الحاج أحمد الوائلي

  الغذاء دواء  ـ 3 ـ

المقدمه
بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين.
  هذا الكتاب اسمه ( الغذاء دواء ) مرتّب على حروف معاجم اللغة من الألف الى الياء لمعرفة بعض منافع ومضار بعض الاغذية والنباتات وهو كتاب إرشادي وقائي ، لايستغنى به عن مراجعة الاطباء ، وقد وضعت كل مصدر في نهاية موضوعه ، وقد ذكرت شرح بعض المفردات في الحاشية ، والله المسدّد للصواب.

  الغذاء دواء  ـ 5 ـ

( حرف الألف )
  الاُترج
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالأُترُج (1) (2) ويزيد الدماغ.
  ( الفردوس بمأثور الخطاب ج 3 ص 30 حديث 4062 ، وفيه : ( يشد ) بدل : ( ينير ) ، وكنز العمال ج 10 ص 40 حديث 28257 ، وبحار الانوار ج 62 ص 297 ).
  قال الإِمام الباقر ( عليه السلام ) : إن الاُترج لثقيل ، فاذا اُكِلَ ، فإِن الخبز اليابس يهضمُهُ مِنَ المَعِدَة، ( امالي الطوسي ص 369 حديث 786 ، وبحار الانوار ج 66 ص 191 حديث 1 ).
  قال إبراهيم بن عمر اليماني : قلت للإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنهم يزعمون انَّ الاُترج على الريق اجودُ ما يكونُ ، فقال ( عليه السلام ) : ( إِن كان قبل الطعام خير فهو بعد الطعام خير وخير وأَجود )، ( فروع الكافى ج 6 ص 360 حديث 5 ).

**************************************************************
(1) الاُترج : جنس من الليمون ويقال له : الترنج ، والعامة تسميه : الكباد ( لطائف المعارف ص 186 ).
(2) الفرق بين القلب والفؤاد : لم يفرق بينهما اهل اللغة ، بل عرَّفوا كلاً منهما بالآخر ، وقال بعض اصحابنا من اهل الحديث : الافئدة توصف بالرقة ، والقلوب باللين ، لأن الفؤاد : غشاء القلب : إذا رق : نفذ القول فيه وخلص إلى ما وراءه ، وإذا غلظ : تعذر وصوله إلى داخله ، وإذا صادف القلب شيئاً علق به إذا كان ليناً ، ( معجم الفروق اللغوية ص 433 برقم 1742 ).

  الغذاء دواء  ـ 6 ـ

  وقال ( عليه السلام ) : لأصحابه : إخبروني بأي شيء يأمركم به اطباؤكم في الاُترج ؟
  فقال احدهم : يابن رسول الله يأمروننا به قبل الطعام.
  قال : مامن شيء اردأ منه قبل الطعام ، وما من شيء انفع منه بعد الطعام ، فعليكم بالمُربّى منه ، فإِن له رائحة في الجوف كرائحة المسك ( طب الأئمة لابني بسطام ص 135 ، وبحارالانوار ج 66 ص 192 حديث 7 ).
  وقال ( عليه السلام ) : ( كُلُوا الاُترج بعد الطعام ، فإن آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفعلون ذلك ) (1).
  قال أبو بصير : كان عندي ضيف فتشهّى اُترُجاً بعسل فأطعمتُهُ وأكلتُ معه ثم مضيت إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، واذا بالمائدة بين يديه ، فقال لى : اُدنُ فَكُل.
  فقلت : إِني اكلت قبل ان آتيك اُترُجاً بعسل ، وأَنا اجد ثِقلَهُ ، لأني اكثرت منه.
  فقال : ياغلام انطلق إلى الجارية ، فقل لها : ابعثي إِلينا بحرف رغيف يابس من الذي تجففه في التّنور ، فأُتىَ بهِ ، فقال لي : كل من هذاالخبز اليابس ، فانه يهضم الاُترج.
  فأَكلته ثم قمت فكأني لم آكل شيئاً ، ( الكافي ج 6 ص 359 حديث 1 ، والمحاسن ج 2 ص 373 حديث 2305 ، وبحار الانوار ج 66 ص 192 ، حديث 5 ).
  وقال ( عليه السلام ) : ( أكْلُ الاُترج بالليل ، يقلب العين ، ويورثُ الحَوَلَ (2) ).
  طب الإمام الرضا ص 27 ، وبحار الانوارج 62 ص 321 ، وفيه : ( يوجب ) بدل : ( يورث ).
  وقال ( عليه السلام ) : الخبز اليابس يهضم الاُترج ، ( الكافي ج 6 ص 360 حديث 4 ، طب الائمة لابني بسطام ص 136 ، وبحار الانوار ج 66 ص 275 حديث 8 ).

**************************************************************
(1) الكافي : ج 6 ص 360 حديث 3.
(2) الحَوَلَ : ظهور البياض في مؤخر العين ، يكون السواد من قبل المآق ، أو قبال الحدقة على الانف ، أو ذهاب حدقتها قبل مؤخرها ، ( القاموس المحيط : ج 4 ص 375 ).

  الغذاء دواء  ـ 7 ـ

  وقال ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كان يعجبه النظر إلى الاُترج الاخضر والتفاح الاحمر، ( الكافي ج 6 ص 360 حديث 6 ، وبحار الانوار ج 16 ص 267 حديث 72 ).
  قال جالينوس : جوف الاُترج هو الذي فيه البزر حامض الطعم وقوته قوة تجفف تجفيفاً كثيراً حتى كأنه في الدرجة الثالثة (1) من درجات الأشياء التي تُبرِّد وتجفف.
  وشحم الاُترج الذي بين قشره وحماضه يولِّد اخلاطاً غليظة باردة.
  وأما قشر الاُترج فيجفف بما في قوته ومزاجه تجفيفاً معه من الحِدَّة أمر ليس باليسير ولذلك صار يجفف في الدرجة الثانية وليس هو بارد ، لكنه إما معتدل وإما دون الاعتدال بشيء يسير وقال في كتاب الاغذية قشر الاُترج عسر الانهضام عَطِرُ الرائحة ينفع في الاستمراء كما تنفع أشياء أُخر مما لها كيفية حارة حريفة ، ولذلك صار اليسير منه يقوي المعدة وصار ماؤه يخلط مع ما يشرب من الأدوية المسهِّلة.
  وبزر الاُترج مر الطعم ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يحلل ويجفف في الدرجة الثانية.
  وورق هذه الشجرة قوته أيضاً مجففة محللة.
  قال ديسقوريدوس : هو نبات تبقى ثمرته عليه جميع السنة وهو معروف عند جميع الناس ، والثمر بنفسه طويل ، لونه شبيه بلون الذهب طيب الرائحة مع شيء من كراهة ، وله بزر شبيه ببزر الكمثرى.
  إذا شرب بشراب كانت له قوة يضاد بها الأدوية القتّالة ويسهِّل البطن وقد يتمضمض بطبيخه وعصارته لتطييب النكهة.
  وقد يشتهيه النساء الحوامل للشهوة (2) الخارجة عن الطبيعة ، العارضة لهن

************************************************************* *
(1) راجع درجات الادوية في حرف الدال.
(2) الشهوة هي حالة تعرض للنساء الحبالى وتسمى الوحم ، والوحم : اسم لما يُشتَهى وهي شهوة الطعام ، وَحِمَت الحبلى أي اشتهت شيئاً على حبلها وبعض الحبالى ليشتهين أكل الطين والفحم وغير ذلك ، أعانها الله.

  الغذاء دواء  ـ 8 ـ

  في الحبل ، وقد قيل إنه إذا جعل مع الثياب حفظها من التآكل فيها.
  قال ابن ماسويه : بارد رطب في الأُولى وبرودته أكثر من رطوبته ، وهو عسر الانهضام يطفئ حرارة المعدة.
  قال إسحاق بن سليمان : لب الاُترج يكون على قسمين; لأنَّ منه ما هو تفه مائل إلى العذوبة اليسيرة قليلاً ، ومنه الحامض القطّاع فما كان منه تفهاً كان بارداً رطباً في الدرجة الثانية (1) إلا أنَّ برودته أكثر من رطوبته ، وما كان منه حامضاً كان بارداً يابساً في الدرجة الثالثة وكانت له قوة تلطفه وتقطع وتبرد وتطفئ حرارة الكبد وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام وتقمع حدَّة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها وتسكِّن العطش وتقطع الاسهال والقيء المريين وتنفع من القوباء والكلف إذا طلي عليهما وإن كان بالنفع من القوباء أخص وَيُستدَلُّ على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع على الثياب ، فإنه إذا طلي عليه قطعه وذهب به .
  اما ورق الاُترج ففيه عطرية وذكاء رائحة مع حرافة بيّنة ، ولذلك صار مقوياً مجففاً ملطفاً ينفع مما ينفع منه قشر الثمرة.
  واما بزره يحلل الاورام ، ويقوي اللثة بفضل مرارته .
  قال اسحاق بن عمران : طبيخه نافع من الحمى مطفئ لحرارة الكبد.
  وقشر الاُترج مُشَهٍّ للأكل معطش.
  وورق الاُترج : هاضم للطعام مسخن للمعدة موسع للنفس إذا ضاق من البلغم ، لأن من شأهنه فتح السدد البلغمية.

*************************************************************
(1) راجع درجات الادوية في حرف الدال.

  الغذاء دواء  ـ 9 ـ

  والاُترج عسر الخروج رديء الغذاء (1).
  قال أبو حنيفة : هو كثير بأرض العرب وهو مما يغرس غرساً ولا يكون برياً ، وأخبرني بعض الأعراب بأن شجرته تبقى عشرين سنة تحمل وحملها مرة واحدة في السنة وورقها مثل ورق الجوز وهو طيب الرائحة وفقاحه شبيه بنور النرجس إلأ أنه ألطف منه وهو ذكي ولشجره شوك حديد.
  كتاب التجربتين : حماضه يشهي الطعام للمحرورين وينفع من الماليخوليا (2) المتولدة من احتراق الصفراء (3).
  قال ابن سينا : حماض الاُترج من المقويات للقلب الحار المزاج النافعة من الخفقان الحار وفيه ترياقية تنفع لذلك من لسعة الجرارة وقملة النشر والحية أيضاً.

*************************************************************
(1) الغذاء : هو ما استحوذ عليه البدن ، فأحاله إلى طبعه ، كالخبز ، فإن البدن يجعله كيلوساً ، ثم دماً ، ثم لحماً وعظماً ، وغير ذلك من أعضائه ، ( مفتاح الطب : 146 الفصل 8 في قوانين الأدوية والأغذية ).
(2) الماليخوليا : هو الوسواس السوداوى ، ( مفتاح الطب : 121 ).
(3) كيس الصفراء ( المرارة ) : هو كيس يشبه الحويصلة في مظهره الخارجي ذو لون أخضر مائل إلى الصفرة ، يقع على السطح الداخلي للكبد عند الإنسان والحيوانات الفقرية وتتجمع في هذا الكيس ما تعرف بعصارة الصفراء المرة المذاق والقاعدية التفاعل.
  وتنتقل عصارة الصفراء عن طريق قناة خاصة تسمى قناة الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة حيث تصب في الاثني عشري لتساعد في أداء بعض الوظائف المهمة ثم تطرح إلى الخارج ، وعصارة الصفراء بحد ذاتها مادة سامة وخاصة عند بقائها في الجسم ، ولكن مرورها عبر الأمعاء يؤدي إلى إنجاز عملية هضم المواد الدهنية المختلفة جنباً إلى جنب مع الخمائر الخاصة بهذه العملية ، ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية : ص 129 ).
  الصفراء : رغوة الدم ، ( مفتاح الطب ).
  الصفراء : سائل شديد المرارة يختزن في كيس المرارة لونه أصفر يضرب للحمرة ، ( المعجم الوسيط ).

  الغذاء دواء  ـ 10 ـ

  وهو نافع من اليرقان ، يكتحل به فيزيل يرقان العين وهو رديء للعصب (1) والصدر ، وإذا طبخ بالخل وسقي منه نصف سكرجة (2) قَتَلَ العلق المبلوعة وأَخرجها ، وعصارته تسكن غلمة (3) النساء.
  ولحمه ردي للمعدة منفخ بطيء الهضم يورث القولنج ويجب ان يؤكل مفرداً ولا يخلط بطعام قبله ولا بعده والمربى منه بالعسل اسلم وأقبل للهضم وقد ينفع اكله من البواسير.
  وورقه مسكن للنفخ مقو للمعدة والاحشاء وبعده فقاحه وهو الطف منه.
  وقشره من المفرحات الترياقية التي حرارتها تعين خاصيتها وهو حار يابس في الثالثة (4) ويقرب منه ورقه وفقاحه وهما ألطف منه.
  وحراقة قشره طلاء جيد للبرص (5) وقشره يطيب النكهة إمساكاً في الفم وإذا جعل في الأطعمة مثل الأبازير (6) أعان على الهضم ونفس قشره لا ينهضم لصلابته وله قوة محللة وطبيخه يسكن القيء وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي وقشره ضماداً أيضاً ، ورائحة الاُترج تصلح فساد الهواء والوباء.

*************************************************************
(1) العصب : ما يشد المفاصل ويربط بعضها ببعض وهو شبه خيوط يسري فيها الحس والحركة من المخ إلى البدن.
(2) السكرجة الصغيرة : ثلاث آواق ، السكرجة الكبيرة : وهي الصدفة تسع آواق ، والسكرجة المطلقة : ستة أساتير ، ( مفتاح الطب : ص 165 ، الفصل 11 في ذكر الأوزان والأكيال ).
(3) الغلمة : شدة الشهوة للجماع ، ( المعجم الوسيط ).
(4) في نسخة الثانية.
(5) البرص : بياض ظاهر في ظاهر البدن ويكون في بعض الأعضاء دون بعض ، وربما كان في سائر الأعضاء حتى يصير لون البدن كله أبيض ، وعلامته أن يكون أبيض اللون براقاً لكثرة المائية في العضو ، ( شرح الأسباب : ص 373 ).
(6) التوابل : إِبزار الطعام أى يُطيَّبُ به المآكل من فلفل وغير ذلك ( فقه اللغة ص 16 ).

  الغذاء دواء  ـ 11 ـ

  قال علي بن رضوان (1) : وجدت في كتاب الأطعمة أن من خواص حماضه مقاومة لحرارة المعدة وما يتولد فيها من المرة ، والأطبخة التي تتخذ منه تشهي الطعام وتنفع الخفقان الحار والخمار والاسهال العارض من قبل الكبد وفي المرة الصفراء وتحبس ما يتحلب من الكبد إلى المعدة والأمعاء.
  قال الإسرائيلي : ينفع من الأدوية المسمومة شرباً.
  قال سفيان الاندلسي : يقطع العطش البلغمي ، والشراب (2) المتخذ منه يفعل ذلك إذا مزج بماء كثير.
  قال مسيح : الاُترج نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة.
  قال مجهول : إذا أُلقي قشر الاُترج في الخمير (3) صار حامضاً سريعاً.
  قال الطبرى : خاصة حب الاُترج : النفع من لدغ العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين (4) مقشراً بماء فاتر وطُلي به مطبوخاً ، وإن دق ووضع على موضع اللدغة كان نافعاً لها (5).
  قال الأنطاكي معروف باليونانية ناليطيسون يعنى ترياق السموم ومنه يوناني وبالعربية متكا أيضاً والسريانية لتراكين وهو ثمر شجر يطول ، ناعم الورق والحطب

*************************************************************
(1) ابن رضوان ولد في مصر 376 ـ 460 هـ /986 ـ 1067 م ، ( الكفاية في الطب ).
(2) الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام مثل السكنجبين وشراب التفاح ، ( اقراباذين السمرقندي ).
  الشراب بفتح الشين جمعه أشربة : كل مائع رقيق يندفع إلى الجوف من غير مضغ.
(3) الخمير : خمير العجين.
(4) المثقال : درهم وثلاثة أسباع الدرهم وقيل المثقال : درهم وثلاثة أرباع الدرهم وقيل المثقال : 48 حبة وقيل المثقال : 6 دوانيق وقيل المثقال : درهم ونصف وقيل المثقال : 18 قيراطاً وقيل المثقال : 4 غرامات و 4 بالعشرة من الغرام.
(5) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 1 ص 10 و 11.

  الغذاء دواء  ـ12 ـ

  ويدرك عند شمس القوس وأجوده الأملس الطوال الكبار النضيجة وأردؤه ما مال إلى استدارة ومنه ما في وسطه حماض وهو مركب القوى ، قشره حار يابس في آخر الثانية أو يبسه في الأولى ولحمه حار فيها ، رطب في الثانية وكذا بزره وقيل بارد وحماضه بارد يابس في [ الدرجة ] الثانية مفرح ينفع [ الاعضاء ] الرئيسة ويزيل الخفقان والسدد ويحلل الرياح الغليظة ويقوي المعدة ، ورماد قشره يذهب البرص طلاء .
  وحماضه يحلل الجواهر وينفع من اليرقان ويقوي الشهوة و [ شرب ] بزره الى ثلاثة دراهم ترياق السموم بالشراب خصوصاً العقرب ، وإِذا حل مع اللؤلؤ بحماضه في الحمّام في قارورة نفع بالأشربة من كل سم ومرض في الأعضاء الأربعة والزحير مجرب ، ولحمه رديء يضر المعدة ويصلحه السكنجبين (1) ورائحته تجلب الزكام ويصلحه العود وشربته إلى عشرة دراهم (2) ، (3).
  الأُذنان وكيف تعملان :
  لا بد للأصوات التي نسمعها من قطع رحلة عجيبة في الأُذن ، وبرغم أن طول هذه الرحلة لا يتعدى بوصتين (4) ، إلا أن الأصوات تمر في أنواع كثيرة من أشكال

*************************************************************
(1) السكنجبين : قد يراد به في الطب القديم كل شراب مركب من حلو وحامض وقد ذكر جل المحققين يمكن الاستغناء به عن الأدوية إِذا عرفت نسب أقسامه المخلوطة ( دائرة معارف القرن العشرين : ج 5 ص 220 حرف السين ).
(2) الدرهم : 16 قيراطاً وقيل : 125/3 غراماً وقيل : ثلاثة أرباع المثقال وقيل : 6 دوانيق وقيل : 18 حمصة وقيل : نصف المثقال وخمسه وقيل : 12 قيراطاً وقيل : 186/3 غرام وقيل : 1/49 حبة .
(3) تذكرة أُولي الألباب : ج 2 ص 37.
(4) البوصة : وحدة قياس تساوي 1 من 12 من القدم ، أو 54 ، 2 سم .

  الغذاء دواء  ـ13 ـ
  المادة ، فهي تمر بهواء وبأغشية وعظم وسائل ، ولا تنتهي رحلة الأصوات بذلك بل لا بد لها من أن تتحول إلى إشارات عصبية (1) تنقلها الأعصاب إِلى المخ (2) حتى يتعرف عليها ويفهمها ويعرف معناها.
  فالأُذنان اللتان تراهما على جانبي رأسك لا تعملان إلا عمل القمع تجميع الاهتزازات الصوتية ، ولذلك يسميها الأطباء صوانا الاُذنين.
  ويوجد داخل صوان كل أُذن فتحة تؤدي إلى دهليز قصير يسمى قناة السمع ، وتتكون الاُذن الخارجية من صوان الاُذن وقناة السمع.
  وتمتد قناة السمع مسافة بوصة واحدة تقريباً داخل الجمجمة ، ولا تستطيع الامتداد أكثر من ذلك لأنها مسدودة من الداخل بغشاء مرن هو طيلة الاذن، فعندما تدخل الاهتزازات الصوتية في الاذن الخارجية تصل إلى غشاء (3) طبلة الاذن فتحدث فيها اهتزازات مماثلة .
  وفي الناحية الأُخرى من غشاء ( طبلة ) الاذن يوجد تجويف صغير يسمى الاذن المتوسطة ، فيها نجد ثلاث عظام دقيقة ، تسمى بأسماء تصف شكل كل منها ، هي المطرقة والسندان والركاب .
  وتتصل هذه العظام الدقيقة الثلاث بشكل معين يسمح لها بتوصيل الاهتزازات الصوتية التي نسمعها فترى أن مقبض المطرقة مثبت في غشاء ( طبلة )

*************************************************************
(1) العصب : جسم لَدن ( اللدان اللين في كل شيء ) عَلِك ، ينبت من الدماغ والنخاع ، وينفد في جميع البدن ، فيفيده الحس والحركة ( الاغذية والادوية ).
(2) المخ : الجزء الرئيسي من الدماغ ، يُمكِّنُك المخ المُجعَّد من الشعور والتفكير والكلام والرؤية ، ويمُكِّنُ جسمك من الحركة ( موسوعة جسم الإِنسان ص 106 ).
(3) الغشاء : هو ما غشى العضو ، ليكون وقاية مثل الغشاء بين اللذين على البطن ، والفرق بين الغشاء والطبقة : ان الطبقة من جرم العضو ، والغشاء : كسوة له تقيه وتستره ( مفتاح الطب ص 111 ).

  الغذاء دواء  ـ 14 ـ

  الاذن وبذلك يلتقط اهتزازاتها وينقلها إلى السندان الذي يوصلها إلى الركاب.
  وتسد قاعدة الركاب فتحة صغيرة توصل إلى الأذن الداخلية ، فعندما يهتز الركاب ، تتسلل الموجات الصوتية خلال سائل يسمى ( برى ليمف ) إلى ممر حلزوني منحوت في العظم يسمى ( القوقعة ) إذ أنه يشبهها في الشكل ، وتوجد بداخل القوقعة الخلايا العصبية الخاصة بحاسة السمع.
  وفي الختام ، تمرر هذه الخلايا الإشارات العصبية في الأعصاب إلى مركز السمع في المخ.
  وفي الاذن الداخلية عضو آخر وظيفته المحافظة على اتزان الجسم ، يتركب من ثلاث قنوات صغيرة هلالية الشكل وكيسين صغيرين مملوء كل منهما بالسائل ، وعند كل حركة من حركات الرأس يهتز السائل في القنوات وبذلك تتنبه نهايات أعصاب فيها ، وبذلك تنشأ إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى المخ تمكنه من إحداث تغييرات في توتر العضلات تؤدي إلى المحافظة على توازن الجسم (1).   الاسپرين
  اصبح الاسپيرين ، الفعّال ضد الحُمّى (2) ، والالم ، والالتهابات (3) الدواء

*************************************************************
(1) كل شيء عن جسم الإنسان ج 7 ص 89 ـ 91.
(2) الحمى : ارتفاع غير سوي في حرارة الجسم ، قد يكون عارضاً لعديد من الامراض ، إلاّ انها في العادة إِشارة لانهماك جسمك في محاربة الالتهابات ( دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 30 ).
(3) مضادات الالتهاب : وهي تقاوم الالتهاب ( مثل الاحمرار ، والحرارة ، والورم ، والالم ، وزيادة تدفق الدم في الجروح ) في العديد من الامراض المزمنة وغير المعدية كالروماتيزم ، والتهاب المفاصل والنقرس ، اما تأثيراتها الجانبية : فهي الطفح الجلدي ، وتهيج المعدة ، وأحياناً النزف ، واضطرابات السمع ، وحصول صفير اثناء التنفس ، ( دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 15 ).

  الغذاء دواء  ـ 15 ـ

  الاكثر انتشاراً في العالم اجمع ، على رغم ان العلماء مافتئوا (1) غير متأكدين من كيفية عمله.
  اوصى ابقراط (2) ( 460 ـ 377 ق.م ) ، ( ابو الطب ) بخلاصة لحاء (3) الصفصاف (4) لمداواة آلام الروماتيزم (5) ، والحُميّات ، وكان الهنود الحمر الاميركيون يستخدمون شاي لحاء الصفصاف لمداواة الاوجاع نفسها .
  وفي سنة 1763 م ، قُدِّمت إلى الجمعية الملكية في لندن ورقة حول نجاح مداواة الملاريا ( الحمى الصفراء ) بلحاء الصفصاف ، وقد عُزل ، فيما بعد ، المقوِّم الفعّال ، الحامض الساليسيليك ، وفي الستينات من القرن التاسع عشر تم تطوير اساليب عملية لتحضير ساليسيلات مركّبة بكميات كبيرة .
  غير أن الدواء لم يُستعمل استعمالاً عامّاً إلاّ بعد سنة 1893 م ، عندما إكتشف ( فيليكس هوفمان ) ، وهو كيميائي يعمل في شركة باير الالمانية ، طريقة سهلة لصنع مركّب الاسيتيل لحامض الساليسيليك ، وكان والده ( هوفمان ) مصاباً بالروماتيزم ، ويشكو من المستحضرات الموجودة في الساليسيلات ، فلقد كانت هذه

*************************************************************
(1) مافتئوا : اي مازالوا ، يستعمل للماضي والمضارع.
(2) ابقراط : طبيب يوناني ، من وصاياه : ينبغي ان يكون المتعلم للطب محتملاً للشتيمة ، لأن قوماً من المبرسمين ( المصابون بالبرسام وهي علة يهذي فيها ) واصحاب الوسواس السوداوي يقابلونا بذلك ، وينبغي لنا ان نحتملهم عليه ، ونعلم انه ليس منهم ، وان السبب فيه المرض الخارج عن الطبيعة ، ( اذكياء الاطباء ص 181 ). (3) اللحاء : قشر ساق الشجرة ، اما الدكتور امين رويحة فقد قال فى كتابه التداوي بالاعشاب ص 201 : اللحاء : قشور اغصان الشجرة بعد السنة الرابعة من عمرها.
(4) الصفصاف : سوحر ، المواد الفعالة فيها : مركبات السالسلات ، مواد دابغة مسكنة للآلام ، معرّقة ، ومدرة للبول ، ومضادة للالتهاب والحمى ( التداوي بالاعشاب ص 201 ).
(5) الروماتيزم : اسم يطلق على امراض متعددة تصيب الجهاز العضلي الصقلي ، وَصِفَته الالم والتيبس في المفاصل ( دليل البدائل الطبية ص 727 ).

  الغذاء دواء  ـ 16 ـ

  المستحضرات غالباً ما تتسبب بتهيُّج حاد في القناة الهضمية ، وكانت ذات طعم كريه.
  من خلال القرن التاسع عشر ، اذاع اطباء افراد نتائج رائعة تحققت بمختلف انواع هذا الدواء لمعالجة بعض الآلام من مثل النورالجيا ( الالم العصبي ) (1) ، والصداع ، وضد الحمى في سلسلة كبيرة من الامراض المعدية ، وضد الالتهاب بعض الحالات بما في ذلك النقرس أو داء المفاصل.
  وقد بدا أن الاسبيرين ( والعلامة التجارية للاسپيرين ادخلتها شركة باير سنة 1899 م ) ، حتى بعض التأثير في منع تكوُّن حصى الكلى ، وقد جعلته فعّاليته مثل هذا المجال العريض من المعالجات الدواء العجيب في العصر ، ولم تتضاءل شهرته قط مذ ذاك.
  وفي سنة 1964 م ، صنعت الولايات المتحدة الاميركية 27 مليون رطل انكليزي من الاسبيرين ، وهي كمية تكفي لملء اربعة قطارات حديدية يتألف الواحد منها من 100 حافلة ( الرطل الانكليزي أو الباوند ـ هو نحو 453 غراماً ).
  إِن هناك بعض التأثيرات الجانبية ، مع ذلك ، مثلما هو الحال بالنسبة إلى سائر الادوية ، صحيح ان الاسبيرين ليس مما يُدمَن عليه ، ومن الصعب الانتحار بواسطته ، طالما ان القيء سيُستَحثّ قبل حدوث أي تأثير مميت ، غير أن حوالي مئة ولد يقضون كل سنة في الولايات المتحدة الاميركية من التسمم بالاسبيرين ، وكذلك تحدث ردود افعال عنيفة ، وحتى ردود افعال شديدة الحساسية مهلكة ، لدى البالغين تصادَف بين الفينة والفينة.
  على نحو اعم ، قد يُحدث الاسبيرين نزفاً في المعدة والامعاء معاً ، وكثيرون من المرضى يفقدون ما مقداره ملعقة شاي واحدة من الدم في البراز ( الغائط ) عقب تناولهم الاسبيرين ، وقد دلت دراسة اُجريت سنة 1969 م على 125 مريضاً اُصيبوا

*************************************************************
(1) آلام الاعصاب ( نويرالجي ) ( التداوي بالاعشاب ص 371 ).

  الغذاء دواء  ـ 17 ـ

  بنزف حاد في المعدة والامعاء معاً ان 80 في المئة منهم قد تناولوا عشرة اقراص من الاسبيرين خلال الثماني والاربعين ساعة السابقة ، غير أن العلاقة لم تثبت ، على نحو حاسم ومقنع ، وقد اكتُشف ان الاسبيرين قادر على إحداث قصور في الصفائح التي تمثّل دوراً في عملية تخثُّر الدم.
  إِن العمل المضاد للتخثُّر ، مع ذلك ، قد يُثبت في النهاية انه ذو قيمة لا تقدَّر بثمن في منع الادواء (1) القلبية والمتعلقة بالدورة الدموية ، ومعالجتها ، والباحثون الآن متقدمو ن جداً في استخدام الاسبيرين للحؤول دون حدوث السكتات والنوبات القلبية المُحْدثة بالتخثر ، بالطبع ، لا يتعيَّن على اي احد أن يتبع مثل هذا الاختبار من غير المراقبة والإِشراف الدقيقين من جانب الطبيب ، نظراً لسميَّة الدواء ، وضرورة اللجوء إلى انواع اُخرى من المعالجة في هذه الحالات.
  لقد بيَّن فريقان من الباحثين البريطانيين ( حديثاً ) ان الفعالة المقاومة أو المانعة للحمى ، وتلك المقاومة أو المانعة للالتهاب التي يوفّرها الاسبيرين مردّها إلى العمل الذي يعوق الاحماض الدهنية التي تحدث في انسجة كثيرة ـ ومثلها مثل الهرمونات ـ يبدو أنها ذات تأثير قوي في مختلف العمليات الفسيولوجية ، وبعض هذه الاحماض الدهنية المحددة على ما يظهر ، تستحث الحمى ، وبإعاقة الاسبيرين تركيبها ، يُحدث تخفيضاً لحرارة الجسم ، وبالممائلة ، تُمنع احماض دهنية اُخرى تتسبَّب بالالتهاب في التكون بوساطة عمل الاسبيرين ، وبهذه الكيفية يمارس الاسبيرين عملاً مقاوماً ومانعاً للالتهاب ، ولم يُدرك على نحو تام بعد ، تأثير هذا الدواء المقاوم للالم ، ( موسوعة الغرائب والعجائب ج 1 ص 30 ـ 32 ).
  اسفاناخ الزبانخ السبانخ
  قالت الدكتورة لطيفة سهيل نجم : السبانخ : وفيه مواد فعالة تعوض نصف

*************************************************************
(1) الادواء : مفردها داء .

  الغذاء دواء  ـ 18 ـ

  ادوية الصيدلية ، فيعالج : فقر الدم عند الفتيات ، وينقي الجسم من السموم والرواسب وملح الطعام ، ويفيد في تغذية الصغار ، ولغرض الاستفادة القصوى من السبانخ يوصى بتناوله نيئاً قدر الإمكان في سلطات متنوعة .
  وفي بعض مصحات العلاج الطبيعي في نيويورك : يعالج مرض السرطان بشرب عصير طازج يومياً ( من4 إلى 5 أقداح ) ويضم عصير : ( سبانخ ، بطاطا (1) ، جزر ، تفاح ، ملفوف (2) ، شوندر (3) ).
  ومن الخطأ : استعماله مع اللحوم والبيض والجبن والحليب في الطعام ، بل الافضل تناوله مع البصل والثوم والكزبرة الخضراء مفروماً بشكل ناعم ، ويمكن إضافة بعض الزيت إلى البصل والكزبرة والشبنت ، ثم تضاف الطماطة المقطعة ، ولا يبقى على النار سوى عشر دقائق يتشرب كل السوائل التي تبخرت منه ، وأفضل اعشاب التتبيل (4) للسبانخ : البقدونس (5) ، الشبنت ، الكزبرة الخضراء ، الثوم الاخضر ، الريحان ، الزعتر ، الليمون (6) ، البصل ، وعدم الجمع بينه (7) وبين الحليب في وجبة واحدة ، ويمنع السبانخ عن المصابين بأمراض الكلى والكبد وحصى الكلى والحالبين ولا يناسب مرض النقرس ، ( الإنسان والغذاء الحي ص 187 ) .

*************************************************************
(1) بطاطا : وتسمى عند العراقيين بتيتة .
(2) الملفوف : من اسمائه الكرنب ، ويسمى عند العراقيين : اللهانة.
(3) شوندر : ويسمى عند العراقيين شونذر .
(4) التتبيل : هو إضافة ما يطيب الطعام في القدر.
  راجع التوابل في حرف التاء.
  بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيّم إثرها لم يفد مكبول (5) البقدونس : من اسمائه المقدونس والبعض يسميه الجعفري ، وعند العراقيين يسمى : المعدونس.
(6) الليمون : هو الليمون الحامض ، ويسمى عند العراقيين : النومي الحامض.
(7) أي عدم الجمع بين السبانخ والحليب ، لانه يفضي إِلى الضرر.

  الغذاء دواء  ـ 19 ـ

  قال صاحب كتاب الفلاحة : هي بقلة معروفة تعلو شبراً ، ولها ورق ذو شعب ، وليس لها انفاخ كما لسائر البقول ، ولا تُوَلدّ بلغماً وهي اقل البقول غائلة ، ومن الاسفاناخ بري وهو شبيه بالبستاني ، غير أنه الطف منه وأدق وأكثر تشريفاً ودخولاً في ورقه ، وأقل ارتفاعاً من الأرض.
  قال الرازي : الاسفاناخ معتدل لين جيد للخشونة في الصدر ملين للبطن ملائم لاعتداله للمبرودين والمحرورين ، وليس له ما لأكثر البقول من الانفاخ وكثرة البلغمية في الدم.
  قال ابن سينا : بارد رطب في آخر الدرجة الأولى (1) وغذاؤه أجود من غذاء الشرمق ، وفيه قوة جالية غسالة ، تقمع الصفراء ، وربما نفرت المعدة من مرقه فليروق مرقه وليؤكل فينفع من اوجاع الظهر الدموية.
  قال صاحب كتاب التجربتين : ينفع غذاء من جميع علل الصدر الحارة كالاورام والسعال والخشونة ، ولا سيما إذا كان معه دسم ، وينفع بهذه الصفة من حرقة البول ، وهو غذاء جيد للمحمومين.
  قال الشريف : إذا تأدَّم بهذه البقلة من به إحتراق في لهواته وحلقه سكَّنت ذلك عنه ، لأنها نافعة من اوجاع الحلق والنزلات الدائمة بها ، وإن طبخت مع الباقلاء كانت ابلغ في ذلك ، وأهل نينوى من ارض بابل يزرعونها صيفاً وشتاءًويأكلونها ، لانه كثيراً ما يعتريهم وجع الحلق والصدر من النزلات الحادة وهم يستنفون (2) بها وهي عندهم اجل دواء في ذلك ، ونافعة من وجع الصدر والرئة العارضة من الدم ، والاوجاع العارضة من الصفراء والدم.
  إذا اُتخذ منه مزوّرة نفع من الحمى الحادة التي معها سعال ، لاسيما إذا طبخت

*************************************************************
(1) راجع درجات الادوية في حرف الدال لتعرف تلك الدرجة.
(2) هكذا في الاصل.

  الغذاء دواء  ـ 20 ـ

  بدهن لوزحلو. ( الجامع لمفردات الادوية الاغذية ج 1 ص 25 ).
  قال الانطاكي : اسفاناخ : معرّب عن فارسية هو اسباناخ ، وباليونانية سرماخيوس بقل معروف ، يستنبت وقيل ينبت بنفسه ولم نر ذلك ، وأجوده الضارب إلى السواد لشدة خضرته ، المقطوف ليومه ، النابت بحر لطين ، وليس له وقت معيَّن ، لكن كثيراً ما يوجد بالخريف ، وهو معتدل ، وقيل رطب ينفع من جميع امراض الصدر والالتهاب والعطش والخلفة والمرارة والحدة نيئاً ومطبوخاً وينفع الحميات اكلاً ، وعصارته بالسكر تُذهب اليرقان والحصى وعسر البول ، وأكله يورث الصداع ، وأوجاع الظهر ، وماؤه يطبخ به الزراوند والزرنيخ الأحمر ، فيقتل القمل مجرب ، ويربط نيئا على الاورام الغلغمونية ولسع الزنابير فيسكنها ، ويفجِّر الدبيلات.
  وإذاطُبخ وهرس بالإسفيداج : حلل البثور طلاءً ، وهو يصدع المبرودين ، ويضعف معدتهم ، ويبطئ بالهضم ، ويصلحه طبخه بدهن اللوز والدارصيني ، وشربة عصارته عشرة دراهم وبدله السلق المغسول ، ( تذكرة أُولي الالباب ج 1 ص 42 ).
  منافع دهن الآس
  وفيه آراء : الرأي الأول : قال ابن البيطار :
  ( أقوى ما يكون من دهن الآس ما كان في طعمه مرارة وكان الزيت عليه أغلب وكان أخضر صافياً تسطع منه رائحة الآس.
  وقوَّته قابضة مصلبة ، ولذلك ينفع استرخاء المفاصل ولكل شيء يحتاج إلى قبض.
  وصفته : تأخذ من ورق الآس برياً كان أو بستانياً ما كان طرياً ودقه واعصره واخلط بعصارته قدراً مساوياً من زيت الانفاق (1) وضعهماعلى جمر ودعهما حتى

*************************************************************
(1) زيت الانفاق : هو الدهن المعتصر من الزيتون ، الذي أُخذ أول ما خُضِّب بالسواد ودق ناعماً ورُكِّبَ عليه الماء الحار ومرِّس حتى يخرج فوق الماء فهو المغسول ويسمى زيت إنفاق. ( تذكرة أُولي الالباب : ج 1 ص 183 ).

  الغذاء دواء  ـ 21 ـ

  ينطبخا ثم اجمع الدهن والعصارة (1).
  وصفة أُخرى أهون من الأولى : يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس.
  ومن الناس من يعفص (2) الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسِعد والأذخر.
  ( الرأي الثاني : خاصته تقوية الشعر ومنعه من الانتثار (3) والتساقط وتقوية اُصوله وتكثيف نباته ، ( الجامع لمفردات الادوية والاغذية ج 2 ص 99 ).
  قال الانطاكي : ينفع من الحكة (4) وداء الثعلب (5) والصداع وكل مرض حار إن عمل بالشيرج (6) أو دهن اللوز أو الزيت ويسوِّد الشعر ويقويه ويمنع انتثاره ، ( تذكرة أُولي الالباب ج 1 ص 156 ).

*************************************************************
(1) العصارة : ما يتحلب من الشيء إذا عُصِرَ.
(2) عفصه عفصاً : اثخنه ، اعفص الحبر : جعل فيه العفص ، العفوصة : المرارة والقبض اللذان يعسر معهما الابتلاع.
(3) انتثار الشعر : هو أَن يتناثر شعر الرأس ، إمّا من نقصان المادة المولدة للشعر ، كما يتناثر الورق في الشتاء ، وإما من تخلخل المسام التي في الرأس والوجه ، ( مفتاح الطب ص 120 ).
(4) الحكة بكسر الحاء وشد الكاف : علة توجب الحكاك كالجرب.
(5) داء الثعلب : هو تمرط الشعر من رطوبات غريبة ردية تجتمع في اُصول الشعر فتمنع بحدتها وإحراقها من كون الشعر ، وسمِّي بهذا الاسم لأنه كثيراً ما يعتري الثعالب ، ( مفتاح الطب ص 120 ).
(6) الشيرج : هو دهن السمسم ويسمى ايضاً : دهن الحل.

  الغذاء دواء  ـ 22 ـ

  الاُكسيجين
  الاُكسيجين : غاز يكون في الهواء ، وهو ضروري للحياة.
  نتنفس الاُكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ).
  الاُكسيجين
  الاكسيجين : غاز لالون له ولا رائحة ، ضروري للتنفس ولاحتراق الاجسام ، يوجد في الهواء بنسبة 1 من5 ، يُعبَّر عنه ـ (5).

  الغذاء داء  ـ 23 ـ

  الإيدز
  اختلاط مياه الشرب بمياه المجاري أحد اسباب الإصابة بالإيدز (1) :
  أثبتت الدراسات والبحوث العلمية مؤخراً ان مرض الإيدز من ضمن أسباب الإصابة به هو اختلاط مياه الشرب بمياه المجارى ، وذلك بجانب اسبابه الأُخرى المعروفة ، وهي ممارسة الشذوذ الجنسي (2) ، والعدوى عن طريق سوائل الجسم ، كاللعاب والدم ، والسائل المنوي (3) ، والعطس ، والتقبيل .

*************************************************************
(1) صحيفة الاهرام الصادرة في 3/9/1985 ( بتصرف ).
(2) تعليق اسباب الانحراف الجنسي : لعل من الصعب إِيجاد سبب واحد لتفسير الحالة الواحدة من الانحراف الجنسي ، فمعظم حالات الانحراف تقوم بنتيجة تفاعل عوامل عدة تتظافر بدرجات متفاوتة من القوة لتكوين حالة الانحراف ، وهذه العوامل تشمل طبيعة شخصية المنحرف وتربيته الحياتية وبيئته الاجتماعية والامكانيات الجنسية المتوافرة له .
(3) المني : الذي يكوِّن اصل الحياة ، يخرج من الرجل والمرأة ، هو الماء الغليظ الذي يكون منه الولد * ( الاصطلاحات في الرسائل العملية ص 132 ).
* الولد : يطلق على الذكر والانثى بدليل قوله تعالى : ( يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الاُنثيين ).

  الغذاء دواء  ـ 24 ـ

( حرف الباء )
  باب البدن
  باب البدن ( الشرج ) : الفتحة في آخر الامعاء (1) ، والتي يمربها البراز (2)
.
  ( مرشد العناية الصحية ص 380 ).
  البابونج
  وفيه آراء :
  ( الرأي الأول : قال ابن البيطار : هو ثلاثة أصناف والفرق بينها إِنما هو في لون الزهر فقط ، وله أغصان طولها نحو من شبر وفيها شعب وورق صغار دقاق ورؤوس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض وفي بعضها زهر مثل لون الذهب ، وفي الذي ظهر من الزهر على الرؤوس يظهر باستدارة حولها ويكون لونه ابيض واصفر

*************************************************************
(1) معا : هو عبارة عن ظرف المأكول والمشروب وما تحيَّز من الفضلات ، وجمعه امعاء.
  ( تذكرة أُولي الالباب ج 2 ص 23 ).
(2) البراز : هو آخر ما تبقى في الامعاء الغليظة من رواسب ( نفايات ) الغذاء ، وهو مكوَّن من بعض الياف اللحم ، والياف نسيج ليفي غير مهضومة مع بقايا مواد ( خشبية ) تخلفت من الاغذية النباتية ، مع مختلف انواع الاملاح والجراثيم ، وكمية من المياه تكثر اوتقل ، ( شباب في الشيخوخة ص 225 ).

  الغذاء دواء  ـ 25 ـ

  وفرفيري وهو في قدر زهر السذاب وينبت في أماكن خشنة وبالقرب من الطرق ويقلع في الربيع.
  وقوة هذا النبات وعروقه وزهره مسخِّنة ملطِّفة ، إِذا شُرِبَ أو طُبِخَت وجلست النساء في مائها : ادرَّت الطمث (1) ، وأحدرت الجنين عند الولادة ، وادرت البول.
  وقد يسقى طبيخها أيضاً للنفخ ، ويبرئ وجع الكبد.
  وأما الصنف الذي زهره ابيض والنصف الذي زهره أصفر فهما اشد إدراراً للبول.
  الرأي الثاني : البابونج النوع الأبيض : الزهر منه هو النبت المعروف بمصر بالكركاس واهل الاندلس : يعرفونه بالمقارجة وهو اسم لطيني وأهل افريقية يسمونه رجل الدجاجة ، وهو الاقحوان عند العرب وليس بمستعمل عند الاطباء وإنما يستعمل نوع آخر وهو الذي يعرف بافريقية بالبابونق.
  الرأي الثالث : البابونق بالقاف اسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق بتونس وهو يتخلق بأرضها من غير أن يزرع [ بـ ] ارض مصر والمشرق.
  الرأي الرابع : البابونج : قريب من الورد ولطافته ، وأما في حرارته فقوته قوة الزيت; لأن حرارته مشاكلة لحرارة الحيوان معتدلة ، ولذلك صار البابونج ينفع من الاعياء أكثر من كل دواء ويُسكِّن الوجع ويُرخي الأعضاء المتمددة ويُليِّن الصلبة إذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويُذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء.
  البابونج يسخن في الدرجة الاُولى وجوهره لطيف وبهذه الأسباب صارت قوَّته قوة تحلل وتُرخي وتوسِّع مسام البدن.

*************************************************************
(1) تُعطى الحلبة للفتيات في فترة البلوغ لمفعولها المنشط للطمث. ( الغذاء لا الدواء ص 328 ).