503 ـ عن شهاب بن عبد ربه قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : آكل الربوا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان (1)
  504 ـ عن زرارة قال أبو عبدالله عليه السلام : لا يكون الربا الا فيما يوزن ويكال (2)
  505 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ) قال : الموعظة التوبة (3)
  506 ـ عن محمد بن مسلم ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام (4) وقد عمل بالربوا حتى كثر ماله بعد ان سأل غيره من الفقهاء ، فقالوا له : ليس يقيك منك شئ الا أن ترده إلى أصحابه ، فلما قص على ابى جعفر عليه السلام قال له أبوجعفر : مخرجك في كتاب الله قوله ( فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ) والموعظة التوبة (5)
  507 ـ عن سالم بن أبى حفصة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله يقول : ليس من شئ الا وكلت به من يقبضه غيرى الا الصدقة ، فانى أتلقفها بيدى تلقفا (6) ـ حتى ـ ان الرجل والمرأة يتصدق بالتمرة وبشق تمرة فاربيها له كما يربى الرجل فلوه وفصيله (7) فيلقانى يوم القيامة وهى مثل احد وأعظم من أحد (8) .

--------------------
(1) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 1 وفيه هكذا ( آكل الربا لا يقوم حتى يتخبطه اه ) البحار ج 23 : 30 ، البرهان ج 1 : 258 ، الصافى ج 1 : 230 والتخبط : المس بالجنون وفى الدعاء واعوذ بك ان يتخبطنى الشيطان اى يصرعنى ويلعب بى .
(2) البحار ج 23 : 31 ، البرهان ج 1 : 258 .
(3) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 5 ، البحار ج 23 : 31 ، البرهان ج 1 : 258 ، الصافى ج 1 : 230
(4) وفى نسخة البرهان ( ابا عبدالله ع ) بدل ( ابا جعفر ع ) ولكن الظاهر هو المختار .
(5) البحار ج 23 : 31 ، البرهان ج 1 : 258 .
(6) تلقف الشئ : تناوله بسرعة .
(7) الفلو : ولد الفرس والفصيل : ولد الناقة اذا فصل عن امه .
(8) البرهان ج 1 : 258 ، الصافى ج 1 : 231 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 153 _

  ـ عن محمد القمام عن على بن الحسين عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله قال : ان الله ليربى لاحدكم الصدقة كما يربى أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيمة وهو مثل احد (1) .
  509 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى أنا خالق كل شئ وكلت بالاشياء غيرى الا الصدقة ، فانى أقبضها بيدى حتى ان الرجل أو المرأة يصدق بشقة التمرة فأربيها له كما يربى الرجل منكم فصيله وفلوه ، حتى اتركه يوم القيمة أعظم من احد (2) .
  510 ـ عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : انه ليس شئ الا وقد وكل به ملك غير الصدقة فان الله يأخذ بيده ويربيه كما يربى أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيمة وهى مثل احد (3) .
  511 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام عن الرجل يكون عليه الدين إلى أجل مسمى فيأتيه غريمه فيقول : أنقذنى فقال ، لا أرى به بأسا لانه لم يزد على رأس ماله ، وقال الله ( فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) (4) .
  512 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ، قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) إلى قوله ( لا تظلمون ) فهذا ما دعا الله اليه عباده من التوبة ، ووعد عليها من ثوابه ، فمن خالف ما أمره الله به من التوبة سخط الله عليه ، وكانت النار أولى به وأحق (5) .
  513 ـ عن معوية بن عمار الدهنى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فلينظر معسرا او ليدع

--------------------
(1) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6 ، البرهان ج 1 : 258 .
(2) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6 ، البرهان ج 1 : 258 ، الصافى ج 1 : 231 .
(3) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6 ، البرهان ج 1 : 259 .
(4) البحار ج 23 : 31 ، البرهان ج 1 : 259
(5) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 1 ، البحار ج 23 : 37 ، البرهان ج 1 : 261 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 154 _

  له من حقه (1) .
  514 ـ عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله : من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم فلينظر معسرا او ليدع له من حقه (2) .
  515 ـ عن القاسم بن سليمان عن أبى عبدالله عليه السلام ان أبا اليسر رجل من الانصار من بنى سليمة ، قال رسول الله صلى الله عليه واله : أيكم يحب ان ينفصل من فور جهنم (3)
  فقال القوم : نحن يا رسول الله ، فقال : من أنظر غريما أو وضع لمعسر (4) .
  516 ـ عن اسحق بن عمار قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : ما للرجل أن يبلغ من غريمه ؟ قال : لا يبلغ به شيئا الله أنظره (5)
  517 ـ عن أبان عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى عليه واله وسلم في يوم حار : من سره أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فلينظر غريما او ليدع لمعسر (6)
  518 ـ عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال : يبعث الله قوما (7) من تحت العرش يوم القيمة وجوههم من نور ، ولباسهم من نور ، ورياشهم من نور جلوس على كراسى من نور ، قال : فيشرف الله لهم على الخلق فيقولون : هؤلاء الانبياء فينادى مناد من تحت العرش : هؤلاء ليسوا بأنبياء قال : فيقولون : هؤلاء شهداء ؟ قال فينادى مناد من تحت العرش ليس هؤلاء شهداء ولكن هؤلاء ييسرون على المؤمنين وينظرون المعسر حتى ييسر (8)
  519 ـ عن ابن سنان عن أبى حمزة قال : ثلثة يظلهم الله يوم القيمة يوم لا ظل الا ظله

--------------------
(1) البحار ج 23 : 37 ، البرهان ج 1 : 261 .
(2 و 4 و 5 و 6) كتاب الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25 ، البحار ج 23 : 37 ، البرهان ج 1 : 261 .
(3) فور جهنم : غليانها .
(7) وفى نسخة البرهان ( اقواما ) .
(8) الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25 ، البحار 23 : 37 ، البرهان ج 1 : 261 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 155 _

  رجل دعته امرأة ذات حسن إلى نفسها فتركها وقال : انى اخاف الله رب العالمين ، ورجل أنظر معسرا أو ترك له من حقه ، ورجل معلق قلبه بحب المساجد ( وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) يعنى ان تصدقوا بمالكم عليه فهو خير لكم ، فليدع معسرا او ليدع له من حقه نظرا .
  قال أبو عبدالله : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أنظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة بمثل ماله عليه حتى يستوفى حقه (1) .
  520 ـ عن عمر بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة قال : سأل الرضا عليه السلام رجل فقال له : جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول : فنظرة إلى ميسرة فأخبرنى عن هذه النظرة التى ذكرها الله لها حد يعرف اذا صار المعسر لا بد له من ان ينظر وقد اخذ مال هذا الرجل وانفق على عياله وليس له غلة ينتظر ادراكها ، ولا دين ينتظر محله ، ولا مال غائب ينتظر قدومه ؟ قال : نعم ينتظر بقدر ما ينتهى خبره إلى الامام فيقضى عنه ما عليه من سهم الغارمين اذا كان انفقه في طاعة الله ، فان كان انفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام ، قلت : فمال هذا الرجل الذى ائتمنه وهو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله او معصيته ؟ قال : يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر (2) .
  521 ـ عن ابن سنان قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام متى يدفع إلى الغلام ماله ؟ قال : اذا بلغ وأنس منه رشد ، ولم يكن سفيها أو ضعيفا قال : قلت فان منهم من يبلغ خمس عشر سنة وست عشر عشر سنة ولم يبلغ ؟ قال : اذا بلغ ثلث عشرة سنة جاز أمره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا ، قال : قلت وما السفيه والضعيف ؟ قال : السفيه الشارب الخمر ، والضعيف الذى يأخذ واحدا باثنين (3)
  522 ـ عن يزيد بن اسامة (4) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله الله : ( وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ) قال : ما ينبغى لاحد اذا ما دعى إلى الشهادة

--------------------
(1) الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25 ، البحار ج 23 : 37 ، البرهان ج 1 : 261 .
(2 ـ 3) البحار ج 23 : 37 ـ 39 ، البرهان ج 1 : 262 ، الصافى ج 1 : 33
(4) كذا في الاصل وتوافقه نسخة الوسائل وفى نسخة البرهان ( زيد بن ابى اسامة ) والظاهر تصحيف الكل والصحيح ( عن زيد أبى اسامة ) وهو المعروف بزيد الشحام يروى عن أبيعبد الله ( ع ) وغيره ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 156 _

  ليشهد عليها أن يقول : لا اشهد لكم (1)
  523 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن موسى عليه السلام في قول الله : ( وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ) قال : اذا دعاك الرجل تشهد على دين أو حق لا ينبغى لاحد أن يتقاعس عنها (2)
  524 ـ عن أبى الصباح عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ) قال : قال : قبل الشهادة قال : لا ينبغى لاحد اذا ما دعى للشهادة شهد عليها (3) أن يقول : لا أشهد لكم وذلك قبل الكتاب (4) .
  525 ـ عن محمد بن عيسى عن أبى جعفر عليه السلام قال : لا رهن الا مقبوضا (5)
  526 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت : ( وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ) قال : بعد الشهادة (6) .
  527 ـ عن هشام عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ ) قال : قبل الشهادة (7) .
  528 ـ عن سعدان عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) قال : حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من

--------------------
(1) البحار ج 24 : 319 ، البرهان ج 1 : 264 ، الوسائل ج 3 كتاب الشهادت باب 1 .
(2) البحار ج 24 : 319 ، البرهان ج 1 : 264 ، ويتقاعس عن الشهادة : اى يتأخر عنها ولم يشهد من قولهم تقاعس الرجل عن الامر اذا تأخر ورجع إلى خلف ولم يتقدم فيه .
(3) وفى نسخة البرهان ( ان يشهد عليها ) .
(4) البحار ج 24 : 19 ، البرهان ج 1 : 264
(5 ـ 6) البحار ج 23 : 38 ، البرهان ج 1 : 264
(7) البحار ج 24 : 19 ، البرهان ج 1 : 264 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 157 _

  حبهما (1) .
  529 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله فرض الايمان على جوارح بنى آدم وقسم عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها فمنها قلبه الذى به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذى لا يرد الجوارح ولا يصدر الا عن رأيه وأمره .
  فاما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان لا اله الا هو وحده لا شريك له الها واحدا . لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله من نبى أو كتاب ، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله تعالى : ( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ) وقال : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) وقال ( الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) وقال : ( إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان (2)
  530 ـ عن عبدالصمد بن بشير قال ذكر عند أبى عبدالله عليه السلام بدؤ الاذان فقال : ان رجلا من الانصار رأى في منامه الاذان فقصه على رسول الله صلى الله عليه واله فامره رسول الله صلى الله عليه واله أن يعمله بلالا ، فقال أبوعبدالله كذبوا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان نائما في ظل الكعبة فأتيه جبرئيل عليه السلام ومعه طاس فيه ماء من الجنة ، فأيقظه وامره ان يغتسل به ثم وضع في محمل له ألف ألف لون من نور ، ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء ، فلما رأته الملئكة نفرت عن أبواب السماء وقالت : إلهين اله في الارض واله في السماء فأمر الله جبرئيل فقال : الله اكبر الله أكبر ، فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء وعلمت انه مخلوق ففتحت الباب ، فدخل رسول الله صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء الثانية ، فنفرت الملئكة عن أبواب السماء فقالت : الهين اله في الارض واله في السماء فقال جبرئيل : أشهد ان لا اله الا الله ـ اشهد ان لا اله الا الله ـ

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 267 ، الصافى ج 1 : 237
(2) البرهان ج 1 : 267 ، البحار ج 21 : 117 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 158 _

  فتراجعت الملئكة وعلمت انه مخلوق ، ثم فتح الباب فدخل عليه السلام ، و مر حتى انتهى إلى السماء الثالثة ، فنفرت الملئكة عن ابواب السماء فقال جبرئيل : اشهد أن محمدا رسول الله ـ أشهد أن محمدا رسول الله ـ فتراجعت الملئكة وفتح الباب ، ومر النبى صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء الرابعة ، فاذا بملك وهو على سرير تحت يده ثلثمائة ألف ملك تحت كل ملك ثلثماثة ألف ملك ـ فهم النبى صلى الله عليه واله بالسجود وظن انه ـ فنودى أن قم قال : فقام الملك على رجليه ـ قال : فعلم النبى صلى الله عليه واله وسلم انه عبد مخلوق قال ـ فلا يزال قائما إلى يوم القيمة .
  قال وفتح الباب ومر النبى صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء السابعة ، قال : وانتهى إلى السدرة المنتهى قال : فقالت السدرة : ما جاوزنى مخلوق قبلك ، ثم مضى فتدانى فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله إلى عبده ما أوحى ، قال : فدفع اليه كتابين كتاب أصحاب اليمين بيمينه وكتاب أصحاب الشمال بشماله ، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر فيه فاذا فيه اسماء أهل الجنة واسماء آبائهم و قبائلهم .
  قال : فقال الله ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) فقال رسول الله صلى الله عليه واله ( كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) فقال الله ( وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) فقال النبى صلى الله عليه واله ( غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) قال الله : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) قال النبى صلى الله عليه واله : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) قال : فقال الله قد فعلت ، فقال النبى صلى الله عليه واله : ( رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) فقال : قد فعلت ، فقال النبى صلى الله عليه واله : ( رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) كل ذلك يقول الله قد فعلت ، ثم طوى الصحيفة فامسكها بيمينه .
  وفتح الاخرى صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها اسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه واله : ان هؤلاء قوم لا يؤمنون ، فقال الله : يا

تفسير العياشي (الجزء الاول)_ 159 _

  محمد فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ، قال : فلما فرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة ، قال : فجمع له النبيين و المرسلين والملئكة ثم أمر جبرئيل فأتم الاذان وأقام الصلوة وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم فلما فرغ التفت اليهم فقال الله له : سل الذين يقرون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ، فسألهم يومئذ النبى صلى الله عليه واله ثم نزل ومعه صحيفتان ، فدفعهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال أبو عبدالله عليه السلام : فهذا كان بدء الاذان (1) .
  531 ـ عن عبدالصمد بن بشير (2) قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أتى جبرئيل رسول الله صلى عليه واله وهو بالابطح بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار عليه ألف ألف محفة (3) من نور فشمس (4) حين أدناه منه ليركبه فلطمه جبرئيل عليه السلام لطمة عرق البراق منها ، ثم قال : اسكن فانه محمد ثم زف به (5) من بيت المقدس إلى السماء فتطايرت الملئكة من أبواب السماء ، فقال جبرئيل : الله اكبر الله اكبر فقالت المئلكة : عبد مخلوق ، قال : ثم لقوا جبرئيل فقالوا : يا جبرئيل من هذا ؟ قال : هذا محمد فسلموا عليه ثم زف به إلى السماء الثانية ، فتطايرت الملئكة فقال جبرئيل اشهد ان لا اله الا الله ، أشهد ان لا اله الا الله .
  فقالت الملئكة : عبد مخلوق فلقوا جبرئيل فقالوا : من هذا ؟ فقال : محمد ، فسلموا عليه فلم يزل كذلك في سماء سماء ثم اتم الاذان ثم صلى بهم رسول الله صلى الله عليه واله في السماء السابعة وأمهم رسول الله صلى الله عليه واله ، ثم مضى به جبرئيل عليه السلام حتى انتهى به إلى موضع فوضع اصبعه على منكبه

--------------------
(1) البحار ج 18 : 164 ، البرهان ج 1 : 267 .
(2) هذا هو الظاهر الموافق لنسختى البحار والبرهان لكن في نسخة الاصل كنسخة اثبات الهداة ( عبدالصمد بن مسيب ) .
(3) المحفة : مركب كالهودج .
(4) اى أبى وامتنع .
(5) اى اسرع . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 160 _
  ثم رفعه فقال له : امض يا محمد ، فقال له : يا جبرئيل تدعنى في هذا الموضع ؟ قال : فقال له : يا محمد ليس لى ان أجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك ولا يطأه أحد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ما شاء الله ، قال : فكلمه الله ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) قال : نعم يا رب ( وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) قال الله تبارك وتعالى ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) قال محمد ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) قال : قال الله : يا محمد من لامتك ـ من ـ بعدك ؟ فقال : الله أعلم ، قال على أمير المؤمنين قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : والله ما كانت ولايته الا من الله مشافهة لمحمد صلى الله عليه واله (1) .
  532 ـ عن قتاده قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا قرأ هذه الآية ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) حتى يختمها قال : وحق الله ان لله كتابا قبل أن يخلق السموات و الارض بألفى سنة ـ فوضعه ـ عنده فوق العرش فأنزل آيتين فختم بهما البقرة فأيما بيت قرءا فيه لم يدخله شيطان (2) .
  533 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال : في آخر البقرة ما دعوا اجيبوا ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) قال : ما افترض الله عليها ( لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) وقوله : ( وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) (3) .
  534 ـ عن عمرو بن مروان الخزاز قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : رفعت عن أمتى أربع خصال ما اخطئوا وما نسوا وما اكرهوا عليه ولم يطيقوا ، وذلك في كتاب الله قول الله تبارك وتعالى ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ

--------------------
(1) البحار ج 6 : 397 ، البرهان ج 1 : 268 ، ونقله المحدث الحر العاملى ( ره ) في كتاب اثبات الهداة ج 3 : 540 مختصرا عن هذا الكتاب ايضا .
(2 ـ 3) البرهان ج 1 : 269 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 161 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 161 سطر 1 الى ص 170 سطر 26
  أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) وقول الله : ( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) (1) .
  535 ـ عن أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاءتا يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين او مثل الغيابتين (2)

--------------------
(1) الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باب 25 البرهان ج 1 : 269 .
(2) البرهان ج 1 : 269 ، البحار ج 19 : 67 ، وقد مضى قبل في اول السورة تحت رقم 2 بهذا السند ايضا . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 162 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة آل عمران
  1 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى ( الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ) قال : هو كل أمر محكم والكتاب هو جملة القرآن الذى يصدق فيه من كتاب قبله من الانبياء (1) .
  2 ـ عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ) قال امير المؤمنين والائمة ( ع ) ( واخر متشابهات ) فلان وفلان وفلان ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) أصحابهم وأهل ولايتهم ( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) (2)
  3 ـ وسئل أبوعبدالله عن المحكم والمتشابه ، قال : المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله (3)
  4 ـ عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام يقول : ان القرآن محكم ومتشابه

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 269 .
(2) البحار ج 7 : 47 ، البرهان ج 1 : 271 .
(3) البحار ج 19 : 93 ، البرهان ج 1 : 271 ، وقد مر ايضا بعض الاحاديث في معنى المحكم والمتشابه في مقدمة الكتاب ص 11 فراجع . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 163 _
  فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به هو قول الله ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) والراسخون في العلم هم آل محمد (1) .
  5 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ان رجلا قال لامير المؤمنين عليه السلام : هل تصف ربنا نزداد له حبا وبه معرفة ، فغضب وخطب الناس فقال : فيما عليك يا عبدالله بما دلك عليه القرآن من صفته وتقدمك فيه الرسول من معرفته ، فائتم به واستضئ بنور هدايته ، فانما هى نعمة وحكمة اوتيتها ، فخذ ما اوتيت وكن من الشاكرين ، وما كلفك الشيطان عليه مما ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في سنة الرسول وائمة الهداة أثره فكل علمه إلى الله ، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين ، واعلم يا عبدالله ان الراسخين في العلم هم الذين أغنيهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة (2) دون الغيوب اقرارا بجهل ما جهلوا (3) تفسير من الغيب المحجوب ، فقالوا آمنا به كل من عند ربنا ، وقد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما وسما تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه (4) رسوخا (5) .

--------------------
(1) البحار ج 19 : 93 ، البرهان ج 1 : 271 .
(2) وفى نسختى البرهان والصافى ( في السدد ) بدل ( على السدد ) ، والاقتحام : الهجوم والدخول مغالبة ، والسدد جمع السدة وهى الباب المغلق .
(3) وفى نسخة البرهان ( فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا الخ ) .
(4) عن كنهه خ ل .
(5) البحار ج 3 ( من الطبع الجديد ) : 257 ، الصافى ج 1 : 248 ، البرهان ج 1 : 271 ، وقال المجلسى ( ره ) وفيه اشكال لدلالته على ان الراسخين في العلم في الاية غير معطوف على المستثنى كما دلت عليه الاخبار الكثيرة ، وسيأتى القول فيه في كتاب الامامة الا ان يقال ان هذا الزام على من يفسر الاية كذلك او يقال بالجمع بين التفسيرين على وجهين مختلفين . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 164 _
  6 ـ عن بريد بن معوية قال : قلت لابى جعفر عليه السلام قول الله ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) قال يعنى تأويل القرآن كله ، الا الله والراسخون في العلم ، فرسول الله افضل الراسخين ، قد علمه الله جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله منزلا عليه شيئا لم يعلمه تأويله واوصياءه من بعده يعلمونه كله ، فقال الذين لا يعلمون : ما نقول اذا لم نعلم تأويله فأجابهم الله ( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) والقرآن له خاص وعام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه فالراسخون في العلم يعلمونه (1) .
  7 ـ عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) نحن نعلمه (2) .
  8 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : نحن الراسخون في العلم فنحن نعلم تأويله (3) .
  9 ـ عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبد الله عليه السلام : اكثروا من أن تقولوا ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ) ولا تأمنوا الزيغ (4) .
  10 ـ عن جميل بن دراج قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما تتلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة اكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ) إلى آخر الآية ثم قال : ان أهل الجنة ما يتلذذون بشئ في الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب (5)
  11 ـ عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) (6) قال :

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 19 : 27 ، الصافى ج 1 : 247 ، البرهان ج 1 : 271 .
(4) الصافى ج 1 : 247 ، البرهان ج 1 : 272 .
(5) البحار ج 3 : 133 ، الصافى ج 1 : 250 ، البرهان ج 1 : 273 .
(6) كذا في نسخة الاصل والبرهان وفى نسخة البحار ( لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) و اما الاية بتمامها فهى قوله تعالى ( للذين أتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الانهار * ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 165 _
  لا يحضن ولا يحدثن (1)
  12 ـ عن زرارة قال : قال أبوجعفر : من داوم على صلوة الليل والوتر و استغفر الله في كل وتر سبعين مرة ، ثم واظب على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالاسحار (2)
  13 ـ عن أبى بصير قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام قول الله تبارك وتعالى ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ) قال : استغفر رسول الله صلى الله عليه واله في وتر سبعين مرة (3)
  14 ـ عن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من قال في آخر الوتر في السحر آستغفر الله وأتوب اليه سبعين مرة ودام على ذلك سنة كتبه الله من المستغفرين بالاسحار (4) .
  15 ـ وفى رواية اخرى عنه : وجبت له المغفرة (5)
  16 ـ عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من استغفر الله سبعين مرة في الوتر بعد الركوع فدام على ذلك سنة كان من المستغفرين بالاسحار (6)
  17 ـ عن مفضل بن عمر قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام جعلت فداك تفوتنى صلوة الليل فاصلى الفجر فلى ان اصلى بعد صلوة الفجر ما فاتنى من الصلوة وانا في صلوة ( مصلائى ظ ) قبل طلوع الشمس ؟ فقال : نعم ولكن لا تعلم به أهلك فتتخذونه سنة فيبطل قول الله عزوجل ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ) (7) .
  18 ـ عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الاية ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ * خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) فلعل الحديث ورد في تفسير قوله تعالى ( في سورة النساء الاية : 57 ) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً ) ويحتمل غير ذلك .

--------------------
(1) البحار ج 3 : 331 ، البرهان ج 1 : 273 .
(2) البحار ج 18 : 575 ، البرهان ج 1 : 273
(3 ـ 6) البحار ج 18 : 575 ، البرهان ج 1 : 273 .
(7) البحار ج 18 : 575 ، البرهان ج 1 : 273 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 166 _
  ( وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) قال أبوجعفر : شهد .
  الله انه لا اله الا هو فان الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال ، فاما قوله ( والملئكة ) فانه اكرم الملئكة بالتسليم لربهم وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه واما قوله ( وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ) ان اولى العلم الانبياء والاوصياء وهم قيام بالقسط ، والقسط هو العدل في الظاهر ، والعدل في الباطن امير المؤمنين عليه السلام (1)
  19 ـ عن مرزبان القمى قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ) قال : هو الامام (2)
  20 ـ عن اسمعيل رفعه إلى سعيد بن جبير قال : كان على الكعبة ثلثمأته وستون صنما ، لكل حى من احياء العرب الواحد والاثنان فلما نزلت هذه الاية ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) إلى قوله ( العزيز الحكيم ) خرت الاصنام في الكعبة سجدا (3)
  21 ـ عن محمد بن مسلم قال : سئلته عن قوله : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) فقال الدين فيه الايمان (4) .
  22 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) قال : يعنى الدين فيه الايمان (5)
  23 ـ عن داود بن فرقد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام قول الله ( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ) فقد اتى الله بنى أمية الملك ؟ فقال ليس حيث تذهب الناس اليه ، ان الله أتانا الملك وأخذه بنو امية ، بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخذه الآخر فليس هو للذى أخذه (6)
  24 ـ عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يقول : لا ايمان لمن لا تقية له ، ويقول قال الله : ( إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا

--------------------
(1) الصافى ج 1 : 250 ، البرهان ج 1 : 273 .
(2) البحار ج 7 : 41 ، البرهان ج 1 : 273 .
(3 ـ 5) البرهان ج 1 : 273 ـ 274 .
(6) البحار ج 7 : 60 ، البرهان ج 1 : 275 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 167 _
  مِنْهُمْ تُقَاةً ) (1)
  25 ـ ـ عن زياد ـ عن أبى عبيدة الحذاء قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت : بأبي أنت وأمى ربما خلا بى الشيطان فخبثت نفسى ، ثم ذكرت حبى اياكم وانقطاعى اليكم فطابت نفسى ، فقال : يا زياد ويحك وما الدين الا الحب الا ترى إلى قول الله تعالى ( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) (2)
  26 ـ عن بشير الدهان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قد عرفتم في منكرين كثير واحببتم في مبغضين كثير وقد يكون حبا لله وفى الله ورسوله وحبا في الدنيا فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله ، وما كان في الدنيا فليس في شئ ثم نفض يده (3) ثم قال : ان هذه المرجئة وهذه القدرية (4) وهذه الخوارج ليس منهم احد الا يرى انه على الحق ، وانكم انما أحببتمونا في الله ، ثم تلا ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ * وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا *مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ * إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) (5)
  27 ـ عن بريد بن معوية العجلى قال : كنت عند أبى جعفر عليه السلام اذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا فاخرج رجليه وقد تغلفتا وقال : اما والله ما جاءنى من حيث جئت الا حبكم أهل البيت ، فقال أبوجعفر عليه السلام : والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا ، وهل الدين الا الحب ـ ان الله يقول ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) وقال : ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) وهل الدين الا الحب ـ (6)
  28 ـ عن ربعى بن عبدالله قال : قيل لابى عبدالله عليه السلام : جعلت فداك

--------------------
(1) الوسائل ( ج 2 ) ابواب الامر بالمعروف باب 23 ، البرهان ج 1 : 275 الصافى ج 1 : 253
(2) البحار ج 7 : 377 ، البرهان ج 1 : 277 .
(3) من نفض الثوب ونحوه : حركه ليزول منه الغبار
(4) قد مضى معنى القدرية والمرجئة قبل في ص 8 و 23 فراجع
(5) البحار ج 7 : 377 ، البرهان ج 1 : 277 .
(6) البحار ج 7 : 377 ، الصافى ج 1 : 254 ، البرهان ج 1 : 277 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 168 _
  انا نسمى باسمائكم واسماء آبائكم فينفعنا ذلك ؟ فقال : اى والله وهل الدين الا الحب ؟ قال الله ( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (1) .
  29 ـ عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ) قال : نحن منهم ونحن بقية تلك العترة (2) .
  30 ـ عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً ) فقال : هو آل ابراهيم وآل محمد على العالمين ، فوضعوا اسما مكان اسم (3) .
  31 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : لما قضى محمد صلى الله عليه واله وسلم نبوته و استكملت ايامه أوحى الله يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذى عندك من الايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب في ذريتك فانى لم اقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين كانوا بينك وبين ابيك آدم ، وذلك قول الله ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وان الله جل وتعالى لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبى مرسل ، ولكنه ارسل رسلا (4) من ملئكة فقال له كذا وكذا فأمرهم بما يحب ونهاهم عما يكره فقص عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم وعلم انبياءه وأصفياءه من الانبياء والاعوان والذرية التى بعضها من بعض فذلك ( قوله : ظ ) ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) فاما الكتاب فهو النبوة ، واما الحكمة فهم الحكماء من الانبياء في الصفوة واما الملك العظيم فهم الائمة الهداة في الصفوة ، وكل هؤلاء من الذرية التى بعضها

--------------------
(1) البحار ج 7 : 377 ، البرهان ج 1 : 277 ، الصافى ج 1 : 254
(2 ـ 3) البحار ج 7 : 46 ، البرهان ج 1 : 278 .
(4) رسولا خ ل . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 169 _
  من بعض التى جعل فيهم البقية ، وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق ، حتى تنقضى الدنيا ، وللعلماء وبولاة الامر الاستنباط للعلم والهداية (1) .
  32 ـ عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبى جعفر عليه السلام من زعم انه قد فرغ من الامر فقد كذب لان المشية لله في خلقه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد ، قال الله ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) آخرها من أولها وأولها من آخرها ، فاذا أخبرتم بشئ منها بعينه انه كائن وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه (2) .
  33 ـ عن أبى عبدالرحمن عن ابى كلدة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الروح والراحة والرحمة والنصرة واليسر واليسار والرضا والرضوان والمخرج والفلج (3) والقرب والمحبة من الله ومن رسوله لمن أحب عليا وائتم بالاوصياء من بعده ، حق على ان أدخلهم في شفاعتى ، وحق على ربى ان يستجيب لى فيهم لانهم اتباعى ومن تبعنى فانه منى ، مثل ابراهيم جرى في ولايته (4) منى وأنا منه دينه دينى ودينى دينه ، وسنته سنتى وسنتى سنته ، وفضلى فضله وأنا أفضل منه وفضلى له فضل وذلك تصديق قول ربى ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (5) .
  34 ـ عن ايوب قال : سمعنى أبوعبدالله عليه السلام وانا اقرأ ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) فقال لى وآل محمد كانت فمحوها وتركوا آل ابراهيم وآل عمران (6) .
  35 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبد الله ( ع ) قال : قلت له ما الحجة في كتاب الله ان

--------------------
(1) البحار ج 7 : 46 ، البرهان ج 1 : 279 .
(2) البرهان ج 1 : 279 .
(3) الفلج : الفوز والظفر .
(4) كذا في نسختى الاصل والبرهان لكن في نسخة البحار ( لانه ) مكان ( ولايته ) ولعله اظهر بالسياق .
(5) البحار ج 7 : 46 ، البرهان ج 1 : 279 .
(6) البرهان ج 1 : 279 ، البحار ج 7 : 46 ، ونقله المحدث الحر العاملى في كتاب اثبات الهداة ج 3 : 46 ، عن هذا الكتاب لكن فيه ( عن ابى ايوب ) عوض ( ايوب ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 170 _
  آل محمد هم اهل بيته ؟ قال : قول الله تبارك وتعالى ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد ) هكذا نزلت ( عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ولا يكون الذرية من القوم الا نسلهم من اصلابهم (1)
  ـ وقال : ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادى الشكور وآل عمران و آل محمد ) ( رواية ابى خالد القماط ) عنه ـ
  36 ـ عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال : والمحرر للمسجد اذا وضعته ـ او ـ دخل المسجد فلم يخرج ـ من المسجد ـ أبدا فلما ولدت مريم ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فساهم عليها النبيون فاصاب القرعة زكريا ، وهو زوج اختها وكفلها وادخلها المسجد ، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء ، فكانت تصلى ويضيئ المحراب لنورها ، فدخل عليها زكريا فاذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال : انى لك هذا قالت هو من عند الله ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي ) إلى ما ذكره الله من قصة زكريا ويحيى (3) .
  37 ـ عن حفص البخترى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ) المحرر يكون في الكنيسة ولا يخرج منها فلما وضعتها انثى ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ) ان الانثى تحيض فتخرج من المسجد والمحرر لا يخرج من المسجد (5) .
  38 ـ وفى رواية حريز عن أحدهما قال نذرت ما في بطنها للكنيسة ان تخدم العباد ، وليس الذكر كالانثى في الخدمة قال : فشبت فكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت فأمر زكريا ان يتخذ لها حجابا دون العباد فكان يدخل عليها فترى عندها ثمرة

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 7 : 46 ، البرهان ج 1 : 279 ، اثبات الهداة ج 3 : 46 ، الصافى ج 1 : 257 ، وما بين المعقفتين ليس في نسختى الصافى واثبات الهداة وما وقع بين الهلالين انما هو في نسختى البرهان والاصل دون غيرهما .
(3 ـ 5) البحار ج 5 : 318 ، البرهان ج 1 : 282 ، الصافى ج 1 : 258 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 171 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 171 سطر 1 الى ص 180 سطر 26
  الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء ، فهنالك دعا وسأل ربه ان يهب له ذكرا فوهب له يحيى (1)
  39 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال سمعته يقول : أوحى الله إلى عمران انى واهب لك ذكرا يبرئ الاكمة والابرص ويحيى الموتى باذن الله ، ورسولا إلى بنى اسرائيل قال : فأخبر بذلك امرأته حنة ، فحملت فوضعت مريم ، فقال رب انى وضعتها انثى والانثى لا تكون رسولا ، وقال لها عمران : انه ذكر يكون منها نبيا فلما رأت ذلك قالت ما قالت ، فقال الله وقوله الحق ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ) فقال أبوجعفر عليه السلام : فكان ذلك عيسى بن مريم ، فان قلنا لكم ان الامر يكون في أحدنا فكان في ابنه وابن ابنه وابن ابن ابنه ، فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك (2)
  40 ـ عن سعد الاسكاف عن أبى جعفر عليه السلام قال : لقى ابليس عيسى بن مريم فقال : هل نالنى من حبائلك شئ ؟ قال : جدتك التى قالت ( رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى ) إلى ( الشيطان الرجيم ) (3)
  41 ـ عن سيف عن نجم عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان فاطمة ( ع ) ضمنت لعلى عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت (4) وضمن لها على عليه السلام ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجئ بالطعام ، فقال لها يوما : يا فاطمة هل عندك شئ ؟ قالت : لا والذى عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلثة ايام شئ نقريك به قال أفلا أخبرتنى ؟ قالت : كان رسول الله صلى الله عليه واله نهانى ان اسئلك شيئا فقال : لا تسألى ابن عمك شيئا ان جاءك بشئ عفو والا فلا تسئليه ، قال : فخرج الامام عليه السلام فلقى رجلا فاستقرض منه دينارا ، ثم أقبل به وقد أمسى فلقى مقداد بن الاسود ، فقال للمقداد : ما أخرجك في هذه الساعة ؟ قال : الجوع والذى عظم حقك يا امير المؤمنين قال : قلت لابى جعفر : ورسول الله صلى الله عليه واله حى ؟ قال : ورسول الله صلى الله عليه واله حى قال : فهو أخرجنى وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به ، فدفعه اليه فاقبل فوجد رسول

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 319 ، البرهان ج 1 : 282 ، الصافى ج 1 : 258 .
(3) البرهان ج 1 : 282 ، البحار ج 5 : 334 .
(4) قم البيت : كنسه . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 172 _
  الله صلى الله عليه واله جالسا وفاطمة تصلى وبينهما شئ مغطى ، فلما فرغت أحضرت ذلك الشئ فاذا جفنة من خبز ولحم ، قال : يا فاطمة انى لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ألا أحدثك بمثلك ومثلها ؟ قال : بلى قال : مثل زكريا اذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا ، قال : يا مريم انى لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فأكلوا منها شهرا وهى الجفنة التى يأكل منها القائم عليه السلام وهى عندنا (1)
  42 ـ عن اسمعيل بن عبدالرحمن الجعفى قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام يقول المغيرة بن عمر : ان الحائض تقضى الصلوة كما تقضى الصوم ؟ فقال : ماله لا وفقه الله ان امرأة عمران نذرت ما في بطنها محررا ، والمحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا ، فلما وضعت مريم ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ) فلما وضعتها ادخلتها المسجد فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد ، فما تجد أياما تقضيه وهى عليها (2) ان يكون الدهر في المسجد (3)
  43 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان زكريا لما دعا ربه ان يهب له ذكرا فنادته الملئكة بما نادته به أحب أن يعلم ان ذلك الصوت من الله ، أوحى اليه ان آية ذلك ان يمسك لسانه عن الكلام ثلثة ايام ، قال : فلما امسك لسانه و لم يتكلم علم انه لا يقدر على ذلك الا الله ، وذلك قول الله : ( رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً ) (4)
  44 ـ عن حماد عمن حدثه عن أحدهما قال : لما سأل زكريا ربه ان يهب له ذكرا فوهب الله له يحيى فدخله من ذلك ، فقال : ( رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً ) فكان يؤمى برأسه وهو الرمز (5)
  45 ـ عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام ( وَسَيِّداً وَحَصُوراً ) والحصور الذى يأبى النساء ( وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ ) (6)

--------------------
(1) البحار ج 5 : 317 ، البرهان ج 1 : 282 ، الصافى ج 1 : 259 .
(2) وفى بعض النسخ ( انى كانت تجد اياما تقضيها وهى عليها ) .
(3) البحار ج 5 : 318 ، البرهان ج 1 : 282 ـ 283 .
(4 ـ 6) البحار ج 5 : 314 البرهان ج 1 : 282 ـ 283 ، الصافى ج 1 : 261 . ( * )


تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 173 _
  46 ـ عن حسين بن أحمد عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ان طاعة الله خدمته في الارض ، فليس شئ من خدمته تعدل الصلوة ، فمن ثم نادت الملئكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب (1)
  47 ـ عن الحكم بن عيينه (2) قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله في الكتاب ( وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) اصطفاها مرتين والاصطفاء انما هو مرة واحدة ، قال : فقال لى يا حكم ان لهذا تأويلا وتفسيرا ، فقلت له ففسره لنا أبقاك الله ، قال : يعنى اصطفاها اياها اولا من ذرية الانبياء المصطفين المرسلين ، وطهرها من ان يكون في ولادتها من آبائها وامهاتها سفاحا واصطفاها بهذا في القرآن ( يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي ) شكرا لله ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه واله يخبره بما غاب عنه من خبر مريم وعيسى يا محمد ( ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ) في مريم وابنها وبما خصهما الله به وفضلهما وأكرمهما حيث قال : ( وما كنت لديهم ) يا محمد يعنى بذلك لرب الملئكة ( إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ) حين ائتمت من أبيها (3)
  48 ـ وفى رواية اخرى عن ابن خرزاد ( ايهم يكفل مريم ) حين أئتمت من ابويها ( وما كنت لديهم ) يا محمد ( اذ يختصمون ) في مريم عند ولادتها بعيسى يكفلها ويكفل ولدها قال : فقلت له أبقاك الله فمن كفلها ؟ فقال : اما تسمع لقوله الآية وزاد على بن مهزيار في حديثه ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) قال : قلت : أكان يصيب مريم ما تصيب النساء من الطمث ؟ قال : نعم ما كانت الا امرأة من النساء (4)

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 283 ، البحار ج 5 : 314 .
(2) كذا في النسخ والظاهر انه تصحيف عتيبة كما في نور الثقلين
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 283 ، البحار ج 5 : 315 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 174 _
  وفى رواية اخرى ( إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ) قال : قال استهموا عليها فخرج سهم زكريا فكفل بها ، وقال زيد بن ركانه اختصموا في بنت حمزة كما اختصموا في مريم ، قال : قلت له جعلت فداك حمزة استن السنن والامثال كما اختصموا في مريم اختصموا في بنت حمزة ؟ قال نعم ( وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) قال : نساء عالميها قال : وكانت فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين .
  49 ـ عن الهذلى عن رجل قال : مكث عيسى عليه السلام حتى بلغ سبع سنين او ثمان سنين فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، فأقام بين أظهرهم يحيى الموتى ويبرئ الاكمه والابرص ، ويعلمهم التورية وأنزل الله عليه الانجيل لما أراد الله عليهم حجة (1)
  50 ـ عن محمد بن ابى عمير عمن ذكره رفعه قال : ان أصحاب عيسى عليه السلام سألوه أن يحيى لهم ميتا قال : فاتي بهم إلى قبر سام بن نوح فقال له : قم باذن الله يا سام بن نوح قال : فانشق القبر ثم أعاد الكلام ، فتحرك ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال له عيسى ايهما أحب اليك تبقى أو تعود ؟ قال : فقال : يا روح الله بل أعود انى لاجد حرقة الموت او قال لذعة الموت في جوفى إلى يومى هذا (2) .
  51 ـ عن أبان بن تغلب قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته كان له أكل ورزق ومدة وولد ؟ قال : فقال : نعم انه كان له صديق مواخ له في الله وكان عيسى يمر به فينزل عليه ، وان عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه ، فخرجت اليه امه فسألها عنه ، فقالت امه : مات يا رسول الله فقال لها أتحبين أن ترينه قالت نعم ، قال لها اذا كان غدا اتيتك حتي احييه لك باذن الله فلما كان من الغد أتاها فقال لها انطلقى معى إلى قبره فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عيسى عليه السلام ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما (3) عيسى ، فقال له :

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 284 ، البحار ج 5 : 325 .
(2) البرهان ج 1 : 284 ، البحار ج 5 : 325 ، الصافى ج 1 : 263 .
(3) وفى نسخة ( فرحمها ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 175 _
  أتحب أن تبقى مع امك في الدنيا ؟ قال : يا رسول الله بأكل وبرزق ومدة أو بغير مدة ولا رزق ولا أكل ؟ فقال له عيسى بل برزق وأكل ومدة تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك ، قال : فنعم اذا ، قال : فدفعه عيسى عليه السلام إلى امه فعاش عشرين سنة وولد له (1)
  52 ـ عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان بين داود وعيسى بن مريم عليه السلام أربعمائة سنة ، وكان شريعة عيسى انه بعث بالتوحيد والاخلاص وبما أوصى به نوح وابراهيم وموسى ، وأنزل عليه الانجيل واخذ عليه الميثاق الذى أخذ على النبيين وشرع له في الكتاب اقام الصلوة مع الدين ، والامر بالمعروف ، والنهى عن المنكر و تحريم الحرام ، وتحليل الحلال ، وانزل عليه في الانجيل مواعظ وأمثال ـ وحدود ـ ليس فيها قصاص ولا أحكام حدود ، ولا فرض مواريث وانزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليه السلام في التورية ، وهو قول الله في الذى قال عيسى بن مريم لبنى اسرائيل ( وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ) وأمر عيسى من معه ممن اتبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التورية والانجيل (2)
  53 ـ عن ابن عمر عن بعض أصحابنا (3) عن رجل حدثه عن أبى عبدالله عليه السلام قال رفع عيسى بن مريم عليه بمدرعة (4) صوف من غزل مريم ، ومن نسج مريم ومن خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودى يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا (5) .
  54 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان امير المؤمنين عليه السلام سئل عن فضائله

--------------------
(1) الصافى ج 1 : 263 ، البرهان ج 1 : 284 ، البحار ج 5 : 324 .
(2) البحار ج 5 : 323 ، البرهان ج 1 : 284 ، الصافى ج 1 : 264 : وقال الفيض ( ره ) نسخ بعض احكام التوراة لا ينافى تصديقه كما لا يعود نسخ القرآن بعضه ببعض عليه بتناقض وذلك لان النسخ في الحقيقة بيان لانتهاء مدة الحكم وتخصيص في الازمان .
(3) وفى بعض النسخ ( عن بعض اصحابه ) .
(4) المدرعة : جبة مشقوقة المقدم ، والمدرعة عند اليهود : ثوب من كتان كان يلبسه عظيم احبارهم .
(5) البحار ج 5 : 349 ، البرهان ج 1 : 285 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 176 _
  فذكر بعضها ، ثم قالوا له : زدنا فقال : ان رسول الله صلى الله عليه واله أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران فتكلما في أمر عيسى ، فانزل الله هذه الاية ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) إلى آخر الاية فدخل رسول الله صلى الله عليه واله فأخذ بيد على والحسن والحسين و فاطمة ، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة .
  قال : وقال أبوجعفر عليه السلام وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعها إلى السماء ، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه : والله لئن كان نبيا لنهلكن وان كان غير نبى كفانا قومه فكفا وانصرفا (1)
  55 ـ عن محمد بن سعيد الازدى (2) عن موسى بن محمد بن الرضا عن أخيه أبى الحسن عليه السلام انه قال في هذه الاية ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) ولو قال : تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة ، وقد علم ان نبيه مؤد عنه رسالاته ، و ما هو من الكاذبين (3) .
  56 ـ عن أبى جعفر الاحول قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما تقول قريش في الخمس ؟ قال : قلت : تزعم انه لها قال : ما انصفونا والله لو كان مباهلة ليباهلن بنا ، ولئن كان مبارزة ليبارزن بنا ثم نكون وهم على سواء (4) .
  57 ـ عن الاحول عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له شيئا (5) مما أنكر به الناس ، فقال : قل لهم : ان قريشا قالوا : نحن أولوا القربى الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم (6)

--------------------
(1) البحار ج 6 : 652 ، البرهان ج 1 : 289 .
(2) وفى نسخة ( الاردنى ) .
(3) البحار ج 6 : 652 ، البرهان ج 1 : 289 .
(4) البرهان ج 1 : 290 ، البحار ج 20 : 52 ، الوسائل ( ج 2 ) ابواب قسمة الخمس باب 1 .
(5) هذا هو الظاهر في نسخة الاصل الموافق لنسخة البرهان ( سيما ) بدل ( شيئا ) .
(6) وفى نسخة ( فقيل لهم ) ( * )