أهدي كتاب سليم بن قيس إلى الذين أحبهم سليم وأحبوه :
إلى أهل بيت الرسول الأطهار ... صلى الله عليه وعليهم.
وأخص منهم السبط الذي سماه جده الرسول محسنا قبل أن يولد ...
ريحانة النبي ... ومهجة الزهراء ... وقلب علي ...
الزهرة التي ولدت قبل الفجر... فاغتالتها يد الغدر...
الملاك المذبوح بين الباب والجدار ...
وهج دم النبوة ... وشهيد حق الإمامة ... وقتيل سيف البيعة ...
أول شمعة ذابت في محراب الولاية ... ورائد الشهداء من آل محمد ...
وإلى محبيهم ... الذين وجدوا فيهم كل شئ فاسترخصوا من أجلهم كل شئ ...
الذين استمعوا القول فاتبعوا أحسنه ... وما زالوا يستمعونه ويتبعون أحسنه ...
وإلى الأحرار الذين يحبون أن يفهموا ، ولا يستعملون دواء ضد الفهم ...
الذين يحبون الحق للحق ... أيا كان ... وأينما كان ...
ويقدسون موروثاتهم بشرط مشدد ... أن تطابق العقل والقرآن والمنطق ...
وإلا... قالوا لها وداعا ... هذا فراق ما بيننا !
فهؤلاء تستطيع أفكارهم أن تهضم هذا الكتاب ... وأعصابهم أن تتحمله ...
المحقق
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 4 _
بعد أن وفقني الله تعالى لنشر الطبعة المحققة من كتاب سليم في ثلاث مجلدات ، أشار علي بعض إخواني بنشره بصورة ميسرة في مجلد واحد ليتمكن من الاستفادة منه كل مسلم يريد أن يتعرف على معالم دينه من هذا التراث القيم.
فقمت في هذه الطبعة بتلخيص المقدمة ، وضبط متن الكتاب على 14 نسخة مخطوطة واختصرت الهوامش وأضفت التخريج الموضوعي في آخر الكتاب.
وأسأل الله تعالى أن ينفع به المسلمين وينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ما الذي حدث بعد الأنبياء عليهم السلام ؟
ما الذي حدث بعد وفاة أبينا آدم عليه السلام ؟
قالت الأحاديث : غلب ولده الشرير قابيل وذريته على ولده الصالح هبة الله وذريته ، وطردوهم إلى جزيرة من جزائر البحر!!
وما الذي حدث بعد وفاة نوح عليه السلام ؟
قال التاريخ : غلب أولاده وأصحابه الأشرار على أتباعه المؤمنين وجحدوا الله ورسوله وأعادوا عبادة الأصنام ـ ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ـ بنفس أسمائها ومراسمها قبل الطوفان!
وماذا حدث بعد وفاة إبراهيم عليه السلام ؟
قال التاريخ : إن الأنبياء والصالحين من أولاده لم يحكموا بعده إلا فترات قليلة فقد تغلب الأشرار من أبناء إسحاق واضطهدوا الأنبياء والمؤمنين وشردوهم!
قال التاريخ: لم يطع اليهود وصيه يوشع بن نون إلا قليلا عندما كانوا في صحراء التيه ، ولما دخلوا فلسطين انقلبوا عليه وساعدتهم زوجته الصفوراء بنت شعيب وغلب الفجار منهم على أوصياء موسى الشرعيين وأسسوا دولة القضاة ، تتداولها قبائل بني إسرائيل!
قال التاريخ: انقلب أصحابه وشرار أولاده على وصيه الشرعي آصف بن برخيا وشيعته فعزلوهم ، واستدعوا رحبعام عدو سليمان المنفي إلى مصر ثم اختلفوا بينهم فتفككت الدولة وضاع أكثرها، وبقي للمختلفين إمارة القدس، فملكوا عليهم ابنا لسليمان غير وصي وإمارة الخليل ، وملكوا عليهم عدو سليمان الذي كان نفاه!
قال التاريخ : تواصلت مطاردة الرومان واليهود لوصيه شمعون الصفا وبقية الحواريين والمؤمنين واضطهدوهم ، حتى جاء بولس بعد ثلاثين سنة وادعى أن عيسى عليه السلام ظهر له من السماء في حوران ، فكثر أتباعه!
ثم تبنت الدولة الرومانية مسيحية بولس وواصلت اضطهادها للحواريين وأتباعهم ، حتى انقرضوا!
قال التاريخ : اختلف أصحابه عند وفاته ، فقالت أكثريتهم : إن النبي صلى الله عليه وآله لم يوص إلى أحد، وخلافته ليست لأهل بيته ، بل هي لقبائل قريش يتداولونها بينهم فبايعوا أبا بكر بن أبي قحافة التيمي على أنه خليفة لنبيهم .
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 9_
وقال أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم : بل أوصى النبي صلى الله عليه وآله لاثني عشر إماما من أهل بيته ، وقال إنهم بعدد حواري عيسى عليه السلام ونقباء بني إسرائيل، أولهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين، ثم تسعة من ذرية الحسين عليهم السلام، خاتمهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وهكذا سار التاريخ الإسلامي بأكثرية حاكمة وأقلية معارضة محكومة ، عرفت من الأول باسم ( شيعة علي عليه السلام ) و ( شيعة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ).
وواصل السنيون سيطرتهم على الأمة الإسلامية قرونا طويلة ، كانت الخلافة فيها لقبائل قريش ، حتى انتقلت الخلافة بفتوى المذهب الحنفي إلى جماعة من الأتراك جدهم يسمى عثمان ، عرفوا باسم الخلفاء العثمانيين ، حتى انهارت الدولة الإسلامية على أيديهم وتسلط الغربيون على بلاد المسلمين!!
الشيعة معارضة لم تتعب رغم القمع القرشي والعثماني!
الشيعة هم أطول معارضة في تاريخ ما بعد الأنبياء... وأكثرها مأساوية ... وأكثرها حيوية ونشاطا!
كانوا فرقة يهودية متدينة ، عارضوا حكام اليهود المنحرفين وأسيادهم الرومان وقاتلوهم سنين طويلة ، وتشردوا وعاشت أجيالهم في الجبال والكهوف والصحاري وكتبوا أفكارهم ومأساتهم وتأريخهم ، ولكنهم انتهوا وانقرضوا.
إن ملحمة المكابيين ومأساتهم ، إنما هي جزء صغير من تاريخ الشيعة ومأساتهم!!
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 10_
وأول ما يواجهك من قرارات الدولة القرشية والعثمانية بحق الشيعة أنه يحرم عليهم أن يكتبوا وجهة نظرهم ، حتى لو كانت أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وتفسيره للقرآن ويحرم على الناس أن يقرؤوا وجهة نظرهم من كتبهم ، أو يسمعوها منهم ، أو يفكروا فيها ، مجرد تفكير لغرض المعرفة!!
ومن يكتب منهم أو يقرأ لهم ، فهو عدو للصحابة ، وعدو لله ولرسوله ، وخارج عن الإسلام، مهدور الدم، مباح للمسلمين عرضه وماله!!
ومن عجائب الدنيا أن الخلافة القرشية قد انتهت عمليا من بعد المعتصم العباسي...
فيومها سيطر الجند الأتراك على مقدرات الدولة ، وصار الخليفة مؤظفا عندهم براتب شهري!!
ثم انتهت خلافة قريش حتى اسميا على يد الأتراك العثمانيين.
ثم انتهت الخلافة العثمانية على يد الغربيين.
وصارت جميع قراراتهم وسياساتهم تاريخا ، مجرد تاريخ!!
ولكن قراراتهم بشأن الشيعة بقيت في أذهان كثير من السنيين دينا يتدينون به!!
فهؤلاء يرون أن الخلفاء القرشيين والعثمانيين ركن من أركان الإسلام، أنزله الله على رسوله، مع بقية أركانه أو قبلها!!
وكل شئ يعارض الخلفاء وينتقدهم ، فهو بخيالهم كفر بالله ورسوله لقد صار خلفاء قريش وبني عثمان جزء من الإسلام عندهم ، بل جزءه الأعز على قلوبهم حتى أنك لا تجد عند متعصبيهم غيرة وحمية لله تعالى ولرسوله كما تجدها لهذا الخليفة أو ذاك!!
إن الأفكار والفتاوى التي ما زالت جزء من المذاهب السنية إلى عصرنا تدلك على أعباء القرون التي تحملها الشيعة، وعانوا من وطأتها.
وتشير لك إلى أن اضطهاد الشيعة زاد في كمه وكيفه عن اضطهاد أي معارضة بعد الأنبياء!
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 11 _
ومع كل هذا بقي الشيعة أحياء يرزقون وكان عددهم يزداد في التاريخ حتى بلغوا في بعض القرون نصف الأمة الإسلامية!!
أما نحن فنعتقد أننا بقينا ولم ننقرض ، لأن الله تعالى وعد على لسان نبيه صلى الله عليه وآله أنه لا بد أن يبلغ أمره في أهل بيت نبيه، حتى يبعث منهم المهدي الموعود الذي يصحح مسيرة الأمة ويضئ العالم بنور الإسلام.
أكثر الناس لا يحبون النظر إلى الوجه الآخر لتاريخنا الإسلامي، ولا يحبون سماع وجهة نظر المعارضة فيه ولا القراءة عنها.
وبعضهم يحبون ذلك لأنهم يحبون الفهم والمعرفة ، أو لأنهم متدينون يعتقدون بأن الإسلام هو الرسالة الخاتمة، فهو مشروع إلهي للعالم إلى يوم القيامة ، ويتساءلون في أنفسهم:
وهل يعقل أن تكون الخطة أن يحكم بعد نبيه عدد من الخلفاء القرشيين ، ثم عدد من الخلفاء العثمانيين ، ثم تضعف الأمة وتنتهي الدولة وكان الله يحب المحسنين ؟!!
وعند ما يسمعون أن الشيعة عندهم اعتقاد آخر وتصور آخر عن نبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله ، وعن المشروع الإلهي المستمر بعد النبي بعترته إلى يوم القيامة ، يحبون أن يسمعوا عن ذلك ويقرؤوا.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 12 _
إن كتاب سليم بن قيس الهلالي العامري كتب لهذا النوع من الناس، الذين عندهم أعصاب لتحمل سماع الحقائق التي تخالف الأفكار المألوفة، التي تربى عليها الناس.
ومن مقادير الله تعالى العجيبة أن يكون هذا المؤلف شابا نجديا من قبيلة بني هلال العوامر، الذين ما زال قسم من عشيرتهم إلى عصرنا في المنطقة.
على أي حال ، فهذا الشاب النجدي كان أول مؤلف في تاريخ الإسلام بعد المؤلفات التي أملاها النبي صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام.
فقد دخل سليم بن قيس إلى المدينة المنورة في أوائل خلافة عمر بن الخطاب، وكان عمره سبعة عشر عاما ، وبدأ يسأل ويتتبع لكي يعرف ويفهم ، وبدأ يكتب ويدون ، مع أن تدوين الحديث كان جريمة يعاقب عليها صاحبها بالضرب والحبس والحرمان والعزل الاجتماعي!!
ولكن سليما كان يجيد التحفظ والتقية ، وبذلك استطاع أن يكتب ويحافظ على كتابه ، واستمر على ذلك في خلافة عثمان وبعده طيلة 60 سنة من عمره المبارك ...
وحمله معه في تشريده من بلد إلى بلد ، وهروبه من سيف الحجاج... إلى أن ورثه لراويه أبان بن أبي عياش في سنة 76 الهجرية!
لا يوجد عند المسلمين بعد كتاب الله تعالى ومواريث الأنبياء التي عند أهل البيت عليهم السلام كتاب أقدم من كتاب سليم بن قيس. (1)
وهي ميزة عظيمة لهذا النص التاريخي العقائدي، فمؤلفه قدس الله نفسه أول من فكر في تدوين العقائد والتاريخ الإسلاميين، ثم قام بذلك وحده في ظروف خطيرة ، لم يجد فيها من يعينه في مهمته.
وقد خاطر بحياته الشريفة في جمعه وتأليفه ثم نسخه وحفظه ، والوصية به وإيصاله إلى من بعده.
لقد كان سليم يحس بمسؤولية شرعية للقيام بهذه المهمة التاريخية ، وقد شاء الله تعالى أن يتفرد عن جيله ، وينهض بمسؤولية هذا الأمر الخطير، ويقدم للأمة الإسلامية أقدم قصة للوجه الآخر لتاريخها.
---------------------------
(1) وقد يذكر في عداد أول ما صنف في الإسلام كتاب لأبي رافع في السنن، وكتاب لعبد الله بن أبي رافع في قضايا أمير المؤمنين عليه السلام، وكتاب لسلمان في حديث الجاثليق ، وكتاب لأبي ذر في الفتن، وكتابان للأصبغ بن نباتة في عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى مالك الأشتر، وكتاب في مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب للحارث الهمداني ، وكتاب لربيعة بن سميع ( رجال البرقي: ص 27 ).
ولكن جميع المذكورين من معاصري سليم ، وليس فيهم أحد أقدم منه عصرا ، فلا دليل على تقدم كتبهم على كتاب سليم ، ومجرد تقدم تاريخ وفاة بعضهم على وفاة سليم لا يكفي في ذلك.
ثم إن الكتب المذكورة لم تكن بمستوى أهمية كتاب سليم ومن جهة أخرى فإنها لم تصل بأيدينا ، وبذلك يتميز عليها كتاب سليم.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 14 _
يكفي كتاب سليم أنه تراث علمي ممتاز من أقدم ما وصلنا في الثقافة الإسلامية، ولكن مع ذلك له ميزات هامة ضاعفت من قيمته ، نجملها في النقاط التالية:
الميزة الأولى: أن موضوعه عقائد الإسلام وتاريخه
فقد اختار المؤلف مسائل في الدرجة الأولى من الأهمية، مثلت الحقيقة المقابلة لما فعلته وقالته ودونته دولة الخلافة القرشية، التي سيطرت على تاريخ الإسلام وعلى أفواه المسلمين!
لقد كشف سليم في كتابه عن الوقائع التي حدثت في مرض النبي صلى الله عليه وآله وبعد وفاته، وكيف وصل زعماء قريش إلى السلطة ، وكيف اضطهدوا النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام بيت العصمة والطهارة ، ثم تربعوا على كرسي الحكم باسم النبي صلى الله عليه وآله وباسم الإسلام.
الميزة الثانية: الفترة التي أرخ سليم أحداثها
وهي أكثر الفترات حساسية وتأثيرا على عقائد المسلمين على الإطلاق.
ذلك أن جميع عقائد المسلمين ومذاهبهم قد تكونت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، بسبب ما حدث عند وفاته وبعد وفاته من اختلاف!
فجميع ما طرح من عقائد وأحكام خلال أربعة عشر قرنا إلى يومنا هذا ، يرجع إلى تلك الفترة الحساسة!!
وقد أرخ سليم بن قيس لتلك الفترة، فكان عمله فريدا من نوعه ، وبهذا احتل مكانة الدرجة الأولى بعد أحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام، الذين قاموا بكشف حقائق تلك الفترة.
إن الأجيال المسلمة مدينة لهذا المؤلف الشجاع الذي سد فراغا لم يسده غيره ، ودون الحقيقة للأجيال.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 15 _
الميزة الثالثة : صراحته رغم ظروف تأليفه الخانقة
فقد كتبه سليم في عصر المنع المطلق من تدوين أحاديث النبي صلى الله عليه وآله حتى ما يتعلق منها بالسنن والأحكام الشرعية بل لقد منعت الدولة حتى مجرد رواية الحديث النبوي، حتى في المسجد، وحتى من كبار الصحابة!
في مثل تلك الظروف الخانقة، قام سليم بن قيس بتسجيل هذه الحقائق التاريخية والعقائدية وتدوينها في كتاب ، وكان يجمع أحاديثه من الأئمة الأطهار عليهم السلام والصحابة الأبرار ويكتبها في كتابه على خوف ووجل ، لأن الدولة لو اطلعت على ذلك لكان ذلك برأيها سببا كافيا لإعدام المؤلف!!
ومن جهة أخرى فقد دون سليم مخالفات حكام عصره الذين كان يعيش معهم، واستطاع أن يخفي ذلك عن عيونهم.
وقد كان لحرصه على كتابه، يحمله معه في أسفاره وتنقلاته العديدة، خاصة بعد أن تسلط بنو أمية وأخذوا يطاردون شيعة علي عليه السلام.
وفي آخر عمره المبارك عندما كان الحجاج يتتبع من بقي من أصحاب علي عليه السلام ليقتلهم ، اختفى سليم وتنقل من بلد إلى بلد ما بين نجد ومكة والمدينة والكوفة والبصرة ... ثم عبر إلى أرض فارس ووصل إلى نوبندجان ، وهناك في بيت أحد أصدقائه أبان بن أبي عياش حط به المرض وجاءه الأجل ، وكان لا بد من البوح بالسر وإيصال الأمانة إلى أهلها ، فأخذ على أبان الأيمان ، وكشف له حقيقة أحداث عاشها وشاهدها وسجلها، وقرأ عليه الكتاب ، وأودعه عنده ، ليوصله إلى أهله!
وقد حافظ أبان على الأمانة، وحمل الكتاب بعد وفاة سليم إلى علماء البصرة، فنسخه بعض الرواة والعلماء رغم تلك الظروف الصعبة وانتشرت نسخه منهم عبر الأجيال ... حتى وصل إلينا.
الميزة الرابعة: الدقة والإتقان
إن كتاب سليم بعد التدقيق والمقايسة مع المصادر الأخرى، يعتبر من مصادر الدرجة الأولى في دقته ، وهذه ميزة تزيد من قيمة كتابه المبارك.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 16 _
لهذا كله ، لا بد أن ننظر إلى كتاب سليم باعتباره أول نص متقن في أهم الموضوعات الإسلامية، تم تدوينه في فترة حساسة وظروف صعبة ... وأن نشكر مؤلفه من صميم قلوبنا .
وقد شكر الله سعيه حيث حفظ كتابه عبر القرون والأجيال حتى وصل إلينا ، وتم في عصرنا طبعه بطبعات جديدة ، والحمد لله .
1 ـ حديث الغدير.
2 ـ حديث الثقلين.
3 ـ حديث المنزلة.
4 ـ حديث السفينة.
5 ـ حديث باب حطة.
6 ـ حديث الحوض.
7 ـ حديث سد الأبواب.
8 ـ حديث الكساء وآية التطهير.
9 ـ حديث المباهلة.
10 ـ حديث الكتف.
---------------------------
(1) راجع التخريج الموضوعي آخر الكتاب، لتفاصيل المواضيع العقائدية والتاريخية التي لم يذكرها مؤلف في كتابه قبل سليم.
1 ـ معنى الإسلام والإيمان، وشروطهما، ودرجاتهما.
2 ـ معنى إقامة النبي والإمام الحجة لله تعالى ، ومن هم حجج الله تعالى على الناس، وكيفية إقامتهم الحجة لله تعالى.
3 ـ بيان عقيدة المسلمين في القرآن، ومن هم المفسرون الشرعيون له ، وقد تضمن كتابه تفسير عدد من آيات القرآن الكريم وسبب نزولها.
4 ـ عقيدة المسلمين في الخلافة والإمامة، وضرورتها وحدودها ، وتسمية مستحقيها ، وبيان غاصبيها.
5 ـ بيان معنى فريضة الولاية لأولياء الله تعالى ، والبراءة من أعدائه، وتعيينهم.
6 ـ بيان أحاديث النبي صلى الله عليه وآله التي نص فيها على إمامة الأئمة الاثني عشر من عترته عليهم السلام وذكر أسمائهم.
7 ـ بيان عدد من الأحاديث التي صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله في مناقب أهل البيت عليهم السلام وأفضيلتهم على جميع الأمة.
8 ـ بيان العلم ومعدنه وأنواعه، وأن أهل البيت عليهم السلام هم معدن علم النبي صلى الله عليه وآله، وبيان جهل مخالفيهم وانخفاض مستوى ثقافتهم، وعدم معرفتهم عقائد الإسلام، ولا أجوبة ما يرد عليهم من المسائل العادية.
9 ـ بيان بعض ما ورد في الكتب السماوية في البشارة بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام.
10 ـ بيان معاداة قريش والمنافقين وغيرهم لأهل البيت عليهم السلام، وبغضهم لهم وحسدهم إياهم.
كما تضمن الكتاب إشارات إلى ما كان يصدر في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله من المنافقين عامة، وغاصبي الخلافة خاصة.
11 ـ أحاديث النبي صلى الله عليه وآله التي أخبر فيها عما سيقع من ظلم قريش وغيرهم لأهل البيت عليهم السلام، واضطهادهم وغصب حقهم.
12 ـ بيان الضلال الذي حدث في الأمة، وكشف أول من فتح بابه على الأمة وأدخل المسلمين فيه.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 18 _
13 ـ بيان العقيدة الإسلامية في الإمام المهدي عليه السلام، وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله في التبشير به وعلامات ظهوره.
14 ـ كما تضمن كتاب سليم بعض أحوال يوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار، والمستحقين بعد النبي صلى الله عليه وآله لدخول الجنة أو النار من هذه الأمة.
15 ـ بيان معنى الشفاعة، ومن يشفع ومن يشفع لهم يوم القيامة.
1 ـ أحاديث مهمة عن حروب رسول الله صلى الله عليه وآله من بدر وأحد وخيبر والخندق وحنين وتبوك وصلح الحديبية وفتح مكة وغيرها.
2 ـ بيان موارد مواساة علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وإيثاره إياه وفداؤه إياه بنفسه.
3 ـ بيان عدد من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله التي نص فيها على خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، من أول بعثته إلى يوم الغدير.
4 ـ أحاديث إشهاد النبي صلى الله عليه وآله أصحابه عند إقامة الحجة عليهم وعلى الأمة بولاية علي عليه السلام بعده صلى الله عليه وآله، وخاصة من غصب منهم الخلافة بعده.
5 ـ جانب من مؤامرات المنافقين لقتل النبي صلى الله عليه وآله.
6 ـ خبر الصحيفة الملعونة التي كتبها المنافقون من قريش ومن تبعهم، ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وذكر أصحابها.
7 ـ أخبار هامة عن الأيام الأخيرة والساعات الأخيرة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.
8 ـ أخبار دقيقة ومفصلة عن قضايا السقيفة، واستعجال أصحابها، واغتنامهم فرصة انشغال علي عليه السلام وأهل البيت بجنازة النبي صلى الله عليه وآله، ثم تدبيرهم الهجوم المكرر على بيت فاطمة عليها السلام وإحراق بابه، ودخولهم البيت، وإجبارهم أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه على البيعة.
وما جرى على فاطمة عليها السلام في هذه الهجمات، وإسقاطها جنينها المحسن عليه السلام.
9 ـ قصة ارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وما جرى بشأن الخلافة بعده صلى الله عليه وآله ، وخطط الغاصبين ضد أمير المؤمنين عليه السلام.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 19 _
10 ـ ما جرى على شيعة أهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وجانب من نفي أبي ذر إلى الربذة، وجانب من ظلم معاوية للشيعة واضطهادهم وتقتيلهم.
11 ـ نماذج من دفاع أهل البيت عليهم السلام عن الإسلام وعن شيعتهم.
12 ـ التأريخ لعدد من المجالس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واحتجاجات أهل البيت عليهم السلام على الصحابة في تلك المجالس، ومناشداتهم الناس ليشهدوا بوصية النبي صلى الله عليه وآله لهم، وإقرار الناس وشهادتهم لهم بذلك!
13 ـ قصص بعض أهل الكتاب مع أهل البيت عليهم السلام وإقرارهم بشأنهم.
14 ـ قصص تتعلق بموت أبي بكر وقتل عمر وعثمان.
15 ـ وثائق شعرية تعتبر من أقدم ما قيل من الشعر في القضايا الإسلامية.
16 ـ وثائق تاريخية في القضايا الإسلامية يختص سليم بنقلها مثل رسالة معاوية إلى زياد.
17 ـ قضايا حروب الجمل وصفين والنهروان.
18 ـ الرسائل المهمة المتبادلة بين أمير المؤمنين عليه السلام ومعاوية.
19 ـ أخبار شهادة أمير المؤمنين عليه السلام.
20 ـ أخبار هامة عما جرى من الفتن بعد أمير المؤمنين عليه السلام في زمن معاوية.
21 ـ أخبار عن صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية وما وقع بينهما.
اشتهر هذا الكتاب منذ القرن الأول إلى يومنا هذا ب ( كتاب سليم بن قيس الهلالي )، وكثيرا ما يعبر عنه اختصارا بـ ( كتاب سليم )، وربما يسمى بأصل سليم وكتاب السقيفة.
وأول من سمى الكتاب به الإمام الصادق عليه السلام (1)، وجرى ذكر الكتاب بهذا الاسم على لسان القدماء كالنعماني والشيخ المفيد والنجاشي والشيخ الطوسي وابن شهر آشوب، وكذلك المتأخرين كالعلامة الحلي والشهيد الثاني والمير الداماد والقاضي التستري والشيخ الحر العاملي، والعلامة المجلسي والشيخ البحراني والمير حامد حسين والمحدث النوري والعلامة الطهراني، كما كان يعرف بنفس الاسم في ألسنة علماء السنة أيضا كالقاضي السبكي وابن أبي الحديد والفيض آبادي وغيرهم، (2).
ومن خصائص كتاب سليم أنه كتاب مشهور شهد الموافق والمخالف بأنه كتاب معروف معتبر عند الشيعة، وقد رووا منه أحاديث مما يدل على اشتهار الكتاب وتداول نسخه طيلة أربعة عشر قرنا.
ونورد فيما يلي كلمات بعض من شهد بذلك ، ونبدأ بغير الشيعة منهم :
---------------------------
(1) في الحديث الذي سيجئ ذكره في تأييد الأئمة عليهم السلام لكتاب سليم.
(2) الذريعة: ج 1 ص 63 ، ج 2 ص 152 ، ج 6 ص 336 ، الغيبة للنعماني : ص 61 ، الأعلام للزركلي: ج 3 ص 119 ، تأسيس الشيعة لفنون الإسلام: ص 282، 357 ، المراجعات : ص 307، المراجعة 110.
مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام: ص 16 ، التنبيه والأشراف : ص 198.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 22 _
1 ـ قال ابن النديم المتوفى 385 : ( وهو كتاب سليم بن قيس المشهور ) (1).
2 ـ قال ابن أبي الحديد المتوفى 656 : ( سليم معروف المذهب... وكتابه المعروف بينهم المسمى كتاب سليم ). (2)
3 ـ قال القاضي بدر الدين السبكي المتوفى 769 : (إن أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلالي). (3)
4 ـ قال الملا حيدر علي الفيض آبادي : ( كأن صحة هذين الكتابين أي كتاب سليم وتفسير أهل البيت ( يريد به تفسير القمي ) وأصحية واحد منهما على سبيل منع الخلو إجماعي عند محققي الشيعة، وعليه فمحتوى الكتابين ( عند الشيعة ) صادر بعلم اليقين عن لسان ترجمان الوحي النبوي، وذلك لأن جميع علوم الأئمة الصادقين تنتهي إلى هذه البحار الذاخرة ). (4)
5 ـ قال النعماني المتوفى 462 : ( ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول ) (5).
6 ـ قال ابن الغضائري المتوفى 411: ( ينسب إليه هذا الكتاب المشهور ) (6).
7 ـ عده الشيخ الحر العاملي في عداد الكتب التي تواترت عن مؤلفيها وعلمت صحة نسبتها إليهم ... كوجودها بخط أكابر العلماء وتكرر ذكرها في مصنفاتهم. (7)
8 ـ قال السيد هاشم البحراني المتوفى سنة 1107 : ( وهو كتاب مشهور معتمد نقل عنه المصنفون في كتبهم ). (8)
---------------------------
(1) الفهرست لابن النديم: ص 275.
(2) شرح نهج البلاغة: ج 12 ص 216.
(3) جاء هذا الكلام في كتابه ( محاسن الوسائل في معرفة الأوائل ) وهو مخطوط ، نقلته من الذريعة : ج 2 ص 153.
(4) منتهى الكلام : ج 3 ص 29 ، ونقله عنه المير حامد حسين في استقصاء الإفحام : ج 2 ص 350.
(5) الغيبة للنعماني : ص 61.
(6) خلاصة الأقوال : ص 83.
(7) وسائل الشيعة : ج 20 ص 36.
(8) غاية المرام : ص 549 ، الباب 54.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 23 _
9 ـ قال العلامة المجلسي المتوفى سنة 1111: ( كتاب سليم بن قيس الهلالي في غاية الاشتهار )، وقال أيضا: ( كتاب معروف بين المحدثين ). (1)
10 ـ قال المحدث النوري المتوفى سنة 1320 : ( كتابه من الأصول المعروفة وللأصحاب إليه طرق كثيرة)، وقال أيضا: ( إنه كتاب مشهور معروف نقل عنه أجلة المحدثين ) . (2)
11 ـ قال المحدث القمي: ((كتاب) معروف بين المحدثين). (3)
12 ـ قال العلامة الطهراني: (كتاب سليم هذا من الأصول الشهيرة عند الخاصة والعامة). (4)
13 ـ قال السيد الأمين العاملي: (كتاب مشهور). (5)
14 ـ قال العلامة الأميني: (كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة). (6)
15 ـ قال العلامة المرعشي النجفي: (كتاب معروف مطبوع منتشر في الأقطار). (7)
---------------------------
(1) بحار الأنوار: ج 1 ص 32، ج 8 طبع قديم ص 198.
(2) مستدرك الوسائل: ج 3 ص 73. نفس الرحمن: ص 56.
(3) الكنى والألقاب: ج 3 ص 243.
(4) الذريعة: ج 2 ص 153.
(5) أعيان الشيعة: ج 35 ص 293.
(6) الغدير: ج 1 ص 195 الهامش.
(7) إحقاق الحق: ج 2 ص 421 الهامش.
يتميز كتاب سليم بأنه عرض على ستة من الأئمة المعصومين عليهم السلام فأقروه ووثقوا صاحبه!
فقد عرض سليم كتابه على أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام.
كما عرضه أبان بن أبي عياش على الإمام زين العابدين والإمام الباقر عليهما السلام، ثم عرضه حماد بن عيسى - الناقل الرابع للكتاب - على الإمام الصادق عليه السلام أيضا.
روى الفضل بن شاذان في مختصر إثبات الرجعة: ح 1 ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى الصفار في بصائر الدرجات: ص 198 ح 3، قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابن أذينة عن أبان عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى الكليني في الكافي: ج 1 ص 62، عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى ابن جرير الطبري الشيعي في المسترشد: ص 36، عن محمد بن عبد الله بن مهران عن حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى الصدوق في الإعتقادات: ص 22 وفي الخصال: الباب 4 ح 131، قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 25 _
وروى الصدوق أيضا في إكمال الدين : ص 284 ، قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه، قال : حدثنا محمد بن نصر عن الحسن بن موسى الخشاب، قال : حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام عن عمران بن قرة عن أبي محمد المدني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش، قال : حدثنا سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى الكشي في اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 321 ح 167 عن محمد بن الحسن، قال : حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن إسحاق بن إبراهيم عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى الكراجكي في الإستنصار : ص 10، قال : أخبرني أبو المرجا محمد بن عبد الله بن أبي طالب البلدي، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني رحمه الله، قال : حدثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني، قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن حرب الكندي، قال : حدثني عبد الله بن المبارك عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى النعماني في الغيبة: ص 49 ، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ومحمد بن همام بن سهيل وعبد العزيز وعبد الواحد ابني عبد الله بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى النعماني أيضا في الغيبة: ص 49 ، عن هارون بن محمد قال : حدثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني ، قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال : حدثنا عبد الله بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام شيخا عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج 1 ص 148 ح 202 ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عمر بن يونس ، قال : حدثني بشر بن المفضل النيسابوري عن عيسى بن يوسف الهمداني عن أبي الحسن بن يحيى ، قال : حدثني أبان بن أبي عياش ، قال :
حدثني سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 26 _
وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج 1 ص 35 ح 41، قال : حدثنا محمد بن مسعود بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن نصير ، حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام عن عمران بن قرة عن أبي محمد المديني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش ، قال : حدثني سليم عن أمير المؤمنين عليه السلام.
ورواه الحراني (1) في تحف العقول: ص 131 ، والعياشي في تفسيره : ج 1 ص 14 ح 2، و ص 253 ح 177، وجاء ذلك في الحديث 10 من كتاب سليم :
قال سليم : قلت لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين، إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن ومن الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله ، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله تخالف الذي سمعته منكم ، وأنتم تزعمون أن ذلك باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين ويفسرون القرآن برأيهم ؟
قال : فأقبل علي فقال لي : (يا سليم ، قد سألت فافهم الجواب ، إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وخاصا وعاما ، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما ...).
أقول: تضمن هذا الحديث تأكيد صحة جميع ما في كتاب سليم بإمضاء أمير المؤمنين عليه السلام، وإن خالف ذلك ما دونته مدرسة غاصبي الخلافة.
---------------------------
(1) رواه عن هؤلاء في الصراط المستقيم: ج 2 ص 127 ، فضائل السادات: ص 170 ، إثبات الهداة: ج 1 ص 543 و 544 ، الذريعة: ج 2 ص 152 ، كفاية المهتدي (للميرلوحي): ص 13 ، الأربعين (للبهائي): ص 142 ح 21 ، روضة المتقين: ج 12 ص 201 ، البحار: ج 2 ص 228 ، ج 92 ص 99 ، ج 36 ص 273 ، عوالم العلوم: ج 2 ـ 3 ص 539 ح 3 ، كتاب التحفة في الكلام، ورواه عنه في إثبات الهداة: ج 2 ص 200 ح 1007 بالأسناد إلى عيسى بن أيوب الهمداني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي ، كفاية الموحدين للطبرسي : ج 2 ص 291 ، 345.