فقد أخرج جماعة من كبار الأئمة والحفاظ والأئمة حديث الكساء ، الصريح في اختصاص الآية المباركة بالرسول وأهل بيته الطاهرين علهيم الصلاة والسلام ، عن عشرات من الصحابة :
   من الصحابة الرواة لحديث الكساء :
  ونحن نذكر عدة منهم فقط :
  1 ـ عائشة بنت أبي بكر .
  2 ـ أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
  3 ـ عبدالله بن العباس.
  4 ـ سعد بن أبي وقاص.
  5 ـ أبو الدرداء.
  6 ـ أنس بن مالك.
  7 ـ أبو سعيد الخدري.
  8 ـ واثلة بن الأسقع.
  9 ـ جابر بن عبدالله الأنصاري.
  10 ـ زيد بن أرقم.
  11 ـ عمر بن ابي سلمة.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 191 _

  12 ـ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
   من الأئمة الرواة لحديث الكساء :
   ونكتفي بذكر أشهر المشاهير منهم :
  1 ـ أحمد بن حنبل ، المتوفى سنة 241.
  2 ـ عبد بن حميد الكشي ، المتوفى سنة 249.
  3 ـ مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح ، المتوفى سنة 261.
  4 ـ أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، المتوفى سنة 277.
  5 ـ أحمد بن عبد الخالق البزار ، المتوفى 292.
  6 ـ محمد بن عيسى الترمذي ، المتوفى سنة 297.
  7 ـ أحمد بن شعيب النسائي ، المتوفى سنة 303.
  8 ـ أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي.
  9 ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، المتوفى سنة 310.
  10 ـ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ، الشهير بابن أبي حاتم ، المتوفى سنة 327.
  11 ـ سليمان بن أحمد الطبراني ، المتوفى سنة 360.
  12 ـ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، المتوفى سنة 405.
  13 ـ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني ، المتوفى سنة 430.
  14 ـ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفى سنة 458.
  15 ـ أبو بكر أحمد بن علي ، المعروف بالخطيب البغدادي ، المتوفى سنة 463.
  16 ـ أبو السعادات المبارك بن محمد ، المعروف بابن الأثير ، المتوفى

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 192 _

  سنة 606.
  17 ـ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي ، المتوفى سنة 748.
  18 ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، المتوفى سنة 911.
   من ألفاظ الحديث في الصحاح والمسانيد وغيرها :
   وهذه نبذة من ألفاظ الحديث بأسانيدها (1) :
   ففي المسند : « حدثنا عبدالله ، حدثني أبي ، ثنا عبدالله بن نمير ، قال : ثنا عبد الملك ـ يعني ابن أبي سليمان ـ ، عطاء بن أبي رباح ، قال : حدثني من سمع أم سلمة تذكر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي زوجك وابنيك.
   قالت : فجاء علي والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري.
   قالت : وأنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ).
   قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
   قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟

---------------------------
(1) نعم ، هذه نبذة من الروايات ، إذ لم نورد كل ما في المسند أو المستدرك أو غيرهما ، بل لم نورد شيئا من تفسير الطبري وقد أخرجه من أربعة عشر طريقا ، ولا من كثير من المصادر المعتبرة في التفسير والحديث وتراجم الصحابة وغيرها.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 193 _

  قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير .
   قال عبد الملك : وحدثني ابو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء .
   وفي المسند : « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا علي بن زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيا .
   قال : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، إنك حميد مجيد .
   قال أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك على خير » (1).
   وفي المسند : « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو بن ميمون ، قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس ، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء .
   قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم .
   قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال : فاتندوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا .

---------------------------
(1) مسند أحمد 6 | 323.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 194 _

  قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ( فذكر مناقب لعلي منها : ) « وأخذ رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) » (1).
   وفي صحيح مسلم : « حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله ابن نمير ـ واللفظ لأبي بكر ـ قالا : حدثنا محمد بن بشر ، عن زكريا عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (2).
   وفي جامع الأصول : «6689 ت ، أم سلمة ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن هذه الآية نزلت في بيتي : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ؟ فقال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم.
   قالت : وفي البيت : رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين ، فجللهم بكسائه وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
   وفي رواية : إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جلل على الحسن

---------------------------
(1) مسند أحمد 1 | 330.
(2) صحيح مسلم 7 | 130.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 195 _

   والحسين وعلي وفاطمة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
   قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير .
   أخرج الترمذي الرواية الآخرة ، والأولى ذكرها رزين ، 6690 ت ، عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيت أم سلمة ، فدعا النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
  قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟
  قال : أنت على مكانك وأنت على خير ، أخرجه الترمذي.
  6691 ت ، أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية ، قريبا من ستة أشهر ، يقول : الصلاة أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، أخرجه الترمذي.
   6692 م ، عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : خرج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وعليه مرط مرجل أسود ، فجاءه الحسن فأدخله ، ثم جاءه الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ) الآية.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 196 _

  أخرجه مسلم » (1).
   وفي الخصائص : « أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : أخبرنا أبو بكر الحنفي ، قال : حدثنا بكر بن مسمار ، قال سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟!
   قال : لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، لئن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم :
   لا أسبه ما ذكرت حين نزل الوحي عليه ، فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب هؤلاء أهل بيتي وأهلي وأهلي.
   ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة غزاها...
   ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر... ».
   وفي الخصائص : « أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمار الدمشقي ، قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟!
   فقال : أنا إن ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلن أسبه ، لئن يكون لي واحدة منها أحب إليّ من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول له ، وخلّفه في بعض مغازيه ... وسمعته يقول يوم خيبر : ...
  ولما نزلت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

---------------------------
(1) جامع الأصول 10 | 100 ـ 101.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 197 _

  وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) دعا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي » (1).
  أقول :
   أخرجه ابن حجر العسقلاني باللفظ الأول في « فتح الباري » بشرح حديث : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون ... » فقال : « ووقع في رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عند مسلم والترمذي ، قال : قال معاوية لسعد : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟!
   قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلن أسبه ، فذكر هذا الحديث.
   وقوله : لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله.
   وقوله لما نزلت (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ) (2) دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي » (3).
   وهذا تحريف للحديث ! إذ أسقط أولا : « فأدخلهم تحت ثوبه » ، ثم جعلت الآية النازلة هي آية المباهلة لا آية التطهير ! فتأمل .
   وفي الخصائص : أخرج حديث عمرو بن ميمون عن ابن عباس المتقدم عن المسند (4).
   وفي المستدرك : « حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن عبدالله بن دينار ، ثنا

---------------------------
(1) خصائص علي : 49.
(2) سورة آل عمران 3. 1.
(3) فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري 7 | 60.
(4) خصائص علي : 62.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 198 _

  شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت :
   في بيتي نزلت هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ، قالت ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي .
   قالت أم سلمة : يا رسول الله ، وأنا من أهل البيت ؟
   قال : إنك أهلي خير (1) ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق.
   هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه .
   حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد : أخبرني أبي ، قال : سمعت الأوزاعي يقول : حدثني أبو عمار ، قال : حدثني واثلة بن الأسقع ـ رضي الله عنه ـ قال : جئت عليا ـ رضي الله عنه ـ فلم أجده.
   فقالت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ : إنطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه فاجلس ، فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل ودخلت معهما ، قال : فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبه وأنا شاهد ، فقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) اللهم هؤلاء أهل بيتي .
   هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه » (2).
   وفي تلخيص المستدرك : وافق الحاكم علىالتصحيح (3).

---------------------------
(1) كذا.
(2) المستدرك على الصحيحين 2 | 416 كتاب التفسير.
(3) تلخيص المستدرك 2 | 416.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _ 199 _

  ورواه الذهبي بإسناد له عن شهر بن حوشب عن أم سلمة ، وفيه : « قالت : فأدخلت رأسي فقلت : يا رسول الله ، وأنا معكم ؟
   قال : أنت إلى خير ـ مرتين ـ ».
   ثم قال : « رواه الترمذي مختصرا وصححه من طريق الثوري ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب » (1).
   وفي الصواعق المحرقة : « الآية الأولى : قال الله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين. لتذكير ضمير ( عنكم ) وما بعده » (2).
   ممن نص على صحة الحديث :
   هذا ، وقد قال جماعة من الأئمة بصحة الحديث الدال على اختصاص الآية الكريمة بأهل البيت عليهم السلام ، إذ أخرجوه في الصحيح أو نصوا على صحته ، ومن هؤلاء :
  1 ـ أحمد بن حنبل. بناء على التزامه بالصحة في « المسند ».
  2 ـ مسلم بن الحجاج ، إذ أخرجه في ( صحيحه ).
  3 ـ ابن حبان ، إذ أخرجه في ( صحيحه ).
  4 ـ الحاكم النيسابوري ، إذ صححه في « المستدرك ».
  5 ـ الذهبي ، إذ صححه في « تلخيص المستدرك » تبعا للحاكم.
  6 ـ ابن تيمية ، إذ قال : « فصل ـ وأما حديث الكساء فهو صحيح ، رواه

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 10 | 346.
(2) الصواعق المحرقة : 85.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _200 _

  أحمد والترمذي من حديث أم سلمة ، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة ... » (1).
   ما دلت عليه الأحاديث :
   وهذه الأحاديث الواردة في الصحاح والمسانيد ومعاجم الحديث باسانيد صحيحة متكاثرة جدا ، أفادت نقطتين :
   أولا : إن المراد بـ « أهل البيت » في الآية المباركة هم : النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، لا يشركهم أحد ، لا من الأزواج ولا من غيرهن مطلقا .
   أما الازواج ، فلأن الأحاديث نصت على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأذن بدخول واحدة منهن تحت الكساء.
   وأما غيرهن ، فلأن النبي إنما أمر فاطمة بأن تجيء بزوجها وولديها فحسب ، فلو أراد أحدا غيرهم ـ حتى من الأسرة النبوية ـ لأمر بإحضاره.
   وثانيا : إن الآية المباركة نزلت في واقعة معينة وقضية خاصة ، ولا علاقة لها بما قبلها وما بعدها ... ولا ينافيه وضعها بين الآيات المتعلقة بنساء النبي ، إذ ما أكثر الآيات المدنية بين الآيات المكية وبالعكس ، ويشهد بذلك :
  1 ـ مجيء الضمير : « عنكم » و« يطهركم » دون : عنكن ويطهركن .
  2 ـ إتصال الآيات التي بعد آية التطهير بالتي قبلها ، بحيث لو رفعت آية التطهير لم يختل الكلام أصلا... فليست هي عجزا لآية ولا صدرا لأخرى ... كما لا يخفى .

---------------------------
(1) منهاج السنة 5 | 13.

تَشْييد المُراجعَاتْ وَتَفنيدُ المُكَابَرَاتْ _201 _

   ثم ما ألطف ما جاء في الحديث جوابا لقول أم سلمة : « ألست من أهل البيت ؟ » قال : « أنت من أزواج رسول الله » !! فإنه يعطي التفصيل مفهوما ومصداقا بين العنوانين : عنوان « أهل البيت » وعنوان « الأزواج » أو « نساء النبي ».
   فتكون الآيات المبدوءة ـ في سورة الأحزاب ـ بـ : ( يا نساء النبي ) خاصة بـ « الأزواج » والآية ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) (1) خاصة بالعترة الطاهرة.
   وحديث مروره صلى الله عليه وآله وسلم بباب فاطمة وقوله : الصلاة أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ).. رواه كثيرون كذلك لا نطيل بذكر رواياته .

---------------------------
(1) سورة الأحزاب 33 : 32.