أدب النخل
الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والأقوال الحكيمة جاءت ناطقة كثيراً بوصف النخل ، والتشويق إليه ، والعناية به وأمر تكثيره ، وفيها من الأدب الوافر ، وكذا الأقوال الصادرة من أفواه الأكابر ، وكلها لا تخلو من العلم الجم ، وجوامع الكلم مما يبهر ، وينبئ عن قدرة وجدارة .
وهكذا جاء على لسان الأدباء والشعراء من رجالنا كلمات خالدة سارت مسير الأمثال وصارت نوابغ الكلم ، أو كانت من درر النظم وكلها تدعو إلى الالتفات العظيم ، وتستدعي العناية ، وتؤدي حتماً إلى لزوم الاهتمام فتراها مستكملة البيان ، خالدة خلود الليل والنهار ، دائبة مدى الأزمان .
وهذه كلها إلهام الروح ، أو (أدب النخل) ، وتعد من نفحاته وتلقياته دعن إليه الحاجة ، أو قرر الواقع .
وفي هذا ما يبصر بالخلاصة والزبدة، ويؤدي قطعاً إلى المعرفة المجملة بأقوال خالدة ، وكلمات مختصرة وأمثال أدبية ... مما أتخذه القوم ثقافة ناشئة من نفس العمل، وصلة لا تنفصم عراها ، ولا يطرأ عليها خلل أو خطل ...
1 ـ الآيات الكريمة :
(ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبّة أصلها ثابت وفروعها في السماء ...) والشجرة الطيبة هي النخلة .
فيها فاكهة ونخل ورمان .
وحففناهما بنخل .
وزروع ونخل طلعها هضيم .
كأنهم اعجاز نخل منقعر .
النخل في تاريخ العراق
ـ 102 ـ
وزيتوناً ونخلا .
فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام .
ومن النخل من طلعها قنوان دانية .
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها .
ولأصلبّنكم في جذوع النخل .
والنخل والزرع مختلفاً أكله .
والنخل باسقات لها طلع نضيد .
وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا .
وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان .
أيودُ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب .
وهنا آيات أخرى عديدة يطول استقصاؤها ....
2 ـ الأحاديث الشريفة :
1 ـ أكرموا عمتكم النخلة : للعناية بها والتشويق على زرعها .
2 ـ مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ورقها (وفي رواية لا يتساقط ورقها) .
3 ـ مختارت من الشعر وهذه كثيرة جداً ، اذكر منها :
ألا يا نخلة من ذات عرق ii
عليك ورحمة الله iiالسلام |
النخل في تاريخ العراق
ـ 103 ـ
وقول ام رئ القيس :
كـأن قلوب الطير رطباً ويابس اً ii
لدى وكرها العنّاب والحشف البالي |
وقول زهير بن أبي سلمى :
هل ينبت الخطى إلا iiوشيجه ii
وتغرس إلا في منابتها النخل |
قال النابغة الجعدي :
وأنّ امـرءً يـهدي إليك iiقصيدة ii
كمستبضعٍ تمراً إلى أرض خيبرا |
قال مطيع بن إياس الليثي كان من أهل فلسطين ومن أصحاب الحجاج بن يوسف وهو أول من وصف نخلتي حُلْوان :
أسـعداني يـا نـخلتي iiحلوان وابكياني من ريب هذا iiالزمان واعـلما أن ريـبه لـم iiيـزل يـفرق بـين الآلاف والجيران ولـعمري لـو ذقـتما ألم iiالفر قـة ابـكاكما الـذي iiابـكاني أسـعداني وأيـقنا أن iiنـحساً ســوف يـأتيكما iiفـتفترقان كم رمتني صروف هذي الليالي بـف ا رق الأحباب iiوالخلان غـير أني لم تلق نفسي كما iiلا قـيت مـن فرقة ابنة iiالدهقان جـارة لي بالري تذهب iiهمّي ويـسلّي دنـوّها أح ا iiزنـي فـجعتني الأيـام أغـبط مـا كـنت بصدعٍ للبين غير iiمُدان |
النخل في تاريخ العراق
ـ 104 ـ
وبزعمي أن أصبحت لا تراها العين مـنّـي وأصـبحت لا iiتـراني (1) |
وجاء في تاريخ العمراني ما نصه :
(فلما صار الخليفة هارون الرشيد إلى حلوان مرض ووصف له الطبيب الجمّار وكان على باب حلوان نخلتان متقاربتان فأمر بقطعهما وأكل جمّارها ، فدخلت إليه في ذلك اليوم جارية مغنية كان استصحبها معه فأمرها بالغناء فابتدرت تغّني :
أسـعداني يـا نـخلتي iiحلوان وابكيا لي من صرف هذا الزمان واعـلما مـا بـقيتما أن iiنحساً ســوف يـأتـيكما iiفـتفترقان |
فقال الرشيد أنا لله وأنا إليه راجعون ، أنا والله كنت النحس ، فتطير ممن ذلك وما زال يردد (... البيتين إلى أن وصل إلى خراسان وحين وصل إليها اشتدت علته (2) ورى حمّاد عن أبيه لبعض الشعراء عن نخلتي حلوان :
أيـها العاذلان لا iiتعذلاني ودعاني من الملام iiدعاني وأبـكيا لي فأنني iiمستحق منكما بالبكاء أن iiتسعداني أنـني مـنكما بذلك iiأولى من مطيع بنخلتي iiحلوان فهما تجهلان ما كان يشكو من هواه وأنتما تعلمان (3) |
قال أبو نؤاس في النخيل :
لنا خمر وليس بخمر نحل ولكن من نتاج iiالباسقات |
**************************************************************
(1) معجم البلدان طبعة أوربا مادة حلوان .
(2) تاريخ العمراني مخطوط في خزانتي ص 77 و 78 .
(3) معجم البلدان مادة حلوان وفيه تفصيل زائد .
النخل في تاريخ العراق
ـ 105 ـ
كـارئم في السماء زهين iiطولا فـفات ثـمارها أيـدي iiالجناة قلائص في الرؤوس لها ضروع تـدر عـلى أكـف iiالـحالبات صـحائح لا تـعد ولا ن ا iiرها عـجافاً فـي السنين الماحلات مـسارحها المدار فبطن iiجوخى إلـى شـطّ الأبـلة iiفـالفرات تـراثـاً عـن أوائـل iiأولـينا بـني الأحـرار أهل iiالمكرمات تـذب بـها يـد المعروف iiعنا وتـصبر لـلحقوق iiالـلازمات فـحين بـدا لك السرطان iiيتلو كـواكب كـالنعاج iiالـراتعات بـدا بـين الـذوائب في iiذارها نـبـات كـالأكف الـطالعات فـشققت الأكـف فـخلت فيها لآلـيء فـي السلوك iiمنظمات ومـا ا زل الـزمان iiبـحافتيها وتـقليب الـرياح iiالـلاقحات فـعاد زمـرداً واخـضر iiحتى تـخال بـه الكباش iiالناطحات فـلـما لاح لـلساري iiسـهيل قـبيل الـصبح من وقت iiالغداة بـدا الـياقوت وانـتسبت iiإليه بـحـمر أو بـصفر فـافعات فـلما عـاد آخـرها خـبيصاً بـعـثت جـنـاتها iiبـمعقفات بـعـثت جـناتها فـاستنزلوها بـرفق من رؤوس سامقات (1) فـضمن صـفو ما يجنون iiمنها خـوابي كـالرحال iiمـقيرات |
**************************************************************
(1) هذا البيت لا يوجد في طبعة القاهرة سنة 1953 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 106 ـ
فقلت استعجلوا iiفاستعجلوها يضرب بالسياط محدرجات ذوائـب أمها جعلت iiسياطاً تحت فما تناهي iiضاربات فـولدت السياط لها هديراً كترجيع الفحول iiالهائجات فـلما قـيل قد بلغت iiولما ويوشك أن تقر وأن iiتواتي نسجت لها عمائم من iiترابا ومـاء مـحكمات iiموثقات سترت الجو خوفاً من iiأذاه فـباتت مـن اذاه iiآمـنات فـلما قيل قد بلغت iiكشفنا العمائم عن وجوه iiمشرقات حـساها كل أروع شيظمي كـريم الجد محمود iiموات تـحية بينهم تفديك iiروحي وآخر قوله أفديك هات (1) |
وله أيضاً قصيدة يصف بها النخل منها :
لا انعت الروض إلا ما أ ريت به قـصراً منيفاً عليه النخل iiمشتمل فـهاك من صفتي أن كنت مختبراً ومخب ا رً نف ا رً عنّي إذا سألوا نـخل إذا جـليت إبّـان iiزيـنتها لاحـت بـأعناقها أعذاقها iiالنخل إسـقاط عـسجدة فـيها iiلآلـئها مـنضودة بـسموط الـدر iiتتصل يـفتضها فـطن عـلج بها iiخبر فض العذارى حلاها الريط والحلل فـافتض أولـها مـنها iiوآخـرها فـأصبحت وبـها من فحلها iiحبل |
**************************************************************
(1) ديوان أبي نؤاس طبعة المطبعة العمومية بمصر سنة 1898ص 252 و 253 ، وطبعة القاهرة 1953 بتحقيق الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي ص 209 ـ 211 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 107 ـ
لـم تـمتنع عـفة مـنه ولا iiورعا ًبـلا صـداق ولـم يوجد لها iiعقل حـتى إذا لـقحت أرخت iiعقائصها فـمال منتث ا رً عرجونها iiالرجل فـبـنما هـي والأرواح iiتـنفخها شـهرين بـارحة وهـناً iiوتنتحل أرخـت عقوداً من الياقوت مدمجة صـفاراً وحماراً بها كالجمر يشتعل فـلم تـزل بـمدود الليل iiترضعه حـتى تـمكن فـي أوصاله iiالعسل يـا طيب تلك عروساً في iiمجاسدها لـو كـان يصلح منها الشم iiوالقبل خـلالها شـجر فـي فـيئه iiنـقد لا يرهب الذئب فيها الكبش والحمل إن جـئت ا زئـرها غناك iiطائرها بـرجع ألـحنة فـي صوتها هدل مـن بـلبل غردٍ ناداك من iiغصن يـبكي لـبلبلة أودى بـها iiخـبل هـذا فـصفه وقل في وصفه iiسدداً مـدّت لـواصفه في عمره iiالطول مـا بـين ربع ولا رسم ولا iiطلل أقـوى وبيني في حكم الهوى iiعمل مـالي وعـوسجها بـالقاع جانبها أفـعى يـقابلها عـن حجره iiورل إنـي امـرء هـمتي والله يكلؤني أمـران مـا فيهما شرب ولا iiأكل حب النديم وما في الناس من iiحسن كـفي إلـيه إذ ا رجـعته iiخـضل لأمـدحـن ولا أخـطي iiخـلائقه مـن عنده لي إذا ما جئته iiنزل(1) |
قال عبد الرحمن الداخل عندما رأى نخلة منفردة في رصافة قرطبة التي انشأها :
**************************************************************
(1) ديوان أبي نؤاس المطبعة العمومية بمصر ص 322 و 323 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 108 ـ
تـبدّت لـنا وسـط الرصافة iiنخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد iiالنخل فـقلت شـبيهي بـالتقرب iiوالنوى وطـول التنائي عن بني وعن iiأهلي نـشأتِ بـأرضٍ أنـت فيها غريبة فـمثلك في الإقصاء والمنتأى iiمثلي سقتك غوادي المزن من صوبها الذي يسحّ ويستمري السماكين iiبالوبل (1) |
وقال :
يـا نخل أنت غريبة iiمثلي في الأرض نائية عن الأهل |
وقال الشاعر :
ريـتكم تـبدون للحرب iiعدة ولا يمنع الاسلاب منكم iiمقاتل فانتم كمثل النخل يشرع شوكه لا يمنع الخراف ما هو iiفاعل |
قال أبو الطيب المتنبي :
فمرت بنخلٍ وفي ركبها عن العالمين وعنه عِنى |
ونَخْل اسم موضع كما توجد أماكن باسم نخلة الشامية ... ونُخَيْلة ... وردت في معجم البلدان وما قيل فيها من شعر .... قال كُشَاجم في وصف النخل :
لـنا عـلى دجلة نخل iiمنتنحل نُـسلفه مـاءً ويـقضينا iiعسل مـسطر عـلى قـوام iiمعتدل لـم ينتقل عن سطره ولم يمل ذو قـدر فـما عـلا ولا iiسفل يسقي بماء وهو شتى في الأكل |
**************************************************************
(1) معجم البلدان طبعة أوربا .
النخل في تاريخ العراق
ـ 109 ـ
لـو نظمته البكر عقداً لاحتمل وفـاق عقد الدر لوناً iiوفضل يـمل إد ا رك المنى ولا iiيمل حـسبك أنّ طعمه يشفي iiالعلل كـأنه أط ا رف ربات iiالكلل لم يندرس خضابها ولا iiنصل مـازال في الأفياء يغدو iiويمل يـشمس أحـياناً وأحياناً iiيُظل ويكتسي من صنعة البدر iiحلل كـأنه فـي الخد ألوان الخجل لـولا النوى يمسك منه iiلهطل تـعـاقبته غـدوات iiوأصـل وجـاده مـاء مـعين iiوسبل حـتى إذا قـيل تناهى iiوكمل جاء به القاطف مسروراً iiجذل محتفلاً أحبب به من iiمحتفل؟ في ساعة أطيب من نيل الأمل لما مضى جيش الظلام iiفرحل وأقـبل الـصبح منيراً iiفنزل فـايما ضـيف رجا ولم iiينل مـنه فكان الزاد عندي iiمبتذل فـأمنع الأفـواه مـنه iiوالمقل |
في هذه لذٌ وفي هاتيك جل (1)
ولأبي عبد الله الضرير الأبيوردي :
يـواسي الغراب الذئب في كل iiصيده وما صاده الغربان في سعف النخل (2) |
وقال الحريري في المقاومة النجرانية (3) :
**************************************************************
(1) ديوان أبي الفتح محمود بن الحسن الكاتب المعروف بكشاجم ، طبع المطبعة الآنسية في بيروت سنة 1311 ص 155 و 156 .
(2) يتيمة الدهر للثعالبي ص 86 طبعة مصر سنة 1934 .
(3) مقامات الحريري طبعة باريس سنة 1822 ص 474 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 110 ـ
وانشد مُلْغِزاً في حابول (1) النخل :
ومـنـتسبٍ إلـى iiامٍ تَـنَشّأ أصـله iiمـنها يـعانقها وقـد iiكانت نـفته بـرهة iiعـنها به يتوصل الجاني (2) ولا يُلْحى (3) ولا يُنْهى |
**************************************************************
(1) حابول النخل هو الحبل الذي يصعد به النخل ، يكون متخذاً من اللحاء أو من الليف ولذلك جعله منتسباً إلى الأم وهي النخل .
(2) الجاني هو جاني الثمر .
(3) ولا يلحي أي ولا يلام .
النخل في تاريخ العراق
ـ 111 ـ
النخيل ما بين المنتزه وأبي قير
نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي
بالاسكندرية في صيف سنة 1931 .
أرى شـجراً فـي السماء iiاحتجب وشـق الـعنان بـم أ رى iiعجب مــآذن قـامت هـنا أو iiهـناك ظـواهـرها درج مـن iiشـذب ولـيـس يـؤذن فـيها iiالـرجال ولـكن تـصيح عـليها iiالـغُرب وبـاسـقة مـن بـنات iiالـرمال نـمت وربـت في ظلال iiالكثُب كـاسـرية الـفـلك أو iiكـالمسة أو كـالـفـنار وراء الـعَـبَـب تـطول وتـقصر خـلف iiالكثيب إذا الـريح جـاء بـه أو iiذهـب تُـخال إذا اتـقدت فـي iiالضحى وجــر الأصـيل عـليها iiاللهب وطـاف عـليها شـعاع iiالـنهارِ من الصحو أو من حواشي السحُب وصـيفة فـرعون فـي iiسـاحة مــن الـقصر واقـفةً iiتـرتقب قـد اعـتصبت بفصوص iiالعقيق مـفـصلة بـشـذور iiالـذهـب ونـاطـت قـلائـد iiمـرجـانها عـلى الصدر واتشحت iiبالقصب وشـدت عـلى سـاقها iiمـئزرا ًتـعـفر مـن أ رسـها iiلـلذنب |
**
أهذا هو النخل ملك الرياض أمير الحقول عروس iiالعزب |
النخل في تاريخ العراق
ـ 112 ـ
طـعام الـفقير وحَـلوى iiالغني و ا زد الـمـسافر iiوالـمغترب فـيا نـخلة الـرمل لـم iiتبخلي ولا قـصرت نَـخَلات الـترب فـيا نـخلة الـرمل لـم iiتبخلي ولا قـصرت نَـخَلات الـترب وأعـجب كـيف طوى iiذكركن ولـم يـحتفل شع ا رء iiالعرب ألـيس حـراماً خـلو iiالـقصا ئـد من وصفكن وعطلُ iiالكتب وانـتن في الهاج ا رت iiالظلال كــأن أعـالـيكن iiالـعـبب وانـتن فـي الـبيد شاة iiالمعيل جـناها بـجانب أخـرى iiحَلَب وانـتن فـي عرصات iiالقصور حسان الدمى ال ا زئنات الرُحب جـناكن كـالكرم شـتى iiالمذاق وكـالشّهد في كل لون iiيُحَب (1) |
قال الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد iiمرتفعاً ترمى بصخر وتعطي يانع الثمر |
قال الأستاذ الشاعر محمود الملاح من قصيدة ذات فصول عديدة :
يـزهين في نضدين نضد iiمخير عـن دهـرهن وآخـر iiلـمناء ظئر العروبة حيث حلّت (ارئم) تـحنو عـلى الآبـاء iiوالابناء مـترفعات فـي الجواء نهودها تـسخو لأهل ثرىً وأهل iiجواء لـصوادح الأطـيار فيها iiشركة لولا اندساس البقع في الشركاء ! |
**************************************************************
(1) الشوقيات ج 4 ص 64 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 113 ـ
فـيروقنا صـدّاحها iiبـلحونه ويـروعنا الـنعّاب iiبالارزاء ان الـشراب لـواحد iiلـكنما خلف المزاج أتى بخلف اداء ! |
وللأستاذ أحمد الصافي النجفي :
لا أنـت نـاميةْ ولا أنـا iiنـامِ يـا نـخلةً غرست بأرض iiالشام عـشنا ولـكن بـانتظار iiمماتنا كـمـعيشة الـمحكوم iiبـالإعدام لا فـرق بـين شـبابنا iiومشيبنا فـكلاهما وهـم مـن الأوهـام طـالت بـنا مـتجمديْن حـياتُنا لـسنا نـحس بـنكهة iiالاعـوام تمضي السنون فلا الثمار نواضج مـنّـا ولا ظــل لـنا iiمـترام فـي الشام لم أسكن وربّك iiلحظة لـو لـم تـقيّدني بـها iiأسقامي ربـطوا بـتربتها جذورك مثلما ربـط السقام بأرضها iiأقدامي (1) |
للأستاذ أيليا أبو ماضي من قصيدة منها في وصف النخل :
أحببت حتى الشوك في صحارئها وعـشقت حـتى نخلها المتكبرا الـلابس الـورق اليبيس iiتنسكاً والـمشمخر إلـى السماء تجبرا هـو آدم الأشـجار أدركه iiالحيا لـمـا تـبدى عـرية فـتسترا ابن الصحارى قد تحضر iiوارتقى يـا حـسنة متبدياً iiمتحضرا (2) |
**************************************************************
(1) ديوان اللفحات المطبوع بدار ريحاني للطباعة والنشر ص 112 .
(2) جريدة الجبل البغدادية الغراء في 1949 وعدد 1 ـ 3 ـ 1949 وعدد 159 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 114 ـ
النخل والتمر
وللأستاذ المحامي محمد الهاشمي قصيدة نظمها في (1) أيلول سنة (1949) م في بغداد ولم تنشر :
لا تغرس النخل واغرس قبلها iiحطبا كـفى خـسارك أن تستبضع iiالرطبا الـتمر أكـسد مـال أنـت iiبـائعه مـا بعت تمراً وبعت الليف iiوالكربا مـسترذل فـي جرين غير iiمختزن ولـو صـنعت لـه الأكياس iiوالعلبا وسـوء ذوق ربـيد (1) فـوق iiمائدة في العين والفم ينسي الشهد iiوالضربا صـناعة الله لا تـعجب iiبـجودتها فـكن حـديداً وكن ناراً وكن iiخشبا وألـف عـين تـرى شيئاً والف iiيد لـكنّ مـن دونـها عن صنعه iiحجبا حـارت عـقول وكـم مـن iiسبب لا يـعرف الـعلم من جهل له iiسببا يـا عـمّتا مـا سلبنا حاصليك iiفقط يـا عـمّتا كـل شـيء عندنا iiسلبا رحـماك عـمتنا مـا ذنـب iiنسبتنا حرمت قرباك حتى الخوص iiوالعسا هـلا وفـيت بـني الأعمام iiأصرة إذ سوّروا حولك الحيطان والرجبا (2) فـفاخري ثـم لا تـعجبك iiنـسبتنا أن الـو ا رثة أخت الطبع ما iiاكتسبا ونـحن احـسن مـن جن ومن بشر إذ كـنت لا تـعرفين الشرّ iiوالشغبا ونـحن فـي زمـن صنفان iiمنتسب إلـى أبـيه وصـنف ابـطل iiالنسبا |
**************************************************************
(1) الربيد تمر منضد ينضح عليه الماء .
(2) الرجَب جمع رجبة وهي دكان يبنى تحت النخلة تعتمد عليه .
النخل في تاريخ العراق
ـ 115 ـ
ريـان هـذا لـرأي صاعد iiجبلا مـن الـعظام وهـذا صاعد iiرُتَبا أمـا عـصام فمن كانوا إليه iiفقد شـقّوا لأنـفسهم من سّرها iiحسبا وفـي الـسلالة مـا شذّت معاملة لـملحقين بـذي قـرباهم iiالجنبا حـسبتُ لابنك الف اسم احبَ iiبها الـوانَه وكـرهتُ الـلّمز واللقبا أنـا حـملنا إلى باريس لا iiهجر بـضاعة ا زدنا استبضاعها نصبا أن كان يزهد في الأشياء عارضها فـأن أكـثر زهـداً منه من iiطلبا فــلا يـلومن إلا نـفسه iiنـدما ولا يـزيدنّ إلا حـظّه iiغـضبا رضـخت همّته رضخ النواة iiبما سـحا وساقي وما نقى لك iiالتربا لـو كان حر سقاك الماء من iiدمه أو مـاء خدّيه أو عينيه أن نضبا ذل وفـقر وجـوع بـعدها بطر طـالب بـه واطـالت بعده iiتعبا ويـعرف الـمال ربا والغنى iiوثنا والـحقد حمى جنون والهوى iiكلبا ولـقمة شـاركوه فـي فـضالتها ولـو أ روه يـناجي مـوته iiسغبا كـلقمة الـكلب مـحشواً بها iiإبر فـاقتاء مـما عـلى حلقومه iiنشبا ضـاح وظـلك ضاف يستظل به مـن لا يـمد لـه عوداً ولا iiطنبا يـا امّ تـمر بنو اعمامنا iiبطروا أن يأكلوا ابنكِ لا بسراً ولا iiرطبا إنّـا وانـتِ سواء من بني وطن فـلا نـخالف امّـاً بِـرُةً iiوابـا أخـوهم ذلّ وابـن العم مثل iiأخ أن لا يـكون إلى الأسواق iiمجتلبا |
النخل في تاريخ العراق
ـ 116 ـ
جـاعوا وفـي تمرهم قوت وفاكهة وانّ فـي عـجبي من جوعهم عجبا إن كـان عـلّمك الإنـسان سـيّئة فـإنـه أفـسد الـدنيا بـما iiكـسبا عـليك لونان من خوص ومن iiكرب وفـيه مـن ألـف لون لونه احتجبا خـير اثـنتين إلـى شـر لـثالثة دبـس وخـلّ وخمر تنهك iiالعصبا خرساً (1) لمريم أو فطراً لأحمد iiأو جـذعاً لفرعون منصوبا لمن iiصلبا لأمّ عـيسى وعـيسى أنـتِ iiثالثة والـرابع الـماء جـار بينكم سربا قـولي لأخـتكِ تـبعد عنك هامتها حـتى تـعلق فـي كرنافها ذهبا (2) لـكِ المكانان من أرض بركت iiبها ومـن سـماء كـلا قطريهما iiرحبا نـظمتِ تمركِ عقداً لو عرضت به لـثاقب الـدر والـمرجان مـا iiثقبا لـم تـصبغي وجـنة غشاً ولا iiشفة والـكاذب المحض من في فعله iiكذبا ولا لـبستِ قصيراً ضيقاً iiليروا سـاقيكِ والـخصر والـثدين iiواللبا ولا عـرضتِ جـمالاً للشباب iiعلى حـريق مـا شبَ من أهوائهم iiلهبا أنـثى ولا كـإناث فـهي iiعـاشقة عشق العفاف ذوي الأزواج لا العزبا شـهواء لـم تـتبرّج وهـي iiحالية بـألف قـرط عـلى آذانـها iiركبا صاغت لها من شعاع الشمس iiاسورة سـرعان مـا وهبتها أهلها iiشذبا (3) |
**************************************************************
(1) الخرس طعام النفساء .
(2) الكرناف أصول الكرب تبقى في الجذع بعد قطع السعف (الواحدة كرنافة) .
(3) الشذب قطع وعيدان وقشور الشجر .
النخل في تاريخ العراق
ـ 117 ـ
قـامت قـيام خـطيب بالنبات ولم تنطق وفي الصمت تنديد بمن صخبا وما مشت مشية النصفين iiفانشطرت شـطرين فارتبك الردفان iiواضطربا والـى مددت عرقا إلى قلب iiالثرى قـلبي وذلـك لا يصبو وذاك iiصبا هــذا فــؤادك حُـرٌ لا iiكـأفئدة تـود لـو أنّ فـاهاً يأكل iiالجذبا(1) فـحبذا جـراةً فـي الحي أنتِ iiلمن لا يـسال الناس عن جار وان iiقربا تـجزين بـالسوء إحـسانا iiبعارفه كـثيرة الـصفح عمن عاب أو ثلبا وبـعض حـلمكِ مـا الـجنيد iiبـه أعـطيتِ تـمركِ مجانا لمن iiحصبا تـعـطين تـمركِ مـجاناً iiفـيأخذه عـطاء مـن يـتناسى كل ما iiوهبا وأعـصر الحلم والايثار ما iiبرحت تـوصي بـايثارها أبـناءها iiالنجبا ونـحن قـوم جـعلنا التمر iiميرتنا ومـا قـضينا لأمّ الـتمر مـا وجبا |
النخلة الحيرى
للسيدة الشاعرة جليلة رضا
وسبع من النخل الرطيب iiبروضة تـهاجمهن الـريح طـوراً iiوتحجم وقـفن وقـوف الجند، عزماً وعزة وكـل شـجاع فـي الـحياة iiمكرم أراهـن في جوف الظلام iiعرائساً من الجن ، تغزو الكون والناس نوم تجمعن فوق الأرض في شبه iiندوة ومـجلس أنـس لا يـفض iiوبختم |
**************************************************************
(1) الجذب الجمار .
النخل في تاريخ العراق
ـ 118 ـ
وملن باعطاف السجوف iiصبابة فـما هـن إلا مـدنف iiومـتيم كـأني أرى حـفلاً تكامل iiحسنه وراحـت طيور الايك فيه iiترنم ولـكن لـي فـي سربهن iiنخيلة إلـيها أجيل الطرف دوماً iiوانعم بـقلبي ادعـوها ، بنفسي iiأجلها بروحي اسري في سماها iiواحلم أبـي الدهر إلا أن تكون iiبمعزل ومنأى من الاتراب تشقى iiوتسأم وحـيدة آفـاق وحـسن iiومطلع وجــارة آلام تـزيد iiويـضرم إذا النور والاعصار عاثا وعربدا وهـبت رياح الليل تنعي iiوتلطم فـليس لـها بـين الأنام iiمساعد وكــل رفـيق جـانح مـتبرم ولا جــار إلا طـائر مـترنم بـاشجانها ، والصب للصب يألم فـيا ويحها حيرى ألم بها iiالنوى فـلا رحمة ترجو ولا iiتتوهم (1) |
ومن قصيدة للأستاذ محمد بسيم الذويب :
والطلعُ في باسقات النخل ذو iiأرجٍ ii
يُـنْ بِيكَ أن جناهُ طيبُ iiالأُكُل (2) كـأنما الـنخلُ مـغمولاً iiومُـتسِقا iiً
جُنْدٌ قد أستُعْرِضوا من قائدٍ بطلِ (3) |
**************************************************************
(1) مجلة الزراعة العراقية المجلد 16 العدد الخامس ص .
(2) الأرج : الرائحة الطيبة ، الجني : ما يجنى من الشجر، الأكل : ثمر النخل .
(3) نخل مغمول : أي متقارب مصفوف ، الاتساق : الانتظام .
النخل في تاريخ العراق
ـ 119 ـ
أو الـعفاريتُ رِيـعَتْ حين قيل iiلها ii
هذا ابن داودَ يدعوكم على iiعَج (1) فـجمدَ الـخوفُ مـنها كـل جارحةٍ ii
فـما لها بالعذاب الهونِ من قِبَلٍ (2)ii أمـا ت راهـا وقـد قَفتْ iiجرائدها ii
رُعْبَا كما قف شَعْرُ الجائفِ الوَجِلٍ (3) |
تباركت يا نخلة الشاطئين
للدكتورة عاتكة الخزرجي :
أيـا حـلية النهر في iiالضفتين تـباركت مـن آيـة سـامية فـهذا الـزمان انطوى iiعمره وأنـت عـلى رغـمه iiبـاقية وذا شع ره ابيض في عارضيه وأنـت بـبرد الـصبا iiحاليه وتـلـك تـجاعيده iiالـقائمات وهـذي اسـاريرك iiالـصافيه عـلى ظـهره تستريح iiالهموم وأنـت مـن الـهم في iiعافيه يـكاد يـمس الـثرى أ iiرسه وتـزهوك هـامتك الـعاليه ii! |
**************************************************************
(1) ريعت : من الروع وهو الخوف ، ابن داود : الملك سليمان النبي الذي كان يحكم الجن .
(2) الجارحة : العضو من الجسم ، الهون : بضم الهاء : الخزي ، لا قبل له : أي لا طاقة له .
(3) قفت جرائدها ، أو قف الجريد بها ، الجريد والج رائد جمع الجريدة وهي سعف النخل ، قف شعره : أي وقف رعباً ولا يخفى ما يبدو للناظر من التشابه بين سعف النخل الموجود في راسها والمتجهة إلى فوق وبين شعر العفاريت أي أنسان خائف .
النخل في تاريخ العراق
ـ 120 ـ
تـباركت يـا نخلة الشاطئين ويـا آيـة الأعـصر iiالباقية نـهلت الـخلود من iiالرافدين فـبـوركت مـسقية iiسـاقيه تـرفين فـي أفقك iiالشاعري رفـيف الزهور على iiالرابيه وتـضفين من لونك السندسي شـفـوفاً مـفـوفة الـحاشيه وتـسقين من خمرك iiالمشتهى حـلالاً مـن الاكؤس الصافيه وفي طلعك النضر كم iiتنشرين عـلى الـكون انفاسك iiالزاكيه وفي ظلك الرحب عند الحرور واكـنافه الـعيشة الـراضيه تـباركت فـي أرضـنا جنة قـطوف عـناقيدها دانـيه ! حـنانيك يـا نخلة iiالشاطئين أأنـت عـلى أمـسنا باقيه ii؟ وهـل لـزمان مضى iiحرمة ولـلعهد مـن ذمـم وافـيه ؟ سـلاماً أيـا نـخلة iiالشاطئين ســلام الـمـذكر iiلـلناسيه يـشد عـلى أضلع من جوى ويـأسى عـلى أدمع iiعاصيه يـخاف عـلى حبه أن iiيضاع ويـخشى تـجنيك يـا قاسيه أظـلّي أيـا نـخلة iiالشاطئين فــؤادي بـأفيائك iiالـحانيه وصـونيه من لفحات iiالهجير وخـافي عـليه يـد الـساقيه ولا تـأمني نـفحات iiالشمال عـليه أو الـزعزع الـعاتيه |
النخل في تاريخ العراق
ـ 121 ـ
ولا تنكاي ما به من iiجراح لئلا تكون بها القاضيه (1) ! |
هذا .
وللأستاذين جعفر الخليلي وعبد الوهاب الدباغ بحوث في أدب النخل في كتابيهما ،
فاقتضى الالتفات إليها .
الأستاذ عبود الكرخي :
وللأستاذ عبود الكرخي المولود في الكرخ سنة (1861) م والمتوفي في (9) تشرين الثاني سنة (1946) م قصيدة عامية أذكر منها ما يأتي :
بـغـداد مـبـنية بـتمر فـلش وكُـل iiخِـستاوي فـلش وكُـل تين iiورطب واخـلط الـتفاح وعـنب فـلش وكُـل مركَة iiهوه ومـن التمر سهمي iiالنوه والـتمر بـالبصرة iiزبل لا سـيّـما iiالـخضراوي (بَـرْحي والبْريم ودِ كَل) مـا يـنفعك شغل iiالنخل (بَرحي وزهدي وأشْرسي) طـعمه أبـد مـا يـنسي الـفلاح أبـد مـا iiينْكِسيٍ من الحَشَف iiوالحلاوي (2) |
فلش وكَل خِسْتاوي (3)
**************************************************************
(1) كتاب (الدكتورة عاتكة الخزرجي أمام القضاء) تأليف الأستاذ علي الشوبكي ص 45 و 46 ـ دار التضامن للطباعة والتجارة والنشر سنة 1962 ، وفيه مقتطفات من هذه القصيدة وقد تفضل الأستاذ الموما إليه بإرسالها كاملة .
(2) الحشف : التمر التالف ، الحلاوي : نوع من التمور ، ومعناه أن قيمة هذين الصنفين من التمور لا تكفي لاكساء الفلاح .
(3) ديوان الأستاذ عبود الكرخي ج 2 ص 302 و 303 المطبوع سنة 1955 بمطبعة المعارف ببغداد والمصدر بمقدمتي المؤرخة 22 آب سنة 1955 في الأدب العامي .
النخل في تاريخ العراق
ـ 122 ـ
4 ـ مختارات من النثر :
وهذه كثيرة تناولتها كتب الأدب والأمثال لا سيما كتاب البخلاء للجاحط .
ومما قيل :
1 ـ احشفاً وسوء كلية ، مثل قديم .
2 ـ أكلتم تمري وعصيتم أمري : قال : عبد الله بن الزبير (رض) .
3 ـ التمرة إلى التمرة تمر .
4 ـ التمر في البئر وعلى ظهر الجمل .
5 ـ ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل .
6 ـ التمر في السويق حكاه أبو الحسن اللحياني يضرب في المكافأة .
7 ـ أكرم من العذيق المرجب : قال حمزة : أن أكثر العرب تقوله بغير ألف ولام ، والعُذيق : النخلة يكثر حملها فيجعل تحتها دعامة وتسمى الرجبة ويقولون : رجبّت النخلة ونخلة مُر ، جبة وعذق مرجّب .
فيقولون : هو في الكرم كهذه النخلة من كثرة حملها وللأعداء إذا اختلوا به بمنزلة الجُذيل الذي من احتك به كان دواء من دائه .
8 ـ كلاهما وتمراً : قال الميداني في مجمع الأمثال بعد أن أتى على ذكر زواج الحمران ابن الاقرع الجعدي من صدوف المتكلمة العربية : (... ثم أنها ولدت له غلاماً فسماه عمراً ، فنشأ مارداً مفوهاً ، فلما أدراك جعله أبوه ارعياً يرعى الأبل فبينما هو يوماً إذ رفع إليه رجل قد اضر به العطش والسغوب وعمرو قاعد وبين يديه زُبد وتمر وتامك (1) فدنا منه الرجل فقال : أطعمني من
**************************************************************
(1) التامك : السنام .
النخل في تاريخ العراق
ـ 123 ـ
هذا الزبد والتامك ، فقال عمرو: نعم، كلاهما وتمراً ، فاطعم الرجل حتى انتهى وسقاه لبناً حتى روى ، وأقام عنده أياماً فذهبت كلمته مثلا (1)
9 ـ كل خاطب على لسانه تمرة (2)
10 ـ كمستبضع التمر إلى هجر .
11 ـ عن بعض ملوك الروم : أنه كتب إلى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : قد بلغني أن في بلادكم شجراً يخرج ثمراً كأنه آذان الحمراء ثم تنش .
قعن أحسن من اللؤلؤ المنظوم ثمتخضر فتكون كالزمرد فتصفر فتكون كشذور الذهب وقطع الياقوت ثم تنبع فتكون كأطيب من الفالوذج ثم تجف فتكون قوتاً وتدخر مؤونة فلّله درها من شجرة وأن صدق الخبر فأنها من شجر الجنة .
فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الجواب: صدقت رُسُلك فأنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح ، وقال : أني عبد الله، فلا تدعُ مع الله إلهاً آخر (3) .
12 ـ خالد بن صفوان : قال في وصف النخل هي الا رسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، الملقحات بالفحل ، المجنيات كالنحل ، تخرج أسفاطًا.
كـصدر فـتاة ناهد شفّ iiقلبها سماع فشقت عنه ثوباً ممسكا(4) |
13 ـ إبراهيم النظام : حكي أن أباه جاء به وهو صغير إلى الخليل بن أحمد ليعلمه فقال له الخليل يمتحنه وفي يده قدح زجاج يا بن ى صف لي هذه الزجاجة فقال بمدح أم بذمٍ ، قال بمدح ، قال :
**************************************************************
(1) مجمع الأمثال للميداني ج 2 ، ص 82 و 83 مطبعة بولاق سنة 1284 هـ ، ومطبعة السنة المحمدية مصر سنة 1955 ج 2 ص 151 بتحقيق الأستاذ محمد محيى الدين عبد الحميد .
(2) مجمع الأمثال للميداني ج 2 ص 153 طبعة سنة 1955 .
(3) درة الغواص في بيان ما امتازت به البصرة من الاختصاص ، مخطوطة في خزانتي ص 6 ، وكتاب النحلة في غرس النخلة مع اختلاف في الرواية .
(4) المصدران نفسهما .
النخل في تاريخ العراق
ـ 124 ـ
تريك القذى ولا تقبل الأذى ولا تستر ما و ارءها قال فذمّها ، قال يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر ، قال فصف لي هذه النخلة وأومأ إلى نخلة في داره ، قال بمدحٍ أم بذم ، قال بمدح ، قال : هي حلو جناها ، باسق منتهاها ، ناضر أعلاها ، قال فذمها ، قال : صعبة المرتقى ، بعيدة المجتنى ، محفوفة بالأذى ، قال الخليل يا بن ، ي نحن إلى التعلّم أحوج منك (1)
14 ـ ومما قيل في ذم أرض : تمرها دقل ، وماؤها وشل ، ولصها بطل .
15 ـ قال أبو حاتم السجستاني في كتاب النخل : النخلة سيدة الشجر وثمرتها سيدة كل ثمر .
16 ـ وفي (حكاية ابي القاسم البغدادي) المنسوبة إلى محمد بن أحمد المطهر الأزدي، سرد لجملة أنواع من التمور العراقية التي كانت شائعة في بغداد في المائة الاربعة للهجرة (العاشرة للميلاد) .
قال المؤلف في سياق كلامه على محاسن بغداد وما تمتاز به على بلاد إيران ، ما هذا نصه :(... ولا أرى فيها (أي في بلاد إي ران) بسر ماء سكر ينقت في الفم كأنه الفاينذ الخ ازئني ،بسرة منه خير من نخلة وشمراخ خير من فراتح ولا السكر ، ولا الجيسوان ولا الطبرزد (2) ولا الا زاد
والقرشة والخاستوي والمشمس والعبدسي والحركان والعروسي والهلياث (3) والحم ران والهيرون والباذنجان والماديان ولا المشان والصعتري والمعقلي والبسر المطبوخ ولا التمر المصنع الإب راهيمي والصرفان
**************************************************************
(1) دائرة المعارف للمعلم بطرس البستاني ج 1 ص 268 .
(2) جاء في (المعرّب) للجواليقي ص 228 بتحقيق أحمد محمد شاكر القاهرة ، 1361 هـ : (سكر طبرزد وطبرزل وطبرزن ، ثلاث لغات معربات واصله بالفارسية تبرزد ، كأنه يراد : نحت من نواحيه بفأس ، والتبر الفأس بالفارسية ، ومن ذلك سمي الطبرزد من التمر، لأن نخلته كأنما ضربت بالفأس ) .
(3) ورد هذا اللفظ في بعض التآليف بصورة الهلباث ، والوجه في أعلاه ، وهو أرمي ، ذكره باين سمث في معجمه السرياني اللاتيني .
النخل في تاريخ العراق
ـ 125 ـ
والبرني ولا الملعق ولا الصيحاني والعمري ولا البدالي والفرشي ولا البربن والا زاد العلك اللزج الذي كأنه
القند أو شهد مقمع بالعقيق ...) (1)
5 ـ الأمثال العامية :
1 ـ ازرع تال ومرجوعه إلنا ، ويلفظ (مريوعه النا) أي مرجوعه إلينا ، ومن أمثال أهل الأرياف .
2 ـ انزمر زمره ، والعصفور أكله تمره .
3 ـ بالوجه مراية وبالكَفه (بالقفا) سلاية .
4 ـ التمر إلا كلته نواه بعبي : التمر الذَي أكلته نواه بعيَي .
5 ـ تنبل أبو رطبة : ضرب لمن يتكاسل بالأمور ، حيث كان صديقان نائمين في ظل نخلة فسقطت بجانب أحدهما رطبة ، فقال له الثاني : ناولني هذه الرطبة فأجابه لو عندي شيء من الهمة لما تكاسلت عن مد يدي لتناولها ووضعها في فمي .
6 ـ حشفة على حشفة ما تلتزك ، أي ما تلتصق .
7 ـ دوانك الخلال : يضرب به المثل للبطيء في السير فيقال مثل دوانك الخلال .
والدانك قارب كبير يوضع فيه الخلال ويمر في الأنهر الصغيرة على كل قرية أو جماعة أو عشيرة فيشترون منه ما يتمكنون من شرائه وهكذا يمر بأنحاء عديدة في طريقة ويتأخر مدة ليست بالقليلة حتى يبيع صاحبه ما يتمكن من بيعه وال راكب في هذا الدانك يتأخر حتماً إلى أن يصل مقصوده متأخراً حسب سير ذلك الدانك .
**************************************************************
(1) حكاية أبي القاسم البغدادي (ص 44 طبعة آدم متز ، هيدلبرج 1902 ) ، من مقال للأستاذ كوركيس عواد نشر في مجلة الزراعه عراقية ج 8 ص 57 ـ 68 .
النخل في تاريخ العراق
ـ 126 ـ
8 ـ ركاب الفرس وصاعود النخل كَبره (قبره) محفور : لبيان الخطر .
9 ـ زرعة نخل مو زرعة دكَل .
10 ـ الشاص شاص والحمل حمل : أي تم الأمر ، ولم يعد يجدي التدبير ، وللأستاذ عبود الكرخي قصيدة بعنوان (1) يسخر فيها من الانتخابات النيابية عام 1929 م .
11 ـ الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة .
12 ـ عرموط ياكَص العثك .
13 ـ عشرة دغل ما هي عشرة نخل ، أي مصاحبة سنة ولا مصاحبة عمر .
14 ـ فوكَ النخل فوكَ : أي مرتفع المكانة .
15 ـ لا بيده تمرة ولا بلسانه تمرة .
16 ـ لو تطلع نخلة براسك ! .
17 ـ المال مال النخل والمغنيات الخيل .
18 ـ مال والنخل حمّال .
19 ـ مانيا زرع تال (أي غير مقيم دائماً) .
20 ـ ما يتوالم الصخل والنخل .
21 ـ نار الكرب : يضرب بها المثل في ضرواتها .
22 ـ كل يوم هزّي رطب يا نخلة .
23 ـ يا عصفور البربن نكَد .
24 ـ يبلع النخلة بسليها .
**************************************************************
(1) ديوان الكرخي ج 2 ، ص 156 .