منكهة للأغذية.
  أما الصفة التدميرية للبهارات والتوابل الحارة ، من الناحية البيولوجية (1) ، فتتأتى مما تحمله من خواص مهيجة ومخرشة لخلايا جدر الأنبوب الهضمي (2) ، وبما يشابه ما نشعر به بأفواهنا عند تناولنا للقمة حاوية على كمية منها ولا نتحمله ثوان معدودات لانجاز عملية مضغها ، فنسرع إلى ابتلاعها للتخلص من آثارها هذه ، دون ان تثير هذه الخواص فينا التفكير باستمرار آثارها المخرشة فيما وراء الفم ولو أننا لم نعد نشعر بها لخلو الأنبوب الهضمي فيما وراء الفم من الاعصاب الحسية والذوقية و ... ودون التفكير بأن الفم والأنف بجواره ومازودا بهما من أعصاب شمية وحسية وذوقية لشم وتحسس وتذوق الأطعمة قبل دخولها لأجسامنا ، إِن هي إِلا نقاط تفتيش ومراقبة حدودية ( أمن عام ، جمارك ) وضعها الخالق على مداخل أجسامنا لمنع دخول كل ما هو مؤذ وضار ومخل بأمْنِنا الداخلي ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) (3).
  أما الدمار الذي تحدثه هذه المواد فيتمثل بشل فاعلية خلاياالأنبوب الهضمي وبقاء الأطعمة المصاحبة لها في المعدة مدة طويلة دون هضم وتسبب ذلك ( على المدى القريب ) بتفسخها وتصاعد الغازات الكريهة منها ( النفخة ) (4) وتحولها إلى

*************************************************************
(1) البيولوجية : اي علم الاحياء ( غرائب جسم الانسان وعجائبه ج 4 ص 12 ).
(2) راجع تركيب الجهاز الهضمي في حرف الهاء.
(3) الآية /21 من سورة الذاريات ( وفي انفسكم ) اي : آيات : ( يعني انه خلقك سميعاً بصيراً ، تغضب وترضى وتجوع وتشبع ، وذلك كله من آيات الله ).
  سُئِلَ أمير الؤمنين ( عليه السلام ) : بما عرفت ربك ؟ قال : ( بفسخ العزائم ونقض الهمم ، لمّا ان هممت فحال بيني وبين همّي ، وعزمت فخالفت القضاء عزمى ، عَلِمْتُ انّ المدبّر غيرى ) ، ( أفلا تبصرون ) : تنظرون نظر من يعتبر ، ( الاصْفى ج 2 ص 1208 ).
(4) راجع انتفاخ المعدة والامعاء بالغازات في حرف النون.

 الغذاء دواء  ـ 77 ـ

  مواد سامة تزيد سوآت المواد الحارة ( على المدى الأبعد ) سوءاً ، مثل ضعف وكلل جهاز الهضم وعدم مقدرته على أداء ما هو مطلوب منه من أعمال.
  وإلى جانب هذه الآثار المدمرة ( المباشرة ) للتوابل والبهارات (1) الحارة ، فإن لهذه المجموعة من الأغذية العديد من الآثار المدمرة غير المباشرة التي لا تقل في خطورتها عن الآثار المباشرة والتي نذكر منها :
  عملها على تعطيل نشاط نقاط المراقبة والتفتيش الحدودية للجسم ( الموجودة في الفم ) لتمرير الأغذية الفاسدة عبر هذه النقاط إلى أجسامنا بغفلة منها ، مما يجعل منها وسيلة من أخطر وسائل الغش (2).
  وهنا ، وبمناسبة عرض آثار المواد الحارة المدمرة ، لا يفوتني التحذير من تناول بعض الأطعمة السوقية التي تضاف إليها هذه المواد وبقية التوابل والبهارات الملونة والمنكهة بكثرة والتي لا تضاف إليها إلا لإخفاء سوء نوعية وفساد المواد التي تصنع منها والتي نخص بالذكر منها :

*************************************************************
(1) قال الدكتور صبري القبانى : ( المقبّلات أو المشهيات : هي المواد التي اعتاد الناس على تناولها بغية إثارة الشهية للطعام ، وحث النفس على تقبل الغذاء تقبُّلاً حسناً.
  والواقع ان الشهية إلى الطعام ليست بحاجة إلى ( فتح ) لأن الاحساس بالجوع : إحساس أصيل في الجسم تحركه الغريزة الطبيعية كلما شعر الجسم بحاجة إِلى ( وقود ) فإن مركز الحس بالجوع في الدماغ يظل هاجعاً ، ولكن ما ان تستهلك الحجيرات ما حواه الدم من غذاء ويفتقد الدم هذا الغذاء حتى يتحرك مركز الحس المذكور ، ويحرك معه الاعصاب المعدية ، فإذا بالإنسان يشعر بحاجته إلى الغذاء ، وهذا هو ما يسمى بالاحساس السليم بالجوع ، ( الغذاء لا الدواء ص 396 ).
(2) مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برجل يبيع طعاماً قد خلط جيداً بقبيح ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : اردت ان ينفق ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : مَيِّز كُلَّ واحد منهما على حِدَة ، ليس في ديننا غِشٌّ ( كنز العمال ج 4 ص 159 حديث 9974 نقلاً عن كتاب مصنف عبدالرزاق ).

 الغذاء دواء  ـ 78 ـ

  السجق والمرتديلا وشطائر الجبن واللحم بكافة مسمياتها ، ( الشفاء من كل داء ص 137 ).
  التفاح
  ورد في الحديث : إن التفاح يورث النسيان ، وذلك لانه يُولِّد في المعدة لزوجة ، ( مكارم الاخلاق ج 1 ص 374 حديث 1246 ، وبحار الانوار ج 66 ص 177 حديث 37 ).
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا التفاح على الريق (1) فإنه نضوحُ المَعِدة، ( مكارم الاخلاق ج 1 ص 375 حديث 1248 ، وبحار الانوار ج 66 ص 177 حديث 37 ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اربعة تزيد في العمر : التزويج بالابكار ، والاغتسال بالماء الحار ، والنوم على اليسار ، وأكلُ التفاح بالاسحار ، ( المواعظ العددية ص 211 ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إمنع العروس في أُسبوعها من : الالبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض ... لأن الرَّحِمَ تَعقِمُ وتَبرُدُ من هذه الاربعة الاشياء عن الولد (2) ، ولحصيرٌ في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد ... والتفاح الحامض ، يقطع حيضها فيصير داءً عليها ، ( من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 552 حديث 4899 ، وعلل الشرائع ص 515 حديث 5 ، والاختصاص ص 132 ، وبحار الانوار ج 103 ص 280 حديث 1 ).
  قال الإِمام علي ( عليه السلام ) : كلوا التفاح فإنه يدبغ المعدة. ( الكافي ج 6 ص 357 حديث 11 ).

*************************************************************
(1) الريق : بكسر الراء : ماء الفم ، يقال إني على الريق ، اي لم آكل ، ولم اشرب بعدُ شيئاً ، ( دائرة معارف الاعلمي ج 10 ص 145 ).
(2) الولد : يشمل الذكر والاُنثى بدليل قوله تعالى : ( يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الاُنثيين ).

 الغذاء دواء  ـ 79 ـ

  قال الإِمام الباقر ( عليه السلام ) : إذا اردت اكل التفاح فشمه ثم كله فإنك إذا فعلت ذلك اخرج من جسدك كل داء وغائلة ، ويسكن ما يوجد من قِبَل الارواح كلها.
  ( طب الائمة لا بني بسطام ص 135 ، وبحار الانوار ج 66 ص 175 حديث 33 ).
  قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لو يعلمُ الناسُ ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به ، ألا وإنه اسرع شيء منفعة للفؤاد (1) خاصة ، وانه نضوحُهُ (2).
  ( طب الائمة لا بني بسطام ص 135 ، الكافي ج 6 ص 357 حديث 10 ، المحاسن ج 2 ص 368 حديث 2286 ، وبحار الانوار ج 66 ص 175 حديث 33 ).
  وقال ( عليه السلام ) : التفاح نضوح المعدة، ( الكافي ج 6 ص 355 حديث 1 ، والمحاسن ج 2 ص 370 حديث 2295 ، وتحف العقول ص 101 وفيه : ( اكل التفاح نضوح للمعدة ) الجعفريات ص 244 ، ودعائم الإسلام ج 2 ص 113 وفيهما : ( عليكم بأكل التفاح فإنه نضوح للمعدة ) ، وبحار الانوار ج 66 ص 168 ، حديث 6 ).
  وقال ( عليه السلام ) : التفاح يُفَرِّجُ المَعِدَةَ.
  وقال ( عليه السلام ) : كُل التفاح فإنه يطفئ الحرارة ، ويُبرِّد الجوف ويَذهب بالحمى.
  وفي حديث آخر : يَذهب بالوباء ، ( المحاسن ج 2 ص 368 حديث 2284 ، وبحار الانوار ج 62 ص 93 حديث 1 و ج 66 ص 171 حديث 20 ).

*************************************************************
(1) الفرق بين القلب والفؤاد : لم يفرِّق بينهما اهل اللغة ، بل عرّفوا كلاً منهما بالآخر ، وقال بعض اصحابنا من اهل الحديث : الافئدة : توصف بالرقة ، والقلوب [ توصف ] باللين ، لأَن الفؤاد : غشاء القلب ، إذا رق نفذ القول وخلص إلى ما وراءَه ، وإذا غلظ تعذر وصوله إلى داخله ، وإذا صادف القلب شيئاً علق به إذا كان ليناً ، ( معجم الفروق اللغوية ص 433 برقم 1742 ).
(2) النضوح : ضرب من الطيب تفوح رائحته ، وقد يرِد النضح : بمعنى الغسل والإِزالة ، ( النهاية ج 5 ص 70 ).

 الغذاء دواء  ـ 80 ـ

  وقال ( عليه السلام ) : إِطعموا محموميكم (1) التفاح فما من شيء انفع من التفاح، ( الكافي ج 6 ص 357 حديث 10 ، والمحاسن ج 2 ص 368 حديث 2287 ، وطب الائمة لبني بسطام ص 63 ، وبحار الانوار ج 62 ص 93 حديث 3 ).
  إِن رجلاً كتب إلى الإِمام الصادق من أرض وَبيئَة (2) يخبره بِوَبَئِها. فكتب إليه ( عليه السلام ) : عليك بالتفاح فكُله ، ففعل ذلك فَعوفِيَ ، ( دعائم الإسلام ج 2 ص 148 حديث 525 ).
  وقال ( عليه السلام ) : التفاح يُطفئُ الحرارة ويُبَرِّدُ الجوف ويَذهبُ بالحمى.
  قال محمد بن الفيض : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : يَمرضُ منا المريضُ فيأمُرُهُ المعالجون بالحِميَة (3).
  فقال : لكنا اهل بيت لا نحتَمي إلا من التمر ، ونتداوى بالتفاح والماء البارد ( الكافي ج 8 ص 291 حديث 441 ، وج 6 ص 356 حديث 9 ، والمحاسن ج 2 ص 368 حديث 2285 ، وعلل الشرائع ص 464 حديث 11 ، وطب الأئمة لابني بسطام ص 59 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 374 حديث 1247 ، وبحار الانوار ج 62 ص 140 حديث 2 ).
  قال درست بن ابي منصور : بعثني المفضل بن عمر إلى ابي عبد الله ( عليه السلام ) بِلُطَف (4) فدخلت عليه في يوم صائف وقدامه طبق فيه تفاح اخضر فوالله إِن

*************************************************************
(1) المحموم : المصاب بالحمى.
(2) الوَبَأ ـ يُمَد ويُقصر ـ : مرض عام ، ووبئت الارض فهي موبوءَة ووَبِئَة ووَبِيْئَة : إذا كثر مرضها ، ( الصحاح ج 1 ص 79 )
(3) حَمَى المريض ما يضره حِمْيَةً : منعه إياه ، والحَميُّ : المريض الممنوع من الطعام والشراب ( لسان العرب ج 14 ص 198 ).
(4) بلطف ـ بضم اللام وفتح الطاء ـ جمع لطفة ـ بالضم ـ بمعنى الهدية كما ذكره الفيروز آبادي ، بضم اللام و سكون الطاء : اي بعثني لطلب لطف وبرٍّ وإِحسان ، والاول اظهر ، ( مرآة العقول ج 22 ص 196 ).

 الغذاء دواء  ـ 81 ـ

  صبرت ان قلت له : جُعِلتُ فداك ! اتاكل من هذا والناسُ يكرهونه ؟
  فقال لي كأنه لم يزل يعرفني : وُعِكتُ (1) في ليلتي هذه فبعثت فاُتيتُ به فأَكلتُهُ وهو (2) يقلع الحمى ويسكن الحرارة فقدمت فأصبتُ اهلي محمومين فأطعمتهم ، فأقلعت الحمى عنهم، ( الكافي ج 6 ص 355 حديث 3 ، والمحاسن ج 2 ص 368 حديث 2288و 2289 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 374 حديث 1245 ، وبحار الانوار ج 62 ص 93 حديث 5 ).
  ذُكِرَت الحمى للإمام الصادق ، فقال ( عليه السلام ) : إنّا اهلُ بيت لا نتداوى إِلا بإفاضة الماء البارد يُصبُّ علينا ، وأَكل التفاح، ( الكافي ج 6 ص 356 حديث 9 ، والمحاسن ج 2 ص 368 حديث 2285 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 374 حديث 1247 ، وبحار الانوار ج 66 ص 171 حديث 21 ).
  قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : اكل التفاح والكزبرة يورث النسيان.
  ( الكافي ج 6 ص 367 حديث 1 ، وبحار الانوار ج 66 ص 245 حديث 1 ).
  وقال ( عليه السلام ) : التفاح ينفع من خصال عدة : من السم ، والسحر ، واللمم (3) و (4) من

*************************************************************
(1) الوَعَكُ : الحمى ( لسان العرب ج 1 ص 514 ).
(2) في نسخة : وهذا بدل وهو.
(3) اللمم : الجنون ( القاموس المحيط ج 4 ص 177 ) ، اللمم محركة : الجنون ، وأَصابته من الجن لمة : اي مس ، والعين اللامة : المصيبة بسوء أو هي كل ما يخاف من فزع وشر وشدة ( الكافي : ج 6 ، ص 355 ).
(4) في نسخة : يعرض بدل الواو.

 الغذاء دواء  ـ 82 ـ

  أهل الأرض (1) ، والبلغم (2) الغالب ، وليس من شيءٌ اسرع منه منفعة ، ( الكافي ج 6 ص 355 حديث 2.
  قال زياد بن مروان : اصاب الناس وباءٌ ونحن بمكة ، فأصابني فكتبتُ إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فكتب إليَّ : كُلِ التفاحَ فأكلته فعوفيت ، ( الكافي ج 6 ص 356 حديث 5 ، والمحاسن ج 2 ص 369 حديث 2290 ، وبحار الانوار ج 66 ص 173 حديث 26 ).
  التفاح
  Le pomme
  في مقدمة الفواكه المغذية والشافية في آن واحد ، وحتى قيل في الامثال : ان تفاحة واحدة يتناولها المرء على الريق ، لا تدع للطبيب طريقاً إِليه.
  ومن خصائص التفاح التي تجعله جديراً بالاعتماد عليه دوماً ، ان اشجاره ، وهي من الفصيلة الوردية ،تزرع في أغلب المناطق ، سواء كانت معتدلة أو باردة ، فنحن نراها في أكثر بلاد حوض البحر الأبيض ، مثلما نراها في بعض البلاد الاسكندنافية ، كما نراها في أصقاع سيبريا القارسة، ليس هذا فقط ، بل ان التفاح لا يكاد يغيب عن متناول الناس صيفاً وشتاءً على السواء ، رغم انه ينضج في الصيف ، وكان لتقدم وسائل التبريد الحديثة فضل كبير في احتفاظ التفاح بنضارته ونكهته طوال العام.
  والتفاح أنواع كثيرة مختلفة الألوان والأحجام والأشكال. ولا تزال التجارب تجري باستمرار لتحسين انتاجه ، وتطعيمه باستمرار بأجود الأنواع ، ولا يزال هذا

*************************************************************
(1) من أهل الأرض : اي الجن ( مرآة العقول ج 2 ص 195 ).
(2) راجع البلغم في حرف الباء.

 الغذاء دواء  ـ 83 ـ

  الرقم في ازدياد مستمر.
  لذة :
  اللذة التي تقدمها التفاحة للانسان ثلاث لذات : لذة النظر ، ولذة اللمس ، ولذة الذوق ، والتفاحة مغلفة دائماً بقشر ملون تلويناً لطيفاً ، تمتزج فيه الألوان البهية امتزاجاً بديعاً ، منوعاً ، ضحوكاً ، أو ساطعاً وبراقاً كالشمس نفسها ! وجلد التفاحة صقيل ، لا أخاديد فيه ، ولا وبر عليه ، وشكلها المستدير يغري الكف بمداعبتها ، وضغطها على الخد ، للتمتع بلطافة ملمسها.
  والتفاحة صلبة دون قسوة ، وعصيرها سكري تخلطه حموضة خفيفة ، لشذاها عطر ناعم ومنوع فلا يمل الإِنسان استنشاقه.
  وأرج التفاح فريد حقاً ولذيذ للغاية ، وهو لا يتكون من عبير واحد ، ولا من اثنين ، بل من مزيج مختلف ، وفيه أنواع لم يتوصل العلم إلى اكتشافها بعد بدقة كاملة ، ( ويبدو أن في التفاحة 26 عنصراً كيماوياً مختلفاً ، وهذه العناصر هي التي تعطي للتفاحة أريجها المعطار ) ... ان التمازج الموفق بين هذه العطور هو الذي يعطي للتفاحة رائحة لا مثيل لها في صفائها وأريجها أبداً.
  غذاء :
  ولكن هذه الفاكهة ليست مجرد لذة للإِنسان ... فسكرها وفيتاميناتها ، واملاحها ، والماء الذي تحتوي عليه ، كل ذلك يجعل منها غذاء مختاراً ، ولكنه يفتقر مع ذلك إلى البروتيد والليبيد ( أشباه الزلاليات وأشباه الشحوم ).
  إِن عصير التفاح يحتوي على 10% سكراً منها 9% سكراً بسيطاً وحيداً يوجد بشكل غليكوز ( سكر العنب ) وسكر الفواكه ، وهذان العنصران أبسط أنواع السكر، وهكذا نجد أن الجسم لا يحتاج إلا إلى جهد هضمي ضئيل جداً لامتصاص أشباه

 الغذاء دواء  ـ 84 ـ

  السكاكر ( وليس لنا أن ننسي أن العضلات تستهلك الغليكوز دون سواه ) ولذا كانت التفاحة ، أو عصيرها ، غذاء يبعث النشاط ويساعد على العمل العضلي.
  وبالإِضافة إلى السكر البسيط فالتفاحة تحتوي على ثروة من الفيتامين ( ث ) المضاد لداء الحفر ذي المفعول الحاسم بالنسبة للحالة العامة للتغذية وعلى الأغشية المخاطية للجهاز الهضمى ، كما تحتوي على كمية عالية من الفيتامين ( ب ) المفيد جداً لعمل الجهاز العصبي ، والذي يتيح استخداماً كاملاً للسكريات الموجودة في التفاح.
   ولهذه الأسباب نجد أن عصير التفاح وعصير بعض الفواكه الأُخرى ، قد احتل في اميركا وسويسرا ، مكانه ( كشراب للعمل ) ، وهذه البادرة تنطوي على دلائل اجتماعية هامة ، فهي محاولة للتخلص من المشروبات الروحية ( كالخمور والبيرة ) ، والاستعاضة عنها بشراب خال من الكحول كعصير الفاكهة والتفاح منها بخاصة ، وبدهي أن هذا الشراب أنفع لصحة العمال وأنجع في زيادة مردودهم.
  فالواقع أن الكحول غذاء رديء لا يعطي الجسم إِلا الحرارة التي لا تعرف العضلات ماذا تفعل بها ، والمؤكد أن المشروبات الكحولية ، كائنة ما تكون ، من أسباب إضعاف نشاط المرء إلى العمل ... فهي تخلق شعوراً بقوة كبيرة ، ولكن هذا الشعور لا يلبث أن يترجم إلى تعب وانحطاط جسمي ، وقد لوحظ أن مردود العمل يقل بمقدار ما يكون العمل دقيقاً ومعقداً ويحتاج إلى تدخل الجهاز العصبي ... وقد لوحظ أيضاً أن ما يتضاءل ليس كمية مردود العمل بل نوعيته أيضاً.
  وحسب تجارب هولستن نجد أن المردود المادي المتوسط للعمل يقل بنسبة 15% عما كان عليه قبل تناول الشراب الكحولي ، بينما نجد أن 100 غرام من السكر تؤدي إلى زيادة في المردود تعادل 15% تقريباً ، فإذا ما استهلك هذا السكر بشكل سكر فواكه ، فإن المردود يزداد أكثر أيضاً ... والمردود الإِضافي الذي تحصل بعد ذلك يكون أكبر مما كان منتظراً الحصول عليه بالنسبة لكمية الحريرات المكتسبة للجسم.
  إِن استبدال المشروبات الكحولية بعصير الفواكه يعني بالنسبة للعمال ، زيادة

 الغذاء دواء  ـ 85 ـ

  مردودهم وتحسين صحتهم ، كما أن أوضاعهم الاقتصادية تتحسن ، كما أن نسبة الوفيات بينهم تقل.
  ومن هنا نفهم الأهمية الطبية والصحية والاجتماعية لعصير الفواكه وبشكل خاص التفاح والعنب.
  إن القيمة الغذائية للتفاح ليست فقط في صفات سكره وغناه بالفيتامينات المذابة في الماء ، إنما هي في مائه أيضاً ، فكل تفاحة حسنة النضج تحتوي على 84 ـ 85% من وزنها ماء ، الأمر الذي يجعل هذه الفاكهة من أفضل مزيلات العطش.
  فالواقع أن حاجة الجسم إلى الارتواء لا يعبر عنها فقط بالعطش الذي يشعر به المخلوق الحي ، بل في حاجة الجسم إلى الدفاع عن نفسه ضد التسمم الناجم عن الفضلات والبقايا التي يطردها الماء بواسطة الكليتين والمعي والجلد.
  وهذه الحاجة إلى الارتواء تبرز في عطش الخلايا الذي يهدف إلى إِضعاف تركيز محتويات الخلايا.
  وإذا كانت حاجة الجسم إلى الارتواء يمكن أن تقضي بتناول ماء الأنهر ، أو ماء الينابيع ، فالأمر على خلاف ذلك بالنسبة إلى عطش الخلايا ، ذلك أن التبادل الخلوي يتطلب ماء آخر ، داخلي في الأصل وعلى مستوى تنفسي ، أكثر مما هو غذائي ، ماء كررته الحياة مرة من قبل ، ماء هو غذاء أكثر منه شراباً ، نوع من المصل الخلوي أو العصارة البروتوبلازمية والذي أسميناه الماء التمثيلي الاستقلابي.
  إن هذا الماء هو بالضبط ما تقدمه التفاحة بسخاء كبير لنفع غليل خلايانا ، وليحمل إلى جسمنا صحة نفسية ـ جسدية!
  دواء :
  التفاحة تساعد الهضم بكثرة اللعاب الذي تحرض إِفرازه ، فإذا مُضغت جيداً فهي تقاوم الغازات والإِمساك بفضل الكميات الكبيرة من البكتين التي تحتوي عليها ،

 الغذاء دواء  ـ 86 ـ

  أما العفص وأملاح البوتاس فإِنها تقاوم تكوّن حمض البول، وفي مثل هذه الحالة يصفون مغلي التفاح الذي يحضر بتفاحتين أو ثلاث بعد تقطيعها قطعاً مستديرة ودون تقشيرها ، ويجب أن يدوم الغليان 15 دقيقة ، ولا يقشر التفاح لأن لقشره فوائد علاجية عظيمة : فهو يقاوم داء النقرس والروماتزم المزمن، والحصيات الكلوية والمرارية (1).
  وقشر التفاح المجفف والمسحوق يغلى بمعدل ملعقة كبيرة في كأس ماء ، ليصنع منه شراب ذو فوائد كثيرة : مدرة وحالة للرمال.
  والتفاح مرطب ومسهل ... ونقيع التفاح لذيذ الطعم جداً ، دسم ومفيد للغاية في الأمراض الحادة والالتهابية ، فهو يخفف من آلام الحمى وينفع العطش ويقلل من التألم وله مفعول مفيد على الكبد ، والكليتين والمثانة بحيث يسهل عمل هذه الأعضاء جميعاً ، وهو يستعمل كثيراً ضد التهابات الامعاء ، بغليه لمدة عشر دقائق مع قليل من جذر العرقسوس ( عرق السوس ).
  وللتفاح فوائد للصدر ، فهو يهدئ السعال ويسهل إِفراز البلغم ( مقشع ).
  والتفاح يسهل التقبضات المعوية بفضل البكتين ، وهو من بين الفواكه اكثرها احتواء لهذه المادة، والبكتين مادة غروية ذات فعالية قوية وأحياناً حاسمة ، على الإِسهال.
   إن القيمة العلاجية لعصير التفاح تكون كبيرة جداً في أمراض الحميات وفي الحالات التي تستدعي تدخلاً جراحياً ، وهو مفيد قبل التدخل الجراحي أو بعده ، وكذلك في حالة التهاب الاعصاب الحاد أو المزمن والوهن القلبي وأمراض الكبد.
  وعصير التفاح كعصير العنب ، له ـ على حد تعبير ( لافيلاى ) ـ فوائد جمة في

*************************************************************
(1) راجع مشاكل المرارة في حرف الميم.

 الغذاء دواء  ـ 87 ـ

  صيانة الأوعية الدموية (1) ، فهو يقلل من سرعة عطبها ، بينما يزيد من نشاط القلب.
  والتفاح يستخدم اليوم ضد النخر السني ، وهو مرض أكثر الشعوب حضارة ، والذي يبدو انه يتسبب عن السكر الذي يتخمر تحت تأثير بعض الجراثيم التي تعشش عادة في تجويف الفم ، فينجم عن هذا التخمر الحمض اللبني وحمض الخمائر.
  وليس جميع أنواع السكر ضاراً بمقدار واحد ، وقد أمكن وضع سِلَّم لنسبة تسبب المواد السكرية المختلفة للنخر ، ويتبين من هذا السِلَّم أن أكثر الفواكه ضرراً للأَسنان هو التين وأقلها هو التفاح.
  ويحتل التفاح ، بفضائله الشفائية ، مرتبة الصدارة في أمراض الأطفال ولا سيما تلك التي تصيب الجهاز الهضمي ، ويلعب هنا العمل الميكانيكي للسلليلوز دوراً هاماً ، وكذلك الصفة الفردية للبكتين ، وفعاليتها المضادة للتسمم ، وحامض التفاح ومفعوله المضاد للالتهابات ، إِذ يعدل النسبة الجرثومية في الامعاء ، اما العفص فإِن له قدرة مقبضة.
  وهكذا نجد ان الفعاليات الشفائية في التفاح هي : السلليلوز والبكتين ، وحامض التفاح وحمض العفص ، ومن بين هذه الفعاليات الأربع نجد ان أهمها دون شك هو حامض التفاح ، الذي إِذا ما احترق في الجسم حرر الأساس، والتوازن بين الاساس والاحماض : له أكبر فائدة لصحتنا ، والتفاح يسهم إلى مدى بعيد في تحقيق هذا التوازن، وهو يجنبنا إلى حد بعيد تكاثر الاحماض أو تكاثر القلويات ، والحالتان خطرتان بالتساوي ، وليس لنا أن ننسى اننا ما ان نتجاوز الاربعين من العمر حتى يبدأ الاسيدوز

*************************************************************
(1) راجع الوعاء الدموي في حرف الواو.

 الغذاء دواء  ـ 88 ـ

  ( التحمض ) بمهاجمة أجسامنا فيدفعها إِلى الشيخوخة (1) قبل الأوان، ووسيلتنا في مقاومة هذا العدو العنيد هو الإِكثار من تناول الفواكه وفي مقدمتها التفاح.
  وفي رأينا انه لا بد من تناول ثلاث تفاحات يومياً لإِمكان التغلب على ازدياد الاحماض في الجسم بعد الأربعين.
  وثمة اسيدوز آخر ، ولكنه موسمي ، والتفاح يستطيع إِبطال مفعوله ، وهذا الاسيدوز هو الاسيدوز الشتوى ، أو التوكسيكوز ( التسمم الشتوى ) وينجم بالدرجة الأُولى عن الإِكثار من تناول اللحوم والشحوم والمكسرات ( الجوز واللوز والكستناء ) والفواكه الجافة والحبوب والمآكل المركزة ، تلك المآكل التي يفرضها علينا فصل الشتاء وهذا الضرب من الطعام يشجع على ازدياد نسبة الأحماض في أجسامنا.
  وليست المآكل هي المسؤولة الوحيدة عن ذلك ، إِذ لم يشترك معها النقص في استخدامنا لعضلاتنا بحيث ينتج نقص تزويد الجسم بالاوكسجين وبالتالي زيادة في المواد السامة التي لا يتوصل التعرف البطيء إلى تخليص الجسم منها ، وهذا ما يسبب التراخي أو التعب المفاجئ الذي نحس به في مطلع الربيع بعد ان نكون قد اجتزنا فصل الشتاء في الظروف المذكورة وهذا هو السبب أيضاً الذي يفسر الظاهرة التي تؤكدها الإِحصائيات وهي ارتفاع نسبة الوفيات (2) في مطلع الربيع.
  وذلك واضح لدى جميع الشعوب التي تتعاقب الفصول على بلدانها.
  إذن فلنستفد إِلى أبعد حد خلال أشهر الشتاء ، من هذه الفاكهة الرائعة التي تركتها لنا الطبيعة بعد أن أخذت جميع فواكه الصيف والخريف.
(1)
وفي الجسم نفسٌ لاتَشيبُ iiبشَيْبِهِ      وَلَوْ أَنّ ما في الوَجْهِ منهُ حِرابُ
ديوان المتنبي ص 371
(2) ( نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ المَوْتَ ) : قسمناه عليكم ، وأَقّتنا موت كلّ بوقت معين ، ( وَمانَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) : بمغلوبين ( سورة الواقعة : الآية 60 ) ، ( الأَصفى : ج 2 ص 1257 ).

 الغذاء دواء  ـ 89 ـ

  يحتوي التفاح على المقادير التالية من العناصر والمواد : 64% ماء 12% سكر ، 9% سلليلوز ، 8% حموض ، 4% بكتين ، 3% مواد دهنية ، 1% بروتئين .
  كما تحتوي المائة غرام من التفاح على 90 وحدة من الفيتامين ( آ ) ، و 40 وحدة من الفيتامين ( ب 1 ) و 20 وحدة من الفيتامين ( ب 2 ) و 20 وحدة من الفيتامين ( ث ).
  وبفضل هذه المواد والعناصر كانت للتفاح تلك الآثار المفيدة الواسعة ، فهو يحل حامض البول ، ويسهل إِفرازات الغدد اللعابية (1) والمعدية ، وله دور هام في معالجة أمراض الكبد والامعاء والطرق البولية والقصبات. كما يعتبرمن أفضل الفواكه في معالجة الحميات ، وبخاصة التيفية منها ، وكذلك في معالجة الإِسهالات والزحار.
  وقد عرف الأقدمون في التفاح خواصه الشافية ، فاستعملوه في أدويتهم وعلاجاتهم ، وخاصة في حالات الجروح والقروح ، حتى ان علماء القرون الوسطى اشتقوا اسم ( المرهم pommade ) من ( التفاح pomme ) ثقة منهم في الأثر الذي يحدثه التفاح في العلاج ، فهم كانوا يستعملونه علاجاً لآلام العيون على شكل كمادات معدة من مسحوق التفاح مع حليب المرأة تطبق على العين المصابة بالرمد ، واستعملوا عصارة التفاح المطبوخ في معالجة النقرس والروماتيزما ، كما استعملوا عصارته المسحوقة ، غير المطبوخة ، في معالجة الصرع.
  ومن الجدير بالذكر ان الاطباء العرب اكتشفوا المعالجة بالعفن المستخرج من التفاح قبل ان يكتشف البنسلين بألف سنة على الأقل ـ والمعروف ان البنسلين يستخرج من العفن ـ فقد وردت في كثير من الكتب العربية الطبية القديمة وصفات للعلاج بالتفاح القديم ( المعسقل ) في حالات الجروح النتنة والغرغرينا .
  وفي الوقت الحاضر ، نجد ان الطب لم ينتقص من قيمة التفاح ، بعد ان اكتشف

*************************************************************
(1) راجع الغدد اللعابية في حرف اللام.

 الغذاء دواء  ـ 90 ـ

  خواصه في علاج الحالات والأمراض التي اشرنا إِليها ، وكذا في تسهيل الهضم ، بسبب حموضته المستحبة التي تثير افراز الغدد اللعابية والمعوية.
  ونظراً لاحتواء التفاح على الياف (1) ( السلليلوز ) فإنه يساعد الامعاء في حركتها الاستدارية، ويمنع حدوث الإِمساك ، ويقضي على القبض المزمن (2)، ولا صحة ، ـ البتة ـ لما يدعيه بعض المتحذلقين من أن التفاح ثقيل الهضم عسير على المعدة أو أنه يثير حرقتها إِذا كانت أغشيتها ملتهبة ، فان المضغ الجيد كفيل باتقاء كافة المحاذير ، وبإتاحة الفرصة للجسم كي يفيد من هذه الفاكهة الثمينة أبلغ فائدة .
  وقد أثبتت الدراسات والمشاهدات ، أن المناطق التي تكثر فيها زراعة التفاح ، قد نجا أهلها من الإِصابة بالحصيات الكلوية أو البولية ، كمقاطعة ( نورمندى ) في فرنسة ، وولاية ( كاليفورنيا ) في اميركة ، نظراً لخاصية التفاح كمذيب للحصيات ، ومانع لتشكل الرمال.
  * وصفة للعلاج بالتفاح من مرض الروماتيزما :
  تقطع ثلاث تفاحات قطعاً صغيرة ، دون تقشير ، ثم تغلى في ليتر من الماء مدة ربع ساعة ، ثم يؤخذ المغلي بين فترات الطعام أو معه.
  * وصفة للعلاج بالتفاح من عسر البول :
  تغلى بضع تفاحات في قليل من الماء ، ويشرب مغليها.
  * وصفة للعلاج بالتفاح من اسهالات الاطفال :
  يقشر التفاح ثم يبشر (3) حتى يغدو نثرات صغيرة ذات لون أسمر مائل إلى

*************************************************************
(1) الالياف : اجزاء من النبات لا يستطيع الجسم هضمها مثل قشور الفواكه والخضار ، وتساعد الالياف الجهاز الهضمي على اداء وظيفته خصوصاً الامعاء ( مرض السكر ص 537 ).
(2) راجع القبض في حرف القاف.
(3) يبشر : معناه يبرش بالمبرشة والتي تسمى الرندة أي ليكون التفاح سهل المضغ للطفل.

 الغذاء دواء  ـ 91 ـ

  الحمرة ، تطبخ مع الماء المحلى بالسكر وتعطى للطفل المصاب بالإِسهال ، دون أن يعطى أي طعام آخر ، ( الغذاء لا الدواء ص 89 ـ 99 ).
  وفي مخزن الأدوية : التفاح مفرح ومقوي للقلب والكبد والدماغ أكلاً وشماً (1) ومقوي لفم المعدة; واكثاره مورث للنسيان ومولد للرياح والاختلاج ، ومرباه أحسن من غيره في كل أفعاله )، ( اذكياء الاطباء ص 131 ـ 133 ).
  قال الدكتور محمد رفعت : ( التفاح فاكهة تحتوي على بعض الأحماض المنبهة للشهية والمنبهة للعصائر الهضمية ، وهي تفيد في إزالة بقايا الهضم المتكاسل في الأشخاص القليلي الحركة ، ولذلك فهو عظيم الفائدة للمتقدمين في السن والذين لا يمارسون الرياضة ، والتفاح سهل الهضم ، ويحتوي مثل غيره من الفواكه على أملاح قوية ، ومن هنا فائدته العظيمة في اراحة الجسم من الحموضة وتنقية الدم وإِزالة الشعور بالتعب وغسل الكلى (2).
  قال ابن الماوردي في خريدة العجائب وفريدة الغرائب : ( التفاح أصناف : حلو ، وحامض ، وعفص ، ومز ، ومنه ما لا طعم له ، وهذه الأصناف في التفاح البستاني.
  وأما خاصية الشجرة : فورقها يسقى لمن سُقي السم ، ونهشته حية أو لدغة عقرب مع حليب الماعز فلا يؤثر فيه السم ولا النهشة ولا اللدغة.
  وشم زهر التفاح يقوي الدماغ ، وأجوده الشامي ثم الاصفهاني ، والتفاح الحامض بارد غليظ مضر بالمعدة ، والحلو منه معتدل الحرارة والبرودة ، وشمه وأكله

*************************************************************
(1) قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إذا أردت أكل التفاح فشمّه ثم كله فإنك إذا فعلت ذلك اخرج من جسدك كل داء وغائلة ويسكن مايوجد من قِبَل الأرواح كلها ، ( بحار الأنوار : ج 66 ص 175 حديث 33 ).
(2) قاموس التداوي بالاعشاب : ص 43 و 44.

 الغذاء دواء  ـ 92 ـ

  يقوي القلب ويقوي ضعف المعدة ، وقشره رديء الجوهر مضر بالمعدة ، وكثرة أكله بقشره يحدث وجعاً في العصب ، واذا أردت أن التفاح يبقى مدة طويلة فلفه في ورق الجوز واجعله تحت الأرض أو الطين، ( تأريخ النبات ).
  قال د، إحسان قبيسي : ( شجرة التفاح تشمل على ألف نوع ، ويعتبر التفاح من أحد أهم الفواكه فبالإضافة إِلى احتوائه على 85% من الماء ، فإنه يحتوي على 12% من السكر ، وعلى الحوامض العضوية ، والبكتين ، والعفص ، وعلى الفيتامينات أ ، ب 1 ، ب 2 ، پ پ ، ج ، هـ ، وتعود رائحته العطرية إِلى وجود روح عطري موجود في قشرته خاصة.
  التفاح منعش لغناه بعصير قليل الحموضة ، ينبه الغدد الهضمية ، ويحمي غشاء (1) المعدة ، ولذا يتوجب على المصابين بعسر الهضم ، ان يتناولوا ـ قبل الطعام ـ تفاحة مفرومة ، ينصح بتركها في الهواء حتى يميل لونها إِلى البني.
  إِن عصير التفاح الطازج يظهر فعالية صحية هامة عند استعماله في ( علاج الربيع ) ، كما أنه غذاء منظم ممتاز إِذ يساعد على تمثُّل مادة الكالسيوم ، وأنه ملطف مضاد للإسهال ، ومطهر مقبّل ، مدر للبول ، مقاوم للحمى ، قاطع للنزف ، مسهل ، منعش مصرّف ، مقو ) ( معجم الاعشاب والنباتات الطبية ).
  قال القليوبي : ( التفاح يولد النسيان ويصلحه الدارصيني ، ويولد الرياح الغليظة ويصلحه الفلفل أو الكمون ) ( تذكرة القليوبي في الطب والحكمة ).
  قال على أبو الخير : ( التفاح يشفي من الاسهال الحاد والمزمن وكذلك في معالجة إِسهالات الأطفال والرضع ومعالجة الروماتزم وذلك بأن يستمر المصاب

*************************************************************
(1) الغشاء : هو ما غشي به العضو ، ليكون وقاية مثل الغشاءَين اللذين على البطن ، والفرق بين الغشاءِ والطبقة : ان الطبقة في جرم العضو ، والغشاء كسوة له تقيه وتستره. ( مفتاح الطب : ص 111 ).

 الغذاء دواء  ـ 93 ـ

  على أكل كيلو واحد من التفاح كل يوم ، لمدة أربع أسابيع متتالية ) ( معجم التداوي بالاعشاب والنباتات الطبية ).
  قال د، علي هاشم : ( التفاح مقو لاحتوائه على الفيتامين ( س ) يساعد على إِدرار البول ، ويسهل الهضم ، واذا غليت قشوره في الماء حتى درجة الغليان وشربت شفت من السعال وضيق النفس ) ( النباتات والاعشاب علاج طبيعي ص 34 ).
  * التليفزيون خطر على الأطفال :
  أثبتت دراسة علمية حديثة أن ادمان الاطفال على مشاهدة التليفزيون يهدد أبصارهم وقدرتهم على التركيز ، كما قد يسبب لهم أمراضاً نفسية وجسمية عديدة ، حيث تؤثر الذبذبات المرئية على جهاز المخ (1) ( ثبت علمياً ص 163 ).
  * ماذا يعني مشاهدة الطفل للتليفزيون ؟ :
  ثبت أن الأطفال الذين يقضون مع جهاز التليفزيون مدة طويلة يتعلمون أقل من نظرائهم الذين يقللون من ساعات المشاهدة ، ويتجهون إِلى وسائل أكثر فاعلية في اكتساب المعرفة ... وتفسير هذا أن مشاهدة التليفزيون لمدة طويلة أثناء السنوات الأُولى للدراسة يصرف انتباههم بعيداً عن التعلم ، ويضعف بالتالي مستواهم العلمى (2)، ( ثبت علمياً ص 171 ).
  التيفوس
  إن مرض التيفوس يشابه مرض التيفوئيد ، ويسبب طفرة تشبه الحصبة مع بعض الرضوض الصغيرة، ( مرشد العناية الصحية ص 25 ).

*************************************************************
(1) آفاق علمية ، المجلة العربية ـ ابريل 1987 ( بتصرف ).
(2) التليفزيون وأثره في حياة الاطفال : ويلبور شيكرام وآخرين.

 الغذاء دواء  ـ 94 ـ

  التين
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أكل التين أمان من القولنج (1) ) (2).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( كُل التين فإنه ينفع البواسير والنقرس (3) ).
  عن أبي ذر ( رحمه الله ) قال : أُهدي إِلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طبق عليه تين ، فقال لأصحابه : ( كلوا فلو قلت فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ، لأنها فاكهة بلا عجم (4)

*************************************************************
(1) القولنج : إِنعقال الطبيعة لانسداد المعى المسمى قولون، ( مفتاح الطب ) المقصود بالطبيعة هنا هو كناية عن البراز الذى يبرزه الإِنسان ، وذلك على الاستعارة لاعلى الحقيقة وللطبيعة معاني اُخرى.
  القولنج : اعتقال الطبيعة لا نسداد المعا المسمى قولون بالرومية ، ( فقه اللغة : 126 ).
  القولنج : هو انسداد المعى وامتناع خروج الثُّفل والريح منه ، مشتق من القولون ، وهو اسم معى بعينه وهو الذي فوق المعى المستقيم الذي هو آخرها، ( الأغذية والأدوية : ص 573 ).
  القولنج : مرض مِعوي مؤلم يعسر معه خروج الثُّفْل والريح ، ( القاموس المحيط : ج 1 ، ص 204 ).
(2) طب النبى : ص 27.
(3) النقرس : احتباس المادة في ابهام الرجل وعظام القدم كلها بحيث يكثر الألم والنخس والضيق المحل وكثرة المادة وربما كان معه الورم، ( تذكرة أُولي الألباب : ج 2 ص 18 ).
  النقرس : هو من أوجاع المفاصل ، إِلا أن الورم والوجع في مفاصل الرِجل تخص باسم النقرس، ( مفتاح الطب ).
النقرس : وجع في المفاصل لمواد تنصب اليها، ( فقه اللغة الباب 16 ، الفصل 9 ، ص 165 ، وفى بعض النسخ ورم بدل وجع ).
النقرس : نوع من التهاب المفاصل وسُمي بداء الملوك; لأنه يحدث احياناً نتيجة تناول بعض اصناف الطعام الباهظة الثمن كالكبد والكلية والنخاع والقلب والمعجنات والأسماك الدهنية الصغيرة والساردين ، ويصيب المرض الرجال بعد سن الأربعين ، والنساء اللواتي تجاوزن سن اليأس ، ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية : ص 91 ).
(4) العجم : النوى وكل ما كان فى جوف مأكول ، ( الصحاح ـ عجم ـ ج 5 ص 1980 ). العجم بفتح العين والجيم : النوى ، ( نهاية ابن الأثير ).
  العجم : نوى كل شيء من تمر ونبق ، ( تاج العروس حرف العين ).
  عجم الزبيب : حبه وكذا عجم العنب والتمر والرمان ونحوه، ( المعرَّب ).

 الغذاء دواء  ـ 95 ـ

  فكلوها ، فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( كلوا التين الرطبَ واليابس ، فإنه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النقرس والإِبْردة (1) ) (2).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من أحب أن يرق قلبه فليُدمِن أكل البلس ) (3) (4).

*************************************************************
(1) الإبْرِدة بالكسر : علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة ، تفتّر عن الجماع ( الصحاح : ج 2 ، ص 446 ).
(2) مكارم الأخلاق : ج 1 ص 376 و 377.
(3) قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : قال الجوهري : ( البَلَس ) بالتحريك شيء يشبه التين يكثر باليمن ، وفي القاموس : ثمر كالتين ، والتين نفسه ، وفي النهاية : فيه ( من أحب ان يرق قلبه فليدم أكل البلس ) هو بفتح الباء واللام : التين ، قيل : هو شيء باليمن يشبه التين ، وقيل : هو العدس ، وقيل : البلس ، مضموم الباء واللام ، ومنه حديث ابن جريج قال : سألت عطاء عن صدقة الحبِّ ، فقال : فيه كله الصدقة ، فذكر الذرَّة ، والدُّخن ، والبلس ، والجلجلان ، وقد يقال فيه : ( البلسن ) بزيادة النون.
  وأقول : كأن المراد هنا العدس; لورود هذا المضمون فيه بروايات كثيرة ، ولا يبعد ان يكون مكانه ( البلسن ).
  قال في القاموس : البسلن بالضم العدس ، وحبٌ آخر يشبهه ( بحار الأنوار : ج 66 ، ص 186 ).
(4) غريب الحديث لابن قتيبة ج 2 ، ص 303 ، ومكارم الأخلاق : ج 1 ، ص 376 حديث 1253 ، وفيه ( فى الحديث : من أراد ان يرق قلبه فليدمن أكل البلس وهو التين ) ، بحار الأنوار ج 66 ، ص 187 حديث 7 نقلاً عن الفردوس بمأثور الخطاب ، وزاد في آخره ( يعني التين ) وص 186 حديث 6.

 الغذاء دواء  ـ 96 ـ

  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( كلوا التين فإن على كل ناحية منه بسم الله القوي ) (1).
  قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( أكل التين يلين السدد وهو نافع لرياح القولنج فأكثروا منه بالنهار وكلوه بالليل ولا تكثروا منه ) (2).
  قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن التين يذهب بالبخر (3) ويشد العظم ويثبت الشعر (4) ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إِلى دواء ) (5).
  وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( أكل التين يقمل (6) الجسد (7) إذا أُدمِن عليه ) (8).
  قال القليوبي : ( القولنج : ينفع فيه أكل التين كثيراً مع مثله من شراب (9)

*************************************************************
(1) بحار الانوار : ج 66 ص 187.
(2) بحار الانوار : ج 66 ص 186 ، حديث 3 ، وطب الأئمة لابني بسطام : ص 137.
(3) البخر : ريح كريه من الفم ( المحيط في اللغة : ج 4 ، ص 337 ) ، والبخر فعل البخار من كل ما يسطع.
  البخر : هو عبارة عن تغير رائحة البدن بسبب تعفن الخلط وهو صفة لازمة لكل ذي معدة ولفائف وانما تختلف مصابه; وأشد الناس به بلاء من اندفع من فمه أو أنفه وهو مرض مادته فساد الخلط وسببه الحرارة قوة وضعفاً وصورته تكثف البخار والدخان عن لزوجات،( تذكرة أُولي الألباب : ج 2 ص 38 ).
(4) وفي نسخة : ( وينبت الشعر ).
(5) طب الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ص 66 ، ومكارم الأخلاق : ج 1 ، ص 376 ، حديث 1252 ، مسند عن الإمام الرضا ، وليس فيه ( ويثبت الشعر ).
(6) قمل الثوب أو الرأس : كثر فيه القمل ، والقملة : حشرة تتولد على البدن عند دفعه العفونة إِلى لخارج ( جمعه ) القملُ.
(7) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ألا وإن في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد وإذا فسُدَت فسُدَ الجسد كله ).
(8) الرسالة الذهبية : ص 29.
(9) الشراب : بفتح الشين : كل مائع رقيق يندفع الى الجوف من غير مضغ.
الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إِذا طُبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام مثل السكنجبين وشراب التفاح، ( اقراباذين ).

 الغذاء دواء  ـ 97 ـ

  اليقطين أو شرب المحلب مع العسل (1) بالماء سبعة أيام أو من الكمون المحمص.
  فائدة :
  ( قد قالوا : ان من المجرَّب أن رماد خشب التين إِذا نثر في البساتين أو على الزروع أو الأراضي قتل الدود فيها ) (2).
  ( قال جالينوس : التين اليابس قوته حارة في الدرجة الأُولى (3) عند انقضائها وفي الثانية عند مبدئها وله لطافة.
  وإِن الماء الذي يطبخ فيه التين طبخاً كثيراً فإنه يصير شبيهاً بالعسل في قوامه وقوته معاً.
  وأما التين الطري الذي يؤكل فقوّته ضعيفة بسبب ما يخالطه من الرطوبة والنوعان جميعاً من التين أعني الرَّطِب واليابس يطلقان البطن.
  وأما قضبان شجرة التين فلها من الحرارة ولطافة المزاج ما يبلغ بها إلى أنها إِذا طبخت مع لحم البقر الصلب هرأته.
  قال ديسقور يدوس : ما كان من التين طرياً نضيجاً فإنه رديء للمعدة (4) يسهل

*************************************************************
(1) ( يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاء للناس ) سورة النحل : الآية 69.
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من شرب العسل في كل شهر مرة يريد به ما جاء في القرآن عُوفي من سبعة وسبعين داء ).
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما استشفي مريض بمثل العسل ) ، ( المحاسن : ج 2 ص 300 ).
(2) تذكرة القليوبي في الطب والحكمة.
(3) راجع درجات الادوية في حرف الدال.
(4) المعدة : هي حوض البدن وكل عرق يدلي إِليها والصحة مبنية عليها ، لأن صحة الأعضاء منوطة بصحة المزاج ، ( تذكرة أُولي الالباب ).

 الغذاء دواء  ـ 98 ـ

  البطن ، فإذا أسهل كان إسهاله هين الانقطاع ويجلب العرق ويقطع العطش ويسكن الحرارة واليابس منه مغذ مسخن معطش مشذخ ملين للبطن ليس بموافق لسيلان المواد إِلى المعدة والأمعاء .
  ويوافق الحلق (1) وقصبة الرئة (2) ، والمثانة (3) ، والكلى ومن به ربو (4) ، والذين تغيرت ألوانهم من أمراض مزمنة والذين يصرعون (5) والمجانين.
  واذا طُبخ بالزوفا وشرب طبيخه نقى الفضول (6) من الصدر.
  وقد يوافق السعال المزمن (7) والأوجاع المزمنة العارضة للرئة.
  وإِذا تغرغر (8) بطبيخه وافق الأورام الحارة العارضة في قصبة الرئة والعضل

*************************************************************
(1) الحلق : مساغ الطعام والشراب من المرىء ومخرج النفس من الحلقوم ، وموضع الذبح وهو أيضاً من الحلق وجمعه حلوق، ( تهذيب اللغة ج 4 ، ص 58 ).
(2) قصبة الرئة : هي الحلقوم وهي مجرى النفس، ( مفتاح الطب ).
(3) المثانة : مستقر البول من الحيوان موضعها في الرجال فوق المعى ومن النساء موضع الولد، ( معارف الأعلمى ).
(4) الربو : تواتر النفس من خلط غليظ لزج يملأ قصبة الرئة كالحال في نفس من يعدو عدواً شديداً، ( مفتاح الطب ).
الربو : بتشديد الراء وفتحها وسكون الباء : داء نوبي تضيق فيه شعيبات الرئة فيعسر التنفس، ( المعجم الوسيط ).
الربو : اشتغال قصبة الرئة بمواد تعاوق المجرى الطبيعي، ( تذكرة أُولي الألباب ).
(5) الصرع : أن يكون الإنسان يخر ساقطاً ويلتوي ويضطرب ويفقد العقل، ( مفتاح الطب ).
[ لعدة ثوان ثم يفيق ].
(6) الفضول : ما زاد عن حاجة البدن من رطوبات ومواد فاسدة يحدث بقاؤها مضرة ، فيلزم لذلك صرفها وقطع اسبابها، ( الأغذية والأدوية : باب تفسير الألفاظ الطبية ).
(7) الزمانة : العاهة وتعطيل القوى ( فقه اللغة ).
(8) الغرغرة : أن يجعل المشروب في الفم ويُردد إلى أصل الحلق ولا يُبلع. ( نهاية ابن الأثير ).
الغرغرة : ترديد الماء في أقصى الحلق دون بلعه.

 الغذاء دواء  ـ 99 ـ

  الذي على جنبتي اللسان.
  وقد يُطبخ معه دقيق شعير ويستعمل في ضماد الأوجاع مع حلبة أو حشيش الشعير.
  واذا طُبخ ودُقَّ وتُضِمدَ به حلل الجسا والخنازير والأورام العارضة في اُصول الاُذنين ويلين الدماميل.
  وإذا اُستعمل مع قشر الرمان أبرأَ الداحس (1).
  ولبن التين البري والبستاني يُجمِّد اللبن مثل الأنفحة ويُذيب الجامد مثل الخل ويقرح الأبدان ويفتح أفواه العروق.
  واذا شُربَ بلوز مسحوق أسهل البطن وليَّن صلابة الرحم.
  وقد يعمل منه ضماد نافع للمنقرسين إِذا خُلط به دقيق الحلبة.
  وإذا خلط بسويق جلا الجرب المتقرح والقوباء والكلف والبهق.
  وإذا طبخت الأغصان مع لحم البقر أنضجته سريعاً.
  والتين الفج (2) إِذا طبخ وتضمد به ليَّن العقد والخنازير.
  والتين الفج إِذا تضمد به بخل وملح ابرأَ القروح الرطبة التي تكون في الرأس والشرى.

*************************************************************
(1) الداحس : بثرة تظهر بين الظفر واللحم فينقلع منها الظفر ، وهو نوع من الورم في الانملة، ( المعجم الوسيط ).
  الداحس : ورم يعرض في أصل الظفر ، وربما نتأ منه اللحم، ( الأغذية والأدوية : باب تفسير الألفاظ الطبية ).
  الداخس : ورم يأخذ في الأظافر فيظهر عليها شديد الضربان وأصله من الدخس وهو ورم يكون في اُطرة حافر الدابة، ( فقه اللغة ص 165 ب 16 ، الفصل 9 ).
  الداخس : ورم ملتهب في أصول الأظافر، ( مفتاح الطب : 130 الفصل الخامس في الأمراض ).
(2) الفج بكسر الفاء : الشيء الذي لم ينضج مما ينبغي نضجه، ( معجم مقاييس اللغة ).

 الغذاء دواء  ـ 100 ـ

  قال ابن ماسويه : التين الرطب أقل حرارة ويبساً من اليابس وهو أحمد الفاكهة.
  ويجلو المثانة والكلى ويخرج ما فيها من الفضول وليس شيء من الفاكهة أغذى منه ، وهو أقل الفاكهة نفخاً (1).
  وينبغي أن يُجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فجاً إلا بعد نضجها.
  وهو جلاء للكبد (2) والطحال ، والرطب أحمد من اليابس ، والأبيض أصلح للأَكل من الأسود ، والأسود للأَدوية أحمدُ من الأبيض.
  قال الرازي : اليابس منه جيد للمبرودين ولوجع الظهر وتقطير البول ويسخن الكلى وينعظ ويخرج ما في الصدور والرئة ويلين البطن ويدفع الفضول المعفنة في المسام (3) حتى ان كثيراً ما يتولد في مُدمِن آكله القمل الكثير ، ولذلك ينبغي إذا أحدث فيه ذلك أن يدمن التعرق في الحمام ودلك البدن فيه بالبورق ودقيق الحمص ويبدل الثياب عن قريب.
  وإذا أُخذ بالجوز المقشر من قشره كان غذاء حميداً مُطلقاً للبطن كاسراً للرياح نافعاً لمن يعتاده القولنج ووجع الظهر والورك (4) وأجوده أنضجه وأحلاه وأعسله.
  وأما الفج الحشف (5) منه فإنه أكثر نفخاً وأعسر خروجاً من البطن.
  قال ابن البيطار : يقوي على حبس البول ويفتح مجاري الغذاء إذا أُكل على الريق (6)، وخاصة مع الجوز.

*************************************************************
(1) راجع انتفاخ المعدة والامعاء بالغازات في حرف النون.
(2) راجع الكبد في حرف الكاف.
(3) المسام : المنافذ التي يجري منها العرق ، ولا واحد لها من لفظها، ( مفتاح الطب ).
(4) الورك : ما فوق الفخذ، ( فقه اللغة ).
(5) حشف حشفاً : يبس وتقبَّضَ.
(6) الريق بالكسر : ماء الفم ، يقال إِني على الريق أي لم آكل ولم أشرب بعدُ شيئاً، ( دائرة معارف الأعلمى : ج 1 ص 145 )