الفهرس العام




   ترجم له بكل تفخيم وتعظيم في النور السافر 315 ـ 319 وسبحة المرجان 34 وشذرات الذهب 8|379 وأبجد العلوم 895 وغيرها .
   قال ابن العماد : « علي المتقي بن حسام الدين الهندي ثم المكي ، كان من العلماء العاملين وعبادالله الصالحين ، على جانب عظيم من الورع والتقى والاجتهاد في العبادة ورفض السوى ، وله مصنفات عديدة ومقامات كثيرة ، وتوفي بمكة المشرفة بعد مجاورته بها مدة طويلة » .
24 ـ علي القاري (1014) وقال الشيخ علي القاري المكي ما نصه : « قال ابن الديبع : إعلم أن حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، أخرجه ابن ماجة ، كذا ذكره الجلال السيوطي في ( تخريج أحاديث الشفاء ) ولم أجده في سنن ابن ماجة بعد البحث عنه ، وقد ذكره ابن حجر العسقلاني في ( تخريج أحاديث الرافعي ) في بأقي أدب القضاء، وأطال الكلام عليه وذكر أنه ضعيف واه ، بل ذكر عن ابن حزم : إنه موضوع باطل .
   لكن ذكر عن البيهقي أنه قال : إن حديث مسلم يؤدي بعض معناه ـ يعني قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : النجوم أمنة للسماء . . . الحديث ـ قال ابن حجر: صدق البيهقي هو يؤدي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم، أما في الاقتداء فلا يظهر ، نعم يمكن أن يتلمح ذلك من معنى الاهتداء بالنجوم .
قلت : الظاهرإن الاهتداء فرع الاقتداء .
   قال : وظاهر الحديث إنما هو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض الصحابه من طمس السنن وظهور البدع وفشو الجور في أقطار الأرض ، انتهى .

الرسائل العشرة _ 27 _

   وتكلّم على هذا الحديث ابن السبكي في ( شرح ابن الحاجب ) الأصلي في الكلام على عدالة الصحابة ولم يعزه لابن ماجة ، وذكره في ( جامع الأصول ) ولفظه عن ابن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : سألت ربي . . . الحديث إلى قوله : اهتديتم ، وكتب بعده : أخرجه ، فهو من الأحاديث التي ذكرها رزين في ( تجريد الأصول ) ولم يقف عليها ابن الأثير في الأصول المذكورة ، وذكره صاحب ( المشكاة ) وقال : أخرجه رزين »(1).

   توجد ترجمة القاري في : خلاصة الأثر 3|185 والبدر الطالع 1|355 ـ 446 وكشف الظنون 2|1700 وغيرها .
   قال المحبي : « علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بالقاري الحنفي نزيل مكة وأحد صدور العلم ، فرد عصره ، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات ، وشهرته كافية عن الاطراء في وصفه .
   إشتهر ذكره ، وطار صيته ، وألف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية ، المحتوية على الفوائد الجليلة ، منها شرحه على المشكاة في مجلدات ، وهو أكبرها وأجلها » .
25 ـ المناوي ( 1029 ) وقال المناوي بشرح الحديث : (سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي . . . ) ما نصه : « السجزي في كتاب ( الابانة عن أصول الديانة ) وابن عساكر في ( التاريخ ) عن عمر بن الخطاب .
   قال ابن الجوزي في ( العلل ): هذا لا يصح .
   وفي ( الميزان ) : هذا الحديث باطل ، إنتهى .
   وقال ابن حجر في ( تخريج المختصر ) : حديث غريب سئل عنه البزار فقال : لا يصح هذا الكلام عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، انتهى .
   وقال الكمال ابن أبي شريف : كلام شيخنا ـ يعني ابن حجر ـ يقتضي أنه مضطرب .
   وأقول : ظاهر صنيع المصنف أن ابن عساكر خرجه ساكتاً عليه ، والأمر بخلافه فانه تعقبه بقوله : قال ابن سعد : زيد العمي أبو الحواري ، كان ضعيفا في الحديث . وقال ابن عدي : عامة ما يرويه عنه ضعفاء » (2).

---------------------------
(1) المرقاة في شرح المشكاة 5|523 . كما اعترف بضعفه في شرح الشفاء وأورده أيضاً في الموضوعات .
(2) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 4|76 .

الرسائل العشرة _ 28 _


   ترجم له مع الاطراء والاحترام في : خلاصة الأثر 2|412 ـ 416 والبدر الطالع 1|357 والأعلام 8|75 ـ 76 وغيرها .
   قال المحبي : « عبدالرؤف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الملقب بزين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي .
   الامام الكبيرالحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة وأجل أهل عصره من غير ارتياب ، وكان إماماً فاضلاً زاهداً عابداً قانتاً لله خاشعاً له كثير النفع ، وكان متقرباً بحسن العمل مثابراً على التسبيح والأذكار صابراً صادقاً ، وكان يقتصر يومه وليلته على اكلة واحدة من الطعام .
   وقد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاصره . . . ».
26 ـ الشهاب الخفاجي (1096 ) وقد أذعن الشيخ شهاب الدين الخفاجي في (شرح الشفاء) بضعف حديث النجوم (1).
   ثم جعل يدافع عن القاضي عياض ، رداً على من اعترض عليه إخراجه هذا الحديث في ( الشفاء ) بصيغة الجزم وهو شارحه أبو ذر الحلبي .

جاءت ترجمته الضافية في : خلاصة الأثر 1|331 ـ 343 وريحانة الألباء 272 ـ 309 والأعلام 1|227 ـ 228 وغيرها من المصادر الرجالية .
   قال المحبي : « الشيخ احمد بن محمد بن عمر قاضي القضاة الملقب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي صاحب التصانيف السائرة، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وبراعته ، وكان في عصره بدر سماء العلم ونيرأفق النثر والنظم ، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين ، سار ذكره سير المثل ، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك ، وكل من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الانشاء ، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعى ذلك ، مع أن في الخلق من يدعي ما ليس فيه ، وتآليفه كثيرة وممتعة مقبولة ، وانتشرت في البلاد . . . » .

---------------------------
(1) نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض 4|423 ـ 424.

الرسائل العشرة _ 29 _

27 ـ القاضي البهاري (1119 ) وقال القاضي محب الله البهاري عند نفي حجية إجماع الشيخين أو الخلفاء الأربعة : « قالوا : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر .
   وعليكم سنتي . . . الحديث .
   قلنا : خطاب للمقلدين وبيان لأهلية الاتباع ، لأن المجتهدين كانوا يخالفونهم ، والمقلدين قد يقلدون غيرهم ، أما المعارضة : بأصحابي كالنجوم . وخذوا شطردينكم عن الحميراء كما في ( المختصر ) : فتدفع بانهما ضعيفان »(1).

توجد ترجمته في : سبحة المرجان في علماء هندوستان 76 ـ 78 وأبجد العلوم 905 وكشف الظنون ، وهدية العارفين ،وإيضاح المكنون ، والاعلام 6|169 .
   قال الزركلي : « محب الله بن عبدالشكور البهاري الهندي ، قاض ، من الأعيان من أهل بهار، وهي مدينة عظيمة شرقي بورب بالهند .
   مولده في موضع يقال له كره بفتحتين ، ولي قضاء لكنهو ، ثم قضاء حيدر اباد الدكن ، ثم ولي صدارة ممالك الهند ، ولقب بفاضل خان ، ولم يلبث أن توفي .
   من كتبه : مسلم الثبوت في أصول الفقه ، والجوهر الفرد رسالة ، وسلّم العلوم في المنطق » .
28 ـ القاضي الشوكاني ( 1250 ) وقال القاضي الشوكاني في مبحث الاجماع : « وهكذا حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، يفيذ حجية قول كل واحد منهم ، وفيه مقال معروف ، لأن في رجاله عبدالرحيم العمي عن أبيه ، وهما ضعيفان جداً ، بل قال ابن معين : إن عبد الرحيم كذاب ، وقال البخاري متروك ، وكذا قال أبو حاتم .
  وله طريق أخرى فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدا ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : لا يساوي فلسا ، وقال ابن عدي : عامة مروياته موضوعة .
   وروى أيضا من طريق : جميل بن زيد ، وهو مجهول »(2).

---------------------------
(1) مسلم الثبوت بشرح الأنصاري 2|241 .
(2) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول 83 .

الرسائل العشرة _ 30 _


   ترجم له في : البدر الطالع 2|214 ـ 225 وأبجد العلوم 877 والأعلام 7|190ـ191 وغيرها .
   قال الزركلي : « محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني : فقيه مجتهد من كبارعلماء اليمن ، من أهل صنعاء ولد بهجره شوكان ( من بلاد خولان باليمن ) ونشأ بصنعاء ، وولّي قضاءها سنة 1229 ومات حاكما بها ، وكان يرى تحريم التقليد . له 114 مؤلفاً . . . » .
29 ـ صديق حسن خان ( 1307 ) واكتفى صديق حسن خان في مسألة عدالة الصحابة حيث ذكر هذا الحديث بالقول : « وقوله : أصحابي كالنجوم ، على مقال فيه معروف »(1).

   توجد ترجمته في : الأعلام 7| 36 ـ 37 وأبجد العلوم 939 وإيضاح المكنون 1| 10 وغيرها .
   قال الزركلي : « محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القونجي أبو الطيب ، من رجال النهضة الاسلامية المجددين ، ولد ونشأ في قنوج بالهند ، وتعلم في دهلي ، وسافر إلى بهوبال ، طلباً للمعيشة ففاز ثروة وافرة .
   قال في ترجمة نفسه : ألقى عصا الترحال في محروسة بهوبال ، فاقام بها ، وتوطن وتمول واستوزر وناب وألف وصنف ، وتزوج بملكة بهوبال ، ولقب بنواب عالي الجاه أمير الملك بهادر ، له نيف وستون مصنفاً بالعربية والفارسية والهندية » .

---------------------------
(1) حسن المأمول من علم الأصول ص 56 .

الرسائل العشرة _ 31 _

   ويجب أن ننبه هنا على أن ذكرهؤلاء العلماء لم يكن على سبيل الحصر ، وإنما كان على سبيل التمثيل ، إذ أن هناك علماء كثيرين غيرهم يصرحون بضعف حديث النجوم منهم :
ابن الملقّن .
وابن تيمية.
والجلال المحلي .
وأبو نصر السجزي وأبوذر الحلبي .
وأحمد بن قاسم العبادي .
والسبكي .
وابن امام الكاملية صاحب منهاج الأصول .
والمولوي نظام الدين صاحب صبح صادق في شرح المنار.
وولده المولوي عبدالعلي بحر العلوم صاحب شرح مسلم الثبوت .
ومن العلماء المتأخرين :
محمد ناصر الدين الألباني (1).
والسيد محمد بن عقيل العلوي (2).
بل يمكن أن نقول : إنه رأي كافة العلماء ـ من القدماء والمتأخرين ـ الذين يجوزون الخطأ على الصحابة ، ولا يذهبون إلى عدالتهم وعصمتهم أجمعين ، وقد تقدم ذكر بعضهم في « التمهيد » . . .

---------------------------
(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
(2) النصائح الكافية لمن يتولى معاوية .

الرسائل العشرة _ 32 _

   تكملة لقد علم فيما سبق في غضون الكتاب : أن بعض طرق حديث النجوم يشتمل على حديث آخر وهو « إختلاف أمتي رحمة » وقد ضعّف جماعة من المحدثين الاسناد المشتمل على الحديثين .
   فرأيت من المناسب أن أورد هنا بعض كلماتهم بالنسبة إلى هذا الحديث خاصة ، قال الحافظ العراقي : « حديث اختلاف أمتي رحمة : ذكره البيهقي في رسالته ( الأشعرية ) تعليقاً وأسنده في ( المدخل ) من حديث ابن عباس بلفظ : إختلاف أصحابي لكم رحمة ، وإسناده ضعيف » (1).
وقال الحافظ محمد بن طاهر (2)
: « في ( المقاصد ) : إختلاف إمتي رحمة ، البيهقي عن الضحاك عن ابن عباس رفعه في حديث طويل بلفظ : إختلاف أصحابي لكم رحمة ، وكذا الطبراني والديلمي :
   والضحاك عن ابن عباس منقطع ، وقال العراقي : مرسل ضعيف » (3).
وصرح محمد ناصر الدين الألباني المعاصر بأنه لا أصل له ، ونقل كلمات جماعة في ذلك (4).
   كانت هذه كلمات هؤلاء الأعلام من أهل السنة في ردّ حديث النجوم وتضعيفه والحكم بوضعه . . . فلننتقل إلى الناحية التالية وهي أسانيد هذا الحديث ورجالها ، لنرى كلمات الأئمة فيها بالتفصيل :

---------------------------
(1) المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بهامش إحياء العلوم 1|34 .
(2) ترجمته في : شذرات الذهب 8| 410 والنور السافر 361 و أبجد العلوم 895 توفي سنة 986.
(3) تذكرة الموضوعات 90 ـ 91 .
(4) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 |76 ـ 78 .

الرسائل العشرة _ 33 _

نظرات في أسانيد ورواة حديث النجوم وآراء أئمة الجرح والتعديل فيهم .
   إن الحديث النجوم أسانيد عديدة تفيد بمجموعها الشهرة ، اكن التتبع لما يفيد : أن واحداً من تلك الأسانيد لم يكن ليسلم من طعن علماء الرجال وأئمة الجرح واللعديل من أهل السنة .
   رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب : لقد رووا هذا الحديث عن عبدالله بن عمر ، إلا أن في سند الرواية :
1 ـ « عبد الرحيم بن زيد » ، ومن راجع كتاب ( الضعفاء ) للبخاري و ( الضعفاء ) للنسائي ، و ( العلل ) لابن أبي حاتم ، و ( الموضوعات ) و ( العلل المتناهية ) لابن الجوزي ، و ( ميزان الاعتدال ) و ( الكاشف ) و ( المغني ) للذهبي و ( خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ) للخزرجي . . . وغيرها وجد كلمات الطعن والذم لهذا الرجل كقولهم : « ليس بشيء » و « كذاب » و « ضعيف » و « كذاب خبيث » .
   وقد مر في مواضع من الكتاب بعض تلك الكلمات .
2 ـ « زيد العمي » وقد صرحوا بضعفه أيضاً ، بل تقدم في كلام المناوي عن الحافظ ابن عدي قوله « عامة ما يرويه ومن يروي عنه ضعفاء » ورووه بسند آخر من عبدالله بن عمر أيضاً إلا أن فيه : « حمزة الجزري » .
   الذي جاء في ( الضعفاء ) للبخاري « حمزة بن أبي حمزة النصيبي : منكر الحديث » وفي ( الضعفاء ) للنسائي : « متروك الحديث » وفي ( الموضوعات ) : « قال يحيى ليس بشيء ، وقال ابن عدي يضع الحديث » وفيه عن أحمد « هو مطروح الحديث » وعن يحيى « لا يساوي فلسا » وتجد آمثال هذه الكلمات في ( البحر المحيط ) لأبي حيان و ( الميزان ) و ( الكاشف ) للذهبي وغيرها ، وقد تقدم بعضها .

الرسائل العشرة _ 34 _

   رواية عمر بن الخطاب
   ولقد رووا هذا الحديث عن عمر بن الخطاب أيضاً ، إلا أن في سند الرواية :
1 ـ « نعيم بن حماد » ، وهو مجروح كما تقدم في كلام ابن الجوزي .
2 ـ « عبدالرحيم بن زيد » .
3 ـ « زيد العمي ».
وقد تقدم الكلام فيهما .
   رواية جابر بن عبد الله الأنصاري
   ورووا هذا الحديث عن جابر بن عبد الله ، إلا أن رواته مجهولون ، فقد تقدم عن ابن حجر العسقلاني في ( تخريج أحاديث الكشاف ) قوله : « وأخرجه ـ يعني الدار قطني ـ في ( غرائب مالك ) من طريق حميد بن زيد عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في أثناء حديث وفيه : فبأي قول أصحابي أخذتم اهتديتم ، إنما مثل أصحابي مثل النجوم ، من أخذ بنجم منها اهتدى .
   قال : لا يثبت عن مالك ، ورواته دون مالك مجهولون » .
   ورواه بسند اخر عن جابر أيضاً ، إلأ أن فيه :
1 ـ « أبو سفيان » .
وقد قال ابن حزم « أبو سفيان ضعيف »(1).
2 ـ « سلام بن سليم » .
   وقد قال ابن حجر : « وسلام ضعيف » .
   وقال ابن حزم : « يروي الأحاديث الموضوعة وهذا منها بلا شك » .
   وقال ابن خراش : « كذاب » .
   وقال ابن حبان : « روى أحاديث موضوعة » .
   ونقل هذه الكلمات في ( سلسلة الأحاديث الموضوعة والضعيفة ) وأضاف أنه « مجمع على ضعفه ».
3 ـ « الحارث بن غصين » .
   وقد قال ابن عبد البر بعد أن نقل الحديث بالاسناد عن جابر : « هذا إسناد لا تقوم به حجة ، لأن الحارث بن غصين مجهول » ، وقد تقدم أن الزين العراقي أورد كلام ابن عبدالبرهذا مرتضياً إياه . . .

---------------------------
(1) راجع سلسلة الأحاديث 1|78 .

الرسائل العشرة _ 35 _

   رواية عبد الله بن عباس ورووا أيضاً هذا الحديث عن ابن عباس ، إلا أن في سند الرواية :
1 ـ « سليمان بن أبي كريمة » .
   وقد ضعفه أبو حاتم الرازي والجلال السيوطي ومحمد بن طاهر وقال ابن عدي : « عامة أحاديثه مناكير » وقال الذهبي : « لين صاحب مناكير » راجع : ( الموضوعات ) لابن الجوزي و ( ميزان الاعتدال ) و ( المغني ) للذهبي ، ( لسان الميزان ) لابن حجر و ( قانون الموضوعات ) لمحمد بن طاهر ، وغيرها .
2 ـ « جويبر بن سعيد » ، الذي قال النسائي في ( الضعفاء ) عنه : « متروك الحديث » والبخاري في ( الضعفاء ) : « جويبربن سعيد البلخي عن الضحاك ، قال علي بن يحيى : كنت أعرف جويبراً بحديثين ، ثم أخرج هذه الأحاديث فضعف » وابن الجوزي في ( الموضوعات ) : « وأما جويبر فأجمعوا على تركه .
   قال أحمد : لا يشتغل بحديثه » وفي ( الميزان ) « قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال الجوزجاني : لا يشتغل به ، وقال النسائي والدار قطني وغيرهما : « متروك الحديث » وفي ( الكاشف ) : « تركوه » إلى غير ذلك من الكلمات .
3 ـ « الضحاك بن مزاحم » ، وقد جاء في ترجمته من ( الميزان ) و ( المغني ) للذهبي و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر العسقلاني وغيرها : إن الرجل كان لا يحدث عنه ، ضعيفاً في الحديث ، مجروحاً .
   وقد أنكر شعبة وجماعة من كبار الأئمه أن يكون لقي الرجل ابن عباس . . .
   رواية أبي هريرة ورووا هذا الحديث عن أبي هريرة أيضاً ، إلا أن في سند الرواية : « جعفر بن عبدالواحد القاضي الهاشمي » .
   وكان هذا لرجل متهما بوضع الحديث وسرقته ، متروكا كذابا . . . كما يظهر من مراجعة ( تخريج أحاديث الكشاف ) و ( لسان الميزان ) لابن حجر العسقلاني ، و ( المغني ) و ( الميزان ) للذهبي ، و ( اللالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) للجلال السيوطي وغيرها .
   هذا . . . بغض النظر عن المقال المعروف في أبي هريرة نفسه .

الرسائل العشرة _ 36 _

   رواية أنس بن مالك ولقد رووا هذا الحديث كذلك عن أنس بن مالك ، إلا إن في سند الروايه : « بشر بن الحسين » .
   يرويه عن الزبير بن عدي عن أنس وقد قال الذهبي في ( المغني ) : « قال الدار قطني : متروك ، وقال أبو حاتم : يكذب على الزبير » .
   ولاحظ سائر الكلمات في ذمه في ( لسان الميزان ) (1).
لابن حجر .

   والآن . . . هلّم معي لنرى هل يصح صدورمثل هذا الكلام من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ وهل كان جميع الصحابة على خيرمن بعده ؟ وهل كانوا جميعاً مؤهلين لأن يقتدى بهم ؟ وهل كانوا جميعا هادين حقاً ؟ . . . إذا كان كذلك ، فما معنى قوله تعالى : ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (2).
   وقوله تعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) (3).
   وغيرهما من الآيات الكريمة التي تنص على وجود المنافقين بين أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
   ثم هل يمكن الاعتقاد بأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان لا يعلم ما سيقع بعده بين الأمة الاسلامية ؟ كلا . . . ثم كلا . . . إنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان على علم بجميع ما سيحدث بين أصحابه وأمته إلى يوم القيامة ، لذا وردت الأحاديث الكثيرة التي لا تحصى يخبر فيها ( عليه وعلى آله الصلاة والسلام ) عن القضايا التي سيستقبلها المسلمون .
إنه ( صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ) قال : « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . . . » (4).
   وهناك أحاديث كثيرة أيضا وردت في خصوص صحابته تفيد سوء حال جم غفير منهم ، وانقلابهم من بعده على أعقابهم ، مرتدين عن الدين راجعين بعده كفارا خاسرين .

---------------------------
(1) لسان الميزان 2|21ـ23.
(2) سورة آل عمران 3 : 144 .
(3) سورة التوبة 9 : 101 .
(4) رواه جماعة ، وقال العلامة المقبلي في (العلم الشامخ ) : « وحديث افتراق الأمة إلى سبعين فرقة رواياته كثيرة يعضد بعضها بعضا بحيث لا تبقى ريبة في حاصل معناه » . المذاهب الاسلامية لمحمد أبو زهرة ص 14.

الرسائل العشرة _ 37 _

   منها :
   قوله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فيما أخرجه البخاري : « أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن رجال منكم ، ثم ليختلجن دوني ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما احدثوابعدك « وفي حديث : فاقول : سحقا سحقا لمن غير بعدى » وفي بعض الأحاديث : « إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى »(1).
ومنها : قوله صلى الله عليه واله وسلم لأصحابه : « لا ترجعوا بعدي كفاراً »(2).
ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل »(3).
. . . إلى غير ذلك من الأحاديث التي رواها القوم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذم الصحابه آحاداً وجماعات ، في موارد كثيرة ومناسبات مختلفة ومواطن عديدة . . . فكيف يحسن منه ( سلام الله عليه وآله ) أن يجعل كلا من هؤلاء نجما يهتدى به والحال هذه ؟ على أن كثيراً من الصحابة اعترفوا في مناسبات عديدة بالجهل وعدم الدراية والخطا في الفتيا ، حتى اشتهر عن بعض أكابرهم ذلك . . . ولذا كان باب التخطئة والرد مفتوحا لدى أصحاب رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وعلى آله ) ، بل ربما تجاوزت التخطئة حد الاعتدال وبلغت التكذيب والتجهيل والتكفير ... وتلك قضاياهم مدونة في كتب الآثار.
   وهل أعجب من دعوى كون جميعهم نجوما يهتدى بهم والحال أنه لم تكن لهم هذه المنزلة عندأنفسهم ، كما هو واضح عند من راجع أخبارهم ؟ .
   وأماسب بعضهم بعضا ، وضرب بعضهم بعضا ، ونفي بعضهم لبعض فقد كان فاشياً فيما بينهم ، بل لقد استباح بعضهم قتل بعض .

---------------------------
(1) صحيح البخاري باب في الحوض 4 |87 ـ 88 وغيره من الصحاح وكتب الحديث .
(2) إرشاد الفحول ص 76 .
(3) الجامع الصغير. قال المناوي ، خرجه الإمام أحمد في المسند ، وكذا أبو يعلى عن أبي نفيسة ، ورواه أحمد والطبراني عن أبي موسى ، وأبو نعيم في الحلية عن أي بكر. فيض القدير 4|173.

الرسائل العشرة _ 38 _

   أما إذا راجعنا أخبار كل واحد من الصحابة وتتبعنا أفعالهم وقضاياهم لعثرنا على أشياء غريبة عن الاسلام ، بعيدة عنه كل البعد ، من شرب للخمر ، وشهادة زور ، ويمين كاذبة ، وفعل للزنا ، وبيع للخمر ، والأصنام ، وفتيا بغير علم . . . إلى غير ذلك من الكبار المحرمة بأصل الشرع واجماع المسلمين . . . نشيرهنا إلى بعضها باختصار . . .
1 ـ كذب جماعة من مشاهير الصحابة وأعيانهم في قضية الجمل في موضوع ( الحوأب ، وتحريضهم الناس على شهادة الزور كما شهدوا هم ، والقصة مشهورة . . . (1).
2 ـ قصة خالد بن الوليد وقوم مالك على عهد أبي بكر إذ وقع فيهم قتلا ونهبا وسببا ، ثم نكح امرأة رئيسهم مالك بن نويرة من ليلته بغيرعدة ، حتى أنكر عمر بن الخطاب ذلك (2).
3 ـ زنا المغيرة بن شعبة في قضية هذا مجملها : إن المغيرة بن شعبة زنا بام جميل بنت عمر ، وهي أمرأة من قيس ، وشهد عليه بذلك : أبوبكرة ، ونافع بن الحارث ، وشبل بن معبد .
   ولما جاء الرابع وهو زياد بن سمية ـ أو : زياد بن أبيه ـ ليشهد أفهمه عمر ابن الخطاب رغبته في أن يدلي بشهادته بحيث لا تكون صريحة في الموضوع حتى لا يلحق المغيرة خزي بإقامة الحد عليه ، ثم سأله عما رآه قائلأ : أرأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة .
   فقال : لا .
   فقال عمر : الله اكبر ، قم يا مغيرة إليهم فاضربهم .
   فقام يقيم الحدود على الشهود الثلاثة (3).

---------------------------
(1) هذه القصة مشهورة رواها كافة أرباب التواريخ ، كالطبري وابن الأثير وابن خلدون والمسعودي وأبي الفداء ... وغيرهم .
(2) وهذه الواقعة أيضا مشهورة تجدها في جميع التواريخ والسير وكتب الكلام ، وهي إحدى موارد الطعن في أبي بكربن ابي قحافة .
(3) وفيات الأعيان 455|2 ، ابن كثير 7| 81 ، الطبري 4 |207 . وفي الواقعة هذه مخالفتان للنصوص الشرعية والأحكام الاسلامية الضرورية كما لا يخفى .

الرسائل العشرة _ 39 _

4 ـ بيع سمرة بن جندب الخمرعلى عهد عمر بن الخطاب ، فقال عمرلما بلغه ذلك : « قاتل الله فلانا ، باع الخمر . . . ؟ » (1).
5 ـ بيع معاوية بن أبي سفيان الأصنام ، فقد جاء في ( المبسوط ) ما نصه : « وذكر عن مسروق رحمه الله قال : بعث معاوية رحمه الله بتماثيل من صفر تباع بارض الهند فمر بها على مسروق رحمه الله قال : والله لو أني أعلم أنه يقتلني لغرقتها ، ولكني أخاف أن يعذبني فيفتنني ، والله لا أدري أي الرجلين معاوية : رجل قد زين له سوء عمله ، أو رجل قد يئس من الآخرة فهو يتمتع في الدنيا . . . » (2).
6 ـ شرب عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب ( وكنيته أبو شحمة ) الخمر على عهد أبيه في مصر أيام ولاية عمرو بن العاص عليها .
   وقد أقام عمر الحد على ولده هذا في المدينة ـ بعد أن طلبه من مصرـوقد أقام عمرو الحدّ عليه هناك وهو مريض ثم حبسه أشهر فمات على أثر ذلك (3).
7 ـ جهل بعض كبار الصحابة بالأحكام الشرعية ، بل بمعاني الألفاظ العربية ، وقوله في ذلك بغيرعلم .
   فقد اشتهر عن أبي بكر أنه لم يعرف معنى « الكلالة » بالرغم من نزولها في القران ، وبيان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) معناها للأمة ، فقال حينما سئل عنها : « إنّي رأيت في الكلالة رأيأ ، فإن كان صوابأ فمن الله وحده لا شريك له ، وإن يكن خطا فمني والشيطان ، والله برئ منه . . . » (4).
8 ـ بيع معاوية بن أبي سفيان الشيء بأكثرمن وزنه ، فقد جاء في ( الموطأ ) ما نصه : « مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار : إن معاوية بن أبي سفيان باع سقاية من ذهب أو ورق باكثر من وزنها ، فقال له أبو الدرداء : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ينهى عن مثل هذا ، إلا مثلا بمثل ، فقال له معاوية : ما أرى بمثل هذا باسا .
   فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) ويخبرني عن رأيه ، لا أساكنك بارض أنت بها » (5).

---------------------------
(1) صحيح البخاري وغيره .
(2) المبسوط في الفقه الحنفي كتاب الإكراه .
(3) شرح النهج 3|123 ط مصر ، وفي القضية مخالفات للنصوص الشرعية كما لا يخفى .
(4) ذكر ذلك جميع المفسرين وعلماء الكلام .
(5) الموطأ 2 |59 ، وانظر شرحه للسيوطي .

الرسائل العشرة _ 40 _

9 ـ إقدام زيد بن أرقم على أمر قالت عائشة أنه أبطل جهاده مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) إن لم يتب . . . فقد روى جماعة من المحدّثين والفقهاء والمفسرين « عن أم يونس : إن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) قالت لها أم محبة أم ولد لزيد بن أرقم الأنصاري : يا أم المؤمنين أتعرفين زيد بن أرقم ؟ قالت : نعم ، قالت : فإني بعته عبدا إلى العطاء بثمانمائة ، فاحتاج إلى ثمنه فاشتريته منه قبل الأجل بستمائة ، فقالت : بئسما شريت وبئسما اشتريت ، ابلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن لم يتب .
   قالت : فقلت أفرأيت إن تركت المائتين وأخذت الستمائة؟ قالت : فنعم ، من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف » (1).
10 ـ مؤامرة عائشة وحفصة على زينب بنت جحش ، فقد روي عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فتواطأت أنا وحفصة على أن أيتنا دخل عليها.، فلتقل له ؛ أكلت مغافير ؟ (2).
   قال : لا ولكن أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ، فلن أعود له ، لا تخبري بذلك أحدا » (3).
   والخلاصة : فإن الآيات الكريمة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، وكتب التاريخ والفقه تشهد على بطلان حديث النجوم ، وتدل على أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يجيز لنا الاقتداء بكل واحد من صحابته ، لمجرد صحبته وفيهم المنافق والفاسق والمجرم . . . فمعنى حديث النجوم دليل آخر على أنه موضوع ، بالاضافة إلى ضعف جميع رواته وطرقه . . .

---------------------------
(1) تفسير ابن كثير 1|327 ، الدر المنثور 1|365 كلاهما في تفسيرالآية 275 من سورة البقرة النازلة في تحريم الربا ، وأضاف ابن كثير : « وهذا الاثر مشهور » وذكره ابن الأثير في (جامعه) والمرغياني في (هدايته) والكاساني في (بدائعه) .
(2) المغفور ، جمعه مغافر ومغافير : صمغ كريه الرائحه يسيل من بعض الشجر.
(3) تجده في الصحاح وغيرها.

الرسائل العشرة _ 41 _

   وقد نص على بطلان هذا الحديث من هذه الناحية جماعة من علماء الحديث كالبزار (1) وابن القيم (2) وابن حزم (3) .
   نعم . هناك في كتب أهل السنة ومصادرهم المعتبرة في الحديث ، أحاديث رووها عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) نؤمن بمضمونها ، ونأخذ بمؤداها ، ونعتقدبمدلولها ، ولا مجال لورود شيء من المحاذير فيها ، كقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي » (4) .
   وقوله : « النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض »(5) .
   وقوله : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهلى بيتي أمان لأمتي من الآختلاف ، فاذا خالفها قبيلة اختلفوا فصاروا حزب ابليس » (6) .

---------------------------
(1) تقدم قوله : والكلام أيضا منكرعن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلّم .
(2) إعلام الموقعين عن رب العالمين 2 |223 ـ 224 .
(3) راجع سلسله الأحاديث 1|83 حيث قال : « فمن المحال أن يامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باتباع كل قائل من الصحابة . . . » .
(4) ذخائر العقبى 17 تحت عنوان (ذكر أنهم أمان لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم) ، إحياء الميت 19 عن جماعة من أئمة الحديث .
(5) ذخائر العقبى 17 ، إسعاف الراغبين 130 (بهامش نور الأبصار) كلاهما عن أحمد .
(6) إحياء الميت 24 عن الحاكم ، إسعاف الراغبين 130 إلى « الاختلاف » قال صححها الحاكم على شرط الشيخين » .

الرسائل العشرة _ 42 _

   وإنما قلنا ذلك : لاعتضادها بآيات القرآن العظيم والأحاديث المتواترة عن النبي الكريم ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وثبوت عصمة أئمة أهل البيت ( وهم علي وبنوه الأحد عشر ) بالكتاب والسنة ، وعدم اختلافهم في شيء من الأحكام ، وحرصهم التام على تطبيق الشريعة المقدسة . . .
   وختاما نعود فنسأل : هل يصح هذا الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجواب : كلا . . . فإن التتبع لكلمات أئمة أهل السنة وآرائهم في هذا الحديث ، والنظر في أسانيده ، والتأمل في متنه . . . كل ذلك يدل بوضوح على أن هذا الحديث موضوع باطل بجميع ألفاظه وأسانيده لا يصح التمسك به والاستناد إليه .
   ويرى القارئ الكريم أنا لم نعتمد في هذا البحث إلا على أوثق المصادر في الحديث والتاريخ والتراجم وغيرها ، ولم ننقل إلا عن أعيان المشاهير وأئمة الحديث والتفسير والأصول والتاريخ .
   ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يوفقنا لتحقيق السنة واتباع ما هو بذلك حقيق ، والاقتداء بمن هو به جدير . . . وصلى الله على سيدنا محمد الهادي الأمين وآله المعصومين والحمد لله رب العالمين .

تأليف
السيد علي الحسيني الميلاني
   الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين .
   وبعد ، فلا يخفى أن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي عند المسلمين ـ وإن وقع الخلاف بينهم في طريقها ـ فمنها ـ بعد القرآن الكريم ـ تستخرج الأحكام الإلهية ، وأصول العقائد الدينية ، والمعارف الفذّة ، والأخلاق الكريمة ، بل فيها بيان ما أجمله الكتاب ، وتفسير ما أبهمه ، وتقييدما أطلقه وإيضاح ما أغلقه . . .
   فنحن مأمورون باتباع السنة والعمل بما ثبت منها ، ومحتاجون إليها في جميع الشؤون ومناحي الحياة ، الفردية والاجتماعية . . . إلاّ أن الأيدي الأثيمة تلاعبت بالسُنة الشريفة حسب أهوائها وأهدافها . . . وهذا أمر ثابت يعترف به الكلّ . . . ولهذا وذاك . . . انبرى علماء الحديث لتمييز الصحيح من السقيم ، والحق من الباطل . . .فكانت كتب ( الصحاح ) وكتب ( الموضوعات ) . . .

الرسائل العشرة _ 43 _

   ولكن الحقيقة هي تسرب الأغراض والدوافع الباعثة إلى الاختلاق والتحريف إلى المعايير التي اتخذوها للتمييز والتمحيص . . . فلم تخل ( الصحاح ) من الموضوعات والأباطيل ، ولم تخل ( الموضوعات ) من الصحاح والحقائق . . . وهذا ما دعا آخرين إلى وضع كتب تكلّموا فيها على ما اخرج في الصحاح واخرى تعقبوا فيها ما أدرج في الموضوعات . . . وقد تعرضنا لهذا في بعض بحوثنا المنشورة . . . وحديث : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » أخرجه غير واحد من أصحاب الصحاح . . . وقال بصحته غيرهم تبعاً لهم . . . ومن ثمّ استندوا إليه في البحوث العلميّة .
   ففي كتب العقائد . . . في مبحث الإمامة . . . جعلوه من أقوى الحجج على إمامة أبي بكر وعمر بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) . . . وفي الفقه . . . استدلوا به لترجيح فتوى الشيخين في المسألة إذا خالفهما غيرهما من الأصحاب . . . وفي الاصول . . . في مبحث الإجماع . . . يحتجّون به لحجّيّة اتفاقهما وعدم جواز مخالفتهما فيما اتفقا عليه . . . فهل هو حديث صحيح حقاً؟ لقد تناولنا هذا الحديث بالنقد ، فتتبّعنا أسانيده في كتب القوم ، ودققنا النظر فيها على ضوء كلمات أساطينهم ، ثم عثرنا على تصريحات لجماعة من كبار أئمتهم في شأنه ، ثم كانت لنا تأمّلات في معناه ومتنه . . . فإلى أهل الفضل والتحقيق هذه الصفحات اليسيرة المتضمنة تحقيق هذا الحديث في ثلاثة فصول . . . والله أسأل أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم . . . إنه خير مسؤول .
علي الحسيني الميلاني

الرسائل العشرة _ 44 _


   إن حديث الاقتداء من الأحاديث المشهورة في فضل الشيخين ، فقد روره عن عدة من الصحابة وبأسانيد كثيرة . . . لكن لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مطلقا ، ولم يخرج في شيء من الصحاح عن غير حذيفة وعبدالله بن مسعود ، وقد ذهب غيرواحد من أعلام القوم إلى عدم قبول ما لم يخرجه الشيخان من المناقب ، وكثيرون منهم إلى عدم صحة ما أعرض عنه أرباب الصحاح .
   وعلى ما ذكر يسقط حديث الاقتداء مطلقاً أو ما كان من حديث غير ابن مسعود وحذيفة .
   لكنّا ننظر قي أسانيد هذا الحديث عن جميع من روي عنه من الصحابة ، إلآ أنّا نهتّم في الأكثر بما كان من حديث حذيفة وابن مسعود ، ونكتفي في البحث عن حديث الآخرين بقدر الضرورة فنقول :
   لقد رووا هذا الحديث عن :
1 ـ حذيفة بن اليمان .
2 ـ عبدالله بن مسعود.
3 ـ أبي الدرداء.
4 ـ أنس بن مالك .
5 ـ عبدالله بن عمر.
6 ـ جدّة عبدالله بن أبي الهذيل .
   ونحن نذكر الإسناد إلى كل واحد منهم ، وننظر في رجاله :

الرسائل العشرة _ 45 _


رواه أحمد بن حنبل ، قال : « حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة : أن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر »(1) .
   وقال أيضاً : « حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن عبدالملك بن عمير ، عن مولى لربعي بن حراش ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة : كنا جلوساً عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : إني لست أدري ما قدر بقائي فيكم ، فاقتدوا باللذّين من بعدي ـ وأشار إلى أبي بكر وعمرـ قال : وما حدّثكم ابن مسعود فصدقوه »(2) .
   ورواه الترمذي حيث قال : « حدثنا الحسن بن الصباح البزّاز أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن ربعي ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر .
   وفي الباب عن ابن مسعود هذا حديث حسن ».
   قال : « روى سفيان الثوري هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير ، عن مولّى لربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) » .
   قال : « حدثنا أحمد بن منيع وغير واحد ، قالوا : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، نحوه ».

---------------------------
(1) مسند أحمد 5|382 .
(2) مسند أحمد 5|385 .

الرسائل العشرة _ 46 _

   « وكان سفيان بن عيينة يدلّس في هذا الحديث فربّما ذكره عن زائدة عن عبدالملك بن عمير ، وربّما لم يذكر فيه عن زائدة » .
   « وروى هذا الحديث إبراهيم بن سعد ، عن سفيان الثوري ، عن عبدالملك بن عمير ، عن هلال مولى ربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) » (1) .
وقال :    « حدّثنا محمود بن غيلان ، أخبرنا وكيع ، أخبرنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن مولّى لربعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، قال : كنّا جلوساً... »(2) .
   ورواه ابن ماجة بسنده : « عن عبدالملك بن عمير ، عن مولى لربعي بن حراش ، عن ربعى بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم .. »(3) .
   ورواه الحاكم بإسناده : « عن عبدالملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار وتمسّكوا بعهد ابن ام عبد ».
   وعنه ، عن ربعي ، عن حذيفة ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وإذا حدثكم ابن اُمّ عبد فصدقوه » .

---------------------------
(1) صحيح الترمذي ـ مناقب أبي بكر وعمر.
(2) صحيح الترمذي ـ مناقب عمّار بن ياسر.
(3) سنن ابن ماجة ـ مناقب أبي بكر.

الرسائل العشرة _ 47 _

وعنه : « عن هلال مولى ربعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ».
   بإسناده : « عن عبدالملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسكوا بعهد اُبن أمّ عبد » .
   ثم قال الحاكم : « هذا حديث من أجل ما روي في فضائل الشيخين ، وقد أقام هذا الإسناد عن الثوري ومسعر : يحيى الحمّاني ، وأقامه أيضاً عن مسعر : وكيع وحفص ابن عمر الإيلي (1) .
   ثم قصر بروايته عن ابن عيينة : الحميدي وغيره ، وأقام الإسناد عن ابن عيينة : إسحاق بن عيسى بن الطبّاع .
   فثبت بما ذكرنا صحّة هذا الحديث وان لم يخرجاه »(2) .
   نقد السند :
1 ـ هذه أشهر طرق هذا الحديث عن حذيفة بن اليمان ، ويرى القارىء الكريم أنها جميعاً تنتهي إلى : « عبدالملك بن عمير » وهو رجل مدلّس ، ضعيف جداً ، كثير الغلط ، مضطرب الحديث جداً : قال أحمد : « مضطرب الحديث جداً مع قلّة روايته ، ما أرى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها »(3) .

---------------------------
(1) لقد اقتصرنا في النقد على الكلام حول « عبدالملك بن عمير » الذي عليه مدار هذا الحدبث الذي بذل الحاكم جهداً في تصيحه فكان أكثر حرصاً من الشيخين على رواية ما وصفه بـ« أجل ما روي في فضائل الشيخين » وإلاّ فإن « حفص بن عمر الإيلي » هذا مثلاً أدرجه العقيلي في الضعفاء وروى عنه حديث الاقتداء ثم قال : « أحاديثه كلّها إمّا منكر المتن ، أو منكر الإسناد ، وهو إلى الضعف أقرب » الضعفاء 2|797. و« يحيى النعمّاني » قال الحافظ الهيثمي بعد أن روى الحديث عن الترمذي والطبراني في الأوسط : « وفيه يحيى ابن عبدالحميد الحمّاني وهو ضعيف » مجمع الزوائد 9|295.
(2) المستدرك 3|75 .
(3) تهذيب التهذيب 6|411 وغيره .

الرسائل العشرة _ 48 _

   وقال : إسحاق بن منصور : « ضعفه أحمد جداً »(1) .
   وقال أحمد أيضاً : « ضعيف يغلط »(2) .
   أقول : فمن العجيب جداً رواية أحمد في مسنده حديث الاقتداء وغيره عن هذا الرجل الذي يصفه بالضعف والغلط ، وقد جعل المسند حجةُ بينه وبين الله !! .
   وقال ابن معين : « مخلط »(3) .
   وقال أبو حاتم : « ليس بحافظ ، تغير حفظه » (4) .
.    وقال أيضاً : « لم يوصف بالحفظ »(5) .
   وقال ابن خراش : « كان شعبة لا يرضاه »(6) .
   وقال الذهبي : « وأمّا ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح وما ذكر التوثيق »(7) .
   وقال السمعاني : « كان مدلّساً »(8) .
وكذا قال ابن حجر العسقلاني (9) وعبد الملك ـ هذا هو الذي ذبح عبد الله بن يقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي وهو رسول الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ، فإنه لما رمي بأمر ابن زياد من فوق القصر وبقي به رمق أتاه عبد الملك بن عمير فذبحه ، فلمّا عيب ذلك عليه قال : إنما أردت أن اريحه »(10) ! .
---------------------------
(1) تهذيب التهذيب 6|412 . ميزان الاعتدال 2|660.
(2) ميزان الاعتدال 6|660.
(3) ميزان الاعتدال 6|660. المغني 2|407 . تهذيب التهذبب 6|412 .
(4) ميزان الاعتدال 2|660
(5) تهذيب التهذيب 6|412 .
(6) ميزان الاعتدال 2|660.
(7) ميزان الاعتدال 2|660.
(8) الأنساب 10|50 في « القبطي »
(9) تقريب التهذيب 1|521.
(10) تلخيص الشافي 3|35 ، روضة الواعظين : 177 ، مقتل الحسين : 185 .

الرسائل العشرة _ 49 _

2 ـ ثمّ إن ( عبد الملك بن عمير ) لم يسمع هذا الحديث من ( ربعي بن حراش ) و ( ربعي ) لم يسمع من ( حذيفة بن اليمان ) . . . ذكر ذلك المناوي حيث قال : « قال ابن حجر : اختلف فيه على عبدالملك ، وأعله أبو حاتم ، وقال البزازكابن حزم : لا يصحّ ، لأن عبد الملك لم يسمعه من ربعي ، وربعي لم يسمع من حذيفة ، لكن له شاهد »(1) .
   قلت : الشاهد إن كان حديث ابن مسعود كما هو صريح الحاكم والمناوي فستعرف ما فيه .
   وإن كان حديث حذيفة بسند آخر عن ربعي فهو ما رواه الترمذي بقوله : « حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الاموي ، نا وكيع ، عن سالم بن العلاء المرادي ، عن عمرو بن هرم ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، قال : كنّا جلوساً عند النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : إني لا أدري ما بقائي فيكم ، فاقتدوا باللّذين من بعدي ، وأشار إلى أبي بكر وعمر »(2) .
   ورواه ابن حزم بقوله : « وأخذناه أيضاً عن بعض أصحابنا ، عن القاضي أبي الوليد بن الفرضي ، عن ابن الدّخيل ، عن العقيلي ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا محمد بن فضيل ، ثنا وكيع ، ثنا سالم المرادي ، عن عمرو بن هرم ، عن ربعي بن حراش وأبي عبدالله ـ رجل من أصحاب حذيفة ـ ، عن حذيفة »(3).
   وفي سند هذا الحديث :
1 ـ « سالم بن العلاء المرادي » وعليه مداره :
---------------------------
(1) فيض القدير 2|56.
(2) صحيح الترمذي ـ مناقب أبي بكر وعمر.
(3) الإحكام في اُصول الأحكام 2|242.

الرسائل العشرة _ 50 _

  قال ابن حزم بعد أن روى الحديث كما تقدّم : « سالم ضعيف ».
  وفي : « ميزان الاعتدال » : « ضعّفه ابن معين و النسائي »(1).
   وفي « الكاشف » : « ضعّف »(2).
  وفي « تهذيب التهذيب » : « قال الدوري عن ابن معين : ضعيف الحديث »(3).
   وفي « لسان الميزان » : « ذكره العقيلي . . . وضعّفه ابن الجارود »(4).
   2 ـ « عمرو بن همرم » وقد ضعفه القطّان (5).
   3 ـ « وكيع بن الجرّاح » وهو مقدوح (6).
   ثم إن في سند الحديث عن حذيفة في أكثر طرقه ، « مولى ربعي بن حراش » وهو مجهول كما نصّ عليه إبن حزم .
   وقد سُمّي هذا المولى في بعض الطرق بـ « هلال » وهو أيضاً مجهول ، قال ابن حزم : « وقد سمّى بعضهم المولى فقال : هلال مولى ربعي ، وهو مجهول لا يعرف من هو أصلاً » (7).

   رواه الترمذي حيث قال : « حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزّعراء ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي : أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكُوا بعهد ابن مسعود » (8).

---------------------------
(1) ميزان الاعتدال 2|112.
(2) الكاشف 1|344.
(3) تهذيب التهذيب 3|440.
(4) لسان الميزان 3|7.
(5) ميزان الاعتدال 3|291 .
(6) ميزان الاعتدال 4|312.
(7) الإحكام في اُصول الأحكام 2|243
(8) صحيح الترمذي 5|672 .

الرسائل العشرة _ 51 _

   والحاكم حيث قال ـ بعد أن أخرج الحديث عن حذيفة : « وقد وجدنا له شاهداً بإسناد صحيح عن عبدالله بن مسعود : حدثنا أبو بكر ابن إسحاق ، أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسكوا بعهد ابن مسعود » (1).
   نقد السند :
1 ـ لقد صرح الترمذي بغرابته وقال : « لا نعرفه إلآ من حديث يحيى بن سلمة ابن كهيل » ثم ضعّف الرجل ، وهذا نصّ كلامه : « هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود ، لا نعرفه إلاّ من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل ، ويحيى بن سلمة يضعّف في الحديث » (2).
2 ـ في هذا الإسناد : « يحيى بن سلمة بن كهيل » وهو رجل ضعيف ، متروك ، منكر الحديث ، ليس بشيء : قال التّرمذي : « يضعف في الحديث » .
   وقال المقدسي : « ضعّفه ابن معين : وقال أبو حاتم : ليس بالقويّ ؛ وقال البخاري : في حديثه مناكير؛ وقال النسائي : ليس بثقة ؛ وقال الترمذي : ضعيف » (3).
وقال الذهبي : « ضعيف » (4).

---------------------------
(1) مستدرك الحاكم 3|75.
(2) صحيح الترمذي 5|672.
(3) الكمال في أسماء الرجال ـ مخطوط ـ.
(4) الكاشف 3|251 .