الفهرس العام

آية المودة

الفصل الاول    في تعيين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) المراد من « القربى »
الفصل الثاني   في تصحيح أسانيد هذه الأخبار
الفصل الثالث   في دفع شبهات المخالفين
الفصل الرابع   الأخبار والأقوال
الفصل الخامس  دلالة الآية على الإمامة والولاية


   قال السيد رحمه الله :
   « هل حكم بافتراض المودة لغيرهم محكم التنزيل ؟! ».
   قال في الهامش :
   « كلا ، بل اختصهم الله سبحانه بذلك تفضيلا لهم على من سواهم فقال : ( قل لا أسئلكم أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة ( وهي هنا مودتهم ) نزد له فيها حسنا إن الله غفور ( لأهل مودتهم ) شكور ( لهم على ذلك ) ) » .
   فقيل :
   « هذه الآية قال الإمام أحمد في سبب نزولها :
   حدثنا يحيى ، عن شعبة ، حدثني عبدالملك بن ميسرة ، عن طاووس ، قال : أتى ابن عباس رجل فسأله ...
   وسليمان بن داود ، قال : أخبرنا شعبة ، أنبأني عبدالملك ، قال سمعت طاووسا يقول : سأل رجل ابن عباس المعنى عن قول الله عز وجل : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فقال سعيد بن جبير : قربى محمد صلى اللهعليه [ وآله ] وسلم ، قال ابن عباس : عجلت ! وإن

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 232 _

  رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فيهم قرابة فنزلت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم .
   وكذلك روى البخاري هذا الحديث ، وليس عنده ( فنزلت ) ، وأخرجه الطبري 25 | 23 وفيه : إلا القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها ، وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 3 | 368 إلى أحمد بن منيع وقال : صحيح .
   هذا ، ويدل أن هذه الآية تدل على هذا المعنى : أن الله تعالى لم يقال : ( إلا المودة لذي القربى ) ، بل قال : ( في القربى ) ، ألا ترى أنه لما أراد ذوي قربته قال : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ).
   وليس موالاتنا لأهل البيت من أجر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في شيء ، وهو صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لا يسألنا أجرا ، بل أجره على الله تعالى .
   ثم إن الآية مكية باتفاق ، ولم يكن عليّ تزوج بفاطمة بعد ، ولا وُلد ولد لهما .
   وبهذا يتبين لك التكلف الممقوت ، وتحميل كلام الله عز وجل مالا يحتمل عندما يقول المؤلق : ( بل اختصهم الله سبحانه بذلك تفضيلا لهم على من سواهم : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة ( وهي هنا مودتهم ) نزد له فيها حسنا إن الله غفور ( لاهل مودتهم ) شكور ( لهم على ذلك ) ).
   ومن أين له هذا التفسير ؟! وهل يستقيم له ذلك بعقل أو نقل ؟!

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 233 _

  للهم لا ».
   أقول :
   إن هذا الذي ذكر ما هو إلا خلاصة لما قاله المتمادون في العصب من أهل السنة ، ومنهم ابن تيمية في غير موضع من كتابه « منهاج السنة » فليس هذا بشيء جديد ، وإنما هو تقليد ، كما سيظهر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ... فها هنا فصول :