تؤخذ به ، وحق تعطيه ، فاما الذى تؤخذ به فالعشر ونصف العشر ، و اما الحق الذى تعطيه فانه يقول : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) فالضغث تعطيه ثم الضغث حتى تفرغ (2) .
  102 ـ وفى رواية عبدالله بن سنان عنه قال : تعطى منه المساكين الذين يحضرونك ولو لم يحضرك الا مشرك (3) .
  103 ـ عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم (4) عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قوله ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قالا : تعطى منه الضغث من السنبل ـ يقبض من السنبل قبضة والقبضة ـ (5) .
  104 ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال : هذا من غير الصدقة يعطى منه المسكين والمسكين القبضة بعد القبضة ، ومن الجداد الحفنة ثم الحفنة ثم الحفنة (6) حتى يفرغ ويترك للخارص (7) اجرا معلوما ويترك من النخل معافارة وام جعرور لا يخرصان (8) ويترك للحارس يكون في الحايط العذق والعذقان (9) والثلثة لنظره وحفظه له (10) .

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 556 .
(4) وفى نسخة البرهان ( منصور بن سهل ) بدل ( محمد بن مسلم ) .
(5) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 556 .
(6) الجداد ـ بالفتح والكسر ـ : صرام النخل وهو قطع ثمرتها وفى بعض النسخ ( والجذاذ ) ، وهو بمعنى ما تكسر من الشئ ، والحفنة : ملؤ الكف .
(7) خرص النخل : قدر ما عليها .
(8) معافارة وام جعرور : ضربان رديان من اردى التمر .
(9) العذق : النخلة بحملها .
(10) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 556 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 379 _
  105 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : لا يكون الحصاد والجذاذ بالليل ، ان الله يقول : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) قال كان فلان بن فلان الانصارى ـ سماه ـ وكان له حرث وكان اذا جذه تصدق به ، وبقى هو وعياله بغير شئ ، فجعل الله ذلك سرفا (1) .
  106 ـ عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام يقول : في الاسراف في الحصاد و الجذاذ أن يصدق الرجل بكفيه جميعا ، وكان أبى اذا حضر شيئا من هذا فراى أحدا من غلمانه تصدق بكفيه صاح به وقال : اعط بيد واحدة القبضة بعد القبضة ، والضغث بعد الضغث من السنبل (2) .
  107 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال : حقه يوم حصاده عليك واجب ، وليس من الزكوة يقبض منه القبضة ، والضغث من السنبل لمن يحضرك من السؤال ، لا يحصد بالليل ولا يجذ بالليل ان الله يقول : ( يوم حصاده ) فاذا انت حصدته بالليل لم يحضرك سؤال ولا يضحى بالليل (3)
  108 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن النبى صلى الله عليه واله انه كان يكره ان يصرم النخل بالليل ، وأن يحصد الزرع بالليل ، لان الله يقول : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قيل : يا نبى الله وما حقه ؟ قال : ناول منه المسكين والسائل (4)
  109 ـ عن الجراح المداينى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال : تعطى منه المساكين الذين يحضرونك تأخذ بيدك القبضة والقبضة حتى تفرغ (5) .

--------------------
(1) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 556 ، الوسائل ج 2 ابواب زكوة الغلاة باب 14 الصافى ج 1 : 551 .
(2) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 557 ، الصافى ج 1 : 551 .
(3 ـ 4) البحار ج 20 : 25 ، البرهان ج 1 : 557 ، الوسائل ج 2 ابواب زكوة الغلات باب 14 .
(5) البرهان ج 1 : 557 ، البحار ج 20 : 26 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 380 _
  110 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : لا يكون الجداد ( الحصاد خ ل ) بالليل ، ان الله يقول : ( وآتوا حقه يوم حصاده ) وحقه في شئ ضغث يعنى من السنبل (1) .
  111 ـ عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبى جعفر عليه السلام عن على بن الحسين صلوات الله عليه انه قال لقهرمانه (2) ووجده قد جذ نخلا له من آخر الليل ، فقال له : لا تفعل ألم تعلم ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نهى عن الجذاذ والحصاد بالليل ، وكان يقول الضغث تعطيه من يسئلك ( يسئل خ ل ) فذلك حقه يوم حصاده (3) .
  112 ـ عن أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام في قوله : ( وآتوا حقه يوم حصاده ) كيف يعطى ؟ قال : تقبض بيدك الضغث فسماه الله حقا ، قال : قلت : وما حقه يوم حصاده ؟ قال : الضغث تناوله من حضرك من أهل الخاصة (4) .
  113 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وآتوا حقه يوم حصاده ) كيف يعطى ؟ قال تقبض بيدك الضغث ، فتعطيه المسكين ثم المسكين حتى تفرغ ، وعند الصرام الحفنة ثم الحفنة حتى تفرغ منه (5) .
  114 ـ عن أبى الجارود زياد بن المنذر قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ( وآتوا حقه يوم حصاده ) قال : الضغث من المكان بعد المكان تعطى المساكين (6) .
  115 ـ عن أيوب بن نوح بن دارج قال : سألت أبا الحسن الثالث عليه السلام عن الجاموس وأعلمته ان أهل العراق يقولون انه مسخ ، فقال : أو ما سمعت قول الله ( وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) (7) .

--------------------
(1) البرهان : ج 1 : 557 البحار ج 20 : 26 ، الوسائل ج 2 ابواب زكوة الغلات باب 14 .
(2) القهرمان : الوكيل او أمين الدخل والخرج .
(3 ـ 7) البحار ج 20 : 26 ، البرهان ج 1 : 557 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 381 _
  ـ تفسير العياشى مجلد: 1 من ص 381 سطر 1 الى ص 388 سطر 24
  وكتبت (1) إلى أبى الحسن عليه السلام بعد مقدمى من خراسان اسئله عما حدثنى به أيوب في الجاموس ، فكتب هو كما قال لك (2)
  116 ـ عن داود الرقى قال : سألنى بعض الخوارج عن هذه ؟ الاية في كتاب الله ( مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ ) (3) ( ومن الابل ومن البقر اثنين ) ما الذى أحل الله من ذلك وما الذى حرم الله ؟ فلم يكن عندى فيه شئ فدخلت على أبى عبدالله عليه السلام وأنا حاج فأخبرته بما كان ، فقال : ان الله تبارك وتعالى احل في الاضحية من الابل العراب وحرم فيها البخاتى (4) واحل البقرة الاهلية ان يضحى بها وحرم الجبلية ، فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بهذا الجواب ، فقال لى : هذا شئ حملته الابل من الحجاز عن رجل من البصريين من الشارية (5)
  117 ـ عن صفوان الجمال قال : كان متجرى إلى مصر وكان لى بها صديق من الخوارج فأتانى وقت خروجى إلى الحج ، فقال لى : هل سمعت من جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله عزوجل : ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) أيا أحل وأيا حرم ؟ قلت : ما سمعت منه في هذا شيئا ، فقال لى : أنت على الخروج فأحب ان تسئله عن ذلك ، قال : فحججت فدخلت على أبى عبدالله عليه السلام فسألته عن مسألة الخارجى ، فقال لى : حرم من الضأن ومن المعز الجبليه وأحل

--------------------
(1) كذا في النسخ ومعلوم ان الراوى سقط من قلم الناسخ سهوا أو اسقطه اختصارا كما ذكر في اول الكتاب .
(2) البحار ج 14 : 774 ، البرهان ج 1 : 557 .
(3) المعز : ذوات الشعر والاذناب من الغنم والضأن خلافه .
(4) ابل عراب : كرائم سالمة من العيب ، والبخاتى جمع البخت : الابل الخراسانية طويل العنق .
(5) البحار ج 21 : 69 ، البرهان ج 1 : 558 ، وقال الفيض ( ره ) بعد نقل الخبر بعينه عن الكافى والفقيه اقول : لعل الخارجى كان قد سمع تحريم الاضحية ببعض هذه الازواج الثمانية مع حلها كلها فأراد ان يمتحن بمعرفته داود ( الراوى ) ولعل علة تحريم الاضحية بالجبلية منها بمعنى كونها صيدا وتحريمها بالبخت لعلة اخرى . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 382 _
  الاهلية يعنى في الاضاحى ، وأحل من الابل العراب ، ومن البقر الاهلية ، وحرم من البقر الجبلية ، ومن الابل البخاتي يعنى في الاضاحى ، قال : فلما انصرفت أخبرته ، فقال : اما انه لو لا ما أهرق جده من الدماء ما اتخذت اماما غيره (1)
  118 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سئل عن سباع الطير والوحش حتى ذكر القنافذ والوطواط (2) والحمير والبغال والخيل ، فقال : ليس الحرام الا ما حرم الله في كتابه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه واله يوم خيبر عن أكل لحوم الحمير ، وانما نهاهم من أجل ظهرهم أن يفنوه وليس الحمير بحرام ، وقال : قرأ هذه الآيات ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) (3) .
  119 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : قد كان أصحاب المغيرة يكتبون إلى ان اسئله من الجرى والمار ما هى والزمير (4) وما ليس له قشر من السمك حرام هو أم لا ؟ قال : فسألته عن ذلك ، فقال يا محمد اقرأ هذه الآية التى في الانعام ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ ) قال : فقرأتها حتي فرغت منها ، فقال : انما الحرام ما ما حرم الله في كتابه ، ولكنهم كانوا يعافون اشياء فنحن نعافها (5)

--------------------
(1) البحار ج 21 : 69 ، البرهان ج 1 : 558 ، الوسائل ج 2 ابواب الذبح من كتاب الحج باب 8 .
(2) القنافذ جمع القنفذ : حيوان معروف مولع بأكل الافاعى ولا يتألم منها ، ويقال له بالفارسية ( خارشت ) ، والوطواط : الخفاش . وكلا الحيوانين على ما قيل من المسوخ .
(3) البحار ج 14 : 774 ، البرهان ج 1 : 559 ، الصافى ج 1 : 554 .
(4) الجرى بفتح الجيم وكسر الراء وتشديد الياء : نوع من السمك النهرى الطويل ويدعونه في مصر ( ثعبان الماء ) ليس له عظم الا عظم الرأس والسلسلة ، والزمير كسكيت نوع من السمك له شوك ناتئ على ظهره واكثر ما يكون في المياه العذبة
(5) البرهان ج 1 : 559 ، البحار ج 14 : 782 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 383 _
  120 ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الجرى (1) فقال : وما الجرى ؟ فنعته له ، قال : فقال : ( لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ) إلى آخر الآية ، ثم قال : لم يحرم الله شيئا من الحيوان في القرآن الا الخنزير بعينه ، ويكره كل شئ من البحر ليس فيه قشر ، قال : قلت : وما القشر ؟ قال : الذى مثل الورق ، وليس هو بحرام انما هو مكروه (2)
  121 ـ عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : حرم على بنى اسرائيل كل ذى ظفر والشحوم الا ما حملت ظهورهما او الحوايا (3) او ما اختلط بعظم (4) .
  122 ـ الحسين قال سمعت أبا طالب القمى يروى عن سدير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الارض (5)
  123 ـ عن أبى بصير قال كنت جالسا عند أبى جعفر عليه السلام وهو متك على فراشه ، اذ قرأ الآيات المحكمات التى لم ينسخهن شئ من الانعام ، قال : شيعها سبعون ألف ملك ، ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) (6) .
  124 ـ عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه عن على بن الحسين صلوات الله عليه قال : ( الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) قال : ما ظهر منها نكاح امرأة الاب وما بطن الزنا (7) .
  125 ـ عن بريد العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( وان هذا صراطى مستقيما

--------------------
(1) وفى نسخة الصافى ( الجريث ) بالثاء المثلثة بدل ( الجرى ) في الموضعين وهو ايضا نوع من السمك .
(2) البحار ج 14 : 782 ، البرهان ج 1 : 559 ، الصافى ج 1 : 554 .
(3) الحوايا جمع الحاوية : ما تحوى البطن من الامعاء .
(4) البحار ج 14 : 776 ، البرهان ج 1 : 559 .
(5) البرهان ج 1 : 560 ، الصافى ج 1 : 555 .
(6) البرهان ج 1 : 562 ، البحار ج 19 : 69 .
(7) البرهان ج 1 : 562 ، الصافى ج 1 : 556 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 384 _
  فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) قال : أتدرى ما يعنى بصراطى مستقيما قلت : لا ، قال : ولاية على والاوصياء ، قال : وتدرى ما يعنى فاتبعوه قال : قلت : لا قال : يعنى على بن أبيطالب صلوات الله عليه ، قال : وتدرى ما يعنى ( وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) ؟ قلت : لا ، قال : ولاية فلان وفلان والله ، قال : وتدرى ما يعنى ( فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) ؟ قلت : لا قال : يعنى سبيل على عليه السلام (1)
  126 ـ عن سعد عن أبى جعفر عليه السلام ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) قال : آل محمد ( ع ) الصراط الذى دل عليه (2) .
  127 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى جعفر محمد بن على عن ابيه عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام ان الناس يوشكون أن ينقطع بهم العمل ، ويسد عليهم باب التوبة ، ( لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) (3) .
  128 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قوله : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا ) قال : طلوع الشمس من المغرب ، وخروج الدابة (4) والدجال ، والرجل يكون مصرا ولم يعمل على

--------------------
(1) البحار ج 9 : 70 ، البرهان ج 1 : 563 ، الصافى ج 1 : 557 ، اثبات الهداة ج 3 : 49 .
(2) البحار ج 7 : 84 ، البرهان ج 1 : 563 ، اثبات الهداة ج 3 : 50 .
(3) البحار ج 3 : 180 ، البرهان ج 1 : 564 .
(4) من علامات ظهور القائم ( ع ) خروج الدابة بين الصفا والمروة كما في بعض الروايات ـ او بين الركن والمقام كما في رواية المفضل بن عمر ـ فتخبر المؤمن بانه مؤمن والكافر بانه كافر وروى عن النبى صلى الله عليه وآله دابة الارض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتسم الكافر بين عينيه حتى يقال : يا مؤمن يا كافر لكن في بعض الروايات ان دابة الارض امير المؤمنين ( ع ) ففى خبر عن الصادق ( ع ) ان رسول الله صلى الله عليه وآله انتهى إلى امير المؤمنين وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجليه ثم قال له : قم يا دابة الله ، فقال رجل من اصحابه : أيسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟ فقال : * ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 385 _
  الايمان ثم تجئ الايات فلا ينفعه ايمانه (1) .
  129 ـ عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : سأل رجل أبى عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين وكان السائل من محبينا ، قال : فقال أبوجعفر : ان الله بعث محمدا صلى الله عليه واله بخمسة اسياف ، ثلثة منها شاهرة لا تغمد الا أن تضع الحرب أوزارها ، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فاذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم ، ( لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) (2) .
  130 ـ عن عمرو بن شمر (3) عن أحدهما في قوله ( أو كسبت في ايمانها خيرا ) قال المؤمن ، حالت المعاصى بينه وبين ايمانه كثرة ذنوبه وقلة حسناته ، فلم يكسب في ايمانه خيرا (4) .
  131 ـ عن كليب الصيداوى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) ثم قال : كان على يقرأها فارقوا دينهم ثم قال فارق والله القوم دينهم (5)
  132 ـ عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله من صام ثلثة أيام في الشهر ، فقيل له : أنت صائم الشهر كله ؟ فقال : نعم ـ * لا والله ما هو الا له خاصة هو الدابة التى ذكرها الله في كتابه ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ ) ( سورة النمل : 82 ) ثم قال صلى الله عليه وآله اذا كان آخر الزمان اخرجك الله في احسن صورة ومعك ميسم تسم به اعدائك .

--------------------
(1) البحار ج 3 : 180 ، البرهان ج 1 : 564 .
(2) البرهان ج 1 : 565 .
(3) وفى نسخة البرهان ( عن ابى بصير ) بدل ( عمرو بن شمر ) ، وكذا الخبر الاتى .
(4) البحار ج 3 : 180 ، البرهان ج 1 : 565
(5) البحار ج 9 : 389 ، البرهان ج 1 : 565 ، الصافى ج 1 : 560 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 386 _
  فقد صدق لانه قال : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (1)
  133 ـ عن زرارة عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام قالوا سألناهما عن قوله : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) أهى لضعفاء المسلمين ؟ قال : لا ولكنها للمؤمنين ، وانه لحق على الله أن يرحمهم (2)
  134 ـ عن الحسين بن سعيد يرفعه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : صيام شهر الصبر وثلثة ايام في كل شهر يذهبن بلابل الصدور (3) وصيام ثلثة أيام في كل شهر صيام الدهر ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (4) .
  135 ـ عن بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد قال : سألته كيف يصنع في الصوم صوم السنة ؟ فقال : صوم ـ ثلثة ايام في الشهر خميس من عشر واربعاء من عشر وخميس من عشر والاربعاء بين خميسين ان الله يقول : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) ـ ثلثة أيام في الشهر صوم الدهر (5) .
  136 ـ عن على بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه السلام ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) من ذلك صيام ثلثة ايام في كل شهر (6) .
  137 ـ قال محمد بن عيسى في رواية شريف عن محمد بن على وما رأيت محمديا مثله قط : الحسنة التى عنى الله ولايتنا أهل البيت ، والسيئة عداوتنا أهل البيت (7)
  138 ـ عن محمد بن حكيم عن ابى جعفر عليه السلام قال : من نوى لصوم ثم دخل على على أخيه فسأله بشئ ان يفطر عنده فليفطر ، وليدخل عليه السرور ، فانه يحسب له بذلك اليوم العشرة ايام ، وهو قول الله ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ) (8)

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 566 .
(2) البرهان ج 1 : 566 ، البحار ج 15 ( ج 2 ) : 179 .
(3) بلابل الصدور : وساوسها .
(4 ـ 6) البرهان ج 1 : 566 ، البحار ج 20 : 7 ؟ 1 128 .
(7) البرهان ج 1 : 566 .
(8) البرهان ج 1 : 566 ، البحار ج 20 : 134 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 387 _
  139 ـ عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى جعل لآدم ثلث خصال في ذريته ، جعل لهم ان من هم منهم بحسنة ولم يعملها كتب له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتب له بها عشر حسنات ، ومن هم بسيئة ولم يعملها لا يكتب عليه ، ومن عملها كتبت عليه سيئة واحدة وجعل لهم التوبة حتى يبلغ ( الروح ظ ) حنجرة الرجل ، فقال ابليس : يا رب جعلت لادم ثلث خصال فاجعل لى مثل ما جعلت له ، فقال : قد جعلت لك لا يولد له مولود الا ولد لك مثله وجعلت لك أن تجرى منهم مجرى الدم في العروق وجعلت لك ان جعلت صدورهم أوطانا ومساكن لك فقال ابليس يا رب حسبى (1)
  140 ـ عن زرارة عنه ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) قال : من ذكرهما فلعنهما كل غداة كتب الله له سبعين حسنة ، ومحى عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات (2)
  141 ـ عن عبدالله الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام عن امير المؤمنين عليه السلام قال : صيام شهر الصبر وثلثة أيام في الشهر يذهب بلابل الصدور وصيام ثلثة ايام في الشهر صوم الدهر ان الله يقول : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (3) .
  142 ـ على بن الحسن (4) : قال وجدت في كتاب اسحاق ابن عمر في كتاب أبى وما أدرى سمعه عن ابن يسار عن ابيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال : يا يسار وما تدرى ـ ما ـ صيام ثلثة ايام ؟ قال : قلت جعلت فداك ما أدرى قال : اتى بها ( الهانى خ ل ) إلى رسول الله صلى الله عليه واله حين قبض أول خميس من أول الشهر واربعاء في أوسطه وخميس في آخره ، ذلك قول الله : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) هو الدهر صائم لا يفطر ، ثم قال ما أغبط عندى الصائم يظل في طاعة الله ويمشى ويشتهى الطعام والشراب ، ان

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 566 ، البحار 15 ( ج 2 ) : 179
(2) البرهان ج 1 : 566 ، البحار ج 8 : 218 .
(3) البرهان ج 1 : 566 ، البحار ج 20 : 127 .
(4) وفى نسخة البرهان ( محمد بن الحسين ) بدل ( على بن الحسين ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 388 _
  الصوم ناصر للجسد حافظ وراع له (1) .
  143 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ما أبقت الحنيفية شيئا حتى ان منها قص الاظفار واخذ الشارب والختان (2) .
  144 ـ عن جابر الجعفى عن محمد بن على عليه السلام قال : ما من أحد من هذه الامة يدين بدين ابراهيم غيرنا وشيعتنا (3) .
  145 ـ عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عن على عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله ان الله عزوجل بعث خليله بالحنيفية ، وأمره بأخذ الشارب و قص الاظفار ونتف الابط وحلق العانة والختان (4) .
  146 ـ عن عمر بن ابى ميثم قال : سمعت الحسين بن على صلوات الله عليه يقول ما احد على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا ، وساير الناس منها براء (5) .
  147 ـ عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : لا نقول درجة واحدة ان الله يقول : ( درجات بعضها فوق بعض ) انما تفاضل القوم بالاعمال (6) .
  قد تم الجزء الاول على حسب تجزئتنا ويليه الجزء الثانى انشاء الله تعالى و اوله تفسير سورة الاعراف وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في 10 ذى الحجة سنة 1380 وانا العبد الفانى السيد هاشم بن العالم الجليل الحاج السيد حسين الرسولى المحلاتى عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 566 ، البحار ج 20 : 128 .
(2) البرهان ج 1 : 567 ، البحار ج 16 : 2 ، الصافى ج 1 : 562 .
(3) البرهان ج 1 : 567 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 125 .
(4) البرهان ج 1 : 567 ، البحار ج 16 : 2 .
(5) البرهان ج 1 : 567 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 125 .
(6) البرهان ج 1 : 567 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 262 . ( * )