01 Transitional//EN"> الغذاء دواء
  سنة 1791 م من تحليل للدموع ، حيث بيَّنا ان الدموع على اختلاف انواعها وسواء كانت عاطفية المنشأ أو سببها مهيجات العين ، تحتوي على ملح الطعام المعروف كيمياوياً بكلوريد الصوديوم ، إِضافة إِلى املاح اُخرى مذابة في الماء.
  وفى سنة 1957 م : استطاع الامريكي روبرت برونيش بعد سلسلة من التحليلات الكيمياوية في المختبر ان يجد بعض الفروق بين الدموع العاطفية والدموع التى تسببها مهيجات العين ، حيث بيَّن ان الدموع العاطفية تكون اكثر غزارة وأكبر حجماً من الدموع التي تسببها المهيجات والالتهابات إِضافة إِلى احتواء الاُولى على تركيزات عالية في البروتين ، ولكن هذه الدراسة ما لبثت ان عورضت من قبل العالم الفنلندي اولف كراور سنة 1959 م الذي اثبت عدم وجود اي فروق بين طبيعة الدموع في الحالتين.
  اما احدث الدراسات في هذا المجال : فهي ما يقوم بها مجموعة من الباحثين الامريكان في مستشفى بول رامزي في ولاية مينسوتا وعلى رأسهم العالم وليم فراي ، وقد استقدم عدد من المتطوعين بلغ المئة متطوع لغرض الخضوع للتجارب ، وقد تكبد العلماء مصاعب كثيرة وهم يحاولون ابكاء المتطوعين لأخذ عينات من دموعهم ، مرة لأسباب عاطفية وذلك عن طريق مشاهدة افلام عاطفية محزنة (1) جداً ، ومرة أُخرى يجعلهم يقشرون البصل ، كما تم جمع عينات من دموع الفرح ايضاً ، وذلك بعد اضحاك المتطوعين.
  ومن المفارقات التي جعلت هذه الدراسة غاية في الصعوبة ، عدم بكاء العديد من المتطوعين لعلمه المسبق بأَنه يقوم بتجربة مختبرية بحتة ، وكذلك قلة حجم

*************************************************************
(1)
الحُزنُ يُقْلِقُ والتَجَمُّلُ يُرْدَعُ      والدّمعُ  بينهُما عَصِيُّ iiطَيِّعُ
يتنازعان دُمُوعَ عَينِ iiمُسَهَّد      هذا يَجيءُ بها وهذا iiيَرْجِعُ
( ديوان المتنبي ص 381 ).
 الغذاء دواء ـ 177 ـ

  العينات ، ولكن عرض فلمين يرويان قصتين واقعيتين ، الاول عن بطل رياضي يموت نتيجة إِصابته بالسرطان ، والآخر عن مأساة عائلة متشردة لا تجد بيتاً لتعيش فيه جعل اكثر المتطوعين يجهشون في البكاء.
  وقد اكدت نتائج هذه الدراسة ما توصل إِليه العالم برويش حول زيادة تركيز البروتين في دموع الحزن عنه في الدموع التي تسببها مهيجات العين كما توصل علماء آخرون إِلى ان الضغط النفسي يؤدي إِلى إِفراز مجموعة من المواد مثل هرمون النمو وبيتا اندوفين ( مادة مهدئة للآلام ) ، كما ظهر بأن للحالة العاطفية اثراً في إِفراز نوع المادة إِلى الدم ، فالغضب الظاهر مثلاً يؤدي إِلى إِفراز الكاتيكولامين من الجهاز العصبي ، والغضب المكبوت يؤدي إِلى إِفراز الادرينالين إِلى الدم.
  وفى تجارب أُجريب في الاتحاد السوفيتي تأكد وجود تراكيز كبيرة من مادة الكاتيكولامين في الدموع ، إِضافة إِلى مواد كيمياوية أُخرى تؤثرالعاطفة وطبيعة المزاج ، يجري البحث لمعرفة طبيعتها.
  ومن كل ما تقدم ، فقد بات من المؤكد بأَن الدموع هي المتنفس الطبيعي للأحزان والضيق النفسي وليس اسلم من اطلاق العنان لهذا المتنفس الطبيعي عن طريق البكاء لإِزالة الضغوط النفسية ومواجهة الازمات ، ومن المعروف بأن الرجال يمنعون دموعهم عادة اكثر من النساء (1) ، لذلك نراهم اكثر عرضة للإصابة بالامراض

*************************************************************
(1)
تـطاول هـذا الـليل فالعين iiتدمع      وأرَّقـني  حـزن لـقلبي iiمُـوجع
فـبتُ  أُقـاسي الليل ارعى نجومه      وبـات فـؤادي بـالجوى يـتقطع
إِذا  غـاب مـنها كوكب في iiمغيبه      لـمحت  بـعيني كوكباً حين iiيطلع
إِذا  مـا تـذكرت الـذي كان iiبيننا      وجـدت  فـؤادي حـسرة iiيتصدع
وكــل  حـبيب ذاكـر iiلـحبيبه      يـرجى  لـقاه كـل يـوم iiويطمع
فذا العرش فَرِّج ماترى من صبابتي      فـأنت الـذي يـدعو العباد iiفيَسمع
دعـوتك  في السراء والضر iiدعوة      عـلى حـاجة بين الشراسيف تلذع
  ( هذا الشعر لإِمرأة في دمشق فقدت وليَّها بظلم من عبد الملك بن مروان ).
 الغذاء دواء ـ 178 ـ

  العصبية، ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية ص 72 ـ 75 ).
  كبت الدموع يؤدي إِلى إِصابتك بالصداع :
  تشير احدث الدراسات التي اُجريت في معامل الابحاث النفسية في ولاية ( نيسوتا ) إِلى ان ذرف الدموع (1) ليس دليلاً على الضعف أو عدم النضج ، ولكنها على العكس ، تعتبر أسلم طريقة لتحسين حالة الصحة ، من حيث التخلص من المواد الكيماوية المرتبطة بالتوتر ، والموجودة بالجسم ، كما أنها تساعد على إِرخاء العضلات.
  كما تبين أن البكاء (2) أُسلوب طبيعي لإِزالة تأثير المواد الضارة من الجسم ، تماما مثل إِفراز العرق ... فيقول د . ( وليام فراى ) مدير المعمل : ان الإِنسان عندما يكون تعيساً أو قلقاً ، فإِنه يفرز كمية من الكيماويات الحيوية ، والدموع تساعد على

*************************************************************
(1) الدموع تريح الجسم : اثبتت الدراسات العلمية من خلال إِحصاءات ان بين كل 41 مريضاً بالقرحة المعوية يوجد 33 شخصاً على الاقل اُصيبوا بهذا المرض نتيجة لكبت مشاعرهم بالحزن ، وعدم التخلص منها عن طريق الدموع ، فاختزنوها في انفسهم ، مما ادى إِلى إِصابتهم بالقرحة في معدتهم .
كما تبين ان الذين يشعرون برغبة في البكاء ، ويقاومون هذه الرغبة لسبب أو لآخر ، يعانون من اضطرابات عاطفية خطيرة ، من هنا فالبكاء ليس ضرورة فسيولوجية فحسب ، بل هو ايضاً ضرورة سيكلوجية في الوقت نفسه ، ( ثبت علمياً ص 40 ).
(2)
الا يـاحمامات العراق iiاعنني      على شجني وابكين مثل بكائيا
( قيس بن المُلَوَّح )
 الغذاء دواء ـ 179 ـ

  التخلص منها.
  ويؤكد العلماء المتخصصون أن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب ، ويعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين ... وعند الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إِلى طبيعتها ، وتسترخي العضلات ، وتحدث حالة شعور بالراحة ، وتكون النظرة إِلى الاُمور والمشاكل التي تؤرق الشخص اكثر وضوحاً.
  أما كبت الدموع فيؤدي إِلى الإِحساس بالضغط والتوتر ... كما أنه يمكن ان يؤدي إِلى الإِصابة ببعض الامراض ، مثل الصداع ... ( وقد أثبت أحد الاطباء العالميين من خلال تحليل دموع البشر إِلى ان الدموع تحتوي على مواد كيميائية مسكنة للألم يفرزها المخ عندما يبكي ) (1).
  وأظهرت الدراسات التي قام بها الباحثون في المعمل ... أن المرضى الذين يعانون من أمراض لها علاقة بالتوتر النفسي ـ مثل القرحة (2) ـ يبكون اقل من الأشخاص الاصحاء، ( ثبت علمياً ص 136 ).
  جواز دموع الاحزان
  جاء في عمدة القارئ : ج 4 ص 87 ، انه : اخرج النسائي وابن ماجة عن ابي هريرة انه قال :
  مات ميت من آل الرسول صلى الله عليه [ واله ] وسلم ، فاجتمع النساء تبكي عليه ، فقام عمر ينهاهن ويطردهن فقال صلى الله عليه [ واله ] وسلم : ( دعهن يا عمر ،

*************************************************************
(1) مجلة المصور الصادرة في 30 / 3 / 1984 م.
(2) القرحة : كل إصابة مرضية لا يغطيها الجلد أو الغشاء المخاطي ، وأشهر أنواعها : الهضمية بالمعدة أو بالاثني عشري وقيل القرح : ثلم في الجلد ، والقرحة مشبَّهة بذلك ، وقيل التقريح : عبارة عن التآكل.
 الغذاء دواء ـ 180 ـ

  فإِن العين دامعة ، والقلب مصاب والعهد قريب ).
  وعند وفاة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : بكت النساء فضربهن عمر بسوطه ، فنهاه رسول الله ، كما جاءَ في مسند احمد ج 1 ص 237 ، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 191 ، ومسند ابي داود الطيالسي ص 351 ، والاستيعاب ج 2 ص 482 ، ومجمع الزوائد ج 3 ص 17 ، وكان رسول الله يمسح دموع ابنته فاطمة.
  وقال عمر : إِن الميت يُعذَّب بالبكاء ، وكذَّبته عائشة حيث اخرجه الحاكم في مستدركه ج 1 ص 381 ، فقد قالت عائشة : والله ما قال رسول الله إِنَّ الميت يُعذَّب ببكاء احد ، ولكنه صلى الله عليه [ واله ] وسلم قال : ( إِنَّ الكافر يزيده عند الله بكاء اهله عذاباً شديداً ، وإِنَّ الله هو اضحك وأَبكى ( ولا تزر وازرة وزر اُخرى ).
  وكان رسول الله يبكي ولده العزيز إِبراهيم ويقول : ( العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنابك يا إبراهيم لمحزونون )، راجع : سنن ابي داود : ج 3 ص 58 ، وابن ماجة : ج 1 ص 42 ، وهو صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ينعى جعفراً ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة وعيناه تدمعان ، راجع : صحيح البخارى كتاب المناقب في علامات النبوة وسنن البيهقي : ج 4 ص 70 ، وهو صلى الله عليه [ وآله ] وسلم زار قبر أُمه وبكى ، وأبكى عليها ، وراجع : سنن البيهقى ج 4 ص 70 ، وتاريخ بغداد ج 7 ص 289.
  قال الإِمام الصادق ( عليه السلام ) : يازرارة إن السماء بكت على الحسين اربعين صباحاً بالدم وإن الارض بكت اربعين صباحاً بالسواد وإِنَّ الشمس بكت اربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، وإِنَّ الجبال تقطَّعت وانتثرت ، وإِن البحار تفجرت ، وإِن الملائكة بكت اربعين صباحاً على الحسين ، وما اختضبت منا إِمرأَة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا رأس عُبيد الله بن زياد لعنه الله ولا زلنا في عبرة بعده ، وكان جدى إِذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته وحتى يبكى لبكائه رحمة له من رآه وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من
 الغذاء دواء ـ 181 ـ

  الملائكة ولقد خرجت نفسه ( عليه السلام ) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها ، ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية لعنهم الله فشهقت جهنم شهقة لولا ان الله حبسها بخُزّنها لأحرقت مَن على الارض من فورها ، ولو يؤذن لها : لما بقي شيء إِلاّ ابتلعته ولكنها مأمورة مصفودة ولقد عتت على الخزّان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت ، وإنها لتبكيه وتندبه ، وانها لتتلظّى على قاتله ولولا مَن على الأرض من حجج الله لنقضت الارض واكفأت ما عليها ، وماتكثر الزلازل إِلا عن اقتراب الساعة وما عين احب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ، وما من باك يبكيه إِلاّ وقد وصل فاطمة ( عليها السلام ) (1) وأسعدها عليه ووصل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وادّى حقّنا وما من عبد يُحشر إِلا وعينه باكية إلاّ الباكين على جدّي فإِنه يُحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور على وجهه ، والخلق في فزع وهم آمنون ، والخلق يُعرضون وهم حُدّاث الحسين تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب ، يقال لهم اُدخلوا الجنة ، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وإِنَّ الحور لترسل إِليهم إِنّا قد اشتقنا كم مع الولدان المخلّدين فما يرفعون رؤوسهم إِليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة فيقولون : الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبر وأهوال يوم القيامة ونجّانامما كنا نخاف ويؤتى بالمراكب والرحال على النجائب فيستوون عليهاوهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا إِلى منازلهم، ( بحار الانوار ج 45 ص 206 حديث 13 ).
  قال تعالى : ( فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ) سورة الدخان الآية 28.
  مر رجل على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) [ وكان ] عدو لله ولرسوله فقال [ ذلك العدو ] :

*************************************************************
(1) راجع كتاب من حياة الخليفة عمر بن الخطاب الطبعة السابعة 10/5/2002 م وراجع كتاب مع رجال الفكر في القاهرة الطبعة الرابعة 1998 مـ 1418 هـ. وراجع محاكمات الخلفاء وأتباعهم 1421 هـ ـ 2001 م.
 الغذاء دواء ـ 182 ـ

  ( وما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ) ثم مر الحسين بن على ( عليهما السلام ) فقال : امير المؤمنين : لكن هذا ليبكين عليه السماء والارض ، وقال : وما بكت السماء والارض إِلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهم السلام.
  قال الباقر ( عليه السلام ) : كان علي بن ا لحسين ( عليه السلام ) يقول ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) دمعة حتى تسيل على خده بوَّأَه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها احقاباً ، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى تسيل على خده لأَذى مسَّنا من عدونا في الدنيا بوأَه الله مَبْوَأ صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسَّه اذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة (1) ما أُذي فينا صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.
  قال الصادق ( عليه السلام ) : مَن ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ، ( تفسير القمي ج 2 ص 291 و 292 ).
  الدهون
  إِن الدهون هي عبارة عن مركبات كيماوية عضوية يدخل في تركيبها الفحم والهيدروجين والاُكسجين (2) ، وهى تتكون من عدد من الاحماض الدسمة ، أما اختلاف قوامها ، فمرده اختلاف تشكيلة تركيبها من هذه الاحماض ، وهي تصنف في مجموعتين :
  1 ـ مجموعة الدهون الحيوانية المنشأ : وهى تشتمل على دهون وشحوم

*************************************************************
(1) المضاضة : الشدة
(2) الاُكسجين : غاز يكون في الهواء وهو ضروري للحياة ، نتنفس الاكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام، ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ).
 الغذاء دواء ـ 183 ـ

  الحيوانات ذات القوام الصلب ، ودهن الحليب ذي القوام شبه الصلب ، وهى جميعاً مكونة من الاحماض الدسمة المشبعة وشبه المشبعة بالهيدروجين.
  2 ـ مجموعة الدهون النباتية المنشأ : وهى تشتمل على الزيوت المستخرجة من بعض البقول (1) والبذور كفول الصويا والفول السوداني والسمسم وأَجنة الذرة وبذور عباد الشمس والعصفر والقطن وثمار الزيتون وجوز الهند وبقية أشجار النخيل وغيرها ، وهي جميعاً وباستثناء زيت جوز الهند مكونة من أحماض دسمة متعددة غير مشبعة بالهيدروجين.
  والزيوت جميعاً ، ونتيجة لكونها سائلة القوام ، أسهل هضماً من الدهون الصلبة ، لانها توفر على الجسم عملية تحويلها الى مواد سائلة ، وهي المرحلة الاُولى من مراحل عملية هضم المواد الصلبة وشبه الصلبة.
  والدهون بشقيها الحيواني والنباتي ، تقوم بتزويد اجسام الافراد بالطاقة ، وهى تعتبر من مصادر الطاقة الكثيفة لأَن ما يتولد عن احتراق كل غرام واحد منها من طاقة هو/ 9 / سعرات أو كيلوكالورى ، ( أى بما يزيد عن ضعف مايتولد عن احتراق بقية العناصر الغذائية القابلة للاحتراق ( كاربوهيدرات وبروتينات (2) ) ) من طاقة.
  كما تقوم الدهون ، بشقيها النباتي والحيواني بتزويد اجسام الأفراد بالفيتامينات (3) الذوابة بالدهون ، نتيجة لعدم وجودها بشكلها النهائي ( ريتينول ) وبحسب هذه الخاصية إلا فيها.
  فى حين تقوم الزيوت النباتية بتزويد اجسام الافراد ـ إِضافة لذلك ـ

*************************************************************
(1) البقل : ما أنبتَتْه الارض من الخُضر ، والمواد اطايبه التي تؤكل ( البيضاوي ).
(2) البروتين : واحد من ثلاثة مصادر رئيسية للسعرات الحرارية في الغذاء يجهز البروتين الجسم بالمواد اللازمة لبناء خلايا الدم ، انسجة الجسم ، الهرمونات ، العضلات وغيرها ، وهو يوجد في اللحوم ، البيض ، الحليب وبعض الخضار والنشا ( مرض السكر ص 541 ).
(3) راجع الفيتامينات في الجزء الثالث والخامس بحرف الفاء.
 الغذاء دواء ـ 184 ـ

  بالاحماض الدسمة الجوهرية ، التى كان يطلق عليها فيما مضى اسم فيتامين ( ف ) واسماء أُخرى لعدم وجود هذه الاحماض إِلا في الزيوت النباتية.
  والدهون (1) بنوعيها تمكث في المعدة مدة طويلة بسبب عسر هضمها مما يجعل منها مادة غذائية مشبعة لا يشعر المرء بعد تناول وجبة غنية بها بالجوع (2) السريع، ( الشفاء من كل داء ص 51 ).
  الدُّوَار
  ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اكل السداب ، ونام عليه ، أمِنَ من الدُّوَار (3) وذات الجنب (4) ( طب النبي ص 11 ، وبحار الانوار ج 62 ص 300 ).
  قال الانطاكي : الدوار : من امراض الرأس في الاصح وقيل من امراض الدماغ والاسم للصفة اللازمة لا لعين المرض.
  وصورته : تخيل الشخص أنه دائر بجملة اجزائه أو أن المكان دائر عليه.
  وفاعله : ما أُحتُبِس.

*************************************************************
(1) الدهون : إِنها المصدر الاكثر تركيزاً للسعرات الحراية في الغذاء ، وتوجد الدهون المشبعة في المنتجات الحيوانية بالدرجة الاُولى ، والدهون غير المشبعة توجدالمصادر النباتية ويمكنها ان تكون احادية عدم التشبّع مثل زيت الزيتون اومتعددة عدم التشبّع مثل زيت الذرة ، ويؤدي الافراط في تناول الدهون ـ خصوصاً المشبعة ـ الى رفع نسبة الكوليسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب ، والسكتة الدماغية، ( مرض السكر ص 537 ).
(2) راجع الجوع فى حرف الجيم.
(3) ويسمى : الدوخة.
(4) ذات الجنب : وجع تحت الاضلاع ناخس مع سعال وحمى ( فقه اللغة ص 163 ب 16 ، الفصل 8 ).
ذات الجنب والشوصة : هو ورم يعرض في الغشاء الذي البستْه الاضلاع وعضلها ويتبعها وجع ناخس من سعال وحمى، ( مفتاح الطب ص 126 ).
 الغذاء دواء ـ 185 ـ

  ومادته : الخلط والبخار.
  وغايته : فساد العقل والذهن.
  وسببه الخاص : بخار أو خلط أُحتبس في العروق أو التجاويف لغلظ أو تراكم ، او سبب خارج كضربة وكل من الخلط والبخار إن صح الهضم ولم يتغيَّر بشبع ولا جوع فأصلي في الدماغ ، وإلا فمن المعدة إِن ازداد بتناول مبخر وامتلاء ، ومن الكبد إن ثار بعد الهضم وإلا فمن إحتباس الرحم والحيض ، ( تذكرة اُولي الالباب ج 2 ص 99 ).
  ( بعض الدوار : أحد علامات فقر الدم )، ( طب الشفاء ص 121 ).
  ( الدوار : يرافق القبض ). ( شباب في الشيخوخة ص 232 ).
  ( الدوار : من الأعراض المرافقة لضغط الدم المتزايد في مرض تصلب الشرايين )، ( التداوي بالاعشاب ص 96 ).
  ( الدوار : من أحد علامات ديدان البطن )، ( إعجاز النباتات الدوائية ص 196 ).
  وله اسباب أُخرى كثيرة وبعد التأكد من السبب ممكن العلاج بما ذكره الأطباء بإِحدى هذه النباتات :
  ( التفاح لمرض زيادة ضغط الدم الناتج عن امتلاء الشرايين (1) )،( التداوي بالاعشاب ص 91 ).
  الملفوف (2) لفقر الدم : ( إِن الملفوف المسلوق مفيد جداً في حالات فقر الدم

*************************************************************
(1) ارتفاع الضغط الشرياني : يحدث عندما تصبح الأوعية الدموية أضيق من حالتها الطبيعية ، ويمكن تشبيهها تماماً بأنبوب الماء الكبير في البستان إِذا استبدلناه بأنبوب صغير على أن تمر فيه كمية الماء نفسها ، فتكون النتيجة أن يصبح ضغط على جدار الأنبوب الصغير أشد قوة مما كان على جدار الأنبوب الكبير.
(2) ويسمى الكرنب : ويسمى عند العراقيين لَهانَة.
 الغذاء دواء ـ 186 ـ

  وفساد الدم ) (1) ( يواضب المصاب بفقر الدم على شرب ماء الكرنب فإنه يشفى )، ( الصيدلية الشعبية ص 304 ).
  ( عصير الملفوف النيء (2) : إِذا اُخذ كل يوم ( على الريق ) بمعدل ملعقتين ثلاث ملاعق كبيرة ، فإِنه يُعطي مفعولاً واضحاً على التخلص من الدود ، ولا سيما بالنسبة لديدان حيات البطن )، ( الغذاء لا الدواء ص 219 ).
  ( إِن الدوارة المعروفة في مصر بالدوخة ينفعها شراب الورد على الريق )، ( تذكرة القليوبي في الطب والحكمة ).

*************************************************************
(1) الغذاء لا الدواء : ص 221.
(2) النيء : كل شيء شأنه ان يعالج بطبخ أو شي فلم ينضج ، يقال لحم نيء، ( المعجم الوسيط ).
 الغذاء دواء ـ 187 ـ

( حرف الراء )
  الرضاع
  ( فيجب على الاُم ارضاع اللباء (1) ) بكسر اللام ، وهو اول اللبن في النتاج ، قاله الجوهري ، وفي نهاية ابن الاثير : هو اول ما ، يحلب عند الولادة، ولم أقف على تحديد مقدار ما يجب منه (2) وربما قيده بعض بثلاثة ايام، وظاهر ما نقلناه عن أهل اللغة أنه حَلبة واحدة.
  وإِنما وجب عليها ذلك ، لأن الولد لا يعيش بدونه ، ومع ذلك (3) لا يجب عليها التبرع به ، بل ( باُجرة على الاب إِن لم يكن للولد مال ) ، وإِلا ففي ماله ، جمعاً بين الحقين (4) ، ولا منافاة بين وجوب الفعل ، واستحقاق عوضة كبذل المال في

*************************************************************
(1) من إِضافة المصدر إِلى مفعوله الثاني. والمفعول الاول محذوف اي إِرضاع الاُم الطفل اللباء.
(2) اي من ارضاع اللباء.
(3) اي ومع ان الولد لا يعيش بدون اللباء.
(4) تعليل لوجوب إِرضاع اللباء لا تبرعاً بل باُجرة. كما يوضحه ( الشارح ) رحمه الله بقوله : ولا منافاة ... الخ
والمراد من الحقين : وجوب ارضاع اللباء. واستحقاق الاُم العوض والاُجرة.
 الغذاء دواء ـ 188 ـ

  المخمصة (1) للمحتاج، وبذلك (2) يظهر ضعف ما قيل (3) بعدم استحقاقها (4) الاُجرة عليه ، لوجوبه عليها (5) لما (6) علم من عدم جواز اخذ الاُجرة على العمل الواجب.
  والفرق (7) ان الممنوع من اخذ اجرته هو نفس العمل ، لا عين المال الذي يجب بذله ، واللباء من قبيل الثاني ، لا الاول (8) نعم يجيء على هذا (9) انها لا تستحق اجرة على إِيصاله إِلى فمه ، لانه عمل واجب وربما مُنع من كونه لا يعيش بدونه. فينقدح حينئذ عدم الوجوب (10) والعلاّمة قطع في القواعد بكونه لا يعيش بدونه ، وقيّده بعضهم بالغالب (11) وهو أولى (12).

*************************************************************
(1) اي المجاعة، فإنه يجب على القادر إِغاثة المحتاج ، لكن لا تبرعاً بل في مقابل عوضه.
(2) اي وبما ذكرنا ( من عدم المنافاة بين وجوب اللباء ، واستحقاق عوضه )
(3) القائل بعدم استحقاق الاُم الاُجرة على اللباء ( الشيخ المقداد ).
(4) اي الاُم.
(5) اي لوجوب ارضاع اللباء على الاُم.
(6) دليل القائل بعدم استحقاق الاُم الاُجرة ببيان ان ارضاع اللباء على الاُم واجب ، وكل ماكان واجباً يحرم اخذ الاجرة عليه ، فاللباء مما يحرم اخذ الاجرة عليه كبقية الواجبات الدينية.
(7) رد على استدلال القائل بعدم استحقاق الاُم الاجرة.
وخلاصته : أن القدر المُسلَّم من حرمة اخذ الاُجرة على الواجب هو اخذ الاجرة على عمل واجب ، لا أخذ العوض عن مال يجب بذله.
(8) حيث إن اللباء عين مال تبذله الاُم، إذن فإطلاق الاُجرة عليه حينئذ يكون مجازاً ، لانه عوض عن مال ، لا اجرة علة عمل.
(9) اي على هذا الوجه من حرمه اخذ الاجرة على العمل الواجب.
(10) فإِنه حينئذ لا تتوقف حياة الطفل على اللباء. فلا يجب بذله لذلك.
(11) اي قيد بعض الفقهاء ( رضوان الله عليهم ) عدم تعيش الطفل ـ إِذا لم يشرب اللباء ـ : ( بالغالب ) لأن الاطفال لا يعيشون غالبا إِذا لم يشربوا هذه المادة.
(12) اي التقييد بالغالب هو الاولى ، نظراً إِلى طبيعة الاطفال الغالبة.فقد يعيش بعضهم بدونه ، ولكنه شاذ وربّما يؤثر ذلك نقصاً في طبعه وإِليك تفصيل ذلك عن النظرة الطبية الحديثة مأَخوذة عن مستندات وثيقة : ـ
( اللباء ) COLOSTRUM في غضون الأشهر الثلاثة الاخيرة من فترة الحمل تبدأ ثديا الاُم الحامل بالانتفاخ حيث تتكون في قنوات الثدي إِفرازات من مادة صفراء اللون صمغية القوام لها شبه كثيرة بعصير الليمون الحامض المركز أي ( ذو قوام ).
وبما أنها مائلة إِلى اللزوجة لذا تدعى هذه المادة عند الامهات ( بالصمغ ).
يبدأ الطفل الرضيع في اليوم الأول من ولادته بالغذاء على هذه المادة ، والتي تستمر بالإِفراز من ثديي الاُم لفترة قصيرة تتراوح بين اليومين الى اربعة ايام.
وأما صفات هذه المادة الطبيعية ، وتركيبها الكيمياوي فانها تكون اثقل من حليب الاُم من حيث الوزن النوعي حيث يتراوح بين 1060 ـ 1066 إِذا ما قارناه بحليب الاُم ، اوحليب الحيوانات اللبونة الاُخرى حيث يتراوح الوزن النوعي من 1025 ـ 1030.
وأما من حيث التفاعل الكيمياوي فإِنها ( قلوية ) اى من المواد الكيمياوية المسماة ( بالقواعد ) في مقابل ( الحوامض )، ولهذه المادة خاصية تغير لون ورق ( عبّاد الشمس ) من الاحمر إِلى الازرق.
وأما من حيث التركيب الكيمياوى فإنها تحتوي على نسب كثيرة تزيد على النسب الموجودة في الحليب الاعتيادى للاُم بأضعاف من ذلك كمادة الكلس الضرورية لبناء عظام الطفل. ومادة الحديد الضرورية لتكوين ( كريات الدم الحمراء ).
وكذلك تحتوي هذه المادة أي ( اللباء ) على ( مادة الفوسفور ، والصوديوم ، والپوتاسيوم ) التي تدخل في تركيب معظم المواد السائلة في جسم الطفل.
كما وان هذه المادة اي ( اللباء ) تحتوي على نسب كثيرة من مادة ( الپروتين ) اي ( الزلال ) ( والفيتامينات ) الذى يكون الجزء الاعظم من انسجة الجسم ، لذا تقوم هذه المادة مقام اساس البناء الذي ينمو عليه جسم الطفل في الايام الأُوَل من عمره ، وبدون هذه المادة يكون نمو الطفل متاخراً من الناحية الجسمية والعقلية.
هذا فضلا عن ان هذه المادة تحتوي على عناصر أُخرى اكتشفها ( علماء الطب ) وتسمى هذه العناصر ( بالعناصر المضادة للجسم ) وهو بدن الإِنسان، فقد خلق الله عز وجل فيه من ( الجراثيم والمكروبات ) لحكم ومصالح التي اُكتشفت في العصر الحاضر فجعل لهذه المادة خاصية وهي مقاومتها لتلك ( الميكروبات والجراثيم ).
ويعبر عن هذه المادة اي ( اللباء ) باللغة الانجليزية ( ANTIBODIES ) وأما وظيفة هذه العناصر الموجودة في مادة اللباء التي تقاوم الميكروبات المخلوقة في الجسم فتزويدها الطفل الرضيع المناعة ضد تلك الامراض المتولدة من تلك الجراثيم والميكروبات المخلوقة في البدن ، ومساعدته على مقاومتها ، والدفاع عنها بإيقاف فعالية تلك الميكروبات والجراثيم المولدة للامراض والتى تجعل الطفل الرضيع عرضة للتلف والهلاك.
وقد ثبت اخيراً لدى مشاهير الاطباء بالتجارب العلمية ، والاحصائيات الحياتية : أن الاطفال الذين يحرمون من تناول هذه المادة أي ( اللباء ) يكونون عرضة لمختلف انواع الامراض التي تقضي على حياتهم في الاشهر الأُوَل من عمرهم ، لذا نرى أن نسبة الوفيات بين الاطفال الذين يحرمون من هذه المادة في تلك الايام بعد الولادة كثيرة جداً.
وأما الذين يعيشون من دون تناول لهذه المادة فضعيفوا البنية ، ومتاخروا النمو من الناحية الجسمية والعقلية ، وعرضة لمختلف انواع الامراض ، نظراً لعدم استطاعتهم على المقاومة ، وحرمانهم من المناعة التي يكتسبونها من مادة ( اللباء ) المصادر : ( كتاب طب الاطفال ) للاستاذ ( والدونيلسن ) الامريكي.
( كتاب طب الاطفال ) للاستاذ ( الن مونكيريف ) البريطاني استاذ في ( جامعة لندن ).
وكتاب ( طب الاطفال ) للاستاذ ويلفريد شلدن البريطانى استاذ في ( جامعة لندن ). وكتاب ( فسلجة وظائف اعضاء الجسم للإِنسان ).
 الغذاء دواء ـ 190 ـ

  ( ويستحب للاُم ان ترضعه طول المدة المعتبرة في الرضاع ) وهي ( حولان كاملان لمن اراد أن يتم الرضاعة (1) ) فإن اراد (2) الاقتصار على اقل المجزي فاحد

*************************************************************
(1) الجملة مأخوذ من قوله تعالى : ( والولدات يُرضِعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة ) البقرة : الآية 232.
(2) التذكير باعتبار لفظ ( من ) في الآية الكريمة.
 الغذاء دواء ـ 191 ـ

  وعشرون شهراً ، ولا يجوز نقصانه عنها ، ويجوز الزيادة على الحولين شهراً وشهرين خاصة ، لكن لا تستحق المرضعة على الزائد اجرة.
  وإِنما كان إِرضاع الاُم مستحباً ، لأن لبنها اوفق بمزاجه ، لتغذيه به في الرحم دماً.
  ( والاجرة كما قلناه ) من كونها في مال الولد إِن كان له مال ، وإِلا فعلى الاب وإِن علا ، كما سيأتي مع يساره ، وإِلا فلا اجرة لها ، بل يجب عليها كما يجب عليها الانفاق عليه (1) لو كان الاب معسراً.
  ( ولها إِرضاعه ) حيث يستأجرها الاب ( بنفسها وبغيرها ) اذا لم يشترط عليها ارضاعه بنفسها ، كما في كل اجير مطلق (2) ( وهي اولى ) بإِرضاعة ولو بالاُجرة ( إِذا قنعت بما يقنع به الغير ) أو انقص ، أو تبرعت بطريق اولى فيهما (3) ( ولو طلبت زيادة ) عن غيرها ( جازللاب انتزاعه (4) منها وتسليمه إِلى الغير ) الذي يأخذ أنقص ، أو يتبرع، ويفهم من قوله : انتزاعه وتسليمه : سقوط حضانتها ايضاً ، وهو احد القولي، ووجهه (5) لزوم الحرج بالجمع بين كونه في يدها ، وتولي غيرها ارضاعُه ، ولظاهر رواية داود بن الحصين عن الصادق ( عليه السلام ) ( إن وَجَدَ الاب مَن يُرضعه باربعة دراهم وقالت الاُم : لا ارضعه إلا بخمسة دراهم فإِن له ان ينزعه منها (6) ).
  والاقوى بقاء الحضانة لها ، لعدم تلازمها (7) وحينئذ فتأتي المرضعة وترضعه

*************************************************************
(1) اي على الطفل.
(2) تقدم في الجزء الرابع من طبعتنا الحديثة ( كتاب الإِجارة ) ص 347 ـ 348
(3) اي في صورة القبول بالانقص ، والتبرع.
(4) اي اخذ الطفل منها.
(5) اي وجه سقوط حق حضانتها.
(6) الوسائل كتاب النكاح باب 81 الحديث 1.
(7) اي لعدم تلازم الحضانة والارضاع ، فيجوز ان تحضنه الاُم ، وترضعه غيرها.
 الغذاء دواء ـ 192 ـ

  عندها مع الإِمكان ، فإِن تعذر حمل الصبي إِلى المرضعة وقت الارضاع خاصة ، فإِن تعذر جميع ذلك اتجه سقوط حقها من الحضانة ، للحرج ، والضرر (1).
  وللمولى إِجبار امته على الارضاع لولدها وغيره ) (2) لأن منافعها مملوكه له فله التصرف فيها كيف شاء ، بخلاف الزوجة حرة كانت ام مملوكة لغيره ، معتادة لارضاع اولادها ام غير معتادة ، لانه لا يستحق بالزوجية منافعها وإِنما استحق الاستمتاع، ( الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ج 5 ص 452 ـ 458 ).
  الرمان
  قال تبارك وتعالى : ( فيها فاكهة ونخل ورمان ) الرحمن 68. ( وجنات من اعناب والزيتون والرمان ) الانعام 99.
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الفاكهة مئة وعشرون لوناً سيدها الرمان ( الكافى ج 6 ص 352 حديث 2 ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الرمان سيد الفاكهة ومن اكل رمانة اغضب شيطانه اربعين صباحاً، ( المحاسن ج 2 ص 359 حديث 2249 ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اكل رمانة حتى يستتمها نوَّرَ الله قلبه اربعين ليلة ، ( بحار الانوار ج 66 ص 165 حديث 50 مكارم الاخلاق ج 1 ص 371 حديث 1224 ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إِلا انارت القلب وأخرجت الشيطان اربعين يوماً.
  ( كنز العمال ج 14 ص 187 حديث 38319 ، وصحيفة الإِمام الرضا ص 106

*************************************************************
(1) وكلاهما منفيان لقوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) الحج : الآية 77، وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا ضرر ولا ضرر ).
(2) اي غير الولد.
 الغذاء دواء ـ 193 ـ

  حديث 57 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 371 حديث 1226 ، وفيهما ( اخرست الشيطان ) وبحار الأنوار ج 66 ص 154 حديث 1.
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمان بقشره ، فإِنه دباغ البطن.
  ( المحاسن ج 2 ص 356 حديث 2236 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 31 ).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمان بشحمه (1) ; فإِنه دباغ للمعدة ، وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلاّ انارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها اربعين صباحاً ، ( مكارم الاخلاق ج 1 ص 369 حديث 1217 ، والمحاسن ج 2 ص 355 حديث 2231 وفيه : ( وأمرضت شيطان وسوستها ) بدل : ( ونفت الشيطان والوسوسة عنها ) ، طب الائمة لا بني بسطام ص 136 ، وفيه : ( وفي كل حبة منها إِذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإِنارة للنفس ، ( بحار الانوار ج 66 ص 156 حديث 8 ).
  قال صعصعة بن صوحان : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو على العشاء فقال : ياصعصعة : اُدنُ فَكُل، فقلت : قد تعشيت ، وبين يديه نصف رمانة ، فكسرلي وناولني بعضه ، وقال : كُلهُ مع قشره ـ يريد مع شحمه ـ فإنه يَذهبُ بالحفر ، وبالبخر ، ويطيب النفس.
  ( المحاسن ج 2 ص 356 حديث 2237 ، وبحار الانوار ج 66 ص 161 حديث 32 ).
  قال الإمام علي ( عليه السلام ) : كلوا الرمان بشحمه; فإنه دباغ للمعدة.
  ( كنز العمال ج 14 ص 187 حديث 38322 ، وعيون الاخبار لابن قتيبة ج 3

*************************************************************
(1) قال ابن الاثير : شحم الرمان : ما في جوفه سوى الحَبّ ( النهاية ج 2 ص 449 ) ، وقال الفيروز آبادي : الشحم من الرمان : الرقيق الاصفر الذي بين ظهراني الحَبّ ( القاموس المحيط ج 4 ص 135 ).
 الغذاء دواء ـ 194 ـ

  ص 294 ، ومسند ابن حنبل ج 9 ص 72 حديث 23297 ، وبحار الانوار ج 66 ص 154 حديث 1 ، وتحف العقول ص 124 ، وعيون اخبار الرضا ج 2 ص 43 حديث 150 ).
  وقال ( عليه السلام ) : في كل حبة من الرمان إِذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإنارة لِلنَّفس ، وتُمرِضُ وَسواسَ الشيطان اربعين ليلة ، ( بحار الانوار ج 66 ص 156 حديث 8 والخصال ج 2 ص 636 حديث 10 ، وطب الائمة لابني بسطام ص 134 وفيه ( تقرض ) بدل ( تمرض ) و ( صباحاً ) بدل ( ليلة ) ).
  وقال ( عليه السلام ) : اربعة يَعدِلنَ الطبائع :
  الرمان السوراني والبسر (1) المطبوخ والبنفسج والهندباء.
  ( قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : مَن اكلَ رمانا عند منامه فهو آمِنٌ في نفسه إلى ان يُصبح، ( طب الائمة لابني بسطام ص 134 ، وبحار الانوار ج 66 ص 164 حديث 49 ).
  ( وقال ( عليه السلام ) : عليكم بالرمان; فإنه لم ياكله جائع إلاّ اجزأه ، ولا شبعان إلا أمرَأهُ ، ( الكافى ج 6 ص 352 حديث 1 ).
  وقال ( عليه السلام ) : مَن اكلَ الرمان طَرَدَ عنه شيطان الوسوسة.
  ( المحاسن ج 2 ص 359 حديث 2247 ، وبحار الانوار ج 66 ص 163 حديث 41 ).
  وقال ( عليه السلام ) : مَن اكل حبة من رمان امرضت شيطان الوسوسة اربعين يوماً.
  ( الكافى ج 6 ص 353 حديث 8 ، المحاسن ج 2 ص 356 حديث 2233 ، وفيه

*************************************************************
(1) البسر : تغيّر لون التمرة من الاخضر إِلى الاحمر أو الاصفر، ( نخلة التمر ص 405 ، وراجع كتاب النخل لابن سِيْدَة ).
 الغذاء دواء ـ 195 ـ

  ( صباحاً ) بدل ( يوماً )، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 28 ).
  قال زيد الشحام : كنت عند ابى عبد الله ( عليه السلام ) فدعا بالحجام ، فقال له : إغسل محاجمك وعلقها ، ودعا برمانة فأكلها ، فلمافرغ من الحجامة دعا برمانة أُخرى فأكلها ، وقال : هذا يُطفئُ المِرارَ، ( مكارم الاخلاق ج 1 ص 170 حديث 494 ، وبحار الانوار ج 62 ص 124 حديث 61 ).
  وقال ( عليه السلام ) : عليكم بالرمان الحلو فكلوه; فإنه ليست من حبة تقع في معدة مؤمن إلاّ ابادت داءً ، واطفأت شيطان الوسوسة عنه.
  ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 10 ، والمحاسن ج 2 ص 359 حديث 2246 ، وبحار الانوار ج 66 ص 163 حديث 41 ).
  قال الوليد بن صبيح : ذُكرَ الرمان الحلو عند الإمام الصادق ( عليه السلام ) فقال : المز اصلح للبطن. ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 14 ، والمحاسن ج 2 ص 356 حديث 2234 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 29 ).
  وقال ( عليه السلام ) : أكل الرمان مع شحمه يُذهب بالحفر والبخر (1) ويطيب النفس.
  وقال ( عليه السلام ) : اطعموا صبيانكم الرمان فإنه اسرع لشبابهم.
  وقال ( عليه السلام ) : كلوا الرمان بشحمه فإنه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 12 ، والمحاسن ج 2 ص 356 حديث 2232 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 27 ).
  وقال ( عليه السلام ) : مَن اكل رمانة على الريق ، انارت قلبه اربعين يوماً.
  ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 11 ، والمحاسن ج 2 ص 357 حديث 2240 ، وبحار الانوار ج 66 ص 161 حديث 35 ).
  وقال ( عليه السلام ) : كلوا الرمان المز بشحمه; فإنه دباغ للمعدة.

*************************************************************
(1) البخر : ريح كريه من الفم ، والبخر : فعل البخار من كل ما يسطع.
 الغذاء دواء ـ 196 ـ

  ( الكافي ج 6 ص 354 حديث 13 ، والمحاسن ج 2 ص 356 حديث 2235 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 30 ).
  قال الحارث بن المغيرة، شكوت إِلى ابي عبد الله ( عليه السلام ) ثقلاً اجده في فؤادي ، وكثرة التخمة من طعامي.
  فقال : تناول من هذا الرمان الحلو ، وكُلهُ بشحمه ، فإِنه يدبغ المعدة دبغاً ، ويشفي التخمة ، ويهضم الطعام ، ويُسَبِّح في الجوف.
  ( طب الائمة لا بني بسطام ص 134 ، وبحار الانوار ج 66 ص 164 حديث 49 ).
  قال الإِمام الكاظم ( عليه السلام ) : من اكل رمانة يوم الجمعة على الريق نوَّرت قلبه اربعين صباحاً; فإِن اكل رمانتين فثمانين يوماً ، فإن اكل ثلاثاً فمئة وعشرين يوماً وطردت عنه وسوسة الشيطان ، ومَن طُردت عنه وسوسة الشيطان لم يَعصِ الله عزوجل ، ومَن لم يعَصِ اللهَ ادخلهُ اللهُ الجنة، ( الكافى ج 6 ص 355 حديث 16 ، والمحاسن ج 2 ص 358 حديث 2244 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 370 حديث 1222 ، وبحار الانوار ج 66 ص 162 حديث 39 ).
  وعنه ( عليه السلام ) : مما اوصى به آدم ( عليه السلام ) هبة الله ان قال له :
  عليك بالرمان ، فإِنك إِن اكلته وأنت جائع اجزأكَ ، وإن اكلته وأنت شبعانُ أمرَأكَ، ( الكافى ج 2 ص 352 حديث 4 ، والمحاسن ج 2 ص 351 حديث 2213 ، وبحار الانوارج 66 ص 156 حديث 11 ).
  قال الإِمام الرضا ( عليه السلام ) : مُصَّ من الرمان الإمليسي (1) ، فإنه يقوي النفس ، ويحيي الدم، ( طب الإمام الرضا ص 61 ، وبحار الانوار ج 62 ص 320 ).

*************************************************************
(1) في بحار الانوار وبعض نسخ المصادر : ( المز ) بدل ( الإمليسي ) والمز من الرمان : ما كان طعمه بين حموضة وحلاوة ( لسان العرب ج 5 ص 409 ).  الغذاء دواء ـ 197 ـ

  قال الإمام العسكري : كل الرمان بعد الحجامة رماناً حلواً; فإنه يسكن الدم ويصفي الدم في الجوف، ( طب الأئمة لابني بسطام ص 59 ، وبحار الانوار ج 62 ص 123 حديث 52 ).
  وقال ( عليه السلام ) : شيئان صالحان لم يدخلا جوف واحد قط فاسداً إلاّ اصلحاه ، وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفاً قط صالحاً إلاّ افسداه.
  فالصالحان : الرمان والماء الفاتر (1).
  والفاسدان : الجبن والقديد.
  ( الكافى ج 6ص 314 حديث 5 ، والمحاسن ج 2 ص 253 حديث 1796 ، وامالى الطوسي ص 369 حديث 790 ، وبحار الانوارج 66 ص 64 حديث 32 وص 65 حديث 35 ).
  قال جالينوس : الرمان جميعه طعمه قابض ، ولكن الاكثر فيه لا محالة القبض ، وذلك لأن منه حامضاً ، ومنه حلو ومنه قابض فيجب ضرورة ان تكون منفعة كل نوع بحسب الطعم الغالب عليه.
  وحب الرمان اشد قبضاً من عصارته وأشد تجفيفاً.
  وقشوره اكثر في الامرين جميعاً من حبه.
  وجنبذ (2) الرمان الذي يتساقط عن الشجرة إِذا هو سقط عقد وردة اكثر من القشر في ذلك بكثير.
  قال ديسقوريدوس : الرمان كله جيد الكيموس (3) جيد للمعدة قليل الغذاء ،

*************************************************************
(1) الماء الفاتر : بين الحار والبارد، ( لسان العرب ج 5 ص 43 ).
(2) الجنبذ : الورد قبل ان ينفتح ، وخص به الجلنار، ( معجم النبات والزراعة ج 1 ص 258 ).
(3) الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن ، يقال هذا الطعام يولد كيموساً جيداً أو ردياً ، يراد به ما يولده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الرديء، ( مفتاح الطب : ص 163 الفصل 11 ).
 الغذاء دواء ـ 198 ـ

  والحلو منه اطيب طعماً من غيره من الرمان غير أنه يولّد حرارة ليست بكثيرة في المعدة ونفخاً; ولذلك لا يصلح للمحمومين ، والحامض ، انفع للمعدة الملتهبة وهو أكثر إِدراراً للبول من غيره من الرمان ، غير أنه ليس بطيب الطعم وهو قابض.
  وأما ما كان منه فيه مشابهة من طعم الخمر فإن قوته متوسطة.
  وحب الرمان الحامض إذا جُفِّف في الشمس ودق وذر على الطعام أو طُبخ معه منع الفضول (1) من أن تسيل إِلى المعدة والأمعاء ، وإذا أُنقع في ماء المطر وشُرِب نفع مَن كان ينفث الدم ، ويوافق إِذا استعمل في المياه التي يُجلس فيها لقرحة الأمعاء وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة.
  وعصارة حب الرمان وخاصة الحامض منه إِذا طُبخ وخُلط بالعسل كان نافعاً من القروح التي في الفم والقروح التي في المعدة ، والداحس (2) والقروح الخبيثة واللحم الزائد ووجع الآذان والقروح التي في باطن الأنف.
  والجلنار (3) قابض مجفف يشد اللثة ويلزق الجراحات بحرارتها ويصلح لكل ما يصلح له الرمان وقد يتمضمض بطبيخه للثة التي تدمي كثيراً والأسنان المتحركة ،

*************************************************************
(1) الفضول : ما زاد عن حاجة البدن من رطوبات ومواد فاسدة يحدث بقاؤها مضرة ، فيلزم لذلك صرفها وقطع أسبابها، الاغذية والادوية : باب تفسير الألفاظ الطبية ومافي معناها بحسب مفهوم الاقدمين.
(2) الداحس : بثرة تظهر بين الظفر واللحم فينقلع منها الظفر ، وهو نوع من الورم في الانملة، ( المعجم الوسيط ).
الداحس : ورم يعرض في أصل الظفر ، وربما نتأ منه اللحم، ( الأغذية والأدوية ).
الداحس : ورم يأخذ في الأظافر ويظهر عليها شديد الضربان وأصله من الدحس وهو ورم يكون في أطرة حافر الدابة، ( فقه اللغة ).
الداحس : ورم ملتهب في اُصول الأظافر، مفتاح الطب : ص 130 الفصل الخامس في الامراض.
(3) الجلنار : ورد الرمان، تذكرة أُولي الألباب.
 الغذاء دواء ـ 199 ـ

  وقد يهيأ منه لزوق للفتق (1) الذي يصير فيه الأمعاء إِلى الانثيين (2).
  وقد يزعم قوم ان من ابتلع ثلاث حبات صحاحاً من اصغر ما يكون من الجلنار لم يعرض له في تلك السنة رمد ، وقد تستخرج عصارة الجلنار كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطنداس.
  وقوة قشر الرمان قابضة توافق كل ما يوافقه الجلنار.
  وطبيخ اصل شجرة الرمان إِذا شرب قتل حب القرع وأخرجه.
  قال روفس : الرمان الحلو : ليس بسريع الهضم ، والحامض رديء للمعدة يجرد الامعاء ويكثر الدم.
  قال ابن سرانيون : الحلو والحامض إِن اعتصرا مع شحمهما وشُرب من عصيرهما مقدار نصف رطل (3) مع خمسة وعشرين درهماً (4) من السكر : أسهل البلغم والمرة الصفراء وقوى المعدة وأكثر ما يؤخذ منه من خمسة عشر أواقي مع خمسة عشر درهماً سكراً ، فإِن هذا يقارب الهليلج الأصفر.
  قال اسحاق بن عمران قوي على إحدار الرطوبات المُرِّية العفنة من المعدة وينفع من جميع حميات الغب (5) المتطاولة.

*************************************************************
(1) الفتق : إِنشقاق الصفاق ، وعلامته أن تكون بالإنسان نتوّ في مراق بطنه ، فإِذا هو استلقى ، وغمزه إِلى داخل ، غاب ، وإِذا هو استوى عاد، ( مفتاح الطب : 128 ).
(2) الاُنثيان : الخصيتان.
(3) الرطل : اثنا عشر اُوقية وهي مائة وثمانية وعشرون درهماً وأربعة أسباع درهم ، الرطل : 12 أُوقية، ( الصيدلية الشعبية ).
الرطل : نصف مناً ، ( مفتاح الطب : 165 ).
(4) الدرهم : نصف مثقال وخمسة، ( مفتاح الطب ص 163 ، الدرهم : ستة دوانيق، ( قراباذين القلانسي ).
(5) حمى الغب : مرض حار مع مادة صفراوية، ( مفتاح الطب : ص 120 ، الفصل الخامس في الأمراض ).
 الغذاء دواء ـ 200 ـ

  قال ابن سينا في الادوية القلبية : الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بحلاوته وخصوصاً لروح الكبد.
  وقال أيضاً في الثاني من القانون : جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً والحامض يخشن الحلق والصدر وآلتهما، والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمز (1) منه ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد إِلى أسفل والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من الخفقان والحلو منه يجلو الفؤاد.
  وإن طُبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب (2) ثم دُقت كما هي وضُمد بها الاذن نفع من ورمها منفعة جيدة.
  وعصارة الحامض منه تنفع الظفرة (3) إِذا أُكتحل بها ، وسوِيقه مصلح لشهوة الحبالى ، وكذا رُبُّه (4) وخصوصاً الحامض.
  قال هارون : عصارة الحلو منه إِذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى

*************************************************************
(1) المُزُّ بضم الميم : الشيء بين الحامض والحلو. ( معجم مقاييس اللغة ).
(2) الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طُبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام ، مثل : السكنجبين ، وشراب التفاح ( اقراباذين السمرقندي ).
(3) الظفرة : زيادة عصبية تبتدي من المآق الذي يلي الأنف ، فتغشِّي بياض العين ، وتمتد إِلى سوادها ، ( مفتاح الطب : ص 124 ).
(4) الرُّب : بتشديد الراء وضمها : من جميع الثمار هو ماؤه المعتصر إِذا عُقد بالنار أو الشمس ، ( المعتمد في الأدوية ).
الرب : ما يجلب من الشيء أو يعصر ، ثم يطبخ حتى يغلظ، ( مفتاح الطب ).
الرب وجمعه الربوب : وهو ما يعتصر مما يمكن عصره وطبخ غيَّره إِلى ذهاب صورته وهذا يكون في الفواكه ، ( تذكرة أُولي الألباب ).