لابن سعد
تحقيق
السيد عبد العزيز الطباطبائي
المقدمة
الحمد لله أعظم الحمد ومنتهاه ، وغاية الشكر وأسماه ، حمداً ليس بعده حمد ، تبارك وتعالى الله ربّ العالمين ، والصلاة على نبيّه المصطفى ، ورسوله الأوفى ، ورحمته الكبرى ، وصاحب الشفاعة المرتجى ، محمّد بن عبد الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وعلى أهل بيته المعصومين ، سفن النجاة ، ومنائر الهدى ، وحبل الله الممدود من الأرض إلى السماء.
وبعد : فلعلّ استقراء متون كثير من المصنِّفات المختلفة لمؤلُّفي الإمامية ـ وطوال حقب متلاحقة ـ يبيّن بجلاء لا يقبل الشكّ أنُّ الكثير من الأصول المهّمة التي اعتمدتها هذه المؤلِّفات كمراجع تستقي منها موادّ بحثها لا زالت متأرجحة بين القطع الحتمي بانعدامها وتلفها ـ لأسباب متعدّدة ـ أو إنزوائها مهملة في عالم المخطوطات المتناثر في بقاع هذه المعمورة ، وفي ذلك التصوّر الكثير من الأسباب الموجبة لمضاعفة الجهد في إغناء وتطوير الحركة التحقيقية الرصينة للتراث الشيعي العظيم.
وإذا كانت مؤسّستنا قد وفِّقت بمنّ من الله تعالى ، وببركة أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) ، في أن ترفد بجهودها المتواضعة عموم هذه الحركة التحقيقية المباركة بأشكالها المختلفة ، فإنّها تعتبر مجلّتها الفصلية ( تراثنا ) ميداناً خصباً ومعطاءً في هذا المعترك المقدّس والسامي ، وبشهادة أساتذة الحوزة وفضلائها وذوي الاختصاص والباحثين ، بل ومرجعاً مهمّاً بشؤونها العلمية المتخصّصة.
ويعتبر الباب الذي جهدت ـ بمساعدة الإخوة المحقّقين ـ على تقديمه بشكل دوريٍّ متكامل ، والمختصّ بذخائر التراث ، من الأبواب المهّمة التي أغنت المكتبة الإسلامية به ، من خلال تحقيق وإخراج الكثير من الآثار المهمّة التي هي بلا شكّ طلبة الباحثين والدارسين والقرّاء.
والمجلّة إذ تدخل عامها التاسع ، فإنّ الذخائر التي تمّ نشرها من خلال هذا الباب المتخصّص قد تصاعد خطّها البياني ، واكتنزت بالكثير من النفائس القيّمة ، ينضاف إلى ذلك ما نشهده من ازدياد الطلب عليها من قبل القرّاء باختصاصاتهم المختلفة ، وهذا ما دفع إدارة المؤسّسة إلى التفكير الجدّي بإصدار مستلاّت الرسائل المحقّقة بشكل مستقلّ كخدمة إضافية تقدّمها في طريق إحياء ونشر التراث الشيعي.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 2 _
فإخضعت هذه الفكرة لدراسة علمية تبلورت منهجيّتها النهائية مع دعوة ( مديرية الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ) بالمشاركة في ( معرض محرّم ) الخاصّة بنشر الآثار الخاصّآ بحياة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله ، إحياءً لذكرى فاجعة المشهد الرضوي على ساكنه آلاف التحية والسلام ، والتي راح ضحيّتها العديد من الزائَرين بشكل مأساوي ومفجع في عاشوراء سنة 1415 هـ ، فبادرت المؤسّسة إلى المشاركة بهذا المعرض ـ مساهمة متواضعة منها ، وخطوة أولى في مشروعها التراثي الجديد ـ من خلال الستلال ونشر الحلقة غير المطبوعة من كتاب ( الطبقات الكبير ) لابن سعد ( 168 ـ 230 هـ ) والخاصّة بترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله ، بتحقيق سماحة البحّاثة المتتبع والعلاّمة المحقّق حجّة الإسلام والمسلمين السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ، والتي نُشرت على صفحات مجلّة ( تراثنا ) في عددها العاشر الصادر في شهر محرّم الحرام عام 1408 هـ .
والمؤسّسة إذ تقدّم باكورة هذه المنهجية الجديدة فإنّها ستواصل بإذن الله تعالى الخطوات اللاحقة بها تباعاً ، خدمة للتراث العظيم لبيت العصمة والطهارة عليهم آلاف التحيّة والسلام ، والحمدلله أوّلاً وآْخراً .
مقدمة المحقّـق
ابن سعد وكتابه ( الطبقات )الكبير ابن سعد هو أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري ، نزيل بغداد 168 ـ 230 وهو أشهر من أن يعرّف به.
وكتابه ( الطبقات ) الكبير لعلّه أشهر منه إذ هو السبب في شهرة مؤلفه فيقال : ابن سعد صاحب كتاب ( الطبقات ).
وقد طبعه المستشرق سخاو الهولندي وثلّة من زملائه المستشرقين في ليدن ، من سنة 1904 إلى سنة 1917 ، في ثمان مجلّدات ، وطبعوا له فهارس في مجلّد من سنة 1921 إلى سنة 1928 .
ثمّ اُعيد طبعه بالاٌفست في كل من طهران وبيروت، كما اُعيد طبعه من جديد في كل من القاهرة وبيروت، كل ذلك اعتماداً على الطبعة الاٌولى الاُوروبية الناقصة دون مراجعة مخطوطاتها المتوفّرة
(1) .
---------------------------
(1) راجع في مخطوطاته: سزگين 1 / 481 من الترجمة العربية.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 3 _
فالمخطوطات التي حصل عليها المستشرقون واعتمدوها في الطبع كان بها نقص في طبقات الصحابة وفي طبقات التابعين من أهل المدينة ، ثمّ حقّق الاُستاذ زياد محمد منصور القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة وطبع في بيروت من منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة سنة 1403 / 1983.
وكنت وجدت في رحلتي إلى تركيا عام 1397 أجزاء من الكتاب من مخططات القرن السابع وهي عشرة اجزاء في خزانة السلطان أحمد الثالث في مكتبة طوپ قپوسراي في إسلامبول ، رقم 2835 ، وصفت في فهرسها للمخطوطات العربية ج 3 ص 482 ـ 485 ، وهي المجلّد الأول إلى الحادي عشر ، ما عدا الثاني والعاشر ، ويبدأ بالطبقة الخامسة من الكوفيّين ، ثمّ المجلّد الأخير في النساء
(1) .
.
جاء في المجلّد السابع ، الورقة 245 ب : آخر الطبقة الرابعة وهي آخر طبقات الأكابر من أصحاب رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ـ ورضي الله عنهم ) .
يتلوها الطبقة الخامسة وهم الّذين توفي النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) وهم أحداث الأسنان رضي الله عنهم أجمعين وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم كثيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
الطبقه الخامسة
في مَن قُبض رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) وهم أحداث الأسنان ولم يغز منهم أحد مع رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) وقد حفظ عامّتهم ما حدّثوا به عنه ، ومنهم من أدركه ورآه ولم يحدّث عنه شيئاً.
عبد الله بن العبّاس ( 18 ورقة ).
عبيد الله بن العبّاس.
قثم بن العبّاس. معبد بن العبّاس.
ثمام بن العبّاس.
وجاء في نهايته ، في الورقة 266 ب : آخر الجزء السابع من كتاب الطبقات الكبير لأبي عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي ( رحمة الله عليه ).
يتلوه إن شاء الله في الجزء الثامن الحسن بن علي ( عليهما السلام ).
الحمد لله وحده وصلواته على سيّدنا محمد نبيّه وآله وصحبه وسلامه.
---------------------------
(1) وذكره سزگين في تاريخ التراث العربي 1 / 481 من الترجمة العربية.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 4 _
الجزء الثامن
أوله ترجمة الحسن ثمّ الحسين ( عليهما السلام ) ، ثمّ عبد الله بن جعفر ، ثمّ عبد الله بن الزبير بن عبدالطلّب ، ثمّ في الورقة 82 ب عبد الله بن الزبير بن العوّام ، ثمّ في الورقة 112 ب عبد الله بن زمعة ، ثمّ عبد الرحمن بن أزهر ، ثمّ عبد الله بن مكمل ، ثمّ المسوّر بن مخرمة . . .
آخرهم عبد الله بن صيّاد ، ففي الورقة 145 : آخر الطبقة الخامسة وهي آخر طبقات أصحاب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) تتلوها طبقة التابعين.
145 ب : الطبقة الاُولى من أهل المدينة من التابعين بعد أصحاب رسول الله ـ ( صلّى الله عليه وسلّم ) ـ . . .
يبدأ المجلّد الثامن
(1) منها بترجمة الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ما يستوعب 74 ورقة ، فصوّرت عليه ثمّ نسخته بيدي ، ثم قمت بتحقيقه لينشرهذا القسم بمفرده ، ثم شاء الله أن يتأخّر هذه الفترة وكان المقدّر أن يرى النور من خلال نشرة ( تراثنا ) وحيث كنّا على أبواب عاشوراء الحسين رأينا أن نقدّم ترجمته ( عليه السلام ) ثمّ نتبعه بترجمة الحسن ( عليه السلام ) بعده ، وسنعود إلى الكلام عن الكتاب هناك بشكل أسع ممّا هنا ، ومن الله نستمدّ العون وهو وليّ التوفيق.
الحسين بن علي ( رضي الله عنهما ) ابن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قَصِيّ .
---------------------------
(1) راجع فهرس مكتبة طوپقپوسراي 3 / 483، وراجع أيضاً فهرس معهد المخطوطات بالقاهرة ، فقد صوّرها المعهد كلّها ، والفيلم هناك برقم 1083 ، وتحدّث عنها فؤاد سيّد في فهرس المعهد ، التاريخ 2/ 175 ، تحت الرقم 322 ، فقال : ( نسخة بمكتبة أحمد الثالث ، 2835 ، كتبت في القرن السابع بخط نسخ مشكول ، وقرئت أو عورضت على شرف الدين الدمياطي . . . ) ثمّ وصف المجموعة جزء فجزء إلى أن قال في ص 176 : ( والجزء الثامن أوله ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب ، وآخره ترجمة الوليد بن الوليد ، 266 ق ، ف 1083 ) .
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 5 _
ويكنّى أبا عبد الله.
واُمّه فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) واُمّها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعٌزّى بن قُصيّ.
علُقت فاطمة ( رضي الله عنها ) بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة ، فكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة
(1) .
وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة
(2) .
فَولَد الحسين : عليّ الأكبر ، قتل مع أبيه بالطفّ ، لا بقيّة له.
واُمّه آمنة بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود بن معتب ، من ثقيف ، واُمّها ابنة أبي سفيان بن حرب ، وفيها يقول حسّان بن ثابت : طافت بنا شمس النهار ومن رأى من الناس شمساً بالعشاء تَطوفُ أبو اُمّها أوفي قريش بذمّة وأعمامها إما سألت ثقيفٌ ( 32 / ب ) وعليّ الأصغر
(3)، له العقب من ولد الحسين ، واُمّه آُمّ ولد ، وأخوه لاُمّة عبد الله بن زٌيَيْد
(4)مولى الحسين بن علي ، وهم ينزلون ينبع.
وجعفراً ، لا بقيّة له ، واُمّه السلافة امرأةُ من بلى بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة.
---------------------------
(1) من أول الترجمة إلى هنا رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسين ( عليه السلام ) من ( تاريخ دمشق ) ص 23 تحت الرقم 31 بإسناده عن ابن سعد ، قال : في الطبقة الخامسة الحسين بن علي . . .
(2) وإلى هنا رواه ابن العديم في ترجمة الحسين ( عليه السلام ) من ( بغية الطلب في تاريخ حلب ) 6 / 2568 ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي بكر الأنصاري بالإسناد عن ابن سعد.
(3) يقصد به الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وليس هو الأصغر ، ولم يذكر المصنّف عليّاً الأصغر الذي قتل في حضن أبيه في كربلاء بسهم حرملة بن كاهل الأسدي ، واُمّه الرباب بنت امرىء القيس ، اُمّ سكينة الآتية.
(4) زيَيْد ، بياء ين مصغّراً ، كما في تبصير المنتبه 2 / 640.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 6 _
وفاطمة ، واُمّها اُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد بن عثمان بن عمروبن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة.
وعبد الله ، قٌتل مع أبيه.
وسكينة ، واُمّها الرباب بنت امرىء القيس بن عَدِيّ بن أوس بن جابر ابن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.
وفي الرباب وسكينة يقول الحسين بن علي ( رضي الله عنهما ) : لعمرك إنّني لاٌحبّ داراً تصيّفها سكينة والرباب اُحبّهما وأبذل بعدُ مالي وليس للاثمي فيها عتاب ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً حياتي أو يغيّبني التراب
(1) قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثنا سفيان الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال : رأيت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) أذّن في اُذني الحسين جميعاً بالصلاة.
قال
(2) : أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي ، قال : حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن سماك : إنّ اُمّ الفضل امرأة العبّاس قال : ( 33 / أ ) يا رسول الله ، رأيت في ما يري النائم كأنّ عضواً من أعضائك في بيتي ؟ ! فقال : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فترضعينه بلبان ابنك قثم.
---------------------------
(1) راجع رقم . . . عن سفيان بالإسناد في شأن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً.
(2) ورواه في ترجمة اُمّ الفضل من الطبقات 8 / 278 بالإسناد واللفظ وأخرجه ابن ماجة في السنن في كتاب تعبير الرؤيا برقم 3923.
وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الاُمّة ص 232 عن ابن سعد في الطبقات.
وأخرجه الحاكم عن أُمّ الفضل في المستدرك 3 / 176 بإسناد آخر ولفظ أطول ، وكذا ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق 12 رقم 8.
وفي الأصل هنا وفي الرواية الآتية : الحسين ، والصواب : الحسن ، كما في الروايات الاُخرى إذن الظاهر من السياق أنّ قثم كان قد ولد وأنّ فاطمة لم يكن لها رضيع حينذاك ، فلو كان الحسن قد ولد لم ينتظر بفاطمة ( عليها السلام ) أن تلد غلاماً آخر فترضعه أم الفضل ، ولم يكن بين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) إلاّ طهر واحد .
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 7 _
قال : فولدت الحسين فكفلته اُمّ الفضل ، قالـت : فأتيت به رسول الله ـ ( صلّى الله عليه وسلّم ) ـ فهو يُنَزّيه ويُقَبّلُه إذ بال على رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، فقال : يا امّ الفضل ، امسكي ابني فقد بال عليّ.
قالـت : فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) بلت عليه ! فلما بكى الصبي قال : يا امّ الفضل ، آذيتني في بني أبكيتيه ، قالـت ثمّ دعا بماء فحدره عليه حدراّ وقال : إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً ، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلاً
(1) قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، عن شريك ، عن سماك ، عن قابوس ، عن امّ الفضل ، قالت : لمّا ولد الحسين بن علي قلت : يا رسول الله ، أعطنيه ـ أو ادفعه ـ إليّ فلاًكفله وأرضعه بلبن قثم ، ففعل فأتيته به فوضعه على صدره فبال عليه فأصاب إزاره فقلت : أعطني إزارك أغسله ، فقال : إنما يصبّ على بول الغلام ويغسل بول الجارية.
قال
(2): أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن محمد بن علي أبي جعفر ، عن امّ الفضل ( 33 / ب ) أنّها أتت النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) بالحسين ابن علي فوضعته في حجره فبال.
---------------------------
(1) ورواه في ترجمة امّ الفضل من الطبقات 8 / 279 عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن قابوس بن المخارق ، بلفظ أطول ، ففيه : رأت امّ الفضل أنّ في بيتها من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) طائفة فأتت رسول الله فأخبرته ، فقال : هو خير ، إن شاء الله ، تلد فاطمة غلاماً ترضعينه بلبن قثم ابنك ، فولدت حسيناً فأعطتنيه ، فأرضعته حتى تحرّك فجاءت به إلى النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) فأجلسه في حجره فبال ، فضربت بيدها بين كتفيه ، فقال : أوجعت ابني أصلحك الله ـ أو : رحمك الله ـ فقلت : أخلع إزارك والبس ثوباً غيره كيما أغسله ، فقال : إنما ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية.
وأخرجه الحافظ الطبراني في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من المعجم الكبير 3 / 5 رقم 2526 بإسناده عن سماك ، وبرقم 2541 بإسناد آخر عنه وفيه : فولدت فاطمه حسناً.
وأخرجه أحمد في المسند 6 / 339 بطريقين عن امّ الفضل ، وفيها أيضاً ، فولدت فاطمة حسناً.
(2) ذكر ابن الأثير في النهاية في ( زرم ) الحديث وقال : لا تزرموا ابني ، أي : لا تقطعوا عليه بوله ، يقال : زرم الدمع والبول إذا انقطعا ، وأزرمته أنا.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 8 _
قالت : فذهبت لآخذه فقال : لا تزرمي ابني فإنّ بول الغلام ينضح ـ أو : يرشّ ، شكّ سعيد ـ وبول الجارية يغسل.
قال
(1) : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن قابوس بن المخارق، عن لبابة بنت الحارث، قالت : كان الحسين بن علي في حجر رسول الله ـ ( صلّى الله عليه وسلّم ) ـ فبال عليه فقلت : البس ثوباً وأعطني إزارك أغسله ، فقال: إنما يغسل من بول الانثى وينضح من بول الذكر.
قال
(2) : أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدّثنا عوف عن رجل أنّ امّ الفضل امرأة العباس جاءت بالحسين وهو صبيّ يرضع فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) يقبّله ووضعه في حجره ، فبينا هو في حجره إذ بال ، قال : فكأنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) تأذّى به فدفعه إلى امّ الفضل ، فخفقته خفقة بيدها ! وقالت : أي كذا وكذا أبلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ؟ ! فقال رسول الله ـ ( صلّى الله عليه وسلّم ) ـ : مهلاً ، لقد أوجع قلبي ما فعليت به ، ثمّ دعا بماء فأتبعه بوله وقال : اتبعوه من بول الغلام واغسلوه من بول الجارية.
قال
(3): أخبرنا عبدالله بن نمير ، عن ابن أبي ليلى ، عن عيسى بن عبد الرحمان ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : كنّا جلوساً ( 34 / أ ) عند النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) إذ أتاه الحسن أو الحسين يحبو فوضعه رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) على صدره ، فبينما هو يحدّثنا إذ بال على صدره فقمنا لنأخذه ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : ابني ، ابني ، ثمّ دعا بماء فصبّه على مباله.
قال
(4) : أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : حدّثني أبي ، قال : وأخبرنا عفّان بن مسلم وسعيد بن منصور ، قالا : حدّثنا مهدي بن
---------------------------
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1 / 166 بإسناده عن أبي الأحوص . . . ولبابة بنت الحارث هي امّ الفضل زوجة العبّاس بن عبدالمطّلب .
وقابوس بن أبي المخارق ـ ويقال : ابن المخارق ـ من رجال أبي داود وابن ماجة ، أخرجوا حديثه هذا ، ومترجّم له في تهذيب الكمال 23 / 330 وتهذيب التهذيب 7 / 306.
(2) وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 3 / 5 رقم 2526 ورقم 2541.
خفقته أي : ضربته ضرباً خفيفاً ، والمخفقة : الشيء يضرب به نحو سيرأو درّة .
راجع لسان العرب ( خفق ).
(3) أحمد في المسند 4 / 348 بأطول من هذا وفيه : دعوا ابني لا تفزعوه حتى يقضي بوله . . .
(4) صحيح البخاري كتاب الأدب باب رحمة الولد ، وكتاب بدء الخلق باب مناقب الحسن والحسين ، والأدب المفرد 1 / 160 باب 45 رقم 85 ، مسند الطيالسي 1927 ، مسند أحمد 5568 و 5675 و 5940 ، وفي الفضائل رقم 1390 ، وسنن الترمذي 5 / 657 رقم 3770 ، خصائص علي للنسائي ص 26 ، المعجم الكبير للطبراني رقم 2884 ، والطيوريات الورقة ( 4 ب ) من طريق الحافظ أبي يعلى ، وأخرجه ابن الأثير في اُسد الغابة 1 / 20 من طريق الترمذي.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 9 _
ميمون جميعاً ، عن محمد بن أبي يعقوب ، عن ابن أبي نعم ، قال : سمعت رجلاً سأل ابن عمر عن دم البعوض يكون في ثوبه ؟ فقال : ممّن أنت ؟ فقال : من أهل العراق ، قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ! ! وقد سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يقول للحسن والحسين : هما ريحاني من الدنيا.
قال
(1) : أخبرنا عبدالله بن نمير ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمان ابن سابط ، عن جابر بن عبد الله ، قال :
---------------------------
(1) أخرجه أحمد في المسند ( استناداً إلى تصريح الذهبي ، ولكنّي لم أعثر عليه في المسند في مراجعة خاطفة ) ، وفي الفضائل برقم 1372 عن وكيع عن ربيع بن سعد بلفظ : سيّد شباب أهل الجنّة.
وأورده عنه ابن كثير في تاريخه 8 / 206 والذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 190 وقال : تابعه عبد الله ابن نمير عن ربيع الجعفي ، أخرجه أحمد في مسنده.
وأخرجه الحافظ أبو يعلى في مسنده 3 / 397 رقم 1874 عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن ربيع بلفظ : رجل من أهل الجنّة ، وأخرجه الحافظ ابن حبّان في صحيحه الورقة 6927 عن أبي يعلى.
وأورده الذهبي في تاريخ الإسلام في وفيات سنة 61 ص 98 ، وابن حجر في المطالب العالية 4 / 71 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 187 ، والمتّقي في كنز العمّال 12 / 116 ، كلّهم عن أبي يعلى.
ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بطرق ستّة من طريق أحمد وأبي يعلى وغيرهما ، وقال : وقد أخرجته في ترجمة الحسن.
أقول : وهنا أيضاً راجع ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) برقم 51.
وقال شمس الدين الدمشقي في السيرة الشامية ( سبل الهدى والرشاد ) الباب الثاني عشر فيما ورد مختصّاً بالحسين ج 2 ، الورقة 546 ب : روى ابن حبّان وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر ، والضياء عن جابر ابن عبدالله قال : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة ، وفي لفظ : سيّد شباب أهل الجنّة.
وقال شمس الدين الدمشقي في السيرة الشامية ( سبل الهدى والرشاد ) الباب الثاني عشر فيما ورد مختصّاً بالحسين ج 2 ، الورقة 546 ب : روى ابن حبّان وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر ، والضياء عن جابر ابن عبد الله قال : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة ، وفي لفظ : سيّد شباب أهل الجنّة.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 10 _
دخل حسين بن علي من باب بني فلان فقال جابر : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا ، فأشهد أنّي سمعت رسول الله ـ ( صلّى الله عليه وسلّم ) ـ يقوله.
(1)قال : أخبرنا أبو أسامة ، عن عوف بن أبي جميلة ، عن أبي المعذّل عطية الطفاوي ، عن أبيه ، قال : أخبرتني اُمّ سلمة ، قالت : بينا رسول الله ـ ( صلى الله عليه وسلم ) ـ ذات ( 34 / ب ) يوم في بيتي إذ جاءت الخادم فقالت : علي وفاطمة بالسدّة ، فقال لي : تنحّي عن أهل بيتي ، فتنحّيت في ناحية البيت فدخل علي وفاطمة ومعهما حسن وحسين وهما صبيّان صغيران ، فأخذ حسناً وحسيناً فأجلسهما في حجره وأخذ عليّاً فاحتضنه إليه وأخذ فاطمة بيده الاُخرى فاحتضنهما وقبّلهما وأغدف عليهم خميصة سوداء ، ثم قال : اللّهم إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي.
فقالت اُمّ سلمة ، فقلت : وأنا يا رسول الله ؟ قال : وأنت
(2).
قال : أخبرنا خالد بن مخلّد ، قال : حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، قال : حدّثني هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب ، قال : أخبرتني اُمّ سلمة أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) جمع فاطمة وحسناً وحسيناً ثمً أدخلهم تحت ثوبه ، ثمّ جأر
(3) إلى الله فقال : ربّ هؤلاء أهلي.
---------------------------
(1) أبو اُسامة : حماد بن اُسامة الكوفي ، من رجال الصحاح الستّ ، توفي 201 ، الطبقات 6 / 394 ، تهذيب التهذيب 3 / 222.
أبو المعذل بتشديد الذال المعجمة وفتحها ( الإكمال 7 / 274 ) ، والطُفاوي بضمّ الطاء ، وبنو الطفاوة بطن من قيس عيلان من العدنانية ، جمهرة أنساب العرب : 233 ، نهاية الأرب : 64.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف 12 / 73 رقم 12153عن أبي اُسامة ، وأخرجه أحمد في المسند 6 / 296 و 6 / 304 ، وفي فضائل الصحابر رقم 986 ، والدولابي في الكنى والأسماء 2 / 121 و 2 / 122.
(2) هذا الحديث يدلّ أنّ اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ ناجية يوم القيامة لدعائه ( صلّى الله عليه وآله ) لها خاصة بعد دعائه لنفسه ولأهل بيته ( صلّى الله عليه وآله ).
(3) جأر يجأر جأراً وجؤاراً : رفع صوته مع تضرّع واستغاثة.
قاله في اللسان.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 11 _
قالت اُمّ سلمة : فقلت : يا رسول الله أدخلني معهم ، فقال : إنّك من أهلي
(1).
قال
(2): أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر ، قال : أخبرني مسلم بن أبي سهل النبّال ، قال : أخبرني حسن بن اُسامة بن زيد بن حارثة ، قال : أخبرني أبي اُسامة بن زيد ، قال : طرقت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ذات ليلة لبعض الحاجة ، فخرج إلىّ وهو مشتمل على شيء لا أدري ماهو ؟ فلمّا فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ فكشف فإذا حسن وحسين ( 35 / أ ) على وركيه.
---------------------------
(1) ربّما ورد الدليل على تنزيل بعض من استكمل الإيمان منزلة أهل البيت في موارد خاصة كسلمان واُمّ سلمة ، وهذا تنزيل مجازي لا حقيقي ، فلأهل البيت ( عليهم السلام ) ميزّاتهم وخصائصهم الخاصة بهم لا يشمل غيرهم.
(2) سنن الترمذي 5 / 656 رقم 3769 ، والسنن الكبرى للنسائي 8524 ص 25 ، مصنّف ابن أبي شيبة 12 / 97 رقم 12231 عن خالد بن مخلد بهذا الإسناد ، صحيح ابن حبّان 6928 ، موارد الظمآن 2234 ، جامع الأصول 9 / 29 وقال محقّقه : صحّحه ابن حبّان والحاكم ، اُسد الغابة ، 2 / 12 ، كنز العمال 12 / 114 عن الترمذي وابن حبّان ، جمع الجوامع للسيوطي 2 / 244 في مسند اُسامة من قسم الأفعال وفيه : فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما.
وعن ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن حبّان والضياء المقدسي ( زاد ابن أبي شيبة : ثلاث مرّات ) ، عنهم كنز العمّال 13 / 671.
ومسند أحمد 2 / 513 بطريقين صحيحين وفضائل الصحابة له رقم 1401 وخرّجه محقّقه على علل الدار قطني ودلائل النبوة لأبي نعيم 3 / 205 والحاكم في المستدرك 3 / 167 ، والذهبي في تلخيصه وفي تاريخ الإسلام 3 / 7 ، وفي سير أعلام النبلاء 3 / 169 ، وصحّحه في التلخيص المستدرك والحاكم في المستدرك.
والحافظ الطبراني في المعجم الكبير 2659 وبرقم 266 حديثاً آخر في الإمام الحسين خاصة ، ورواه البزّار ، كما في مجمع الزوائد 9 / 181 وقال : ورجال أحمد ثقات .
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 12 _
فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللّهم إنك تعلم أنّي احبّهما فأحبّهما ، اللّهم إنّك تعلم أنّي احبّهما فأحبّهما ، اللّهمّ إنّك تعلم أني احبّهما فأحبّهما.
قال
(1) : أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ، قالا : حدّثنا كامل أبو العلاء ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : صلّى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) صلاة العشاء فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذهما بيده فوضعهما وضعاً رفيقاً فإذا عاد عادا ، حتى إذا صلّى صلاته وضع واحداً على فخذ والآخر على الفخذ الاُخرى فقمت إليه فقلت : يا رسول الله ألا أذهب بهما ؟ قال : لا.
قال : فبرقت برقة ، فقال : إلحقا باُمّكما ، فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا .
قال
(2): أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن محمد بن موسى ، عن عون بن محمد ، ( عن أبيه ) ، عن اُمّه ، عن جدّتها ، عن فاطمة أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) أتاها يوماً فقال : أين ابناي ؟ ( يعني حسناً وحسيناً ) فقالت : أصبحا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال علي : أذهب بهما فإنّي أتخّوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء ، فذهب إلى فلان اليهودي .
فتوجّه إليه النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) فوجدهما يلعبان في شربة ، بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : يا علي ألا تقلب ابنيّ أن يشتدّ عليهما الحر ّ؟ فقال علي : أصبحنا ( 35 / ب ) وليس في بيتنا شيء فلو جلست حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) وعلي ينزع لليهودي دلواً بتمرة حتى اجتمع له شيء من تمر ، فجعله في حجزته ثمّ أقبل فحمل رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) أحدهما وعلي الآخر حتى قلبهما.
---------------------------
(1) أخرجه أحمد في المسند 2 / 513 عن أسود بن عامر عن كامل . . . ، وعن أبي المنذر عن كامل أبي العلاء.
فضائل الصحابة لاحمد 1401 ، والحاكم في المستدرك 3 / 167 ، والمنزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن ( عليه السلام ) بأسانيدهم عن كامل أبي العلاء ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 256 وفي تلخيص المستدرك وقال : صحيح.
(2) رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه برقم 169 من طريق ابن سعد ( تهذيب تاريخ ابن عساكر 4 / 319 ) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 165 من طريق ابن أبي داود السجستاني ، عن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي ، عن ابن أبي فديك . . .
وأورده الذهبي في ( تلخيص المستدرك ) وما وضعناه بين المعقوفين عن المستدرك.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 13 _
قال
(1) : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا علي بن صالح ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره ثمّ قال : من أحبّني فليحبّ هذين.
قال
(2) : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا سالم الحذّاء ، عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد ، قال : سمعت أبا حازم يحدّث أبي عشر مرار أو أكثر عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، قال : من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.
---------------------------
(1) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده برقم 2502 ، وابن أبي شيبة في المصنّف 12 / 95 ، وأبو يعلى في مسنده ق 232 / أ ، والهيثم بن كليب في مسنده 71 / أ ، وابن حبّان في صحيحه ق 184 / أ ( مورد الظمآن رقم 2233 ) والطبراني في المعجم الكبير رقم 2644 ، والبيهقي في سننه 2 / 263 ، وأبو نعيم في الحلية 2 / 35 و 8/ 35 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من تاريخه بطرق كثيرة بالأرقام 107 إلى 111 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 179 عن أبي يعلى والبزّار والطبراني وقال ص 180 : ورجال أبي يعلى ثقات ، ورواه البوصيري في إتحاف السادة المهرة ج 3 ق 61 ب من حديث أبي هريرة وقال : رواه أبو داود الطيالسي والبزّار بإسناد حسن ، ورواه ابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وابن ماجة بإسناد صحيح بلفظ : من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ومن أبغضهما . . .
ومن حديث ابن مسعود وقال : رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزّار وابن حبّان في صحيحه والنسائي في الكبرى.
وأورده الحافظ ابن حجر في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من الإصابة 1 / 329 عن الحافظ أبي يعلى ثمّ قال : وله شاهد في السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة ، وفي معجم البغوي نحوه بسند صحيح عن شّداد ابن الهاد ، إنتهى.
أقول : وفي لفظ بعضها كابن أبي شيبة وابن حبّان وغيرهما : دعوهما بأبي هما واُمّي . . .
(2) أخرجه الترمذي وابن ماجة والنسائي وأحمد وأبو يعلى ، وتقدّم بإسناد آخر برقم 51 فراجع التعاليق عليه.
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير برقم 2645 و 2648 وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
وأورده البوصيري في مصباح الزجاجة ( بزوائد ابن ماجة ) وقال : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ، ورواه النسائي في المناقب ، إنتهى .
( عليه السلام ) برقم 102 من طريق أبي يعلى وبرقم 104.
وأورده البوصيري في مصباح الزجاجة ( بزوائد ابن ماجة ) وقال : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ، ورواه النسائي في المناقب ، إنتهى.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 14 _
قال
(1): أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا سفيان ، عن أبي الجُحاف ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : من أحبّهما فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ـ يعني الحسن والحسين ـ .
قال
(2): أخبرنا عفّان بن مسلم ، قال: حدّثنا وهيب بن خالد ، قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن ( 36 / أ ) أبي راشد ، عن يعلى العامري أنّه خرج مع رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) إلى طعام دعوا له فاستنتل رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) أمام القوم ، قال : فإذا حسين مع الغلمان يلاعبهم.
قال : فأراد رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) أن يأخذه ، قال : فطفق الصبيّ يفرّ ها هنا مرّة ، وها هنا مرّة ، وجعل رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يضاحكه حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت قفاه والاُخرى تحت ذقنه ووضع فاه على فيه فقبّله .
قال : فقال : حسين منّي وأنا منه ، أحب الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط .
---------------------------
(1) أخرجه ابن ماجة في سننه برقم 143 ، وأحمد في فضائل الصحابة رقم 1359 وفي المسند 2 / 288 و 440 و 521 وفي طبعة شاكر برقم 7863 وفيه : ( حسناً وحسيناً ) ، والطيراني في المعجم الكبير 2646 و 2647 وخرّجه محقّقه على صحيح ابن حبّان برقم 2233 .
وأخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 166 و 171 من طريق أحمد وصحّحه هو والذهبي ، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من تاريخه برقم 103 ، والذهبي في تلخيص المتسدرك 3 / 166 وصحّحه ، وفي سير أعلام النبلاء 3 / 168 و 190.
وقال : وروى مثله أبو الجحّاف وسالم بن أبي حفصة وغيرهما عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة مرفوعاً وفي الباب عن اُسامة وسلمان الفارسي وابن عباس وزيد بن أرقم ، إنتهى.
وفي مجمع الزوائد 9 / 179 ، ورواه البزّار.
(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1 / 455 رقم 364 وفي التاريخ الكبير 8 / 414 بطريقين ، والترمذي في سننه 5 / 658 رقم 3775 ، وأحمد في الفضائل 1361 والمسند 4 / 172 بسندين ، وابن ماجة في سننه برقم 144 بطريقين ، وابن حبّان في صحيحه 184 ب ( مورد الظمآن 2240 ) ، والدولابي في الكنى والأسماء 1 / 88 ، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 308 ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 177 وصحّحه هو والذهبي وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف 12 / 102 عن عفّان بهذا الإسناد ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير 3 / 20 رقم 2586 و 2587 و 2589 ، وأخرجه أبو حاتم وسعيد بن منصور كما في ذخائر العقبى ص 133 ، جامع الأصول 9 / 29 ، اُسد الغابة 1 / 20 والبوصيري في إتحاف السادة المهرة 3 / 61 ب ، وقال : رواه أبوبكر بن أبي شيبة و اللفظ له ، ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر وأحمد بن منيع وأحمد ابن حنبل والحاكم وصحّحه ، والذهبي في تلخيص المستدرك 3 / 177 وصححه ، وفي سير أعلام النبلاء 3 / 190 عن أحمد ، والمزّي في تهذيب الكمال 6 / 401.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 15 _
قال
(1): أخبرنا عفّان بن مسلم ، قال : حدّثنا وهيب ، قال : حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري ، قال : جاء حسن و حسين يستبقان إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) فضمّهما إليه وقال : الولد مبخلة مجبنة ، وإنّ آخر وطأة وطئها الله بِوَجَ
(2).
قال
(3) : أخبرنا عفّان بن مسلم وعمرو بن عاصم ، الكلابي ، قالا حدّثنا مهدي بن ميمون ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ،
---------------------------
(1) وأخرجه أحمد في الفضائل 1362 ، والمسند 4 / 172 عن عفّان ، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 164 بطريقين عن عفّان ثانيهما من طريق أحمد بن حنبل ، وزاد فيه مخزمه وليس فيه وإنّ آخر . . .
ثمّ قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأورده الذهبي في تلخيصه ساكتاً عليه كنزالعمال 13 / 656 ، جمع الجوامع 2 / 622 ، عن ابن مسعود.
وأخرج الحافظ أبو يعلى في مسنده 6 / 150 نحوه عن أنس.
(2) وأورده ابن الأثير في النهاية ( وطأ ) 5 / 200 بلفظ : إنّكم لتبخّلون وتجبّنون وتجهلون ، وإنّكم لمن ريحان الله وإنّ آخر وطأة وطئها الله بَوَجّ.
أي تحملون على البخل والجبن والجهل يعني الأولاد ، فإنّ الأب يبخل بإنفاق ماله ليخلفه لهم ويجبن عن القتال ليعيش لهم فيربّيهم ، ويجهل لأجلهم فيلاعبهم ، وريحان الله رزقه وعطاؤه.
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 467 وابن أبي شيبة في المصنّف 12 / 100 ، وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 165 بإسناده عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأورده الذهبي في تلخيصه ورمز له خ م ، أي صحيح على شرط البخاري ومسلم ، وفي سير أعلام النبلاء 3 / 171 ، وتاريخ الإسلام 3 / 8.
وكنز العمّال 12 / 124 ـ 125 عن أحمد و سنن النسائي كتاب الافتتاح باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول ، رقم 1142 ، ومعجمي البغوي والطبراني ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وسنن البيهقي.
وكنز العمّال 13 / 68 ، تهذيب الكمال 6 / 402 ، جامع الاُصول 9 / 131.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 16 _
عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي ، عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، قال : سجد رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) في صلاة فجاءه الحسن أو الحسين ـ قال مهدي : وأكبر ظنّي أنّه حسين ـ فركب عنقه وهو ساجد ، فأطال السجود بالناس حتى ظنّوا أنه قد حدث أمر ( 36 / ب ) فلمّا قضى صلاته قالوا : يا رسول الله لقد أطلت من السجود حتى ظننّا أنّه قد حدث أمر ؟ قال : إنّ ابني هذا ارتحلني فكرهت أن اُعجّله حتى قضى حاجته.
قال
(1): أخبرنا عفّان بن مسلم ، قال : حدّثنا خالد بن عبد الله ، قال : حدّثنا يزد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعيم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
قال
(2): أخبرنا يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وأبو عامر العقدي ، قالوا : حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يعوّذ الحسن والحسين وهما صبيّان فقال : هاتوا ابنيّ حتى اُعوّذهما بما عوّذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق فضمّهما إلى صدره ثمّ قال : اُعيذكما بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوّذ ابنيه إسماعيل وإسحاق .
---------------------------
(1) وأخرجه الترمذي في سننه 5 / 646 ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وراجع رقم 52.
(2) وأخرجه أبو عبيد في ( غريب الحديث ) عن يزيد بن هارون بالإسناد واللفظ كما في التدوين في ترجمة علي بن ممويه الدقّاق ، قال الرافعي : سمع أبا الحسن القطّان في غريب الحديث لأبي عبيد ، حدّثني يزيد . . . وابن حبّان في صحيحه 2 / 254 برقم 999 بإسناده عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال ، وبرقم 1000 بإسناده عن جرير عن منصور . . .
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 17 _
قال : أخبرنا حجّاج بن نصير ، قال : حدّثنا محمد بن ذكوان الجهضمي ـ أخو الحسن ـ ، عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) كان قاعداً في ناس من أصحابه فمرّ به الحسن والحسين وهما صبيّان فقال : هاتوا ابنيّ حتى اعوّذهما بما عوّذ إبراهيم ابنيه إسماعيل ( 37 / أ ) وإسحاق فضمّهما إلى صدره ثمّ قال : اُعيذكما بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
قال : وكان إبراهيم يقرأ مع هؤلاء الكلمات فاتحة الكتاب.
وقال منصور : عوّذ بها فإنّها تنفع من العين ومن كل وجع ولدغة وقال : اكتبها.
قال
(1): أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدّثنا عوف ، عن الأزرق بن قيس ، قال : قدم على النبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم ) اُسقف نجران والعاقب ، قال : فعرض عليهما رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) الإسلام ، فقالا : إنّا كنّا مسلمين قبلك! قال : كذبتما ، إنّه منع منكما الإسلام ثلاث ؛ قولكما : اتّخذ الله ولداً ! وأكلكما لحم الخنزير ، وسجودكما للصنم ! فقالا : فمن أبو عيسى ؟ ! فما درى رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ما يردّ عليهما حتى أنزل الله تبارك وتعالى : ( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون . . . ) إلى قوله : ( إنّ هذا لهو القصص الحقّ وما من إله إلاّ الله وإن الله لهو العزيز الحكيم ) .
قال : فدعاهما رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) إلى الملاعنة وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين ، وقال : هؤلاء بنيّ.
---------------------------
(3) ابن سعد في الطبقات ج 1 ق 1 ص 85 ـ 84.
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 18 _
قال : فخلا أحدهما بالآخر فقال : لا تلاعنه فإنّه إن كان نبيّاً فلا بقيّة.
قال : فجاءا فقالا : لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك ، فهل من ثالثة ؟ قال : نعم ، الجزية ، فأقرا بها ورجعا ( 37 / ب ).
قال : أخبرنا محمد بن حميد العبدي ، عن معمّر ، عن قتادة ، قال : لمّا أراد النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) أن يباهل أهل نجران أخذ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة : اتبعينا فلمّا رأى ذلك أعداء الله رجعوا.
قال : أخبرنا خالد بن مخلّد ، قال : حدّثنا سليمان بن بلال ، قال : حدّثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : جعل عمر بن الخطّاب عطاء الحسن والحسين مثل عطاء أبيهما رضي الله عنه.
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب لمّا دوّن الديوان وفرض العطاء ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما برسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ففرض لكلّ واحد منهما خمسة الاف.
قال
(1) : حدّثنا خالد بن مخلّد وأبوبكر بن عبد الله بن أبي اُويس ، قالا : حدّثنا سليمان بن بلال ، قال : حدّثني جعفر بن محمد ، عن أبيه
(2) ، قال : قدم على عمر حلل من اليمن ، فكسا الناس فراحوا في الحلل ، وهو بين القبر والمنبر جالس والناس يأتونه فيسلّمون عليه ويدعون.
فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت اُمّهما فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يتخطّيان الناس ، وكان بيت فاطمة في جوف المسجد ليس عليهما من تلك الحلل شيء ! وعمر قاطب صارّ بين عينيه ، ثمّ قال : والله ما هنأني ما ( 38 / أ ) كسوتكم ، قالوا : لِمَ يا أمير المؤمنين ؟ كسوت رعيّتك وأحسنت ، قال : من أجل الغلامين يتخطّيان الناس ليس عليهما منها شيء ، كبرت عنهما وصغرا عنها.
---------------------------
(1) كنز العمال 13/ 659 عن ابن سعد .
(2) إسناده منقطع حسب مصطلح القوم .
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومقتله
_ 19 _
ثمّ كتب إلى صاحب اليمن أن ابعث إليّ بحلّتين لحسن وحسين وعجّل ، فبعث إليه بحلّتين فكساهما
(1).
قال : أخبرنا سليمان بن حرب ، قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، قال : حدّثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عبيد بن حنين ، عن حسين بن علي ، قال : صعدت إلى عمر بن الخطّاب المنبر ، فقلت له : إنزل عن منبر أبي واصعد منبر أبيك ، قال : فقال لي : إنّ أبي لم يكن له منبر فأقعدني معه ، فلّما نزل ذهب بي إلى منزله فقال : أي بنيّ من علّمك هذا ؟ قال : قلت : ما علّمنيه أحد ، قال : أي بنيّ لو جعلت تأتينا وتغشانا ! قال : فجئت يوماً وهو خال بمعاوية ، وابن عمر بالباب لم يؤذن له ، فرجعت فلقيني بعد فقال لي : يا بنيّ لم أراك أتيتنا ؟ قال : قلت : قد جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت ابن عمر رجع فرجعت ، قال : أنت أحقّ بالإذن من عبد الله بن عمر ، إنّما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله ، ثمّ أنتم ، قال : ووضع يده علي رأسه.
قال : أخبرنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، قال : بينما عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلاً ، فقال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.
فقال ( 38 / ب ) أبو إسحاق : بلغني أنّ رجلاً جاء إلى عمرو بن العاص وهو جالس في ظلّ الكعبة فقال: عليّ رقبة من ولد إسماعيل ؟ فقال : ما أعلمها إلاّ الحسن والحسين.
---------------------------
(1) لا أدري أين كان حنان لشيخ وعطفه على هذين الغلامين يوم هجم عليهم الدار ليحرقها بمن فيها ! قيل له : إنّ فيها فاطمة ، قال : وإنْ ! ! .