وهناك فارق كبير بين الحذر وبين التهديدات ، والمربي الناجح هو القادر على ممارسة هذا الاجراء بشكل صحيح .
  4 ـ انواع المزاح المثيرة للخوف :
  يجب ان ينتبه الوالدان والمربون ويتجنبوا انواع المزاح المثيرة للرعب ، فتارة يحصل مزاح بين الاشخاص من اجل لفت انتباه البعض وتلطيف اجواء مجلس ما ، وإضحاك بعض الاشخاص ، وقد اثبتت التجربة ان هذا الامر خطير في بعض الحالات ؛ فقد وضع بعضهم ضفدعا في جيب احد الاشخاص للمزاح وعندما وضع الاخير يده في جيبه وهو لا يعلم بالقضية اصيب بلكنة في اللسان من شدة الرعب ، كما لوحظت حالات اصعب من هذه في بعض الموارد .
  5 ـ انواع المراقبة في النوم :
  يجب ان ينوم الطفل شديد الخوف في غرفة او مكان بحيث يصل صوته الى أسماع الاب والام ، حيث من الممكن ان ينام ويتعرض للكابوس ، وفي هذه الحالة يجب ان يستيقظ الاب والام وهما قريبان منه ويوقظانه من النوم ، ويستلزم هذا الامر ان لا تكون غرفة الطفل منفصلة عن غرفة الوالدين في بعض الحالات ، او ان يجعل الاب والام مكان نوم الطفل الى جانب غرفتهما على بعد مترين او ثلاثة امتار مثلا ، حتى تكون مراقبة وضعه ممكنة .
  6 ـ تجنب الخداع :
  يلاحظ احيانا ان الطفل يطلب من الاب والام ان ينام الى جانبهما بسبب الخوف الشديد او يكون الاب والام في غرفته ، فيقوم الوالدان بوضع الطفل في غرفتهما من اجل ان ينام وعندما يستسلم للنوم يحملانه بهدوء من مكانه ويأخذانه الى غرفة اخرى .
  تعتبر ممارسة هذا الاسلوب من الاخطاء الفاحشة لان الطفل قد يستيقظ في منتصف الليل ولايرى والديه الى جانبه ، وهذا التصرف يسلب ثقته بالوالدين

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 127 ـ
  بالاضافة الى انه يؤدي الى خوفه ورعبه ، ولا تؤثر فيه بعد ذلك موعظة وارشاد الاب والام.
  7 ـ السيطرة على انواع المحفزات :
  ان الطفل يخاف من العوامل والمحفزات التي كانت سبباً في خوفه ، واذا اراد الوالدان معالجته فمن الضروري من بعض النواحي أولاً إبعاد عامل الخوف عن نظره ، وبعد ذلك يعيدان بناء فكره بالتدريج خلال عدة ايام .
  ويمكن بعد اعادة البناء وضعه الى جوار شيء مخيف على مسافة والعمل على ان يألف ذلك تدريجياً ، وقد ذكرنا هذا الكلام لان بعض الاشخاص يحبون ان يصلحوا الطفل مرة واحدة ويقووا قلبه وجرأته .
  8 ـ عدم اثارته من جديد :
  عندما يعطي الطفل وعداً بعدم الخوف بعد ذلك من شيء معين فلا تحاولوا ان تعرضوه الى الاثارة في تلك اللحظة واليوم والساعة ؛ بل ابذلوا جهداً في تقوية ارادته وقراره لفترة طويلة ، وعززوا وعودكم حتى يحصل له الاستقرار النفسي .
  وبعد ان يحصل على الجرأة والمنعة ويتغلب على خوفه يمكنكم اثارته بهدوء ، واذا التفتم في هذه الحالة الى حصول خطأ في هذا المجال فتوقفوا واصلحوا خطأكم .
  9 ـ انواع المراقبة الغذائية :
  من الضروري القيام بانواع المراقبة في المجال الغذائي للاشخاص الذين يرون احلاماً مرعبة ، مثلاً خففوا عشاءه كي لاينام متخم البطن حيث يؤثر ذلك في مشاهدته للاحلام المزعجة .
  ركزوا على الالبان وقللوا التوابل وبقية المواد المهيجة في غذائه لانها تكون أحياناً من عوامل اليقظة والارق، ليشرب قليلاً من اللبن او اللبن المخفف

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 128 ـ
  بالماء ، لكي ينام نوماً ثقيلاً ، ويمكنكم بشكل عام القيام باعمال ايجابية في هذا المجال ، طبقاً لتعليمات الطبيب .
  10 ـ انواع المراقبة في الاستراحة :
  من الضروري موازنة نومه واستراحته بالشكل الذي لا يكون لديه نقص من هذه الناحية ، كذلك لايدخل السرير قبل ان يتعب لأن ذلك يسبب له الاضطراب في النوم .
  وتجدر الاشارة الى النقطة بالنسبة للاطفال اللذين يعانون من الكابوس ، وهي ان هذه الحالة تظهر لديهم غالباً بعد حوالي ثلاث ساعات من النوم. ويرجح تنظيم برنامج عمل الوالدين استراحتهم بشكل تكون لديهم مراقبة ثابتة للطفل في تلك الساعة .
  وهناك انواع اخرى من المراقبة من حيث وضع الاستراحة والاستفادة من الهواء الطلق وحتى كيفية الغطاء واللحاف والنوم نمتنع عن ذكرها تجنباً للإطالة .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 129 ـ
الفصل التاسع عشر : الامور التي يلزم تجنبها في العلاج :
  المقدمة :
  الغرض هو تحذير الوالدين والمربين المحترفين الذين يريدون اصلاح اطفالهم ولكنهم يخطئون في هذا المجال ، انهم يظنون ان خوف الطفل سيزول بينما قد تكون تلك الطريقة عاملاً جديداً لزيادة خوف الطفل .
  لاشك ان وضع الطفل دقيق وحساس جداً ، ويجب التعامل معه بدقة ، وقد تؤدي غفلة صغيرة الى شر كثير ، كما يجب ملاحظة هذه النقطة وهي اننا نقوم أحيانا بأمر إصلاح وعلاج الطفل بطريقة ما ، ولكن الحقيقة هي ان ذلك الامر صعب جدا ، ويجب ان يدفع الطفل ثمناً كبيرا في مقابلها ، والمربي المخلص لايريد قطعاً ايقاع الطفل في ذلك الوادي .
  على هذا الاساس نشير الى بحث الامور التي ينبغي تجنبها في العلاج ، وهناك مسائل ونقاط كثيرة يجدر ذكرها في هذا القسم ، منها :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 130 ـ
  1 ـ اللوم والنقد :
  قد يؤثر انتقاد او توبيخ خفيف للطفل كثير الخوف تأثيراً ايجابياً احيانا ً ، ولكن حينما يخرج النقد عن حده المعقول يصبح اثره سلبياً ، خاصة ان الطفل حساس ولايفهم الامور بعمق .
  وعلى هذا الاساس يوصى بأن لانوبخ الطفل ابدا ، ولا نكسر روحيته بعبارات من قبيل : خوار : جبان ، كثيرالخوف و ...
   فنثبت بذلك الخوف في نفسه .
  وفي تلك الحالة لايتخذ الطفل موقفاً تجاهنا ويعطي لنفسه الحق ان يكون كثير الخوف طبقاً لاقوالنا .
  2 ـ السخرية والاستهزاء :
  قد يلجأ بعض الآباء الى اسلوب السخرية والاستهزاء في محاولة اصلاح الاطفال شديدي الخوف وهذه طريقة خاطئة .
  فالاستهزاء والسخرية هي من اساليب الجهلة وفق ماتعبر عنه الرؤية القرآنية ولاتجدي شيئاً في اصلاح الخوف .
  بينما الواجب يحتم ايجاد محيط آمن يعيش فيه الطفل براحة بعيداً عن اسلوب الاستهزاء به .
  انه كالمريض الذي يحتاج مثلا الى الدواء والابرة وسخرية الطبيب من المريض لاتحل محل الدواء والعلاج ، بل بالعكس تؤدي الى زيادة ألمه واتساعه ، فلا نعمل على تخجيله .
  3 ـ انواع الاحتقار :
  ومن الخطأ معالجة الطفل عن طريق الاستهانة به ، فلقد اثبتت البحوث ان انواع الاحتقار لاتحل مشكلة الطفل بل انها قد تشدد خوفه وتسبب له مرضاً آخر كالخجل .
  وعلى هذا الاساس ، يوصي ان لا نخجل الطفل بذكر عبارة جارحة ونجبره على المجازفة من اجل تحاشي الاحتقار او المحافظة على كرامته لئلا يصاب

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 131 ـ
  بالقلق ، ان انواع الاحتقار قد تسبب اخفاء الطفل لخوفه ، وتصاب قدرته على العمل بالشك والضرر في الداخل .
  4 ـ اسلوب المخاطرة :
  يظن بعض الاشخاص انهم اذا استعملوا اسلوب المخاطرة ستحل المشكلة ، ولهذا يلقون الطفل الذي يخاف من الماء ويأبى ان يدخل الحوض ، في الماء دفعة واحدة ، وياخذونه الى اصطبل البقر لانه يخاف بشدة من البقرة او يأخذونه على مقربة من كلب لانه يخشى الكلب و ... الخ .
  نعم لقد ذكر سعدي نموذجاً لهذه المسألة في كتاب گلستان حيث ألقوا في الماء ذلك الغلام الكثير الخوف الذي كان يرعبه البحر حتى غطس ، ومسكوا شعره وأخرجوه من الماء ، فزال خوفه ، ولكننا لانقبل بهذه الطريقة للاطفال ، ان هذا الامر قد يوجد خطراً وضررا للاطفال الذين يفتقدون الاستيعاب الكافي ، اذ يحتمل ان نلقيه في الماء احياناً ولا يعود بعد ذلك ، او نأخذه قرب بقرة ويفقد السيطرة على نفسه من شدة الخوف، من الافضل ان تلقوا بانفسكم في الماء حتى يرى ويتعظ ، اذهبوا انتم قرب البقرة وداعبوها او اذهبوا قرب الكلب واعطوه طعاماً ... الخ .
   لا ان يذهب هو .
  5 ـ ممارسة القوة :
  من الامور التي يجب تجنبها ايضا هي مسألة استخدام القوة والاستبداد ، ان الاساليب الخشنة التي تهز الطفل ، لايمكن ان تعالج الخوف، نعم قد يتجاهل الطفل شيئاً نتيجة الخوف من الاب ، ولكن الحقيقة هي انه لا يقلع جذر ذلك ولايزيله تماماً ، بل يختفي الخوف الاول ليضاف اليه خوف ثان هو الخوف من الاستبداد وخشونة المربي .
  ان امر معالجة الخوف يجب ان لاينجر الى القوة ، بل ينبغي ان يوضح له بالمثال والشواهد والتوعية ومانريد ان نقول انه حتى الاستدلال والمنطق ليس

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 132 ـ
  له من الاثر بالشكل الذي يجب ، فكيف بالقوة والاكراه ، اذن يجب الامتناع عن هذا الاسلوب .
  6 ـ التخجيل :
  من المسائل المهمة : هي عدم وجوب تخجيل الطفل بسبب خوفه ، فقد اثبتت البحوث العلمية ان التخجيل لايزيل الخوف بل ويؤدي الى تشديده ايضاً ، وذلك بسبب ان الخجل يؤدي الى شعور الطفل أنه اكثر عجزاً .
  يؤدي تخجيل الطفل الى فقدانه الثقة بنفسه وهذا عامل مهم لغلبة الخوف على الطفل ، ويجب تجنب هذا الامر بشكل جدي ، لا أن يعالج شر بشر آخر .
  7 ـ الموعظة والنصيحة المفرطة :
  من الجوانب التي يجب تجنبها هي الموعظة والنصيحة المفرطة ، ويجب بدلاً من ذلك معرفة الخوف وازالته ، ان الشخص كثير الخوف يشبه المريض ، والمريض لايمكن معالجته بالنصيحة .
  وعلينا ان لا نتجاهل ان النصيحة والمواعظ اللفظية تخفف وتسكن المسألة الى حد ما ، ولكنها لاتحل او ترفع اصل المسألة، لهذا يجب اولا البحث عن جذر المسألة واقتلاعه ، ثم نحاول الاستفادة من اسلوب الموعظة والنصيحة خلال المعالجة .
  8 ـ التعلق :
  من الضروري مع كل انواع المراقبة التي تراعى في مجال الاصلاح والعلاج ان لا نجعل الطفل متعلقاً بنا ، ان الحماية ضرورية ولكن لا بالشكل الذي يسلم قياده بيد الوالدين والمربين مئة بالمئة ، نعم قد تكون المحبة ضرورية ولكن يجب الا تكون بالشكل الذي تعرض مستقبله الى الخطر ، فلا بد له في عاقبة الامر من الوقوف على قدميه لتكون له حياته المستقلة .
  9 ـ تركه لحاله :
  هذه ايضاً مسألة مهمة ، وهي ان يترك الوالدان الطفل لحاله وسبيله ويعرفا ان المشكلة تحل تلقائياً او انها سوف تحل اخيراً على نحو ما .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 133 ـ
  ان التجاهل هو حل مناسب في بعض الاحيان ، ولكن هذا الاسلوب لايعتبر قاعدة كلية وقابلا للتعميم .
  فالواجب يتطلب معرفة مايعاني منه الطفل واختيار الحل المناسب له ، فالطفل لايعلم في اي ظروف هو ، وحتى اذا علم فهو عاجز وضعيف ، ولا يتمكن من الدفاع عن نفسه وحقه ، فيجب مساعدته وتأمين سلامته وأمنه .
  10 ـ الاثارة الجديدة :
  في حالة نجاحنا في الاصلاح والعلاج الى حد ما ، من الضروري الامتناع عن اثارته من جديد علينا تجنب تعريضه للرعب عن طريق تجربة جديدة ، وبعبارة اخرى يجب ابعاده عن الظروف والاوضاع المخيفة ، لكيلا يحصل له وضع جديد او يتداعى له خوف جديد او قديم ويوقعه في معضلة اخرى .
  ومن الضروري ايضا ان يكون الطفل في محيط آمن وبعيداً عن كل مشاجرة ونزاع وان لا تطرح امامه اختلافات الوالدين ، وان لا تتبع المدرسة اسلوب التخويف في سبيل انجازه لواجباته ، وان لا يعاشر الجبناء والخوافين و ...

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 134 ـ
الفصل العشرون : في طريق الوقاية :
  المقدمة :
  رأينا في ختام هذا البحث ان المصلحة تستوجب الاشارة ـ ولو اجمالاً ـ الى مسألة الوقاية، ونعتبر ان هذه النقطة جديرة بالذكر ، وهي ان انواع الخوف غير قابلة للوقاية بشكل عام ، ولكن لو تيسر لنا اعداد المقدمات الضرورية لصار بالامكان وقاية الطفل من التعرض لحالات الخوف والرعب الى حد كبير ، وحتى لو حصل ذلك فهو لا يضره كثيراً .
  ان الغرض من هذا البحث هو ان نقدم للعائلة والاوساط التربوية شروطاً اذا راعاها الوالدان والمربون المحترمون فانهم سيوفرون مستلزمات الوقاية من الخوف ولايدعون بذور الرعب تنمو أو تتأصل في قلب الطفل ، وهنا لابد من عرض بعض الوصايا ، مراعين الاختصار :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 135 ـ
  1 ـ التقوية البدنية :
  اذا تمكنا ان نقوي جسم الطفل وننميه استطعنا ان نطمئن الى حد كبير اننا اوجدنا لديه موجبات الوقاية من الخوف ، ان الضعف البدني يعد من جذور الخوف ، ويصاب الاشخاص الضعفاء والهزيلون بالخوف والرعب اكثر من الذين يتمتعون بابدان قوية وسليمة .
  يشعر الاشخاص الاقوياء من الناحية البدنية بالغرور ويخجلون من ابداء الخوف والجبن ، هؤلاء يشعرون في انفسهم بالقوة ويجدون في انفسهم قدرة على مواجهة الخوف .
  2 ـ التقوية الروحية :
  لنعمل على تقوية الطفل من الصغر ليكون ذا روحية عالية وارادة قوية لنشجعهم على مواجهة أية اوضاع جديدة وان يقبلوا التزامات وقيود المحيط .
  ولو التفتنا بعمق الى حياة الآخرين الذين لديهم جرأة ، سنرى انهم كانوا يتمتعون بوضع امني في فترة الطفولة وان آباءهم وامهاتهم منحوهم الجرأة في الحياة .
  ويجب ـ في هذا الطريق ـ جعل محيط الطفل آمناً وسليماً ويكون التعامل مع الطفل بشكل عقلاني وسليم .
  3 ـ الجو العاطفي المناسب :
  يجب جعل محيط البيت باعثا على الاطمئنان ، واعطاء الطفل حرية مناسبة ، وجعله مشروطاً ومقيداً ، فمع ان الاب يحب طفله الا انه ينبغي ان يخضعه لضوابط معينة .
  لابد ان يستهوي محيط البيت وان لا يكون فاتراً وخامداً ، وهذا الامر قلما يرتبط بفقر العائلة او غناها بل انه يرتبط بشكل اكثر بمقدار عاطفة ورأفة العائلة ، ان الاطفال بحاجة الى المحبة والعاطفة اكثر من الرغبة في الطعام .
  4 ـ العلاقات السليمة في العائلة :
  يجب ان تكون العلاقات بين الوالدين

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 136 ـ
  والابناء سليمة وقائمة على اساس ضوابط واضحة وثابتة ، ان النزاع بين الوالدين يجعل محيط الطفل قابلاً للانفجار ، ويجعله قلقاً على وضعه ووضع والديه ، وعندما يحصل نزاع بين الوالدين امام الطفل ، يصبح قلقاً على وضعه اكثر من أي شخص ويفكر في مصيره ، ويؤدي به الى خوف واضطراب مؤلم في اعماقه بالشكل الذي تصبح امكانية اصلاحه صعبة في ما بعد ، دعوا الطفل يعيش في جو مليء بالاطمئنان والامن ليكون لديه استقرار نفسي .
  5 ـ التعامل السليم مع الطفل :
  يصر كثير من الوالدين على ضرورة التزام ابناؤهم بمبادئ الآداب بدقة لهذا فهم يسعون ـ اذا ما رأوا خطأ منهم ـ الى مواجهتهم به فوراً ، وهذا مايثير في نفس الطفل الخوف والاضطراب .
  ان الاوامر والنواهي المتناقضة ، وممارسة العنف ، والارشادات المقرونة بالاستبداد هي عوامل اضطراب مثيرة للخوف ، خاصة وان الطفل ليس لديه استيعاب كاف لهما .
  6 ـ الوالدان الاسوة :
  يجب ان يكون الاب والام وكل من يعمل في مجال تربية الطفل اسوة في الجرأة والاقدام ، ومن الخطأ ان يأمر الأب الخائف ابنه بالتحلي بالشجاعة او يطلب المربي شديد الخوف من الاشخاص ان يكون جريئين وشجعاناً .
  عالجوا خوفكم أولاً ، وبعد ذلك اطلبوا من الطفل ان لا يخاف .
  كونوا شجعاناً قبل ان تطلبوا من الطفل ان يكون جريئاً وشجاعاً ، وهذه هي اوليات كل تربية ناجحة .
  7 ـ تجنب التهديد الاعتباطي :
  نحن لاننكر ان الطفل يجب ان يحسب للوالدين والمربين حسابا ، ولكن هذا لا ينبغي ان يسبب خوف الطفل من أمر

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 137 ـ
  ومسألة بلاسبب ، يجب في البداية ان تعلموا الطفل الضوابط والقواعد تدريجياً ثم تطلبوا منه ان يراعي تلك الضوابط .
  من هنا يجب ان لا يخاف الطفل منكم ، يجب ان لا يعتبركم اشخاصاً متغطرسين بل يخاف من القواعد والمقررات ويعرف ان مخالفة القانون تنطوي على العقوبة ، وهكذا الحال بالنسبة لخشية الله ، فهو لايخاف من الله ـ فالله رحيم ـ بل عليه ان يخاف من القوانين الالهية أو من عدل الله الذي به يعاقب المسيئين .
  8 ـ التعرف على الامور :
  علموا الطفل درس الحياة ـ ارفعوا مستواه الفكري والثقافي وعلموه كيف يتخذ موقفاً تجاه الوقائع والقضايا ، ان التعرف على الحقائق ، والامور هو من عوامل منع الخوف ويؤدي الى ان يتعرف على الامور كما هي .
  ان ادراك علاقات العلة والمعلول في حدود ادراك وفهم الطفل هي من المسائل المهمة والتي نحتاجها في التربية ، وعلينا عدم اغفال اهميتها .
 هذا الادراك والفهم يجعله يمتلك المبرر الكافي للخوف اذا واجهه امر مخيف ذات يوم ، فلا يهتز لأبسط شيء دونما سبب .
  9 ـ رؤية المشاهد المؤلمة :
  يجب ان لايواجه الاطفال مشاهد مخيفة أو مؤلمة ، وهذا امر تربوي لان الحد الادنى لضررها هي انها تزرع بذور الخوف و الاضطراب في داخله او تجعله خشناً وقاسي القلب .
  يجب ان لايرى الطفل في الصغر أفلاماً مثيرة للخوف اويسمع قصصاً مخيفة او يوضع في ظروف مرعبة ، فهذا الامر كثير الضرر له حالياً وفي المستقبل وهذا النوع من الاطفال سيكونون ضعفاء امام الحوادث في مابعد .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 138 ـ
  10 ـ عرض نماذج شجاعة :
  يجب ان يطرح عكس القضية بأن نجعله يعيش الظروف البهيجة واذا نقلنا له قصة فلتكن من نماذج الشجعان او الاشخاص ذوي الجرأة ، احكوا له القصص التي توحي اليه ان الانسان ينبغي ان يكون جريئاً ، يجب ان تكون لديه حركة وجرأة لبلوغ الاهداف المنشودة ، واذا كان هناك خطر في طريقه فلا يخاف منه بل يحاول ان يزيله بقوة العقل وبالاستعانة بالله .
  11 ـ تقوية الارادة :
  وهذا ايضاً اسلوب مهم للوقاية من الخوف وامتلاك الجرأة في الاقدام على العمل ، يجب ازالة الهواجس وانواع الشك عن حياة الطفل ، ليكون قادراً على اتخاذ القرار السليم بعد التأمل في الموضوع .
  مرنوا الاطفال على ان يكونوا اصحاب ارادة واستقامة ، لتكون الحياة طبيعية بالنسبة لهم وليتعلموا طريقة القفز في الماء وان يقوموا بهذا العمل من دون خوف ، بعد تهيئة المقدمات طبعاً .
  12 ـ الايحاءات اللازمة :
  من اللازم بشكل متكرر في بعض الحالات ان نخضع الاطفال لايحاءات متنوعة وان نسمعهم باستمرار انهم كبار وذوي جرأة ويستطيعون ان يحلوا المشكلة الفلانية ويواجهون الصعوبة الفلانية و ... الخ.
 ان الايحاءات بناءة أساساً وتدفع بالشخص شيئاً فشيئاً الى ان يصبح بالشكل الذي يتأمله الآخرون ، وهكذا يحصل للطفل نوع من التطابق والانسجام تجاه الامور والوقائع حيث يستطيع في ذلك ان يغير نفسه ولا يخاف من الحوادث .

انواع اخرى من المراقبة :
   من الامور والمسائل التي يجب ان تراعى في الوقاية نشير الى الموارد التالية مع مراعاة الاختصار :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 139 ـ
  ـ تنمية الاعتزاز بالنفس لدى الطفل بحيث يشعر بقيمة نفسه مكرمة لديه .
  ـ حثه على البحث والتأمل بشأن الامور والاشياء .
  ـ رفع مستوى فكر ووعي الطفل وتعريفه بالاشياء كما هي .
  ـ تعليمه كيفية المحافظة على السكينة في الأوقات اللازمة وعدم الجزع .
  ـ تقوية قابلياته الفردية عن طريق التلقين والايحاء .
  ـ تقليل تسلط الوالدين والمربين وتجنب انواع الاحتقار .
  ـ عدم ترك الطفل وحيداً لفترة طويلة ، وان لا يكثر الوالدان من الغيبة عن البيت .
  ـ تنظيم الحياة ومنع انواع الفوضى والهرج .
  ـ احتضان واحترام الطفل ومراعاة مشاعره العاطفية والنفسية .
  ـ والأهم من كل هذا هو تقوية اعتقاد وايمان الطفل بالشكل الذي يشعره ان الله معه والى جانبه دائماً واقرب اليه من اي شخص ولايشعر انه لوحده ابدا لأن رحمة الله مفتوحة لقبوله وهو أرحم الراحمين .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 140 ـ
مسألة الاضطراب عند الأطفال :
  تمهيد :
  الاضطراب من اكثر الامراض شيوعاً في العالم حاليا ، خاصة في العالم الصناعي ، واعتبروا ذلك من أهم انواع الخلل العصبي والنفسي واشاروا الى انه اساس كثير من انواع الغضب وحدة المزاج ، فكثيرة هي المشاجرات والنزاعات العائلية التي تحصل ظاهراً حول مسائل بسيطة ولكن جذرها واساسها مجهول في الحقيقة ، ولعلها ناجمة عن الاضطراب .
  يعيش في المجتمع اشخاص بعيدون عن الاتزان ، ويستثارون بأدنى انواع الاثارة ويوجدون الشغب والاضطراب بادنى ذريعة ، وظاهر القضية ناجم عن سوء اخلاق وانحراف مزاج الاشخاص ، بينما لو تم التعمق جيداً لتبين ان اساس ذلك هو الاضطراب إلا أن عامة الناس غافلون عن ذلك وسببه انعدام التثقيف المناسب في المجتمع حتى يعلم كل شخص ماذا يجري في بيته ومحيط حياته ، وليعرف السبب الذي يدفع بعض الناس الى هذه الدرجة من التوتر .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 141 ـ
مرض الاضطراب :
  تمهيد :
  نعم ان الاضطراب هو احد الامراض الشائعة ، واساس لكثير من الآلام الحقيقية او الوهمية ، ويمهد لبعض الامراض النفسية ، يبحث بعض الاطباء وعلماء النفس جذور كثير من الامراض النفسية في الاضطراب ويدعون ان اكثر الاسرة في المستشفيات النفسية يشغلها المصابون بهذا المرض .
  والاطفال ليسوا في معزل من هذا المرض ، فهم يبدأون طفولتهم بهذا الوضع ، ماذا تصبح النتيجة وفي اي ساحل ترسو سفينتهم فهل يخرجون سالمين من هذه المخاض ام لا ؟ هذا سؤال شغل اذهان الكثير من الوالدين والمربين ، وبشكل عام ان هذا المرض يسبب صدمة كبيرة للاطفال ويجب ـ حقاً ـ التفكير بحل لهم .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 142 ـ
عمومية الاضطرب :
  ان الاضطراب هو احد الامراض الشائعة والسارية والشاملة لجميع الفئات وجميع الاعمال من الناس ، فالشيوخ والشباب والاطفال والكبار والنساء والرجال ليسوا في منأى من الاصابة به .
  فهو يظهر في كل مكان بشكل معين ونوعية معينة ويعرقل عجلة ماكنة الحياة .
  ولو تامل الانسان جيداً لوجد يومياً آلاف بل ملايين الناس الذين فقدوا هدوءهم واستقرارهم وبقوا يقظين حتى الصباح وهم يمشون في غرفهم او ساحات بيوتهم ـ ينتظرون حلول الصباح سريعاً لينقذهم من هذه المعضلة الكبيرة .
  وتراهم تارة في الاسرة وهم راقدون على ظهورهم ويتمرغون ولا يستطيعون ان يناموا براحة ولا يستطيعون الاستيقاظ وممارسة اي نوع من النشاط بالمعنى الحقيقي .
  ان هذا المرض شائع في درجاته المختلفة بالشكل الذي كلما اراد علماء النفس الالتفات الى المصدر النفسي لمرض يصلون اولا الى هذا الامر ناتج عن الاجهاد وعندما يتعمقون في المسألة اكثر يدركون ان اساس المشكلة في فترة الطفولة ، ويجدون راس خيط من القضية وهو موصول ومربوط بمرحلة الطفولة .

انتشاره عالمياً :
  ان شيوع هذا المرض على المستوى العالمي قد بلغ حداً سمي معه هذا القرن بقرن الاضطراب ويقولون ان هذا القرن هو قرن القلق ، والناس مصابون

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 143 ـ
  بالقلق والاضطراب بشكل ما في اي مستوى وظروف كانوا ، ويمكن اعتبار هذا الامر أساساً لكثير من الامراض النفسية .
  نعم ان الاضطراب مسألة عالمية لان ملايين النساء ، والرجال والشيوخ والاطفال يعانون اليوم من هذا البلاء في العالم المعاصر ، وقد تجذر هذا الامر في نفوسهم الى درجة سلب منهم الاستقرار والهدوء وحتى النوم ، وتجدون بعض هؤلاء المصابين من الشباب وجوههم حزينة وقد غزاهم الشيب ، وسحناتهم ذابلة ، ليس لديهم راحة ولا نوم هادئ ولا نشاط ولا شهية .
  يشعرون بضغط في رؤوسهم وألم في قلوبهم ، وعاجزون في اتخاذ القرارات ، واذا اتخذوا قراراً لايستطيعون تنفيذه ، يتوقعون حادثة في كل لحظة ، وينهارون مع كل صوت يسمعونه ، ويتساءلون عن مصدره وعن الحادثة التي كان مقررا ان تقع .

انتشاره في العالم الصناعي :
  قلنا ان الاضطراب سائد في كل انحاء العالم ولدى كل الفئات والشرائح ، ولكن سعته في العالم الصناعي اكثر من المجتمعات القديمة وهو في العالم الصناعي الفاقد للايمان والعقيدة والاعتماد على القدرة اللامتناهية اكثر مما في العالم المتدين .
  ان العمل ونشاط الاجهزة الكومبيوترية وعجز الانسان عن مسايرتها ومسألة السرعة والحركة المحيرة للعقول الناجمة عن تفكير الانسان التي حيرت الانسان امام مصنوعه ، إضافة الى ضجيج الوسائل الميكانيكية والعوامل الناجمة عن التحول الميكانيكي وجهل الانسان بنفسه ومسألة كثرة وتعدد مستلزمات الرفاهية وانواع الحرص وحب الامتلاك هي من العوامل المهمة في هذا

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 144 ـ
  المجال ، هذه العوامل ادت الى جهل الانسان بنفسه الى درجة جعلته عاجزاً عن السيطرة على نفسه والمحافظة على أبعاده الموضوعية .
  وهذا ماجعله يرى نفسه في معترك الحياة كالكرة التي تتقاذفها الايدي وليس لديه لحظة هدوء وسكون ، ان الخوف والقلق اللذين لا اساس لهما يؤذيانه من الداخل ويسلبان منه امكانية الحياة الآمنة الهادئة .

فريسة الاضطراب :
  ان الجواب على سؤال من هم الذين يقعون كفريسة لهذا الفخ ويتعرضون الى الخطر ، هو جواب مسهب ، وسنتكلم عن ذلك في أحد الفصول ، وما يمكن ذكره باختصار في هذا القسم هو :
  ان الاشخاص سريعي التألم والحساسين والذين ليس لديهم هدف واضح في الحياة وقد قطعوا فترة صعبة في الحياة والذين يكون جانبهم الاعتقادي ضعيفا ، والذين لاتقوم حياتهم على اساس ، ويطلبون المزيد ، والانانيون الذين يلهثون وراء المظاهر البراقة والذين يستحوذ عليهم الطمع ، واولئك الذين يحبون انفسهم كثيراً ، الى حد انهم غير مستعدين للتضحية من اجل هدف وغاية بسيطة في الحياة ... الخ هؤلاء كلهم فريسة لهذا الصياد القوي ، ان حالهم وسلوكهم متدهور ولايجنون من سلوكهم سوى الخسران والضياع .

هدفنا وغايتنا :
  نهدف في هذا البحث الى اكتشاف ومعرفة الاضطراب وتقديم حلول مناسبة للسيطرة عليه وازالته وعلاجه او تقليله ، لاشك ان الاشخاص المرضى يجب ان يراجعوا الطبيب ويستعملوا الدواء والعلاج في الحالات الحادة والصعبة ، ولكننا نظن ان وعي الوالدين والمربين يمكن ان يساعد في هذا الصدد الى حد ما .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 145 ـ
الباب الاول : التعريف و العلامات :

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 147 ـ
  التعريف والعلامات :
  نسعى في هذا الباب الى تعريف الاضطراب ونذكر مظاهره وعلاماته لدى الاشخاص ونشير الى مشاعرهم من مختلف الجهات ، وسنقدم هذا الباب في ثلاثة فصول .
  الاول في تعريف الاضطراب حيث نسعى الى بيان ماهيته وابعاده ونبين اختلافه عن الخوف ـ ونحاول بحثه من وجهة نظر علماء التحليل النفسي ومعرفة السبب وطول المدة والاسباب ودرجات شدته .
  الفصل الثاني يبحث مظاهر وعلامات الاضطراب والعلامات البدنية ، والنفسية ، والحالات ، والعواطف ، والنفس ، والذهن والعلامات السلوكية .
  والفصل الثالث يدور حول شعور المضطربين ، وفيه نبحث مشاعر الشخص المضطرب ونبحث انواع مشاعرهم في اربعة عشر قسماً واربعة عشر نوعاً مختلف ، مراعين الاختصار في جميع الفصول .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 148 ـ
الفصل الاول: تعريف الاضطراب :
  تمهيد :
  توجد انواع من الخوف المبهم من الامور المجهولة في العالم الخفي لكثير من الاشخاص وهي تمهد لقلقهم واضطرابهم ، وهذا يصبح أساساً لكثير من الحالات والميول والمواقف والتصرفات الخاصة .
  ان تجلي هذه الحالات لايوجد لدى كل الاشخاص ، لأن :
  ـ مقدارها وحجمها لايكون احيانا بتلك الدرجة التي تتجلى فيهم وتظهر .
  ـ يسعى بعض الاشخاص الى اخفائها والتفوق عليها بشكل ما ، وهذا هو عامل لاظهارهم الحالة العادية .
  ـ يعتاد بعض الاشخاص عليها تدريجياً ويتحملها .
  وفي النتيجة توجد هذه الحالات لدى الاشخاص ولكنها بالشكل الذي لايمكن للآخرين معرفتها الا قليلاً ، وعندما يعتاد الاشخاص عليها فقد يغفلون عنها احياناً ولايعلمون ماذا تصبح ، او كيف يجب ان يتعاملوا معها .

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 149 ـ
  ذكرت الفاظ ومصطلحات كثيرة في كتب علم النفس يقصد منها الكاتب والمتكلم مسألة الاضطراب ، مثل : القلق ، الخوف ، الرعب ، عدم الاستقرار ، الخوف الوهمي ، الخوف المبهم والمجهول و ...
  أما ما يجدر ذكره في تعريف الاضطراب فهو :
  ـ حالة عاطفية يوجد فيها عامل متميز عن الخوف نتيجة احتمال الحوادث غير المرغوبة .
  ـ شعور مر وهيجان امام خطر محتمل وقريب ومانع في طريق الوصول الى الهدف .
  ـ حالة خوف ورعب مرضي تظهر لدى الاشخاص بدون وجود عامل خارجي أو عامل شخصي .
  ـ خوف مبهم ومجهول ومن مظاهر غريزة المحافظة على النوع و ...

  الاطفال ومشاعر الخوف والقلق   ـ 150 ـ
ما هي الاضطراب :
  ليس لدينا اطلاع دقيق عن ماهية الاضطراب وعن حقيقته ، وما بحثوه بشأنه انه قلق مستمر ومزمن من شيء غير معروف وغير قابل للتفسير ، حصل للشخص او هو في طور الوجود والتكون .
  وقد اعتبر بعض علماء النفس ان الاضطراب عبارة عن الخوف الذي يحصل نتيجة وقوع احد القيم المهمة والاصيلة في الحياة في خطر ، يقال ان هذا الخوف يؤدي الى الشعور بخوف داخلي ، عميق الجذور ومجهول غالباً ومنسي احياناً وحصيلة ذلك ايجاد انفعال شديد لدى الاشخاص وانهيار مسألة التوازن لديهم .
   ان هذه الانواع المبهمة من الخوف وذلك التصور للآلام يظهر احياناً على الانسان بلا شعور ويتجلى في الاشخاص بشكل غير واضح ، ويكون الوضع بالشكل الذي لايقبل التفسير لنفس الشخص والذين حوله ايضا .
  ويعتبر البعض إن ماهيته عبارة عن قوة تؤثر في نوع من التوازن في الشعور والعاطفة وترتبط بمصادر عميقة خافية علينا ولايمكن معرفتها الا بمشقة واعتبر البعض ذلك شكلاً خيالياً من الخوف المبهم الذي يصبح بصورة مزمنة ويؤدي الى تغييرات حقيقية لدى الاشخاص .

اختلافه عن الخوف :
  توجد علاقة وطيدة بين الخوف والاضطراب الى درجة ان بعض الاشخاص يستخدمونها ككلمتين مترادفتين ومن جذر واحد وعائلة واحدة بينما تثبت البحوث ان هناك اختلافات بينهما هي :