على أن إقامة الشيعة للدليل على إمامة علي عليه السلام على أهل السنة غير واجب بل تبرعي ، لاتفاق أهل السنة معهم على إمامته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غاية الأمر أنهم ينفون الواسطة وأهل اسنة يثبتونها ، والدليل على المثبت دون النافي كما تقرر في موضعه ، إلا أن يرتكبوا خرق الإجماع بإنكار إمامته مطلقا ، فحينئذ يجب على الشيعة إقامة الدليل ، والله الهادي إلى سواء السبيل » (1). وقال الشيخ المظفر في جواب ابن روزبهان بعد كلام له : « فيتعين أن يكون المراد بالآية : الأربعة الأطهار ، وهي تدل على أفضليتهم وعصمتهم وأنهم صفوة الله سبحانه ، إذ لو يكونوا كذلك لم تجب مودتهم دون غيرهم ، ولم تكن مودتهم بتلك المنزلة التي ما مثلها منزلة ، لكونها أجرا للتبليغ والرسالة الذي لا أجر ولا حق يشبهه . ولذا لم يجعل الله المودة لأقارب نوح وهود أجرا لتبليغهما ، بل قال --------------------------- (1) إحقاق الحق ـ في الرد على ابن روزبهان ـ 3 | 23.
تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ
لنوح : (وَقُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهَ ) وقال لهود : ( وَقُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ). |