وللغضب شكل غير شعوري في حالات كثيرة ولا يعلم الطفل في اي ظروف ووضع هو ويفقد امكانية الانسجام والتطابق مع الظروف والاوضاع .
  12 ـ طرق اخرى :
  الطرق الاخرى التي يلجأ اليها الشخص المضطرب كثيرة وهذه بعضها :
  ـ الكف عن التفكير والشعور حتى لا يكون عاملاً لأثارته لاحقاً .
  ـ انتهاج سلوك دفاعي مثل تمزيق قطعة قماش وقطعة ورق و ... الخ .
  ـ الرجوع ذهنياً الى فترة الطفولة وقضم الاظافر ومص الاصابع .
  ـ اطلاق التخيلات واللجوء الى عالم الخيال بحيث يجد نفسه في ظروف ووضع مختلف تماماً .
  ـ تجنب الحضور في الاجواء التي تثير لديه مشاعرالقلق .
  ـ التذرع واختلاق الاعذار في مختلف المجالات التي تثير قلقه .
  ـ الاعلان عن خوفه ورعبه من الحياة اليومية والانعزال عن ميادين الحياة الاجتماعية .
  ـ لصق حالاته وافكاره بغيره لتبرئة نفسه .
  ـ الانهماك بالبيع والشراء والمهن غير المفيدة والانقياد والتسليم ومحاولة كسب السلطة و ... الخ.

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 227 ـ
الفصل الثاني عشر : طرق العلاج :
  تمهيد :
  قلنا انه بالنظر لفداحة الاضرار والاخطار التي تواجه الاشخاص القلقين ، وبسبب الاضرار الناتجة عن الاضطرابات الشديدة والازمات ، لابد من المبادرة لمعالجة هذه الظاهرة .
  وكلما تم هذا العلاج سريعاً كان ذلك لصالح المريض، وقلنا ان التأخير في العلاج يهييء الارضية لامراض اخرى اغلبها نفسية ، ان امكانية العلاج موجودة الى حد كبير ، ولا يتحتم على البعض بأن يعانوا من ذلك طوال اعمارهم ، انه مرض في داخلنا ونستطيع ان نستأصله ونحول دون استفحال آثاره واضراره .

معرفة الجذور :
   تطرح مسألة التعرف على الجذور لازالة ومعالجة الاضطراب، ومالم ندرك ما هي القوى الكامنة وراء ذلك لا نتمكن من حله ورفعه ، من الضروري ان

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 228 ـ
  يتضح ما هو التعطش والشغف الموجود في داخل الشخص المضطرب ؟ ما هو الشيء الذي يتألم منه ؟ ما هو اساس ذلك ؟ هل ان جذره بدني ام نفسي ؟ هل نشأ من فترة الطفولة أم بعد ذلك ؟ هل ان جذر ذلك من الأبوين ؟ كأن يكون بسبب الافتراق عن بعضهم ، أم ... الخ.
  يجب العثور على مكامن القلق ويمكنكم الاستعانة بالمريض لهذا الغرض بان تطلبوا منه ان يبحث في حياته الماضية ويدرس مواقفه السابقة، ونحن نسعى الى انقاذ روحه قبل ان نفكر بمعالجة بدنه هنا .
  توجد بعض الاساليب لمواجهة ومعالجة الاضطراب ، وسنبحثها بالتفصيل في هذا الفصل ، ولكل مورد اسلوب خاص يجب ان يستخدم ، ويجب ان نلتفت الى ثلاث مسائل عامة :
  1 ـ اكتشاف عامل الاضطراب ومحاولة العثور على السبب الاساسي ، وهناك بالاضافة الى الارشادات التعليمات ، مستشفيات يمكن الاستعانة بها .
  2 ـ تحجيم الجوانب التي تهدد الحياة في كل مجال يتم طرحه وبحثه ويهيء الارضية لانواع قلق لدى الشخص .
  3 ـ ازالة الاثارة التي تعتبر ممهدة لكثير من التهديدات .

الطرق والاساليب :
  اما الفنون والطرق التي تستخدم في علاج الاضطراب فهي كثيرة ، ونحن مضطرون الى عرض النظرية باختصار وبما يتناسب واطار البحث ، ليستفيد كل شخص من ذلك بما يناسبه وهذه هي اهم تلك الطرق :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 229 ـ
  1 ـ الوازع الديني :
  هذه المسألة قد لاتنطبق على الاطفال كثيراً ، ولكنها قابلة للتنفيذ والعمل في طرق العلاج ، ويستفاد منها في بعض الحالات للاطفال الذين يمضون المراحل الاخيرة لطفولتهم ، وهي طريقة مهمة ومؤثرة بالنسبة للاشخاص الكبار ، وقد اهتم بها علماء نفس كبار مثل ( يونك ) .
  نعم قال علماء النفس : آمنوا بالله من اجل معالجة القلق، وحتى أنهم قالوا : ان الذين كانوا مصابين باضطرابات نفسية ولم يستطيعوا العودة الى المسائل الايمانية والعقائدية لم يفلح علاجهم .
  وفي الاسلام هناك وصايا كثيرة بهذا الخصوص ، والآية القرآنية الشريفة التي تقول ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) هي اشارة الى هذا الامر، ان تقوية المعنوية لدى الاشخاص يمهد لازالة القلق من جهات عديدة ، ويمكن ان يكون اسلوب التوبة في الاسلام واحداً من موجبات ازالة القلق ، او تحجيمه على الأقل .
  وينطبق هذا الامر على الاطفال ايضاً ، فالطفل الذي يرتكب خطأ ويعتبر نفسه مستحقاً للعقوبة يعيش قلقاً دائماً وشعور بعدم الامن، ولتهدئة ذلك الطفل يجب اما القيام بتنبيهه او الاستفادة من طريقة التوبة والعفو عنه .
  2 ـ الرعاية البدنية :
  للاضطراب أسس بدنية في بعض الموارد ، ومن الضروري التغلب على ذلك لمعالجته وازالة اضراره البدنية ، ونعالجه اذا كان هذا الامر ناتجاً عن عدم التوازن في وضع الطعام ، وتزيله اذا كان ناتجاً عن اضرار بدنية اخرى ، كما ان مراعاة الجوانب التالية مؤثرة في ذلك :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 230 ـ
  ـ التمارين الرياضية ، حيث تلعب دوراً مهماً وغير عادي في تخفيف الالام وتسكين القلق ، خاصة الرياضة الخفيفة ومطلق الالعاب الرياضية الاخرى والحركات المختلفة .
  ـ تقوية البدن بطرق مختلفة ولهذا الامر اثر في تسكين الاشخاص القلقين .
  ـ الحث على التنفس العميق في الهواء الطلق والتنزيه في المناظر الجيدة والجميلة ذات الماء والهواء الجيد وانواع الراحة والاسترخاء .
  ـ أنواع الاستراحة والافضل ان تكون في اماكن هادئة وبلا ضجيج وبعيداً عن المشاغل كما ان استرخاء الاعصاب في هذا الصدد مؤثر جداً .
  ـ وجود علاقات زوجية متوازنة بالنسبة للكبار والمتزوجين ، وهذا عامل مهديء .
  ـ الحث على النوم والاستراحة الكافية والتغذية المناسبة ( بحيث يصبح الطعام عاملاً ليقظته ) .
  3 ـ الاهتمام بالجوانب الاجتماعية :
  هناك طرق وفنون مؤثرة في علاج القلق ، في هذا الصدد ، يجب مراعاتها وهي :
  ـ الحياة الجماعية عندما لايكون الاضطراب حاداً وشديداً .
  ـ يطلب منه الاشخاص الموجودون في الجمع ان يتكلم ويعطي رأياً ويتفاعل معهم ويسيطر على نفسه تدريجياً .
  ـ يطلب منه ان يطرح مسائله ويخفف عن نفسه .
  ـ العمل على ايجاد علاقة منسجمة للطفل مع الاشخاص الذين يمتازون بالراحة والهدوء والممازحين واهل الحركة الذين يقيمون علاقة الفة مع الاخرين .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 231 ـ
  ـ اصطحابه الى الاحتفالات ، والتعامل معه بسرور وتقدير وصداقة وهدوء وبشاشة ورافة وحب ونصيحة وإلفة و ... الخ.
  ـ تغيير المحيط بالنسبة للطفل والكبير ، حتى تغيير البيت والمدرسة والمدينة والقرية والدائرة ومكان العمل وهذا الامر له دور اساسي في تخفيف القلق وحتى معالجته .
  4 ـ الطرق العاطفية :
  يمكن الاستفادة من بعض الطرق لمعالجة الاضطراب او تقليله والسيطرة عليه على الاقل .
  ـ إبداء المحبة للطفل وملاطفته بالشكل الذي يشعره بأنه موضع اهتمامكم ، ويمكن ان يعتمد عليكم ، وانكم تريدون ان يظل حياً ويعالج ، ويمكن الاستفادة كثيراً من هذه الطريقة بالنسبة للكبار .
  ـ الحث على البكاء ، لان البكاء عامل لسكون وهدوء الشخص من الآلام الشديدة ، وفي بعض الموارد يطفىء نار الغضب ، ويمكن الاستفادة من هذه الطريقة بالنسبة للكبار ايضاً .
  ـ الحيلولة دون خوفه بحيث اذا اراد الذهاب الى دورة المياه ويخاف فلنذهب معه او نساعده على الشعور بالأمن .
  ـ دفعه الى التنفيس عن عقدته ، سواء بصورة بكاء او بصورة ذكر الألم او بصورة تمزيق ورقة او قطعة قماش او ملاكمة كيس ، وفي هذه الموارد يجب ان تلتفت الى مسألتين أساسيتين :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 232 ـ
  1 ـ الامتناع عن ممارسة ضغوط جديدة تكون بمثابة المحفز على القلق والأوضاع السلبية الأخرى .
  2 ـ الحيلولة دون العادات غير الصحيحة حتى في مجال المحبة وانواع التملق والخ.
  5 ـ الرعاية النفسية :
  يجب ان نرفع في هذا الصدد جميع النواقص والمشاكل التي قد تكون عاملا لظهور ونمو وشدة القلق، والمسائل التي يمكن ان تؤثر في هذا الاطار هي :
  ـ تلقين المريض بأنه ليس لديه اي ألم ومشكلة ، ولايوجد سبب لقلقه وانزعاجه وتؤثر هذه التلقينات في المعالجات الى حد كبير .
  ـ ايحاءات من قبل المريض بمعنى ان يلقن نفسه بنفسه ( الايحاء الذاتي ) ان حالته جيدة وعادية ، ولا يوجد سبب لاضطرابه يدفعه الى القلق ، ويذكر هذه العبارات بلسانه .
  ـ تهيئة الارضية للاعتماد على النفس وتحريضه على التقدم وامتلاك الجرأة والجسارة بحيث يكون مطمئناً انه سيتقدم في المجال الفلاني .
  ـ اعطاء الاشخاص درس في التحمل والمقاومة وان الانسان يجب أن يتحلى بالصبر ويتحمل المشكلة التي تحصل له ، ويؤثر ذكر بعض القصص في هذا الصدد .
  ـ تشجيعه على النسيان وانكار الهموم والانزعاجات الماضية والعزم على ان بدء حياة جديدة بعيدة عن كل الهواجس وذلك عن طريق احلال السرور محل الغم .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 233 ـ
  ـ واخيراً يجب حل التناقضات الداخلية لدى الاشخاص فالهدوء النفسي لايتحقق الا في ظل ذلك .
  6 ـ الجهود الثقافية :
  من الجهود التي يجب ان تحصل خلال العلاج هي الجهود الثقافية التي يجب ان تحظى بالاهتمام اللازم وفي ما يلي اهم النقاط التي يجدر ذكرها في هذا الصدد .
  ـ زيادة الوعي ورفع مستواه بحيث يستطيع معرفة العلة والمعلول ، وهذا من عوامل تخفيف القلق وكبح جماحه .
  ـ التحدث معه بالكلام المهدىء والمسكن والقصص التي تعطي الجرأة وتسكن ، واحياناً دفع المريض الى بيان حالاته ، وقد تكلمنا في هذا الصدد سابقاً .
  ـ إزالة سطوة الامتحانات من ذهن الطفل حيث يصل الاضطراب الى الحد الادنى عن طريق تكرار الامتحان ورفع هيبته ، وتأييد أجوبة الامتحان وان كانت ناقصة وخاطئة أحياناً .
  ـ اعطائه فكرة صحيحة وفلسفة سليمة عن الحياة والربط بالآداب السارة والتشجيع على الفن البناء والممتع والمثير للبهجة .
  7 ـ الجهود الاقتصادية :
  اثبتت البحوث ان ايجاد الارضية للعمل والاكتساب يؤثر كثيراً في هذا المجال ويجب الهاء المريض بعمل بدني ويدوي لافكري كالاعمال الزراعية

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 234 ـ
  والتطريز والبناء ... اطلبواو منه ان يمارس قابليته ، يعمل ، يصنع شيئاً ، واذا كان طفلا فاعطوه عملاً في البيت ، اعطوه مسؤولية واشغلوه بشكل ما ، وتعتبر النشاطات عاملاً مؤثراً في هذا الاطار اذا كانت مدروسة ومستمرة ، واذا عملنا على ان يكون الجهد والسعي هادفا فان سيطرته على ذلك تكون اسرع ، كما ان هذا الاسلوب يؤثر في ازالة اضطرابه .
  8 ـ العلاج الطبي :
  في هذا المورد يتدخل الطبيب النفساني في المعالجة عن طرق مختلفة منها اعطاء الادوية وزرق الأبر، وتؤثر بعض الادوية في هذا الصدد ، مثل صوديون البانتوتال وكذا طرق التخدير ، ولايستطيع غير الطبيب الاخصائي ابداء الرأي في هذا المجال، ومن الطبيعي ان يتجنب الاشخاص غير المطلعين إبداء الرأي وعدم تناول اي دواء ، لان كثيراً من الادوية التي يوصي بها الاشخاص غير الاخصائيين تؤدي الى استفحال المرض وصعوبة العلاج او قد يكون لها أثر آني و فوري في العلاج ولكنها تترك اضراراً وتسبب معاناة للمريض على المدى البعيد.
  9 ـ العلاج النفسي :
  يمكن ان يكون من طرق العلاج ، ويجب ان يجري تحت اشراف طبيب اخصائي، وقد أثبتت البحوث ان هذا الامر يزيل الاضطراب ولكن لايستأصله ، فتبقى مخلفاته في الانسان كثيراً ام قليلاً ، وتؤثر الاستشارات والارشادات كثيراً في هذا الصدد بشرط ان تكون من قبل اشخاص مجربين ، وتحصل فتكون لدى الشخص نقطة ارتكاز قوية ، ولاشك انه ليس باستطاعة اي شخص الدخول في

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 235 ـ
  هذا الوادي، ان العمل على توازن وتوجيه الاشخاص واجتثاث أساس القلق ليس عملاً سهلاً .
  10 ـ التنويم المغناطيسي :
  يوصي بعض اصحاب الرأي بالاستفادة من التنويم المغناطيسي في هذا المجال ، وهو امر غير مجرب كثيراً ، ولكن العمل الذي يمكن القيام به في هذا الصدد هو ادخال المريض الى التنويم المغناطيسي الذي يتم بمشقة ويلقن الشخص القلق الاستقامة والتقدم والعمل وزرع الامل في نفسه ، ويساعد هذا الاسلوب في انقاذ المريض الى حد ما .
  وفي كل الاحوال يمكن ان تؤثر تهيئة الارضية والمحبة وتغيير المحيط كثيراً في معالجة القلق ويجب مراعاة العلاج الطبي في الموارد الحادة .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 236 ـ
الفصل الثالث عشر : خطوات على طريق العلاج :
  تمهيد :
  من الضروري القيام ببعض الاجراءات الى جانب العلاج من اجل ان ينفذ العلاج وتظل آثاره ثابتة ، وبعض هذه الاجراءات يلعب دوراً مساعداً في العلاج والبعض الاخر هي عامل للعلاج الا انها تعتبر عاملا مساعداً بالنسبة لطريقة اخرى ونشير الى ان مراعاة الموارد التالية يمكن ان يعتبر من عوامل الوقاية الفعالة :
  1 ـ تقوية الوازع الديني :
  وهي نقطة ارتكاز للمريض بحيث يشعر بالراحة والهدوء ، والشخص القلق يحتاج الى الاتكاء على قوة غير متناهية كي ينام ، وفي هذه الحالة يستطيع ان ينام مرتاحاً ويظل بعيداً عن الاضرار الناتجة عن عدم النوم وسوء النوم، ويؤكد الدين وعلماء النفس على بذل جهود غير عادية في هذا المجال خاصة للذين هم في سنين الفتوة ومابعدها .
  2 ـ العادة على الدعاء :
  الدعاء عامل مهم لاصلاح الاضطراب او تخفيفه ، وهذا الامر مفيد ومؤثر حتى بالنسبة للاطفال ، حثوا الشخص الى التوسل

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 237 ـ
  والدعاء وذكروه ان يستعين بالله بشغف وحرارة ، واذا ربط نفسه بالله حقيقة وتيقن انه اذا كان الله معه فأن كل شيء معه وان الله هو ارحم الراحمين ، فيجد قوة تطغى على الاضطراب والقلق .
  3 ـ النوم والاستراحة الكافية :
  ان السعي لاسترخاء العضلات والاعصاب والسلامة البدنية والتوازن البدني والرعاية الغذائية تعتبر من عوامل الراحة وسبباً لتسكين الاضطراب او تأثير العلاج في ذلك المجال ، وهذا الامر اكثر ضرورة فى الازمات .
  يجب ان يستسلم المريض الى نوم عميق حتى وان حصل هذا الامر عن طريق الدواء ، ومن الضروري للذين لديهم عمل بدني ان يناموا ساعات بعد فترة العمل ، حتى النوم وسط النهار ضروري لهم بشرط ان لايؤدي الى التأثير على نوم الليل ، وهذا الامر اكثر ضرورة بالنسبة للذين لديهم عمل فكري ، ومن الضروري تقليل اعمالهم ايضاً .
  4 ـ تجنب عوامل الضغط :
  يجب ان يظل الشخص القلق خلال مدة العلاج بعيداً عن كل انواع الاثارة ، ويقل تعرضه الى الضغط ، ولابد له من اجتناب كل انواع المسابقة والقمار ، وعدم سماع معاناة الاخرين وليكن مطمئناً انه لا يواجهه اي خطر ويوقن من وقوفكم الى جانبه وتاخذون بيده في الضروف الصعبة ، ومن الضروري ان يلاحظ في حالات الضغط والانزعاج وجود من يقف الى جانبه .
  5 ـ التفاهم معه :
  من الضروري في العلاج التفاهم مع المريض وليدرك انكم موضع سره حتى يصبح مستعدا لمصارحتكم ويقول لكم مم يتألم ، كما ان التفاهم مع المريض يؤدي الى تحمله ـ براحة اكثر ـ عبء القلق الثقيل ولايجد نفسه وحيداً وضعيفاً ، ولا يرى نفسه في مشكلة اذا كانت لديه حساسية تجاهها ، ولا يشعر انه غير قادر على التصريح بمشكلة لأي شخص .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 238 ـ
  6 ـ اصلاح المحيط :
  اجعلوا محيط حياة الطفل آمناً ، وأزيلوا جميع العوامل المثيرة لقلق واضطراب الاشخاص ، حاولوا ابعاد الهواجس من حوله ، ولترفع جميع العوامل التي تخل بنظامه وهدوئه ، واذا كان يشكو حزناً بسبب اختلافات الوالدين ، فليتخلوا عنها من اجله ، واذا كان الشخص منزعجاً بسبب وجود ازمة في منطقة ما ، فابعدوه عن تلك المنطقة او ابعدوه احياناً عن الاجواء الموبوءة بالمعاصي حتى يشعر بالهدوء والراحة .
  7 ـ التنبيه الى الضروف الراهنة :
  واخيراً شجعوه على عدم القلق بشأن المستقبل ، وعدم الالتفات لظروف الغد او الأمس ، ليدرك ما هو واجبه اليوم ، وماذا عليه ان يعمل ، وفي الموارد التي يتمتع فيها بهدوء نسبي اسعوا الى دفعه الى التفكير والتعقل من غير ارهاق، وليجعل من نفسه حكماً وينظر هل ان ما يقلقه يستحق القلق ام لا ؟
  وبشكل عام من الضروري القبول بكل ما من شأنه توفير الارضية لتقليل الاضطراب بالشكل الذي يكون ذلك الامر مشروعاً ، ولنجعل الاساس على ان لا يتجذر الاضطراب في اعماق وجوده ويستأصل بمجرد حدوثه ، ولا شك ان الطرق المذكورة لا تكفي لمرض الاعصاب ( نوروتيك )، ان معرفة الاسباب مهمة ، ومن الضروري العلاج الطبي او العلاج النفسي مع الاستعانة بالله والاتكال عليه في كل الاحوال .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 239 ـ
الفصل الرابع عشر : طرق الوقاية :
  تمهيد :
  نريد ان نبحث في هذا الفصل عما يجب عمله ليكون ابناؤنا سليمين وبعيدين عن القلق والاضطراب ، ولا بد في هذا المجال من مراعاة قواعد الصحة النفسية .
  فقد تكلم علماء النفس والاخصائيون في الاعصاب والنفس في هذا الصدد ، ونحن نطرح ذلك مع اخذ تلك المسائل بنظر الاعتبار اضافة الى ما طرحه الاسلام في هذا المجال ، ونستعرض ذلك بشكل موجز في ما يلي :

الضوابط المطلوبة :
  من المسائل الكثيرة في هذا الاطار هي كيفية الوقاية ومتى يجب ان تبدأ وما هي الضوابط التي يجب مراعاتها ، وهذه اهم المسائل التي يجب ان يتم الاهتمام بها :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 240 ـ
  1 ـ الاستقرار في العلاقات الزوجية :
  ان الانجاب والتكاثر في الحقيقة هو تقبل المسؤولية التي حددت للام والاب بنظر عقيدتنا ، ان اضطراب الأبوين اثناء العلاقات الزوجية يعد من عوامل انتقال الاضطراب الى الاولاد، ومن اجل ان لايحدث هذا الوضع من الضروري :
  ـ ان يكون الاقتران مشروعاً حتى تتم المواقعة بضمير هادئ ويكون الانعقاد طبيعياً .
  ـ تكون الزوجة والزوج مرتاحين وهادئين في الزواج المشروع اثناء المواقعة .
  ـ لا تكون هناك مواقعة في الليلة واليوم الذي تقع حادثة وخطر في المجتمع يقلق الرأي العام .
  ـ يؤثر في هذا الامر ذكر الله اثناء المواقعة وحتى الوضوء وتطمين القلب برعاية الله .
  ـ من عوامل الهدوء قراءة الادعية الواردة خلال هذه العلاقة .
  ـ يتذكر الزوجان احدهما الاخر اثناء الجماع ، ولا يفكران بخواطر اخرى .

  2 ـ في فترة الحمل :
  تتخذ علاقة الاب مع الطفل شكل علاقة دم بعد انتقال النطفة ، الا ان الطفل يرتبط كذلك بالام في فترة الحمل وتسري الى الطفل كثير من العوامل المثيرة للاضطراب اذن من الضروري :
  ـ ان تكون الام بعيدة عن عوامل الاضطراب وتعيش ظروفاً عادية .
  ـ يلغي النزاع بين الزوجة والزوج كلياً ، وتحل الاختلافات بشكل ودي ولا تتسع الى نطاق المشاجرة .
  ـ اخفاء الاخبار المخيفة عن المرأة، واما خبر موت احد اعزائها ـ اذا كان ـ فيقال لها تدريجياً .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 241 ـ
  ـ لاتكون هناك سفرات مثيرة للقلق والاضطراب كالسفر بالطائرة .
  ـ لايطرح اي بحث وكلام عن الانفصال والطلاق حيث يؤدي ذلك الى مصاعب مثيرة للقلق .
  ـ ملاطفة الزوج للمرأة في فترة الحمل والمحافظة عليها وقطع الوعود الطيبة لها .

  3 ـ بعد الولادة :
  يجب الاهتمام بالاجراءات الآنفة في فترة الرضاعة لان اضطراب الام في فترة الرضاعة يسري الى الطفل عن طريق الحليب، واما البحوث الاخرى التي يجب ان تطرح في هذا الاطار فهي :
   ـ القبول بالطفل من قبل الاب والعائلة وعدم الضجر بالنسبة لنوع الجنس او وجود نقص في الابن .
  ـ ملائمة محيط البيت للنمو المناسب للطفل .
  ـ تجنب خلق القيود والضوابط ذات التأثير السلبي على الطفل وتجنب التهديد والاستهانة .
  ـ افهام الطفل في سنين الطفولة ان العائلة تعتز بوجوده .
  ـ ابداء الرأفة والدعم وتوفير ظروف آمنة للطفل .
  ـ وتوفير الحاجات الاولية للطفل والاهتمام بالحاجات الثانوية حتى لا يشعر بالحرمان .
  ـ تهيئة الارضية للجرأة والشجاعة بحيث يجد نفسه قوياً امام الظروف الجديدة .

  4 ـ في مجال العلاقات العائلية :
  يصبح الطفل عادة حساساً بالنسبة الى ظروف حياته عند سن الاربعة اشهر تقريباً يألف الذين حوله ، ويعرف الام وهو في سن الاربعة اشهر تقريباً والأب عندما يصبح عمره ستة اشهر تقريباً ، ويتأثر بهذه العلاقات بما يناسب نوع التصرفات ومقدارها ، ويؤثر وضع العائلة في الطفل من ناحية العلاقات .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 242 ـ
  عندما يصبح عمره ثلاث سنوات تقريباً ، ومن الضروري القيام بالخطوات التالية من اجل الطفل على الاقل :
  ـ يكون محيط البيت مليئاً بالدفء والمحبة بحيث يثير رغبة الطفل وبقية اعضاء العائلة للحياة فيه .
  ـ يكون اعضاء العائلة كالاصدقاء المقربين .
  ـ تجنب النزاعات في حضور الطفل واذا كانت هناك مشاجرة في بعض الحالات يطمئن الطفل بعدم وجود خطر عليه .
  ـ تأييدهما لبعضهما البعض بحيث يعتبر الطفل الأبوين مثل روح واحدة في بدنين وليس شخصين منفصلين .
  ـ عدم الغياب غير المتعارف عن محيط البيت خاصة حتى سن السادسة ، حيث للطفل تعلق شديد بالأبوين .

  5 ـ الاهتمام بالطفل :
  الموارد التي يجب ان تلحظ في هذا الاطار هي :
  ـ تأمين السلامة والصحة البدنية للطفل وتقويته من الناحية البدنية والدفاعية .
  ـ معالجة الطفل حين المرض بحيث يقل تألمه من المرض .
  ـ الاشباع العاطفي للطفل بحيث يرى نفسه مرتوياً من محبة الابوين .
  ـ التأمين النفسي للطفل بحيث يشعر ان الأبوين يسرعان الى مساعدته اذا وقعت له صعوبة ومشكلة .
  ـ التربية الكاملة لشخصية الطفل بحيث يشعر انه شخص لديه ارادة وجرأة .
  ـ تجنب المحبة المفرطة والدلال والتمنيات الكثيرة فهي تمهد للانحرافات والاضطرابات في التعامل مع الحقائق .

  6 ـ وضعه امام الحقائق :
  الجهود الوقائية التي يجب ان يلتفت اليها في هذا المجال كثيرة ، منها :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 243 ـ
  ـ تحديد هدف لحياة العائلة وفلسفة واضحة عن الحياة والعمل والكدح والاكل والنوم .
  ـ تعلم درس تحمل المصائب والوقائع المؤلمة التي لابد ان تقع للانسان .
  ـ تسيير عجلة الحياة على اساس نظام وانضباط ، ومراعاة ذلك في جميع الامور والظروف .
  ـ افهام الطفل تدريجياً بوضع العائلة من الناحية المادية ، وتهيئة الارضية والظروف لعزة النفس .
  ـ التوعية بالظروف وعلاقات العلة والمعلول في الامور والوقائع التي تحدث رغماً عنا .
  ـ تقديم نموذج واسوة جيدة للمواقف الصحيحة وانتهاج سلوك سليم .
  ـ تهيئة ظروف تجريبية للطفل كي يستطيع الاستفادة من معداته وامكاناته بالشكل المناسب .

  7 ـ انضاج الطفل :
  يستطيع الأبوان والمربون الوقاية من الاضطراب عن طريق تنمية وتقوية الجانب الدفاعي ، واهم المسائل التي يمكن ان تلحظ في هذا الاطار هي :
  ـ تشجيع الطفل قبل تهديده او احتقاره .
  ـ التقليل التدريجي للتدخل في شؤون الطفل والتمهيد لاستقلاله واعتماده على نفسه .
  ـ السماح للطفل لاظهار نفسه في الحدود المتعارفة والاشارة بقدراته .
  ـ اصلاح ميول الطفل واقناعه بأن كل شيء لايمكن الحصول عليه في جميع الاوقات .
  ـ تعلم وادراك طبيعة الانسان وظروف المحيط وكيفية التعامل معها .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 244 ـ
  ـ احترام شخصية الطفل وقبوله بحيث يشعر بوجوده وانه يمكن ان يكون موجوداً جديراً بالاحترام .
  ـ الحياة بين الجماعة والالفة والعلاقات الودية الصحيحة وفتح مجال للطفل في المجتمع .
  ـ العفو عن اخطاء الطفل في الموارد التي لاتسبب تجرؤه وجسارته .

  8 ـ الوقاية :
  يجب السعي في هذا الصدد كي لا تقع للطفل الامور التالية :
  ـ فقدان الاعتداد بالنفس والشعور بالحرية والاستقلال النسبي في الحياة العائلية .
  ـ خدش المشاعر والعواطف بحيث يشعر الطفل بالقلق واليأس .
  ـ رؤية مشاهد مثيرة للخوف والقسوة والقلق ، سواء عن طريق السينما او عن طريق التلفزيون .
  ـ تجنب التحذيرات الخطيرة او تأخير معاقبته ـ اذا كان مستحقاً لها ـ فنبهوه ولاتؤخروا الامر الى اليوم والغد حيث ان هذا يعتبر عامل اضطراب وقلق .
  ـ تجنب بعض العوامل مثل المعصية ، الغرور ، الثرثرة ، الحسد ، الخوف والغضب ، والفشل و ... الخ.
  ـ الابعاد عن الأزمات ، والانفصال في الحالات التي تقع فيها في الضروف السلبية.
  ـ تجنب الشكوى من الفقر وانواع الانزعاج والاضطراب والاختلال في الحياة .
  ـ تجنب الحياة الانفرادية والعزلة للطفل حيث تؤدي الى الضجر والانزعاج والاضطراب .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 245 ـ
ملاحظات مهمة :
  يجدر التذكير بهذه النقطة في مجال الوقاية وهي ان السنين الاولى للطفل وخاصة العشر سنوات الاولى ( وبالأخص الست سنوات الاولى ) مهمة جداً ، وتؤثر بشكل غير عادي على الطفل ويعتبر بعض علماء النفس ( مثل فرويد وتلاميذه ) ان الاسباب والعوامل الاساسية للامراض النفسية ترتبط بالمرحلة الاولى للطفولة ، ويهتمون اكثر بهذه الناحية لغرض تحقيق الصحة النفسية للطفل .
  الاصل هو مراعاة التوازن في حياة الطفل ويتحقق عن طريق انتهاج الاسلوب في التربية ، ويجب تهيئة النشاط الكافي للطفل حتى لايشعر بالضجر والتشاؤم والكآبة ، ولا تعتريه الهواجس والشكوك بخصوص كل قضية .
  ولايجد نفسه مرفوضا لم يقبله أبواه كما يجب .
  ولايجد نفسه مرفوضاً من الأبوين ، ولايحظى لديهما بالمكانة والاحترام اللازم .