وأخرجه مسلم في باب فضائل فاطمة فقال :
1 ـ « حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد ، كلاهما عن الليث ابن سعد ، قال ابن يونس : حدثنا ليث ، حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي أن المسور مخرمة حدّثه أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) عل المنبر وهو يقول : ألا إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم . . . » .
2 ـ « حدثني أحمد بن حنبل ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدّثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدّثه أن علي ابن الحسين حدّثه أنهم حين قدموا المدينة . . . » .
3 ـ « حدّثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن عليّ بن أبي طالب خطب . . . » .
4 ـ « وحدثنيه أبو معز الرقاشي ، حدثنا وهب ـ يعني : ابن جرير ـ ، عن أبيه ، قال : سمعت النعمان ـ يعني : ابن راشد ـ يحدّث عن الزهري بهذا الإسناد نحوه » (1).
وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب / فضل فاطمة :
1 ـ « حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة . قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه واله وسلّم ) يقول ـ وهو على ا لمنبرـ : إن بني هشام
---------------------------
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي هامش إرشاد الساري ـ 9|333 ـ 335
الرسائل العشرة _ 235 _
ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا . . .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
وقد رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة نحو هذا » .
2 ـ « حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا إسماعيل بن علية ، عن ايوب عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : ان علياً ذكر بنت أبي جهل . . .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
هكذا قال ايوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن الزبير ، وقال غير واحد عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، ويحتمل أن يكون الى أبي مليكة روى عنهما جميعا » (1).
وأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح باب الغيرة :
1 ـ « حدثنا عيسى بن حمّاد المصري ، أنبأنا الليث بن سعد ، عن عبد الله بن أبن مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو على المنبر يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم . . . » .
2 ـ « حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين : أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب . . . فنزل عليّ عن الخطبة » (2).
وأخرجه أبو داود في كتاب النكاح قائلاً :
1 ـ « حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدّثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدّثه أن علي بن حسين حدّثه : أنّهم حين قدموا المدينة . . . » .
---------------------------
(1) صحيح الترمذي 5|698 ـ 699 .
(2) سنن ابن ماجة 1|644 .
الرسائل العشرة _ 236 _
2 ـ « حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروه ، وعن إيوب ، عن ابن أبي مليكة بهذا الخبر .
قال : فسكت علي عن ذلك النكاح » .
3 ـ « حدثنا أحمد بن يونس وقتيبة بن سعيد المعنى (1) قال أحمد : ثنا الليث ، حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي : أن المسور بن مخرمة حدّثه أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) على المنبر يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ، إلأ أن يريد ابن ابي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنها ابنتي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها (2).
وقال الحاكم :
1 ـ « أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أخبرني أبي ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة ، قال : خطب علي ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : أعن حسبها تسألني ؟ قال عليّ : قد أعلم ما حسبها ولكن أتأمرني بها ؟ فقال : لا ، فاطمة بضعة مني ، ولا أحسب إلآ وأنها تحزن أو تجزع ، فقال علي : لا آتي شيئاً تكرهه .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة » .
2 ـ « أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا يزيد بن هارون .
وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا يزيد بن هارون .
---------------------------
(1) كذا . والصحيح : الثقفي .
(2) الصحيح من سنن المصطفى 1|323 ـ 324
الرسائل العشرة _ 237 _
أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن ابي حنظلة ـ رجل من أهل مكة (1) أن علياً خطب ابنة أبي جهل ، فقال له أهلها : لا نزوجك على ابنة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلّم ) ، فبلغ ذلك رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إنما فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني » .
3 ـ « حدثنا بكر بن محمد الصيرفي ، ثنا موسى بن سهل بن كثير ، ثنا إسماعيل ابن عليّة ، ثنا أيوب السختياني ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أن علياً رضي الله عنه ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا. »(2).
ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة بقوله : « حدثنا محمد بن بشر ، عن زكريا ، عن عامر ، قال : خطب عليّ بنت أبي جهل إلى عمّها الحارث بن هشام ، فاستأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيها ، فقال : عن حسبها تسألني ؟ قال علي : قد أعلم ماحسبها ، ولكن أتأمرني بها ؟ قال : لا ، فاطمة بضعة مني ، ولإ أحبّ أن تجزع ، فقال عليّ : لا اتي شيئاً تكرهه »(3).
وأخرجه أحمد في ( مسنده ) وفي ( فضائل الصحابة ) .
فقد جاء في « المسند » ما نصه :
---------------------------
(1) كذا. وستعرف ما فيه.
(2) المستدرك على الصحيحين 3|158.
(3) المصنف 12|128 .
الرسائل العشرة _ 238 _
1 ـ « حدثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت النعمان يحدّث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة : أن علياً خطب . . . » .
2 ـ « حدثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب . . . » .
3 ـ « حدثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا يعقوب ـ يعني : ابن إبراهيم ـ ثنا أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدّثني محمد بن عمرو حدّثني ابن حلحلة الدؤلي (1) أن ابن شهاب حدّثه أن عليّ بن الحسين حدّثه ـ أنّهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن عليّ ـ لقيه المسور بن مخرمة . . . أن عليّ بن أبي طالب خطب . . . » .
4 ـ « حدثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدثنا هاشم بن القاسم ، ثنا الليث ـ يعني : ابن سعد ـ قال : حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ـ وهو على المنبر ـ يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا . . . » (2).
5 ـ « حدثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، نا أيّوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير ، أن علياً ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : إنها فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها » (3)
وجاء في فضائل فاطمة بنت رسول الله من ( مناقب الصحابة ) :
6 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، نا يحيى بن زكريا ، قال : أخبرني أبي ، عن الشعبي ، قال : خطب عليّ . . . » .
7 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا يزيد ، قال : أنا إسماعيل ، عن أبي حنظلة ، أنه أخبره رجل من أهل مكة : أن علياً خطب . . . » .
---------------------------
(1) كذا هنا. حيث جاء « محمد بن عمرو » غير« ابن حلحلة الدؤلي » ».
(2) مسند أحمد 4|326 و 328 .
(3) مسند أحمد 4|5.
الرسائل العشرة _ 239 _
8 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا سفيان ، عن عمرو عن محمد بن عليّ : إن علياً عليه السلام أراد أن ينكح ابنة أبي جهل فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو على المنبر ـ : إن علياً أراد أن ينكح العوراء بنت أبي جهل ، ولم يكن ذلك له أن يجمع بين ابنة عدو الله وبين ابنة رسول الله ، وإنما فاطمة مضغة مني » .
9 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : أنا أيوب ، عن عبد الله (1) بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : إن علياً ذكر ابنة أبي جهل فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : إنما فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها » .
10 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، نا هاشم بن القاسم ، ثنا الليث ، قال : حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ـ وهو على المنبر ـ يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم . . . » .
11 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، نا أبو اليمان ، قال : أنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني علي بن حسين ، أن المسور بن مخرمة أخبره أنّ عليّ بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل وعنده فاطمة . . . قال : فنزل عليّ عن الخطبة » .
12 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، قال : أنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة . وعن أيّوب ، عن ابن أبي مليكة : أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح . . . فسكت علي عن ذلك النكاح وتركه » .
13 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، نا وهب بن جريره نا أبي ، قال : سمعت النعمان يحدّث عن الزهري ، عن عليّ بن الحسين ، عن المسور بن مخرمة ، أن علياً خطب . . . »(2)
روى الهيثمي :
« عن ابن عباس أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن كنت تزوجتها فردّ علينا أبنتنا .
إلى هنا انتهى حديث خالد ، وفي الحديث زيادة : قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله تحت رجل .
رواه الطبراني في الثلاثة والكبير بنحوه مختصرا ، والبزار باختصار
وفيه : ( عبيد الله بن تمام ) وهو ضعيف » (1)
وروى ابن حجر العسقلاني :
« علي بن الحسين : ان علي بن أبي طالب أراد أن يخطب بنت أبي جهل ، فقال الناس : أترون رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلّم ) يجد من ذلك ؟ ! فقال ناس : وما ذلك ؟ ! إنما هي امرأة من النساء .
وقال ناس : ليجدن من هذا ، يتزوّج ابنة عدوّ الله على ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ! ؟
فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فما بال أقوام يزعمون أني لا أجد لفاطمة ، وإنما فاطمة بضعة مني ، إنه ليس لأحدٍ أن يتزوج ابنة عدوّ الله على ابنة رسول الله .
هذا مرسل ، وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدّث به علي ابن الحسين » (2)
قلت : وحدّث به عليّ بن الحسين الزهري ! !
---------------------------
(1) مجمع الزوائد 9|203 .
(2) المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 4|67 .
الرسائل العشرة _ 241 _
وروى المتّقي :
« عن الشعبي ، قال : جاء علي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يساله عن ابنة أبي جهل وخطبتها إلى عمّها الحارث بن هشام . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) : عن أي بالها تسألني ؟ أعن حسبها ؟ فقال : لا ، ولكن اريد أن أتزوجها ، أتكره ذلك ؟ فقال النبي : إنها فاطمة بضعة مني ، وأنا أكره أن تحزن أو تغضب . فقال علي : فلن اتي شيئاً ساءك ، عب »
« عن ابن أبي مليكة : أن عليّ بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح ، فبلغ ذلك فاطمة ، فقالت لأبيها : يزعم الناس أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا أبو الحسن قد خطب ابنة أبي جهل وقد وعد النكاح .
فقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) خطيبا فحمد الله وأثنى بما هو أهله ، ثم ذكر أبا العاص بن الربيع فأثنى عليه في صهره ، ثم قال : إنها فاطمة بضعة مني ، وإني أخشى أن تفتنوها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل ، فسكت عن ذلك النكاح وترك ، عب » (1)
استعرضنا طرق هذا الحديث . . . في الصحاح والمسانيد وغيرها . . . فوجدنا أنها تنتهي إلى :
1 ـ المسور بن مخرمة .
2 ـ عبدالله بن العبّاس .
3 ـ عليّ بن الحسين .
4 ـ عبدالله بن الزبير .
5 ـ عروة بن الزبير .
---------------------------
(1) عب : رمز لعبد الرزاق بن همام الصنعاني . كنز العمال 13|677 .
الرسائل العشرة _ 242 _
6 ـ محمد بن عليّ .
7 ـ سويد بن غفلة .
8 ـ عامر الشعبي .
9 ـ ابن أبي مليكة .
10 ـ رجل من أهل مكّة .
ابن عباس :
ولم أجد . إلآ عند أبي بكر البزار والطبراني ، كما في مجمع الزوائد ، وقد عرفت أن الهيثمي قال بعده : « وفيه : عبيد الله بن تمام ، وهو ضعيف » .
قلت : ذكره ابن حجر وذكر هذا الحديث من مناكيره ، قال : « ضعّفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ، روى أحاديث منكرة ، وقال الساجي : كذاب يحدّث بمناكير ، وذكره ابن الجارود والعقيلي وأورد له عن خالد عن عكرمة عن ابن عبّاس : أن علياً خطب بنت أبي جهل فبعث إليه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن كنت متزوجاً فردّ عليناً ابنتنا » (1)
عليّ بن الحسين :
رواه ابن حجر العسقلاني ، ثم قال : « وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدّث به عليّ بن الحسين » .
وفى هامشه : « قال البوصيري : رواه الحارث بسند منقطع ضعيف لضعف في ابن زيد بن جدعان ، وأصله في الصحيح من حديث المسور ، قلت : سنتكلّم على حديث المسور بالتفصيل .
عبدالله بن الزبير :
رواه الترمذي وأحمد والحاكم وأبو نعيم (1) عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عنه .
قال الترمذي : يحتمل أن يكون ابن أبي مليكة سمعه من المسور وعبد الله بن الزبير جميعاً .
قال ابن حجر : « ورجّح الدارقطني وغيره طريق المسور وهو أثبت بلا ريب ، لأن المسور قد روى في هذا الحديث القطعة مطوّلة قد تقدّمت في باب أصهار النبي .
نعم ، يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط ، أوسمعها من المسور فأرسلها » (2)
قلت : إن كان قد سمعها من المسور فسنتكلّم على حديث مسور بالتفصيل ، وإن كان هو الراوي للحديث بأن يكون قد سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) وهو طفل ـ لأنه ولد سنة إحدى من الهجرة (3) ـ فحاله في البغض لعلي وأهل البيت بل للنبي نفسه معلوم .
ثم إن الراوي عنه « ابن أبي مليكة » مؤذنه كما ستعرف .
عروة بن الزبير :
أخرجه أبو داود بسنده عن الزهري عنه ،
ولم أجده عند غيره .
وهو منكر : لأنه مرسل ، لأن عروة ولد في خلافة عمر ،
ولأن عروة كان من المشهورين بالبغض والعداء لأمير المؤمنين عليه السلام كما ستعرف في خبر حول الزهري ، وحتى أنه حضر يوم الجمل مع أصحابه على صغر سنه (4)
ووضع حديثا في فضل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه : « فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : هي خير بناتي .
فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فانطلق إليه فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدّثه تنتقص حق فاطمة ؟ ! ،
فقال : لا أحدّث به أبداً » .
قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (5)
ولأن الراوي عنه هو « الزهري » وستعرفه .
محمد بن عليّ :
وهو ابن الحنفية ، رواه أحمد ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار عنه . . .
وهذا لم أجده إلآ في الفضائل لأحمد ، فلم يروه غيره ولا هو في مسنده فيما أعلم . . .
وقد ذكر محقّق الفضائل في هامشه : إنه مرسل ، ومحمد بن الحنفية لم يسنده .
قلت : وذلك لأن عمرو بن دينار لم يسمع من محمد بن عليّ ؛ ولذا لم يذكروا محمداً فيمن روى عنه عمرو ، بل نصّوا على عدم سماعه من بعض من عُدّ منهم ، فابن عبّاس مثلاً اول من ذكره ابن حجر فيمن روى عنه ، ثم نقل عن الترمذي أنه قال : قال البخاري : لم يسمع عمرو بن دينار من ابن عبّاس حديثه عن عمر في البكاء على الميت ، قال ابن حجر : قلت : ومقتضى ذلك أن يكون مدلساً (1)
هذا من جهة إرساله . . .
ومحمد بن عليّ عليه السلام لم يكن من الصحابة ، وقد تزوج أمير المؤمنين عليه السلام بإمّه بعد وفاة الزهراء عليها السلام بزمن .
سويد بن غفلة :
أخرج حديثه الحاكم عن أحمد بسنده عن الشعبي عنه ، ولم أجد ، عند غير ، وقد صحّحه .
لكن قال الذهبي في تلخيصه : مرسل قوي .
وذلك لأن سويداً لم يدرك النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) .
فالعجب من الحاكم كيف صحّحه ؟ !
ومن الذهبي أيضاً ، إذ يرويه عن أحمد بسنده عن الشعبي عن سويد بن غفلة . . . ساكتاً عنه! (2)
ومن ابن حجر والقسطلاني أيضاً ، كيف وافقا الحاكم على صحّة سنده مع تصريحهما بأن سويدا لم يلق النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ! (1)
وكذا من العيني ! (2)
عامر الشعبي :
أخرجه عنه عبد الرزاق بن همام ـ كما في كنز العمال ـ وابن أبي شيبة في المصنف كما تقدّم ، إذ هو المراد من قوله : « . . ، عن عامر » وأحمد في الفضائل .
ومن المعلوم أن الشعبي مات بعد المائة ، والمشهور أن مولده كان لست سنين خلت من خلافة عمر (3)
فالحديث بهذا السند مرسل .
ولعله يرويه عن سويد بن غفلة ، وهكذا أخرجه الحاكم وأحمد كما تقدّم عن الذهبي ، وقد عرفت أنه مرسل كذلك .
هذا بغض النظر عن قوادح الشعبي ، والتي أهمها كونه من الوضاعين على أهل البيت ، فقد رووا عنه أنه قال : « صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فكبّر عليها أربعاً » (4) وأنه قال : « إن فاطمة لمّا ماتت دفنها علي ليلاً وأخذ بضبعي أبي بكر فقدمه في الصلاة عليها(5) فإن هذا كذب بلا ريب ، حتى اضطر ابن حجر إلى أن يقول : « فيه ضعف وانقطاع » (6)
وكونه من حكام وقضاة سلاطين الجور كعبد الملك بن مروان وغيره المعادين لأهل البيت الطاهرين .
وأنه روى عن جماعة كبيرة من الصحابة ، وفيهم من نصّوا على أنه لم يلقهم ولم يسمع منهم ، كعلي عليه السلام وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر واٌمّ سلمة وعائشة !
---------------------------
(1) إرشاد الساري 8|114. فتح الباري 9|268 .
(2) عمدة القاري 20|211 .
(3) تهذيب التهذيب 5|59.
(4) طبقات ابن سعد 829 .
(5) كنز العمال 13|687.
(6) الإصابة 4|379 .
الرسائل العشرة _ 246 _
ثم إنّ الراوي عنه « زكريّا بن أبي زائدة » قال ابن أبي ليلى : ضعيف .
وقال أبو زرعة : صويلح يدلّس كثيراً عن الشعبي .
وقال أبو حاتم : ليّن الحديث كان يدلّس ، ويقال : إنّ المسائل التي كان يرويها عن الشعبي لم يسمعها منه .
وقال أبو داود : يدلّس .
وقال انه يحيى بن زكريّا : لو شئت سميت لك من بين أبي وبين الشعبي ! » (1)
والراوي عنه ولده يحيى : مات بالمدائن قاضياً لهارون. وقال أبو زرعة : فلمّا يخطئ فإذا أخطأ أتى بالعظائم. وعن أبي نعيم : ما هو باهلٍ أن يحدّث عنه (2)
ابن أبي مليكة :
رواه عنه عبد الرزاق بن همام كما في كنز العمّال ، لكنّه مرسل ،
وهو يرويه إمّا عن المسور ، وإمّا عن عبد الله بن الزبير ، وإمّا عن كليهما جميعاً كما احتمل بعضهم . . .
أمّا حديث ابن الزبير فساقط بسقوطه نفسه ، وأمّا حديث المسور فسنتكلّم عليه .
رجل من أهل مكّة :
الذي عند أحمد : « عن أبي حنظلة أنّه أخبره رجل من أهل مكة » .
فمن « أبو حنظلة » ؟ ومن « الرجل من أهل مكّة » ؟
أمّا الحاكم فقد رواه ساكتاً عنه !
لكن الذهبي تعقّبه بقوله : « قلت : مرسل » !
ثم إن الراوي عنه بواسطة إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي هو : « يزيد بن هارون » . . . قال يحيى بن معين : « يدلس من أصحاب الحديث ، لأنه لا يميّز ولا يبالي عمن روى » (1)
لكن الطريق الذي أتفق عليه أصحاب الصحاح كلّهم هو الأول ، وهو وحده الذي أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (2) وابن ماجة ، وانفرد الترمذي بروايته عن ابن الزبير ، وقد عرفت تنبيهه على ذلك ، وانفرد أبو داود بروايته عن عروة ، وقد عرفت ما فيه .
فالمعتمد والأصح عندهم جميعاً هو حديث المسور بن مخرمة . . . !
ثم إن روايات القوم عن مسور تنتهي إلى :
1 ـ عليّ بن الحسين ، وهو الإمام زين العابدين عليه السلام .
2 ـ عبد الله بن عبيد الله بن أبي ، مليكة .
والراوي عن الإمام زين العابدين عليه السلام ليس إلآ :
محمد بن شهاب الزهري ،
والراوي عن ابن أبي مليكة :
1 ـ الليث بن سعد .
2 ـ أيّوب بن أبي تميمة السختياتي .
---------------------------
(1) تهذيب التهذيب 11|322.
(2) خصائص أمير المؤمنين عليّ : 245.
الرسائل العشرة _ 248 _
ثم إن الدارمي (1)والبخاري ومسلماً وأحمد وابن ماجة .. يروونه عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري .
ويرويه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد . . . عن الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن الزهري .
ويرويه مسلم عن النعمان عن الزهري .
ونحن لا يهمّنا البحث عن أبي اليمان ـ وهو الحكم بن نافع ـ وروايته عن شعيب ـ وهو ابن حمزة كاتب الزهري وروايته (2) ـ مع أن العلماء تكتموا في ذلك ، حتى قال بعضهم : لم يسمع أبو اليمان من شعيب ولا كلمة (3) وإنّ الرجلين كانا من أهل حمص ، وهم من أشدّ الناس على أمير المؤمنين عليه السلام في تلك العصور ويضرب بحماقتهم المثل (4)
ولا يهمّنا البحث عن الوليد بن كثير وكان إباضياً (5)
ولا عن أيّوب ، ولا عن الليث الذي كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم فحدّثهم بفضائل عثمان فكفّوا!(6)
ولا عن النعمان ـ وهو ابن راشد الجزري ـ الذي ضعّفه القطان جدّاً. وقال أحمد : مضطرب الحديث ، وقال ابن معين : ضعيف .
وقال البخاري وأبو حاتم : في حديثه وهم كثير. وقال ابن أبي حاتم : أدخله البخاري في الضعفاء ، وقال أبو داود : ضعيف ؛ وكذا قال النسائي والعقيلي (7)
إنمّا نتكلم في ابن أبي مليكة والزهري .
---------------------------
(1) مرّ وقوعه في سند الرواية الثالثة ممّا رواه مسلم ، فراجع .
(2) تهذيب التهذيب 4|307.
(3) تهذيب التهذيب 2|380 .
(4) معجم البلدان 2|304
(5) تهذيب التهذيب 11|131.
(6) تهذيب التهذيب 8|415 .
(7) تهذيب التهذيب 10|404.
الرسائل العشرة _ 249 _
أمّا الأول فيكفينا أن نعلم انه كان قاضي عبد الله بن الزبير ومؤذنه (1)
وأما الثاني فهو العمدة في عمدة أخبار المسألة ، وهو الذي يروي الخبر عن الإمام زين العابدين عليه السلام ! ! فلنفضل فيه الكلام :
إن الزهري كان من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام .
قال ابن أبي الحديد المعتزلي : « وكان الزهري من المنحرفين عنه .
وروى جرير ابن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة ابن الزبير جالسان يذكران علياً فنالا منه ، فبلغ ذلك عليّ بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال : اما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ؟ واما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكّة لأريتك كير أبيك » .
قال : « وروى عاصم بن أبي عامر البجلي ، عن يحيى بن عروة ، قال : كان أبي إذا ذكر علياً نال منه » (2)
ويؤكد هذا سعيه ، وراء إنكار مناقب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، كمنقبة سبقه إلى الإسلام ؟ قال ابن عبد البرّ « وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال : ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة ، قال عبد الرزاق : وما أعلم أحداً ذكره غير الزهري » (3)
وروايته عن عمر بن سعد اللعين قاتل الحسين ابن أمير المؤمنين عليهما السلام ، قال الذهبي : « عمر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، وعنه : إبراهيم وأبو إسحاق ، وأرسل عنه الزهري وقتادة ، قال ابن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟ ! » (4)
---------------------------
(1) تهذيب التهذيب 5|268 .
(2) شرح نهج البلاغة 4|102 .
(3) الاستيعاب ـ ترجمة زيد بن حارثة .
(4) الكاشف 2|311 .
الرسائل العشرة _ 250 _
وكونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم ، حتى أنكر عليه ذلك العلماء والزهاد ، فقد ذكر العلامة عبد الحق الدهلوي بترجمته من « رجال المشكاة » : « إنّه قد ابتلي بصحبة الأمراء بقلة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرهم ! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت ؟ ! » .
ومن هنا قدح فيه ابن معين فقد « حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال : أجود الأسانيد : الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ؛ فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري ! ! فقال : تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري ؟ ! الزهري يرى العرض والإجازة ، ويعمل لبني أمية ؛ والأعمش فقير صبور ، مجانب للسلطان ، ورع عالم بالقرآن » (1) .
وبهذه المناسبة كتب له الإمام زين العابدين عليه السلام كتاباً يعظه فيه ويذكّره الله والدار الآخرة وينبّهه على الآثار السيّئة المترتّبة على كونه في قصور السلاطين ، من ذلك قوله : « إن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له طريق الغيّ . . . جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسُلّماً إلى ضلالتهم ، داعياً إلى غيّهم ، سالكاً سبيلهم . . .احذر فقد نبئت ، وبادر فقد أجّلْت . . . ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك ، لكني أردت أن ينعش الله ما فات من رأيك ، ويردّ إليك ما عزب من دينك . . . أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة ، وما الناس فيه من البلاء والفتنة ؟ ! ، فأعرض ـ عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم ، لاصقة بطونهم بظهورهم . . . ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول : والله ما قمت لله مقاماً واحداً ما أحييت به له دينا ، أو أمت له فيه باطلاً ؟ ! » (2)
---------------------------
(1) تهذيب التهذيب ـ ترجمة الأعمش ـ 4|195.
(2) تحف العقول عن آل الرسول : 198 ، لابن شعبة الحراني ، من أعلام الإمامية في القرن الرابع الهجري .وقد رواه الغزالي في إحياء علوم الدين 2|143 لكنه قال : « ولمّا خالط الزهري السلطان كتب أخ له في الدين إليه »!! وكم له من نظير!
وبشر الحافي تاب على يد الإمام موسى الكاظم عليه السلام في قضية معروفة ، رواها المناوي في الكواكب الدرية : 208 ، إلأ أنّه لم يصرح بأسم الإمام !! هكذا يريدون إخفاء فضائل آل الله وإطفاء نور الله ، هكذا يأبى الله
الرسائل العشرة _ 251 _
هذا ، ولقد ورث الزهري العداء للإسلام والنبي وأهل بيته من آبائه ، فقد ذكر ابن خلّكان بترجمته : « وكان أبو جدّه عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدراً ، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ليقتلنه أو ليقتلن دونه ، وروي أنه قيل للزهري : هل شهد جدّك بدرا ؟ فقال : نعم ، ولكن من ذلك الجانب ، يعني أنه كان في صفّ المشركين ، وكان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير ، ولم يزل الزهري مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك ، وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه » (1)
وإذ عرفت حال الزهري وموقف الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام منه . . . فهل تصدق أن يكون الإمام عليه السلام قد حدثه بهكذا حديث فيه تنقيص على جده الرسول الأمين وأمه الزهراء وأبيه أمير المؤمنين عليهم السلام ؟ ! .
لكنه الزهري ! عندما يضع الحديث على النبي والعترة ومذهبهم يضعه على لسان واحد منهم كي يسهل على الناس قبوله ! !
خذ لذلك مثالاً . . . ما وضعه على لسان ابني محمد بن عليّ عنه عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لابن عبّاس ـ وقد بلغه أنه يقول بالمتعة ـ : « إنك رجل تائه ، إنّ رسول الله نهى عنها يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية » هذا الحديث الذي حكم ببطلانه كبار أئمتهم كالبيهقي وابن عبد البّر والسهيلي وابن القيم والقسطلاني وابن حجر العسقلاني وغيرهم من شراح الحديث (2)
---------------------------
(1) وفيات الأعيان ـ ترجمة الزهري .
(2) انظر : الرسالة الخامسة من هذه الرسائل.
الرسائل العشرة _ 252 _
لكنه وضعه على لسان أفراد من أهل البيت عن سيّدهم أمير المؤمنين عليه السلام في الردّ على ابن عبّاس وكذا التعبير ! !
ولا تحسبن أن الوضع على لسان رجال أهل البيت يختص بالزهري ـ وإن كان من أشهرهم بهذا الصنيع الشنيع ! ! ـ فهذا أحد محدثي القوم : عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامي ، يقول الذهبي وابن حجر بترجمته : « أحد الضعفاء ، أتى عن مالك بمصائب ، منها : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : توفيت فاطمة رضي الله عنها ليلاً ، فجاء أبو بكر وعمر وجماعة كثيرة ، فقال أبو بكر لعلي : تقدّم فصل ، قال : لا والله لا تقدّمت وأنت خليفة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، فتقدّم أبو بكر وكبر أربعاً »(1)
وقال ابن حجر : « رواه بعض المتروكين عن مالك ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه . ووهّاه الدارقطني وابن عديّ »(2)
إنهم يريدون بتلك المساعي التغطية على ما جنوا ، وإصلاح ما أفسدوا ، ولكن « لايصلح العطارما أفسده الدهر » ! !
وبقي الكلام في ( مسور ) نفسه ، ويكفينا أن نعلم :
أولاً : إنه ولد بعد الهجرة بسنتين ، فكم كانت سني عمره في وقت خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! وهكذا ما سنتكلم عليه بعد أيضاً .
وثانياً : إنه كان مع ابن الزبير ، وكان ابن الزبير لا يقطع أمراً دونه ، وقد قتل في قضية رمي الكعبة بالمنجنيق ، بعد أن قاتل الشاميّين ، وولي ابن الزبيرغسله .
وثالثاً : إنه كان مّمن يلزم عمر بن الخطّاب .
ورابعاً : إنه كان إذا ذكر معاوية صلّى عليه .
وخامساً : إنه كانت الخوارج تخشاه وينتحلونه (3)
وبعد ، فإنه لا بُدّ من التأمل في متن الحديث ومدلوله . . . فلا بدّ من النظر إلى المتن . . . لأنه في كل مورد يختلف فيه متن الحديث والأسانيد معتبرة ، يلجأ العلماء إلى القول بتعدّد الواقعة . . . واما حيث لا يمكن الالتزام بتعدّدها وتعذّر الجمع بين ألفاظ الحديث . . . فذلك عندهم قرينة قويّة على أن لا واقعيّة للقضيّة . . .
هذا ما قرره العلماء . . وبنوا عليه في كثير من الأحاديث الفقهية وأخبار القضايا التاريخية . . . ونحو ذلك . . .
ولا بدّ من النظر في الدلالة . . . فقد يكون الحديث صحيحاً سنداً ولكنه يخالف ـ من حيث الدلالة ـ الضرورة العقلية أو محكم الكتاب أو قطعيّ السنة أو واقع الحال . . .
ونحن ننظر في متن هذا الحديث ومدلوله ، بعد فرض صحّة سنده وقبوله . . . في فصول :
1 ـ لقد جاء عن مسور : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « وأنا محتلم » قال ابن حجر بشرح البخاري : « في رواية الزهري عن علي بن حسين عن المسور ـ الماضية في فرض الخمس ـ : ( يخطب الناس على منبره هذا وأنا يومئذٍ محتلم ) .
قال ابن سيّد الناس : هذا غلط . والصواب ما وقع عند الإسماعيلي بلفط ( كالمحتلم ) ، أخرجه من طريق يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم بسنده المذكور إلى علي بن الحسين ، قال : والمسور لم يحتلم في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأنه ولد بعد ابن الزبير ، فيكون عمره عند وفاة النبي ( صلى الله عليه واله وسلّم ) ثمان سنين » (1)
---------------------------
(1) فتح الباري 9|268 ـ 270 .
الرسائل العشرة _ 254 _
وقال بترجمة المسور : ووقع في صحيح مسلم (1) من حديثه في خطبة علي لابنة أبي جهل ، قال المسور : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا محتلم يخطب النّاس ، فذكر الحديث . وهو مشكل المأخذ ، لأن المؤرخين لم يختلفوا أن مولده كان بعد الهجرة ، وقصّة خطبة علي كانت بعد مولد المسور بنحو ست سنين أو سبع سنين . فكيف يسمى محتلماً ؟ ! » (2)
أقول : فهذا إشكال في المتن ! ولربما أمكن الإشكال من هذه الناحية في السند ! والعجب من الذهبي كيف توهّم من هذا الحديث كونه محتلماً يومذاك (3).
2 ـ ذكر المسور قصة خطبة بنت أبي جهل عند طلبه للسيف من علي بن الحسين عليه السلام . . . وقد وقع الإشكال عندهم في مناسبة ذلك ، وذكروا وجوهاً اعترفوا بكون بعضها تكلّفاً وتعسفاً ، لكن الحق أن جميعها كذلك كما سترى :
قال الكرماني : « فإن قلت : ما وجه مناسبة هذه الحكاية لطلب السيف ؟ قلت : لعل غرضه منه أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يحترز مّما يوجب الكدورة بين الأقرباء ، وكذلك أنت أيضاً ينبغي أن تحترز منه ، وتعطيني هذا السيف حتى لا يتجدد بسببه كدورة أخرى .
أو : كما أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) يراعي جانب بني أعمامه العبشمية ، أنت راع جانب بني أعمامك النوفلية ؛ لأن المسور نوفلي .
أو : كما أنه ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) يحبّ رفاهيّة خاطر فاطمة ، أنا أيضاً أحبّ رفاهيّة خاطرك ، فأعطنيه حتى أحفظه لك » (4)
هذه هي الوجوه التي ذكرها الكرماني لدفع الإشكال ، وقد ذكرها ابن حجر وقال ـ بعد أن أشكل على الثاني بأن المسور زهري لا نوفلي ـ : « والأخير هو المعتمد وما قبله ظاهر التكلّف » .
---------------------------
(1) قد عرفت انّه وقع في صحيح البخاري أيضاً ، فلماذا خصّه بمسلم ؟!
(2) تهذيب التهذيب 10|137 .
(3) سير أعلام النبلاء 3|391 .
(4) الكواكب الدراري 13|88.
الرسائل العشرة _ 255 _
قال : « وسأذكر إشكالاً يتعلّق بذلك في كتاب المناقب » (1)
وكأن العيني لم يرتض هذا الوجه المعتمد ! فقال : « وانما ذكر المسورقصّة خطبة عليّ بنت أبي جهل ليعلم علي بن الحسين زين العابدين بمحبته في فاطمة وفي نسلها لما سمع من رسول الله » (2)
قلت : إذا كان ذكر القصة ليعلم أنه يحبّ . رفاهيّة خاطره ، أو ليعلم بمحبّته في فاطمة ونسلها . . . فأيّ خصوصيّة للسيف ؟ ! وهل كانت الرفاهية لخاطره حاصلة من جميع الجهات ، وهو قادم من العراق مع تلك النسوة والأطفال بتلك الحال ، وبقي خاطره مشوشاً من طرف السيف ، فأراد رفاهية خاطره ، أو إعلامه بمحبته له ، كي يعطيه السيف ؟ ! .
3 ـ وهل من المعقول أن يذكر الإنسان لمن يريد أن يعلم بمحبته له ورفاهية خاطره ما يكدر خاطره ويجرح عواطفه ؟ !
وهذا هو الإشكال الذي أشار إليه ابن حجر في عبارته الآنفة .
ثم قال في كتاب المناقب : « ولا أزال أتعجب من المسور كيف بالغ في تعصبه لعلي بن الحسين ، حتى قال : إنه لو أودع عنده السيف لا يمكن أحداً منه حتى تزهق روحه ، رعاية لكونه ابن ابن فاطمة ، ولم يراع خاطره في أن في ظاهر سياق الحديث غضاضة على علي بن الحسين ، لما فيه من إيهام غضٍ من جدّه علي بن أبي طالب ، حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة ، حتى اقتضى أن يقع من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) في ذلك من الإنكار ما وقع ؟ !
بل أتعجّب من المسور تعجباً اخر أبلغ من ذلك ، وهو ان يبذل نفسه دون السيف رعاية لخاطر ولد ابن فاطمة ، وما بذل نفسه دون ابن فاطمة نفسه ـ أعني الحسين والد علي الذي وقعت معه القصّة ـ حتى قتل بأيدي ظلمة الولاة ؟ ! ! » (3)
---------------------------
(1) فتح الباري 6|61 .
(2) عمدة القاري 15|34.
(3) فتح الباري 9|268.
الرسائل العشرة _ 256 _
ثم إن ثمة شيئاً آخر . . . وهو أن المسور بن مخرمة لمّا خطب الحسن بن الحسن ابنته : « حمد الله عز وجل وأثنى عليه وقال : أمّا بعد ، فما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إلي من نسبكم وصهركم ، ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : فاطمة بضعة مني ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع إلآ نسبي وسببي وصهري ، وعندك ابنته ولو زوجتك لقبضها ذلك » فانطلق الحسن عاذراً إليه (1)
ولو كان مسور يروي قصة خطبة أبي جهل لاستشهد بها وحكى الحديث كاملاً ، لشدّة المناسبة بين خطبة عليّ ابنة أبي جهل وعنده فاطمة وخطبة الحسن بن الحسن ابنة المسور وعنده بنت عمه !
فهذه إشكالات حار القوم في حلها الحل المعقول . . .
وهنا أسئلة :
الأول : هل خطب عليّ ابنة أبي جهل حقاً ؟
الملاحظ أن في حديث الليث ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور « سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إن بني المغيرة استأذنوني في أن ينكح عليّ ابنتهم . . . » .
وفي أغلب طرق حديث الزهري ـ وبعض الأحاديث الأخرى ـ عن علي بن الحسين ، عن المسورّ « أن علي بن أبي طالب خطب . . . » .
وفي حديث عبد الله بن الزبير : « أن عليّاً ذكر بنت أبي جهل . . . » ، وهذا ليس اختلافاً في التعبير فحسب . . .
الثاني : هل وعد عليّ النكاح ؟
صريح بعض الأحاديث عن الزهري : « وعد النكاح » وهو ظاهر الأحاديث الأخرى ـ عن الزهري أيضاً ـ التي فيها قول فاطمة للنبي : « هذا عليّ ناكحاً » أو « نكح » فإنه بعد رفع اليد عن ظهوره في تحقق النكاح فلابدّ من وقوع الخطبة والوعد بالنكاح .
لكن في حديث .أبي حنظلة : « فقال له أهلها : لا نزوّجك على ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
الثالث : هل وقع الاستئذان من النبي ؟
صريح الحديث عن الليث عن المسورأنه سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) يعلن أنه قد استؤذن في ذلك وأنه لا يأذن ، لكن صريح الحديث عن الزهري عن المسور أنه سمعه يتشهد ثم قال : « أمّا بعد ، أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدّثني وصدقني . . . » أو نحو ذلك ممّا فيه التعريض بعلي وليس فيه تعرّض للمشورة والاستئذان منه ! وكذا الحديث عن إيوب عن ابن الزبير ، لا تعرض فيه للاستئذان ، لكن بلا تعريض ، فجاء فيه : « فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إنّما فاطمة بضعة مني . . . » .
الرابع : من الذي استأذن ؟
قد عرفت خلو حديث الزهري عن الاستئذان مطلقاً .
ثم إن كثيراً من الأحاديث تنص على استئذان أهل المرأة ، وفي بعضها : أنه استأذن بنفسه وقال له : « أتأمرني بها ؟ » فقال : « لا ، فاطمة مضغة مني . . . فقال : لا آتي شيئاً تكرهه » .
الخامس : من الذي أبلغ النبي ؟
في حديث أيوب عن ابن الزبير : « فبلغ ذلك . . . » .
وفي حديث الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور : أنهم أهل المرأة حيث جاءوا إليه ليستأذنوه . . .
وفي حديث سويد بن غفلة : أنه عليّ نفسه ، حيث جاء ليستأذنه . . .
الرسائل العشرة _ 258 _
لكن في حديث الزهري : إنها فاطمة ! . . إنها لمّا سمعت بذلك خرجت من بيتها وأتت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعلت تخاطبه بها لا يليق ! يقول الزهري : « إن علياً خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا عليّ ناكح بنت أبي جهل ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم . . . ) .
بل في حديثٍ يرويه مفاده شيوع الخبر بين الناس ! ! يقول : « فقال الناس : أترون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) يجد من ذلك ؟ ! فقال ناس . . . وقال ناس . . . » .
وهناك أسئلة أخرى . . .
فألفاظ الحديث متناقضة جدّاً ، والقضية واحدة ، وقد تحير الشرّاح هنا أيضاً واضطربت كلماتهم ولم يوفقوا للجمع بينها وإن حاولوا وتمحلوا ! !
ثم إنه يجب النظر في هذه الأحاديث من الناحية الفقهية والناحية الأخلاقية والعاطفية . . . بعد فرض ثبوت القضيّة . . .
فماذا صنع عليّ ؟ وما فعلت فاطمة ؟ وأيّ شيء صدرمن النبي ؟
لقد خطب عليّ ابنة أبي جهل ، فتأذت الزهراء ، فصعد النبي المنبر وقال . . .
هل كان يحرم على علي التزوج على فاطمة أو لا ؟
وعلى الأول : فهل كان على علم بذلك أو لا ؟
لا ريب في أن علياً لا يقدم على هذا الأمر المحرم عليه مع علمه بالحرمة ، فإمّا أن لا تكون حرمة ، وإمّا أن لايكون له علم بها .
لكن الثاني لا يجوز نسبته إلى سائر الناس فكيف بباب مدينة علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ !
فهو إذن حين فعل ذلك لم يكن فاعلاً لمحرم في الشريعة ، لأن حاله حال سائر المسلمين الجائز عليهم نكاح الأربع ، ولو كان ـ بالنسبة إليه خاصّة ـ حكم دون رجال المسلمين لعلمه !
الرسائل العشرة _ 259 _
وحينئذٍ فهل من الجائز خروج الصدّيقة الطاهرة ـ بمجرد سماعها الخبر ـ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) لتشكو بعلها وتخاطب أباها بتلك الكلمات القارصة ؟ !
إنه لم يفعل محرماً حتى تكون قد أرادت النهي عن المنكر ، فهل أن شأنها شأن غيرها من النساء ويكون لها من الغيرة ما يكون لسواها ؟ ! وهل كانت غيرتها لإقدام عليّ على النكاح أو لكون المخطوبة بنت أبي جهل ؟ !
والنبي . . . يصعد المنبر . . . بعد أن يرى فاطمة منزعجة . . . أو بعد أن يستأذنه القوم في أن ينكحوا ابنتهم . . . فيخاطب الناس ؟ ! وماذا قال ؟ !
قد اشتملت خطبته على ما يلي :
1 ـ الثناء على صهرله من بني عبد شمس !
2 ـ الخوف من أن تفتن فاطمة في دينها !
3 ـ إنه ليس يحرم حلالاً ولا يحلّ حراماً . . . ولكن لا يأذن !
4 ـ إنه لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله ! وفي لفظ : إنه ليس لأحد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله ! وفي ثالث : لم يكن ذلك له أن يجمع . . . !
5 ـ إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنته ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) وينكح ابنتهم ! وفي لفظ : إن كنت تزوجتها فردّ علينا ابنتنا . . . ! أترى من الجائزكل هذا ؟ !
لقد حار الشرّاح ـ وهم يقولون بأن علياً خطب ولم يكن بمحرم عليه ، وبأن فاطمة تعتريها الغيرة كسائر النساء! ـ في توجيه ما جاءت به الأحاديث عن رسول الله( صلّى الله عليه وآله وسلم ) في هذه الواقعة . . .
إن علياً كان قد أخذ بعموم الجواز !