قال أبو محمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام) : ولد بالمدينة يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر رجب ، سنة أربع عشرة ومائتين من الهجرة.
وكان مقامه مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر.
وعاش بعد أبيه ثلاث وثلاثين سنة وتسعة أشهر.
وكانت سنو إمامته بقية ملك الواثق ، (1) ، ثم ملك المتوكل (2) ، ثم أحمد المستعين ، ثم ملك المعتز.
وفي آخر ملكه استشهد ولي الله وقد كمل عمره أربعين سنة ، وذلك في يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة خمسين ومائتين من الهجرة ، مسموما.
ويقال : إنه قبض الاثنين لثلاث خلون من شهر رجب سنة أربع وخمسين ومائتين من الهجرة (3).
---------------------------
(1) في تاج المواليد : 131 ، وإعلام الورى : 355 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 401 : كانت في أيام إمامته بقية ملك المعتصم ثم الواثق ، وهو الصواب كما ذكرنا في شهادة أبيه (عليهم السلام).
(2) سقط هنا محمد المنتصر ، انظر الجوهر الثمين 1 : 146 والمصادر المتقدمة.
(3) الكافي 1 : 416 ، تاج المواليد : 132 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 401.
دلائل الإمامة _ 410 _
ويقال يوم الاثنين لخمس ليال خلون من جمادى (1) سنة أربع وخمسين ومائتين (2).
ودفن بسر من رأى ، في داره.
368 / 1 ـ حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي ، قال : روى محمد بن الفرج ابن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر ، قال : دعاني أبو جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) فأعلمني أن قافلة قد قدمت ، وفيها نخاس ، معه جوار ، ودفع إلي سبعين دينارا ، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي (3) .
فمضيت وعملت بما أمرني به ، فكانت تلك الجارية أم أبي الحسن (عليه السلام).
وروي أن اسمها سمانة ، وأنها كانت مولدة (4).
369 / 2 ـ وروى محمد بن الفرج وعلي بن مهزيار ، عن السيد (عليه السلام) أنه قال : أمي عارفة بحقي ، وهي من أهل الجنة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبار عنيد ، وهي مكلوءة (5) بعين الله التي لا تنام ، ولا تتخلف (6) عن أمهات الصديقين والصالحين (7).
---------------------------
(1) في الكافي 1 : 416 : لأربع ليال بقين من جمادى الآخرة ، وفي كشف الغمة 2 : 375 : لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة.
(2) (ومائتين من الهجرة ويقال ... وخمسين ومائتين) ليس في ( ع ، م ).
(3) (لي) ليس في ( ع ، م ).
(4) المولد : العربي غير المحض ، ومن ولد عند العرب وتأدب بآدابهم.
إثبات الوصية : 193 ، مدينة المعاجز : 538 / 1.
(5) أي محفوظة ومصانة.
(6) في ( ع ، م ) : تخلف.
(7) إثبات الوصية : 193 ، مدينة المعاجز : 538 / 1.
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
ويكنى : أبا الحسن.
ولقبه : المرتضى ، والهادي ، والعسكري ، والعالم ، والدليل ، والموضح ، والرشيد ، والشهيد ، والوفي ، والنجيب ، والمتقي (1) ، والمتوكل ، والخالص (2).
وأمه : أم ولد ، يقال لها : السيدة ، ويقال لها : سمانة والله أعلم (3).
وبوابه : عثمان بن سعيد العمري (4).
وكان له خاتم نقش فصه ثلاثة أسطر : ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، أستغفر الله (5).
---------------------------
(1) في ( ط ) : والتقي.
(2) الهداية الكبرى : 313 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 401 ، الفصول المهمة : 277.
(3) الكافي 1 : 416 ، الهداية الكبرى : 313 ، روضة الواعظين : 246 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 401 ، كشف الغمة 2 : 374 و 376 ، المستجاد : 507.
(4) تاريخ الأئمة : 33 ، الفصول المهمة : 278 ، نور الأبصار : 334 ، وفي مناقب ابن شهرآشوب 4 : 403 : محمد بن عثمان العمري.
(5) في الفصول المهمة : 278 ونور الأبصار : 334 : هو الله ربي وهو عصمني من خلقه ، وفي مصباح الكفعمي : حفظ العهود من أخلاق المعبود.
دلائل الإمامة _ 412 _
ذكر ولده (عليه السلام) : أبو محمد الحسن الإمام (عليه السلام) ، والحسين (1) ، وجعفر ، ومن البنات ، عائشة ودلالة (2).
وروى أبو علي محمد بن همام : أنه كان له أبو محمد (3) الحسن الإمام ، وجعفر ، وإبراهيم ، فحسب.
وفي رواية أخرى : أنه كان له أبو محمد الإمام ، ومحمد ، والحسين ، وجعفر (4).
370 / 3 ـ قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، حدثنا سفيان ، عن أبيه ، قال : رأيت علي بن محمد (عليه السلام) ومعه جراب ليس فيه شئ ، فقلت : أترى (5) ما تصنع بهذا ؟ فقال : أدخل يدك فيه ، فأدخلتها فما وجدت شيئا ، فقال : أعد ، فأعدت يدي فإذا هو مملوء دنانير (6).
371 / 4 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا عمارة بن زيد ، قال : قلت لعلي بن محمد الوفي (عليه السلام) : هل تستطيع أن تخرج من هذه الأسطوانة رمانا ؟
قال : نعم ، وتمرا وعنبا وموزا ، ففعل ذلك وأكلنا وحملنا (7).
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : والحسن.
(2) الارشاد : 334 ، وذكر محمدا بدل دلالة.
(3) في ( ط ) : له من الولد.
(4) المستجاد من كتاب الارشاد : 514 ، وزاد فيه : وعائشة.
(5) في ( ع ، م ) : أتراك.
(6) نوادر المعجزات : 184 / 1.
(7) نوادر المعجزات : 185 / 2.
دلائل الإمامة _ 413 _
372 / 5 ـ قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا عمارة بن زيد ، قال : قلت لأبي الحسن علي (عليه السلام) أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي بشئ ليس في الأرض لنعلم ذلك ؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتى غاب ، ثم رجع ومعه طير من ذهب في أذنيه أشنفة (1) من ذهب ، وفي منقاره درة ، وهو يقول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله ، فقال : هذا طير من طيور الجنة ، ثم سيبه فرجع (2).
373 / 6 ـ قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا محمد بن زيد ، قال : كنت عند علي بن محمد (عليه السلام) ، إذ دخل عليه (3) قوم يشكون الجوع ، فضرب بيده إلى الأرض وكان لهم برا ودقيقا (4).
374 / 7 ـ وروى محمد بن جعفر (5) الملقب بسجادة ، عن الحسن بن علي الوشاء ، قال : حدثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بالخبر ، وهي مع الحسن (6) بن موسى ، قالت : دنا أبو الحسن علي بن محمد من الباب وقد ذعر (7) حتى جلس في حجر أم أبيها (8) بنت موسى ، فقالت له : فديتك (9) ، مالك ؟
قال لها : مات أبي ، والله ، الساعة ، قالت : فكتبنا ذلك اليوم ، فجاءت وفاة أبي
---------------------------
(1) الأشنفة : جمع شنف ، القرط.
(2) نوادر المعجزات : 185 / 3.
(3) في ( ط ) : فدخل إليه.
(4) نوادر المعجزات : 185 / 4.
(5) في ( ط ) : ابن الحسن ، والملقب بسجادة هو الحسن بن علي بن أبي عثمان : غال من أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام) ، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله : 400 / 11.
(6) في ( ط ) : الحسين.
(7) في ( ع ) : رعد ، وذعر : دهش وفزع.
(8) في ( ط ) : الباب وهو يرعد فدخل وجلس في حجر أم أيمن ، وفي ( ع ، م ) : أم أيما بدل أم أبيها ، وهو تصحيف ، إذ إن ( أم أبيها ) هو اسم إحدى بنات الإمام الكاظم (عليه السلام) انظر الهداية الكبرى : 264 ، والارشاد : 302.
(9) (فديتك) ليس في ( ع ، م ).
دلائل الإمامة _ 414 _
جعفر (عليه السلام) (1) في ذلك اليوم الذي أخبر (2).
375 / 8 ـ وروى المعلى بن محمد البصري ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال : كتب إليه محمد بن الحسين بن مصعب المدائني يسأله عن السجود على الزجاج ، قال :
فلما نفذ الكتاب حدثت (3) نفسي : إنه مما أنبتت الأرض وأنهم قالوا : لا بأس بالسجود على ما أنبتت الأرض.
قال : فجاء الجواب : لا تسجد ، وإن حدثتك نفسك أنه مما أنبتت الأرض (4) ، فإنه من الرمل والملح ، والملح سبخ ، والرمل سبخ ، والسبخ بلد ممسوخ (5).
376 / 9 ـ وروى المعلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن علي بن محمد النوفلي ، قال : قال علي بن محمد (عليه السلام) لما بدأ المتوكل بعمارة الجعفري (6) في سر من رأى (7) : يا علي ، إن هذا الطاغية يبتلى ببناء مدينة لا تتم ، ويكون حتفه فيها قبل تمامها (8) ، على يد فرعون من فراعنة الأتراك.
ثم قال : يا علي ، إن الله (عز وجل) اصطفى محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة والبرهان ، واصطفانا بالمحبة والتبيان (9) وجعل كرامة الصفوة لمن ترى ، يعني نفسه (عليه السلام) (10).
377 / 10 ـ قال : وسمعته (عليه السلام) يقول : اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون
---------------------------
(1) في ( ط ) زيادة : وإنه توفي.
(2) في ( ع ، م ) : اليوم مستوي ، وفي المدينة : يوم مسيري ، إثبات الوصية : 194 ، كشف الغمة 2 : 384 ، مدينة المعاجز : 542 / 23.
(4) في ( ط ) : قلت في.
(4) زاد في إثبات الوصية : فحال.
(5) الكافي 3 : 332 / 14 ، إثبات الوصية : 195 ، علل الشرائع : 342 / 5 ، كشف الغمة 2 : 384.
(6) اسم قصر بناه المتوكل قرب سامراء ، واستحدث عنه مدينة انتقل إليها ، وفيه قتلى سنة (247 هـ).
معجم البلدان 2 : 143.
(7) في ( ع ، م ) : علي بن محمد (صلى الله عليه) لما بدأ الموسوم بالمتوكل ، بعمارة سر من رأى والحفرية قال.
(8) في ( ط ) : يا علي هذا الطاغية يقتل بهذا البناء قبل أن يتم ويكون حتفه فيه قبل التمام.
(9) في ( ط ) : والبيان.
(10) إثبات الوصية : 202 ، وقطعة منه في مدينة المعاجز : 542 / 25.
دلائل الإمامة _ 415 _
حرفا ، وإنما كان عند آصف منه حرف واحد ، فتكلم به فانطوت (1) الأرض التي (2) بينه وبين سبأ ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان (عليه السلام) ، ثم بسطت الأرض في أقل من طرفة عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله (عز وجل) استأثر به في علم الغيب (3).
378 / 11 ـ وروى معاوية بن حكيم. عن أبي الفضل الشامي (4) ، عن هارون ابن الفضل ، قال : رأيت أبا الحسن (عليه السلام) صاحب العسكر في اليوم الذي توفي فيه أبوه أبو جعفر (عليه السلام) ، يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله (5) أبو جعفر (عليه السلام).
فقلت له : كيف تعلم وهو ببغداد وأنت هاهنا بالمدينة.
فقال : لأنه تداخلني ذلة واستكانة لله (عز وجل) لم أكن أعرفها (6).
379 / 12 ـ وروى محمد بن عياض ، عن هارون (7) ، عن رجل كان رضيع أبي جعفر الثاني (عليه السلام) ، قال : بينا أبو الحسن (عليه السلام) جالس مع مؤدب له ـ يعني أبا زكريا ـ وأبو جعفر عندنا ببغداد وأبو الحسن يقرأ في لوح على مؤدبه (8) إذ بكى بكاء شديدا ، فسأله (9) المؤدب : مم بكاؤك يا سيدي (10) ؟ فلم يجبه ، فقال له : إئذن لي
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : فأغرقت له.
(2) في ( ع ، م ) : فيما.
(3) إثبات الوصية : 202 ، كشف الغمة 2 : 385.
(4) في الكافي : الشهباني ، وفي بعض نسخة : الميشائي ، وفي البصائر وإثبات الوصية : الشيباني.
(5) (والله) ليس في ( ع ، م ).
(6) بصائر الدرجات : 487 / 3 و 5 ، الكافي 1 : 312 / 5 ، إثبات الوصية : 194 ، نوادر المعجزات : 189 / 8.
(7) في البصائر : عن محمد بن عيسى ، عن قارن ، وفي إثبات الوصية : عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن قارون.
(8) في ( ط ) : أبا زكريا وهو يقرأ في لوح وأبوه ببغداد.
(9) في ( ط ) : فقال له.
(10) (يا سيدي) ليس في ( ع ، م ).
دلائل الإمامة _ 416 _
بالدخول ، فأذن له ، فدخل (1) فارتفع الصياح (2) من داره بالبكاء ، ثم خرج إلينا فسألوه عن السبب في بكائه ، فقال : إن أبا جعفر أبي (عليه السلام) توفي الساعة.
قال : قلنا له : فما علمك ؟
قال : دخلني من إجلال الله (عز وجل) شئ لم أكن أعرفه قبل ذلك ، فعلمت أن أبي قد مضى.
قال : فعرفنا ذلك الوقت باليوم والشهر إلى أن ورد خبره ، فإذا هو مات في ذلك الوقت بعينه (3).
380 / 13 ـ وحدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى ، المعروف بابن الخياط القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش ، قال : حدثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري ، قال : حدثني عبد الله بن عامر الطائي ،
قال : حدثنا جماعة ممن حضر العسكر بسر من رأى ، قالوا : شهدنا هذا الحديث.
قال أبو طالب : هو ما حدثني به مقبل الديلمي قال : كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد ، فقال له صاحب له كان يميل إلى ناحيتنا ويقول بأمرنا : لا تقل بإمامة عبد الله ، فإنه باطل ، وقل بالحق.
قال : وما الحق حتى أتبعه ؟
قال : إمامة (4) موسى بن جعفر (عليهما السلام) ومن بعده.
قال له الفطحي (5) : ومن الإمام اليوم منهم ؟
قال : علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام).
قال : فهل من دليل استدل به على ما قلت ؟.
---------------------------
(1) (فدخل) ليس في ( ع ، م ).
(2) في ( م ) نسخة بدل : النياح.
(3) بصائر الدرجات : 487 / 2 ، إثبات الوصية : 194 ، مدينة المعاجز : 543 / 26.
(4) في ( ع ، م ) : الإمامة في.
(5) الفطحية : فرقة بائدة من الشيعة ، قالوا إن الإمام بعد جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) هو ابنه عبد الله الأفطح ، وسمي بالأفطح لأنه عريض الرأس ، وقيل لأنه أفطح الرجلين ، معجم الفرق الإسلامية : 186.
دلائل الإمامة _ 417 _
قال : نعم ، قال : وما هو ؟
قال : اضمر في نفسك ما تشاء ، والقه بسر من رأى فإنه يخبرك به ، فقال : نعم.
فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبي أحمد ، فأخبرا أن أبا الحسن علي بن محمد مولانا ركب إلى (1) دار المتوكل ، فجلسا ينتظران عودته ، فقال الفطحي لصاحبه : إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته ، فيخبرني به من غير أن أسأله (2) قال : فوقفا إلى أن عاد أبو الحسن (عليه السلام) من موكب المتوكل وبين يديه الشاكرية ، ومن ورائه الركبة (3) يشيعونه إلى داره قال : فلما بلغ إلى الموضع الذي فيه الرجلان ، التفت إلى الرجل الفطحي فتفل بشئ من فيه في صدر الفطحي ، كأنه غرقئ (4) البيض ، فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم ، وفيه سطر مكتوب بخضرة : ( ما كان عبد الله هناك ، ولا كذلك (5) ).
فقرأه الناس ، وقالوا له : ما هذا ؟ فأخبرهم وصاحبه بقصتهما ، فأخذ التراب من الأرض فوضعه على رأسه وقال : تبا لما كنت عليه قبل يومي هذا ، والحمد لله على حسن هدايته ، وقال بإمامته (6).
381 / 14 ـ وحدثني أبو عبد الله القمي ، قال : حدثني ابن عياش ، قال : حدثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد ، قال : حدثني مقبل الديلمي ، قال : كنت جالسا على بابنا بسر من رأى ، ومولانا أبو الحسن (عليه السلام) راكب لدار (7) المتوكل الخليفة ، فجاء فتح القلانسي ، وكانت له خدمة لأبي الحسن (عليه السلام) فجلس إلى جانبي وقال : إن لي
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : راكب في.
(2) في ( ع ، م ) : أخبره.
(3) الشاكرية : جمع شاكري ، المستخدم ، والركبة : جمع راكب.
(4) الغرقئ : القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض ( المعجم الوسيط ـ غرق ـ 2 : 650 ).
(5) في ( ط ) : ولا هو بذلك.
(6) في ( ط ) : لله الذي هداني وقال بإمامة أبي الحسن (عليه السلام).
مدينة المعاجز : 543 / 27.
(7) في ( ع ، م ) : في دار.
دلائل الإمامة _ 418 _
على مولانا أربعمائة درهم ، فلو أعطانيها لانتفعت بها.
قال : قلت له : ما كنت صانعا بها ؟
قال : كنت أشتري منها بمائتي درهم خرقا تكون في يدي ، أعمل منها قلانس ، وأشتري بمائتي درهم تمرا فأنبذه نبيذا.
قال : فلما قال لي ذلك أعرضت عنه بوجهي ، فلم أكلمه لما ذكر ، وأمسكت ، وأقبل أبو الحسن (عليه السلام) على أثر هذا الكلام ، ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره ، فلما أبصرت به قمت إجلالا له ، فأقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب ،
وهو مقطب الوجه ، أعرف الغضب في وجهه ، فحين نزل عن دابته دعاني (1) ، فقال : يا مقبل ، ادخل فأخرج أربعمائة درهم ، وادفعها إلى فتح هذا الملعون ، وقل له : هذا حقك فخذه واشتر منه خرقا بمائتي درهم ، واتق الله فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية ، فأخرجت الأربعمائة درهم فدفعتها إليه وحدثته القصة فبكى ، وقال : والله ، لا شربت نبيذا ولا مسكرا أبدا ، وصاحبك يعلم ما نعمل (2).
382 / 15 ـ وحدثني أبو عبد الله القمي ، قال : حدثني ابن عياش (3) ، قال : حدثني أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن أحمد الفهقلي (4) الكاتب بسر من رأى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدثني أبي قال : كنت بسر من رأى أسير في درب الحصاء فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع وهو منصرف من دار موسى بن بغا ، فسايرني وأفضى بنا الحديث إلى أن قال لي : أترى هذا الجدار ، تدري من صاحبه ؟ قلت : ومن صاحبه ؟
---------------------------
(1) في ( ط ) : واشتري بمائتي درهم تمرا أعمله نبيذا فأعرضت بوجهي عنه ولم أكلمه لما ذكر وأمسكت وأقبل أبو الحسن على أثر هذا الكلام ولم يسمعه أحد فلما أبصرته قمت إجلالا له فنزل عن دابته وهو مقطب الوجه فذهب لدار الدواب فدعاني.
(2) في ( ع ، م ) : ما تعلم.
نوادر المعجزات : 186 / 5 ، مدينة المعاجز : 543 / 28.
(3) في ( ع ، ط ) : ابن عدس.
(4) في ( ط ) : التهلي ، وفي ( ع ) : الفقهاء ، وفي البحار : القهقلي.
دلائل الإمامة _ 419 _
قال : هذا الفتى العلوي الحجازي ، يعني علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) وكنا نسير في فناء داره ، قلت ليزداد : نعم فما شأنه ؟
قال : إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو.
قلت : وكيف ذلك ؟
قال : أخبرك عنه بأعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا ، ولا غيرك من الناس ، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لا تحدث به عني أحدا ، فإني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان ، و (1) بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس ، فيخرج هذا الأمر عنهم ، يعني بني العباس.
قلت : لك علي ذلك ، فحدثني به وليس عليك بأس ، إنما أنت رجل نصراني ، لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم ، وقد ضمنت لك الكتمان.
قال : نعم ، أعلمك أني (2) لقيته منذ أيام وهو على فرس أدهم ، وعليه ثياب سود ، وعمامة سوداء ، وهو أسود اللون ، فلما بصرت به وقفت (3) إعظاما له ـ لا وحق المسيح ، ما خرجت من فمي إلى أحد من الناس ـ وقلت في نفسي : ثياب سود ، ودابة سوداء ، ورجل أسود ، سواد في سواد في سواد ، فلما بلغ إلي وأحد النظر قال : قلبك أسود مما ترى
عيناك من سواد في سواد في سواد.
قال أبي (رحمه الله) : قلت له : أجل فلا تحدث به أحدا ، فما صنعت ؟ وما قلت له ؟
قال : سقط في يدي (4) فلم أجد جوابا.
---------------------------
(1) في ( ط ) : السلطان قلت : لك ذلك قال.
(2) في ( ط ) : الأمر من بيته ثم سكت قلت فحدثني فإنما أنت نصراني لا يتهمك أحد إن حدثت في هذا الشأن وقد ضمنت لك الكتمان قال.
(3) في ( ط ) : اللون ، فوقفت.
(4) أي ندمت وتحيرت.
دلائل الإمامة _ 420 _
قلت له (1) : أفما ابيض قلبك لما شاهدت ؟
قال : الله أعلم.
قال أبي : فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده ، فقال : إن قلبي قد ابيض بعد سواده ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله (2) ، وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الأعلم ، ثم مات في مرضه ذلك ، وحضرت الصلاة عليه (رحمه الله) (3).
383 / 16 ـ وقال أحمد بن علي : دعانا عيسى بن الحسن القمي أنا وأبا (4) علي ، وكان أعرج (5) ، فقال لنا : أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق على أبي الحسن (عليه السلام) ، فرأيته ، وكلمه بكلام لم أفهمه ، ثم قال له : جعلني الله فداك ، هذا ابن عمي عيسى بن الحسن ، وبه بياض في ذراعه وشئ قد تكتل كأمثال الجوز : قال : فقال لي : تقدم يا عيسى ، فتقدمت ، فقال : أخرج ذراعك ، فأخرجت ذراعي ، فمسح عليها ، وتكلم بكلام خفي طول فيه ، ثم قال في آخره (6) ثلاث مرات : بسم الله الرحمن الرحيم.
ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق ، فقال له : يا أحمد بن إسحاق كان علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول : بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها.
ثم قال : يا عيسى ، قلت : لبيك ، قال : أدخل يدك في كمك ثم أخرجها.
فأدخلتها ثم أخرجتها ، وليس في ذراعي (7) قليل ولا كثير (8).
---------------------------
(1) في ( ط ) : سواد قلت له : فما أجبت قال : سقط في يدي ولم أحر جوابا قلت.
(2) في ( ط ) : محمدا عبده ورسوله.
(3) نوادر المعجزات : 187 / 6 ، فرج المهموم : 233 ، البحار 50 : 161 / 50.
(4) في ( ع ، م ) : القمي لي ولأبي.
(5) في ( ع ) : أهوج ، وفي ( م ) : أجوح.
(6) (في آخره) ليس في ( ع ، م ).
(7) في ( م ) : يدي.
(8) نوادر المعجزات : 188 / 7 ، مدينة المعاجز : 544 / 30.
دلائل الإمامة _ 421 _
والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله وسلم تسليما ، وبه ثقتي واعتمادي (1).
---------------------------
(1) (بسم الله الرحمن الرحيم أقرب ... واعتمادي) ليس في ( ع ).
384 / 1 ـ حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه (1) ، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري الثاني (عليه السلام) ، قال : كان مولدي في ربيع الآخر سنة اثنتين (2) وثلاثين ومائتين من الهجرة (3).
وقد روي أنه ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث (4) وثلاثين ومائتين من الهجرة (5).
وكان مقامه مع أبيه ثلاثا وعشرين سنة.
وعاش بعد أبيه أيام إمامته بقية ملك المعتز ، ثم ملك المهتدي (6) ثم ملك أحمد ابن جعفر المتوكل ، المعروف بالمعتمد اثنين وعشرين سنة وأحد عشر شهرا ، وبعد خمس سنين من ملكه استشهد ولي الله وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة.
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) زيادة : محمد ، والظاهر أنه تكرار وتصحيف لقوله : عن أبي محمد ، الآتي بعده.
(2) في ( ع ، م ) : ثلاث.
(3) تاريخ الأئمة : 14 ، الكافي 1 : 420 ، الارشاد : 335.
(4) في ( ع ، م ) : اثنين.
(5) الهداية الكبرى : 327.
(6) في النسخ : الواثق ، تصحيف ، صحيحه ما أثبتناه ، انظر إعلام الورى : 367 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 422 ، الجوهر الثمين 1 : 153.
دلائل الإمامة _ 424 _
ومات مسموما يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين من الهجرة (1) بسر من رأى.
ودفن في داره إلى جانب قبر (2) أبيه.
الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
ويكنى : أبا محمد ، وأبا الحسن.
ولقبه : الهادي ، والمهتدي ، والنقي ، والزكي.
وأمه أم ولد تسمى : شكل النوبية.
ويقال : سوسن المغربية.
ويقال : سقوس (3).
ويقال : حديث والله أعلم (4).
وتوفي (5) بسر من رأى ، ولما اتصل الخبر بأمه وهي في المدينة ، خرجت حتى
---------------------------
(1) الكافي 1 : 421 ، الارشاد : 335 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 422.
(2) في ( ط ) : داره بجنب ، وفي ( م ) : داره بجانب قبر.
(3) في ( ط ) : منغوسة.
(4) الكافي 1 : 421 ، الهداية الكبرى : 327 ، تاج المواليد : 133 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 421 ، وفي الارشاد : 335 ، وإعلام الورى : 367 ، وكشف الغمة 2 : 404 : حديثة.
(5) في ( ع ، م ) : ولد ، وهو خطأ.
دلائل الإمامة _ 425 _
قدمت سر من رأى ، وجرى بينها وبين أخيه جعفر أقاصيص في مطالبته (1) إياها بميراثه ، وسعى بها إلى السلطان ، وكشف ما ستر الله ، وادعت صقيل (2) عند ذلك أنها حامل ، وحملت إلى دار المعتمد ، فجعل نساءه وخدمه ، ونساء الواثق ، ونساء القاضي ابن أبي الشوارب ، يتعاهدون أمرها إلى أن دهمهم أمر الصفار ، وموت عبد الله بن يحيى ابن خاقان ، وأمر صاحب الزنج ، وخروجهم عن سر من رأى ما شغلهم عنها (3) ، وعن ذكر من أعقب من أجل ما يشاء (4) الله ستره وحسن رعايته بمنه وطوله.
وبوابه : عثمان (5) بن سعد العمري.
ويقال : محمد بن نصير ، (6) والأول أصح.
نقش خاتمه (عليه السلام) :
وكان له خاتم نقش فصه : الله وليي ، (7).
ذكر ولده (عليه السلم) : الخلف الصالح القائم صاحب الزمان الإمام المنتظر لأمر الله (صلوات الله عليه وعلى آبائه وسلم) (8).
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : ومطالبته.
(2) قيل : هي أم القائم (عليه السلام) على ما في كمال الدين : 432 / 12.
(3) في ( ع ، م ) : عن ذلك.
(4) في ( ع ، م ) : أجله ويشاء.
(5) في ( ط ) : عمرو ، وفي ( ع ، م ) : عمر ، وهو تصحيف ، راجع رجال الطوسي : 434 ، معجم رجال الحديث 11 : 111.
(6) تاريخ الأئمة : 33 ، الفصول المهمة : 285 ، وفي مناقب ابن شهرآشوب 4 : 423 : الحسين بن روح النوبختي.
(7) في الفصول المهمة : 285 ، ونور الأبصار : 338 ، سبحانه من له مقاليد السماوات والأرض ، وفي مصباح الكفعمي : أنا لله شهيد.
(8) تاريخ الأئمة : 21 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 421 ، كفاية الطالب : 458 ، نور الأبصار : 341.
385 / 2 ـ قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال (1) : رأيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام) تكلم للذئب فكلمه ، فقلت له : أيها الإمام الصالح ، سل هذا الذئب عن أخ لي بطبرستان خلفته وأشتهي أن أراه.
فقال لي : إذا اشتهيت أن تراه فانظر إلى شجرة دارك بسر من رأى.
وكان قد أخرج في داره عينا تنبع عسلا ولبنا ، فكنا نشرب منه ونتزود (2).
386 / 3 ـ قال أبو جعفر : دخل على الحسن بن علي (عليه السلام) قوم من سواد العراق يشكون قلة الأمطار فكتب لهم كتابا فأمطروا ، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الأرض فأمسك المطر (3).
387 / 4 ـ قال أبو جعفر : رأيت الحسن بن علي السراج (4) (عليه السلام) يمشي في أسواق سر من رأى ولا ظل له ، ورأيته يأخذ الآس فيجعلها ورقا (5) ، ويرفع طرفه نحو السماء ويده فيردها ملأى لؤلؤا (6).
388 / 5 ـ قال أبو جعفر : قلت للحسن بن علي (عليه السلام) أرني معجزة خصوصية أحدث بها عنك ، فقال : يا بن جرير ، لعلك ترتد ، فحلفت له ثلاثا ، فرأيته
---------------------------
(1) (حدثنا عبد الله بن محمد قال) ليس في ( ع ، م ).
(2) في ( ط ) : فكان يشرب منه ويتزود ، نوادر المعجزات : 190 / 1 ، إثبات الهداة 6 : 344 / 124.
(3) نوادر المعجزات : 191 / 2 ، إثبات الهداة 6 : 345 / 125.
(4) السراج : من ألقاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ويظهر من هذا الحديث والأحاديث التي تليه أن الطبري الكبير قد عاصره وسمع منه ، حيث إن ولادة الإمام العسكري (عليه السلام) سنة (232 هـ) كما مر آنفا ، وولادة الطبري نحو سنة 226 هـ انظر تنقيح المقال 1 : 188 ، معجم المؤلفين 9 : 146.
(5) الورق : الدراهم المضروبة من الفضة.
(6) إثبات الهداة 6 : 345 / 126 ، مدينة المعاجز 566 / 43.
دلائل الإمامة _ 427 _
غاب في الأرض تحت مصلاه ، ثم رجع ومعه حوت عظيم فقال : جئتك به من الأبحر السبعة (1) ، فأخذته معي إلى مدينة السلام ، وأطعمت منه جماعة من أصحابنا (2).
389 / 6 ـ قال أبو جعفر : ورأيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام) يمر بأسواق سر من رأى ، فما مر بباب مقفل إلا انفتح ، ولا دار إلا انفتحت ، وكان ينبئنا بما نعمله بالليل سرا وجهرا (3).
390 / 7 ـ قال أبو جعفر : أردت التزويج والتمتع بالعراق ، فأتيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام) ، فقال لي : يا بن جرير ، عزمت أن تتمتع فتمتع بجارية ناصبة معقبة تفيدك مائة دينار ، فقلت : لا أريدها.
فقال : قد قضيت لك بها ، فأتيت بغداد وتزوجت بها فأعقبت ، وأخذت منها مالا (4) ثم رجعت ، فقال : يا بن جرير ، كيف رأيت (5) آية الإمام ؟ (6)
391 / 8 ـ قال المعلى بن محمد ( : أخبرني محمد) (7) قال : لما أمر سعيد بحمل أبي محمد (عليه السلام) إلى الكفوة ، كتب أبو الهيثم إليه : جعلت فداك ، بلغنا خبر أقلقنا ، وبلغ منا كل مبلغ.
فكتب (8) : ( بعد ثلاث يأتيكم الفرج ) فقتل الزبير (9) يوم الثالث (10).
---------------------------
(1) في ( ع ) : أبحر السبع.
(2) نوادر المعجزات : 191 / 3 ، إثبات الهداة 6 : 345 / 127.
(3) إثبات الهداة 6 : 346 / 128.
(ط) في ( ع ، م ) : وتزوجتها فعجب رأيت.
(5) في ( ط ) : ترى.
(6) إثبات الهداة 6 : 346 / 129 ، مدينة المعاجز : 566 / 46.
(7) أضفناه للزومه ، وقد روى المعلى ، عن محمد بن عبد الله ، كما روي هذا الحديث في الخرائج والثاقب عن محمد بن عبد الله ، على نهجهما في ذكر اسم الراوي الأخير فقط ، وراجع معجم رجال الحديث 16 : 226 و 18 : 251.
(8) في ( ط ) زيادة : الجواب.
(9) أي المعتز.
(10) غيبة الطوسي : 208 / 177 ، الخرائج والجرائح 1 : 451 / 36 ، الثاقب في المناقب : 576 / 523 ، مهج الدعوات : 274 ، كشف الغمة 2 : 416.
دلائل الإمامة _ 428 _
392 / 9 ـ قال : وفقد غلام صغير لأبي الحسن (عليه السلام) (1) ، فلم يوجد فأخبر بذلك ، فقال : اطلبوه في البركة ، فطلب ، فوجد في بركة في الدار ميتا (2).
393 / 10 ـ قال علي بن محمد الصيمري : دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله وبين يديه رقعة ، قال : هذه رقعة أبي محمد (عليه السلام) فيها : إني نازلت الله (عز وجل) في هذا الطاغي ـ يعني الزبير بن جعفر (3) ـ وهو آخذه (4) بعد ثلاث .
فلما كان اليوم الثالث قتل (5).
394 / 11 ـ قال علي بن محمد الصيمري : كتب إلي أبو محمد (عليه السلام) : ( فتنة تظلكم فكونوا على أهبة منها ) فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بني هاشم ما وقع (6) ، فكتبت إليه : ( هي ) قال : ( لا ، ولكن غير هذه ، فاحترزوا (7) ) فلما كان بعد ثلاثة أيام كان من أمر المعتز ما كان (8).
395 / 12 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثني أبي (رضي الله عنه) ، قال : كنت في دهليز لأبي علي محمد بن همام (رحمه الله) على دكة وصفها ، إذ مر بنا شيخ كبير ، عليه دراعة ، فسلم على أبي علي محمد بن همام ، فرد عليه السلام
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : غلام أبي الحسن (عليه السلام) صغيرا.
(2) الخرائج والجرائح 1 : 451 ذيل الحديث (36) ، الثاقب في المناقب : 576 ذيل الحديث 523 ، كشف الغمة 2 : 416.
(3) الزبير بن جعفر هو المعتز.
(4) في ( ط ) : وإنه مؤاخذ.
(5) إثبات الوصية : 211 ، نوادر المعجزات : 192 / 4 ، غيبة الطوسي : 204 / 172 ، الخرائج والجرائح 1 : 429 / 8 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 430 ، الثاقب في المناقب : 576 / 524 ، كشف الغمة 2 : 417 و 428 ، الصراط المستقيم 2 : 206 / 6 ، مدينة المعاجز : 566 / 49.
(6) في ( ع ، م ) زيادة ، وكانت ، وفي كشف الغمة والمدينة : وكانت لهم هنة لها شأن ، الهنة : الشر والفساد ( المعجم الوسيط ـ هنن ـ 2 : 998 ).
(7) في ( م ) : فاحترسوا.
(8) كشف الغمة 2 : 417 ، مدينة المعاجز : 566 / 50.
دلائل الإمامة _ 429 _
ومضى ، فقال : لي تدري من هذا ؟ فقلت : لا.
فقال : شاكري (1) لمولانا أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) ، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا ؟ قلت : نعم.
فقال لي : أمعك شئ تعطيه ؟
فقلت : معي درهمان صحيحان ، فقال : هما يكفيانه فادعه (2) فمضيت خلفه ، فلحقته بموضع كذا ، فقلت : أبو علي يقول لك : تنشط للمسير إلينا ؟ فقال : نعم ، فجاء إلى أبي علي محمد بن همام فجلس إليه ، فغمزني أبو علي أن أسلم إليه (3) الدرهمين ، فسلمتهما (4) إليه ، فقال لي : ما يحتاج إلى هذا ، ثم أخذهما.
فقال له أبو علي : يا أبا عبد الله محمد ، حدثنا عن أبي محمد (عليه السلام).
فقال : كان أستاذي صالحا من بين العلويين ، لم أر قط مثله ، وكان يركب بسرج صفته : بزيون مسكي (5) وأزرق ، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس.
قال أبو عبد الله محمد الشاكري : وكان يوم النوبة ، يحضر من الناس شئ عظيم ، ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة (6) ، فلا يكون لأحد موضع يمشي فيه (7) ، ولا يدخل أحد (8) بينهم ، قال : فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة ، وهدأ صهيل الخيل ، ونهاق الحمير ، قال : وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا ، لا
---------------------------
(1) الشاكري : المستخدم.
(2) (فادعه) ليس في ( ع ، م ).
(3) في ( ط ) : أن أعطيه.
(4) في ( ط ) : فأعطيتهما.
(5) البزيون : رقيق الديباج ، وقيل : بساط رومي ( لسان العرب ـ بزن ـ 13 : 52 ، تاج العروس 9 : 139 ).
المسكي : المصبوغ بالمسك ولعله معرب (مشكي) فارسية بمعنى أسود.
(6) في ( ط ) : والصيحة ، وكذا في الموضع الآتي.
(7) (فيه) ليس في ( ع ، م ).
(8) (أحد) ليس في ( ع ، م ).
دلائل الإمامة _ 430 _
يحتاج أن يتوقى من المزاحمة (1) ، ثم يدخل (2) فيجلس في مرتبته التي جعلت له ، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا : هاتوا دابة أبي محمد ، فسكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.
وقال الشاكري : واستدعاه يوما الخليفة ، فشق ذلك عليه ، وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته ، فركب ومضى إليه.
فلما حصل في الدار قيل له : إن الخليفة قد قام ، ولكن اجلس في مرتبتك وانصرف.
قال : فانصرف وجاء (3) إلى سوق الدواب ، وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير ، قال : فلما دخل إليها سكنت الضجة بدخوله (4) ، وهدأت الدواب ، فجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب ، فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه ، فباعوه إياه بوكس فقال لي : يا محمد ، قم فاطرح السرج عليه فقمت وعلمت (5) أنه لا يقول لي إلا ما لا يؤذيني ، فحللت الحزام ، وطرحت السرج عليه ، فهدأ ولم يتحرك. وجئت لأمضي به ، فجاء النخاس فقال : ليس يباع ، فقال لي : سلمه (6) إليهم ، قال : فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتة ، ذهب (7) منه منهزما.
قال : وركب ، فمضينا ، فلحقنا النخاس وقال : صاحبه يقول : أشفقت من أن يرده ، فإن كان قد علم ما فيه من الكبس فليشتره ، فقال له أستاذي : قد علمت ، فقال :
قد بعتك ، فقال لي : خذه ، فأخذته ، قال : فجئت به إلى الإصطبل ، فما تحرك ولا آذاني ، ببركة أستاذي ، فلما نزل جاء إليه فأخذ بإذنه اليمنى فرقاه ، ثم أخذ بإذنه اليسرى فرقاه ، قال : فوالله ، لقد كنت أطرح الشعير له ، فافرقه بين يديه ، فلا يتحرك ، هذا
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : يتوقى من الدواب بخفة (وحف / ع) ليزحمها.
(2) في ( ط ) زيادة : هناك.
(3) في ( ط ) : فلما انصرف جاء.
(4) في ( ط ) : كثير فسكنت الضجة بدخوله.
(5) في ( ط ) : لعلمي.
(6) في ( ط ) : يباع فأمرني بتسليمه.
(7) في ( ط ) : إليه الفرس التفاتة فهرب.
دلائل الإمامة _ 431 _
ببركة أستاذي.
قال أبو محمد : قال أبو علي بن همام : هذا الفرس يقال له (الصؤول) يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ، ويقول على رجليه ويلطم صاحبه.
وقال محمد الشاكري : كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ، ما كان يشرب هذا النبيذ ، وكان يجلس في المحراب ويسجد ، فأنام وانتبه ، وأنام وانتبه ، وهو ساجد.
وكان قليل الأكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله ، فيأكل منه الواحدة والثنتين ، ويقول : شل (1) هذا يا محمد إلى صبيانكم ، فأقول : هذا كله! فيقول : خذه كله ، فما (2) رأيت قط أشهى (3) منه (4).
396 / 13 ـ وحدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى ، المعروف بابن الخياط القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش ، قال : حدثني أبو القاسم علي بن حبشي بن قوني الكوفي (رضي الله عنه) ، قال : حدثني العباس بن محمد بن أبي الخطاب ، قال : خرج بعض بني البقاح إلى سر من رأى في رفقة ، يلتمسون الدلالة ، فلما بلغوا بين الحائطين سألوا الإذن ، فلم يؤذن لهم ، فأقاموا إلى يوم الخميس ، فركب أبو محمد (عليه السلام) فقال أحد القوم لصاحبه : إن كان إماما فإنه يرفع القلنسوة عن رأسه ، قال : فرفعها بيده (5) ، ثم وضعها ، وكانت شيشية (6).
فقال بعض بني البقاح بينه وبين صاحب له يناجيه : لئن رفعها ثانية ، فانظر إلى رأسه ، هل عليه الإكليل الذي كنت أراه على رأس أبيه الماضي (عليه السلام) مستديرا
---------------------------
(1) في ( ط ) : خذ.
(2) في ( ع ، م ) : خذه ما.
(3) في ( ع ، م ) اشترى.
(4) غيبة الطوسي : 215 / 179 ، مدينة المعاجز : 567 / 51.
(5) في ( ط ) : فرفعها عن رأسه.
(6) كذا في النسخ ، وفي مدينة المعاجز : سنة.
دلائل الإمامة _ 432 _
كدارة القمر ، فرفعها أبو محمد (عليه السلام) ثانية ، وصاح إلى الرجل القائل ذلك : هلم فانظر ، فهل بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون ؟ فتيقنوا بالدلالة وانصرفوا غير مرتابين ، بحمد الله ومنه (1).
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
---------------------------
(1) (فتيقنوا ... الله ومنه) في ( ع ، م ).
مدينة المعاجز : 567 / 52.
397 / 1 ـ حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : تبقى الأرض يوما بلا عالم منكم حي ظاهر ، يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم.
قال : إذن لا يعبد الله ، يا أبا يسوف (1).
398 / 2 ـ وعنه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن أحمد ، عن يحيى ، عن محمد بن إبراهيم ، عن زيد الشحام ، عن عمه داود بن العلاء ، عن أبي حمزة ، عن بعضهم (2) أنه قال : ما خلت الدنيا منذ خلق الله السماوات والأرض من (3) إمام عدل (4) ، إلى أن تقوم الساعة ، حجة لله فيها على خلقه (5).
399 / 3 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن أيوب بن نوح ، عن الربيع بن
المسلي (1) ، عن عبد الله بن سليمان العامري ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : ما تزال الأرض ولله فيها حجة ، يعرف الحلال والحرام ، ويدعو الناس إلى سبيل الله (عز وجل) ، ولا ينقطع من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة ، فإذا رفع الحجة أغلق باب التوبة ، ولم ينفع نفسه إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن يرفع الحجة ، فأولئك (2) شرار خلق الله ، وهم الذين تقوم عليهم فيها القيامة (3).
400 / 4 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الخزاز (4) ، عن عمر بن أبان ، عن الحسين بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : قال : يا أبا حمزة ، إن الأرض لم تخل إلا وفيها منا عالم ، فإذا زاد الناس ، قال : زادوا.
وإن نقصوا قال : نقصوا ، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه ، أو ما شاء الله (5).
401 / 5 ـ وعنه ، قال : حدثنا أبي ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى ، جميعا عن عبد الله الغفاري (6) ، عن أبي
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : المسكن ، وفي ( ط ) : السكن ، وما في المتن هو الصواب ، كما في المصادر ، وهو الربيع بن محمد بن عمر بن حسان الأصم المسلي ، ومسلية قبيلة من مذحج ، رجال النجاشي : 164.
(2) في ( م ) : وأولئك من.
(3) المحاسن : 236 / 202 ، بصائر الدرجات : 504 / 1 ، الكافي 1 : 136 / 3 ، كمال الدين وتمام النعمة : 229 / 24 ، غيبة النعماني : 138 / 4.
(4) في النسخ : عن الحسن بن علي عن الحارث ، وفي كمال الدين : الحسن بن علي الخزاز ، عن عمر بن أبان بلا واسطة.
(5) المحاسن : 235 / 201 ، نحوه ، كمال الدين وتمام النعمة : 222 / 12 و : 228 / 21 ، نوادر المعجزات : 195 / 2 ، إثبات الهداة 1 : 238 / 195 ، البحار 25 : 250 / 4.
(6) زاد في كمال الدين : عن جعفر بن إبراهيم ، والظاهر صوابه ، وهو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب الجعفري الهاشمي ، روى عنه الغفاري في موارد أخرى كثيرة ، ولم تذكر رواية للغفاري عن الإمام الصادق (عليه السلام) مباشرة ، راجع معجم رجال الحديث 4 : 47 و 10 : 80 و 84.
دلائل الإمامة _ 435 _
عبد الله (عليه السلام) ، قال : قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : لا يزال في ولدي مأمون مأمول (1).
402 / 6 ـ وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : يمضي الإمام وليس له عقب ؟
قال : لا يكون ذلك.
قلت : فيكون ؟
قال : لا يكون ، إلا أن يغضب الله على خلقه فيعاجلهم (2).
403 / 7 ـ وعنه ، عن أبي جعفر ، قال : حدثنا (3) أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي هراسة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال : لو أن الإمام رفع لماجت الأرض بأهلها ، كما يموج البحر بأهله (4).
404 / 8 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر ، عن عقبة بن جعفر ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد ، فقال : يا عقبة ، إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى خلفه من ولده (5)
405 / 9 ـ وعنه ، عن عبد الله بن جعفر ، عن علي بن سليمان بن رشيد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، قال : دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ،
---------------------------
(1) كمال الدين وتمام النعمة : 228 / 22.
(2) كمال الدين وتمام النعمة : 204 / 13.
(3) في ( م ، ط ) : حدثني.
(4) بصائر الدرجات : 508 / 3 ، الكافي 1 : 137 / 12 ، كمال الدين وتمام النعمة : 202 / 3 و : 203 / 9 ، غيبة النعماني : 139 / 10.
(5) كمال الدين وتمام النعمة : 229 / 25 ، كفاية الأثر : 274 ، نوادر المعجزات : 195 / 3 ، غيبة الطوسي : 222 / 184.
دلائل الإمامة _ 436 _
فقال له : أنت إمام ؟ فقال : نعم.
فقال له : إني سمعت جدك جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول : لا يكون الإمام إلا وله عقب.
فقال له : نسيت ـ يا شيخ ـ أم تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفر ، إنما قال جعفر (عليه السلام) : لا يكون الإمام إلا وله ولد ، إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ، فإنه لا عقب له.
فقال : صدقت ، جعلني الله فداك ، هكذا سمعت جدك يقول (1).
406 / 10 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن عبد الله (2) بن محمد الحجال ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي والحسن والحسين وهما صبيان ، ثم قال : (وذلك) (3) قول الله (تعالى) : * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (4) وأراد الأئمة (5) من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) إلى أن تقوم الساعة (6).
407 / 11 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن أحمد (7) ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : سمعته يقول : لو بقيت الأرض يوما واحدا بلا إمام منا لساخت الأرض بأهلها ، ولعذبهم الله (8) بأشد عذابه ، وذلك أن الله جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض ،
---------------------------
(1) غيبة الطوسي : 224 / 188 ، إثبات الهداة 1 : 238 / 196.
(2) في النسخ : محمد عن الحسين بن عبد الله ، وما أثبتناه من المصدر.
(3) أثبتناها للزومها.
(4) النساء 4 : 59.
(5) في ( ع ، م ) : منكم قال الأئمة.
(6) كمال الدين وتمام النعمة : 222 / 8.
(7) كذا في النسخ ، ولعل الصواب : عن عبد الله بن جعفر الحميري ـ شيخ ابن همام ـ عن محمد بن أحمد عن أبي سعيد العصفري ، عن عمرو ... ، كما في كمال الدين.
(8) في ( ع ، م ) : ويعذبهم.
دلائل الإمامة _ 437 _
لن يزالوا بأمان من (1) أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا أراد الله أن يهلكهم ، ثم لا يمهلهم ، ولا ينظرهم ، ذهب بنا من بينهم ، ثم يفعل الله (تعالى) بهم ما يشاء (2).
408 / 12 ـ وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر ، قال : حدثنا أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : تكون الأرض بغير إمام ؟ قال : لا.
قلت : فيكون إمامان ؟
قال : لا ، إلا وأحدهما مصمت.
قلت : فالقائم.
قال : نعم ، إمام ابن إمام ، قد اؤتم (3) به قبل ذلك (4).
409 / 13 ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد بن الحجاج ابن هارون بن حماد بن سعيد بن أبان بن الصلت بن جرجشان (5) الفارسي ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن نعمان الرازي ، قال : كنت وبشير الدهان عند أبي عبد الله (عليه السلام) ، فقال : لما انقضت نبوة آدم وانقطع أجله ، أوحى الله (عز وجل) إليه أن : يا آدم قد انقضت نبوتك ، وقد انقطع أجلك ، فانظر إلى ما عندك من العلم ، والإيمان ، وميراث النبوة ، وأثرة العلم ، والاسم الأعظم ، فاجعله في العقب من ذريتك ، عند هبة الله ، فإني لم أدع الأرض بغير عالم تعرف به طاعتي وديني ، ويكون نجاة لم أطاعني (6).
---------------------------
(1) (من) ليس في ( ع ، م ).
(2) كمال الدين وتمام النعمة : 204 / 14 ، نوادر المعجزات : 196 / 4.
(3) في ( ط ) : قد أوعدتم.
(4) كمال الدين وتمام النعمة : 223 / 17.
(5) في ( ع ) : حوحشاران ، وفي ( م ) : حرحشادان.
(6) المحاسن : 235 / 197 ، الإمامة والتبصرة : 25 / 3 ، علل الشرائع : 195 / 1.
دلائل الإمامة _ 438 _
410 / 14 ـ وعنه ، عن أبي الحسن علي بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : حدثني الثقة من أصحابنا أنه سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول :
اللهم إنك لا تخل الأرض من حجة لك على خلقك ، ظاهرا أو خافيا مغمورا ، لئلا تبطل حجتك وبيناتك (1).
411 / 15 ـ وعنه ، عن أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى القمي ، قال :
حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد بن سنان وصفوان ابن يحيى و عبد الله بن المغيرة وعلي بن النعمان ، كلهم عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : إن الله (عز وجل) لا يدع الأرض إلا وفيها عالم ، يعلم الزيادة والنقصان ، فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، وقال (2) : خذوه كاملا. ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرق بين الحق والباطل (3).
412 / 16 ـ وعنه ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى القمي ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الكريم وغيره ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : إن جبرئيل (عليه السلام) نزل على النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بخبر عن ربه ، فقال له : إن الله يقول (4) : يا محمد ، إني لم أترك الأرض إلا وفيها عالم ، تعرف به طاعتي وهدايتي ، ويكون نجاة فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، ولم أكن أترك إبليس يضل
---------------------------
(1) الإمامة والتبصرة : 26 / 4 ، كمال الدين وتمام النعمة : 292 ـ 294 / 2 بعدة طرق ، علل الشرائع : 195 / 2 ، ونحوه في غيبة النعماني : 136 / 1 وإثبات الهداة 7 : 141 / 689.
(2) في ( ع ، ع ) : أكمله بهم فقال.
(3) الإمامة والتبصرة : 30 / 11 ، علل الشرائع : 195 / 4 ، كمال الدين وتمام النعمة : 203 / 11.
(4) (إن الله يقول) من ( ط ).
دلائل الإمامة _ 439 _
الناس وليس في الأرض حجة لي ، وداع إلي ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، وإني قد قيضت (1) لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ، ويكون حجة على الأشقياء (2).
والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.