تأليف
المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمى السمرقندى المعروف بالعياشى رضوان الله عليه
الجزء الأول
وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه الفاضل المتتبع الورع
الحاج السيد هاشم الرسولى المحلاتي



بسم الله الرحمن الرحيم

  وبه نستعين الحمد لله على افضاله والصلوة على محمد وآله قال العبد الفقير إلى رحمة الله انى نظرت في التفسير الذى صنفه أبوالنصر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمى باسناده ، ورغبت إلى هذا وطلبت من عنده سماعا من المصنف أو غيره فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو اجازة منه ، حذفت منه الاسناد ، وكتبت الباقى على وجهه ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه ، فان وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو اجازة من المصنف اتبعت الاسانيد ، وكتبتها على ما ذكره المصنف ، اسئل الله تعالى التوفيق لاتمامه وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه انيب .
  1 ـ روى جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن أبيعبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : أيها الناس انكم في زمان هدنة وانتم على ظهر السفر ، والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز ، فقام المقداد فقال : يا رسول الله ما دار الهدنة ؟ قال : دار بلاء و انقطاع ، فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع ، وماحل (1) مصدق ، من جعله امامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو ـ كتاب فيه ـ تفصيل وبيان وتحصيل

--------------------
(1) محل به إلى السلطان محلا : كاده بسعاية اليه . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 3 _


  وهو الفصل ، ليس بالهزل ، له ظهر وبطن ، فظاهره حكمة (1) وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له تخوم وعلى تخومه تخوم (2) لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنازل (3) الحكمة ودليل على المعروف لمن عرفه (4) .
  2 ـ عن يوسف بن عبدالرحمن رفعه إلى الحارث الاعور قال : دخلت على امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين انا اذا كنا عندك سمعنا الذى نسد به (5) ديننا ، واذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة لا ندرى ما هى ؟ قال : أوقد فعلوها ؟ قال : قلت : نعم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : أتانى جبرئيل فقال : يا محمد سيكون في امتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم وحكم بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من ولاه من جبار فعمل بغيره قصمه الله (6) ومن التمس الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم لا تزيغه (7) الاهوية ولا تلبسه الالسنة ولا يخلق على الرد (8) ولا ينقضى عجائبه ولا يشبع منه العلماء ـ هو الذى ـ لم تكنه (9) الجن اذ سمعته ان قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به هدى إلى صراط مستقيم ، هو الكتاب العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

--------------------
(1) وفى نسخة الصافى ( حكم ) .
(2) الانيق : الحسن المعجب والتخوم جمع تخم بالفتح : منتهى الشئ .
(3) وفى نسختى البرهان والصافى ( منار ) بدل ( منازل ) .
(4) البحار ج 19 : 5 ، البرهان ج 1 : 7 ، الصافى ج 1 : 9 .
(5) وفى البرهان وبعض نسخ الصافى ( نشد ) .
(6) اى اهلكه
(7) وفى نسخة ( لا تذيقه ) .
(8) وفى بعض النسخ ( عن كثرة الرد ) .
(9) وفى بعض النسخ ( تلبث ) وفى آخر ( تناه ) . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 4 _
  تنزيل من حكيم حميد (1)
  3 ـ عن ابى جميلة المفضل بن صالح عن بعض اصحابه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه واله يوم الجمعة بعد صلوة الظهر انصرف على الناس فقال : يا ايها الناس اني قد نبأنى اللطيف الخبير انه لن يعمر من نبى الا نصف عمر الذى يليه ممن قبله وانى لاظننى اوشك ان ادعى فأجيب ، وانى مسئول وانكم مسئولون ، فهل بلغتكم فما اذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد بانك قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنا خيرا قال : اللهم اشهد ثم قال : يا ايها الناس الم تشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق من بعد الموت قالوا : ـ اللهم ـ نعم ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : يا ايها الناس ان الله مولاى وانا اولى بالمؤمنين من انفسهم ، الا من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم قال : ايها الناس انى فرطكم وانتم واردون على الحوض وحوضى اعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة الاوانى سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما حتى تلقونى قالوا : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيدى الله وطرف في ايديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا والثقل الاصغر عترتى اهل بيتى فانه قد نبأنى اللطيف الخبير ان لا يتفرقا حتى يلقيانى وسئلت الله لهما ذلك فأعطانيه فلا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، فلا تعلموهم فهم اعلم منكم (2)
  4 ـ عن أبى عبدالله مولى بنى هاشم عن أبى سخيلة قال : حججت أنا وسلمان الفارسى من الكوفة فمررت بأبى ذر فقال : انظروا اذا كانت بعدى فتنة وهي كائنة فعليكم بخصلتين ، بكتاب الله وبعلى بن أبيطالب ، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى : هذا اول من آمن بى ، وأول من يصافحنى يوم القيمة ، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب

--------------------
(1) البحار 19 : 7 ، البرهان ج 1 : 7 ، الصافى ج 1 : 10 .
(2) البحار ج 7 : 29 ، البرهان ج 1 : 10 ـ 11 ، اثبات الهداة ج 3 : 539 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 5 _
  المنافقين (1) .
  5 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه واله بالمدينة فكان فيها قال لهم ( الحديث ) (2) .
  6 ـ عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فأعملوا به ، وما وجدتموه هلك من كان قبلكم فاجتنبوه (3) .
  7 ـ عن الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لا يرفع (4) الامر والخلافة إلى آل أبى بكر أبدا ولا إلى آل عمر ولا إلى آل بنى امية ، ولا في ولد طلحة والزبير أبدا ، وذلك انهم بتروا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الاحكام (5)
  8 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه واله : القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، و استقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الاحزان ، وعصمة من الهلكة ، و وشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه واله للقرآن ، وما عدل أحد عن القرآن الا إلى النار (6).
  9 ـ عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ان الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوهت الكتب ويستبين الايمان ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يقتدى بالقرآن وآل محمد ، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : انى تارك فيكم الثقلين : الثقل الاكبر ، و الثقل الاصغر ، فاما الاكبر فكتاب ربى ، واما الاصغر فعترتى أهل بيتى فاحفظونى فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما (7) .

--------------------
(1) البحار ج 19 : 7 ، البرهان ج 1 : 8 .
(2) البحار ج 7 : 29 ، البرهان ج 1 : 11
(3) البحار ج 19 : 25 ، البرهان ج 1 : 8 ، الصافى ج 1 : 10 .
(4) كذا في النسخ وفى رواية الكافى ( لا يرجع ) بدل لا يرفع
(5 ـ 7) البحار ج 19 : 7 ـ 8 ، البرهان ج 1 : 8 ـ 10 ، الصافى ج 1 : 12 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 6 _
  عن فضيل بن يسار قال : سألت الرضا عليه السلام عن القرآن ؟ فقال لى : هو كلام الله (1) .
  11 ـ عن الحسن بن على قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله : ان امتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك ؟ فقال : كتاب الله العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ، من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولى هذا الامر من جبار فعمل بغيره قصمه الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم ، فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم ، وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل ، وهو الذى سمعته الجن فلم تناها ان قالوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ) ولا يخلق على طول الرد ، ولا ينقضى عبره ولا تفنى عجائبه (2) .
  12 ـ عن محمد بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين ، فجعل خيرته في أحدى الفرقتين ، ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في احدى الاثلاث ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف ، ثم اختار من عبد مناف هاشم ، ثم اختار من هاشم عبدالمطلب ، ثم اختار من عبدالمطلب عبدالله ، واختار من عبدالله محمدا رسول الله صلى الله عليه واله ، فكان أطيب الناس ولادة وأطهرها ، فبعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا ، وأنزل عليه الكتاب فليس من شئ الا في الكتاب تبيانه (3) .
  13 ـ عن عمرو بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج اليه الامة إلى يوم القيامة الا أنزله في كتابه وبينه لرسوله ، وجعل لكل شئ حدا وجعل دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا (4)
  14 ـ عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن القرآن ؟ فقال لى : لا خالق ولا مخلوق

--------------------
(1) البحار ج 19 : 31 ، البرهان ج 1 : 8 .
(2) البحار ج 19 : 8 .
(3) البحار 7 : 25 .
(2 ـ 4) البرهان ج 1 : 8 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 7 _
  ولكنه كلام الخالق (1) .
  15 ـ عن زرارة قال سئلته عن القرآن أخالق هو ؟ قال : لا قلت : أمخلوق ؟ قال : لا ولكنه كلام الخالق ـ يعنى انه كلام الخالق بالفعل ـ (2) .
  16 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جده ( ع ) قال : خطبنا أمير المؤمنين ( ع ) خطبة فقال فيها : نشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، أرسله بكتاب فصله وأحكمه وأعزه وحفظه بعلمه وأحكمه بنوره ، وأيده بسلطانه ، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة او يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ولا يفنى عجائبه من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم ، فيه نبأ من كان قبلكم والحكم فيما بينكم ، وخيرة (3) .
  معادكم انزله بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه ( لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً ) فجعله الله نورا يهدى للتى هى أقوم وقال : ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) وقال : ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) وقال :( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ففى اتباع ما جائكم من الله الفوز العظيم ، وفى تركه الخطاء المبين ، قال : ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ) فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والاخرة فالقرآن آمر وزاجر حد فيه الحدود ، وسن فيه السنن ، وضرب فيه الامثال ، وشرع فيه الدين اعذارا من نفسه (4) وحجة على خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ،

--------------------
(1) البحار ج 19 : 31 ، البرهان ج 1 : 8 وهذا الخبر واشباهه مما يتمسك به في البحث عن مخلوقية القرآن وقد عنونه كثير من العلماء والمحدثين من الخاصة وغيرهم في كتبهم فراجع البحار ج 2 : 147 ، وج 19 : 31 ، وكتاب البيان في تفسير القرآن ج 1 : 283 وكتاب الملل والنحل ( ط مصر ) ج 1 : 117 ، وتاريخ الخلفاء : 207 وغير ذلك .
(2) البحار ج 19 : 31 ، البرهان ج 1 : 8
(3) وفى البحار ( وخير ) بدل ( وخيرة ) .
(4) وفى بعض النسخ ( اعذارا امر نفسه ) ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 8 _
  ليهلك من هلك عن بينه ، ويحيى من حى عن بينه وان الله سميع عليم (1).
  17 ـ عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلام انه سئل عن القرآن ؟ فقال : لعن الله المرجئة (2) ولعن الله ابا حنيفة (3) انه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به ، وحيث ما قرأت ونطقت فهو كلام وخبر وقصص (4) .
  18 ـ عن سماعة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ان الله أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البر ، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم ، وخبر السماء والارض ، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم ـ من ذلك ـ (5) .

باب ترك رواية التى بخلاف القرآن
  1 ـ عن هشام بن الحكم عن أبيعبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله في خطبة بمنى او بمكة : يا أيها الناس ما جائكم عنى يوافق القرآن فأنا قلته وما جائكم عنى لا يوافق القرآن فلم أقله (6)
  2 ـ عن اسمعيل بن أبى زياد السكونى عن أبى جعفر عن أبيه عن على صلوات الله عليه قال : الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، ان على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به ، وما خالف كتاب الله فدعوه (7)
  3 ـ عن محمد بن مسلم قال : قال ابوعبدالله عليه السلام : يا محمد ما جائك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جائك في رواية من بر او فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به (8)

--------------------
(1 ـ 5) البحار ج 19 : 31 ، البرهان ج 1 : 9 .
(2) وهم الذين يعتقدون انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، و قيل غير ذلك .
(3) وفى نسخة ( ابا عيينة ) والظاهر هو المختار .
(6) البحار ج 1 : 145 ، البرهان ج 1 : 29 .
(7 ـ 8) البحار ج 1 : 144 ـ 145 ، البرهان ج 1 : 29 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 9 _
  4 ـ عن أيوب بن حر قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : كل شئ ، مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف (1)
  5 ـ عن كليب الاسدى قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : ما اتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل (2)
  6 ـ عن سدير قال : كان ابوجعفر عليه السلام وابوعبدالله عليه السلام لا يصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله (3)
  7 ـ عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح عليه السلام قال : اذا كان جائك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا ، فان اشبههما فهو حق وان لم يشبههما فهو باطل (4) .
  في ما انزل القرآن ـ عن أبى الجارود قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام : يقول نزل القرآن على اربعة أرباع ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع في فرايض واحكام ، وربع سنن وامثال ولنا كرائم القرآن (5)
  2 ـ عن عبدالله بن سنان : قال (6) سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن القرآن والفرقان ، قال : القرآن جملة الكتاب وأخبار ما يكون ، والفرقان المحكم الذى يعمل به ، وكل محكم فهو فرقان (7)
  3 ـ وعن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول : نزل القرآن اثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وامثال وثلث فرايض واحكام (8)

--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 1 : 144 ـ 145 ، البرهان ج 1 : 29
(3 ـ 4) الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 9 .
(5) البحار ج 19 : 30 ، البرهان ج 1 : 21 ، الصافى ج 1 : 14 .
(6) وفى نسخة البحار هكذا ( عن عبدالله بن سنان عمن ذكره قال سئلت ابا عبدالله ( ع ) اه )
(7) البحار ج 19 : 8 ، الصافى ج 1 : 18 ، البرهان ج 1 : 21
(8) البحار ج 19 : 30 ، الصافى ج 1 : 14 ، البرهان ج 1 : 21 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 10 _
  عن عبدالله بن بكير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : نزل القرآن باياك اعنى و اسمعى يا جارة (1)
  5 ـ عن ابن ابى عمير عمن حدثه عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله : ( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) عنى بذلك غيره (2)
  6 ـ عن ابى بصير قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : ان القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار (3)
  7 ـ عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال : قال ابوجعفر يا خيثمه القرآن نزل اثلاثا ثلث فينا وفى احبائنا ، وثلث في اعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل ، ولو ان الآية اذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شئ ، ولكن القرآن يجرى أوله على آخره ما دامت السماوات والارض ، ولكل قوم آية يتلونها ـ و ـ هم منها من خير أو شر (4) .

تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه
  1 ـ عن أبى محمد الهمدانى عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ؟ قال : الناسخ الثابت ، والمنسوخ ما مضى ، والمحكم (1) البحار ج 19 : 93 ، الصافى ج 1 : 18 ، وهذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى ذكر قصته في مجمع الامثال ( ج 1 ـ 50 ـ 51 ط مصر ) وقال الطريحى : هو مثل يراد به التعريض للشئ يعنى ان القرآن خوطب به النبى صلى الله عليه وآله لكن المراد به الامة اه .

--------------------
(1 ـ 4) البرهان ج 1 : 21 .
(2) البحار ج 19 : 93 ، الصافى ج 1 : 18
(3) البحار ج 19 : 30 .
(4) البحار ج 19 : 30 ، الصافى ج 1 : 14 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 11 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 11 سطر 1 الى ص 20 سطر 27
  ما يعمل به ، والمتشابه الذى يشبه بعضه بعضا (1) .
  2 ـ عن جابر قال : قال ابوعبدالله عليه السلام : يا جابر ان للقرآن بطنا وللبطن ظهرا ثم قال : يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال منه ، ان الآية لتنزل اولها في شئ واوسطها في شئ ، وآخرها في شئ ، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه (2) .
  3 ـ عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال : نزل القرآن ناسخا ومنسوخا (3) .
  4 ـ عن حمران بن اعين عن أبى جعفر عليه السلام قال : ظهر القرآن الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم (4) .
  5 ـ عن الفضيل بن يسار قال : سئلت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية ( ما في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن ، وما فيه حرف الا وله حد ولكل حد مطلع ) (5) ما يعنى بقوله لها ظهر وبطن ؟ قال : ظهره وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجرى كما يجرى الشمس والقمر ، كلما جاء منه شئ وقع قال الله تعالى ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ـ نحن نعلمه ـ (6)
  6 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان القرآن فيه محكم و متشابه ، فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به (7) .
  7 ـ عن مسعدة بن صدقة قال سئلت أبا عبدالله عليه السلام عن الناسخ والمنسوخ و المحكم والمتشابه ؟ قال : الناسخ الثابت المعمول به ، والمنسوخ ما قد كان يعمل

--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 19 : 30 و 93 ـ 94 و 25 ، البرهان ج 1 : 20 ـ 21 ، الصافى ج 1 : 14 و 17 .
(1 ـ 3) الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 .
(5) قال الفيض ( ره ) المطلع بتشديد الطاء وفتح اللام مكان الاطلاع من موضع عال ويجوز ان يكون بوزن مصعد بفتح الميم ومعناه : اى مصعد يصعد اليه من معرفة علمه و محصل معناه قريب من معنى التأويل والبطن كما ان معنى الحد قريب من معنى التنزيل و الظهر ( انتهى )
(6 ـ 7) البحار ج 19 : 94 ، البرهان ج 1 : 20 ، الصافى ج 1 : 17 ـ 18 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 12 _
  به ثم جاء ما نسخه والمتشابه ما اشتبه على جاهله (1) .
  8 ـ عن جابر قال : سئلت أبا جعفر عليه السلام عن شئ في تفسير القرآن فاجابنى ، ثم سألته ثانية فأجابنى بجواب آخر فقلت : جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال عليه السلام لي : يا جابر ان للقرآن بطنا ، وللبطن ظهرا ، يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، ان الآية لتكون اولها في شئ وآخرها (2) في شئ وهو كلام متصل يتصرف على وجوه (3)
  9 ـ عن أبى عبدالرحمن السلمى (4) ان عليا عليه السلام مر على قاض فقال : تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال : لا فقال : هلكت وأهلكت ، تأويل كل حرف من القرآن على وجوه (5) .
  10 ـ عن ابراهيم بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ان في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن ، كانت فيه أسماء الرجال فالقيت ، وانما الاسم الواحد منه في وجوه لا يحصى يعرف ذلك الوصاة (6) .
  11 ـ عن حماد بن عثمان قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام ان الاحاديث تختلف عنكم قال : فقال : ان القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتى على

--------------------
(1 ـ 5) البحار ج 19 : 94 و 25 ، البرهان ج 1 : 20 ، الصافى ج 1 : 17 ـ 18 .
(2) وفى نسخة البرهان ( واوسطها وآخرها ) .
(4) وفى نسخة الوسائل ( عبدالرحمن السلمى بدل ابى عبدالرحمن ) والظاهر هو المختار .
(5) الوسائل : ج 3 كتاب القضاء با ب 13 .
(6) البحار ج 19 : 25 ، البرهان 1 : 20 ، الصافى ج 1 : 25 وقال الفيض ( ره ) لعل المراد باسماء الرجال الملقية اعلامهم وبالاسم الواحد ما كنى به تارة عنهم وتارة عن غيرهم من الالفاظ التى لها معان متعددة وذلك كالذكر فانه قد يراد به رسول الله صلى الله عليه وآله وقد يراد به امير المؤمنين ( ع ) وقد يراد به القرآن ، وكالشيطان فانه قد يراد به الثانى وقد يراد به ابليس وقد يراد به غيرهما اراد ( ع ) ان الرجال كانوا مذكورين في القرآن تارة باعلامهم فالقيت واخرى بكنايات فالقيت فهم اليوم مذكورون بالكنايات بالفاظ لها معان آخر يعرف ذلك الاوصياء . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 13 _
  سبعة وجوه ، ثم قال : ( هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (1)

ما عنى به الائمة من القرآن
  1 ـ عن ابن مسكان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن (2)
  2 ـ عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله المحكم من الله لو محوه فقالوا ليس من عند الله او لم يعلموا لكان سواه (3)
  3 ـ عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا محمد اذا سمعت الله ذكر احدا من هذه الامة بخير فنحن هم ، واذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا (4)
  4 ـ عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لو قد قرء القرآن كما انزل لالفيتنا فيه مسمين (5)
  5 ـ وقال سعيد بن الحسين الكندى عن أبى جعفر عليه السلام بعد مسمين كما سمى من قبلنا (6) .
  6 ـ عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال : لو لا انه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفى حقنا على ذى حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن (7)
  7 ـ عن مسعدة بن صدقه عن أبى جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام سموهم بأحسن امثال القرآن يعنى عترة النبى صلى الله عليه وآله ، هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح اجاج فاجتنبوا (8) .
  8 ـ عن عمر بن حنظلة عن أبى عبدالله عليه السلام عن قول الله ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) فلما رآنى أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال : حسبك كل شى في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به (9)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 19 : 22 و 30 ، البرهان ج 1 : 21 ـ 22 وتنكب الشئ : تجنبه
(3 ـ 6) البحار ج 19 : 30 ، البرهان ج 1 : 22
(4 ـ 6) الصافى ج 1 : 14 و 25 ، اثبات الهداة ج 3 : 43 ، والفاه : وجده .
(7 ـ 9) البحار ج 19 : 30 ، البرهان ج 1 : 22 ، اثبات الهداة ج 3 : 43 ـ 44 ، و للمحدث الحر العاملى ( ره ) في هذه الاخبار بيان فراجع وسيأتى في ذيل ص 24 ايضا بيان لهذه الاحاديث (9) الصافى ج 1 : 14 ولمؤلفه ( ره ) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 14 _
علم الائمة بالتأويل
  1 ـ عن الاصبغ بن نباتة قال : لما قدم امير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم ( سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) قال : فقال المنافقون : لا والله ما يحسن ابن أبى طالب أن يقرء القرآن ولو أحسن أن يقرء القرآن لقرء بنا غير هذه السورة قال : فبلغه ذلك فقال : ويل لهم انى لاعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه وفصله من فصاله وحروفه من معانيه ، والله ما من حرف نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا انى أعرف فيمن انزل وفى اى يوم وفى اى موضع ، ويل لهم أما يقرءون ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) والله عندى ورثتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد أنهى رسول الله صلى الله عليه وآله من ابراهيم وموسى ( ع ) ، ويل لهم والله أنا الذى انزل الله في ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) فانما كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبرنا بالوحى فأعيه أنا ومن يعيه ، فاذا خرجنا قالوا : ماذا قال آنفا ؟ (1)
  2 ـ عن سليم بن قيس الهلالى قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ما نزلت آية على رسول الله صلى الله عليه وآله الا أقر أنيها واملاها على ، فاكتبها بخطى ، وعلمنى تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ، ودعا الله لى أن يعلمنى فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علم املائه على فكتبته منذ دعا لي بما دعا وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ولا امر ولا نهى كان أو لا يكون من طاعة أو معصية الا علمنيه وحفظته ، فلم أنس منه حرفا واحدا ، ثم وضع يده على صدرى ودعا الله أن يملاء قلبى علما وفهما وحكمة ونورا لم أنس شيئا ، ولم يفتنى شئ لم اكتبه ، فقلت : يا رسول الله أو تخوفت على النسيان فيما بعد ؟ فقال : لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا ، وقد أخبرنى ربى انه قد استجاب لى فيك وفى شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت يا رسول الله ومن شركائى من بعدى ؟ قال : الذين قرنهم الله بنفسه وبى فقال : الاوصياء مني إلى أن يردوا على الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه بهم تنصر امتى وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم وبهم استجاب دعائهم ، فقلت :

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 16 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 15 _
  يا رسول الله سمهم لى فقال : ابنى هذا ـ ووضع يده على رأس الحسن عليه السلام ـ ، ثم ابنى هذا ـ ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام ـ ، ثم أبن له يقال له على وسيولد في حيوتك فأقرأه منى السلام ، تكمله اثنى عشر من ولد محمد ، فقلت له : بابى انت ـ وامى ـ فسمهم لى ، فسماهم رجلا رجلا فيهم (1) والله يا اخى بنى هلال مهدى امة محمد صلى الله عليه وآله الذى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والله انى لاعرف من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم (2) .
  3 ـ عن سلمة بن كهيل عمن حدثه عن على عليه السلام قال : لو استقامت لى الامرة وكسرت أو ثنيت لى الوسادة ، لحكمت لاهل التوراة بما أنزل الله في التورية حتى تذهب إلى الله ، انى قد حكمت بما أنزل الله فيها ، ولحكمت لاهل الانجيل بما أنزل الله في الانجيل حتى يذهب إلى الله انى قد حكمت بما أنزل الله فيه ، ولحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن حتى يذهب إلى الله انى قد حكمت بما انزل الله فيه (3) .
  4 ـ عن أيوب بن حر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : الائمة بعضهم أعلم من بعض ؟ قال : نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد (4) .
  5 ـ عن حفص بن قرط الجهنى عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : كان على عليه السلام صاحب حلال وحرام وعلم بالقرآن ، ونحن على منهاجه (5) .
  6 ـ عن السكونى عن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، وهو على بن

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( منهم ) .
(2) البحار ج 19 : 26 ، البرهان ج 1 : 17 ، الصافى ج 1 : 11 .
(3 ـ 5) البحار ج 19 : 25 ، البرهان ج 1 : 17 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 16 _
  أبيطالب (1) .
  7 ـ عن بشير الدهان قال ، سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسمع الناس جهلا ، لنا صفو المال ولنا الانفال ولنا كرائم القرآن ، ولا أقول لكم إنا أصحاب الغيب ، ونعلم كتاب الله وكتاب الله يحتمل كل شئ ، ان الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره ، وعلما قد أعلمه ملئكته ورسله ، فما علمته ملئكته ورسله فنحن نعلمه (2) .
  8 ـ عن مرازم قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره ، وان عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا ـ من ـ كتمانه ما نستطيع أن نحدث به أحدا (3) .
  9 ـ عن الحكم بن عيينة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لرجل من أهل الكوفة : و سأله عن شئ لو لقيتك بالمدينة لاريتك أثر جبرئيل في دورنا ، ونزوله على جدى بالوحى والقرآن والعلم ، فيستسقى الناس العلم من عندنا فيهدونهم وضللنا نحن ؟ هذا محال (4)
  10 ـ عن يوسف بن السخت البصرى قال : رأيت التوقيع بخط محمد بن محمد بن على (5) فكان فيه الذى يجب عليكم ولكم ان تقولوا انا قدوة الله وائمة ، وخلفاء الله في أرضه وامنائه على خلقه ، وحججه في بلاده ، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب (6) .

--------------------
(1) الوسائل ( ج 3 ) كتاب القضاء باب 13
(1 ـ 4) البحار ج 19 : 25 ـ 26 ، البرهان ج 1 : 17
(3) الصافى ج 1 : 12 .
(5) كذا في نسختى الاصل والبحار وفى نسخة البرهان ( محمد بن محمد بن الحسن بن على ) والظاهر ( محمد بن الحسن بن على ) وهو الحجة المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين .
(6) البحار ج 19 : 26 ـ 29 ، البرهان ج 1 : 17 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 17 _
  11 ـ عن ثوير بن أبى فاخته عن أبيه قال : قال على عليه السلام : ما بين اللوحين شئ الا و أنا أعلمه (1) .
  12 ـ عن سليمان الاعمش عن أبيه قال : قال على عليه السلام ما نزلت آية الا وانا علمت فيمن أنزلت وأين نزلت وعلى من نزلت ، ان ربى وهب لى قلبا عقولا و لسانا طلقا (2) .
  13 ـ عن أبى الصباح قال : قال أبوعبدالله عليه السلام ان الله علم نبيه صلى الله عليه وآله التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام (3) .

فيمن فسر القرآن برأيه
  1 ـ عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال : ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، ان الآية ينزل اولها في شئ وأوسطها في شئ ، وآخرها في شئ ، ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )من ميلاد الجاهلية (4) .
  2 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من فسر القرآن برأيه فاصاب لم يوجر ، وان اخطأ كان اثمه عليه (5) .
  3 ـ عن ابي الجارود قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا الله أعلم ، فان الرجل ينزل بالاية فيخر بها أبعد ما بين السماء والارض (6) .
  4 ـ عن ابى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام قال : من فسر القرآن برأيه ان أصاب لم يوجر و أن أخطأ فهو أبعد من السماء (7) .
  5 ـ عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ليس ابعد من

--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 19 : 26 ـ 29 البرهان ج 1 : 17
(4) الوسائل ( ج 3 ) كتاب القضاء باب 13
(5) البحار ج 19 : 29 ، البرهان ج 1 : 19 ، وفى نسخة البرهان ( هشام بن سالم عن أبى جعفر ( ع ) ) ولكن الظاهر هو المختار فانه لا يروى عن أبى جعفر الباقر ( ع ) .
(6 ـ 7) البحار ج 19 : 29 ، الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1 : 19 (7) الصافى ج 1 : 17 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 18 _
  عقول الرجال من القرآن (1) .
  6 ـ عن عمار بن موسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سئل عن الحكومة قال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ، ومن فسر ـ برأيه ـ آية من كتاب الله فقد كفر (2) .

كراهية الجدال في القرآن
  1 ـ عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام قال : اياكم والخصومة فانها تحبط العمل و تمحق الدين وان احدكم لينزع بالاية يقع فيها أبعد من السماء (3) .
  2 ـ عن المعمر بن سليمان عن أبيعبدالله عليه السلام قال : قال أبى عليهما السلام ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض الا كفر (4)
  3 ـ عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام يقول : المراء في كتاب الله كفر (5) .
  4 ـ عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل ان من القرآن حلالا ومنه حراما وفيه نبأ من قبلكم ، وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم ، فهكذا هو كان رسول الله صلى الله عليه وآله مفوض فيه ان شاء فعل الشئ وان شاء تذكر حتى اذا فرضت فرايضه ، وخمست اخماسه ، حق على الناس أن يأخذوا به ، لان الله قال : ( مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )(6) .

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 19 : 29 ، الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 ، البرهان ج 1 : 19 .
(4) الصافى ج 1 : 21 وقال الفيض ( ره ) لعل المراد بضرب بعضه ببعض تاويل بعض متشابهاته إلى بعض بمقتضى الهوى من دون سماع من اهله او نور وهدى من الله .
(5) البحار ج 19 : 29 ، الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1 : 19 (6) البحار ج 19 : 29 ، البرهان ج 1 : 41 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 19 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة ام الكتاب
  1 ـ بأسانيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة البطاينى عن أبيه قال : قال ابوعبد الله عليه السلام اسم الله الاعظم مقطع في ام الكتاب (1) .
  2 ـ عن محمد بن سنان عن أبى الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : قال لابى حنيفة ماسورة أولها تحميد وأوسطها اخلاص وآخرها دعاء ؟ فبقى متحيرا ثم قال : لا أدرى فقال أبوعبدالله عليه السلام : السورة التى أولها تحميد ، وأوسطها اخلاص ، و آخرها دعاء : سورة الحمد (2) .
  3 ـ عن يونس بن عبدالرحمن عمن رفعه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال : هى سورة الحمد وهى سبع آيات ، منها بسم الله الرحمن الرحيم وانما سميت المثانى لانها يثنى في الركعتين (3) .
  4 ـ وعن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : سرقوا اكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم (4) .
  5 ـ عن صفوان الجمال قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما أنزل الله من السماء كتابا الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم ، وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء للاخرى (5) .

--------------------
(1) البرهان ج 1 : 41
(2) البحار ج 19 : 58 ، البرهان ج 1 : 41
(3 ـ 4) البحار ج 18 : 335 ـ 336 ، وج 19 : 58 ـ 59 ، البرهان ج 1 : 42
(5) البحار ج 18 : 336 وج 19 : 59 ، البرهان ج 1 : 42 ، الصافى ج 1 : 51 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 20 _
  عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها ، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين فانزل الله ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) (1) .
  7 ـ قال الحسن بن خرزاد وروى عن أبيعبدالله عليه السلام قال : اذا ام الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذى هو قريب الامام ، فيقول : هل ذكر الله يعنى هل قرء بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فان قال : نعم هرب منه ، وان قال : لا ركب عنق الامام و دلى رجليه في صدره ، فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلواتهم (2)
  8 ـ عن عبدالملك بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : أن ابليس رن أربع رنات (3) أولهن يوم لعن ، وحين هبط إلى الارض ، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله على فترة من الرسل ، وحين انزلت ام الكتاب الحمد لله رب العالمين ، ونخر نخرتين ، (4) حين اكل آدم عليه السلام من الشجرة ، وحين اهبط آدم إلى الارض قال : ولعن من فعل ذلك (5)
  9 ـ عن اسمعيل بن أبان يرفعه إلى النبى صلى الله عليه وآله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله : يا جابر ألا أعلمك أفضل سورة انزلها الله في كتابه ؟ قال : فقال جابر : بلى بأبى انت وامى يا رسول الله علمنيها ، قال : فعلمه الحمد لله ام الكتاب ، قال : ثم قال له : يا جابر الا اخبرك عنها ؟ قال : بلى بابى انت وامى فاخبرنى ، قال : هى شفاء من كل داء الا السام يعنى الموت (6) .
  10 ـ عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من لم تبرأه الحمد لم يبرئه شئ (7) .

--------------------
(1) البحار ج 18 : 351 وج 19 : 59 ، البرهان ج 1 : 42
(2) البحار ج 18 : 336 وج 19 : 59 ، البرهان ج 1 : 42
(3) الرنة ، صوت المكروب او المريض
(4) نخر الانسان او الدابة : مد الصوت والنفس في خياشيمه .
(5) البحار ج 19 : 59 ، البرهان ج 1 : 42 .
(6 ـ 7) البحار ج 19 : 59 ، الصافى ج 1 : 56 ، الوسائل ج 1 ابواب قرائة القرآن باب 37 البرهان ج 1 ، 42 ، واخرجهما الطبرسى ( ره ) في كتاب مجمع البيان ( ط صيدا ج 1 : 17 ـ 18 ) عن هذا الكتاب ايضا . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 21 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 1 من ص 21 سطر 1 الى ص 30 سطر 25
  11 ـ عن أبى بكر الحضرمى قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اذا كانت لك حاجة فاقرأ المثانى وسورة اخرى وصل ركعتين وادع الله ، قلت : أصلحك الله وما المثانى ؟ قال : فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين (1) .
  12 ـ عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال : بلغه ان اناسا ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم فقال : هى آية من كتاب الله أنساهم اياها الشيطان (2) .
  13 ـ عن اسمعيل بن مهران قال : قال ابوالحسن الرضا عليه السلام : ان بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم من سواد العين إلى بياضها (3)
  14 ـ عن سليمان الجعفرى قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : اذا اتى أحدكم اهله فليكن قبل ذلك ملاطفة فانه أبر لقلبها واسل لسخيمتها (4) فاذا أفضى إلى حاجته قال : بسم الله ثلثا فان قدر ان يقرأ أى آية حضرته من القرآن فعل ، والا قد كفته التسمية ، فقال له رجل في المجلس : فان قرأ بسم الله الرحمن الرحيم اوجر به (5) فقال : واى آية أعظم في كتاب الله ؟ فقال : بسم الله الرحمن الرحيم (6) .
  15 ـ عن الحسن بن خرزاد قال : كتبت إلى الصادق أسئل عن معنى الله فقال : استولى على مادق وجل (7) .
  16 ـ عن خالد بن مختار قال : سمعت جعفر بن محمد ( ع ) يقول : ما لهم قاتلهم الله

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 18 : 336 و 19 : 59 ، البرهان ج 1 : 42
(3) الصافى ج 1 : 52 البرهان ج 1 : 42 ، ونقله المجلسى ( ره ) عن الصفار و رواه الصدوق ( ره ) في العيون باسناده عن الرضا ( ع )
(4) سل السخيمة من قلبه : انتزعها واخرجها منه والسخيمة الحقد .
(5) وفى نسخة البرهان ( أو يجزيه ؟ ) .
(6 ـ 7) البحار ج 19 : 59 ، البرهان ج 1 : 42 ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 22 _
  عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله ، فزعموا انها بدعة اذا اظهروها ، وهى بسم الله الرحمن الرحيم (1) .
  17 ـ عن محمد بن مسلم قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) فقال فاتحة الكتاب ـ يثنى فيها القول قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله من على بفاتحة الكتاب ـ من كنز الجنة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم الآية التى يقول فيها : ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) ( والحمد لله رب العالمين ) دعوى اهل الجنة حين شكروا لله حسن الثواب ، و ( مالك يوم الدين ) قال جبرئيل ما قالها مسلم قط الا صدقه الله وأهل سمواته ( اياك نعبد ) اخلاص العبادة و ( اياك نستعين ) افضل ما طلب به العباد حوائجهم ( اهدنا الصراط المستقيم ) صراط الانبياء وهم الذين انعم الله عليهم ( غير المغضوب عليهم ) اليهود ( وغير الضالين ) النصارى (2) .
  18 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام في تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال : الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله (3)
  19 ـ ورووا غيره عنه ملك الله ، الله اله الخلق الرحمن بجميع العالم الرحيم بالمؤمنين خاصة (4) .
  20 ـ ورووا غيره عنه والله اله كل شئ (5)
  21 ـ عن محمد بن على الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام انه كان يقرء مالك يوم الدين (6) .
  22 ـ عن داود بن فرقد قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقرأ ما لا احصى ملك

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 1 : 42 و 51 ، البحار ج 19 : 59 و 18 : 336 وفيه بيان فراجع ونقل الطبرسى ( ره ) الحديث الاخير في مجمع البيان ج 1 : 31 عن هذا الكتاب ايضا ، وسيأتى في ذيل حديث 28 بيان لقوله ( غير الضالين ) .
(3 ـ 6) البرهان ج 1 : 45 .
(6) البحار ج 19 : 59 ورواه الطبرسى ( ره ) في مجمع البيان ج 1 : 31 عن هذا الكتاب ايضا . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 23 _
  يوم الدين (1) .
  23 ـ عن الزهرى قال : قال على بن الحسين عليه السلام لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معى ، كان اذا قرأ مالك يوم الدين يكررها ويكاد أن يموت (2) .
  24 ـ عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال : بعث عبدالملك بن مروان إلى عامل المدينة ان وجه إلى محمد بن على بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه ، واقض له حوائجه ، وقد كان ورد على عبدالملك رجل من القدرية (3) فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا ، فقال ما لهذا الا محمد بن على ، فكتب إلى صاحب المدينة ان يحمل محمد بن على اليه ، فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبوجعفر عليه السلام انى شيخ كبير لا اقوى على الخروج وهذا جعفر ابنى يقوم مقامى ، فوجهه اليه فلما قدم على الاموى ازدراه (4) لصغره وكره ان يجمع بينه وبين القدرى مخافة ان يغلبه ، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدرى ، فلما كان من الغد جتمع الناس بخصومتها فقال الاموى لابى عبدالله عليه السلام : انه قد اعيانا امر هذا القدرى وانما كتبت اليك لاجمع بينك وبينه فانه لم يدع عندنا احدا الا خصمه ، فقال : ان الله يكفيناه قال : فلما اجتمعوا قال القدرى لابى عبدالله عليه السلام : سل عما شئت ، فقال له : اقرأ سورة الحمد قال : فقرئها وقال الاموى ـ وانا معه ـ : ما في سورة الحمد علينا ! انا لله وانا اليه راجعون ! قال : فجعل القدرى يقرء سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فقال له جعفر عليه السلام : قف من تستعين وما حاجتك

--------------------
(1) البحار ج 18 : 336 ، الصافى ج 1 : 53 البرهان ج 1 : 51
(2) البحار ج 18 : 336 وج 19 : 59 البرهان ج 1 : 52 وفى رواية الكلينى ( قده ) ( حتى يكاد ان يموت ) .
(3) القدرى في الاخبار يطلق على الجبرى وعلى التفويضى والمراد في هذا الخبر هو الثانى وقد احال كل من الفريقين ما ورد في ذلك على الاخر وقد ورد في ذمهم احاديث كثيره في كتب الفريقين مثل قوله لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا وقوله صلى الله عليه وآله : القدرية مجوس امتى وقوله صلى الله عليه وآله اذا قامت القيامة نادى مناد اهل الجمع اين خصماء الله فتقوم القدرية إلى غير ذلك .
(4) ازدراه : احتقره واستخف به واصله من زرى . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 24 _
  الي المعونة ؟ ان الامر اليك فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين (1) .
  25 ـ عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( اهدنا الصراط المستقيم ) يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه (2) .
  26 ـ قال محمد بن على الحلبى : سمعته ما لا احصى وانا اصلى خلفه يقرأ اهدنا الصراط المستقيم (3) .
  27 ـ عن معوية بن وهب قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ؟ قال : هم اليهود والنصارى (4) .
  28 ـ عن رجل عن أبى عمير رفعه في قوله ( غير المغضوب عليهم وغير الظالين ) وهكذا نزلت (5) قال : المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان والنصاب ، والظالين الشكاك الذين لا يعرفون الامام (6) ، (5) مسألة اختلاف النزول والقراءات في الايات الكريمة القرآنية من العويصات التى عنونها المفسرون في كتبهم وذهب كل إلى قول ، ونقل اقوالهم وما هو الحق فيها ، خارج عن وضع هذه التعليقة ، ومن اراد الوقوف على شتى الاقول ومعتقد الامامية في ذلك فليراجع كتاب البيان في تفسير القرآن للمرجع المعظم العلامة الخوئى مد ظله العالى ، وغيره من الموسوعات والتفاسير ، ورأيت أخيرا في مجلة ( الهادى ) ( العدد الاول من السنة الثانية ) مقالة في كيفية نزول القرآن من الزميل الفاضل الدكتور السيد محمد باقر الحجتى وقد جمع فيها الاقوال والاراء ولا تخلو مطالعتها عن الفائدة ، وكيف كان فهذا الحديث ونظائره مما مر في صفحة 22 قد ورد عن ائمة اهل البيت بقرائة ( غير الضالين ) بدل ( ولا الضالين ) وقد نقل هذه القرائة عن عمر بن الخطاب وغيره ايضا .
  قال الطبرسى ( ره ) : وقرء ( غير الضالين ) عمر بن الخطاب ، وروى ذلك عن على عليه السلام ، وقد مر نظير هذا الحديث في اختلاف النزول أحاديث أخرى في ص 13 ويأتى في مطاوى الكتاب ايضا ولا يخفى عن معنى النزول في تلك الروايات ليس هو التحريف المدعى في بعض الكلمات بل المراد من النزول هو التفسير والتأويل من حيث المعنى كما صرح به معظم العلماء بل المنتمين إلى ذلك القول كالمحدث الحر العاملى ( ره ) في كتاب اثبات الهداة والمولى محسن الفيض في الوافى وغيرهم ، والا فهى أخبار آحاد لا تعارض ما ثبت بالتواتر بين المسلمين .

--------------------
(1 ـ 6) البرهان ج 1 : 52 ، البحار ج 18 : 336 وج 19 : 59 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 25 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة البقرة
  1 ـ عن سعد الاسكاف قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اعطيت الطوال مكان التورية ، واعطيت المئين (1) مكان الانجيل ، واعطيت المثانى مكان الزبور ، وفضلت بالمفصل سبع وستين سورة (2) .
  2 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من قرأ البقرة وآل عمران جائتا (3) يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو غيابتين (4) .
  3 ـ عن عمر بن جميع رفعه إلى على قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قرأ أربع آيات من اول البقرة وآية الكرسى وآيتين بعدها ، وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وأهله وماله شيئا يكرهه ، ولا يقربه الشيطان ولم ينس القرآن (5)

قوله آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه الاية
  1 ـ عن سعدان بن مسلم عن بعض اصحابه عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله ( الم ذلك

--------------------
(1) قال الفيض ( ره ) اختلف الاقوال في تفسير هذه الالفاظ اقربها إلى الصواب واحوطها لسور الكتاب ان الطول كصرد هى السبع الاول بعد الفاتحة على ان بعد الانفال و البرائة واحدة لنزولهما جميعا في المغازى وتسميتهما بالقرينتين ، والمئين من بنى اسرائيل إلى سبع سور سميت بها لان كلا منها على نحو مأة آية والمفصل من سورة محمد صلى الله عليه وآله إلى آخر القرآن سميت به لكثرة الفواصل بينهما والمثانى بقية السور وهى التى تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن الطول جعلت مبادى تارة والتى تلتها مثانى لها لانها ثنت الطول اى تلتها والمئين جعلت مبادى اخرى والتى تلتها مثانى لها .
(2) البحار ج 19 : 8 البرهان ج 1 : 52 ورواه الفيض ( ره ) في هامش الصافى ج 1 : 10
(3) هذا هو الظاهر الموافق لنسختى البحار والبرهان ولرواية الصدوق في ثواب الاعمال لكن في نسخة الاصل ( جاء ) .
(4 ـ 5) البحار ج 19 : 67 البرهان ج 1 : 53 والغيابة : كل ما اظل الانسان كالسحابة ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 26 _
  الكتاب لا ريب فيه ) قال : كتاب على لا ريب فيه ( هدى للمتقين ) قال : المتقون شيعتنا ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) ومما علمناهم ينبؤن (1) .
  2 ـ عن محمد بن قيس قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث قال : ان حيا وأبا ياسر ابنى أخطب ونفرا من اليهود وأهل خيبر أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له : اليس فيما تذكر فيما انزل عليك آلم ؟ قال : بلى ، قالوا : أتاك بها جبرئيل من عند الله ؟ قال : نعم قالوا : لقد بعثت انبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما أجل امته غيرك ؟ فاقبل حى على أصحابه فقال لهم : الالف واحد ، واللام ثلثون ، والميم أربعون ، فهى احد وسبعون ، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل امته احدى وسبعون سنة ـ قال ـ ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : له يا محمد هل مع هذا غيره ؟ فقال : نعم قال : فهاته ، قال : آلمص قال : هذه أثقل وأطول الالف واحد واللام ثلثون (2)

--------------------
(1) البحار ج 21 : 21 ، البرهان ج 1 : 53 ، الصافى ج 1 : 58 ـ 59 .
(2) كذا في نسختى الاصل والبرهان ونقله المجلسى ( ره ) عن تفسير على بن ابراهيم وقال المحدث البحرانى في البرهان بعده : ( قلت : تمام الحديث ساقط وبعده حديث لا يناسبه في نسختين من العياشى ) وكتب في هامش نسخة الاصل ( اعلم ان النسخة التى كتبت منها الساقط من نسختى هذه كانت هكذا بعد قوله : واللام ثلثون من الماء الخ وكتب في حاشيتها واعلم ان في النسخة التى كانت نسختى كتبت منها بعد قوله واللام ثلثون ، ابن يعقوب قال قلت لابى عبدالله ( ع ) ان اهل مكة يذبحون البقرة في البيت ، وكان بعد ذلك سطور محيت وبالجملة فالظاهر انه سقط من النسخ اوراق والحديث المذكور موجود في معانى الاخبار للصدوق ، انتهى ) اقول تمام الحديث على ما في البحار وكتاب معانى الاخبار هكذا : ( والميم أربعون والراء مأتان ثم قال له : هل مع هذا غيره ؟ قال نعم ، قالوا قد التبس علينا امرك فما ندرى ما اعطيت ثم قاموا عنه ثم قال ابوياسر للحى اخيه : ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله واكثر منه ، قال فذكر ابوجعفر ( ع ) ان هذه الايات انزلت فيهم ( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) قال وهى تجرى في وجه آخر على غير تأويل حى وابا ياسر و اصحابهما انتهى . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الاول) _ 27 _
  قد وقع هنا من النسخ كما عرفت سقط والله اعلم به وقد سقط فيما سقط صدر هذا الحديث وتمامه مذكور في تفسير القمى ره عند تفسير قوله تعالى ( واذ قلنا للملئكة اسجدوا اه ) ( ص 32 ) ورواه الصدوق في العلل في باب ( 96 ) علة الطبايع والشهوات و المحبات ( ج 1 ص 98 ـ 100 ، ط قم ) ورواه المجلسى ( ره ) منهما في البحار ج 3 ( في باب ) الطينة والميثاق ( ص 66 وج 14 : 475 ـ 476 ) ونحن نورده بلفظ التفسير و هذا نصه : ( حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن ثابت الحذاء عن جابر بن يزيد الجعفى عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ( ع ) قال : ان الله تبارك وتعالى اراد ان يخلق خلقا بيده وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في الارض سبعة آلاف سنة وكان من شأنه خلق آدم كشط عن اطباق السماوات ، وقال للملائكة انظروا إلى اهل الارض من خلقى من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون من المعاصى والسفك و الفساد في الارض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبو الله وتأسفوا على اهل الارض ولم يملكوا غضبهم ، فقالوا : ربنا انت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن وهذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف عليهم ولا تغضب ، ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى و قد عظم ذلك علينا واكبرناه فيك ، قال فلما سمع ذلك من الملائكة قال ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) يكون حجة في ارضى على خلقى ، فقال الملئكة : سبحانك ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ) كما أفسد بنو الجان ويسفكون الدماء كما سكفت بنو الجان ، ويتحاسدون و يتباغضون ، فاجعل ذلك الخليفة منا فانا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء ( نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) فقال عزوجل ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) انى اريد ان اخلق خلقا بيدى و اجعل من ذريته انبياء ومرسلين وعبادا صالحين وائمة مهتدين اجعلهم خلفاء على خلقى في أرضى ، ينهونهم عن معصيتى وينذرونهم من عذابى ، ويهدونهم إلى طاعتى ، ويسلكون بهم سبيلى ، واجعلهم لى حجة عليهم وعذرا ونذرا ، وابين النسناس عن ارضى واطهرها منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتى وخلقى وخيرتى ، واسكنهم في الهواء وفى اقطار الارض فلا يجاورون نسل خلقى واجعل بين الجن وبين خلقى حجابا فلا يرى نسل خلقى الجن و لا يجالسونهم ولا يخالطونهم ، فمن عصانى من نسل خلقى الذين اصطفيتهم اسكنهم مساكن العصاة واوردتهم مواردهم ولا ابالى .
  قال فقالت الملئكة : يا ربنا افعل ما شئت ( لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ( * )