ذعرت زينب عند تمثل أخيها بهذه الأبيات، وعرفت أنّ أخها قد يئس من الحياة ومن الصلح مع الأعداء، وأنّه قتيل لا محالة وإذا قتل فمن يكون لها ؟ والعيال والصبية في عراء وغربة، وألد الأعداء محيط بهم ومتربص لهم الدوائر، لهذه ولتلك صرخت أُخت الحسين (عليه السلام) نادبة أخاها، وتمثل لديها ما يجري عليها وعلى أهله ورحله بعد قتله وقالت : (اليوم مات جدي وأبي وأُمي وأخي)، ثم خرجت مغشية عليها إذ غابت عن نفسها ولم تعد تملك اختيارها، فأخذ أخوها الحسين (عليه السلام) رأسها في حجره وسقط على وجهها من مدامعه حتى أفاقت وسعد بصرها بنظرة من شقيقها الحسين، وأخذ يسليها ـ وبعض التسلية تورية ـ فقال : (يا نهضة الحسين (عليه السلام)
اختاه إنّ أهل الأرض يموتون ، وأهل السماء لا يبقون ، فلا يبقى إلاّ وجهه ، قد مات جدي وأبي وأُمي وأخي وهم خير مني ، فلا يذهبن بحلمك الشيطان) ولم يزل بها حتى أسكن بروحه روعها ونشف بطيب حديثه دمعها. |
أنا علي بن الحسين بن علي نحن وبيت الله أولى تالله لا يحكم فينا ابن الدعي | بالنبي