الفصل الثالث والخمسون
في التقية

(647|1) قال الله تعالى في سورة آل عمران :
   ( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ ) .
(648|2) وقال الله تعالى في سورة النحل :
   ( مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ) .
   (649|3) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد ولا رأس له ) .
  ومثل مؤمن لا يرعى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسه كلها صحيحة وهولا يتأمل بعقله ، ولا يبصر بعينه ، ولا يسمع باذنه ، ولا يعبِّر بلسانه عن حاجته ، ولا يدفع المكاره عن نفسه بالادلاء بحججه ، ولا يبطش بشيء منيديه ، ولا ينهض إلى شيء برجليه ، فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع وصار

------------------------------------
1 ـ آل عمران 3 : 28 .
2 ـ النحل 16 : 1060 .
3 ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) : 320|162 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 252 _

  غرضاً لكل المكاره ، وكذلك المؤمن إذا جهل حقوق اخوانه فانه فوات حقوقهم ، فكأنه العطشان يحضره الماء البارد فلم يشرب حتى طفىء ، وبمنزلة ذي الحواس لم يستعمل شيئاً منها لدفاع مكروه ولا لانتفاع محبوب ، فإذا هو مسلوب كل نعمة ، مبتلى بكل آفة ) .
(650|4) وقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( التقية من أفضل أعمال المؤمنين ، يصون بها نفسه واخوانه عن الفاجرين ، وقضاء حقوق الاخوان أشرف أعمال المتقين ، يستجلب مودة الملائكة المقربين وشوق الحور العين ) .
   (651|5) وقال الحسن بن علي ( عليه السّلام ) : ( إنَّ التقية يصلح الله بها أمة ، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم ، وتركها ربما أهلك أمة ، تاركها شريك في إهلاكهم ، وإنَّ معرفة حقوق الاخوان تحبب إلى الرحمن ، وتعظم الزلفى عند المَلِك الدَّيان ، وإنَّ ترك قضائها يُمَقِّت إلى الرحمن ، ويصغِّر الرتبة عند الكريم المنّان ) .
   (652|6) وقال الحسين بن علي ( عليهما السّلام ) : ( لولا التقية ما عرف ولينا من عدونا ، ولولا معرفة حقوق الاخوان ما عُوقب من السيئات على شيء إلاّ عُوقب على جميعها لكن الله عز وجل يقول : ( ما أصابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتأيدِيكم وَيَعفُو عَن كَثِير) (1) .
   (653|7) قال علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) : ( يغفر الله للمؤمن كلذنب ويطهر منه في الاخرة ما خلا ذنبين : ترك التقية ، وتضييع حقوق الاخوان ) .
   (654|8) وقال محمّد بن علي الباقر ( عليهما السّلام ) : ( أشرف أخلاق الأئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية وأخذ النفس بحقوق الاخوان ) .

------------------------------------
4 ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) : 320|163 .
5 ـ تفسيرالإمام العسكري ( عليه السّلام ) : 321|164 .
6 ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) : 321|165 .
(1) الشورى 42 : 30 .
7 ـ تفسيرالإمام العسكري ( عليه السّلام ) : 321|166 .
8 ـ تفسير الإمام ألعسكري ( عليه السلام ) : 321|167 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 253 _

   (655|9) وقال جعفر بن محمد الصّادق ( عليهما السّلام ) : ( استعمال التقية لصيانة الاخوان ، فإن كان هو يحمي الخائف فهو من أشرف خصال الكرام ، والمعرفة بحقوق الاخوان من أفضل الصدقات والزكاة والحج والمجاهدات ) .
   (656|10) قال ( عليه السّلام ) : ( من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليسمنا ) .
   (657|11) وقال ( عليه السّلام ) : ( التقية ديني ودين آبائي ) .
   (658|12) قال ( عليه السّلام ) : ( لا دين لمن لا تقيه له ) .
   (659|13) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( تارك التقية كتارك الصلاة ) .
   (660|14)قال ( عليه السّلام ) : ( من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلف الأئمة ) .
   (661|15) وقال الصّادق ( عليه السّلام ) : ( من أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو كمن قتلنا عمداً ولم يقتلنا خطا ) .
   (662|16) وقال ( عليه السّلام ) : ( التقية في كل ضرورة ، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به ) .
   (663|17) عن ابن مسكان قال : قال أبوعبد الله ( عليه السّلام ) : (إنى

------------------------------------
9 ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السّلام ) : 321|168 .
10 ـ كمال الدين : 371|5 ، كفاية الأثر : 274 ، أعلام الورى : 408 .
11ـ الأشعثيات : 180 ، المحاسن : 255 ، الكافي 2 : 174|12 و 177|8 ، دعائم الإسلام 1 :160 ، عوالي اللئالي 2 : 104|286 .
12 ـ الكافي 2 : 174 ذ خ 12 .
13 ـ الهداية : 9 .
14 ـ الهداية : 9 .
15 ـ المحاسن : 256|289 ، الكافي 2 : 275|9 ، الاختصاص : 32 ، ورام 2 : 162 .
16 ـ الكافي 2 : 174|13 .
17 ـ المحاسن : 259|313 ، مشكاة الأنوار : 42 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 254 _

  لأحسبك إذا شتم علي ( عليه السّلام ) بين يديك إن تستطيع أن تأكل أنف شاتمة لفعلت ؟ ) فقلت : أي واللّه جعلت فداك إني لهكذا وأهل بيتي .
  قال : ( فلا تفعل ، فوالله لربما سمعت من شتم علياً وما بيني وبينه إلا ّاسطوانة فاستتر بها ، فإذا فرغت من صلاتي أمر به فاسلم عليه وأصافحه ) .
   (664|18) من كتاب صفات الشيعة : قال أبوعبد الله ( عليه السّلام ) :( ليس من شيعة علي من لا يتقي لا ) .
   (665|19)من كتاب التقية للعياشي : قال الصادق ( عليه السّلام ) : ( لا دين لمن لا تقية له ، وان التقية لأوسع ما بين السماء والأرض ) .
   (666|20) وقال ( عليه السّلام ) : ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلاّ بالتقية ) .
   (667|21) وعنه ( عليه السّلام ) : ( ايأكم (1) على دين ، من كتمه أعزه الله ، ومن أذاعه أذله الله ) .
   (668|22) وعنه ( عليه السّلام ) : ( لا خير فيمن لا تقية له ) .
   (669|23) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) : ( إنَّ أبي كان يقول : ما من شيء أقر لعين أبيك من التقية ، إنّ التقية جنة للمؤمن ) .
   (670|24) وقال الرّضا ( عليه السّلام ) : ( لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيه له ) .

------------------------------------
18 ـ لم أعثر عليه في الكتاب المذكور ، بل وجدت عين المذكرر في مشكاة الأنوار : 42 قال : من كتاب صفات الشيعة ... وذكر الحديث ، ويبدو أن مؤلف الكتاب نقل ذلك عن المشكاة حرفياً دون الرجوع إلى كتاب الصفات .
19 ـ وهذا الحديث أيضاً يلي الحديث السابق قي كتاب مشكاة الأنوار : 42 بنصه .
20 ـ كذا نقله عن مشكاة الأنوار : 42 .
21 ـ المحاسن : 257|295 ، الكافي 2 : 176|3 . (1) كذا في نسخنا ، ولعل الصواب : أنكم ، كما في المصادر .
22 ـ المحاسن : 257|299 ، علل الشرائع : 51|1 ، مشكاة الأنوار : 42 .
23 ـ المحاسن : 258|301 ، الكافي 2 : 174|14 ، الخصال 1 : 22|75 ، مشكاة الأنوار :43 .
24 ـ كفاية الأثر : 274 ، مشكاة الأنوار : 42 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 255 _

   (671|25) عن الباقر ( عليه السّلام ) : قال ( حلت (1) التقية ليحقن بها الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقية ) .
(672|26) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) : قال :( التقية من دين الله ) قلت : من دين الله ؟ قال : ( إِي والله من دين الله ، ولقد قال يوسف : ( أيها العِيرُ إِنَّكُم لسارِقون )(2) واللهّ ما كانوا سرقوا شيئاً ، ولقد قال ابراهيم ( إنّي سَقِيمُ )(3) والله ماكان سقيماً ) ، لا .
   (673|27) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) : ( إذا تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية ) .
   (674|28) وعنه ( عليه السّلام ) : ( من أفشى سرنا أهل البيت أذاقه الله حر الحديد ) .

------------------------------------
25 ـ المحاسن : 259|310 ، الكافي 2 : 174|16 .
(1) في نسخة ( ع ) و ( م ) :خلقت .
26 ـ المحاسن : 258|303 ، الكافي 2 : 172|3 ، علل الشرائع : 51|2 و 3 ، مشكاة الأنوار :43 .
(2) يوسف 7:12 .
(3) الصافات 37 : 89 .
27 ـ المحاسن : 259|311 ، الكافي 2 : 175|17 ، مشكاة الأنوار : 43 .
28 ـ مشكاة الأنوار : 43 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 257 _


(675|1) قال الله تعالى في سورة ال عمران :
   ( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .
(676|2) سورة المائدة :
   ( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ) .
(677|3) سورة النحل :
   ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ ) .
(678|4) سورة الرعد :
   ( وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) .
(679|5) سورة الأنبياء :
   ( وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) .
(680|6) سورة القصص :
   ( لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) .

---------------------------
1 ـ آل عمران 3 : 175 .
3 ـ النحل 16 : 50 .
4 ـ الرعد 13 : 21 .
5 ـ الأنبياء 21 : 90 .
6 ـ القصص 28 : 76 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 258 _

(681|7) وقال في سورة النجم :
   ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ) .
   (682|8) وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( من كان بالله أعرف كان من الله أخوف ) .
   (683|9) وقال ( عليه السّلام ) : ( من خاف الله تعالى خاف منه كل شيء ) .
   (684|10) روي : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )كان يصلي وقلبه كالمرجل يغلي من خشية الله تعالى .
   (685|11) وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) .
   (686|12) عن أنس بن مالك ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( يباهي الله تعالى الملائكة بخمسة : بالمجاهدين ، والفقراء ، والذين يتواضعون لته تعالى ، والغني الذي يعطي الفقراء كثيراً ولا يمن عليهم ، ورجل يبكي في خلوة من خشية الله عز وجل ) .
   (687|13) عن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) انه قال : ( ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت دمعة إلا بوّأه الله بها في الجنة حقباً ) .
   (688|14) وقال ( عليه السّلام ) : ( لا تامن إلاّ من قد خاف الله تعالى ) .

---------------------------
7 ـ النجم 53: 59 ـ 61 .
8 ـ نحوه في الكافي 2 : 55|4 .
9 ـ الفقيه 4 : 258|824 ، المواعظ : 16 ، أمالي الطوسي 1 : 139 ، مكارم الأخلاق : 436 ، مشكاة الأنوار : 117 الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 496|5539 ، الترغيب والترهيب 4 : 267|22 ، كشف الخفاء 2 : 429 .
10 ـ الترغيب والترهيب 4 : 232|17 .
11 ـ الأنفال 8 : 2 .
13 ـ كامل الزيارات : 101 .
14 ـ مشكاة الأنوار : 117 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 259 _
   (689|15) وقال ( عليه السّلام ) : ( البكاء من خشية الله نجاة من النار ) .
(690|16) وقال ( عليه السّلام ) : ( بكاء العيون وخشية القلوب منرحمة الله ) .
(691|17) قال أنس عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )أنّه قال : ( ما من مؤمن يبكي من خشية الله تعالى إلاّ غفر الله له ذنوبه وإن كانت أكثر من نجوم السماء وعدد قطرات البحار ـ ثم قرأ ـ ( فَليَضحَكوا قليلاً وليَبكوا كثيراً جزاء بما كانوا يكسِبون )(1) .
   (692|18) قال الصادق ( عليه السلام ) : ( لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا ) .
   (693|19) قال الصادق ( عليه السّلام ) : ( لا يكون العبد مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو ) .
   (694|20) قال أبو عبد الله ( عليه السّلام ) : ( خف الله كانك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت ، وإن كنت تعلم أنّهيراك ثم استترت من المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك ) .
   (695|21) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( من خاف الله أخاف

---------------------------
15 ـ جامع الأحاديث للقمي : 5 .
16 ـ مكارم الأخلاق : 317 .
17 ـ روى الطبرسي في مشكاته : 119 نحوه .
(1) التوبة 9 : 82 .
18 ـ تحف العقول 280 ، مشكاة الأنوار : 119 .
19 ـ الكافي 2 : 57|11 ، أمالي المفيد : 195|27 .
20 ـ الكافي 2 : 55|2 ، ثواب الأعمال : 176|1 .
21 ـ الفقيه 4 : 258|824 ، المواعظ : 16 ، أمالي الطوسي 1 : 139 ، مكارم الأخلاق : 436 ، مشكاة الأنوار : 117 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 496|5539 ، الترغيب 4 : 267|22 ، كشف الخفاء 2 : 429 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 260 _

  الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء ) .
   (696|22) وقال ( عليه السّلام ) : ( حرمت النار على عين بكت من خشية الله تعالى ) .
   (697|23) عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ما يقطر في الأرض قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع في سواد الليل من خشيته لا يراه أحد إلاّ الله عز وجل ) .
   (698|24) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) : قال : ( ما من شيء إلاّ وله كيل أو وزن إلاّ الدموع ، فإن القطرة تُطفىء بحاراً من نار ، وإذا إغرورقت العين بمائها لا يرهق وجهه قتر ولا ذلة ، فإذا فاضت حرّمه الله على النار ، ولو أنَّ باكيا بكى في أمّة لرحموا ) .
   (699|25) عن الصّادق ( عليه السّلام ) عن أبيه قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله تعالى لم يطّلع الذنب غيره ) .
   (700|26) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( يا بن مسعود ، اخشَ الله تعالى بالغيب كانك تراه ، فان لم تره فانه يراك ، يقول الله تعالى : ( من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود )) (1) .
   (701|26) وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( قال الله تعالى :

---------------------------
22 ـ إرشاد القلوب : 97 ، الترغيب والترهيب 4 : 229|7 .
23 ـ إرشاد القلوب : 97 .
24 ـ الكافي 2 : 350|5 ، ثواب الأعمال : 200|1 ، أمالي المفيد : 143|1 ، مكارم الأخلاق : 317 .
25 ـ ثواب الأعمال : 200|2 و 211|2 ، أمالي المفيد : 67|2 ، تحف العقول : 8 .
26 ـ مكارم الأخلاق : 457 .
(1) ق 50: 33 ـ 34 .
27 ـ روضة الواعظين 2 : 451 ، مكارم الأخلاق : 462 ، ورام 2 : 56 ، مشكاة الأنوار : 118 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 174|4465 ، إحياء علوم الدين 4 : 162 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 261 _

   ( وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) .
   (702|28) قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ( يا بني خِفِ الله خوفا ترى أنَك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك ، وارج الله رجاء أنّك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك ) .
   (703|29) قال لقمان لابنه : ( خفِ الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ) .
   (704|30) وقال الصادق ( عليه السّلام ) : ( ارج الله رجاء لا يجرؤك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته ) .
   (705|31) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( كل عين باكية يوم القيامة إلآ ثلاث أعين : عين بكت من خشية الله تعالى ، وعين غضت من محارم الله تعالى ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله تعالى ) .
   (706|32) قال ( عليه السّلام ) : ( من بكى على ذنوبه حتى يسيل دمعه على لحيته حرّم الله ديباجة وجهه على النار) .
   (707|33) وقال ( عليه السّلام ) : ( من خرج من عينه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله تعالى به يوم الفزع الأكبر ) .
   (708|34) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( إذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تعالى تحاتت خطاياه كما يتحات من الشجرة ورقها ) .

---------------------------
28 ـ ورام 1 : 50 .
29 ـ الكافي 2 : 55|1 ، الاختصاص : 338 ، مشكاة الأنوار : 119 .
30 ـ أمالي الصدوق : 22|5 .
31 ـ الكافي 5: 350|4 ، الخصال 1 : 98|46 ، تحف العقول : 8 ، معدن الجواهر 340 ، روضة الواعظين 2 : 450 ، مكارم الأخلاق :315 .
32 ـ روضة الواعظين 2 : 452 ، مكارم الأخلاق : 316 .
33 ـ روضة الواعظين 2 : 452 ، مكارم الأخلاق : 316 ، إحياء علوم الدين 4 : 163 .
34 ـ إحياء علوم الدين 4 : 163 ، الترغيب والترهيب 4 : 234|25 وكذا 266|19 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 262 _

   (709|35) ومر الحسن ( عليه السّلام ) بشاب يضحك فقال : ( هل مررت على الصراط ؟ ) قال : لا ، قال : ( وهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار ؟ ) قال : لا ، قال : ( فما هذا الضحك ؟ ) قال : فما روي هذا الضاحك بعد ضاحكاً .

---------------------------
35 ـ مجمع البيان 3 : 526 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 263 _


(710|1) قال الله تعالى في سورة الحاقة .
   (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) .
(711|2) وقال في سورة البقرة :
   ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
   (712|3) عن أبي جعفر( عليه السّلام ) قال : ( وجدنا في كتاب علي بنأبي طالب ( عليه السّلام ) : أن رسول اللهّ ( صلى الله عليه وآله وسلم )قال وهو على منبره : والله الذي لا إله إلاّ هو ، ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنه بالله ، ورجائه ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين .
  والله الذي لا إله إلاّ هو ، لا يُعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلاّ بسوء ظنه بالله ، وتقصير من رجائه لله وسوء خلقه ، واغتيابه للمؤمنين .
  والله الذي لا إله إلاّ هو ، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلاّ كان الله عند ظن

---------------------------
1 ـ الحاقة 69 : 19 ـ 22 .
2 ـ البقرة 2 : 249 .
3 ـ الكافي 2 : 58|2 ، الاختصاص : 227 ، مشكاة الأنوار : 35 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 264 _

  عبده المؤمن به ، لأن الله كريم بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قدأحسن به الظن والرجاء ثم يخلف ظنه ورجاءه له ، فأحسنوا بالله الظن وارغبواإليه ) .
   (713|4) وقال ( عليه السّلام ) : ( ليس من عبد ظن به خيراً إلاّ كان عند ظنه به ، ( ولا ظن سوء إلاّ كان عند (1) ظنه به ) ، وذلك قوله عز وجل : ( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) )(2) .
   (714|5) وعنه ( عليه السّلام ) قال : ( قال داود النبي ( على نبينا وآله وعليه السّلام ) : يا رب ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك ) .
   (715|6) من كتاب روضة الواعظين : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا يموتن أحدكم إلاّ وهو يحسن الظن بالله ، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة ) .
   (716|7) ومن سائر الكتب : عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( كان فيزمن موسى بن عمران رجلان في الحبس ، فاخرجا ، فأما أحدهما فسمن وغلظ ، وأما الاخر فنحل فصار مثل الهدبه ، فقال موسى بن عمران للسمين : ما الذي أرى بك من حسن الحال في بدنك ؟ قال : حسن ظني بالله ، وقال للآخر : ما الذي أرى منك من سوء الحال في بدنك ؟ قال : الخوف من الله ) .
  قال : ( فرفع موسى يده إلى الله فقال : يا رب ، قد سمعت مقالتهما ،

---------------------------
4 ـ ثواب الأعمال : 206|1 ، تفسير القمي 2 : 264 ، مشكاة الأنوار : 36 .
(1) لم ترد في نسخة ( ن ) .
(2) فصلت 41 : 23 .
5 ـ فقه الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 360 ، مشكاة الأنوار : 36 ، فردوس الأخبار 1 :176|498 .
6 ـ روضة الواعظين 2 : 503 ، والحديث ورد بهذا الشكل في مشكاة الأنوار : 36 .
7 ـ فقه الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 361 ، مشكاة الأنوار : 36 .
(1) العبارة بنصها في مشكاة الأنوار .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 265 _

  فاعلمني أيهما أفضل ؟ فاوحى الله إليه : صاحب حسن الظن بي ) .
   (717|8) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( إن آخر عبد يؤمر به إلى النار يلتفت ، فيقول الله تعالى له : ردوه ، فإذا أتي به قال له : عبدي لم التفتّ ؟ فيقول : يا رب ما كان ظني بك هذا ؟ فيقول الله تعالى : وما كان ظنك بي ؟ فيقول : يا رب ، كان ظني بك أنْ تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك ) .
  قال : ( فيقول الله تعالى : ملائكتي ، وعزتي وجلالي ، وآلائي وارتفاع مكاني ، ما ظن بي هذا ساعة من خير قط ، ولو ظن بي ما رؤعته بالنار ، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة ) .
  ثم قال أبو عبد الله ( عليه السّلام ) : ( ما ظن عبد بالله خيراً إلاّ كان الله تعالى عند ظنه به ، ولا ظن به سوءاً إلاّ كان الله عند ظنه به ، وذلك قوله تعالى : ( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارديكم فاصبحتم من الخاسرين ) )(1) .

---------------------------
8 ـ ثواب الأعمال : 206|1 ، تفسير القمي 2 : 264 ، فقه الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 361 .
(1) فصلت 41 : 23 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 267 _


(718|1) قال الله تعالى في سورة البينة :
   ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) .
   (719|2) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا ، فيرى الله تبارك وتعالى في أول الصحيفة خيراً وفي آخرها خيراً إِلاً قال لملائكته : اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة ) .
   (720|3)عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن المَلَك لينزل بصحيفة أول النهار وأولا لليل فيكتب فيها عمل ابن آدم ، فاعملوا في أولها خيراً وفي آخرها خيراً ، فإن الله يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله فإن الله تعالى ، يقول : ( اذكُرُوني أذكُركُم )(1) ويقول : ( وَلَذِكرُ الله أكبَرُ) (2) .

-------------------------------
1 ـ البينة 98 : 5 .
2 ـ روضة الواعظين 2 : 502 ، الفردوس بماثور الخطاب 4 : 54|6170 ، مسند أبي يعلى5 :162|2775 ، مجمع الزوائد 10 : 208 .
3 ـ ثواب الأعمال : 200|1 ، أمالي المفيد 1 : 2 .
(1) البقرة 2 : 152 .
(2) العنكبوت 29 : 45 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 268 _

   (721|4) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) في قول الله تعالى : ( حَنِيفاً مسلِماً )(1) قال : ( خالصاً مخلصاً لا يشوبه شيء ) .
   (722|5) عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : ( إنَ المؤمن يخشع له كل شيء ويهابه كل شيء ) ثم قال : ( إذا كان مخلصاً لله أخاف اللهّ منه كل شيء حتى هوام الأرض وسباعها وطير السماء ) .
(723|6) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم ) .
   (724|7) وقال ( عليه السّلام ) : ( الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ) .
   (725|8) قال ( عليه السّلام ) : ( ليس بكاذب من أصلح بين اثنين فقال خيراً أو نمى (2) خيراً ) .
   (726|9) قال الصّادق ( عليه السّلام ) : ( لا تنظروا إلى كثرة صلاته مو صومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة ) .

-------------------------------
4 ـ المحاسن : 251|269 ، مشكاة الأنوار : 10 .
(1) آل عمران 3 : 67 .
5 ـ عنه بحار الأنوار 70 : 248 ، إلا أنه ما في مشكاة الأنوار ورد الحديث بهذا الشكل : ( إن المؤمنيخشع له كل شيء حتى هوام الأرض وسباعتها وطير السماء ) .
6 ـ الجامع الصغير1 : 280|1832 .
7 ـ مشكاة الأنوار : 172 .
8 ـ كشف الخفاء 2 : 218 .
(2) أي : نقل .
9 ـ أمالي ألصدوق : 249|6 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 51|197 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 269 _


(727|1) قال الله تعالى في سورة العنكبوت :
   ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) .
(728|2) وفي سورة النازعات :
   ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) .
   (729|3) وقال ( عليه السّلام ) : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) .
   (730|4) وقال ( عليه السّلام ) : ( من غلب علمه هواه فهو علم نافع ، ومن جعل شهوته تحت قدميه فر الشيطان من ظله ) .
   (731|5) وقال ( عليه السّلام ) : ( يقول الله تعالى : أيما عبد أطاعني لمأكله إلى غيري ، وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ، ثم لم أبال في أي وادٍهلك ) .

-------------------------------
1 ـ العنكبوت 29 : 69 .
2 ـ النازعات 79 : 0 4 ـ 41 .
3 ـ الأشعثيات : 78 .
4 ـ عنه المجلسي في بحاره 70 : 71|21 .
5 ـ أمالي الصدوق : 395|2 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 270 _

   (732|6) قال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : ( يقول الله عزَ وجلّ : وعزتي وجلالي ، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ جعلت غناه في قلبه ، وهمّه في آخرته ، وكفيت عنه ضيعته ، وضمّنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ) .
   (733|7) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أمتي على ثلاثة أصناف :صنف يُشبَّهون بالأنبياء ، وصنف يُشبَّهون بالملائكة ، وصنف يُشبَّهون بالبهائم ، فأمّا الذين يُشبَّهون بالأنبياء فهمتهم الصلاة والزكاة ، وأمّا الذين يُشبَّهون بالملائكة فهمتهم التسبيح والتهليل والتكبير ، وأمّا الذين يُشبَّهون بالبهائم فهمتهم الأكل والشرب والنوم ) .

-------------------------------
6 ـ ثواب الأعمال : 201|21 ، مشكاة الأنوار : 16 .
7 ـ الإثنا عشرية في المواعظ العددية : 93 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 271 _


(734|1) قال الله تعالى في سورة النور :
   ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .
(735|2) وقال في سورة النساء :
   ( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .
   (736|3) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من تزوج فقد أحرز نصف دينه ، فليتق اللهّ في النصف الباقي ) .
   (737|4) وقال ( عليه السّلام ) : ( النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

--------------------------------
1 ـ النور 24 : 32 .
2 ـالنساء 3:4 .
3 ـ الفقيه 2 : 3|4 و 3 : 241|1141 و 1142 ، المقنع : 98 ، أمالي الطوسي 2 : 132 مكارم الأخلاق : 196 ، عوالي اللألي 3 : 289|43 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 .
4 ـ الخصال : 614 ، الهداية : 67 ، عوالي اللئالي 3 : 283|12 ، فردوس الأخبار5: 58|7174 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 272 _

   (738|5) وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( تناكحوا تناسلوا تكثروا ، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط ) .
   (739|6) وقال ( عليه السّلام ) : ( تزوجوا الودود الولود ) .
   (740|7) وقال ( عليه السّلام ) : ( سوداء ولد خير من حسناء عقيم ) .
   (741|8) وقال ( عليه السّلام ) : ( المتزوج النائم أفضل عند الله من الصائم القائم العزب ) .
   (742|9) وقال ( عليه السّلام ) : ( تفتح أبواب السماء بالرحمة في أربع مواضع : عند نزول المطر ، وعند نظر الولد في وجه الوالدين ، وعند فتح باب الكعبة ، وعند النكاح ) .
   (743|10) وقال ( عليه السّلام ) لرجل اسمه عكاف : ( ألك زوجة ) ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال : ( ألك جارية ) ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أفانت موسر ) ؟ قال : نعم ، قال : ( تزوج ، وإِلاّفانت من المذنبين ) ، وفي رواية : ( تزوج ، وإِلاّ فأنت من رهبان النصارى ) وفي رواية : ( تزوج ، و إِلأ فانت من إخوان الشياطين ) .
   (744|11) وقال ( عليه السّلام ) : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها وجمالها ونسبها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .

--------------------------------
5 ـ عوالي اللئالي 3 : 286|29 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 ، الجامع الصغير 1 : 517|3366 .
6 ـ سنن سعيد بن منصور 1 : 139|490 ، إحياء علوم الدين 2 : 40 ، الترغيب والترهيب 3 :46|19 ، الجامع الصغير 1 : 505|3286 .
7 ـ الكافي 5 : 334|4 ، دعائم الإسلام 2 : 197|721 ، مكارم الأخلاق : 253 ، إحياء علوم الدين 2 : 26 .
8 ـ عنه بحار الأنوار 103 : 221 .
9 ـ عنه بحار الأنوار 103|221 .
10 ـ أدب الدنيا والدين : 157 ، فردوس الأخبار 2 : 512|157 .
11 ـ صحيح البخاري 7 : 9 ، صحيح مسلم 2 : 1086|1466 ، سنن النسائي 6 : 65 ، سنن أبي داود : 219|2047 ، أدب الدنيا والدين : 155 ، الترغيب والترهيب 3 : 45|16 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 273 _

   (745|12) وروي : أنَّ الحسن بن علي ( عليهما السّلام ) تزوج زيادة على مائتين ، وربما كان يعقد على أربع في عقد واحد .
   (746|13) قال ( عليه السّلام ) : ( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فليصم ، فإِن الصوم له وجاء ) ، وكفى للنكاح شرفاً أنّه سنة نبوية وعادة مصطفوية .
   (747|14) وقال ( عليه السّلام ) : ( شراركم عزابكم ، والعزاب إِخوان الشياطين ) .
   (748|15) وقال ( عليه السّلام ) : ( خيار أمتي المتأهلون ، وشرار أمتي العزاب ) .
   (749|16) وقال ( عليه السّلام ) لأحد أصحابه وهو زيد بن ثابت :

--------------------------------
12 ـ إحياء علوم الدين 2 : 30 ، وردت أحاديث متفرقة في هذا الباب يستشف منها الإيحاء إلى أن الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ما كان همه إلا التزوج بالنساء وتطليقهن وكأنه ما كان مهتماً بشيء عدا ذلك ، وحقاً أن الزواج سنه يدعو لها الإسلام ويؤكد عليها إلا أن ما تراه لا يمكن حمله على حسن النية ، والله أعلم .
13 ـ الكافي 4 : 180|2 ، المقنعة : 76 مجمع البيان 4 : 140 ، نثر الدر 1 : 203 ، عوالي اللئالي3 : 289|44 ، صحيح البخاري 7 : 3 و 96 ، صحيح مسلم 2 : 1081|1 ، سنن ابن ماجة1 : 592|1845 ، سنن النسائي 6 : 57 ، سنن أبي داود 2 : 219|2046 ، سنن الترمذي3 : 392|1081 ، سنن سعيد بن منصور 1 : 138|489 ، مصنف عبد الرزاق 6 :169|10380 ، مصنف ابن أبي شيبة 4 : 126 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5: 290|8214 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 .
14 ـ مجمع البيان 4 : 140 ، فردوس الأخبار 2 : 513|3446 ، الجامع الصغير 2 : 75|4866 .
15 ـ نحوه في روضة الواعظين 2 : 374 ، مكارم الأخلاق : 197 ، مجمع الزوائد 4 : 251 .
61 ـ الخصال : 316|98 ، معاني الأخبار : 318 ، روضة الواعظين 2 : 375 وباختلاف فيها حيث روت عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا زيد تزوجت ؟ قلت : لا :قال : تزوج تستعف مع عفتك ، ولا تزوج خمساً ، قال زيد : من هن يا رسول الله ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لغوتاً ، قال زيد : يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئاً وأني بآخرهن لجاهل ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ألستم عرباً ؟ أما الشهبرة فالزرقاء البذية ، وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة ، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة ، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة ، وأما اللغوت فذات الولد من غيرك .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 274 _

   ( تزوج ، فإِن في التزويج بركة ، والتعفف مع عفتك ، ولا تزوج اثنتي عشرة امرأةٌ ) قال : يا رسول الله وما اثنتا عشرة ؟ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :( لا تزوج هنفصة ، ولا عنفصة ، ولا شهبرة ، ولا سلقلقة ، ولا مذبوبة ، ولامذمومة ، ولا حنانة ، ولا منانة ، ولا رفثاء ، ولا هيدرة ، ولا ذقناء ، ولا لفوتاً )وفي رواية أخرى : ( ولا لهبرة ، ولا نهبرة ) .
   (750|17) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من عمل في تزويج حلال حتى يجمع الله بينهما زوّجه الله من الحور العين ، وكان له بكل خطوة خطاها وكلمة تكلم بها عبادة سنة ) .

--------------------------------
17 ـ ثواب الأعمال : 340 .

جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 275 _


   (751|1) عن علي ( عليه السّلام ) قال : ( دخل علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفاطمة جالسة عند القِدر وأنا أنقي العدس ، قال : يا أبا الحسن قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اسمع مني ـ وما أقول إِلاّ من أمر ربي ـما من رجل يعين امرأته في بيتها إِلاّ كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الصابرين داود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السّلام) .
   يا علي ، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء ، وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب الف شهيد ، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة ، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة .
   يا علي ، ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة ، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عارٍ يكسوهم وألف فرس يوجهها في سبيل الله ، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين ، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ومن ألف أسير أسر فاعتقهم ، وخير له من الف بدنة يعطي للمساكن ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة .
يا علي ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب .

--------------------------------
1 ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار 104 : 132|1 .