الفهرس العام





   إنه وصيّة وعهد منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قاله غير مرة ، بعد أن نعى نفسه الكريمة ، فهو تعيين للوظيفة وبيان للتكليف من بعده . . . فأمر باتباع « عترته أهل بيته » مع « كتاب الله سبحانه » وقال : « لن تضلوا ما إن اتّبعتموهما » . . . ومن ذلك ما ورد في حديث مرض وفاته ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد جاء فيه التصريح بلفظ الوصيّة ، وهو أنه : « أخذ بيد علي والفضل بن عبّاس فخرج يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر وعليه عصابة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
   أما بعد ، أيّها الناس ، فماذا تستنكرون من موت نبيكم ؟ ! ألم ينع إليكم نفسه وينع إليكم أنفسكم ؟ ! أم هل خلد أحد ممن بعث قبلي فيمن بعثوا إليه فأخلد فيكم ؟ ! ألا إني لاحق بربي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا ، كتاب الله بين أظهركم تقرأونه صباحاً ومساءً ، فيه ما تأتون وما تدعون ، فلا تنافسوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله ، ألا ثّم أوصيكم بعترتي أهل بيتي » (1) والجدير بالذكر تعبيره عنهما ـ في بعض الألفاظ ـ بـ « خليفتين »(2) وهذا الحديث دليل واضح على عصمة الذين أمر باتباعهم من « عترته أهل بيته » لوجوه عديدة منها ما ذكروه حول آية « إطاعة أولي الأمر » كها عرفت .

   وقد حدد ( عليه وآله الصلاة والسلام ) عدد الذين أمر بالتمسك جمهم في حديث آخر متواتر أجمعوا على روايته ، ذاك حديث « الاثنا عشر خليفة » وهو أيضاً عهد من رسول الله ( عليه وآله الصلاة والسلام ) . . . أخرج البخاري ومسلم عن جابر بن سمرة قال ـ واللفظ للأول :

---------------------------
(1) جواهر العقدين : 168 مخطوط .
(2) مسند أحمد 5|181 ، الدر المنشور 2|60 ، فيض القدير 3|14 .

الرسائل العشرة _ 131 _

   « سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يكون اثنا عشر أميراً .
   فقال : كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش » (1) .
   وأخرجه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح . . . وقد روي من غير وجه عن جابر بن سمرة ... وفي الباب عن ابن مسعود وعبدالله بن عمرو » (2).
   وأخرجه أحمد في غير موضع (3).
   وأخرجه الحاكم (4) وغيره كذلك .
   فإذا ما ضممنا هذا الحديث إلى حديث الثقلين عرفنا أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوصي بالتمسكّ بالكتاب والأئمة الاثني عشر ، ويجعلهما الخليفتين من بعده . . . وإذا كان حديث الثقلين دالاً على العصمة ـ كما تقدّم ـ فالأئمة الاثنا عشر معصومون . . . ومن كان معصوماً كانت سنته حجة . . . وعلى هذا يثبت حجيّة سنة أهل البيت . . .
    وبهذا البيان تنحل جميع مشكلات حديث « عليكم بسنتي . . . » التي ذكرها الغزالي . . . والتي ذكرناها . . . فلقد دار أمر وجوب الاتباع مدار وجود العصمة ، وإذا كانت العصمة فلا تغاير بين « سنة الخلفاء الراشدين » و « سنة الرسول الأمين » . . . وإذا كانت العصمة فلا اختلاف . . . وإذا كانت العصمة فالمخالف هو المخطئ . . . نعم ، قد حاول القوم ـ عبثاً ـ صرف حديث « الاثنا عشر خليفة » عن الدلالة على ما تذهب إليه الإمامية . . . لكنهم حاروا في كيفية تفسيره وتضاربت كلماتهم . . .

---------------------------
(1) أنظركتاب الأحكام باب للاستخلاف من صحيح البخاري ، وكتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش من صحيح مسلم .
(2) صحيح الترمذي باب ما جاه في الخلفاء .
(3) مسند أحمدج 5|89 ، 98 ، 106 ، 107 وغيرها .
(4) المستدرك على الصحيحين 3|117 .

الرسائل العشرة _ 132 _

   حتى كان لكل واحد منهم قول ، وببالي أني رأيت من يصرح منهم بوجود أربعين قولا في معنى الحديث . . . لكن المهم اعترافهم بالعجز عن فهم معنى الحديث . . . فابن العربي المالكي يقول ـ بعد ذكر رأيه ـ « ولم أعلم للحديث معنىً » (1).
   وابن البطّال ينقل عن المهلّب قوله : « لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث . يعني بشيء معين » (2) .
   وابن الجوزي يقول : « قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانّه وسألت عنه فلم أقع على المقصود » (3)    فهي إذن محاولات يائسة . . . والحديث صحيح قطعاً . . . فليتركوا الأهواء والعصبيّات الجاهليّة ، وليعترفوا بواقع الأمر الذي شاءه الله ورسوله . . . وتلخص : إنّ معنى الحديث :
   عليكم بسنتي وسنة الأئمة الاثني عشر الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي . . . ويؤكد ذلك ما رووه عن أبي ليلى الغفاري عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال : « سيكون بعدي فتن ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب ، فإنه فاروق بين الحق والباطل » .
   وعن كعب بن عجرة أنه قال : « تكون بين أمتي فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق . يعني علياً » (4)

---------------------------
(1) شرح الترمذي 9|69 .
(2) فتح الباري 13|180 .
(3) فتح الباري 13|181 .
(4) ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق 3|120 ، اُسد الغابة 5|287 ، أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 48 ، كنز العمال 11|612. منتخب كنز العمال ـ هامش مسند أحمد ـ 5|34.

الرسائل العشرة _ 133 _

   هل يأمر النبي بإطاعة الأمير كائناً من كان ؟ ! .
   وممّا ذكرناه يظهر أن ما جاء في هذا الحديث من أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمر بـ « السمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً » . . . كذب قطعاً . . . وأن هذا من زيادات أمثال « أسد بن وداعة » . . . ويشهد بذلك عدم جزم الراوي بأن النبي قاله . . . لأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يأذن بأن يتسلّط على رقاب الناس إلا من توفّرت فيه الصفات والشروط التي اعتبرها الشرع والعقل ، ولا يجوزـ فضلاً عن أن يأمر ـ الاستسلام والانصياع التامّ لمن تأمّر وتولى شؤون المسلمين كيفما كان وكيفما تسلط ! وعلى الجملة ، فإن هذه الفقرة من الحديث إنما زيدت فيه ـ بناء على صدوره في الأمل ـ لحمل الناس على إطاعة معاوية وعماله وإن ظلموا وجاروا ، وإن فسقوا وفجروا . . . إنها زيدت فيه كما زيد تعليل مفاده بأنه « فإنما المؤمن . . . » ويؤكد ما ذكرنا اضطراب القوم كذلك في معناها ، ونكتفي بما ذكره شارحا الترمذي :
   قال ابن العربي : « قوله : اسمعوا وأطيعوا ، يعني ولاة الأمر وإن تأمر عليكم عبد حبشي .
   فقال علماؤنا : إن العبد لا يكون والياً . . . والذي عندي : أن النبي أخبر بفساد الأمر ووضعه في غير اهله حتى توضع الولاية في العبيد ، فإذا كانت فاسمعوا وأطيعوا ، تغليباً لأهون الضررين ، وهو الصبر على ولاية من لا تجوز ولايته ، لئلا يغير ذلك فيخرج منه إلى فتنة عمياء صمّاء لا دواء لها ولا خلاص منها » (1) .
   وقال المباركفوري : « قوله : أي صار أميراً أدنى الخلق فلا تستنكفوا عن طاعته .
أو : لو استولى عليكم عبد حبشي فأطيعوه مخافة إثارة الفتن ، ووقع في بعض نسخ أبي داود : وإن عبداً حبشياً ، بالنصب ، أي : وإن كان المطاع عبداً حبشياً .
   قال الخطابي : يريد به إطاعة من ولاه الإمام عليكم وإن كان عبداً حبشياً ، ولم يرد بذلك أن يكون الإمام عبداً حبشياً ، وقد ثبت عنه أنه قال : الأئمة من قريش » (2) .

---------------------------
(1) عارضة الأحوذي 10|145 .
(2) تحفة الأحوذي 7| 438 .

الرسائل العشرة _ 134 _

   أقول :
   أما ما ذكره الخطابي فحمل بلا دليل ، على أنه قد تقدم أن العلماء لا يجوّزون ولاية العبد .
   وأمّا ما ذكره ابن العربي ـ وكذا ابن حجر (1) ـ فهو عبارة أخرى عن الأمر بالتقية التي يشنّعون ـ بألسنتهم ـ بها على الإمامية مع ورود الكتاب والسنة بها ، ويلتزمون بها عملاً . . . وعلى هذا ـ وبعد التنزل عما تقدّم ـ يكون المعنى : إن أمر عليكم أئمة الجور بعض من لا أهلية له للإمارة وكان في مخالفتكم له ضرر كبير فعليكم بالسمع والطاعة . . .
   لقد استعرضنا أهمّ أسانيد الحديث في أهمّ الكتب . . . فظهر أنه حديث من الأحاديث المفتعلة في زمن حكومة معاوية ، لأغراض سياسية .
   وهو من حيث الدلالة حديث باطل لا يمكن قبوله بالنظر إلى الأسس المقررة عند أهل السنة ، فضلاً عن أن يستند إليه ويجعل قاعدة في شيء من المسائل العلميّة .
   وعلى هذا فإنه لا يصلح مبرّراً لما « أحدثه » الخلفاء والأمراء في الدين . . . ومستنداً للأقوال المتعدّدة في باب حجية قول الصحابي وإجماع الخلفاء الأربعة . . . فتبقى تلك البدع بلا مبرّر ، وتلك الأقوال بلا دليل . . . نعم ، يصلح دليلاً ـ إن صحّ سنداً ـ على ما تذهب إليه الإمامية من حجية قول الأئمة من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام . . . ووجوب إطاعتهم والانقياد لهم والاقتداء بهم . . .
   وآخر دعوانا أن الحمد له ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله الطاهرين الميامين .

---------------------------
(1) فتح الباري 13|104 .

الرسائل العشرة _ 135 _


تأليف
السيد علي الحسيني الميلاني
   الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين .
وبعد . . .
   فهذه رسالة وجيزه تناولت فيها خبر : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )أمر في أيّام مرض موته أبابكر بالصلاة بالمسلمين ، وأنه خرج إلى المسجد وصلّى خلفه معهم . . . بالبحث والتحقيق ، لانه بذلك لحقيق : لتعلّقه باحوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسيرته المباركة . . . ولتمسك بالقائلين بخلافة أبي بكرمن بعده به . . . وللأحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية المستفادة منه . . . ولأمورغيرذلك . . .
   لقد بحثت عن الخبرمن أهم نواحيه ، وسبرت ما قيل فيه ، وتوصّلتُ على ضوء ذلك إلى واقع الحال . . . وحق المقال . . . فإلى أهل التحقيق والفضل . . . هذا البحث غيرالمسبوق ولا المطروق من قبل ، أرجو أن ينظروا فيه بعين الإنصاف . . . بعيداًعن التعصب والاعتساف . . . ما توفيقي الأ با لله .

   لقد اتفق المحدّثون كلهم على إخراج هذا الحديث ، فلم يخلُ منه ( صحيح ) ولا ( مسند ) ولا ( معجم ) . . . لكنّا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب ( الصحاح الستة ) وما أخرجه أحمد بن حنبل في ( المسند ) . . . لكون ما جاء في هذه الكتب هو الأتّم لفظاً والأقوى سنداً ، فإذا عرف حاله عرف حال غيره ، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره . . .

الرسائل العشرة _ 136 _

الموطأ :
   جاء في ( الموطّأ ) : « وحدّثني عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج في مرضه فاتى فوجد أبا بكر وهوقائم يصلّى بالناس ، فاستاخر أبو بكر فاشار إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن كما أنت ؟ فجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) إلى جنب أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهوجالس ، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر » (1)
   وأخرجه البخاري في مواضع كثيرة من ( صحيحه ) منها ما يلي :
1 ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، قال الأسود : قال : كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ؛ فقالت : « لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فاذن ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس .
   فقيل له : إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس ؛ وأعاد فاعادوا له ، فاعاد الثالثة ، فقال : إنكن صواحب يوسف ! مروا أبابكر فليصل بالناس .

---------------------------
(1) الموطّأ ـ بشرح السيوطي ـ 1|156 ، وفي طبعة محمد فؤاد عبدالباقي 1|136 .

الرسائل العشرة _ 137 _

   فخرج أبوبكر فصلى ، فوجد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نفسه خفةً ، فخرج يهادي بين رجلين ، كأنّي أنظر رجليه تخطان من الوجع ، فاراد أبو بكر أن يتاخر ، فأومأ إليه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن مكانك .
   ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه .
   قيل للأعمش : وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم .
   رواه أبو داود(1) عن شعبة عن الأعمش بعضه . وزاد أبو معاوية : جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلي قائماً »(2)
2 ـ حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبد الله أنه أخبره عن أبيه ، قال : « لما اشتد برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعه قيل له في الصلاة ! فقال : مروا أبابكر فليصل بالناس .
   قالت عائشة : إن أبابكر رجل رقيق ، إذا قرأ غلبه البكاء .
   قال مروه فيصلي ، فعاودته .
   قال : مروه فيصلي ، إنكن صواحب يوسف »(3)
3 ـ حدثنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : قالت : « أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم ) أن يصلي بالناس فى مرضه ، فكان يصلي بهم .

---------------------------
(1) هو أبو داود الطيالسي .
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|120 باب حدّ المريض أن يشهد الجماعة .
(3) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|130 باب : أهل العلم والفضل أحق بالإمامة .

الرسائل العشرة _ 138 _

   قال عروة : فوجد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في نفسه خفة ، فخرج فإذا أبوبكر يؤمّ الناس ، فلما رآه أبوبكر استأخر فأشار إليه أن كما أنت .
   فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه ، فكان أبوبكر يصلي بصلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والناس يصلون بصلاة أبي بكر »(1) .
4 ـ حدثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدثنا حسين ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، قال : حدثني أبو بردة ، عن أبي موسى ، قال : « مرض النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) فاشتد مرضه فقال : مروا أبابكر فليصل بالناس .
    قالت عائشة : إنه رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس ! .
   قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فعادت .
   فقال : مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف .
   فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) » (2) .
5 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : « إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال في مرضه : مروا أبا بكر يصلي بالناس .
قالت عائشة : قلت : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء ! فمرعمرفليصل للناس .
فقالت عائشة : فقلت : لحفصة قولي له : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمرعمرفليصل للناس .
ففعلت حفصة. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : صه ، إنكن لأنتنّ صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل للناس .

---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|132 باب من قام إلى جنب الإمام لعلّةً .
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|130 .

الرسائل العشرة _ 139 _

   فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيراً » (1) .
6 ـ حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : « دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟.
   قالت : بلى ، ثقل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : أصلّى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك .
   قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، قالت : ففعلنا فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
   قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، قالت : فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمى عليه ، ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
   فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فاغمي عليه ، ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لصلاة العشاء الآخرة .
   فارسل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أبي بكر بان يصلي بالناس ، فاتاه الرسول فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يامرك أن تصلي بالناس ، فقال أبوبكر ـ وكان رجلاً رقيقا ًـ : يا عمر ، صل بالناس ، فقال له عمر : أنت أحق بذلك ، فصلى أبوبكر تلك الأيام .
   ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجد من نفسه خفة ، فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبوبكر يصلي بالناس ، فلما رآه أبوبكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأن لا يتأخر.

---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|130 .

الرسائل العشرة _ 140 _

   قال : أجلساني إلى جنبه ، فأجلساه إلى جنب أبي بكر ، فجعل أبوبكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والناس بصلاة أبي بكر والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قاعد .
   قال عبيد الله : فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ماحدثتني عائشة عن مرض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : هات .
   فعرضت عليه حديثها ، فما أنكر منه شيئاً ، غيرأنه قال : أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو علي » (1) .
7 ـ حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لما مرض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة .
   فقال مروا أبابكر فليصل .
   قلت : إن أبابكر رجل أسيف ، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة ! .
   قال : مروا أبابكر فليصل .
   فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة : إنكن صواحب يوسف ، مروا أبابكر فليصل ؛ فصلى .
   وخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يهادي بين رجلين كاني أنظر إليه يخط برجليه الأرض ، فلما رآه أبوبكر ذهب يتاخر ، فاشار إليه أن صل ، فتاخر أبو بكر وقعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى جنبه وأبوبكر يسمع الناس التكبير »(2) .

---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|137 باب إنّما جعل الإمام ليؤتم به .
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|162 باب من أسمع تكبير الإمام .

الرسائل العشرة _ 141 _

8 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبابكر أن يصلي بالناس ، فقلت : يا رسول الله إن أبابكر رجل أسيف ، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.
   فقال : مروا أبابكر يصلي بالناس .
   فقلت لحفصة : قولي له إن أبابكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر .
   قال : إنكن لأنّتنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر أن يصلي بالناس .
   فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة ، فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخّطان في الأرض حتى دخل المسجد . فلما سمع أبوبكر حسّه ذهب أبوبكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فجاء رسول الله حتى جلس عن يسارأبي بكر ، فكان أبوبكر يصلي قائماً وكان رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) يصلي قاعداً ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر » (1) .
9 ـ حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ« أن أبابكر كان يصلي لهم في وجع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي توفي فيه ، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة ، فكشف النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ستر الحجرة ينظرإلينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم يضحك ، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|162 باب الرجل يأتّم بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم .

الرسائل العشرة _ 142 _

   أن نفتتن من الفرح برؤية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فنكص أبوبكرعلى عقبيه ليصل الصفّ ، وظن أن النبي خارج إلى الصلاة ، فاشار الينا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن أتّموا صلاتكم ، وأرخى الستر ، فتوفي من يومه » (1) .
10 ـ حدّثنا أبو معمر ، قال : حدّثنا عبدالوارث ، قال : حدّثنا عبدالعزيز ، عن أنس ، قال : « لم يخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاثاً ، فأقيمت الصلاة فذهب أبوبكر يتقدم ، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه ، فلما وضح وجه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا ، فأومأ النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) بيده إلى أبي بكرأن يتقدّم ، وارخى النبي الحجاب فلم يقدرعليه حتى مات »(2) .

   وأخرجه مسلم بن الحجاج في ( صحيحه ) غير مرّة ، من ذلك :
1 ـ حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، حدثنا موسى ابن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله ، قال : « دخلت على عائشة فقلت لها : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ؟ قالت : بلى ، ثقل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
   قال : ضعوا لي ماءً في المخضب . . . » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (3) .
2 ـ حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد : أخبرنا ، وقال ابن رافع : حدثنا عبدالرزاق ، أخبرنا معمر ، قال الزهري : وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، عن عائشة ، قالت : « لما دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيتي قال : مروا أبابكر فليصل بالناس .

---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|135 باب أن أهل العلم والفضل أحق بالإمامة .
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|130 .
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|54 .

الرسائل العشرة _ 143 _

   قالت : فقلت يا رسول الله ، إن أبابكر رجل رقيق ، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه ! فلو أمرت غيرأبي بكر. قالت : والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت : فراجعته مرتين أو ثلاثاً . فقال : ليصلّ بالناس أبوبكر فإنكن صواحب يوسف » (1) .
3 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع .
   ح وحدثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاء بلال يؤذنه بالصلاة . . . » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (2) .
4 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا : حدثنا ابن نمير عن هشام .
   ح وحدثنا ابن نمير ـ وألفاظهم متقاربة ـ قال : حدثنا أبي هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )أبابكر أن يصلي بالناس في مرضه ، فكان يصلي بهم .
   قال عروة : فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نفسه خفّةً ، فخرج وإذا أبوبكر يؤمّ الناس ، فلما رآه أبوبكر استأخر ، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت ، فجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبوبكر يصلي بصلاة رسول الله ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر »(3) .
5 ـ حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني وقال الآخران : حدثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ ، قال : حدثنا أبي عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أنس بن مالك : « أن أبابكر كان يصلي لهم في وجع رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) الذي توفي فيه . . . » (4) .

---------------------------
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|59 .
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|51 .
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|61 .
(4) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|62 .

الرسائل العشرة _ 144 _

6 ـ حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبدالله ، قالا : حدثنا عبدالصمد ، قال : سمعت أبي يحدث ، قال : حدّثنا عبدالعزيز ، عن أنس ، قال : « لم يخرج إلينا نبي الله ثلاثاً . . . » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (1) .
7 ـ رواه مسلم ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس . . . (2) .
8 ـ وعن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس . . .(3) .
9 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : « مرض رسول الله . . . » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (4) .

   وأخرجه الترمذي في ( صحيحه ) حيث قال : « حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، حدثنا معن ، حدثنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : مروا أبابكر فليصل بالناس .
   فقالت عائشة : يا رسول الله ، إن أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فامرعمرفليصل بالناس .
   قالت عائشة : فقلت لحفصة : قولي له : إن أبابكرإذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فامرعمرفليصل بالناس . ففعلت حفصة .

---------------------------
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|63 .
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|63 .
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|63 .
(4) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|63 .

الرسائل العشرة _ 145 _

   فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنكن لأنتنّ صواحبات يوسف ، مروا أبابكر فليصل بالناس .
   فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيراً .
   قال أبوعيسى : هذا حديث حسن صحيح .
   وفي الباب عن : عبد الله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد وعبد الله بن زمعة » (1) .

   وأخرجه أبو داود في ( سننه ) بقوله : « حدثنا عبد الله بن محمّد النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الزهري ، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الصمد بن الحرث بن هشام ، عن أبيه عن عبد الله بن زمعة ، قال : لما استعزّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال : مروا من يصلي بالناس .
    فخرج عبد الله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبوبكر غائباً ـ فقلت : يا عمر ، قم فصل بالناس ، فتقدم فكبر ، فلما سمع رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) صوته ، وكان عمررجلاً مجهراً ، فقال : أين أبوبكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون .
   فبعث إلى أبي بكر ، فجاء بعد أن صلى عمرتلك الصلاة فصلى بالناس .
   حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : أن عبد الله بن زمعة أخبره بهذا الخبرقال : لما سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صوت عمر ـ قال ابن زمعة ـ خرج النبي حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال : لا لا لا ، ليصل للناس ابن أبي قحافة ؛ يقول ذلك مغضبا » (2) .

---------------------------
(1) صحيح الترمذي 5|573 ، باب مناقب أبي بكر.
(2) سنن أبي داود 2|266 باب في استخلاف أبي بكر.

الرسائل العشرة _ 146 _


   وأخرجه النسائي في ( سننه ) :
1 ـ أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله ، قال : « دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني . . . » إلى آخره كما تقدّم (1) .
2 ـ حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مرو أبابكر فليصل بالناس . . . » إلى آخره كما تقدّم (2) .
3 ـ أخبرنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، قال : « آخر صلاة صلاّها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع القوم ، صلّى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر » (3) .
4 ـ أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا بكر بن عيسى صاحب البصري ، قال : سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة : « أن أبابكر صلى للناس ورسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في الصف ، (4) .

---------------------------
(1) سنن النسائي 2|10 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة .
(2) سنن النسائي 2|99 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن النسائي 2|77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيته .
(4) سنن النسائي 2|77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيته .

الرسائل العشرة _ 147 _

5 ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبدالله ، قال : « لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت الأنصار : منا أميرومنكم أمير ؟ فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبابكر أن يصلي بالناس ؟ فايّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبكر ؟ ! قالوا : نعوذ بالله أن نتقدّم أبابكراً (1) .
6 ـ أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثني أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : « سمعت عبيدالله بن عبدالله يحدث عن عائشة : أن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) أمر أبابكر أن يصلي بالناس . قالت : وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلى قاعداً ، وأبوبكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر (2) .

   وأخرجه ابن ماجة في ( سننه ) :
1 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ووكيع ، عن الأعمش .
   ح وحدثنا علي بن محمد ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لما مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبومعاوية : لما ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبابكر فليصل بالناس . . . قالت : فارسلنا إلى أبي بكر فصلّ بالناس .
   فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نفسه خفةً ، فخرج إلى الصلاة . . . فكان أبوبكر يأتمّ بالنبي ، والناس يأتمون بابي بكر » (3) .
2 ـ حدثنا ابن أبي شيبة ، ثنا عبدالله بن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبابكر أن يصلى بالناس في مرضه . . . » (4) .

---------------------------
(1) سنن النسائي 2|74 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة .
(2) سنن النسائي 2|84 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة .
(3) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .
(4) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .

الرسائل العشرة _ 148 _

3 ـ حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، أنبأنا عبدالله بن داود من كتابه فى بيته ، قال : سلمة بن نبيط ، أنا عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد ، قال : « أغمي على رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في مرضه ، فلما أفاق قال : أحضرت الصلاة ؟ قالوا : نعم .
   قال : مروا بلالاً فليؤذن ، ومروا أبابكر فليصل بالناس ، ثم أغمي عليه فأفاق فقال . . . ثم أغمي عليه فأفاق فقال . . . فقالت عائشة : إن أبي رجل أسيف ، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع ، فلو أمرت غيره ! ثم أغمي عليه فأفاق فقال : مروا بلالاً فليؤذن ، ومروا أبابكر فليصل بالناس ، فإنكن صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ .
   قال : فأمر بلال فأذن ، وأمر أبوبكر فصلى بالناس ، ثم إن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلّم ) وجد خفة فقال : أنظروا لي من أتكئ عليه .
   فجاءت بريرة ورجل آخر فاتّكأ عليهما ، فلما رآه أبوبكر ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن اثبت مكانك .
   ثم جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى جلس إلى جنب أبي بكرحتى قضى أبوبكر صلاته ، ثم إن رسول الله قبض .
   قال أبو عبد الله : هذا حديث غريب لم يحدّث غير نصر بن علي » (1) .
4 ـ حدثنا علي بن محمد ، ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، قال : « لّما مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : أدعوا لي علياً .

---------------------------
(1) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .

الرسائل العشرة _ 149 _

   قالت عائشة : يا رسول الله ، ندعو لك أبابكر ؟ قال : ادعوه .
   قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر؟ قال : ادعوه .
   قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس ؟ قل : نعم ، فلما اجتمعوا رفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأسه فنظر فسكت ، فقال عمر : قوموا عن رسول الله .
   ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبابكر فليصل بالناس ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، إن أبابكر رجل رقيق حصر ، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون ، فلو أمرت عمر يصلي بالناس ؟ فخرج أبوبكر فصلى بالناس ، فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نفسه خفة ، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ، فلما رآه الناس سبحوا بابي بكر ، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي أي مكانك .
   فجاء رسول الله فجلس عن يمينه وقام أبوبكر ، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي والناس يأتمّون بأبي بكر .
   قال ابن عباس : وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من القراءة من حيث كان بلغ أبوبكر ، قال وكيع : وكذا السنة ، قال : فمات رسول الله في مرضه ذلك » (1) .

---------------------------
(1) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .

الرسائل العشرة _ 150 _


   وأخرج أحمد بن حنبل في ( مسنده ) أكثر من غيره بكثير ، فلنذكر طائفة من رواياته :
1 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدّثني أبي ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، قال : « لما مرض ( صلى الله عليه واله وسلّم ) أمر أبابكر أن يصلي بالناس ، ثم وجد خفّةً ، فخرج ، فلما أحسّ به أبوبكر أراد أن ينكص ، فأومأ إليه النبي فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره ، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبوبكر » (1) .
2 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، قال : « لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : ادعوا لي علياً .
   قالت عائشة : ندعو لك أبابكر ؟ قال : ادعوه .
   قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر ؟ قال : ادعوه .
    قالت أُمّ الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس ؟ قال : ادعوه ، فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم يرعلياً فسكت .
    فقال عمر : قوموا عن رسول الله . فجاء بلال يؤذنه بالصلاة . . . (2) .
3 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن الوليد ، ثنا سفيان ، عن حميد عن أنس بن مالك ، قال : « كان اخر صلاة صلاها رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) عليه برد متوشّحاً به وهوقاعد »(3) .
4 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، أنا سفيان ـ يعني ابن حسين ـ ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : « لما مرض رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال بعد مرتين : يا بلال ، قد بلغت ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع .
    فرجع إليه بلال فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، من يصلي بالناس ؟ قال : مرّ أبابكر فليصل بالناس .

---------------------------
(1) مسند أحمد 1|231 .
(2) مسند أحمد 1|356 .
(3) مسند أحمد 3|216 .

الرسائل العشرة _ 151 _

   فلما أن تقدم أبوبكر رفع عن رسول الله الستور قال : فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة ، فذهب أبوبكر يتأخّر وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة ، فاشار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أبي بكر أن يقوم فيصلي ، فصلى أبوبكر بالناس ، فما رأيناه بعداً (1) .
5 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك ابن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى ، قال : « مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . » (2) .
6 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبدالأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن عائشة فقالت : « لما مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) معتمداً على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض .
   وقال عبيد الله : فقال ابن عباس : أتدري من ذلك الرجل ؟ هو علي بن أبي طالب ، ولكن عائشة لا تطيب له نفساً . قال الزهري : فقال النبي ـ وهو في بيت ميمونة ـ لعبد الله بن زمعة : مر الناس فليصلوا .
   فلقي عمر بن الخطاب فقال : يا عمر صل بالناس ، فصلى بهم ، فسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صوته فعرفه وكان جهيرالصوت . . . » (3) .
7 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود عن عائشة ، قالت : « لما مرض رسول الله . . . فجاء النبي حتى جلس إلى جنب أبي بكر ، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي ، والناس يأتمون بابي بكر »(4) .

---------------------------
(1) مسند أحمد 3|202 .
(2) مسند أحمد 4|412 .
(3) مسند أحمد 6|34 .
(4) مسند أحمد 6|210 .

الرسائل العشرة _ 152 _

8 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة : « . . . فجاء النبي حتى جلس عن يسارأبي بكر ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصلي بالناس قاعداً وأبوبكر قائماً ، يقتدي أبوبكر بصلاة رسول الله ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر » (1) .
9 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا بكربن عيسى ، قال : سمعت شعبة بن الحجاج يحدث عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل عن مسروق ، عن عائشة « أن أبابكر صلى بالناس ورسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في الصف » (2) .
10 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا شبابة بن سوار ، أبا شعبة ، عن نعيم بن ابي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : « صلى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه » (3) .
11 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا شبابة ، ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مرضه الذي مات فيه : مروا أبابكر يصلي بالناس . . . وصلى النبي خلفه قاعداً » (4) .
12 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث ، ثنا زائدة ، ثنا عبدالملك بن عمير ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : « مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : مروا أبابكر يصلي بالناس ، فقالت عائشة : يا رسول الله إن أبي رجل رقيق ! فقال : مروا أبابكر يصلي بالناس فإنكن صواحبات يوسف .
   فأمّ أبو بكر الناس ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حي » (5) .

---------------------------
(1) مسند أحمد 6|224 .
(2) مسند أحمد 6|159 .
(3) مسند أحمد 6|159 .
(4) مسند أحمد 6|159 .
(5) مسند أحمد5|361 .

الرسائل العشرة _ 153 _


   لقد نقلنا الحديث بأتمّ ألفاظه وأصح طرقه عن الصحاح ومسند أحمد ، وكما ذكرنا من قبل فإن معرفة حاله بالنظرإلى هذه الأسانيد والمتون تغنينا عن النظر فيما رووه في خارج الصحاح عن غير من ذكرناه من الصحابة ، ولربّما أشرنا إلى بعض ذلك في خلال البحث . . . لقد كانت الأحاديث المذكورة عن :
1 ـ عائشة بنت أبي بكر.
2 ـ عبدالله بن مسعود .
3 ـ عبدالله بن عباس .
4 ـ عبدالله بن عمر.
5 ـ عبدالله بن زمعة .
6 ـ أبي موسى الأشعري .
7 ـ بريدة الأسلمي .
8 ـ أنس بن مالك .
9 ـ سالم بن عبيد .
   فنحن ذكرنا الحديث عن تسعة من الصحابة وإن لم يذكر الترمذي إلا ستّة ، حيث قال بعد إخراجه عن عائشة : « وفي الباب عن : عبد الله بن مسعود ، وأبي موسى ، وابن عباس ، وسالم بن عبيد ، وعبد الله بن زمعة » (1) .
   لكن العمدة حديث عائشة . . . بل إن بعض ما جاء عن غيرها من الصحابة مرسل ، وإنها هي الواسطة . . . كما سنرى . . .
    فلنبدأ أوّلاً بالنظر في أسانيد الحديث عن غيرها ممن ذكرناه :

---------------------------
(1) صحيح الترمذي 5|573 .

الرسائل العشرة _ 154 _

حديث أبي موسى الأشعري :
   أمّا الحديث المذكور عن أبي موسى الأشعري ـ والذي اتفق عليه البخاري ومسلم ، وأخرجه أحمد ـ ففيه :
1 ـ إنه مرسل ، نص عليه ابن حجر وقال : « يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة » (1) .
2 ـ إن الراوي عنه « أبو بردة » وهو ولده كما نصّ عليه ابن حجر (2) وهذا الرجل فاسق أثيم ، له ضلع في قتل حجر بن عدي ، حيث شهد عليه ـ في جماعة شهادة زور أدت إلى شهادته (3) .
   وروي أيضاً أنه قال لأبي الغادية ـ قاتل عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه ـ : « أ أنت قتلت عمار بن ياسر ؟ قال : نعم .
   قال : فناولني يدك . فقبلها وقال : لا تمسك النار أبداً ! » (4) .
3 ـ والراوي عنه : « عبد الملك بن عمير » :
وهو « مدلّس » و « مضطرب الحديث جداً » و « ضعيف جداً » و « كثير الغلط » :
   قال أحمد : « مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته ، ما أرى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثيرمنها » (5) .
   وقال إسحاق بن منصور : « ضعفه أحمد جداً » (6) .
   وعن أحمد : « ضعيف يغلط »(7) .

---------------------------
(1) فتح الباري 2|130 .
(2) فتح الباري 2|130 .
(3) تاريخ الطبري 4|199 ـ 205 .
(4) شرح نهج البلاغة 4|99 .
(5) تهذيب التهذيب 6|411 وغيره .
(6) تهذيب التهذيب 6|412 ، ميزان الاعتدال 2|660 .
(7) ميزان الاعتدال 6|660 .

الرسائل العشرة _ 155 _

   وقال ابن معين : « مخلط » (1) .
   وقال أبو حاتم : « ليس بحافظ ، تغير حفظه »(2) .
وعنه : « لم يوصف بالحفظ » (3) .
   وقال ابن خراش : « كان شعبة لا يرضاه »(4) .
   وقال الذهبي : « أمّا ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح وما ذكر التوثيق »(5) .
   وقال السمعاني : « كان مدلساً »(6) .
   وكذا قال ابن حجر (7) .
   وعبدالملك ـ هذا ـ هو الذي ذبح عبد الله بن يقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي ، وهو رسول الإمام الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ، فانه لما رمي بأمر ابن زياد من فوق القصر وبه رمق أتاه عبد الملك بن عميرفذبحه ، فلما عيب ذلك عليه قال : « إنما أردت أن أريحه ! » (8) .
4 ـ ثم الكلام في أبي موسى الأشعري نفسه ، فإنه من أشهر أعداء مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد كان يوم الجمل يقعد باهل الكوفة عن الجهاد مع الإمام علي عليه السلام ، وفي صفين هو الذي خلع الإمام عليه السلام عن الخلافة ، وقد بلغ به الحال أن كان الإمام عليه السلام يلعنه في قنوته مع معاوية وجماعة من أتباعه .
   ثم إن أحمد روى هذا الحديث في فضائل أبي بكر بسنده عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه . . . كذلك (9) .

---------------------------
(1) ميزان الاعتدال 6|660 ، المغني 2|407 ، تهذيب التهذيب 6 |412 .
(2) ميزان الاعتدال 2|660 .
(3) تهذيب التهذيب 6|412 .
(4) ميزان الاعتدال 2|660.
(5) ميزان الاعتدال 2|660 .
(6) الأنساب 10|50 في « القبطي » .
(7) تقريب التهذيب 1|521 .
(8) تلخيص الشافي 3|35 ، روضة الواعظين : 177 ، مقتل الحسين ـ للمقرّم ـ : 185 .
(9) فضائل الصحابة 1|106 .