معرفة وجوب القائم (عليه السلام) وأنه لا بد أن يكون
413 / 17 ـ حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطبري ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري ، قال : حدثنا رواد (1) ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المهدي من ولدي ، وجهه كالكوكب الدري ، واللون لون عربي ، والجسم جسم إسرائيلي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء والطير في الجو ، ويملك عشرين سنة (2).
---------------------------
(1) في النسخ : داود ، وهو تحريف ، وما في المتن هو الصحيح وهو : رواد بن الجراح الشامي ، الراوي عن سفيان الثوري ، روى عنه محمد بن إبراهيم الصوري هذا الحديث بهذا السند في لسان الميزان 5 : 23 و 24 ، وانظر تهذيب الكمال 9 : 227.
(2) نوادر المعجزات : 196 / 5 ، الفردوس 4 : 221 / 6667 ، العمدة : 439 / 922 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 501 و 513 ، كشف الغمة 2 : 481 ، ذخائر العقبى : 136 ، الفصول المهمة : 294 ، الحاوي للفتاوي 2 : 66 ، الصواعق المحرقة : 164 ، حلية الأبرار 2 : 583 ، نور الأبصار : 346.
دلائل الإمامة _ 442 _
414 / 18 ـ وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي الحفري (1) بالكوفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن راشد ، قال : حدثنا يحيى بن سالم ، عن فطر عن خليفة وصباح بن يحيى المزني ومندل بن علي ، كلهم ذكره عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا جلوسا عن النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ، إذ أقبل (2) فتية من بني عبد المطلب ، فلما نظر إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) اغرورقت عيناه (3) ، فقلنا : يا رسول الله ، لا نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه (4) ؟
قال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتطريدا وتشريدا ، حتى يجئ قوم من هاهنا ـ وأشار بيده إلى المشرق ـ أصحاب رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ـ حتى أعادها ثلاثا ـ فيقاتلون فينصرون ، ولا يزالون كذلك حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملأها قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، فمن أدركه منكم فليأته ولو حبوا على الثلج (5).
415 / 19 ـ وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقيقي (6) ، قال : حدثنا أبو الطيب أحمد بن عبيد الله
---------------------------
(1) في ( ط ) : الخفري.
(2) في ( ط ) : فأقبل.
(3) في ( ط ) زيادة : بالدموع.
(4) في ( ط ) : رسول الله أرأيت شيئا تكرهه ؟
(5) سنن ابن ماجة 2 : 1366 / 4082 ، مستدرك الحاكم 4 : 464 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 491 ، كشف الغمة 2 : 472 و 478 ، الحاوي للفتاوي 2 : 60 ، حلية الأبرار 2 : 704 ، غاية المرام : 700 / 98 ، يأتي مثله في الأحاديث (22 و 23 و 24).
(6) في ترجمته من تاريخ بغداد 11 : 302 ، وسير أعلام النبلاء 15 : 444 وغيرهما : الدقاق ، وكلاهما نسبة إلى الدقيق وبيعه ، انظر أنساب السمعاني 2 : 485 ، وصفه الذهبي بالشيخ الإمام المحدث المكثر الصادق ، مسند العراق ... توفي سنة 344 هـ.
دلائل الإمامة _ 443 _
الأنطاكي ، قال : حدثني اليمان بن سعيد المحتسبي (1) ، قال : حدثنا خالد بن يزيد القسري (2) ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي ، عن أبي جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كيف تهلك أمة أنا أولها ، وعيسى بن مريم في آخرها ، والمهدي من أهل بيتي في وسطها ؟! (3)
416 / 20 ـ حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ، قال : حدثنا عبد الجبار بن شيران (4) بالبصرة ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا الحكم بن أسلم وشعيب بن واقد ، قالا : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : والذي نفسي بيده ، إن مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى منا.
ثم ضرب (5) منكب الحسين (عليه السلام) ، وقال : من هذا ، من هذا (6).
417 / 21 ـ وحدثني محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا علي بن حفص
---------------------------
(1) في ( ع ) : المحصبي.
(2) في النسخ والبيان : القشيري ، وما في المتن هو الصواب ، نسبة إلى قسر بطن من بجيلة ، وهو الناصبي المعروف خالد بن عبد الله بن يزيد البجلي القسري : أمير العراقين البصرة والكوفة لهشام بن عبد الملك وكانت أمه نصرانية بنى لها كنيسة تتعبد فيها ، قتل بالكوفة 126 هـ ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 8 : 107 ، وفيات الأعيان 2 : 226 ، سير أعلام النبلاء 5 : 425.
(3) تفسير الطبري 3 : 203 قطعة منه ، نوادر المعجزات : 197 / 6 ، مناقب ابن المغازلي : 395 / 449 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 508 ، كشف الغمة 2 : 484 ، فرائد السمطين 2 : 339 / 593 ، كنز العمال 14 : 269 / 38682.
(4) في ( ع ) : عبد الله بن الخيار بن سيراب ، وفي ( م ) : عبد الله (الجبار نسخةبدل) بن سيراب ، وفي ( ط ) : عبد الجبار بن سيراب ، وما في المتن من رجال النجاشي : 347 ، ذكره في الذين رووا عن محمد بن زكريا بن دينار الغلابي كتبه.
(5) في ( ط ) زيادة : يده على.
(6) غيبة الطوسي : 191 / 154 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 501 ، الفصول المهمة : 296 ، إثبات الهداة 7 : 135 / 672 عن كتاب عيون المعجزات للسيد المرتضى و 7 : 144 / 698 عن كتاب مناقب فاطمة (عليها السلام) وولدها.
دلائل الإمامة _ 444 _
ابن مسافر الهذلي بتنيسق (1) ، قال : حدثني أبو صالح ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن عطاء أبو طاهر البلقاوي ببيت المقدس ، قال : حدثني الوليد بن محمد الموقري (2) ، قال : كنت واقفا بالرصافة ـ يعني رصافة هشام ـ نصف النهار على باب الزهري ، فمر اللعانون (3) يطوفون برأس زيد بن علي (عليه السلام) ، فبكى ، وقال : أهلك (4) أهل هذا البيت (5) العجلة.
قلت : يا أبا بكر ، ويملكون ؟
قال : نعم حدثني علي بن الحسين ، عن أبيه (عليهما السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (صلوات الله عليها) : المهدي من ولدك (6).
418 / 22 ـ وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي ، قال : حدثنا أبي (7) ، قال : حدثنا سمرة بن حجر ، عن حمزة بن النصيبي ، عن زيد بن رفيع ، عن أبي عبيدة (8) ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : ببلنيس ، ولم نعثر على مدينة تسمى بهذين الاسمين ، ولعل الصواب بتنيس ، جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط ، معجم البلدان 2 : 51.
(2) في ( ع ، م ) : المرقزي ، وفي ( ط ) : المروزي ، كلاهما تصحيف ، والصواب ما في المتن ، ذكره السمعاني في الأنساب 5 : 409 ، وابن حجر في تهذيب التهذيب 11 : 148 ، وعد البلقاوي في الرواة عنه ، والنسبة إلى الموقر موضع بنواحي البلقاء ، مراصد الاطلاع 3 : 1335.
(3) في مقاتل الطالبيين : فسمع ـ الزهري ـ أصوات لعابين ، وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر : فإذا رأس زيد يطاف به بيد لعابين.
(4) كذا في المقاتل وغيره ، وصحفت في النسخ : يملك.
(5) في ( ط ) زيادة : ولكن.
(6) مقاتل الطالبيين : 97 ، كشف الغمة 2 : 468 ، الحاوي للفتاوي 2 : 66 ، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6 : 26.
(7) (قال : حدثنا أبي) ليس في ( ع ) ، والصواب إثباتها ، وهو إسحاق بن البهلول بن حسان التنوخي أبو يعقوب ، من كبار العلماء ، له مسند كبير ، وحدث عنه ولده أحمد ، وروى هو عن سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني ، راجع تاريخ بغداد 4 : 30 و 6 : 366 و 9 : 328.
(8) هو ابن عبد الله بن مسعود ، اسمه عامر ، وقيل اسمه كنيته روى عن أبيه وقيل لم يسمع منه ، وروى عنه زيد بن رفيع الفزاري ، راجع تهذيب الكمال 14 : 61 ، ميزان الاعتدال 2 : 103.
دلائل الإمامة _ 445 _
كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ مر فتية من بني هاشم ، كأن (1) وجوههم المصابيح ، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال إنا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيصيب أهل بيتي قتل وتطريد وتشريد في البلاد ، حتى يتيح (2) الله لنا راية تجئ من المشرق ، من نصرها نصر (3) ، ومن يشاقها يشاق ، ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي ، وخلقه كخلقي (4) ، تؤوب إليه أمتي كما تؤوب الطير إلى أوكارها ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (5).
419 / 23 ـ وحدثني أبو المفضل ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي الغزال ببغداد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سالم الفراء ، عن صباح ابن يحيى وفطر بن خليفة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ابن قيس ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا حول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبلت فتية من بني هاشم ، فلما نظر إليهم اغرورقت عيناه ، فقلنا : يا رسول الله ، لا نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت أختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وهؤلاء أهل بيتي (6) أختار الله لهم الآخرة ، وسيلقون بعدي تطريدا وتشريدا وبلاء شديدا ، حتى يجئ قوم من هاهنا ـ وأشار بيده إلى المشرق ـ أصحاب رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ـ حتى أعادها ثلاثا ـ فيقاتلون حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، فمن أدرك ذلك منكم فليأته ولو حبوا.
قال أبو المفضل : ورواه عمرو بن قيس الملائي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن عبيدة السلماني ، عن عبد الله ، وكلاهما عندي صحيح (7).
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) زيادة : في.
(2) في ( ع ، م ) : يفتح.
(3) في ( ط ) : من يهزها يهز.
(4) في ( ع ) : خلقته كخلقي ، وفي ( م ) : خلقته كخلقته.
(5) تقدمت تخريجاته في الحديث (18).
(6) في ( ع ) : الدنيا وأهل بيتي هؤلاء.
(7) تقدمت تخريجاته في الحديث (18).
دلائل الإمامة _ 446 _
420 / 24 ـ حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ومحمد بن جعفر بن رباح (1) الأشجعي ، قالا ، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي : قالا : أخبرنا حنان بن سدير ، قال : كنت أختلف إلى عمرو بن قيس الملائي أتعلم منه القرآن ، وكان الناس يجيئونه ويسألونه عن هذا الحديث ، حتى حفظته منه.
فحدثني عمرو بن قيس الملائي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن أبي (2) عبيدة ، عن عبد الله ، قال : أتينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت به فتية من بني هاشم ، فيهم الحسن والحسين ، فلما أن رآهم خثر (3) لهم ، وانهملت عيناه بالدموع ، فقالوا له : يا رسول الله ، خرجت إلينا مستبشرا ، نعرف السرور في وجهك ، فما سألناك عن شئ إلا أخبرتنا ولا سكتنا إلا ابتدأتنا ، حتى مرت بك الفتية ، فخثرت لهم ، وانهملت عيناك.
فقال (صلى الله عليه وآله) : إنا أهل بيت اختار الله (عز وجل) لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود من المشرق ، فيسألون الحق فلا يعطون ، ويقاتلون فينصرون ، فيعطون الذي سألوا ، فمن أدركهم منكم ـ أو من أبنائكم ـ فليأتهم ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى ، يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما (4) .
421 / 25 ـ وحدثنا أبو المفضل ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الكوفي ، عن محمد بن عبد الله الفارسي ، عن يحيى بن ميمون الخراساني ، عن عبد الله بن سنان ،
---------------------------
(1) في ( ع ) : رزباح ، وفي ( م ) : زرباح.
(2) في ( ع ، م ) : عن إبراهيم بن ، وهو خطأ.
(3) في حديث ( أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو خاثر النفس ) قال الجرزي : أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط ، ( النهاية 2 : 11 ).
(4) تقدمت تخريجاته في الحديث (18).
دلائل الإمامة _ 447 _
عن أخيه محمد بن سنان الزاهري ، عن سيدنا الصادق (1) جعفر بن محمد (عليه السلام) ، عن أبيه ، عن جده الحسين ، وعن عمه الحسن ، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : قال لي : يا علي ، إذا تم من (2) ولدك أحد عشر إماما ، فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي (3).
422 / 26 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال : إذا توالت ثلاثة أسماء من الأئمة من ولدي : محمد وعلي والحسن ، فرابعها هو القائم المأمول المنتظر (4).
423 / 27 ـ وحدثني أبو المفضل ، قال : حدثني أبو الطيب الصابوني ، عن جعفر القصيري (5) ، عن علي بن هارون ، عن عبد الله بن خلف الحلبي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن محمد الباقر ، عن أبيه علي ، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) ، قال : دخلت أنا وأخي الحسن على جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأجلسني على فخذه ، وأجلس أخي على فخذه الآخر ، ثم قبلنا وقال :
يا ابني ، أنعم بكما من إمامين زكيين صالحين ! اختاركما الله (عز وجل) مني ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة ، تاسعهم قائمهم ، وكلهم في المنزلة والفضل عند الله واحد (6).
424 / 28 ـ وعنه ، قال : حدثني علي بن الحسن المنقري (7) الكوفي ، قال :
---------------------------
(1) في ( ط ) : أبي عبد الله.
في ( ع ، م ) زيادة : عدد.
(3) نحو في كمال الدين وتمام النعمة : 139 / 7 ، والعدد القوية : 70 / 107.
(4) كمال الدين وتمام النعمة : 333 / 2 و : 334 / 3 ، الهداية الكبرى : 374.
(5) في ( ع ) : القصيري.
(6) الهداية الكبرى : 374 ، كمال الدين وتمام النعمة : 269 / 12.
(7) في الهداية : المقرئ.
دلائل الإمامة _ 448 _
حدثني أحمد بن زيد الدهان ، عن مكحول (1) بن إبراهيم ، عن رستم (2) بن عبد الله بن خالد المخزومي ، عن سليمان الأعمش ، عن محمد بن خلف الطاطري ، عن زاذان ، عن سلمان (رضي الله عنه) ، قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن الله (تبارك وتعالى) لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا.
فقلت : يا رسول الله ، لقد عرفت هذا من أهل الكتابين (3).
فقال : يا سلمان : هل علمت من نقبائي ومن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي ؟
فقلت : الله ورسوله أعلم.
فقال : يا سلمان ، خلقني الله من صفوة نوره ، ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري عليا ، ودعاه فأطاعه ، وخلق من نور علي فاطمة ، ودعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة : الحسن ، ودعاه فأطاعه ، وخلق مني ومن علي وفاطمة : الحسين ، فدعاه فأطاعه.
ثم سمانا (4) بخمسة أسماء من أسمائه ، فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو (5) الاحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين.
ثم خلق منا ومن نور الحسين ، تسعة أئمة ، فدعاهم فأطاعوه ، قبل أن يخلق (6) سماء مبنية ، وأرضا (7) مدحية ، ولا ملكا ولا بشرا ، وكنا نورا نسبح الله ، ونسمع له ونطيع.
قال سلمان : فقلت يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، فما لمن عرف هؤلاء ؟
فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم ، واقتدى بهم ، ووالى وليهم ، وتبرأ
---------------------------
(1) في الهداية : مخول ، راجع الجرح والتعديل 8 : 399.
(2) في ( ع ، م ) : رشدم ، وفي الهداية : رشده.
(3) في ( ع ) : الكنايس.
(4) في ( ع ، م ) : اسمانا.
(5) في ( ع ، م ) : ولله.
(6) في ( ع ، م ) : خلق الله.
(7) في ( ع ، م ) : ولا أرض.
دلائل الإمامة _ 449 _
من (1) عدوهم ، فهو والله منا ، يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن.
فقلت : يا رسول الله ، وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم ؟
فقال : لا يا سلمان.
فقلت : يا رسول الله ، فأنى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين ؟
قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه (2) جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله (عز وجل) ، ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله ، ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق (3) الله ، ثم ابنه علي محمد الهادي إلى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق (4) الله.
ثم قال : يا سلمان ، إنك مدركه ، ومن كان مثلك ، ومن تولاه بحقيقة المعرفة.
قال سلمان : فشكرت الله كثيرا ثم قلت : يا رسول الله وإني مؤجل إلى عهده ؟.
قال : يا سلمان إقرأ * (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) * (5).
قال سلمان : فاشتد بكائي وشوقي ، ثم قلت : يا رسول الله ، أبعهد منك ؟
فقال : إي والله ، الذي أرسل محمدا (6) بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة ، وكل من هو منا ومعنا (7) ، ومضام فينا ، إي والله يا سلمان ، وليحضرن
---------------------------
(1) في ( ط ) : وعادى.
(2) (ابنه) ليس في ( ع ، م ) : وكذا في الموارد الآتية.
(3) في ( ط ) : المختار لأمر.
(4) في ( ط ) : بأمر.
(5) الاسراء 17 : 5 و 6.
(6) في ( ط ) : أرسلني.
(7) (ومعنا) ليس في ( ع ، م ).
دلائل الإمامة _ 450 _
إبليس وجنوده ، وكل من محض الإيمان محضا ومحض الكفر محضا ، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار (1) ، ولا يظلم ربك أحدا ، ويحقق (2) تأويل هذه الآية : * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) * (3).
قال سلمان : فقمت من بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما يبالي سلمان متى لقي الموت ، أو الموت لقيه (4).
425 / 29 ـ وحدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن خيران الأنباري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي ، عن أبيه ، عن أبي هاشم داود بن الجعفري ، قال : حدثني معتب مولى جعفر بن محمد ، قال : سمعت مولاي (عليه السلام) يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن نبيا من أنبياء الله (عز وجل) طرده قومه ، فأوى إلى الديلم ، فآووه ونصروه ، وسألوه أن يدعو الله لهم ، فدعا لهم أن يكثر الله عددهم ، ويعلي أيديهم على عدوهم ، ويمنع أرضهم وبلدهم ، ويجعل فيهم ومنهم أنصارا للقائم المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله).
426 / 30 ـ وحدثني أبو الحسن الأنباري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الجصاص ، قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن يحيى التميمي ، قال : حدثني الحسن بن علي الزبيري العلوي ، قال : حدثني محمد بن علي الأعلم المصري ، قال : حدثني إبراهيم بن يحيى الجواني ، قال : حدثني المفضل بن عمر ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) : يا مفضل ، كيف يقرأ أهل العراق هذه الآية ؟
قلت : يا سيدي ، وأي آية ؟
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) زيادة : والأثوار.
(2) في ( ط ) : وذلك.
(3) القصص 28 : 5 و 6.
(4) في ( ط ) : بين يديه وما أبالي لقيت الموت أو لقيني.
الهداية الكبرى : 375 ، مقتضب الأثر : 6 ، المحتضر : 152 ، حلية الأبرار 2 : 644.
دلائل الإمامة _ 451 _
فقال : قول الله (تعالى) : * (ويستعجل بها الذين آمنوا بها والذين لا يؤمنون مشفقون منها) *.
فقلت : يا سيدي ، ليس كذا نقرأ.
فقال : كيف تقرأ ؟
فقلت : * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) * (1).
فقال لي : ويحك! أتدري ما هي ؟
فقلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم.
فقال : والله ، ما هي إلا قيام القائم ، وكيف يستعجل به من لا يؤمن به ؟! والله ما يستعجل به إلا المؤمنون ، ولكنهم حرفوها حسدا لكم فاعلم ذلك يا مفضل (2).
427 / 31 ـ أخبرني علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى بن محمد الدقاق ومحمد ابن محمد بن عصام ، قالا : حدثنا محمد بن يعقوب قال : حدثنا القاسم بن العلاء ، قال :
حدثني إسماعيل الفزاري ، قال : حدثني محمد بن جمهور العمي ، عن ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) : يا بن رسول الله ، لم سمي علي (3) أمير المؤمنين ، وهو اسم ما تسمى (4) به أحد قبله ، ولا يحل لأحد بعده ؟
فقال : لأنه ميرة العلم ، يمتار منه ، ولا يمتار من أحد سواه.
قال : فقلت : يا بن رسول الله ، فلم سمي سيفه ذا الفقار.
فقال (عليه السلام) : لأنه ما ضرب به أحدا من خلق الله (عز وجل) إلا أفقره في هذه الدنيا من أهله وولده ، وأفقره في الآخرة من الجنة.
---------------------------
(1) الشورى 42 : 18.
(2) نوادر المعجزات : 197 / 7 ، إثبات الهداة 7 : 144 / 700 ، المحجة للبحراني : 191.
(3) (علي) ليس في ( ع ، م ).
(4) في ( ط ) : لم يسم.
دلائل الإمامة _ 452 _
قال : فقلت : يا بن رسول الله ، ألستم كلكم قائمين بالحق ؟
قال : بلى.
قلت : فلم سمي القائم قائما ؟
قال : لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) ضجت الملائكة إلى الله (عز وجل) بالبكاء والنحيب ، وقالوا : إلهنا ، وسيدنا ، أتغفل (1) عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك ؟ فأوحى الله (عز وجل) إليهم : قروا ملائكتي ، فوعزتي وجلالي ، لانتقمن منهم ولو بعد حين ، ثم كشف الله (عز وجل) (2) عن الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) للملائكة ، فسرت الملائكة بذلك ، فإذا أحدهم قائم (3) يصلي ، فقال الله (تعالى) بذلك القائم أنتقم منهم (4).
428 / 32 ـ وأخبرني أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن مسلم بن البراء الجعابي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي القمي ، عن أبيه ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين ، قال : حدثني أخي الحسن ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق ، وذلك حين يأذن الله (عز وجل) له ، فمن تبعه نجا ، ومن تخلف عنه هلك ، الله ، الله
، عباد الله ، فأتوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله (عز وجل) وخليفتي (5).
429 / 33 ـ وبإسناده ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين ، يملأ الأرض (1) عدلا كما ملئت ظلما (2).
430 / 34 ـ وأخبرني أبو الحسن علي ، قال : حدثنا أبو جعفر ، قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن علي بن الحسن بن فضال ، قال : حدثني العباس بن عامر ، عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار ، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن إبليس ، قوله : * (رب فأنظرني إلى يوم
يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم) * (3) أي يوم هو ؟.
قال : يا وهب ، أتحسب أنه يوم يبعث الله (تعالى) الناس ؟ لا ، ولكن الله (عز وجل) أنظره إلى يوم يبعث الله (عز وجل) قائمنا ، فإذا بعث الله (عز وجل) قائمنا ، فيأخذ بناصيته ، ويضرب عنقه ، فذلك يوم الوقت المعلوم (4).
431 / 35 ـ حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : يكون منا تسعة بعد الحسين بن علي ، تاسعهم قائمهم ، وهو أفضلهم (5).
432 / 36 ـ أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى القمي ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن
يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن الله (عز وجل) اختار من الأيام يوم الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، فجعلها خيرا من ألف شهر.
واختار من الناس الأنبياء ، واختار من الأنبياء الرسل ، واختارني من الرسل ، فاختار مني عليا ، واختار من علي الحسن والحسين ، واختار من الحسين أئمة (1) ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، تاسعهم
باطنهم ، وهو ظاهرهم ، وهو قائمهم (2).
433 / 37 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن ميثم ، قال : حدثنا سليمان بن صالح ، قال : حدثنا أبو الهيثم القصاب ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول :
إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وصار الليل والنهار واحدا ، وذهبت الظلمة ، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة ، يولد له في كل سنة غلام ، لا يولد له جارية ، يكسوه الثوب فيطول عليه كلما طال ، ويتلون عليه أي لون شاء (3).
434 / 38 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر بن محمد الحميري ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : إذا قام القائم ، يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين ، والجلوس معهم في مجالسهم ، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض
---------------------------
(1) في ( ع ) : الأوصياء ، (أئمة) ليس في ( م ).
(2) إثبات الوصية : 227 ، كمال الدين وتمام النعمة : 281 / 32 ، غيبة النعماني : 67 / 7 ، مقتضب الأثر : 9 بطريقين.
(3) الارشاد : 363 ( نحوه ) ، إثبات الهداة 7 : 145 / 702 ، حلية الأبرار 2 : 634 ، يأتي مثله الحديث (87).
دلائل الإمامة _ 455 _
الملائكة أن يحمله ، فيحمله الملك حتى يأتي القائم ، فيقضي حاجته ، ثم يرده.
ومن (1) المؤمنين من يسير في السحاب ، ومنهم من يطير مع الملائكة ، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشيا ، ومنهم
من يسبق الملائكة ، ومنهم من تتحاكم الملائكة إليه ، والمؤمنون أكرم على الله من الملائكة ، ومنهم من يصيره القائم قاضيا بين مائة ألف من الملائكة (2).
435 / 39 ـ وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد ابن حمران المدائني (3) ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : سألته ، متى يقوم قائمكم ؟
قال : يا أبا الجارود ، لا تدركون.
فقلت : أهل زمانه.
فقال : ولن تدرك أهل زمانه ، يقوم قائما بالحق بعد إياس من الشيعة ، يدعو الناس ثلاثا فلا يجيبه أحد ، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة ، فقال : يا رب ، انصرني ، ودعوته لا تسقط ، فيقول (تبارك وتعالى) للملائكة الذين نصروا
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر ، ولم يحطوا سروجهم ، ولم يضعوا أسلحتهم فيبايعونه ، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، يسير إلى المدينة ، فيسير الناس حتى يرضى الله (عز وجل) ، فيقتل ألفا وخمسمائة قرشيا ليس فيهم إلا فرخ زنية.
ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض ، ثم يخرج الأزرق وزريق غضين طريين ، يكلمهما فيجيبانه ، فيرتاب عند ذلك المبطلون ، فيقولون : يكلم الموتى ؟! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، وذلك الحطب عندنا نتوارثه ، ويهدم قصر
المدينة.
ويسير إلى الكوفة ، فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية ، شاكين في السلاح ،
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : وفي.
(2) إثبات الهداية 7 : 145 / 703.
(3) كذا في النسخ ، ولعله حمدان بالدال المهملة ، راجع معجم رجال الحديث 16 : 39.
دلائل الإمامة _ 456 _
قراء القرآن ، فقهاء في الدين ، قد قرحوا جباههم ، وشمروا ثيابهم ، وعمهم النفاق ، وكلهم يقولون : يا بن فاطمة ، ارجع لا حاجة لنا فيك ، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء ، فيقتلهم أسرع من جزر جزور ، فلا يفوت منهم رجل ، ولا يصاب من أصحابه أحد ، دماؤهم قربان إلى الله ، ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله (عز وجل).
قال : فلم أعقل المعنى ، فمكثت قليلا ، ثم قلت وما يدريه ؟ ـ جعلت فداك ـ متى يرضى الله (عز وجل).
قال : يا أبا الجارود ، إن الله أوحى إلى أم موسى ، وهو خير من أم موسى ، وأوحى الله إلى النحل ، وهو خير من النحل.
فعقلت المذهب ، فقال لي : أعقلت المذهب ؟ قلت : نعم.
فقال : إن القائم (عليه السلام) ليملك ثلاثمائة وتسع سنين ، كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها ، يقتل الناس حتى لا يرى إلا دين محمد (صلى الله عليه وآله) ، يسير بسيرة سليمان بن داود (عليهما السلام) ، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه ، وتطوى له الأرض ، فيوحي الله إليه ، فيعمل بأمر الله (1).
436 / 40 ـ وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري ، قال :
حدثنا القاسم بن إسماعيل ، عن الحسن بن علي ، عن أبي المغرا ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : سمعته يقول : ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب.
قلت : جعلت فداك ، كم مع القائم (عليه السلام) من العرب ؟
قال : نفر يسير.
فقلت : والله ، إن يصف هذا الأمر منهم لكثير!
قال : لا بد للناس من أن يمحصوا ، ويميزوا ، ويغربلوا ، ويستخرج الغربال خلقا
كثيرا (1).
437 / 41 ـ وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري ، قال :
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله بن القاسم ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبان بن تغلب (2) ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : كأني بالقائم (عليه السلام) على ظهر النجف ، لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) تتقلص عليه ، ثم ينتفض بها ، فتستدير عليه ، ثم يتغشى بثوب إستبرق ، ثم يركب فرسا له أبلق ، بين عينيه شمراخ (3) ، ينتفض به حتى لا يبقى أهل له إلا أتاهم بين ذلك الشمراخ ، حتى تكون آية له.
ثم ينشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهي المغلبة ، عودها من عهد غرس الله ، وسيرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكته.
قال : قلت : مخبئة هي أم يؤتى بها ؟
قال : بل يأتي بها جبرئيل (عليه السلام) ، وإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع الله يده على رؤوس العباد ، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد ، وأعطي قوة أربعين رجلا ، فلا يبقى ميت يومئذ إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره ، حيث (4) يتزاورون في قبورهم ، ويتباشرون بخروج القائم ، فيهبط مع الراية إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.
قال : قلت : كل هؤلاء ملائكة ؟
قال : نعم ، كلهم ينتظرون قيام القائم ، الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين
---------------------------
(1) في ( ط ) : من الغربال خلق كثير.
الكافي 1 : 302 / 2 ، غيبة النعماني : 204 / 6 ( نحوه ) و 204 / 7 ، العدد القوية : 74 / 123.
(2) كذا في كامل الزيارات وغيبة النعماني ، وهو الصواب ، وفي النسخ : عبد الله بن عمرو (عمر ظ) بن أبان ابن تغلب الكلبي ، راجع معجم رجال الحديث 1 : 151 و 10 : 281 و 13 : 10.
(3) الشمراخ : غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم.
(4) في ( ط ) : حتى.
دلائل الإمامة _ 458 _
كانوا مع إبراهيم حين القي في النار ، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر ، والذين كانوا مع عيسى حيث رفعه الله إليه ، وألف مع النبي مسومين ، وألف مردفين ، وثلاثمائة وثلاثة عشر كانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله) يوم بدر ، وأربعة آلاف هبطوا إلى الأرض ليقاتلوا مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم ، فرجعوا في الاستيمار ، فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام) ، فهم شعث غبر عند قبره ، يبكونه إلى يوم القيامة ، وما بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء مختلف الملائكة (1).
438 / 42 ـ وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري ، قال :
حدثني أحمد بن جعفر ، قال : حدثني علي بن محمد ، يرفعه إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في صفة القائم (عليه السلام) : كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة (2) ، على فرس محجل ، له شمراخ ، يزهو ، ويدعو ، ويقول في دعائه : لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا.
اللهم يا معين كل مؤمن وحيد ، ومذل كل جبار عنيد ، أنت كهفي حين تعييني المذاهب ، وتضيق علي الأرض بما رحبت.
اللهم خلقتني وكنت عن خلقي غنيا ، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.
يا منشر الرحمة من مواضعها ، ومخرج البركات من معادنها ، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة ، فأولياؤه بعزه يتعززون ، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقها ، فهم من سطوته خائفون ، أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك ، فكل لك مذعنون ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وأن تنجز لي أمري ، وتعجل لي الفرج ، وتكفيني ، وتعافيني ، وتقضي حوائجي ، الساعة الساعة ، الليلة الليلة ، إنك على كل شئ قدير (3).
---------------------------
(1) نحوه في كامل الزيارات : 119 / 5 و : 192 / 9 ، وكمال الدين وتمام النعمة : 671 / 22 ، وغيبة النعماني : 309 / 4 و : 310 / 5 ، وقطعة منه في العدد القوية : 74 / 124.
(2) من مساجد الكوفة.
(3) العدد القوية : 75 / 125.
دلائل الإمامة _ 459 _
439 / 43 ـ وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي ، قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا حبيب بن الحسين ، قال : حدثنا أبو هاشم عبيد بن خارجة ، عن علي بن عثمان ، عن فرات بن الأحنف ، قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد زيارة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، فلما صرنا إلى الثوية نزل فصلى ركعتين ، فقلت : يا سيدي ، ما هذه الصلاة ؟
قال : هذا موضع منبر القائم ، أحببت أن أشكر الله في هذا الموضع ، ثم مضى ومضيت معه حتى انتهى إلى القائم الذي على الطريق ، فنزل فصلى ركعتين ، فقلت :
ما هذه الصلاة ؟
قال : ها هنا نزل القوم الذين كان معهم رأس الحسين (عليه السلام) في صندوق ، فبعث الله (عز وجل) طيرا فاحتمل الصندوق بما فيه ، فمر بهم جمال ، فأخذوا رأسه ، وجعلوه في الصندوق وحملوه ، فنزلت وصليت ها هنا شكرا لله. ثم مضى ومضيت معه حتى انتهى إلى موضع ، فنزل وصلى ركعتين ، وقال : ها هنا قبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، أما إنه لا تذهب الأيام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه بالقتل ، يبني عليه حصنا فيه سبعون طاقا.
قال حبيب بن الحسين : سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على الموضع شئ ، ثم إن محمد بن زيد وجه فبنى (1) عليه ، فلم تمض الأيام حتى امتحن محمد في نفسه بالقتل (2).
440 / 44 ـ وبإسناده عن محمد بن همام ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا أحمد بن زيد (3) ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي
---------------------------
(1) في ( م ) يبني.
(2) حلية الأبرار 2 : 638.
(3) كذا في النسخ ، وتقدم السند في الحديث (67) من دلائل الإمام الصادق (عليه السلام) ، وفيه : أحمد بن مدبر ، وفي الاختصاص : أحمد بن المؤدب من ولد الأشتر.
دلائل الإمامة _ 460 _
بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من أهل خراسان ، وهو يكلمه بلسان لم أفهمه ، ثم رجعا إلى شئ فهمته ، فسمعت أبا عبد الله يقول : اركض برجلك الأرض ، فإذا بحر تحت الأرض ، على حافته فارسان (1) ، قد وضعا أذقانهما على قرابيس (2) سروجهما ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : هؤلاء من أنصار القائم (عليه السلام) (3).
441 / 45 ـ وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا أحمد بن مابنداز والحميري ، قالا : حدثنا أحمد بن هلال ، قال : حدثني الحسن بن محبوب ، قال : قال لي الرضا (عليه السلام) : يا حسن ، إنه ستكون فتنة صماء صيلم (4) ، تسقط فيها كل وليجة وبطانة (5) ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء ، كم من حرة مؤمنة ومؤمن يتأسف ويتلهف ، وحيران لفقده.
ثم أطرق ورفع رأسه ، فقال : بأبي وأمي سمي جدي ، وشبيهي ، وشبيه موسى ابن عمران ، (عليه) جيوب النور (6) تتوقد من ضياء الشمس ، كأني بهم آيس (7) ما كانوا ، قد نودوا نداء تسمعه من البعد ، كما تسمعه من القرب ، يكون رحمة (8) على المؤمنين ، وعذابا على الكافرين.
---------------------------
(1) في النسخ : فرسان.
(2) القرابيس : جمع قربوس ، حنو السرج.
(3) الاختصاص : 325 / 2 ، مدينة المعاجز : 401 / 159.
(4) قال في النهاية 3 : 54 : الفتنة الصماء : هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها ، لأن الأصم لا يسمع الاستغاثة ، فلا يقلع عما يفعله ، وقيل : هي كالحية الصماء التي لا تقبل الرقي.
والصيلم : الداهية ( النهاية 3 : 49 ).
(5) الوليجة : الدخيلة ، وخاصتك من الناس ، والبطانة : السريرة والصاحب ( مجمع البحرين ـ ولج ـ 2 : 335 ، ـ بطن ـ 6 : 412 ).
(6) في ( ط ) : حبور وأنوار ، وفي ( ع ) : حبور والنور.
(7) في ( ع ، م ) : أيسوا.
(8) في ( ط ) زيادة : الله.
دلائل الإمامة _ 461 _
قلت : بأبي وأمي ، ما ذلك النداء ؟
قال : ثلاثة أصوات في رجب.
أولها : ألا لعنة الله على الظالمين.
والثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.
والثالث : يرون بدنا (1) بارزا مع قرن الشمس ، ينادي : ألا إن الله قد بعث (2) فلان بن فلان على هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ، وتشفى صدورهم ، ويذهب غيظ قلوبهم ، وزاد الحميري : ويتمنى الأموات أنهم أحياء (3).
442 / 46 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عبد الكريم الزعفراني ، قال : حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن سنان ، عن داود الرقي ، قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ، فقال له : ما بلغ من علمكم ؟ قال : ما بلغ من سؤالكم.
فقال الرجل : بحر ماء هذا ، هل تحته شئ ؟
قال أبو عبد الله : نعم ، رأي العين أحب إليك ، أو سمع الأذن ؟
قال الرجل : بل رأي العين ، لأن الأذن قد تسمع ما لا تدري ولا تعرف ، وما يرى بالعين يشهد به القلب.
فأخذ بيد الرجل ثم انطلق حتى أتى شاطئ البحر ، فقال : أيها العبد المطيع لربه ، أظهر ما فيك ، فانفلق البحر عن آخر ماء فيه ، وظهر ماء أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب رائحة من المسك ، وألذ من الزنجبيل ، فقال له : يا أبا عبد الله ، جعلت فداك ، لمن هذا ؟
قال : للقائم (عليه السلام) وأصحابه.
---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : بدرا.
(2) في ( ع ، م ) : قد بعث الله.
(3) إثبات الوصية : 227 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 6 / 14 ، غيبة النعماني : 180 / 28 ، غيبة الطوسي : 439 / 431 ، الخرائج والجرائح 3 : 1168 / 65 ، مختصر بصائر الدرجات : 38 و 214.
دلائل الإمامة _ 462 _
قال : متى ؟
قال : إذا قام القائم وأصحابه فقد الماء الذي على وجه الأرض ، حتى لا يوجد ماء ، فيضج المؤمنون إلى الله بالدعاء ، فيبعث الله لهم هذا الماء ، فيشربونه وهو محرم على من خالفهم.
قال : ثم رفع رأسه ، فرأى في الهواء خيلا مسرجة ملجمة ، ولها أجنحة ، فقلت : يا أبا عبد الله ، ما هذه الخيل ؟
فقال : هذا خيل القائم (عليه السلام) وأصحابه.
قال الرجل : أنا أركب شيئا منها ؟
قال إن كنت من أنصاره.
قال : فأشرب من هذا الماء ؟
قال : إن كنت من شيعته (1).
443 / 47 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عبد الكريم ، قال : حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عبد الله الخياط (2) ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : إذا قام القائم (عليه السلام) استنزل المؤمن الطير من الهواء ، فيذبحه ، فيشويه ، ويأكل لحمه ، ولا يكسر عظمة ، ثم يقول له : إحي بإذن الله ، فيحيا ويطير ، وكذلك الظباء من الصحارى.
ويكون ضوء البلاد نوره (3) ، ولا يحتاجون إلى شمس ولا قمر ، ولا يكون على وجه الأرض مؤذ ، ولا شر ، ولا إثم (4) ، ولا فساد أصلا ، لأن الدعوة سماوية ، ليست بأرضية ، ولا يكون للشيطان فيها وسوسة ، ولا عمل ، ولا حسد ، ولا شئ من الفساد ،
---------------------------
(1) مدينة المعاجز : 421 / 250.
(2) في ( ع ) : الحناط.
(3) في ( ط ) : ونورها.
(4) في ( ط ) : ولا شر ولا سم.
دلائل الإمامة _ 463 _
ولا تشوك الأرض والشجر ، وتبقى زروع الأرض (1) قائمة ، كلما أخذ منها شئ نبت من وقته ، وعاد كحاله ، وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال ، ويتلون عليه أي لون أحب وشاء.
ولو أن الرجل الكافر دخل جحر ضب ، أو توارى خلف مدرة ، أو حجر ، أو شجر ، لأنطق الله ذلك الستر (2) الذي يتوارى فيه ، حتى يقول : يا مؤمن ، خلفي كافر فخذه ، فيأخذه ويقتله (3).
ولا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه ـ والهيكل : البدن ـ ويصافح المؤمنون الملائكة ، ويوحى إليهم ، ويحيون ـ ويجتمعون ـ الموتى بإذن الله.
قال : يأتي على الناس زمان لا يكون المؤمن إلا بالكوفة ، أو يحن إليها (4).
444 / 48 ـ وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي ، قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد الصيرفي ، عن محمد (5) بن إبراهيم الغزالي ، قال : حدثني عمران الزعفراني ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا ظهر القائم (عليه السلام) من ظهر هذا البيت ، بعث الله معه سبعة وعشرين (6) رجلا ، منهم أربعة عشر رجلا من قوم موسى (عليه السلام) ، وهم الذين قال الله (تعالى) : * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * (7) ، وأصحاب الكهف ثمانية ، والمقداد
---------------------------
(1) في ( ط ) : وتبقى الأرض.
(2) في ( ط ، ع ) : الشئ.
(3) في ( ط ) : فيؤخذ ويقتل.
(4) نوادر المعجزات : 198 / 8 ، حلية الأبرار 2 : 635.
(5) في حلية الأبرار : إسحاق.
(6) كذا في النسخ ، والمعدود ستة وعشرون ، وفي تفسير العياشي وروضة الواعظين اتفق العدد مع المعدود (27) بتغيير في الأسماء ، فراجع.
(7) الأعراف 7 : 159.
دلائل الإمامة _ 464 _
وجابر الأنصاري ، ومؤمن آل فرعون ، ويوشع بن نون وصي موسى (عليهما السلام) (1).
445 / 49 ـ وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر ، قال : حدثنا أبو نعيم (2) ، قال : حدثنا ياسين العجلي ، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ، عن أبيه ، عن علي (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة (3).
446 / 50 ـ وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا محمد بن بندار ، قال : حدثنا محمد بن سعيد الخراساني ، عن أبي عمران الطبري ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا قام قائمنا رد الله كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصور التي كانوا عليها وفيها ، بين أظهرهم ، لينتصف منهم المؤمنون (4).
447 / 51 ـ وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، عن محمد بن بندار ، عن محمد ابن سعيد ، عن أبي عمران ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا مفضل ، أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم ، أنت على يمين القائم تأمر وتنهى ، والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم (5).
448 / 52 ـ وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد بن سميع ، عن
---------------------------
(1) تفسير العياشي 2 : 32 / 90 ، روضة الواعظين 2 : 266 ، حلية الأبرار 2 : 618.
(2) هو الفضل بن دكين التيمي ، أبو نعيم الملائي ، من كبار شيوخ البخاري ، تقريب التهذيب 2 : 110.
(3) مسند أحمد 1 : 84 ، تاريخ البخاري الكبير 1 : 317 / 994 ، سنن ابن ماجة 2 : 1367 / 4085 ، مسند أبي يعلى 1 : 359 / 205 ، كمال الدين وتمام النعمة : 152 / 15 ، حلية الأولياء 3 : 177 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 487 ، الملاحم والفتن : 163 عن كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا بن يحيى البزاز ، كشف الغمة 2 : 477 ، فرائد السمطين 2 : 331 / 583 ، حلية الأبرار 2 : 709.
(4) إثبات الهداة 7 : 146 / 708 ، حلية الأبرار 2 : 618.
(5) إثبات الهداة 7 : 146 / 709.
دلائل الإمامة _ 465 _
محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله (عز وجل) : * (يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله) * (1).
قال : في قبورهم بقيام القائم (عليه السلام) (2).
449 / 53 ـ وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثنا أبي ، عن سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن فضيل بن يسار ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن خرج السفياني ما تأمرني ؟
قال : إذا كان ذلك كتبت إليك.
قلت : فكيف أعلم أنه كتابك ؟
قال : أكتب إليك بعلامة كذا وكذا ، وقرأ آية من القرآن.
قال : فقلت لفضيل : ما تلك الآية ؟ قال : ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي.
قال زرارة : أنا أحدثك بها ، هي * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا) * (3).
قال : فسكت الفضيل ، ولم يقل لا ، ولا نعم (4).
450 / 54 ـ وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله ، قال : حدثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : حدثني أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا علي بن محمد بن نهيد الحصيني ، قال : حدثنا أبو علي الشهرياري ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن قرم ، عن هارون بن حماد ، عن مقاتل ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا علي ، عشر خصال قبل يوم القيامة ، ألا تسألني عنها ؟