فلو لم يكن للعترة شأن ومقام في مجال هداية الاَمة ولزوم الاقتفاء بهم ، فما معنى جعل الصلاة عليهم فريضة في التشهّد وتكرارها في جميع الصلوات ليلاً ونهاراً ، فريضة ونافلة ؟![]() فالمسلم الموَمن بصحّة هذه الوصايا لا يشك في حجّية أقوال العترة سواء أعلم مصدر علومهم أم لم يعلم. قال سبحانه : ( وما كانَ لِمُوَمِنٍ ولا مُوَمِنةٍ إذا قَضى اللّهُ ورَسولُهُ أمْراً أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرةُ مِنْ أمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) (1) ومع ذلك كلّه نحن نشير إلى بعض مصادر علومهم حتى يتّضح أنّ حجية أقوالهم لا تدلّ على أنّهم أنبياء أو فوّض إليهم أمر التشريع : 1 ـ السماع عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ الاَئمّة يروون أحاديث رسول اللّه سماعاً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إمّا بلا واسطة أو بواسطة آبائهم ، ولاَجل ذلك ترى في كثير من الروايات أنّ الاِمام الصادق (عليه السلام) يقول : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن عليّ أمير الموَمنين ، عن الرسول الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهذا النمط في الروايات كثير في أحاديثهم وقد تضافر عن الاِمام الصادق أنّه كان يقول : ( حديثي ، حديث أبي ، وحديث أبي حديث جديّ ) ، فعن هذا الطريق تحمّلوا أحاديث كثيرة عن الرسول الاَكرم وبلّغوها ، من دون أن يعتمدوا على الاَحبار والرهبان ، أو على أُناس مجاهيل ، أو شخصيات متسترة بالنفاق وهذا النوع من الاَحاديث ليس بقليل. --------------------------- (1) الاَحزاب : الآية 36. الاعتصام بالكتاب والسنة
2 ـ كتاب عليّ (عليه السلام) : يرجع قسم آخر من أحاديثهم إلى ما أخذوه عن كتاب الاِمام أمير الموَمنين بإملاء رسول اللّه وخطّ عليّ وقد أشار أصحاب الصحاح والمسانيد إلى بعض هذه الكتب (1). |